روايات

رواية الدليل الفصل الثالث 3 بقلم هنا عادل

رواية الدليل الفصل الثالث 3 بقلم هنا عادل

رواية الدليل الجزء الثالث

رواية الدليل البارت الثالث

الدليل
الدليل

رواية الدليل الحلقة الثالثة

بصراحة عارفة ان احساسي غلط وميصحش، لكن انا عمري ما نسيته، وعمري ما نسيت حبي له، ووقت ظهوره ليا حقيقي كنت فى اسواء لحظات بعيشها في حياتي، مش علشان حاجة معينة، بس حسيت قد ايه انا مش موجودة ومش ظاهرة وماليش مكان ولا ممكن حد يلاحظ غيابي، حتى اقرب الناس ليا واللى فى الوقت ده والمكان ده كان جوزي، ابتسامته وحنيته ومحاولته فى انه يطمني ويهون الخوف اللى كنت حاسة بيه والزعل برغم اني عارفاه كويس وعارفة ان هو كمان عنده نسبة خوف وقلبه خفيف شوية، مشينا سوا وانا حاسة اني رجعت سنين طويلة لورا، رجعت لوقت كنت اتمنى اني امشي انا وهو سوا فى طريق لواحدنا مع بعض وبس ويبقى فيه فرصة نتكلم من غير ما نبقى عاملين حساب اللى ماشيين معانا، اه جت الفرصة فى الوقت الغلط، لكن احساسي بالصدمة من اللى سعد عمله فيا خلاني مش قادرة احس بالذنب ولو للحظة، كان الجو من اروع ما يكون والسما صافية جدا والمنظر جميل رغم انه مخيف جدا، اتكلم وصوته قطع السكوت اللى احنا فيه والتوتر اللى جوايا من انا وهو ماشيين فى مكان زي ده ووقت زي ده ولواحدنا:
– عايز اعرف عنك كل حاجة، اتكلمي لحد ما نوصل للممر.
رديت وانا بتنهد من القهر اللى جوايا وقولت:
– بصراحة يا ميدو الجو الجميل ده مش عايز يتقال فيه كلام يوجع، وانا من يوم ما اتجوزت وكل حكايتي بتوجعني وتزعلني، اتكلم انت خليني اسمعك.
اتكلم وقال:
– انتي تعرفي ان بابا اتوفى؟
برقت وانا بقوله:
– لا حول ولا قوة الا بالله، امتى ده؟ والله معرفش طبعا، اكيد كنت هكلمك اعزيك لو عرفت.
رجع اتكلم تاني وابتسم:
– كان تعبان يا نغم، الكانسر دمره وكنت بتمناله الرحمة على قد وجعي على فراقه، البيت بقى فاضي عليا.
زعلت علشانه جدا لأني عارفة باباه كان غالي عنده ازاي، غير انه عايش مع باباه من وقت اخواته البنات ما اتجوزوا لأن مامته متوفية من فترة طويلة، رديت عليه وانا بحاول اهون عليه زعله:
– ربنا رحمه يا ميدو، بس هو انت عايش فى البيت بتاع باباك لواحدك؟
رد عليا وقاللي:
– اه، مش عايز اقولك بحس بأيه وانا قاعد لواحدي، حتى لما النور بيقطع واطلع اقعد فى البلكونة، بحس ان وجودي مالهوش لازمة فى حياة حد، انا لواحدي وهفضل لواحدي.
اتقهرت من احساسه اللى حاسة بيه اصلا لنفسي، رديت قولتله:
– ليه لواحدك؟ ربنا يخلي اخواتك البنات، وبرضو انت لازم بقى تشوف حياتك، مش هتفضل عصفور كده كتير، لازم ترتبط بقى وتلاقي ونس ليك.
بقولها وانا قلبي بيوجعني من فكرة انه ممكن يتجوز، انانية مني بس يعني اكيد انانية مؤقته، مش هحرم عليه اللى حللته لنفسي، لكن هو رد عليا و قاللي:
– اخواتي كل واحدة مشغولة ببيتها وجوزها وولادها، اما انا بقى على قد ما زهقت اني عصفور وعايش براحتي، الا اني بتوجع لما برجع البيت والاقي نفسي لواحدي، اه مكنتش بقعد مع بابا كتير، بس كنا عايشين فى نفس البيت مونسين بعض، مش هقدر اروح ارتبط بأى بنت لمجرد انه تونسني فى البيت.
حاولت اجيبها بهزار علشان غيرتي عليه من الفكرة متبانش عليا وانا بقوله:
– وليه لمجرد تونسك؟ اختار بنت جميلة زيك تحبها وتحبك ويبقى ليك حياة بقى.
ضحك ميدو وهو بيقولي:
– احب؟! تاني؟ خلاص يا نغم الحب ده بييجي مرة واحدة، ومن بعد الحب ده ما اتقفل عليه قلبي وبقى مش من حقي افرح بيه مينفعش اكدب على نفسي واقول احب، انتي مشيتي وخدتي قلبي معاكي.
عيوني لمعت ولسه هرد لكن لقيته بيقولي:
– احنا وصلنا، حسيتي بالطريق ده؟
ابتسمت وانا بقوله:
– تصدق لاء خالص، ولا كأني كنت ماشية اصلا.
ابتسم وقاللي:
– طيب تعالي ادخلي، متخافيش بقى، فى الاول بس هتلاقي ضلمة شوية لكن بعد كده هتتوهمي.
وصولنا للممر خلاني فرحت شوية ان الكلام اتغير، تلميحه عن الحب وانه مش هيقدر يحب تاني حسسني شوية بأني استعجلت على اننا منديش فرصة لبعض، برغم والله ان هو اللى قاللي مش هيكون فيه امل ورافض انه يفضل معشمني، لكن برضه حسيت من ناحيته شوية بالذنب، انا اصلا مكنتش مستعجلة على الجواز خالص، بالعكس كنت حابة اعيش حياتي واتفسح واتبسط واعمل كل حاجة بحبها، لكن طبعا زي اي بنت او معظم البنات لما بييجي عريس والتاني والتالت بيبتدوا اهل البنت يضغطوا عليها ويحاولوا يقنعوها، وانا الحقيقة كانت عندي امي نقظة ضعفي، علشان متزعلش كان ممكن اعمل اي حاجة فى الدنيا بس هي تبقى مبسوطة، وهي حرام كانت عايزة تفرح بيا مش اكتر، يعني ولا فى نيتها تتحكم فيا ولا انها تمشيلي حياتي، بس فكرة جواز البنت مسيطرة عليها سيطرة عمرها كله، وعلشان كده مع اصرارها والحاحها قررت اوافق على صاحب انسب ظروف بالنسبالي، وكان سعد للأسف، ولحد قبل ما اتخطب واحدة صاحبتي كلمت ميدو وقالتله:
– ميدو، انا عاليا صاحبة نغم، كنت عايزة اقولك حاجة.
رد عليها وقتها بذوق وانا سمعت رد بودني لأنها كانت مسجلة المكالمة:
– نغم! اهلا وسهلا، اتفضلي طبعا، هي نغم كويسة؟
رد عاليا وقالتله:
– هي كويسة، بس هي متقدملها عريس، ومامتها مصممة عليه، انت شايف ان مفيش مجال لوجود فرصة بينك وبينها؟
سكت ميدو وبعد لحظات رد:
– انا بحبها، بحبها جدا، بس مش هقدر اقولك ان فيه مجال، اقنعيها توافق، انا مش هظلمها ولا هقدر اقول كلمة مش عارف هقدر انفذها ولا لاء.
عاليا:
– يعني عادي بالنسبالك تتخطب؟
ميدو رد وقال:
– لاء مش عادي، بس خليها توافق، انها تستناني مش هيكون غير تضييع وقت وعمر ليها، وانا مش هقدر اتحمل ذنب زي ده، خليها توافق يا استاذة عاليا، خليها توافق وانا هكون فرحان لفرحتها، بس لو سمحتى بلاش تقولي اي حاجة لو هتوصلي مكالمتنا ليها غير اني قولتلك خليها تعيش حياتها علشان انا حابب افضل عصفور عايش حياتي براحتي وعلى كيفي.
قفلت عاليا مكالمتها مع ميدو بعد ما اتفقت معاه على اللى طلبه منها، لكن المكالمة انا سمعتها على بعضها، هي لا عرفت تشيل منها كلامه، ولا قدرت تخبي عليا انها اتصلت بيه، سمعتها وكان كلامه بيدل على ان مفيش امل فى اننا نكون سوا حتى لو جنب بعض من غير فكرة الجواز ودي كنا نسيبها للنصيب، كل ده فات وخلص وهو ميعرفش اني كنت عارفة كل اللى قاله، دخلت الممر والدنيا ضلمة فعلا، خوفت وحسيت برهبة كده وقربت منه امسك ايده من خوفي والله انا عارفة انه مينفعش وحرام، لكن هو علشان عارف ان ده بسبب خوفي بعد ايديه عني وقاللي:
– متخافيش، جمدي قلبك، انا جنبك اهو مش رايح فى اي مكان.
اتكسفت جدا من انه هو اللى بعد نفسه عني، حسيت اني ست مش كويسة وان هو مقدر وضعي اكتر مني، مشيت وانا الرهبة جوايا بيزيد مع كل خطوة لكن لقيته بيقولي:
– متبصيش تحت رجليكي، بصي قدامك، شايفة النور اللى جاي من هناك ده؟
رفعت وشي فعلا وبصيت قدامي لأني كنت خايفة اتكعبل فى اي حاجة فى الارض من غير ما اخد بالي، فعلا لقيت شعاع قوي جدا جاي من قصادنا على مسافة مش بعيدة، وبرغم قوة الضوء ده الا ان الدنيا ضلمة جدا لحد ما وصلنا لمصدر الضوء، كانت بالنسبالي حاجة غريبة جدا ان ضوء قوي بالشكل ده وبالدرجة دي وشايفاه بالوضوح ده لكن مالهوش اي تأثير على اجواء جزء معين فى الممر، رغم ان انا الضوء وقوته وصلوني وانا فى نفس المكان اللى محاط بالضلمة والسواد ولا كأن فيه اي مصدر من مصادر النور، اتكلم ميدو وقال:
– اي مكان جديد لازم فى البداية تحسي بالخوف منه، لكن لما تتأقلمي على وجودك فيه هتطمني، يلا نكمل.
ومشيت فى الجزء اللى بدايته كان الضوء اللى قولت عليه، وحسيت اني دخلت عالم تاني عمري ما تخيلته حتى من مدي جماله، اول ما مشيت كام خطوة بس اتفاجئت اننا طلعنا على شاطيء، شاطيء غير اللى اعرفهم وروحتهم فى كل مرة روحت فيها المصيف، شاطيء حتى مشوفتش له صورة على الفيسبوك ولا سمعت عنه حاجة قبل كده، شاطيء الرمل بتاع ابيض ناعم زي الحرير حسيت ان رجلي بتغرس فيه رغم اني ماشية بمنتهى السهولة والبساطة، شاطيء حسيت ان الضوء القوي خارج من المياه بتاعته اللى كانت بتبرق فى عيني، رغم سواد المياه اللى السما عاكسة لونها عليها الا انها كانت بتلمع فعلا لمعة منورة الشاطيء كله، كانت واقفة مذهولة ومصدومة من اللى انا شايفاه وانا موهومة بجمال المنظر ومش قادرة اتكلم، لكن هو قاللي:
– شوفتي بقى كل حاجة بقيت حلوة ازاي لما بقينا سوا؟

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الدليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى