رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم هنا عادل
رواية الدلالة رفيقة الشيطان الجزء التاسع والعشرون
رواية الدلالة رفيقة الشيطان البارت التاسع والعشرون
رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة التاسعة والعشرون
كانت دموع سميرة نازلة من ذهولها باللى امها بتعمله، اه تتوقع اى حاجة من ناجية لكن انها توصل للمرحلة دى كانت حاجة مستحيل انها تستوعبها او تتوقعها
ناهد:
– كده جه دور كلامي يا زهوة.
سميرة بدموع:
– انا مسميش زهوة، اسمي سميرة، وفى ايه تانى هيتقال اكتر من اللى شوفته؟، اشمعنى انا؟، وليه بيحصل معايا كل ده؟
ناهد:
– اسمك زهوة، والاسم ده يرجع لأصل نسل جدودك، اشمعنى أنتى لأن امك وابوكي اصلهم من سلالة الأشراف، دمك طاهر متلوثش، وده اللى خلاكى مفتاح لمقبرة فرعونية ترجع ملكيتها لأجداد أبوكي اللى عمر واحد من نسلهم، لكن للأسف عمر كان عقيم، مش بيخلّف، وأنا اللى فى يوم بعد حمل ناجية فى بنتها الاولى وبعد قبولى فى العالم التاني كانت ناجية بتقضى ليلة مع عمر وفى نفس اليوم كنت أنا بقضى اول ليلة فى زواجي من ابوكي نسل الملك الأبيض من نسل الجن المسلم، من اقوى عشائر وقبائل الجن، ولأن مفتاح المقبرة ده كان لازم يكون من دم بشري، كان لازم تكوني انتى فى وعاء بشري، وكان الوعاء ده هو ناجية، اللى عاشت السنين دى كلها علشان بس تيجي اللحظة اللى تنتقمي فيها وتاخدى حقك، مطلوب دم عذريتك علشان تتقدم قربان لرصد المقبرة، وده مفتاح استرضائهم وقبولهم بفتح المقبرة اللى جواها خير وكنوووز تكفي بلد كاملة ببني البشر اللى فيها.
سميرة بذهول:
– يعنى ازاى انتى بعد ما تموتي تحملي فيا، وازاى عمر ابويا يبقى واحد تانى مكانه، انا مش فاهمة حاجة.
ناهد:
– فكرة طهارة دم سلالة أمي وقتلي بالطريقة الشيطانية اللى ناجية اتبعتها، كان سبب فى ان روحي تفضل موجودة أتنقلت لعالم مختلف عن عالم البشر، وفى نفس الوقت مش فى عالم الاموات، روحي متعلقة بين العالمين، ويمكن نوع من انواع المكافأة او التعويض عن اللى حصل، قرر الملك الأبيض انه يجوزني من نسله، علشان يجتمع الدم اللى كان المفروض يجتمع بيني انا وعمر لو كان جوازنا كمل وفضلت عايشة، بالطريقة دى ذريتنا اللى المطلوب وجودها لفتح باب الكنز ده هتتخلق غصب عن ارادة ناجية، لان ناجية عمرها ما كانت هتخلف من عمر.
سميرة:
– اللى بيتقال ده كدب، مروة اختى على فكرة، بنت ناجية وعمر.
ناهد:
– زفافي على ابوكي كان متجسّد بدنيا فى ناجية وعمر علشان تقدرى تيجي عن طريق بشرية، لكن انا مجرد روح..طيف..شبح..ولو كبرتي فى بطني انا واتكونتى فيها، مش هتتقبلي مفتاح للمقبرة..أما مروة فهى فعلا من بطن ناجية وبنتها، لكن من جن من ابناء ابليس، قبلت انها تعاشره علشان توصل لأمتلاك عمر وكل حواسه، من خوفها انه يسيبها او يمل منها، قررت تقدم نفسها قربان للشيطان اللى رفضها وسابها لواحد من خدامه علشان تحمل منه بذرة شيطانية اللى فى الاخر كانت مروة، لكن عمر عاش عمره معاها وهو اعمى، لأنه برغم اصوله اللى ترجع للنسل الشريف الا أن عقمه ودم والدته اللى كان فيه بذرة شر دفينة ترجع لأصول أجدادها كانت مش كافية لتحصينه،عاش معاها عارف ان أنتى بنته ومروة بنته، وهى عاشت وهى عارفة ان انتي مش أكتر من مفتاح للمقبرة اللى هى عايزاها، خصوصا انها فى اليوم اللى قررت انها تحمل من عمر مرة تانية عملت طقوس معينة تحضّر بيها روحي،بعد معرفتها بأن دمي هو اللى مطلوب يختلط بدم عمر، وده مش علشان اصول ابويا وابوها، ده كان علشان اصول أمي وده اللى كانت ناجية متعرفش عنه حاجة، كانت عارفة ان مروة بنت الشيطان اللى سلمت نفسها له، وأنتى اللى جيتي عن طريق تحضير روحي على جسمها ومعاشرتها لعمر، كانت صعب تعرف حقيقة اللى بيحصل بسبب شفافية النسل الخاص بالملك الأبيض، وقبيلة الجن اللى كانت بتتبعها ناجية اضعف بكتير من انهم يقدروا على اقوى ملوك الجن المسلم.
سميرة متخليتش عن ذهولها:
– يعني انا بنتك وبنت واحد من الجن، وفى نفس الوقت كبرت فى بطن ناجية، وأختى مروة مش اختى وطلعت بنت الشيطان، وانا المفروض اكون مفتاح لمقبرة الجن مش عارف يفتحها.
ناهد:
– أنتى مفتاح لأنك هتكوني سبب فى حرب قبائل الجن من قديم الزمن، دم عذراء طاهرة ليلة زفافها،الخلاف بين الرصّد وقبيلة الملك الابيض هتتحل بدمك بس، عذريتك تمن صلح لخلافات وحروب دامت قرون، وعلى مدار السنين مجتمعش دماء شريفة بين زوج وزوجه فى العائلة بتاعت عمر غير لما اتقابلت انا وهو، اتعرف وقتها ان انا اللى هتكون ذريتي بتحمل دم نسل طاهر من الطرفين، والحاجة اللى مسموح ليا بيها هى انا افضل بين عالم الجن وعالم الاحياء لحد ما يتم الانتقام من ناجية، وفى الوقت ده هنتقل لعالم الاموات بسلام، وده اللى استنيته من سنين طويلة، روحي اتعذبت للدرجة اللى رفضت انى انتقل لعالم الاموات من غير ما ارتاح واخد حقي، سبب عدم راحة روحي انى شوفت اللى حصل وحسيت بيه على عكس جدتك اللى كانت تعزيمة الدلالّة عليها سيطرت عليها بسبب بعدها عن ربنا لفترة طويلة، وأخيرا انتى كبرتي وجه الوقت اللى هتوصلي فيه للوقت اللى تم انتظاره قرووون.
سميرة:
– ازاى؟، عمرو مش قابلني خايف مني، امه سحرالي، وناجية كمان سحرالي انا وهو.
ناهد:
– أنتي مفيش سحر بيأثر فيكي، انتى روحك أطهر من كده، السحر بيأثر فى اللى روحه ضعيفة، قوتك وقوة روحك هى اللي بتسيطر على السحر، وعلشان كده لحد النهاردة مقدرتش ناجية تعمل عليكي اى طقس من طقوس التقديم، أما اللى عمرو شايفه فيكي مش بسبب أمه لالا أحنا اللى قررنا نخدعها شوية لحد ما تخلصي المطلوب منك، وصدقيني بعدها هتعيشي انتى وجوزك حياة ابعد مما تكون عن خيالك.
سميرة:
– ايه المطلوب يعني؟
ناهد:
– فيه طقوس هتعمليها لكن لازم تكون فى نفس الاوضة اللى ناجية عملت فيها طقوس الخلاص من أمي وقتلتني فيها.
سميرة:
– وده هروحه ازاى وطقوس ايه؟، انا معرفش اي حاجة من اللى بتتعمل دى.
ناهد:
– هتروحي عن طريق الجن الطيّار، هتتنقلي فى لحظات لهناك، هتقفي فى وسط الاوضة وفيه أيات وكلمات معينة هتردديها كتير كل كلمة منهم وكل اية هتتكرر 21 مرة..هتشوفي ناجية نايمة قصادك على نفس السرير اللى انا وأمى اتدبحنا عليه، هتفتح عنيها فى عنيكي وتبصلك فيها بكل شر وكره، لكن انتى بتكرارك لكلمات الله هتتجاوزى الخوف اللى جواكي، وهتمشّى السكينة على رقبتها زى ما شوفتيها مشيتها على رقبة جدتك ورقبتي، وفى نفس البرام اللى موجود فى نفس الاوضة، هتستنى لحد دمها ما يتصفى، ساعتها هرجعلك تاني.
وفى اقل من لحظة وقبل ما تفكر زهوة تبعد شفايفها عن بعضها شافت نفسها فى نفس الاوضة اللى اتقتلت فيها ناهد وشادية، حسيت زهوة”سميرة” ان جسمها كله بيتنفض من الضلمة اللى حواليها، لكن لأنها ابتديت تذكر اسم الله وهى سامعه فى ودنها ايات وكلمات دينية بتتردد على مسامعها من غير ما تشوف حد حواليها، شافت نور فى كل اركان الاوضة، حتى حوالين السرير، شافت ناجية نايمة قصادها على السرير لكن وشها اسود مخيف وعنيها حمرا بشكل دموي مخيف.
حاولت زهوة تتراجع، لكن فعلا قاومت خوفها، حسيت ان فيه حاجة هى اللى بتدفعها تنتقم من ناجية، أخيرا عرفت سبب الكره اللى جواها، وبكل هدوء قاومت نظرات ناجية المخيفة الحاقدة، ومسكت السكينة من على طرف السرير وبكل هدوء مشيت بيها على رقبة ناجية، نفس اللى عملته ناجية مع ناهد وشادية بيتكرر فى اللحظة دى، لكن الفرق ان اللى طلع من رقبة ناجية دم اسود مليان بحشرات كتيرة جدا، كانت بتنزل جوة البرام والحشرات كل ما بتحاول تخرج من البرام وتتخلص من الدم كانت بتغرق تاني فى الدم، وقفت زهوة تتفرج على منظر ناجية وصوت حشرجتها كان ممتع بالنسبة لزهوة اللى برغم استغرابها من اللى عايشاه الا انها حاسة ان ناجية تستاهل المصير ده، ومع ابتسامة زهوة بانتقامها من ناجية، ظهرت مرة تانية قدامها ناهد.
ناهد:
– دى اول حاجة كان لازم تعمليها، اللى حصل ده يا زهوة هو السبب فى ان الشيطان والدلاّلة يخرجوا ناجية من حمايتهم وسلطتهم عليها، حتى كل التضحيات والقرابين اللى قدمتها لهم مالهاش اى شفاعة عندهم، أنتي قدرة سيطرتك وسيطرة قوة روحك عليهم كانت اقوى من ناجية، بس باقى خطوة واحدة علشان تخلصي من الروح الشيطانية اللى جواهم.
زهوة:
– ايه هي؟
ناهد:
– أوضة ناجية فى البيت اللى انتى عيشتي فيه، هتدخليها وهتلاقى فيها عروستين من القماش عليها صورتك وصورة جوزك، وهتلاقى اتنين تانيين عليهم صورة حماتك وبنتها، بتاعت حماتك وبنتها احرقيهم، وبتاعت ناجية ومروة عايزاكى تقسمى الاسياخ اللى محطوطة فى العروسة اللى عليها صورتك ما بين اللى هتحطي عليها صورة مروة.
زهوة:
– مش فاهمة!
ناهد:
– هتدخلى تلاقى 4 عرايس قماش فى اوضة ناجية.. اتنين عليهم صورة حماتك وبنتها، ودول انتى هتحرقيهم وانتى بترددى الكلمات اللى هتسمعيها فى الوقت ده..فهمتي؟
زهوة:
– ايوة.
ناهد:
– وهتلاقى عروسة منهم عليها صورة جوزك، دى هتشيلي صورته وتحطي عليها صورة مروة بنت ناجية..اما العروسة اللى عليها صورتك هتلاقي مغروز فيها اسياخ صغيرة من الحديد هتطلعي جزء منهم وتغرزيه فى اللى عليها صورة مروة.
زهوة:
– ليه بقى؟
– وازاى هعمل كده؟
– وهى ناجية هتسيبني ادخل اوضتها؟
ناهد:
– شوفتي امي لما كانت ناجية بتعمل طقوس تقديمها كانت نايمة ومستسلمة ازاى؟
– ناجية وبنتها هيكونوا على نفس الحال، وده بسبب الطقس اللى انتي عملتيه هنا دلوقتى.
زهوة:
– طيب وحماتي وبنتها؟!
ناهد:
– اللى هتعمليه هيكون سبب فى ان حماتك تكون عاجزة عن النطق والحركة لمدة طويلة، وبنتها هتفشل فى حياتها وفى رعايتها لأمها لنفس الفترة، وفى الفترة دى هتكوني انتى اللى مسؤولة عنهم وتساعديهم بكل طاقتك، وبعد الوقت ده هترجع حياتهم طبيعية مرة تانية، بعد ما يشوفوا ان ده حصل بفضل ربنا وبعده فضلك، وان اللى حصل ده كان بسبب اذيتهم ليكي من البداية.
زهوة:
– طيب واللى هعمله ده هيكون ازاى انتقام من ناجية وبنتها؟
ناهد:
– لأنك بالطريقة دى هتقدميهم قربان لرصد المقبرة يشعل بيه لهيب النار على الشياطين اللى كانت سبب فى الحروب اللى دامت ما بين قبائل الملك الابيض وما بين قبائل الرصد الخاص بالمقبرة.
ابتسمت زهوة وعن طريق الجن الطيار كانت فى اوضة ناجية وشايفة قدام عنيها ناجية ومروة مرميين على السرير وعنيهم مفتوحة وشايفين كل حاجة هى بتعملها لكن ولا حركة ولا كلمة قادرين يعملوها، وبرغم حضور الدلاّلة بسبب نجاسة المكان، الا انها كانت اضعف من انها تقاوم روح وطاقة زهوة اللى فى حماية قبائل قوية من الجن، منهم عمّار البيت ومنهم خُدام وعشيرة الملك الأبيض.
وعملت زهوة كل اللى طلبته منها ناهد بالحرف، وشافت بعنيها محاولات ناجية ومروة وهما عايزين يصرخوا من الالم، كانت زهوة بتكسر الاسياخ الحديد بأيديها وتشوف جسم ناجية ومروة بيتكسر قصاد عنيها ومش قادرين يصرخوا او يتألموا، كانت اجسامهم بتتلوى مع كسرة كل سيخ وكأن زهوة كانت بتكسر عضمهم كله بالترتيب، الحديد كان بيتكسر فى ايديها كأنه اسياخ من الحرير من سهولته واللين اللى كان فيه بالنسبة لزهوة، لكن بالنسبة لناجية و مروة، كان كل مفصل وكل عضمة فى جسمهم بتتلوى مش بالاحساس بس، ده كمان كانوا شايفين جسمهم وهو بيتلوى بعنيهم، المنظر كان مخيف حتى على الدلاّلة اللى متوقعتش ان قدرة سميرة ممكن توصل للمرحلة دى، ولا انتقام ناهد يكون بالقوة دى.
كانت زهوة بتتفرج على مروة وعلى ناجية وجسمهم بدأ يتحلل ويتحول لرماد اسود قصاد عنيها وهى بتضحك.
بمجرد اختفائهم من قصاد عنيها اتحول المكان كله كأن الشمس طالعة في نص البيت.
الدلاّلة ظهرت بوضوح قصاد زهوة ركعت على ركبتها تحت رجلين زهوة وضميت ايديها قدامها بتوسل:
– انا خادمة مطيعة، لصاحب السلطان والقدرة، وقدرتك وسلطتك اقوى من شيطاني اللى كنت تابعة له، ومن دلوقتى انا خادمتك المطيعة فى الشر او الخير أنا فى خدمتك وتحت امرك.
زهوة بابتسامة:
– أنا مش عايزة ادور على شر، انا كان ليا حق وأخدته، ودلوقتى مش هاخد منك غير اسمك، لكن قدرتي وسلطاني اللى بتقولى عليهم هكون دلاّلة بيهم على الخير وبس، لكن انتى تختفى وتروحي لنفس الجحيم اللى راحت له ناجية وبنتها..بنت الشيطان، انتى كنتى قرينة الشيطان، لكن انا ماليش أقران من الشياطين، انا أقراني هيكونوا من الملائكة وبس، ومش هسعى غير للخير وبس.
بمجرد ما خلّصت زهوة كلامها، اختفيت من قصادها الدلاّلة بنفس الطريقة اللى اختفيت بيها ناجية ومروة.
ابتسمت ناهد وهى واقفة قصاد زهوة ومديت ايديها ليها بمفتاح كبيررر وقديم جدااااا.
زهوة:
– ايه ده؟
ناهد:
ده مفتاح الكنز بتاعك، يوم فض عذريتك واتمام زواجك بالفعل، هيكون الكنز مفتوح ليكي ولنسلك بالكامل، خليكي عارفة انك من بعد رعاية ربنا، انتى حواليكي حراس كتير يحموكي من اي قرين دخيل يحاول يقرب منك، وصدقيني انتى محروسة..ونسلك هيكون زيك بس قربي من ربنا يا زهوة اوعي تبعدي عنه، حافظى على طهارة دمك وحافظى على سمو نسلك وبمجرد ما الكنز يتفتح هتلاقى الخير قدامك من غير ما تدوري عليه.
وقبل ما زهوة ترد اختفيت اخيرا ناهد، رجعت للعالم اللى المفروض تكون فيه من وقت ما ماتت، اخيرا ارتاحت ونامت روحها فى سلام، رجعت زهوة بيتها واوضتها من غير ما حد يحس ان فيه اي حاجة حصلت حتى عمرو نفسه محسش بأى حاجة حصلت فى البيت، خرجت زهوة من اوضتها وراحت ناحية اوضة عمرو خبطت على الباب وبمنتهى الهدوء قام عمرو فتح الباب.
عمرو بهدوء وابتسامة:
– كل ده بتغيري هدومك؟
زهوة بأبتسامة:
– اتأخرت عليك شوية؟
عمرو بسعادة:
– يعنى مش كتير، انا بس اللى مستعجل عايز ابداء دنيتى الحلوة بيكي.
ابتسامة زهوة لسه مرسومه على وشها وعنيها بتلمع من سعادتها بخلاصها من الشر اللى كانت مش عارفة انه محاوط حياتها.
عمرو:
– يلا نصلي بقى؟
زهوة:
– يلا بينا.
فعلا صليت زهوة وعمرو اول ركعتين لهم فى بيتهم الجديد بعد ما خلصوا من اللعنات اللى كانت محاوطاهم.. وقضوا مع بعض اول ليلة فى حياتهم الجديدة وزرع جواها بذرة ذرية جديدة جواها الخير والسلام.
ومع تاني يوم لما نزل عمرو من بيته علشان يصبّح على مها واخته هو متعود ميغيبش عنهم، شاف حالة غريبة جدا، مها على سريرها فاتحة عنيها ونايمة لكن لا قادرة تتكلم ولا تتحرك، ومي جنبها على الارض بصالها بذهول وساكتة، كانت صدمة لعمرو اللى مقدرش يعمل اي حاجة غير انه يطلب الاسعاف، نقلوا مها للمستشفى وبلغ عمرو سميرة باللى حصل وراحت وراهم على المستشفى، كل الفحوصات اثبتت أن مها طبيا مش بتعاني من اى مشكلة.. فضلت فترة تحت الملاحظة مع عمل كل الأشاعات والتحاليل والمتابعات لكن مفيش جديد فى حالتها، مي حالة امها كانت مأثرة عليها والدلع اللى هى متدلعاه خلاها مش قادرة تساعد امها ولا عارفة تتحمل المعاناة اللى بتعانيها فى خدمتها، هي مسؤولة عن أكلها وشُربها وحتى الحمام وتنضيفها، حتى هى اللى المطلوب منها تحميها، وكل ده كان كتير على مي اللى ملقيتش حد يساعدها فيه بكل سهولة غير سميرة”زهوة”، اللى كانت كل يوم تكبر اكتر فى عيون عمرو ويتعلق بيها اكتر واكتر، برغم حملها الا انها كانت بتعمل كل حاجة حتى لو فوق طاقتها بسهولة، لحد ما اخيرا جه يوم ولادتها، وده كان اليوم اللى اللعنة اتحلت عن مها ومي ورجعت مها لطبيعتها ودى كانت مفاجأة كبيرة فى نفس يوم الولادة، وده اليوم اللى قررت مها ومي يشكروا فيه سميرة على وقفتها معاهم وعدم تخليها عنهم، وده اليوم اللى ظهروا فيه اخيرا اهل ابوها اللى كانوا بعيد عنها بسبب ان دى كانت رغبة ناجية وسبب اعمالها وسيطرتها على عمر كل السنين اللى فاتت، لأول مرة سميرة تحس انها محبوبة ومرغوب فيها هو اليوم ده، اليوم اللى ظهرت فيه ناهد وهى بتبوس رأس المولوده الصغيرة بحنان وابتسامة، علشان تقرر سميرة ان اسم بنتها هيكون:
– ناهد.
برغم ان الاسم كان ميشدش بالنسبالهم لكن محدش يعرف انه اسم ام سميرة اللى اسمها الحقيقي زهوة، اختفاء ناجية وبنتها بررته سميرة بسهولة، لأن كرههم لها كان واضح وكل الناس كانت ملاحظاه، واخيرا قالت ان امها وأختها سابوها بعد ما هي اتجوزت علشان كان مش عايزينها تفضل معاهم فى حياتهم الجديدة وراحوا يعيشوا فى بلد بعيدة خالص لأنهم مش حابين وجودها.
عمرو مشغلش باله بيهم، واهل ابوها كانوا من زمان مش مرتاحين ولا قابلين وجود ناجية فى حياته من الاساس، وعن طريق شخص مجهول لكن بالنسبة لزهوة شافته قبل كده لما استلمها من الكائن اللى ظهر من المرايا، جه بيبلغها ان كان لها ميراث كبير جدا وكانت كتباه لها مرات عم ناجية اللى كانت بتربيها فى بيتها، ده اللى اتقال لأن شادية مالهاش وجود ولا حد من اهلها او ذريتها غير زهوة بنت ناهد بنتها، يعنى محدش هيدور خصوصا ان الميراث ده كان جاي من بلد بعيدة صعب ان عمرو يفكر يروح يسأل فيها، واتفتحت لهم ابواب خير ورزق كانوا مش عارفين بتتفتح ازاى قدامهم، وكل ما بيتصرف من ميراث زهوة ولو قرش واحد كانت بترجعلهم بفلوس مالهاش عدد، زهوة كانت علطول بتقرب من ربنا وساعدت عمرو على انه يقرب اكتر واكتر من ربنا، وده كان سبب ان خيرهم بيزيد، حماتها ومي اختلفوا معاها وكانت بالنسبالهم فى مكانة عمرو وبيرجعولها فى اي حاجة قبل ما يرجعوله هو، حتى حماها لما شافها كانت بالنسباله بنته التانية.
كل حاجة بقيت بالشكل اللى اى حد يتمناه، حياة هادية، رجوع حقوق، وانتقام من الشر واتباعه.
وبين كل اللى كانت بتعيشه زهوة، كانت دايما تفتكر ناهد وظهورها فى حياتها وتفتكر عمر وتدعيله وتزور قبره دايما هو كمان عمره ما قصّر معاها وكان فعلا اب بالنسبالها.
وناهد الصغيرة كانت بتكبر فى حماية ربنا ومن بعده حُراس قبائل الجن المسلم اللى الملك بتاعهم هو الملك الأبيض.
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الدلالة رفيقة الشيطان)