روايات

رواية الشبيهة الفصل الثالث 3 بقلم لبنى دراز

موقع كتابك في سطور

رواية الشبيهة الفصل الثالث 3 بقلم لبنى دراز

رواية الشبيهة الجزء الثالث

رواية الشبيهة البارت الثالث

الشبيهة
الشبيهة

رواية الشبيهة الحلقة الثالثة

عودة الى بيت رزان
مر يومين ثِقال على سيد و رقية قتلهم الحزن على فلذة كبدهما و هما يبحثان عنها فى كل مكان، و لم يجدوها، لقد ذهبا الى القسم التابع لمنطقتهما السكنية، قد أبلغوا عن أختفاءها، لكن كما جرت العادة لم يتحرك أحداً من القسم للبحث او التحرى عنها، لم يحركوا ساكناً فهى ليست أبنة وزير او سفير انما هى أبنة
رجل فقير عاجز، ليس لديه اى نفوذ ليسرعوا بالبحث عنها ويهتموا بالامر .
بينما عاد حسن مرة أخرى الى الڤيلا كى يعرف هل عاد السيد رؤوف و أبنته من الخارج ام لا، و هو يلوم نفسه، بأن أخته التى اوقعها حظها السيء فى أخ مثله سلمها بيديه الى ذئب بشري كى ينال منها بدلاً من أن يحميها منه و من غيره، ثم ذهب الى عامر غاضبا يصيح به و الشرر يتطاير من عينيه و قد أمسكه من تلابيبه و هتف به قائلا
” هاقتلك يا عامر الكلب، لو ما قولتليش فين الباشا بتاعك ده، اللى ودينا عنده البت و يبقى مين؟ أنطق بدل ما تطلع روحك فى إيدى ”
كاد عامر أن يختنق من إثر امساك حسن به وقد حاول التحدث و بالكاد أستطاع ان يقول و هو يسعل من أثر الاختناق
” بت مين انا مش فاهم حاجة من اللى انت بتقولها ”
” البت أختى يا عامر، اللى كتفتها بإيديك و روحت سلمتها ليه ”
” يا عم انت مجنون و لا غياب أختك لحس مخك، البت اللى سلمناها له تبقى بنت الزينى اللى بعت لنا صورتها”
صاح حسن بغضب
“بنت الزينى مع ابوها برة مصر و البت اللى سلمناها له تبقى البت رزان أختى، أنطق و قول لي هو مين بدل ما أدفنك مكانك هنا ”
“يا نهار ابوك أسود و منيل انت بتقول ايه؟”
“بقول اللى سمعته يا أبن الكلب، أنطق بقول لك ”
“صدقنى يا حسن انا ما اعرفش هو مين و لا شوفت وشه حتى لما وصلّتها له”
” نعم ياخويا، أومال مين اللى قالك هاتها و مين اللى خدها منك؟”
“واحد ليه فى كل حاجة شمال هو اللى كلمنى، قال لى عليها شغلانة سُقع و فلوسها كتير و انت شوفت بنفسك اللى دفعه الباشا قد ايه ”
“هو مين انطق بقول لك”
” انا ما أعرفهوش صدقنى، و حتى لما وصلّت البت ما شوفتش وشه كان واقف بضهره و هو بيكلمنى، لما طلعت و نزلت لاقيته سايب الفلوس على الترابيزة و برضو واقف بضهره و شاور لى أخدهم و أمشي، هو ده كل اللى حصل ”
” أنا مش هسيبك يا عامر غير لما تقول هو مين و مين اللى دلك عليه وإلا هاخلص عليك و ادفنك مكانك هنا ”
نظر إليه عامر بعيون شامتة و اردف بسخرية متهكماً
” لا بقى، لا مؤاخذة يا صاحبى انت مش من حقك تتكلم و تعمل الهُليلة دى كلها، لانك مشترك معانا فى خطفها وقبضت تمنها كمان زينا بالظبط، أعقل كدا و أهدى و أعمل عبيط ”
” أنت بتقول ايه؟ دى أختى يا جدع ”
” بقول لك الصح يا حسن، اللى حصل حصل خلاص، وبعدين يعنى هيجرالها ايه، هو أكيد لما عرف أنها مش بنت الزينى سابها بس تلاقيها هى اللى خايفة ترجع ”
حك حسن اسفل رأسه بكف يده و قال
” أنت شايف كدا؟”
أجابه عامر
” ده هو ده كدا عين العقل، أرجع لأبوك و أمك و اقعد عيط جنبهم كأنك ما عملتش حاجة و لا تعرف حاجة و أعمل عبيط زى ما قولت لك ”
تركه حسن و عاد الى منزله لا يعلم كيف يقابل أبيه و أمه كيف يرفع عينيه فى عينيهم ماذا يقول لهم؟ يسير بخطىً متثاقلة يتصبب من جبينه العرق بكثرة من شدة ندمه، تزداد حسرته على ما فعله بأخته بيديه، لكن الندم لن يفيد، ماذا عساه ان يفعل؟ و هو لا يعلم شيء عن ذلك المتعجرف ولا من دلهم عليه، يدعو الله ان يغفر له ذنبه الذى أقترفه فى حق أخته و لكن قُضي الأمر و أراد الله عقابه و رد كيده فى نحره لعله يفيق بعد هذا ويترك صحبة السوء .
بينما عاد أمير الى منزله وكأنه لم يفعل شيء ثم دلف الى غرفته و توجه الى خزانة ملابسه كى يأخذ منها يريد ثم ذهب الى المرحاض الملحق بالغرفة كى يستحم و ينفض من على كتفه غبار ما حدث، لم يعرف الندم إليه سبيلا أمات ضميره بيديه، و ترك تلك الفتاة على الطريق فى حالة يرثى لها دونما ينظر خلفه و لم يرتد له طرف .
خرج من الحمام بكل هدوء لا يشغل تفكيره غير تالا الزينى و كيف يحصل عليها، بينما شعرت والدته به وأقبلت تدق باب غرفته، ثم أنتظرت حتى أذن لها بالدخول قائلا
” أدخلى يا ماما ”
دخلت راجية الغرفة وصاحت به بغضب
” حمد الله على السلامة يا أستاذ أمير، كنت غطسان فين بقالك يومين و قافل تليفونك، كأنك مالكش أم تقلق عليك ”
” هكون فين يعنى يا ماما؟ أكيد عندى شغل طبعاً ”
“من امتى سيادتك بتروح شغلك و تغيب فيه من غير ما تقول، او حتى تقفل تليفونك وانت برة؟”
زفر امير بحنق و اجاب
” عادى يا ماما ،حصلت ظروف و أضطريت أروح شغلى و أقفل تليفونى، فين المشكلة فى كدا ”
نظرت إليه بعيون مستنكرة و وجه عابس و قالت فى حزم
” أنت تصرفاتك مابقيتش عجبانى يا امير، و شكلك كدا بيقول انك وراك سر و عامل حاجة كبيرة مش عايز تعرفها لي ”
” هو فى إيه؟ كل ما تشوفينى تزعقي لي ليه؟ على فكرة انا مابقيتش عيل صغير قدامك علشان كل شوية تزعقى فيا كدا، انا خلاص بقيت راجل ومسؤول عن تصرفاتى، ومش محتاج حد يقيّمها و يحاسبنى عليها،فاهمة و لا، لاء ”
“علشان انت بقيت راجل مسؤول عن تصرفاتك انا من النهاردة مش هسألك بتروح فين و تيجى منين، بس لو أكتشفت أنك عملت حاجة غلط و أذيت بيها حد أنا مش هاسكت لك، انت فاهم؟! و أتمنى يكون اللى فى دماغى غلط و تبقى كلها مجرد هواجس و بس ”
” أطمنى يا ستى مش عامل حاجة كبيرة ولا حاجة صغيرة، و لا عامل حاجة أصلاً أرتاحتى كدا، اتفضلى بقى أخرجى و سيبينى جاى من شغلى تعبان و عايز انام”
” أنا هاخرج بس هأقولها لك تانى، لو عرفت انك عامل حاجة مش هسكت يا أمير وأتمنى تكون صادق ”
تركته راجية وخرجت من الغرفة و قد تملك منها الشك وعدم الأقتناع بحديثه، فهى أمه و أعلم الناس به و تعرف ما بداخله من مجرد نظرة عين، وبعدما خرجت من غرفته قام هو بإجراء مكالمة هاتفية الى نفس الشخص الذي هاتفه من قبل و صاح به غاضبا
” أنا هخرب بيتك يا حيوان أنت و الحيوان التانى، أنا هاندمكم على الغلطة اللى عملتوها انت و الكلاب اللى معاك ”
ثم أغلق الهاتف دون ان يستمع الى رد من الطرف الآخر .
فى الطريق الذى أُلقت به رزان
بعد ان غادرها ذلك المتعجرف تاركا أيها هارباً كى ينجو بفعلته، رأتها سيدة و زوجها يسيرون على الطريق بسيارتهم مطروحة أرضاً فاقدة الوعى صاحت السيدة بسرعة فى زوجها
” وقف هنا بسرعة ”
اوقف الزوج السيارة، ثم هبط منها مسرعاً مع زوجته يهرولون إلي تلك الفتاة الملقاه على قارعة الطريق، وجدوها فى حالة سيئة للغاية، حاولوا إفاقتها بعد أن فكوا عُصابة عينيها، بعد لحظات فاقت رزان و غمغمت بكلمات غير مفهومة، عندما رأتهما أنكمشت على نفسها تُحدّق فيهم تحديق الخائف المذعور، من شدة خوفها والرعب الذى تملكها أنعقد لسانها، نظرت إليها الزوجة بعيون تنهمر منها الدموع مشفقةً عليها مما هى فيه، أقتربت منها قائلة
” مين عمل فيكى كدا يا بنتى؟”
نظرت إليها رزان و هى مازالت منكمشة على نفسها ترتجف بشدة و تشهق من كثرة البكاء دون ان تجيب.
تابعت الزوجة حديثها بحنان بالغ وقالت
” أهدي، متخافيش يا بنتى، قومى تعالِ معانا نروح مستشفى نطمن عليكِ ”
نظر الزوج الى زوجته و قال
” ساعديها تركب العربية بالراحة ”
ثم وجه حديثه الى الفتاة قائلا
” قومي معاها متخافيش يا بنتى، أحنا مش هنأذيكى، يلا قومي متخافيش ”
ظلت تنظر إليهما وهى ترتعد من شدة الخوف تتسارع ضربات قلبها بين جنبات صدرها و بداخلها فزع كبير هدّ أوصالها، ثم أخذت تصيح و تستغيث، رأتها الزوجة فى هذه الحالة و نظرت الى زوجها تحثه على ان يحملها يضعها فى السيارة، ثم يذهبون بها إلى أقرب مستشفى للأطمئنان عليها و إبلاغ الشرطة، كى تتحرى الأمر وتكتشف من هى و من فعل بها ذلك؟
لم يتركوها واخذوها معهم الى المستشفى، أتى الطبيب مسرعاً ثم نظر الى الفتاة و ربت على كتفها كى تطمئن و يخفف عنها القلق و الخوف الذى هى به، ثم شرع فى فحصها و بعد الأنتهاء من الفحص قرر أن يبلغ الشرطة بحالتها حتى يتم سؤالها لمعرفة الحقيقة منها، لكن بعد مرور بعض الوقت نظرا لحالتها المرضية.
بعد مرور بعض الوقت انقلبت المستشفى رأساً على عقب فقد أتت المباحث والنيابة لأستجواب الفتاة، وعندما رأتهم ظلت تصرخ و تصيح و تستغيث بأبيها و تنكمش على نفسها أكثر فأكثر، نظر إليها وكيل النيابة مشفقاً على حالها ثم وجّه حديثه الى الطيب
” حاول تخليها تهدى علشان أعرف أسألها ”
نظر إليها الطبيب متنهداً و قال مردفاً بأسى:
” ما أعتقدتش سيادتك انك هتقدر تسألها بحالتها دى ”
” لا،حاول معلش لازم أعرف على الاقل هى مين ”
” صدقنى مش هينفع، حضرتك شايف حالتها بنفسك، مش قبل يومين ان ما كانش اكتر علشان تهدى و تقدر تسألها ”
تنهد وكيل النيابة ثم قال
” طيب تمام، عايز اقابل الناس اللى معاها ”
فأشار الطبيب الى الخارج بعد ان اعطى الفتاة المهدئ و قال
” اتفضل سيادتك فى مكتبى و هبعتهم لحضرتك ”
خرج وكيل النيابة من غرفة الفتاة ثم أتجه الى مكتب الطبيب وبعد قليل قابل الزوجان لأخذ إفادتهم و بالفعل قصوا عليه ما حدث كيف و أين وجدوها، وماذا فعلوا حتى يستطيعوا ان يأتوا بها الى هنا، وانهم لم يجدوا معها شيء يثبت شخصيتها و لا يعلموا عنها أى شيء و لا حتى أسمها.
بعد ان أخذ وكيل النيابة إفادة الزوجين رحلوا تاركين الفتاة فى المستشفى تحت حراسة الشرطة ظل الوضع هكذا لمدة يومين حتى استقرت حالة الفتاة و استطاعت ان تخبر الطبيب بأسمها و من أين هى، و ابلغ الطبيب وكيل النيابة بأستقرار حالة الفتاة عن طريق رقم الهاتف الذى تركه له كى يأتى و يأخذ إفادتها فيما حدث، و بنفس الوقت أتصل هاتفيا بعائلة رزان وأخبرهم بوجودها فى المستشفى و أعطاهم العنوان.
بعدما علما سيد و رقية مكان أبنتهما، ذهبا إليها ومعهم حسن، عندما رأتها امها فى هذه الحالة ركضت مسرعة تضمها بين أحضانها تقبل كل إنش بوجهها، أجهشت بالبكاء حتى تورمت عيناها من كثرة بكائها و قالت
” يا ضنايا يابنتى، حمد الله على سلامتك يا قلب أمك، قولي لى مين أبن الكلب عمل فيكِ كدا يا ضنايا؟ أسمه ايه ولا شكله ايه؟ قولى اى حاجة يا بنتى ”
عانقت أمها وانهارت ببكاء مريرا وقالت بأسف وحسرة
“سامحونى، كان غصب عني، و الله كنت مربوطة معرفتش أدافع عن نفسي”
أقترب منها أبيها يربت على ظهرها يطمئنها و قلبه يتمزق من كثرة حزنه عليها قائلا
” لله الأمر من قبل و من بعد، عارف يا بنتى انه غصب عنك، ياريتنى كنت بصحتى ماكنتيش أضطريتى تنزلى تشتغلى علشان تصرفى علينا، ولا كان جرالك اللى جرالك يا قلب أبوكِ ”
وقف حسن عند الباب ينظر إليها متحسراً يعض شفتيه من الندم على ما أقترفه فى حقها، يتصبب جبينه العرق من كثرة خجله منها لا يستطيع أن يرفع عينيه فى عينيها و قال بصوت هامس يكاد ان يخرج من شفتيه
“حمد الله على سلامتك يا أختى، مش مهم أى حاجة المهم انك رجعتى بالسلامة”
أردفت بعيون يملأها الألم والقهر و تنهمر منها الدموع بغزارة قالت بإنهيار
” مش مهم أزاى!؟ تقدر تقول لي يا حسن أنا هعيش أزاى، أبص فى وش الناس أزاى؟ ياريته كان قتلنى و خلصنى من العار اللى هعيش فيه طول عمرى ”
دخل الطبيب و معه وكيل النيابة و رأوا رزان فى تلك الحالة فتأثروا كثيرا وأشفقوا على حالها، حاول الطبيب تهدئتها حتى تستطيع ان تتحدث مع وكيل النيابة و تخبره عما حدث .
اقترب وكيل النيابة ثم جلس على المقعد بجوار السرير وقال
“حمد الله على السلامة يا رزان ”
هزت رأسها له دون رد تنتظر سؤاله القادم بينما أسترسل هو بالحديث
” ممكن تحكيلى أيه اللى حصل معاكى وكنتى فين؟ أزاى أتخطفتى و من فين؟”
أجابت رزان و هى تنظر الى الفراغ الذى أمامها قائلة
” أنا بشتغل عند رؤوف بيه الزينى فى الڤيلا بتاعته، وكنت خارجة من الڤيلا بعد ما خلصت حفلة عيد ميلاد بنته، خلصت شغلى و راجعة بيتنا، عديت من جنب عربية كانت واقفة الناحية التانية من الفيلا، فجأة طلعوا عليا أتنين واحد منهم ماسك مطواة و رفعها فى وشى والتانى جه من ورايا كتم نفسي و بعدها ربط عيني وكتفنى، بعدها محسيتش بحاجة لحد فترة طويلة، بعد كدا حسيت بواحد بيقرب منى و …… ”
قطع انهيارها بالبكاء حديثها و لم تستطع ان تكمل الحديث، سأل وكيل النيابة
” تقدرى تقولي لى قعدتى قد ايه مخطوفة يا رزان؟”
اجابته و هى ترتجف قائلة
” تقريبا يومين يا باشا ”
“طيب تقدرى توصفى شكل الشخص ده او شكل المكان اللى كنتى فيه؟”
” أنا ماشوفتش شكله، كان طول الوقت رابط عينى و حاطط لزق على بُقي”
تنهد وكيل النيابة و أعتدل فى جلسته
” انت عايزة تفهّمينى انك قعدتى يومين متكتفة؟ عينك مربوطة وبُقك متكمم؟ ايه ما كانش بيحط لك أكل مثلا ولا بتدخلى الحمام؟”
” كان بيفكنى شوية صغيرة علشان الأكل و الحمام، و هو لابس طاقية و نضارة سودة وبيخبى وشه بشال، و يرجع تانى يربط عينى و يكمم بُقي”
“طيب الاوضة اللى كنتِ قاعده فيها شكلها ايه؟”
“الاوضة ماكانش فيها غير سرير و ترابيزة قصاد السرير و حواليها كراسى جلد حمرا، و كان فيها تلاتة بيبان واحد باب الأوضة، والتاني بيودى الحمام و التالت معرفش بيودى على فين”
“طيب ماكانش فيها دولاب؟”
“لا، ماكانش فيه”
” طيب ما سمعتيش صوته؟ كلمك او كان بيكلم حد تانى؟ ما تعرفيش كان لوحده و لا فى حد معاه مثلا؟”
” كان لوحده، سمعته كان بيقول أخيرا هقدر أذل أبوكِ وأعرّفه أزاى يرفضنى و أخليه يجى يترجانى أتجوزك ”
“انتِ كان فى حد عايز يتجوزك و أبوكِ رفضه؟”
” لأ يا باشا مافيش”
” اومال تسمى اللى هو قاله ده أيه؟”
” مش عارفة يا باشا، بس هو قبل ما يسيبنى فجأة سمعته بيزعق و بيقول لما تالا الزينى برة مصر أنتِ تبقى مين”
” تالا دى تبقى بنت رؤوف الزينى اللى انتى شغاله عندهم صح كدا؟”
” أيوا هى ”
” معنى كدا ان اللى خطفك كان قاصد يخطف تالا مش انتِ، طيب تقدرى توصفى الأتنين اللى خطفوكِ؟”
” أيوا أقدر ”
و قامت بوصف عامر و شوقى
كما أخبرت وكيل النيابة انها تستطيع ان تتعرف على ذلك المتعجرف من نبرة صوته و رائحة جسده و انفاسه النفاذة.
بعد اخذ إفادتها، أمر وكيل النيابة بسرعة البحث عن المشتبه بهم بين سجلات المجرمين، و أحضار اقرب صور لتلك الاوصاف وعرضها على رزان، بعد البحث فى صور المجرمين تعرفت رزان على عامر و شوقى الذين كان لهما سجلا إجراميا فى النصب و الاحتيال، بمواجهتهم أعترفوا بأنهم لا يعلمون من هو الشخص الذى استأجرهم لخطف تالا، ولم يروا وجهه عندما اوصلوها له ولكن كان يوجد وسيط بينهما منذ البداية، كما اعترفوا على وجود شخص ثالث وهو حسن الذى اتضح انه شقيق المجنى عليها و تم القبض عليه، صعقت رزان و والديها عندما علموا اشتراك حسن فى خطفها، وظهرت على وجوههم علامات الدهشة من شدة الصدمة.
بعد عودة رؤوف الزينى وأبنته من الخارج استلام استدعاء من النيابة للأدلاء بأقواله عن الحادث و من التحقيق تبين ان هناك أكثر من شاب تقدم لخطبة أبنته تالا و هو رفضهم لأسباب خاصة، تم ارسال طلب استدعاء لكل من الشباب الذين ذكرهم رؤوف الزينى للتحقيق معهم و مواجهتهم برزان، لكن كلاً منهم أثبت بالادلة مكان وجوده وقت وقوع الجريمة، بأستثناء واحد فقط منهم، عند عرضه على رزان وتوجيه الأسئلة له، عندما استمعت لصوته صاحت بغضب يمتزج بالألم معلنة انه هو الفاعل.
بالفعل تعرفت رزان على المجرم من نبرة صوته، لكن بمواجهته أنكر حديثها و اتهمها بالباطل انها تفتري عليه، وقد ساعده ذلك انه ضابط مباحث له سلطة و نفوذ، لكن رؤوف الزينى قرر مساعدة رزان بإحضار افضل المحامين حتى تسترد حقها و كرامتها المسلوبة منها.
انتشرت الاخبار سريعا و تداولتها الصحف و مواقع التواصل الاجتماعي، من خلالها علمت راجية بالجريمة التى حدثت وعندما أستمعت الى أسم تالا المذكور بين الاحداث، ربطت بما قرأته و بما كان يتحدث به أبنها، و تذكرت وعيده بأن يذيق رؤوف من نفس الكأس وربطت ذلك بغيابه يومين لا تعلم عنه شيئاً وقد تزامن وقت وقوع تلك الجريمة مع غيابه، تأكد الشك داخلها بأنه هو الفاعل، وعندما واجهته لم ينكر، لكنه أكد لها أنه سيفعلها مرة أخرى و فى هذه المرة سيعتمد على نفسه و يحضر تالا الزينى الى بيته بنفسه، هذا ان لم يكن فى بيتها و أمام أعين أبيها حتى يذله من أجل ان ينتقم منه لرفضه له، ثم تركها فى حيرتها تفكر ماذا تفعل فى هذه الكارثة و غادر المنزل ذاهباً الى عمله و كل ما يشغل تفكيره كيف يحصل على تالا الزينى .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشبيهة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى