رواية الدم والنار الفصل الخامس 5 بقلم حنان عبدالعزيز
رواية الدم والنار الجزء الخامس
رواية الدم والنار البارت الخامس
رواية الدم والنار الحلقة الخامسة
الحلقة الخامسة
من الدم والنار
************
انظر إلى وجه كلّ إنسان، وكن منتبهاً، فلعلّك تغدو من التأمل عارفاً بالوجوه .
. ولما كان كثير من الأبالسة يظهرون في صورة الإنسان،
فليس يليق بالمرء أن يمدّ يده لكلّ يد .
. ذلك لأن الصياد يصطنع الصفير، لكي يوقع الطائر في حبائله ..
فيسمع الطائر صوت أبناء جنسه فيجيء من الهواء فيجد الشبكة والسكين ..
إن الرجل اللئيم يسرق لغة الدراويش ليتلو على
البسطاء أسطورة منها يخدعهم بها. –
****************************
ترقص بهية فرحانة بجمال فستانها، وتتمايل شمال ويمين وتغنى ، الناجح يرفع أيده ، وتغنى فى عيدنا وعيد . هاهاهاهاها
بينما كان حربى يختبىء بعيدا عن الأنظار يفكر فى شيء ما ،يخدث نفسه بخبث ، كذئب يريد أن ينقض على فريسته ،
كانك مانجة طيبة وطالبة اكلها ، وانى اولى من الغريب ، ربناكى وكبرناكى وسمناجى ، بكفاياكى بجى ، اكلك انى يا بطة وأثناء حديثة مع نفسه ،
يتفاجاء بيد أحد تربط على كتفه ينتفض على إثرها ،واه يا بوى ،.
بدر ! خلعتنى يا خوى .
بدر : بطيبة وسلامة نيه ، حربى ، واجف ليه أكده يا خوى ، مدخلتش ليه يا خوى ، كنت عارف انك هتيجى وتبارك لخوك ، .
حربى : وبخبث ولؤم يخفيه ، طبعا ياخوى. كنت جاى ابركلك ، واتعرف على نسايبك يا خوى ،
بس خوفت من بوى ، ليظعطنى ،جدام الناس ، ويجل منى ،
بدر : لع ياحربى الحج سويلم القناوى : مايجلش بوالده الكبير ، دراعه اليمين ،
أن شاء الله انى هنهى سوء التفاهم اللى بينك وبين بوى ، وترجع وتعيش فى وسطينا تانى يا حربى ،
حربى عنجد يا خويا صح هتصلحنى على بوى .
وصدجنى يا بدر انى هرجع كيف ما كنت ، ازرع واجلع مع بوى ،
بدر: انا عارف ان انت غصب عنك يا خوي ، بس انى واجف معاك وفى ضهرك يا خوى ، ومهسبكش تبعد عنى وعن بوى تانى يا حربى ، يالا ادخل نام دلوجتيتى ، والصباح راباح ، بكرا ابجى اعرفك على مرت اخوك ، واصلحك على الحج يا خوى ،
حربى : مش عارف اجولك ايه سامحينى ياخوى اذيتك كتير جوى ، بس غصب عنى مكنتش فاهم ،قاطعه بدر ، خلاص يا خوى انى مسامح ، انى استحالة ازعل منيك واصل، احنا دمنا واحد ، ومصارين البطن بتتعارك ، وانى مسامح ويحتضنه حضن اخوى ، بينما حربى يبكى ودموعه مغرقة وشه ، تعبيرا منه عن ندمه وتوبته الى الله .
بدر يا بدر ,نادته سماح ، بتعمل ايه كل ده يا بدر .
بدر جى يا سماح بس بسلم على خوى حربى ، جاى يبارك لينا .
تتقدم سماح بعبائتها الحشمة وحجابها الطويل ، بخطوات ثابتة ،اهلا يااخ حربى اتشرفنا بيك ،
حربى بأدب مصطنع ، ينظر إلى الأرض ، نورتى الدار يا مرات اخوى ، والف مبروك ،
سماح :تبتسم ابتسامه خفيفة زوقيا ,الله يبارك فيك ، وعقبالك أن شاء الله ،
بدر : اسيك تريح شوية قبل صلاة الفجر ، هبجى اخبط عليك اصحيك ، عاوز منى اى حاجة ياخوى ،
حربى :يخليك ليا يا بدر
سماح: تصبح على خير يا اخ حربى ،
حربى : تتصبحى بخير يا مرات اخوى ،
سماح وبدر يطلعو اوضتهم ،
بدر ممصدش أن حربى رجع تانى يقعد فى وسطنا ده ابوى هيفرح اوى اوى يا سماح ، وانى الدنيا مش سيعانى من الفرح ، الحمد الله ، كانك وشك حلو علينا ، يا سماح ، جاية وجايبة السماح معاكى ،
سماح : يخليك ليا ده انت اللى روحك حلوة ،
بدر بغمزة طب اية ،
تكرمش سماح حواجبها ، وتبتسم ، اية اللى هو اية ،
هى ده مش ليلة دخلتنا ولا اية ههههههههههه،
تضحك سماح بدلع،
بدر هى ليلتنا بيضاء ولااية
يقترب منها بدر محتضن ايها بحنو شديد ،
ويميل عليها بقبلة اوضع فيها سر حبه لها ،
وعشقه واشتياقه ليها .
وتتلاحم ارواحهم قبل أجسادهم ، فإنه اغرقها معه فى بحور عشقه ، وكتبوا سويا اولى سطور عشقهم فى كتاب ذكرياتهم و قضو احلى ليالى العمر، وينزل الستار على اولى ليالى الحب الحلال.
نسبهم بقى عرسان مع بعض مايصحش كدا عيب على فكره ، خاليكو فى حلكم انا عارفة هتموتو وتعرفوا ايه اللى بيحصل جوابس بعينكم ولا كلمة هتطلع بر الاوضة ده ،
ههههههههه 🤬🤬🤬🤬😄😄😄😄😄😄
بينما حربى يدخل جاعته ويفكر فيما سوف يقوله لابوه بعد آخر مواجهة بينهم فهو تبرأ منه، وترده شر ترده ، كيف يصدق خدعته ، أن خالت لعبته على بدر ، فلا تخيل على أبوه ، ذالك الراجل الفطن ،
يعدى الليل على من ابطالنا ويظل الحال كما هو الحال ،
يصدح اذان الفجر بكلمة الحق
الله اكبر …………….. الله اكبر
يخرج الحج سويلم من غرفته يطرق الباب على ابنه بدر منادين ايه بدر يابدر جوم ياعريس الحج صلاة الجماعة ،
يخرج بدر بابستامته صباح الخير يابوى
الحج سويلم:صباح الخير يا زينة العرسان ، صبحية مبارك يا عريس ،
بدر :يضحك ضحكه خفيفة الله يبارك فيك يابوى .
الحج سويلم :
جاهز ياوالدى عشان نروح نصلى الفجر ،
بدر:جاهز يابوى ، ادينى دجيجة واحدة ،عندى ليك مفاجاه ، ويجرى على جاعة حربى ويخبط عليه ،جوم ياحربى ، صلة الفجر يا خوى ، فى وسط دهشة من الحج سويلم ، احقا حربى ،متى ، ؟وكيف ؟ ولمى الان!
يخرج حربى بابتسامة مشرقة على واجه يرتدى جلباب ابيض وطقية بيضاء وكوفية حرير سوداء ، وسبحة كأنه كان يقيم الليل ، أو رجل من رجال الله الصالحين ، ويجرى على الحج سويلم يحب على يده ورأسه مستسمحا إياه ، سامحينى يا بوى كان شيطانى عمينى ، وكنت راكب دماغى ، ومسمعشى غير صوت عقلى ورفاج الهم ،سامحنى يا بوى احب على رجل سامحينى وانحنى على قدم أبوه يستسمحه بدموع التماسيح ،
يبكى بدر، ويترجى أبوه سامحه يا بوى ، حربى عرف غلطته ومهيعودشى لطريق البطال تانى ، وانى اضمنه برجبتى ، اديله فرصة يا حج ، عشان خاطرى .
الحج سويلم :فرحان ونفسه يصدج ، أن ابنه رجع لعجله وهيجمع أولاده ، ويتركهم وهو مطمان عليهم .
بس فى حاجة قلقاه ، مش مصدج انى حربى ، يسلم ، بطريجه ده ، ويترك شيطانة بسهوله اكده،
يحتضنهم حضن ابوى ويربط على ظهر حربى بحنو عارم ، فهو حقا اشتاق اليه ،والى احتضانه ، واشتاق لهذا الجمع من سنين طويلة ، وذهبوا المسجد وعيون أهل القرية ترقبهم عن حظر ، فإنه حربى رائيس المطاريدالجبل، يذهب للمسجد ، ومتى رجع ؟
ولما ؟ كأنهم كانو يتمنو عدم رجعوه ، فهوى يفترى على الفلاحين ، وياكل أجورهم ، ولا يستطيع أحد أن يقول لحج سويلم ، ليتك لم ترجع ايها البغيض ،
الحج سويلم: بعد قضاء فرض الفجر ، ينادى أهل البلد ، ابنى حربى ، تاب لوجه الله تعالى، وربنا بيجبل التوبة ،وانى بشهدكم ويشهد الله علي ما أقوله ، انى مسامحك يا حربى ، ووجه كلامه لحربى ، أهل البلد فى سرهم أفلح أن صدق ، ويذهبون البيت فى جو دفىء عائلى كان يفتقده الحج سويلم من سنين ،
بينما عند سماح وبهية ادو فرضهم ، وسماح بلغت بهية بوجود حربى ،
بهية يا دى النيلة اية اللى جاب الحنش ده هنا معيجيش من وراه اللى كل شر ، والله لو مين جالى أن حربى تاب ممصدجاش ، عشان هو اشر من ابليس ذاته ده فرعون ، وكمانى يروح يصلى ، كانى فى حلم والله يا سماح .
سماح : ربنا بيقبل التوبه وبيسامح احنا مش هنسامح يا بهية ، خالى قلبك ابيض ومتبقيش وحشه كدا يا بهية ،
بهية :انى مش جلبى اسود ولا وحشة لكن انتى اللى طيبة بزيادة معرفاش من هو حربى ،
يقطع كلامهم ، رجعهم من المسجد وضحكهم بصوت عالى يملاء البيت سعادة ،
تدخل سماح :السلام عليكم .
الرجال فى صوت واحد ، وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته،
الحج سويلم : اللى منزلج من جاعتك يا عروستنا يا جدم السعد ووش الخير .
سماح بابتسامة ساحرة تظهر جمال روحها قبل مظهرها ، قولت احضركم الفطار على ما تيجو من الجامع ،
بدر تسلم ايدك يا حبيبتى ، ويهاتف فالتسقط عيشة العزوبية ، ويضحك بصوته كله .
حربى :بس ما يصحش كدا نتعبك معانا من اول ليله كدا ، ده حتى عيب فى حجنا ،
سماح لا تعب ولا حاجة ، انا هنا بنت بابا سويلم ،واختك انت وبهية ، واللى عاوز منى حاجة ميتكسفش ، يقول على طول ،
بدر يتقدم عند سماح ويمسك أيدها ويقول يالا يا جماعة اما نشوف عروستنا عاملة واكل اية ،لحسن اكون خدت مقلب ولا حاجة هههههههههه ،
بهية فشر يا سى بدر ده الدكتورة سماح ، الجميل مش هيعمل غير الجميل اللى زيه .
ويرحوا ويقعدو ويفطرو فى جو من السعادة المؤقتة .
وتمر الايام سريعا ، ويذهب بدر مع سماح فى رحلة فى زيارة معالم الاقصر وأسوان ،
وحربى يمسك زراعة الارض ومستمر فى خداع والده والناس ، ولكن يدبر لشىء ما ، ويحدث نفسه ،اصبر يا حربى الصبر طيب ، واديك جربت العافية مخدش منها حاجة ، جرب الدحلبة هتاخد كل حاجة ،قاطع تفكيره دخول بهية اعملك شاى مع ابو الحج يا حربى ؟
ينظر لها نظرة شيطانية خبيثة ، وماله نشرب ياجمر ويقرب منها ويحط أيده حولين وسطها ، وهى فى دهشة وفزع .
حربى ايدك لو سمحت ، يشيل ايده مالك فيكى ايه ده انا اخوكى ، ولا بدر بس اللى اخوكى .
تنظر له بهية نظرة ذات معنى ، لا انت اخوى وبدر اخوى بردك ، بس بدر عمره ما مد يده عليه ، يتراجع حربى سريعا وانى عملت ايه وبعدين انتى مش اختى بس ، انى كيف ابوكى الحج ، عمرى ماهبصلك يعنى بصة ، إكده ولا إكده، ولا انتى شايفانى حاجة تانية ،
تنتفض بهية اثر لمسته مرة أخرى ، لا تانية ولا تلاتة
وتجرى من قدامه .
جتك حنش ينهشك نهش ، وانت كيف الديب اكده ،
معارفش اية راجعك جتك الهم يا بعيد يا بغيض .
وتمر الايام سريعا وتنتهى الإجازة الصيفية ويذهب كل واحد حيث طريقة
سماح اتعينة معيدة فى كلية الهندسة بقنا .
بدر دكتور فى نفس الكليه برده ويشرف على رسالة الدكتوراه بتاعة سماح .
وبهية زى ما تمنت دخلت كليه الهندسة بقنا زى ما بدر قدم ورقها ، عشان تبقى تحت عينه هو وسماح .
ومر اربع سنين على ابطالنا الكرام لا تخلو منها بهية من مضيقة حربى لها وتلميحاته السخيفة .
ولا حتى سماح كم من المرات اعترض طريقها ، ولكن هى مش عاوزة تقول لبدر ولا لحج سويلم.
ووقفته عند حدوده فهى ليس بهينة ، وده اللى عاجب حربى فيها على الرغم من جمالها الا انها قوية ، صوتها من دماغها وعاقلة ، عشان كدا كان مطمن انها عمرها مهتقول لبدر أو الحج سويلم .
هى اذكى من كده لحد ما فى يوم كان البيت مليان فرحة وسعادة ……
أنه اليوم اتخرجت بهية بتقدير امتياز
وناقشة سماح الدكتوراه ،
واخدت امتياز مع مرتبة الشرف ،
وكان البيت يصدح منه الزغاريط فرحا وبيوزعو الشربات على أهل البلد ويدبحو الدبايح .
الحج سويلم ، مبروك يا بنتى ، عقبال اللى فى بالى بجى ، تخجل سماح ، ويتكلم بدر متخافشى يا بوى ، خلاص سماح خلاصت اللى كان شاغلها وعد تسع شهور من النهاردة واسلمك فى يدك اول حفيد وليك عليا كل تسع شهور اسلمك عيل تمام يا حج هههههههههه
تخجل سماح بدر الله !
بدر : معلش يا سماح ده حجه انا استنيك تخلصى الدكتوراه حقى اعوض بقى هههههههههه،
بهية ايوة ونبى يا سماح عوزة نونو العب معاه انا كمان ههههههههههه تضحك سماح حاضر حاضر يظهر أن طلب جماعى نقول إن شاء الله خير يارب ،
الحج سويلم : وانتى يا ست بهية ، الدكتور محمد كلمنى تانى النهاردة ارد عليه اجوله اية ،
بهية تخجل الله يا با الحج اللى تشوفه بجى انا تحت امرك ،
الحج سويلم: لا والله بجى كدا ماشى ابجى اتصل بيه يا بدر وجوله اننا مش موفجين عليه ههههههههههه
تبرق بهية مزهوله بس بس بس انا…
بدر :فيه ايه يا بهية القطة كلت لسانك ولا اية؟
تتكلم بهية بس انا موفجه يابا الحج وتجرى تستخبى فى اوضتها
بينما يسمع حربى كل الكلام ده ، و هو هيولع من الغيظ ، كل حاجة هتروح منه كدا ، وكل اللى بيفكر فيه لازم يتنفذ ومش هيسيب حاجة من حقه تروح لغيره ابدا …………….؟
ياترى ايه اللى هيحصل ؟
وايه اللى بيفكر فيه حربى ؟
وازاى هياخد كل حاجة ؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الدم والنار)