روايات

رواية الدليل الفصل الثاني 2 بقلم فرح محمد

رواية الدليل الفصل الثاني 2 بقلم فرح محمد

رواية الدليل الجزء الثاني

رواية الدليل البارت الثاني

الدليل
الدليل

رواية الدليل الحلقة الثانية

بتوقيت الثانية عشر، يجلس بجانب هاتفه ويحاول ادعاء عدم الأهتمام، ولكن لم يكن يظهر ذلك، فقد كان ينظر للهاتف كل دقيقة، وبعد مرور نصف ساعة، قرر إلهاء نفسه بالنزول للشارع والسير قليلًا، فترك هاتفه وأخذ المعطف وخرج من المنزل، ولكن في البداية قرر المرور وزيارة ” الحج محمد”
-أزيك يا سُهيل عامل ايه
-أزي حضرتك يا بابا، معلش أنا عارف أني مقصر مع حضرتك جامد ومش بنزل كتير والله
-ولا يهمك ياحبيبي، أنا كنت تعبان الفترة دي كمان فمكنتش بتحرك كتير، أنت عارف كبرت في السن ومبقاش عندي صحة
-ربنا يبارك في عمر حضرتك، دا حضرتك أصغر مني
-دا أنت تشوفلي عروسة بقى
-بس كدا دا من عيني
-ربنا يخليك يا حبيبي، خلاص كمل طريقك مش هعطلك
أكمل سهيل طريقه بإبتسامة، وعاد بذاكرته للوراء قليلًا
“قبل عشرون عام”
يقف طفل صغير في منتصف الشارع ويحمل على ظهره حقيبة كبيرة نوعًا ما، يبكي وينادي بصوت مُحشرج “بابا… ماما.. أنتو فين” ليأتي رجل كبير فيأخده لجانب الشارع ويجلس أمامه
-مالك ياحبيبي بتعيط ليه؟
لينظر له الطفل بخوف فيبتسم الرجل بهدوء
-متخافش مني، أنا هساعدك، أنا اسمي الحج محمد، وأنت؟
ليمسح دموعه بطفولية وينظر له
-أنا اسمي سُهيل
-اسمك جميل أوي، وبتعيط ليه يا سُهيل، فيه ولد جميل زيك يعيط؟
-ماما وبابا مش لاقيهم، وأنا خايف
-أنا هنا عشان اساعدك فمتخافش، طب هما كانوا فين؟
-هما كانوا معايا وبعدها قالولي اقف هنا وهيروحوا يجيبوا حاجة، بس مجوش تاني
-طب ياحبيبي الشنطة اللي معاك دي فيها ايه؟
ليشير سُهيل بعدم معرفته، ويقوم بخلع حقيبته ويعطيها له، فيأخدها منه وينظر بها فيجد بعض الملابس وألبوم صور به صوره هو وعائلته وظرف صغير، بداخله ورقة مكتوب بها
“أنا والد سُهيل، معرفش مين اللي بيقرأ الجواب دا دلوقتي، لكن بتمنى تاخده وتحافظ عليه، أحنا مش قادرين على المصاريف ومش هنقدر نشيل مسؤوليته، فلو هتقدر تساعده متترددش، وشكرًا”
ينظر الحج محمد لسُهيل والدموع تلمع بعينيه، لا يعرف كيف يتصرف
-أنت عندك كام سنة ياحبيبي
-عندي تمانية
-الله دا أنت راجل كبير يعتمد عليه صح؟
ليبتسم سُهيل
-أيوة طبعًا
-طب بص، ماما وبابا راحوا رحله طويلة، وكاتبين فالجواب دا قد ايه هما بيحبوك ومستنيين يرجعوا بسرعة عشان يشوفوك، وبيقولولي اخدك تعيش معايا لحد ما يرجعوا، موافق؟
لينظر له قليلًا، فيشجعه الحج أحمد لقول نعم، ليهز رأسه له بالإيجاب
“عودة للحاضر”
يمسح سُهيل دموعه بحزن
-الراجل الغريب كان أحن عليا منكوا، ربى واحد ميعرفش عنه اي حاجة غير أن اهله باعوه، واللي من لحمهم سابوني ومشيوا من غير ما يترددوا للحظة أنهم يرجعوا يشوفوني أو يودعوني حتى
ليكمل في طريقه وهو يأخذ نفس مع انهمار الدموع منه، حتى استجمع نفسه وقام بشراء بعض المستلزمات، عندما عاد لمنزله تذكر تلك الفتاة الغريبة التي تحادثه، فذهب بتكاسل للهاتف وتفقد رسائله فوجد ثلاث رسائل، أخذ نفسًا عميقًا ثم فتحهم
الرسالة الأولى: بعتذر عن اني اتأخرت أنا مش من عادتي أني اتأخر عن مواعيدي ودا اللي هتعرفه مع الوقت، ومش متعودة اعتذر برضو بس عشان غلطت فلازم اعتذر
الرسالة الثانية: تاني حاجة بقى متاخدش معاك جاكيت وأنت نازل، احنا في الصيف أنت مش محتاجه، وكمان تقدر تقولي كنت بتعيط ليه؟
ثم رسالة ثالثة بعد مرور ساعة على التي تسبقها
-دلوقتي أنت كمان اتأخرت، وعقابك أني مش هديك دليل تاني، أصل أنا بحب اللي ينتظم في مواعيده
ظل ينظر للهاتف بذهول، ثم قام سريعًا لينظر من النافذة فلم يجد أحد ليعود للهاتف مرة أخرى
-أنتِ عرفتي منين كل دا؟
-مش قولتلك أعرفك مصدقتنيش
-أنتِ مين يعني وعايزة ايه؟
-احنا ممكن نتفق اتفاق يرضينا أحنا الأتنين
-إيه هو؟
-نبقى صحاب أنا وأنت، وهختبرك فترة لو مشيت على اتفاقنا هديك دليل تاني
-وأنا بقى أزاي هصاحب واحدة معرفش عنها حاجة؟
-والله دا اتفاقي موافق عليه أهلًا وسهلًا طبعًا، مش موافق خلاص كل واحد من طريق وكأني مبعتلكش
ترك الهاتف على ورمى بنفسهِ بعشوائية على سريره ونظر للأعلى قليلًا، ثم امسك بهاتفه وحادث طبيبه النفسي
-سُهيل! بقالك كتير مكلمتنيش
-عايز أخد رأيك في حاجة
-أكيد
سرد كل تلك التفاصيل له، بهدوء يشوبه بعض التوتر وفي النهاية اضاف
-مش عارف المفروض أعمل ايه واتصرف ازاي عشان كدا كلمتك
-أنت حاسس بإيه يا سُهيل
تنهد وقال
-حاسس أني عايز اتكلم معاها، أنا بقالي سنين معنديش صاحب واحد اتسند عليه، بقول ليه لا، بس خايف اثق تاني، أنت عارف أخر مرة وثقت فيها وصلت لإيه
-أعمل اللي انت عايزه، لو عايز تبقوا صحاب ابقوا صحاب، احساس الخوف مش هيروح من غير ما تغامر وتجرب
أغلق معه وظل يفكر في حديثه حتى انتهى به الحال نائمًا

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الدليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى