روايات

رواية الشرسة والتميم الفصل الثاني 2 بقلم مي أحمد

رواية الشرسة والتميم الفصل الثاني 2 بقلم مي أحمد

رواية الشرسة والتميم الجزء الثاني

رواية الشرسة والتميم البارت الثاني

الشرسة والتميم
الشرسة والتميم

رواية الشرسة والتميم الحلقة الثانية

أتجه “زين” إلى مكتبه بالأسفل وكان “جابر” فى أنتظاره وقال بتهديد:-
-الشهر بدأ من ساعتين!!
نظر “زين” إليه بضيق شديد كأنه يذكره بأن القنبلة قد نزع فتيلتها وبدأ العد التنازلي للأنفجار فقال بأختناق وهو ينزع رابطة عنقه:-
-متخافش عليا لكن خاف على تيام، أنت فاكر أن من السهل أنه يقبل يتعلم ومن مين.. منى أنا؟ دا انا ألد أعدائه.. كمان أيه موضوع الدكتورة اللى جات تقعد مع جدي
تبسم “جابر” بلطف وتكلف حيث ذكر “مسك” ثم أشار على ملف موجود على المكتب وقال:-
-دكتورة مسك، ملفها عند حضرتك لكن أحب أوضح لك أن التعامل معها أصعب من التعامل مع تيام، بل أسوء لكن مشكلتك مع تيام هى بتتلخص فى أنه رافض الشغل وبتاع ستات لكن مشكلتك مع دكتورة مسك أكبر، عندها 29 سنة جراحة متفوقة جدًا تقريبًا تفوقت على معظم الأطباء فى المستشفى اللى بتشتغل فيها وأوشكت رغم سنها الصغير أنها تكون رئيسة القسم لكنها رفضت بحكم المسئولية، مُتسلقة جبال وبتمارس الرماية بالقوس وضرب النار، سباحة ماهرة ومقاتلة كاراتية قوية، شخصيتها شرسة تليق بمواهبها القاتلة وعنيفة جدًا غير أنها بتكره التجمعات والزحمة، معظم كلامها بيحمل تهديدات، حسب أوامر عبدالعال بيه هتعيش معاه فى السقيفة ومتسجلش دخولها فى ستيسم الفندق ودا لأسباب تخصه لوحده
دفع “زين” بالملف على المكتب بضيق شديد ثم قال:-
-وأنا أعمل أيه بكل دا، مجرد دكتورة هتهم بحالة جدي
تبسم “جابر” بسخرية كأنه يحمل فى جبعته الكثير من الغموض وهذه الفتاة لن تكتفي بكونها طبيبة جاءت لمعالجة رئيسه فقط بل أكثر من هذا بكثير…
__________________________
( مستشفـــي القـــــــاضــي )
كان “غريب” واقفًا بغرفة كبار الشخصيات ينظر إلى ابنته “غزل” وهى فاقدة للوعي كالجسد الذي فارقه الروح وحالتها تسوء من الأمس والشاش الطبي يحط برأسها وصدرها يحمل الكثير من الأجهزة الطبية، لا يُصدق بأن هذه الفتاة هى ابنته الجميلة، دلفت “بثينة” للغرفة بوجه شاحب لا تصدق بأنها على وشك فقد ابنتها ورأته أمامها، ألتف “غريب” بعد أن سمع صوت الباب ورأها ليغادر الغرفة وقبل أن يخرج قال بغضب:-
-لو كان بأيدي كنت طردتك من الدنيا كلها، زمان خدتي ابنى منى وقلتى راجلك وسندك فى الدنيا ورجعتي تعيطي لما مشي فى طريق المخدرات ولما مات أخدتي غزل ولما دمرتي حياتها راجعي تعيطي ، أنتِ موجودة بس عشان تأذي فى عيالي
رن هاتفه باسم “مسك” ليغادر الغرفة بأغتياظ شديد قاطعًا هذا الحديث ثم تنحنح بهدوء وأخذ نفس عميق قبل أن يجيب وقال:-
-ألو
أتاه صوتها المتذمر وغضبها فى نبرتها الحادة تقول:-
-أنت عملت كدة ليه؟
-عبدالعال شخصية مهمة فى المجتمع وراجل له وضع وحالته حرجة أضطر يخرج من المستشفي بعد عمليتين فى القلب بسبب شغله وطبيعي كنتي تهتميه بيه يا مسك دا شغل وأهو على الأقل متحسيش أنك فى سجن
قالها وهو يسير فى الردهة والهاتف على أذنه لتتحدث “مسك” بنبرة قوية:-
-أنا مبقتش فاهمة حاجة، بعتني الغردقة عشان شغل ولا عشان خايف من الناس اللى بتطارد غزل ليأذوني
فتح باب مكتبه بلطف ودلف ثم أجاب على حديثها بنبرة هادئة قائلًا:-
-الأثنين يا مسك، غزل واقعة مع تاجر مخدرات ميعرفش ربنا ومعندوش رحمة وكل اللى يجي عليه بيأذي هو وعائلته حتى لو كان طفل رضيع ميعرفش حاجة، وعبدالعال راجل حالته حرجة وافقت انه يخرج من المستشفي بشرط أنه يخبيكي عنده لحد ما أظبط الأمور هنا وأطمن على أختك
-بابا أنا مش ضعيفة
تنهد بهدوء شديد من هذه الفتاة ثم قال بيأس مُستاءًا من تمردها:-
-ولا غزل كانت ضعيفة يا مسك، غزل كانت فى الجيش ومدربة كويسة أوى لو أنتِ شايفة أن القوة فى التدريبات اللى اتعلمتيها على أيد اختك، تقدري تقوليلي غزل فين دلوقت؟!
صمتت “مسك” بحزن شديد ليتابع “غريب” بنبرة هادئة:-
-أسمعي الكلام يا مسك وزى ما قولتي لسراج شهرين بس مش محتاج منك غير شهرين
أومأت إليه بنعم ثم قالت:-
-حاضر، غزل عاملة أيه دلوقت؟
صمت ولم يجيب عليها لتعلم أن حالة أختها سيئة جدًا…
_______________________
( Blue city المدينة الزرقاء )
تبسم “عبدالعال” بحماس وهو يستمع إلى “جابر” عما فعلته “مسك” بحفيده الغليظ، رفع نظره إلى “جابر” وقال:-
-يستاهل، أوعى يا جابر حد يعرف مسك هنا ليه؟، هى هنا عشان الدكتورة بتاعتي وبس…. فاهم
أومأ إليه بنعم ثم تابع تقريره عن بقية اليوم قائلًا:-
-تيام متحركش خطوة واحدة وأعتقد أنه مش هيحب يتعلم من زين
تحولت بسمة “عبدالعال” لضيق شديد وقال بغيظ أكبر:-
-لازم يتعلم حتى لو غصب عنه، تيام حسب الشرع له الضعف فى التركة، وحسب العقل والمنطق ميستاهلش جنيه واحد من ثروتي، إذا بعد كل اللى وصلت له وتعب السنين أسيب كل دا فى أيد حفيد بايظ زيه، ولو جرالي حاجة واتوزعت التركة العداوة هتزيد بين زين وتيام لأن زين مستحيل يسمح بأن تيام يهد كل اللى بنيته أنا وهو طول السنين دى
تنحنح “جابر” بخفة وهو يفهم كل هذا الحديث ثم قال:-
-لكن أنا معنديش طريقة واحدة تخلينى أجبره على الشغل، دا متأثرش بتهديد حضرتك وبرضو نزل الكازينو من ساعتين ودلوقت بيلف مع واحدة روسية
تبسم “عبدالعال” بخبث شديد ونظر إلى الملف الخاص بـ “مسك” الذي يحمله فى يده تحديدًا على صورتها وقال:-
-لكن أنا عندي يا جابر….
__________________________
كانت “مسك” تركض صباحًا فى المكان مُرتدية ملابس رياضية سوداء عبارة عن بنطلون ضيق وتي شيرت أخضر اللون ضيق ويصل لخصرها وترتدي سترة قطنية سوداء وتغلق سحابها للمنتصف تخفي قصر تيشيرتها عن الانظار وتحمل فى يدها زجاجة مياه وهاتفها فى جيبها وتضع سماعات الأذن فى أذنيها وترفع شعرها على هيئة ذيل حصان، وصلت للفندق ليفتح الباب الزجاجي تلقائيًا وسارت فى الردهة ويدها تسحب رابطة شعرها لينسدل على ظهرها والجانبين، ضغطت على زر المصعد وكانت تنتظره…
__________________________
فتحت ستائر الغرفة بيدها بقوة ثم أستدارت “ورد” إليه وهو نائمًا فى الفراش لتقول:-
-زين معقول لسه نائم
وضع “زين” الوسادة على رأسه مُتذمرًا من إيقاظها لتقول بضيق وهى تسحب الوسادة:-
-قوم انت وعدتني!
أبعد الوسادة عنه بتذمر من هذا الوعد الذي قطعه لها مُنذ سنوات وقال بضيق:-
-الساعة كام؟
-6 يلا أصحي
قالتها بجدية ليؤمأ إليها بنعم فقالت بحماس:-
-هستناك على اليخت
غادرت الغرفة مُسرعة بحماس وهى تنتظر هذا اليوم من كل أسبوع على احر من الجمر فمنذ شروق الشمس وحتى أذان الفجر يكون ملكًا لها وحدها لا عمل ولا أنشغال ولا أى شيء أخر سواها، نزلت فى المصعد وعندما فتح الباب رأت “مسك” أمامها تنتظر وصول المصعد لتقول:-
-صباح الخير
نزعت “مسك” السماعات بهدوء وقالت:-
-صباح النور
دلفت للمصعد، وضعت “ورد” يدها على الباب تمنعه من الإغلاق لتُدهش “مسك” من رد فعلها، تحدثت “ورد” بعد أن أشارت على لافتة داخل المصعد تحمل إعلان عن جولات السباحة وقالت:-
-عندنا مغامرات تحت المياه رائعة…
قاطعتها “مسك” بحدة غاضبة:-
-شكرًا لكن ممكن تبعدي أيدك لأن بفضلك أتاخرت 3 دقائق
مطت “ورد” شفتيها بدهشة من هذه الفتاة الصارمة ثم أبعدت يدها، ضغطت “مسك” على الطابق الأخير وتحرك المصعد بها، تمتمت “ورد” بضيق شديد قائلة:-
-هي شايفة نفسها على أيه؟ خلاص مفيش دكاترة غيرها..
أنطلقت فى طريقها بحماس قاتلة شعور الضجر الذي أصابها من لقاء “مسك”..
________________________
أتجه “تيام” إلى مرأب السيارات ويتحدث فى الهاتف بدلال ونبرة ناعمة:-
-يا حياتى أنا مقدرش اتاخر عليكي
توقف عن الحديث وتلاشت بسمته بتعجب مُستغربًا أختفي سيارته سيارته محلها ليُصدم من أختفيها وسأل بقلق رجل الأمن:-
-أستاذ جابر جه وأخدتها
تأفف بضيق شديد من جده وتصرف فهل بدأ يجبره الآن ويستعمل سلطته عليها، صعد غلى حيث يسكن “عبدالعال” فى السقيفة وكانت “مسك” تجلس على حافة الفراش وتضع الحقنة فى الكانولا بهدوء مُرتدية بنطلون جينز ثلجي اللون فاتح وقميص نسائي أسود تضعه من الأسفل فى البنطلون وتستدل شعرها على الجانبين فقال “عبدالعال” بلطف باسمًا إليها:-
-تعبتك معايا يا بنتى!
لم تنظر إليه وكانت تدخل الدواء فى الكانولا ببطيء وعينيها لا تفارق يده فأجابته بنبرة قوية:-
-مفيش تعب دا شغلي وأنا مش بنت حضرتك أنا دكتورة
تبسم على صرامتها وعدم تقبلها لهذه الكلمة من رجل عجوز على وشك الموت مثله، تحدث بهدوء أكثر من تعبه:-
-أوعدك أنى أعوضك عن الوقت اللى هتقضي هنا بسببي، أطلبي اللى نفسك فيا وهتلاقيه
أنهت الدواء لتخرج الحقنة وتغلق الكانولا بهدوء ثم رفعت نظرها إليها تحدق بهذا الرجل الشيخ العجوز لكنه يتودد إليها بلطفه، تحدثت بحدة جادة كالسكين جارحة لكل من يلقاها:-
-أنا مش عايزة حاجة وحضرتك مش محتاج أنك تعوضني لأنك بالفعل دفعت تمن إقامتي هنا وتاني مرة بوضح لحضرتك دا شغلي مش خدمة بقدمها لحضرتك عشان تعوضني …
فتح باب الغرفة على سهو ودلف “تيام” بغضب كالعاصفة الهلاكية يصرخ بأنفعال وأوشك على فقد عقله من هذا الشيخ العجوز:-
-أنت فاكر أنك كدة هتربيني وهتجبرني طب والله ما أنا ما تعلم حاجة ولا وورينى يا أنا يا أنت
ألتفت “مسك” برأسها أثناء جلوسها تحدق به تغير كثيرًا عن الأمس، فكان من قبل يشبه المتسولين رغم ملابس نومه لكن الآن متأنق جدًا يرتدي بنطلون أسود وقميص أسود مفتوح نصف أزراره العلوية ويظهر صدره العاري من أسفله وعضلات صدره ، حول عنقه سلسلة من الفضة وببنصره خاتم فضي كبير بعض الشيء ويرتدي حذاء أسود لامع ويرفع شعره للأعلي بثبات ورائحة عطره الرجولي ملأت الغرفة من دخوله أم عن تعابير وجهه فكانت حادة وغضبه يبث من عينيه وحتى انفاسه، تحدث “عبدالعال” بنبرة خافتة وصوت مبحوح من التعب:-
-هتتعلم يا تيام لو مش بمزاجك هيبقي غصب عنك، ويكون فى علمك عشان متتفاجئش برا أنا وقفت الفيزا بتاعتك وسحبت كل الفلوس اللى فيها يعنى حضرتك دلوقت يا تيام بيه الضبع متحتكمش غير على الهدوم اللى عليك
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته ليقترب خطوة منه غاضبًا:-
-بتعمل كل دا ليه؟ بتنتقم من ابنك اللى خرج عن طوعك فيا ليه؟ ما تروح تجيبه يورثك زى ما انت عايز وربي بكفاك ولا مقدرتش عليه جاي تستقوي عليا أنا
ضاق تنفس “عبدالعال” بتعب شديد كلما ذكر ابنه وقال بتعب ويديه تشير له بان يخرج من غرفته:-
-نفس طبعه ونجاسته، لكن أنا بقي هعرف أعلمك الأدب عشان تحافظ على قرشك وتبطل نزواتك دي، ولا عايزني أستن لما يجيلي حفيد أبن حرام بسبب أستهتارك … غور من وشي … يا جابر…جابر
حاول أن ينادي على “جابر” ليأتي ويأخذ هذا الرجل من أمامه لكن صوته يكاد يخرج من اذنه، وضعت “مسك” قناع التنفس الصناعي على أنفه وفمه بقلق ثم قالت:-
-أطلع برا، أنت بتتعبه
نظر “تيام” إليها بغضب سافر وقال:-
-لو خايفة عليه قوليله يبعد عني
ألتف “تيام” كي يغادر الغرفة فذهبت “مسك” خلفه بضيق شديد وقالت بغيظ:-
-أنت بتعامله كدة ليه؟ دا راجل مريض وبين الحياة والموت
ألتف إليها بغيظ شديد من تدخلها فى أموره وحدق بعينيها بغضب بركاني ثم قال:-
-لو خايفة عليه قوليله يبعد عن طريقي ومحدش يحملني مسئولية موته ومرضه
تبسمت ساخرة على هذا الرجل الذي أنهي فترة مراهقته من سنوات ويجب أن يكون راشدًا لكنه فاسقًا تمامًا وقالت:-
-أنت متقبل نفسك كدة أزاى، حد بالقرف دا كتر خيرهم والله أنهم مستحملينك
تنهد بضجر شديد من هذه الفتاة مُتحاشيًا النظر إليها ثم أقترب نحوها وقال بتهديد واضح:-
-بقولك أيه.. متحاوليش تختبري صبري لأن أساسًا أنتِ لسه ليكي دين فى رقبتي وهرد فبلاش تزودي بلسانك اللى إن شاء الله هقطعهولك
تبسمت “مسك” بغرور شديد ووضعت يديها الأثنين خلف ظهرها بكبرياء وقالت بوجه باسمة مُستفز أكثر من عبوسها:-
-أكيد هتقطعه مباشرة بعد ما أخليك عبرة لأى حد يفكر أنه ممكن يستقوي على مسك
أستشاط غضبًا من بسمتها وتهديدها له تمامًا فقال ويده تلمس ذقنها بكبرياء:-
– والله ما عارف مين اللى هيكون عبرة لتاني يا قمر
ضربت “مسك” يده بعنف شديد غاضبة من لمسه إليها وقالت بضيق :-
-أياك تلمسني مرة تانية أنا مش واحدة من الزبالة اللى بتعرفهم
ضحك “تيام” ورفع حاجبه بغرور مُبتسمًا بسعادة ثم قال:-
-وعرفتي منين أنى أعرف زبالة، لدرجة دى مهتمة
قهقهت ساخرة منه وعينيها تتجول فى المكان ثم قالت:-
-أنا اهتم بيك ليه شايف نفسك مهند فى زمانه ، أنت مجرد واحد مالكش لازم ولا تسوي جنيه ، أنت فاكر نفسك مين؟
وضع “تيام” يديه الأثنين فى جيوب بنطلونه بغرور وقال بكبرياء شديد:-
-أنا تيام الضبع متجرأش واحدة زيك ترفع عينيها فيا
نظرت “مسك” للأرض بسخرية من كلمته ثم أخذت خطوة نحوه بجراءة وثقة، رفعت نظرها إلى عينيه تتقابل معها بكبرياء حواء ثم قالت:-
-واحدة زي!!!! ، أنا جراحة ومعايا دكتوراة وحاصلة على الحزم الأسود فى الكاراتيه وواخدة بطولة الجمهورية من سنتين فى الرماية… لكن مين تيام الضبع مسمعتش عنه غير أنه واحد صايع ضايع زبون فى الملاهي الليلي
كز على أسنانه بغضب سافر من هذه الفتاة وشعر بالإهانة تفتت رجولته وعقله أمامها، أخذ خطوة نحوها أكثر بعد أن قضم شفته السفلية بأسنانه من الغيظ وقال بغضب:-
-بس نسيتي تسمعه عن قذارته وأنه ممكن فى لحظة واحدة يخليكي متسويش حاجة
قالها وعينيه ترمقها من الرأس لأخمص القدم بنظرة شهوانية مُخيفة لتبتسم ببرود وهى حقًا لا تخشاه ثم قالت بتهكم:-
-وأنا كمان نسيت أقولك أن ممكن بضربة واحدة أخليكي زى أختي
دفعها بقوة فى الحائط وحاصرها بيديه وبداخله غضبًا وكره لا يحتمل من “مسك” التى تشبه الجمر النارية التى سقطت على عقله وصدره تحرقه من الغضب وتثير أعصابه حتى أوشك على فقدها، خرجت منها صرخة خافتة مع أرتطام ظهرها بالحائط من قوة دفعته ليقول:-
-الله أعلم أنا هستحملك تنطقى بكلمة كمان ولا لا
نظرت إليه عن قرب بصمت تحدق بوجهه الغاضب وزاد أحمرارًا من هذا الغضب الذي بداخله وعاقدًا حاجبيه الكثيفين وعينيه الحادتين تبث نيران تقتلها، تمتمت بنبرة خافتة هادئة تحمل تهديدها:-
-هعد لـ ٣ بس لـ٣ وإذا أيدك متشلتش عني والله لأكسرهالك المرة دى
ضحك ساخرًا على قسوتها وأبتعد عنها بأندهاش يدور حول نفسه، نظر إليها ببسمة ساخرة وقال:-
-أنتِ جايبة الجراءة دى منين؟ دا أنا لو نفخت فيكي هتطير برا الغردقة كلها، فاكرة نفسك ايه؟
-لأني مسك!!
قالتها بقوة ليبتسم بعفوية عليها وقال بإعجاب من جراءتها وتحديها:-
-ودا اللى عاجبني فيكي!! أنك مسك….
أقترب أكثر منها وهو يحاصرها فى الحائط بذراعيه لا يترك لها مجالًا للهرب منه وعينيه تحدق بها بنظرة ناعمة ساحرة، رأته يقترب أكثر وأنفاسه تضرب وجنتيها فأتسعت عينيها على مصراعيها بأرتباك من قربه هكذا ، أقترب أكثر ناظرًا بعينيه وهى ساكنة بيد حصار ذراعيه لا تقاوم أو تدفعه، نظر بعينيه إلى شفتيها وعقله لا يفكر سوى فى معاقبتها بهذه الطريقة لكن اوقفه عينيها التى رفعتها بيه بقوة دون أن تتفوه بكلمة، لكن عينيها أخبرته بأنها ستكون نهايته حتمًا إذا فعل ثم قالت بجدية وحزم:-
-حافظ الشهادة ولا أقولهالك
أبتلع لعابه بتوتر من هذه الفتاة التى تهدده بالقتل بوضوح إذا تجرأ على فعل ما يفكر به ولمسها، دلف “جابر” ينقذ هذه الموقف قبل أن يتحداه ويرتكب هذا الفعل وتقتله هى فى المقابل، تحدثت بنبرة قوية يقول:-
-تيام بيه
أبتعد “تيام” عنها ونظر إلى “جابر” وقال:-
-عملتها!!
-دى أوامر عبدالعال بيه لكن بما أن أستاذ زين إجازته النهاردة لك كامل الحرية فى يومك لكن نصيحة بكرة من الساعة تاسعة تكون فى مكتب المدير العام
قالها بجدية لتأفف “تيام” من حياته التى تُدمر أمامه والجميع يضرب به ويتحكم بأنفاسه على رغبتهم كأنه دمية أمامه، تبسمت “مسك” وهى تغادر من أمامه وهمست إليه بسخرية مُحاولة كتم ضحكاتها عليه:-
-والله تستاهل اللى بيتعمل فيك
نظر لها وهى تغادر تضحك بعفوية عليه كأن ما يحدث له على هواها..
_______________________________
أستمتع “زين” بالغواص تحت الماء مع “ورد” محبوبته وجميلته التى تسكن روحه وأنهتوا من الغواص ليذهبه إلى أحد مطاعم المنتجع وطلب الطعام، كان يراقبها وهى تنظر حولها بتوتر كأنها تحمل شيء بداخلها ولا تقوي على الحديث عنه، سألها وهو يتناول لقمته بلطف:-
-فى أيه يا ورد مالك؟ هاتي اللى عندك
تنحنحت بحرج إليه ثم قالت بجدية:-
-أسمعني للأخر يا زين ومن غير عصبية وجنان
ترك الشوكة من يده بعد جملته وحدق بها صامتًا وهو خير الناس معرفة بها لتقول:-
-بس أنا عايزة أسافر مع اصحابي فى رحلة سفاجا…. لمدة ثلاثة أيام والله بس
-سفر!! ولوحدك، إحنا سبق وأتكلمنا فى موضوع سفرك وقولتلك لا لكن أنتِ بتكرري تاني كأن كلامي مش واضح ولا عاجب معاليكي
قالها بغضب سافر محاولًا السيطرة على غضبه وقلقه الذي يُصيبه لمجر فكرته بأنها تذهب بعيدًا وتغيب عن نظره فقالت بغيظ شديد من تقييد لها داخل هذا الفندق:-
-وبعدين معاك يا زين، انا مبقتش صغيرة ولا عيلة عشان تعمل كل دا، أيه أقصي حاجة ممكن تحصلي هتعاكس ما أنا بتعاكس طول الوقت وأخرهم النهاردة الصبح مش كارثة يعنى وقولتلك مليون مرة متتحكمش فيا طول ما انا مش مراتك
أنفجر غاضبًا من كلمتها ورفع ذراعيه الأثنين على الطاولة التى تفصه عنها وقال بغيظ شديد:-
-لا أظبطي كدة بدل ما أقوم أجيبك من شعرك فى وسط الأجانب
كزت “ورد” على أسنانها بحرج من قوته وغلاظة هذا الرجل الذي لا يهاب شيء وقالت بخفوت وصرير أسنانها يقشعر جسده:-
-زين.. زيــن إحنا فى مكان عام عيب، أرتقي شوية
فقد أعصابه أمام هذه الفتاة تمامًا التى تتحدث بغيظ بعد ما فعلته، أنحني للأسفل أكثر وهو يقول بأغتياظ:-
-بالجزمة فى وسط المكان العام يا ورد
تبسمت بلطف وهى تمد يديها فوق الطاولة تحاول منعه بحديثها اللطيف هاتفة:-
-خلاص… خلاص وحياتى، أخر مرة يا زيزو
رفع حاجبه إليها بغرور ثم ترك قدمه متنازلًا عن تهديده إليها وقال بحدة:-
-ايوة أظبطي كدة، وبعدين أنهي تور أمه داعية عليه قبل ما يخرج اللى عاكسك الصبح، الغردقة كلها عارفة أنك خطيبتي، شاوريلي عليه بس ونهار أبوه زى سواد الليل
-حمش!! بيعجبنى فيك حمشانتك يا سبعي
قالتها بعفوية، تبسم بعد أن سحب مقعدها بيد واحد ليتلصق بمقعده وقال بمزح كأن حاله تبدل مع الريح:-
-عيب عليكي، أنا عصبي أه لكنك فى القلب والعين برضو يا وردتي
تطلعت بوجهه بأعجاب وحب هذا الرجل مُحتلها مُنذ نعومة أظافر، كبرت أمام عينيه وتدللت على يديه، وحده من علمها كيف تعشق أو بالأحري كيف تعشقه هو وليس سواه أحد، تبسمت ببراءة ثم قالت بلطف:-
-طب وعشان وردتك ممكن توافق….
قاطعها بغضب من جديد ويصرخ هذه المرة حقًا قائلًا:-
-لا أنتِ مصرة أسفخك قلم عشان يفوقك يا ورد
ركضت من مقعدها هاربة منه وسط بهو الفندق ليركض خلفها وهى تصرخ بخوف منه وجميع الموظفين والمارة ينظرون عليهم والبعض يبتسم قد أعتادوا على هذا الثنائي المجنون بالفندق والبعض مُتعجبًا لما تصرخ فتاة ويركض خلفها رجل، تحدثت “ورد” فى الهاتف مع صديقتها وأخته قائلة:-
-الله يخريبتهم أنا كلمته فى موضوع السفر وهيقتلني، والنبى يا زينة لو قتلنى قوليله أنى بحبه وكان نفسي أتجوزه وأجب منه عيل مجنون زيه بس اصحاب السوء هو اللى زنوا عليا
صرخ خلفها بينما يركض على أقصي سرعة مُحاولًا أمساكها:-
-تعالى يا ورد، هتروحى مني فين والله لو نزلتي بطن الحوت لأجيبك… يا بنت المجانين تعالى أنا بحبك
خرجت من الفندق وهى تركض نحو البحر بقوة وتقول:-
-وربنا وأنا بحبك بس لا مش هضعف أنت لو مسكتنى هتقتلني يا زين
________________________
تحدث “غريب” فى الهاتف مع “عبدالعال” وقال بقلق شديد على أبنته:-
-مسك فى خطر يا عبدالعال، حافظ عليها أنا مفدرش أخسر بنتى هيجرالي حاجة لو خسرتها هبقي خسرت ولادي الثلاثة
أجابه “عبدالعال” بجدية صارمة ولهجة مُطمئنة:-
-متقلقيش محدش يعرف أن مسك هنا وأنا امرتهم ميدخلوش بيانات على السيستم نهائيًا، وخليتها تقعد معايا وأنت عارف قد أيه مكاني مأمن وحرس فى كل مكان
تنهد “غريب” بقلق أقل بعد ان طمأنه صديقه على ابنته وقال:-
-كويس، الحسنة الوحيدة اللى عملتها غزل أنها لما اتعاملت مع الناس دى معرفتهمش بهويتها الحقيقة يمكن دا يأخرهم أنهم يعرفوا هى مين ويعرفوا بوجود مسك، أنا خليت سراج يبحث عن الراجل اللى أسمه بكر النسر دا وقريب هوصله وإن شاء الله يكون قبل ما يوصل لمسك، معلش أستحملها أنا عارف أنها عنيدة وشرسة لكنها طيبة وبتهدأ بسرعة
تبسم “عبدالعال” بعفوية وهو يتذكر تحديها لحفيده وقوتها امامه ثم قال:-
-لا من الناحية دى أطمن، أنا مبسوط أن مسك بالشرسة دى …
__________________________
فى فيلا بالشروق تحديدًا مليئة برجال الامن وكلاب الحراس، دلف رجل يحمل وشمًا على كتفه بشكل تنين وقال بجدية:-
-بكر بيه
رفع “بكر” نظره إلى مساعده وكان رجل مسن فى الستينات من عمره ويرتدي عباءة بيضاء وامامه أرجيلة ينفث دخانها من فمه وقال بغيظ شديد:-
-عملت أيه؟
-أتنقلت لمستشفي القاضي وحالتها حرجة بين الحياة والموت ودخلت غيبوبة والدكاترة بيقولوا أنها مش هتقوم منها
تأفف “بكر” بغيظ شديد وقد دفع الأرجيلة بقوة على الأرض وقال:-
-تقوم منها او متقومش أن يهمش اللى خدته من الكمبيوتر عني، فتشوا بيتها وهددوا عائلتها حتى لو اضطرتوا تقتلهم أنا يهمنى اللى اتاخد منى
أومأ مساعده له بنعم وغادر منه أمامه بخوف شديد من غضب هذا الرجل وهو رئيس عصابة وليس بشيخًا…
_________________________
( Blue city المدينة الزرقاء )
كانت تقف “مسك” على الشاطيء ليلًا تفكر فى أخته وأفعالها، كيف تخلت عن حلم الهندسة وتقاعدت من الجيش لأجل الخوض فى عراك مع تاجر مخدرات ورئيس عصابة، قاطع شرودها صوت ضحكات فتيات قوية فألتفت نحوه لتري “تيام” يخرج من الكازينو الخاص بالمنتجع ومعه ثلاثة فتيات يضحكون معًا ويحمل بين شفتيه سيجارته وهؤلاء الفتيات يرتدون ملابس تكشف من أجسادهم أكثر ما تستر، عادت بنظرها إلى البحر بأشمئزاز شديد من هذا الرجل …
رأها “تيام” وهى تقف هناك شاردة فالبحر فترك هؤلاء الفتيات وذهب نحوها بجسد مهتز هزيل من كثرة الخمر وعينيه تكاد تري من سُكره بخطوات غير مُتزنة، شعرت “مسك” بيدي قوية تحيط بخصرها وأحد يعانقها من الخلف وجسده باردًا، فزعت من هذا ودفعته بقوة وهى تلتف لتُصدم عندما رأت وجه “تيام” الذي سقط على الأرض من دفعته بسب جسده الثمل، كزت على أسنانها بأغتياظ منه وقالت:-
-أنت اتجننت
وقف من مكانه بذهول من جراءتها على دفعه ولم تفعل مرأة من قبل هذا بل جميعهم كان يرتمون بين أحضانه والآن هذه جعلته امام قدميها، تحدث بغضب قوي:-
-أنا اللى اتـــــ……
توقف عن الحديث بصرخة قوية عندما ضربه أحد على رأسه بعصا ضخمة لتُصدم “مسك” عندما سقط جسده عليها فتشبثت به بذعر ورأسها على كتفه لتري مجموعة من الرجال المُلثمين يقتربون بأسلحتهم مُحددين هدفهم على قتلها كما أعتقدت “مسك” حتى أنتزعوا “تيام” من بين ذراعيها وألقوه بينهم وبدأ بيرحوا ضربًا لتعلم بأنهم ليس من هؤلاء الذين يسعون خلفها بسبب أختها “غزل” بل يسعون خلف هدف واحد وهو قتل”تيام” …

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرسة والتميم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى