رواية الخياط الفصل الخامس عشر 15 بقلم شروق عمرو
رواية الخياط الجزء الخامس عشر
رواية الخياط البارت الخامس عشر
رواية الخياط الحلقة الخامسة عشر
” حُكم يونس ”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4
نهض بدر من فراشه ينادي على جدته التي اجابت ” انا فى المطبخ يا بدر ، افتح الباب ”
1
فرك عينيه بنعاس وهو يتجه نحو الباب يفتحه ليتصنم حين وقعت مقلتيه على طارقه .
زمت چيسكا شفتيها تقول ” اية زعلت اني جيتلك ؟”
1
رفع يده يعدل من ملابسه الغير مرتبة وهو يقول متلعثما ” لا ، اكيد مش زعلان مس اتخضيت ” .
لتقول بهدوء ” روحت ليونس المستشفى عشان ال boss عايزه وكان مشي ، فجيت اوصلك انت الرسالة ” .
ليتأملها قائلا بابتسامة خبيثة ” يعني مش عشان وحشتك لاني بقالي 3 ايام ما اشوفتكيش ”
اخفضت نظرتها نحو تلك الورقة لتقول ” ابقي بلغ صاحبك ان ال boss غير مكان المقابلة وهيجيله هنا فى المزرعة دي ، take care ” .
1
انهت عبارتها ترفع نظارتها السوداء وهي تلتفت مغادرة بينما هو نظر الي الورقة التي بيده يبتسم وهو يردد بصوت عالي وصل لها ” برضو انا عارف انك جاية عشاني ” .
دخل مرة اخري وعلى وجهه ابتسامة بلهاء لتتسائل جدته ” مين يا بدر ؟”
ليقول ببلاهة ” محصل الكهربا يا تيتا ، و طلع بيكهرب بجد ” .
1
نظرت له بغرابة وهي تقول ” هو اية اللى بيكهرب يا ولا ”
ليقول بدر محمحما قبل ان يغادر ” مفيش ياتيتا ، انا هلبس و هروح ليونس عشان الشغل “.
نظرت له جدته متعجبة من افعاله الغير مرتبة .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
رفعت أناملها تمسح غزو الدموع الذي اكتسي وجنتيها ، منذ ان عاد اخواتها امس وهي تبكي بحسرة على كل ما حدث له وكل ما يحدث ،بدأت حين ترجت” فتحي ” زوجها ألا يغادر ويتركها هي وابنتها وحدهم ، منذ ان وضعت له كل ما تملكه من الذهب تتوسل إليه عدم مفارقتهم ، وتثبت انهما احوج اليه من المال .
كان يعم الحزن داخلها ، تبكي حسرة على من غاب وتغرب ثم جاءها خبر وفاته ، هل مات بهذه البساطة ، كانت تريد ان تعاتبه تريد ان تستند برأسها على صدره تبكي من فراقه وشوقها له ، هل مات ولم تحزن عليه ، ماذا نفعت الاموال الان ، لقد ترك لها ابنته مؤقتا ، ثم تعجل وتركهم نهائيا
آه ، يكاد قلبها ينفطر من الحزن والحسرة .
1
حين أمس توالت عليها الصعقات بدء من اصرار ” مصطفي ” شقيق زوجها على بقاء ” فيروز ” معه الي طلب ” يوسف ” الزواج منها ثم انتهت حين علمت بموت زوجها .
1
لم تخلو الجهة الاخري عند فيروز من الدموع والبكاء أيضا ، هي أيضا تبكي عن فراق ابيها ، منذ سبع سنوات كانت حياتهم طبيعية و سعيدة ومتوازنة ، بقيت على امل لقاءه ، سندها فى الدنيا .
لتشهق باكية ” كدة يا بابا ، تمشي من غير ما اعتبك واقولك لية سبتني ، كدة تحرمني اني اودعك و احضنك لاخر مرة ، والله كان عندي نموت من الفقر ولا انك تبعد عني لحظة ، لتاني مرة بتخذلني يابابا ، اول مرة لما سافرت وانا نايمة و مصحتنيش اسلم عليك عشان ما اعيطش ، علي فكرة انا كنت بعيط بعد ما ما مشيت والمرة التانية برضو مشيت من غير ما تشوفني و سبتني أعيط ، فيروزة بنتك اتكسرت مرتين ”
دخل مصطفي عليها بوجهه عابس حزين يتأملها وهو يقول ” وحدي ربك يا فيروز ، راح عند اللى احن من الكل ”
زادت حدة بكائها تردف ” كان نفسي اشوفه مرة واحدة ”
مسح على شعرها يقول ” فى الجنة ان شاءلله ”
دخلت “هنا ” احدي بنات ” مصطفي ” تحمل حامل الطعام بهدوء تتقدم نحوهم تقول ” بابا فيروز مأكلتش من امبارح ، وكلنا حاولنا وياها بس مفيش فايدة ”
تقدم مصطفي بالاطباق يقربها منها يقول مبتسما ” فيروز هتاكل عشان خاطر عمها ، مش كدة يا فيروز ”
نظرت له بارهاق ” مش عايزة اكل يا عمو ”
ليقول ” لا يا حبيبتي كدة مش هينفع ، وبعدين لازم تاكلي عشان عايزك في موضوع مهم ”
نظرت فيروز له بأعين دامعة ” عمو انا عايزة اكلم ماما ”
امتعضت ملامحه ليقول ” كلميها براحتك يا حبيبتي ”
لتقول مندفعة بضيق ” فضل خطفني وانا مش معايا موبيلي ولما قولتله اكلمها قالي لا ”
زمجر مصطفي بحدة ” هو مفكر انه خاطفك بجد ولا اية ، حاضر يا حبيبتي هجيبلك الموبيل بتاعي وكلميها من عليه ، خلصي أكلك وانا قاعد فى المندرة تحت مستنيك هنشرب سوا الشاى ”
2
ربت عليها بحنان قبل ان يتركها ويغادر ، لتعود برأسها للخلف تستعيد افكارها الحزينة .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
شعر أسود مموج ، بشرة بيضاء ، عيون عسلية اللون بالاضافة الى جسد نحيل أما عن شخصيتها فكانت حقيبتها تقذفها أعلي الطاولة التي تجلس بها اصدقائها تقول بعنف ” مش فاهمة ليه جايبني كافية أخر الدنيا كدة ، هو ده الاحتفال اللى انتوا بتقولوا هتحتفلوا بيا وبتاع ”
قالت عبارتها بعد ان سحبت كرسيها تجلس بعشوائية لترد صديقتها ” الكافية جديد قولنا نجرب فيكِ ”
تحدثت صديقتها الاخري ” ها يا كوتش الماتش كان عامل اية ”
لتردد صديقتهم الثالثة ” رنين مسكت البت عدمتها العافية ، دي هتبطلها بوكسينج يا جماعة ” .
ضحكت رنين تقول ” مش للدرجة دي يعني ، هي اللي اتحدتني فاتستاهل ” .
قالت احدهم ” بقولكوا اية شوفوا هنطلب اية عشان انا جعانة “
لتقول رنين وهي تسحب هاتفها تغمز ماكرة ” طب اطلبوا انتوا على اصور ريفيو عن المكان بما انه جديد وكدة بقي يمكن ناكل ببلاش ” .
وقفت تلتقط عدة صور لاسم الكافية ثم بثت فيديو وهي تقول ” صباح الخير يا جماعة ، بما ان كسبت ماتش الكيك بوكسينج امبارح فاصحابى عزموني على كافية فى وسط البلد جديد اسمه ” يونس ” و واضح جدا المكان نضيف ازاى والڤيو رايق خالص ازاي ، لسة بقي هنطلب المنيو بتاعهم كله وهنقول رأينا بكل صراحة . ”
..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت ..
أما فى الداخل كان يونس يجلس جوار أبيه الذي بدأ فى قص عليه ما حدث لعايدة عمته بعد ان اخبرها بموت زوجها ، حين طُرق الباب لينظر نحوه بحاجبين مضمومين ينظر لتلك الدخيلة ترسم على وجهها ابتسامة بلهاء ، لينظر لها مستنكرا حين قالت بنبرة متكبرة ” فين صاحب الكافية ”
نظر لها حسن متعجبا ليقول “خير يا انسة حصل حاجة ؟!”
لتقول بجدية” اتفضل اتفرج على الفيديوز دي يا عمو ”
1
نظر لها يونس ومازالت ملامح الاستنكار مرسومة هلى وجهه حين فتح حسن تلك المقاطع التي شملت اعلان للمقهى تقول ” بجد يا جماعة المكان تحفة بيعملوا اتشيز كيك و اسموزي تحفة ، بجد لازم تيجوا تجربوها و كمان فى 10 فى المية discount (خصم ) لاي حد تبعي ، المكان فى …”
ليقول يونس ” ايوا برضو يعني اية ؟”
3
امتعضت ملامحها باستهجان ” يعني ده اعلان ، انا عندي على الاكونت 350 الف متابع يعني مش اي حد ، وبكرة تشوف الناس اللى زي الرز اللى هتيجي لك الكافية ”
ليقول حسن ببشاشة ” طب يا بنتي كتر خيرك والله ”
لتقول بضيق ” هو انا جاية عشان تقولي كتر خيرك ”
نظر لها يونس يضيق عينيه ” لا لحظة انا فهمت الاشكال دي ، بت انتِ معكيش فلوس تحاسبي فاقولتي اعمل الشويتين دول على صاحب المطعم ”
شعرت بالغضب الجامح ” اية بت دي ، انت ازاي بتتكلم معايا كدة ، انت ماتعرفش انا مين ”
ليقول مبتسما بسخرية ” والله لو بنت مين اما تدفعي حساب اللى طفحتيه او هتنضفي الكافية ”
اتسعت عينيها بصدمه تقول ” بقي انا رنين عبد الفتاح يتقالي انضف الكافية ”
ضحك ساخرا يقول ” اسمك اية ؟”
لتقول بعد ان امتعض وجهها بغضب ” اسمي رنين ”
اجابها بسماجة ” عشرة سنين ”
لتقول صارخة ” اية الدم السم ده يا جامد انت، على فكرة مبتضحكش ”
_ “ضحكتني ”
3
ليقول حسن محاولا فض العراك بينهم ” اهدي يا انسة حاضر انا هديكِ حقك ”
لتقول رنين بعد ان شعرت بنيران الغضب ” اولا مش هحاسب على الاكل اللى كلته برة ”
لينتفض يونس يقول باستنكار ” مش قولتك طفحت الاكل ومعاش فلوس تحاسب ، مدصدقتنيش ”
لتكمل رنين ببرود ” تاني حاجة هاخد حق الاعلان اللى عملته ده ، 10 الف جنية “.
ضحك يونس ساخرا يقول ” ده عندها ”
لتقول ببرود ” وعشان البني ادم اللى مترباش ده هاخد 20 الف و هتعملوا خصم 10 فى المية لاي حد من تبعي ”
اتسعت حدقتي يونس وهو يشعر انه يجب عليه ان يقوم ويدفنها مكانها ليقول ” انا لو قومت مش هخلي الدكتور يعرف يخيط فيكِ غرزة ”
نظرت له رنين بتحدي ” انا لاعبة رياضة كيك بوكسينج يعني متتحدانيش ، انا رنين لو ماتعرفنيش ”
حمحمت تهمس لنفسها ” الله القافية جامدة ”
ليقول يونس ” انا اللى اعرفة ان رنين عشرة سنين ، اول مرة اعرف انها فتحت فرع فى الكيك بوكسينج ”
ضحك حسن عليهم ليقول ” خلاص يا انسة رنين ، روحي وانا هعملك اللي انتِ عايزاه ”
لتغادر وهي تخرج لسانها له تستفزه ليقول يونس ” والله ما هيحصل ، لازم اخليها تمسح الكافية النهاردة ”
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
1
اما عن زكريا يفتح هاتفه وهو يشعل تلك الاغاني ، يدندن معها بصوته النشاذ ”
ياراميني بسحر عنيك الاتنين ، ما تقولي واخدني ورايح فين ،علي جرح جديد
ولا لتنهيد ،ولا علي الفرح موديني
انا بسأل ليه ،واحتار كدا ليه
بكرا الايام هتوريني
خلينا كدا علي طول ماشيين”
3
قاطعه يحيي صارخا باستغاثة ” بس بقي يا عم غير اني ودني نزفت و احتمالية اني اطرشت تكون كبيرة ، انت حبتلي هبوط حاد من رومانسيتك دي . ”
1
تأفف زكريا ” هو انت عايش لية ، عشان تنكد عليا “.
ليقول يحيي ماكرا ” انكد عليك اية ، ده شكل الغزالة رايقة خالص ، انت رجعت لاميرة ولا اية ”
ابتسم زكريا ببلاهه يقول ” رجعنا بس مش أوي ”
ليقول يحيي ساخرا ” ده بشار لسة كان تحت وانا طالع ”
ابتلع لعابه بقلق ليقول ” اكيد بترميله شبكته وكدة ”
ليقول يحيي ” شكلك هتتخزوق تاني يا زيكو ”
ليقول زكريا بانفعال ” قوم اطلع برة يا يحيى انت بتتفنن فى تعكير مزاجي ، جاك القرف ”
ضحك يحيي وهو يقول ” انا هاكل التونة اللى فى التلاجة ، نداء لاهل البيت حد ليه علبة تونة فى التلاجة ” .
لم يجيبه احد او بالتفصيل لم يكونوا بالمنزل جميعهم .
2
توجه الي هاتفه يفتحه وهو يقرأ الرد على رسالته الاخيرة التي نصت ” ازيك يا منار ، انا يحيي ابن عم مريم ”
5
احابته منار ” ازيك يا يحيي ، في حاجه ولا ايه ”
2
نظر الرسالة مرات كثيرة وهو يتردد بالتحدث ام لا ليرسل لها ” لا عادي انا بس كنت حابب نتعرف علي بعض اكتر و كده يعني ”
انتظر الرد ولكنه لم يجد اي رد ليغلق الهاتف يتجه نحو الثلاجة .
1
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
زفر يونس بضيق يقول ” وانت قولتلها ماشي ”
ليقول بدر ” اومال اقولها اية يعني ، مش فاهم ”
ليقول يونس بتفكير ” متقولش وقوم شوف حاجه اعملها ، ادخل اقعد مع ابويا جوا ومتخليهوش يخرج ”
لم يعطيه فرصة للحديث وهو يتقدم من تلك الطاولة التي توجد جوار الطاولة التي تجلس بها تلك البلهاء يتابعهم بنظرة شاردو يتوعد كيف ينفذ لهم الفخ .
اما على طاولة رنين ، صرخت احدي صديقتها ” الحمدلله رنين اللى لبست الشايب ، الحمدلله ”
تذمرت رنين لتقول ” لا بجد كدة مش عدل ”
لتقول ” لا يا روحي ده احكام ، يلا انزلوا بالاحكام ”
نظرت لها احدي صديقاتها تقول بخبث ” وبما ان الكافية اسمه يونس ، نزلي استوري انستا واكتبي فيها يونس و قلبين حمر ”
نظرت لها رنين باستنكار ” لا طبعا متهزريش يا بسنت ”
نظرت لها بسنت تقول ” لا ده حكم يا رنين مفيش اعتراض ، يلا ” .
زمت شفتيها وهي تفعل ما حُكم به عليها متذمرة لتقول ” بجد هتودوني فى داهية انا مش هلعب معاكم تاني ، يلا يا ختي انتِ كمان قولي حكمك ” .
نظرت لها بشر وهي تنظر حولها ” قومي اضربي الراجل اللى قاعد يتفرج علينا ده ”
تشتت ذهنها لثوان وهي تعيد النظر عليه تقول بصدمة ” لا طبعا ، ده صاحب الكافية ، انتِ اتحننتي ”
لتقول صديقتها ” خلاص بلاش منظرك هيبقي عرة ، ارمي كوباية العصير دي على الارض باللي فيها ”
حكت رأسها وهي تشعر انهم ينهون حياتها اليوم ، لتبتلع لعابها بتوتر وهي تحمل الكأس تلقيه على الارض ، ليتهشم تحتل محتواياته الارض .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخياط)