روايات

رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل السابع عشر 17 بقلم هنا عادل

رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل السابع عشر 17 بقلم هنا عادل

رواية الدلالة رفيقة الشيطان الجزء السابع عشر

رواية الدلالة رفيقة الشيطان البارت السابع عشر

الدلالة رفيقة الشيطان
الدلالة رفيقة الشيطان

رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة السابعة عشر

سميرة واقفة على باب المدفن بتاع ابوها،بتعيط ومقهورة من العياط،بس سمعت صوت جاى من ورا مقبرته،استغربت الوقت ليل،هى مش متخيلة ابدا ان يكون فيه حد موجود فى المقابر بليل كده،راحت تتكلم معاه وتقوله قد ايه هى موجوعة من فراقه،حاسة ان صحتها احسن كتير،لكن قلبها واجعها،وحاسة انها علطول بردانة حتى وهى تحت الغطا،مش مرتاحة وحاسة ان ناجية ومروة مش قابلين وجودها فى وسطهم،وعلشان كده قررت تتسحب وتخرج من البيت من غير ما حد يحس بيها،راحت على المدافن وهى قلبها بيتنفض،متخيلة انها ممكن تشوف ابوها قدامها بنفس الشكل اللى شافته بيه فى الكابوس،لكن ياريت ده اللى حصل،اللى شافته كان أصعب بكتير من اللى شافته اول مرة.
..اول ما سمعت الصوت كانت مش عارفة ايه اللى ممكن يكون مستخبي ورا مقبرة ابوها،حاولت تقرب بوشها شوية يمكن تلمح اى حاجة،لكن برضه مفيش حاجة ظاهرة قدامها،كانت خايفة وصوت الخروشة بيزيد بس مفيش مفر،قررت تقرب شوية بهدوء وبطئ وقلبها بيدق بسرعة جدا،هى اصلا فكرة انها جاية المدافن بليل كانت رعباها ومخوفاها،ولعت كشاف تليفونها علشان تقدر تشوف ايه اللى ورا القبر،ولقيتهم حاجة تشيب شعر الرأس،اول ما شافت المنظر حسيت ان جسمها كله قشعر،كلبين لونهم اسود بشكل مخيف،عيونهم لونها احمر قاتم مرعبة،ضخمين وكأنهم فى حجم الدببة ان لم يكن اكبر،حسيت اول ما شافتهم ان قلبها بيقف والدنيا بتلف بيها،لكن اللى أخر رد فعلهم شوية اللى كان أصعب من شكلهم،وهو انهم كانوا مشغولين فى جثة”عمر” اللى كانت خارجة من قبرها ومرمية قدامهم على الارض،نهشوا كل جزء فيها،تقريبا اللى باقى من جثته يعتبر اجزاء من عضم جثته،سميرة من صدمتها بكل اللى هى شايفاه وقهرتها على ابوها اللى جثته اتنهشت بالوحشية دى،وانتُهكت حُرمة جثة ميت شهقت شهقة حاولت تكتمها بدموع نزلت زى الشلال،قهرتها على ابوها خليتها مش عارفة تكتم صوتها،واللحظة دى اللى رفعت فيها الكائنات الوحشية دى رأسها من جثة عُمر اللى كانوا خلصوا نهشها تقريبا،,عنيهم ثبتت على سميرة،هى اقتنعت ان اللحظة دى خلاص اخر لحظة فى حياتها،الكلاب كانت بشعة رأسها لواحدها بحجم طفل مولود ان لم يكن اكبر،غير حجم جسمهم اللى كان تقريبا طول منها،انيابهم وحوافرهم اللى بيسيل منها الدم كانت كفيلة انها تنهي على نبض اي بني ادم واقف قدامهم من شدة الرعب،ابتدوا يزوموا وتسمع اصواتهم اللى بتدل على انهم هيهجموا عليها،وفعلا هى خطوة واحدة كانوا هجموا عليها وبقيت بين انيابهم.
صررررررررررررررخة هزيت البيت للمرة التانية من بعد موت عُمر،فتحت عنيها سميرة وهى حاطة ايديها على وشها والدموع مغرقة ايديها ووشها ونازلة على هدومها كمان.
ناجية:
– جرى ايه يا سميرة؟،أنتى كل يوم على وجع القلب ده،انا مش هتحمل كل يوم تصحى تصرخيلي كده.
مروة:
– فى ايه تانى ياست سميرة؟،حلمتى بأبوكى بيدبحك المرة دى؟،ولا بيغتصبك؟.
سميرة منهارة وبتعيط.
ناجية:
– ما تنطقى يابت،ردى ردت المياه فى زورك.
سميرة مع خوفها ووجعها بأن محدش حتى حاول يطبطب عليها ويهديها خلاها تسكت وتقرر انها متحكيش،هما حتى خوفها وكوابيسها بيلوموها عليهم.
مروة:
– قومي ياختي قومي،ماهو نوم البهايم اللى انتى نايماه ده يخليكي تصحى بكوابيس ما انتى خلصتي كل الاحلام،ناقص ايه بقى غير الكوابيس؟
سميرة بتعيط وبتشهق من العياط،لكن مش قادرة ترد عليهم،بالعكس كلامهم بيزود دموعها اكتر.
ناجية:
– يلا يابت يامروة نطلع،سيبيها ياختى تخلص شوية الدموع اللى محوشاهم.
سميرة بخوف:
– لاء مش عايزة اقعد لواحدى.
ناجية:
– يوه،يعنى نطقتي اهو!
مروة:
– ايه ياست هانم،هنقعد غفرا على باب اوضتك ولا ايه؟
سميرة بعياط:
– لاء،لاء أنا هطلع معاكم برة.
ناجية:
– طيب ياختي قومي،وخدى دواكي مش عايزينك تتشلي محدش حمل شيل وحط فيكي.
سميرة:
– حاضر،حاضر يا ماما.
خرجت ناجية من اوضة سميرة،وقبل ما مروة تخرج هى كمان،مسكت سميرة ايديها اللى كانت زى مكعب التلج من الخوف.
مروة بأستياء:
– فى ايه؟ مسكاني كده ليه؟
سميرة بخوف:
– معلش استنى اطلع معاكي،بس ساعدينى اقوم رجليا مش شايلاني.
مروة:
– أه ما هي هتشيل ايه ولا ايه؟،قومي ياختى بس مترميش تقلك عليا.
سميرة كانت كويسة،لكن كانت خايفة مروة تطلع وتسيبها فى الاوضة لواحدها،علشان كده مسكت فيها علشان تطلع معاها.
خرجت سميرة وقعدوا كلهم فى الريسيبشن،ومروة كانت نظراتها غريبة لأمها مرة ولسميرة مرة،لكن ناجية كانت قاعدة وكأنها عارفة ايه اللى مخوف سميرة.
مروة:
– ايه يابت؟مش هتقولي صرختي ليه النهاردة.
سميرة ولسه عيونها بتلمع بالدموع:
– مفيش حاجة يا مروة،أنا بس حلمت ب بابا،واتخضيت لما شوفت لحظة الدفن قدامى فى الحلم،حسيت انه لسه ميت حالا،مقدرتش امنع نفسي من اني اصرخ،أنا اسفه.
ناجية باستهزاء:
– ماهو لو مش عملتك السودة مكانش كل ده حصل.
سميرة:
– انا!؟،ليه ياماما انا عملت ايه؟
ناجية:
– انتى اللى صغرتيه وقصرتي رقبته بعملتك السودة،واحدة مجرمة رايحة تعرضي نفسك على راجل غريب يا رخيصة،انتى فكرك انه علشان عمل أكل علشان تطفحيه ده بسبب انه عدالك اللى حصل،لاء يا حيلة امك،ده علشان انتى اتعوجتي واتخرستي،غير كده لو عليه هيقطع رقبتك.
سميرة ودموعها نزلت من تاني:
– علشان كده كان زعلان مني لما حلمت بيه اول مرة؟،والله يا ماما ما عملت حاجة ولا كان قصدى حاجة،بس انا عارفة انى غلطانة،حقكم عليا،لو يرجع بس ويسامحني،ان شالله يقطع رقبتي من بعدها.
ناجية:
– بعد ايه بقى،هو اللى مات بيرجع؟
مروة بصيت لأمها وهى مش عارفة ايه اللى بيدور فى دماغها بالظبط،ولا ايه هى الطريقة اللى هتقدر تجيب رجل سميرة بيها.
سميرة بعياط وانهيار:
– ياخد عمرى كله،ويرجع دقيقة بس يقول انه مسامحني،مش عايزة اكتر من كده،أنا مش هقدر اعيش بأحساسي بذنب انى اكون انا سبب وجع قلبه وموته.
مروة:
– عمرك،هههههههههه،عبيطة.
ناجية بتظرة تحذيرية:
– اخرسي انتي،وهو عمرها ايه جنب قهرة ابوها وكسرته وموته وهو موجوع منها؟،هو الاب يتعوض وبالذات لو كان واحد زى عمر فى حنيته وطيبته؟
كانت ناجية بتحاول تلعب بعقل سميرة وقلبها،هى عارفة غلاوة عمر على سميرة عاملة ازاى،وعارفة انها لما تقتنع ان مجرد موقف تافه منها هو كان سبب فى انه يحزن للدرجة اللى تخليه يموت بالسكتة القلبية ده هيعيشها تندم عمرها الجاي كله،وده اللى هى كانت عايزاه،انها تخلي سميرة تدور على حاجة تكفّر بيها عن غلطتها فى حق ابوها،برغم انها هى من البداية كانت مقتنعة انها معملتش حاجة غلط اصلا،لكن مروة وناجية اللى اتعمدوا يوصلوا الموضوع بطريقة مش لطيفة.
سميرة:
– فى ايه اقدر أعمله علشان اعرف انه سامحني؟
ناجية:
– ياريت فيه حاجة تتعمل،لكن خلاص بقى الاوان فات.
مروة:
– طيب هو مش الميت بيحس يا ماما باللى حواليه،مش بيقولوا الميت روحه بتكون حوالين الناس اللى بيحبها لحد الاربعين؟
ناجية:
– ايوة طبعا،ماهو دلوقتى روحه مرفرفة حوالينا،لكن طول ما سميرة فى وسطنا وهو شايل منها،مش هيبقى شايفها ولا سامع اللى بتقوله.
سميرة بعياط:
– يعنى مش هيسمعني خالص،ولا لو قولتله انى اسفة،ولا لو طلبت منه انه يسامحني لانى قلبي واجعني بسبب زعله مني،مش كفايا انه سابني ومشي،كمان هيبقى زعلان مني لدرجة ان كلامه له ودعواتي له متوصلهوش.
ناجية:
– شوفتي بقى غبائك وعمايلك السودة عملوا فيكي ايه؟،شوفتى عملتى ايه فى نفسك وفى ابوكي،هتفضلي طول عمرك عايشة وانتى عارفة ان ابوكي مات مش مسامحك.
زاد انهيار سميرة وكأن ناجية وصلت لكل اللى هى عايزة توصله بالحوار اللى دار بينهم ده،ومروة كانت بتبص لسميرة بمكر وكأنها عدوتها مش اختها،جواهم غباء رهيب يمكن لو لحد غريب كان بقى لهم مبرر،لكن دى بنت ناجية وأخت مروة،وبنت عُمر اللى المفروض ان ناجية مقهورة عليه،وهتعمل العمايل كلها علشان بس تقدر ترجعه حتى لو كان اللى هيرجع مش هو او مجرد قرينه.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الدلالة رفيقة الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى