روايات

رواية الخياط الفصل الحادي عشر 11 بقلم شروق عمرو

موقع كتابك في سطور

رواية الخياط الفصل الحادي عشر 11 بقلم شروق عمرو

رواية الخياط الجزء الحادي عشر

رواية الخياط البارت الحادي عشر

الخياط
الخياط

رواية الخياط الحلقة الحادية عشر

قلتُ : هل ما زلتُ موجوداً هنا ؟ أَأَنا طليقٌ أَو سجينٌ دون أن أدري ، وهذا البحرُ خلف السور بحري ؟ قال لي : أَنتَ السجينُ ، سجينُ نفسِكَ والحنينِ ، ومَنْ تراهُ الآن ليس أَنا ، أَنا شَبَحي فقلتُ مُحَدِّثاً نفسي : أَنا حيٌّ وقلتُ : إذا التقى شَبَحانِ في الصحراء ، هل يتقاسمانِ الرملَ ، أَم يتنافسان على احتكار الليل ؟
– محمود درويش
.. ~~~~~~~~~~~~
دق صوت الجرس التابع لتلك المدرسة ، يعلن انقضاء مدة الاختبار ..
اندلع الطلاب من فصولهم سريعا وجميهم يزفرون تنهيدة فرحة فأخيرا كان هذا أخر اختبار فى تلك الصف الدراسي ” الثاني الثانوي ” .
ابتسمت مريم براحة تقول لصديقتها ” الامتحان كان مش حلو بس فرحة انه أخر امتحان تكسب ”
وافقتها صديقتها ” منار ” مردفة ” بس افتكرت ان ثانوية عامة بعد تلات شهور ” .
2
تأففت مريم تقول بضيق ” لية يا منار العكننة دي بس يا حبيبتي ، بقولك عايزة انبسط بالاجازة ” .
قالت منار بضيق ” مهو ده اللى شاغل تفكيري ” .
رمت مريم ببصرها نحو تلك الفتاه التي جلست على احد مقاعد فناء المدرسة تبكي وحولها مجموعة من الطالبات ، لتردف مريم ” هي داليا دحيحة الدفعة لسة برضو بتعيط ، مستهونة ترحم اخر امتحان “.
نظرت لها منار بخنق تقول ” دي عيلة سوسة ، اللى معاها فى اللجنة يبقولولي انها أول واحدة بتخلص ، لازم تخرج تعمل الشو الحمضان ده عشان مانحسدهاش !”
اطلقت مريم زجرة ساخرة وهي تنظر نحوها لتكمل منار ساخرة ” سمعت انها هتحضر دروس تالتة ثانوي مع دفعة السنة دي ، من بكرة “.
15
سخرت مريم ” منهم لله هيعلوا التنسيق ، انا نفسي اقولهم فى البيت اني مش عايزة اتعلم اصلا “.
ضحكت منار لتقول وهي تنظر نحو مبني الاولاد ، فالمدرسة منقسمة الي جزئين ، جزء للبنات ، وأخر للاولاد ” تعالي نستني ” يحيي ” ابن عمك ونشوفه عمل اية ”
نظرت لها مريم باندهاش ” نستني يحيي ، انتِ عبيطة يا منار .. عايزة تروحي تقفي عند الولاد كدة ، وبعدين واحنا مالنا بيحيي يعني ؟!”
تزمرت منار وهي تردف ” اية يا مريم ، ما احنا بقالنا يومين بنروح سوا ، انا وأنتِ وهو ”
لتقول مريم بجدية ” أيوا عشان هو اللي بيقابلنا واحنا خلاص مروحين ، واصلا بنكون داخلين الشارع بتاعنا ، ده غير ان بيكون لوحده ، عايزة نروح نقفله عند الاولاد كدة ، انتِ الكميا لحست دماغك “

زمت منار شفتيها ” خلاص يا مريم ، انتِ هبتي فيا لية كدة “.
تحدثت مريم بعقلانية “بعقلك يا روح مريم “.
ابتسمت منار وهي تقول لها ” اقولك حاجة بس اوعديني محدش يعرف ”
نظرت لها مريم باهتمام ” اوعدك ”
لتقول منار بحماس ” لا إحلفي ”
أجابت مريم بملل ” والله ما حد هيعرف ”
تحدثت منار وكلتا عينيها تشع القلوب الحمراء ” انا بكراش على يحيي ”
نظرت لها مريم نظرة مطولة ، لتقول بمرح يتنافي مع حالتها الداخلية ” ايوا ياعم ، ضفيه لقايمة الكراشات بتوعك بقي “.
تحدثت منار بنشوة ” لا معتقدش حاسة انه هيبقي حقيقة ” .
صمتت لثوان لتقول ” هو مش بيكلمك عليا خالص ؟”
1
نفت مريم برأسها تقول ” لا ، انا وهو مش بنتكلم اصلا ، غير لو تجمع عائلي وكدة يعني “.
لتقول لها بأمل ” طب ما تكلميه انتِ ”
شعرت بالغضب الشديد وهي تقول ” بلاش عبط يا منار ، أنا مش بدخل نفسي فى الحوارات دي ”
2
كادت ان تتحدث منار ولكن صمتت حين تقدم يحيي يقول ” اية هتروحوا ولا خارجين “.
نظرت لها مريم وهي تقول باقتضاب ” لا هنروح ”
نظر لها بغرابة ليكمل ” خلاص أشطا انا هروح اغير واجيب فلوس وهنزل تاتي ، يلا اوصلكم “.
ابتسمت منار وكادت تبدي بالموافقة ولكن اعترضت مريم ” لا هنروح احنا لوحدنا ، يلا يا منار ” .
سحبتها معاها تاركة اياها متعجبا من ردة فعلها العنيفة ، وقف مكانه لبضعة ثوان قبل أن يأتيه ” إيهاب ” بوجهه مبتسم
عقد يحيي ملامحه بغضب ليعلق إيهاب ” اية يا عم هتفضل زعلان مني كدة كتير ، خلاص متبقاش قفوش كدة ” .
زمجر يحيي يقول ” بقولك إية يا إيهاب ، انت مش ساحبني وراك عشان تقعد تسف عليا انت وصحابك “.
ليقول إيهاب ” ياعم خلاص حقك عليا ، وادي راسك اهي ”
1
قال عبارته الاخيرة وهو يقبل رأسه يكمل ” فك يا عم بقي ، والله القاعدة ناقصة من غيرك ، وكمان خلصنا امتحانات يعني هنبقي براحتنا ” .
ليقول بحدة ” ماشي يا إيهاب ، بس قسما بربي لو اتكررت تاني مش هسمي عليك . ”
هضم إيهاب عبارته يردف ” ها ، هتخرج ؟”
ليردف ” آه ، بس هجيب فلوس أجي ”
ليقول إيهاب ” خلاص أشطا ، هستناك على الشارع بتاعكم “.

وسارا الاثنان الي طريقهم ، او هو طريق إيهاب يسير فيه يحيي بمنتهي السهولة ليقع بفخه .
.. §~~~~~~~~~~~~§
أفاق ذلك الثمل من نومه بعد وقت طويل من رجوعه المنزل فى فجر اليوم ،
ظل يحاول النهوض من الفراش ، وهو يمط جسده يهتف بأسم زوجته “رضوي ، رضروضة ”
هو حتي لم يلاحظ بالامس عدم وجودها بالمنزل .
اخذ يتفحص اركان الشقة ليدرك انها تركت المنزل هي وابنتها ليقول صابر ” يا أدي الغم ، الولية مشيت ، مين هيعملي فطار ؟ ”
4
لمعت برأسه فكرة بأن يشرب سيجار من المخدرات حتي يفيق ، ليذهب الي جلبها من بيت أبيها .
وبالفعل شرع فى البدء بتجهير قطعة الحشيش ليلفها ، مشعلا إياها ، وهو يستنشق منها شهيق طويلا ، تاركا باقيها أعلي الطاولة حين سمع صوت دق الباب .
نهض وهو يتمايل بثملة ليفتح الباب ، تنصم مكانه حين نظر الي مجموعة أفراد الشرطة القابعين أمام منزله لينتفض يرمي السيجار ” والله ما عملت حاجة يا باشا . ”
1
.. ~~~~~~~~~~~~
“‏والصّبح يسكبُ في خدّيكِ أغنيةً
‏رق المدى من صداها فالمدى عُرس
‏كُل الذين هَوَوْا كل الذين مَضَوْا
‏كل الذين أتَوا من وجهكِ اقتُبِسُوا..”
صعد “يوسف ” درجات البناية متجها الى سطح المنزل ، بعد أن داعبت أذنيه تلك المقطوعة للمطربة ” فيروز ”
..
« يسعد صباحك يا حلو، يسعد مكان بتنزله
لما النسيم بيزورنا عنك يا ولف منسأله
يسعد صباحك يا حلو، بيتي بورد بجمله
يمكن لنا يوم الهوى والقلب يلقى منزله
طل يا محبوب وإحمل لنا الأنغام
طل يا محبوب غنيتك أحلام
يسعد صباحك يا حلو، وعدك لنا لا تبدله
ونبقى سوى ويبقى الهوى بقلوبنا صافي وحلو
يسعد صباحك
يسعد صباحك
يسعد صباحك يا حلو
طل يا محبوب وإحمل لنا الأنغام
طل يا محبوب غنيتك أحلام
يسعد صباحك يا حلو، وعدك لنا لا تبدله
ونبقى سوى ويبقى الهوى بقلوبنا صافي وحلو».
2
ابتسم بخفوت حين وجدها تكنس تلك الارضية المتسخة ، حمحم بخفوت يقول ” طالعة لية فى الشمس كدة ؟”
لتلتفت نحوه مبتسمة بعد ان تركت ما بيدها تقول ” بقالك قد اية مطلعتش يا يوسف ”
نظر لها وهو يتقدم من تلك المقعد ” كنت مدعوك فى حوارات كتير اوي ”
عادت لما تفعله ليقول ” اخبارك إية ؟”
همهت بخفوت ” الحمدلله أحسن ، وآه اسفة اني مكنتش برد عليك على الواتساب. ”
قال بهدوء ” عادي يا فيروزة ، المهم انك كويسة ”
ابتسمت بخفوت لتقول ” وبما انك طلعت بقي ، فا شيل بقي الحاجات اللى قدام الحيطة دي ”
حك عنقه متسائلا ” اية ده ، لية ”
لتقول وهي تتطلع للحائط ” هرسم عليها ، وبما انها على الطوب الاحمر هنمحرها و هنيدها سكينة معجون ، وبعدين نشتغل ”
ابتسم مازحا ” هتعملي كل ده ”
لتقول مصححة وهي ترفع شعرها ” هنعمل يا چو ، هنعمل ، ولا تقولي شغل ولا بتاع الرسمة دي أنا عايزاها تخلص فى اسبوع ”
ليقول ” لا متقلقيش مفيش شغل ، انا كده كده مطرود ”
اتسعت حدقتيها لتقول ” بتتكلم جد ؟”
ليردف ” اه والله ، سبت ناريمان ، فابوها طردني ”
لتقول ضاحكة ” لا لحظة فركشت خطوبتك وسبت شغلك ، كل ده وانا معرفش ، ده انا كنت مختفية جدا ”
ضحك لتكمل ” بس يلا ربنا يعوضك خير ،مش مشكلة ”
استقام من مقعده يقول بحماس ” نبدأ شغل بقي . ”
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
‏”ارضاء الناس غاية لا تلزمني.”
..
1
مدت يدها بذلك الصحن الذي يحوي شربة دافئة ، نحو ابنها المستقل على الفراش يتأوه من كل حين وآخر ” خد يا ضنايا ، على مهلك ”
ليقول أيمن متأوه ” مش قادر ، جسمي كله مكسر ”
تنهدت أشجان بقلة حيلة ” قولتلك بلاش يونس يا أيمن ، مسمعتش كلامي يا ابنى “.
1
ليذمجر بتوعيد ” قسما بربي ما هرحمه ، آه ”
اطلق تأوه قوي عقب كلمته الاخيرة .
1
نهضت أشجان فى عجالة تتجه نحو الباب لتجيب طارقه ، عقدت ملامحها وهي تنظر الي ” يونس ” الواقف أمامها ، وبيده باقة من الورود ويده الاخري بها كيس اسود مجهول هويته ليقول بمراوغة ” إية يا شوشو مفيش اتفضل ؟”
قالتها اشجان من بين اسنانها ” اتفضل يا يونس ”
1
دخل بثبات متجها نحو غرفة ” ايمن ” يرسم على وجهه ابتسامة مستفزة يقول ” أيمون إية ده ، مين المفتري اللى عمل كدة فيك يا خويا ”
رمقه أيمن بحقد يقول بصوت مغلول ” حيوان ، حيوان يا حبيب أخوك ”
2
رفع حاجبه ليقول بسخرية ” معلش يا حبيبي ، بعد كدة ابقي إمشي فى حالك عشان مفيش حيوان هيمد أيده على حشرة غير لما يكون جر شكله . ”
ليتقدم بباقة الزهور يجلس جواره ” شايف الورد ياض ، انت لو خطبيتي مش هحبك كدة ، انا بمجرد ما عرفت انك عندك حساسية منه قولت مفيش احلي من كدة زيارة مريض ”
5
أبعد أيمن رأسه عن باقة الزهور سريعا وهو يعطس بقوة ، تقدمت أشجان تبعد باقة الزهور لتقول بضيق ” عايز اية تاني يا يونس ، مش كفاية اللى انت عملته ، مش عارفه امتي هتشبع من اللى انت بتعمله ده ” .
نهض وهو يمد يده بالكيس ” حسن الخياط طلع من السجن يا شوشو ، وكنت جاي اديكِ الحلاوة ، باعتلك تلاتة كيلو موز من اول السباطة بالهنا والشفا ، والزيارة الجاية هو اللى هيجبهالك . ”
تركها تنظر إلي اثره بحيرة ، مما قاله بما يفكر هذا المراوغ ، و ماذا سينوي لها ولأبنها .
.. ~~~~~~~~~~~~
: السكن عند الأهل ليس بالمجان
” ستدفع ثمنه نفسيًا “.
‏”الغربة هي أن تسافر بعينيك بين الوجوه الحاضرة، فلا يبصر قلبك سوى ذلك الوجه الغائب ، أحيانا أيضا تكمن الغربة فى وجودك بمنزل لا مكان لك به ، منزل سبب لك جميع الايذاءات النفسية ، هذا المنزل الذي جعله جاثيا أمام تلك الكمييوتر يبحث فى محرك البحث عن مواعيد عيادات لأي من الأطباء النفسية متاحة ، فقد فاض كيله هو الان يشعر بالضعف يتأكل روحه يوم تلو الآخر .
انتبه معتر الي صوت هاتفه الذي صدح بالرنين باسم ” يونس ” ليطلق زفير وهو يجيب ” ايوا يا يونس ”
جاءه صوت يونس ” خلصت يا معتز ”
اجاب معتز بلا روح ” آه يا يونس ، الكاميرات كلها تحت سيطرتي ، وقت التنفيذ هوقفها ”
ليقول يونس ” تمام ، على الاشارة بينا، هتيجي الكافية امتي ؟”
تسائل معتز ” مش عارف ، هو لازم احضر الاحتفال ”
أكد يونس ” اه طبعا ، لازم تيجي ، هستناك يا زوز ”
اغلق الخط يتركه مع ألمه ينهشه بمفرده بلا رفيق .
2
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
” يا عم باصي بقي ، يا عم باصي ، اية الغباء ده ”
صرخ بعباراته تلك وهو يتابع إحدي مباريات كرة القدم باندماج ،حين قاطعت سلوي اندماجه تقول ” زكريا انزل نزل فلوس الجمعية لمرات عمك ”
قال زكريا بدون النظر لها ” خلي يحيي يا ماما ، الماتش شغال ”
لتقول سلوي بملل ” يحيي خرج ، قوم يا زكريا اخلص ”
ليقول زكريا ” خلي روهان طيب ”
تدخلت روهان بعنف ” سيبوا زفتة فى حالها مش كفاية المذاكرة عليا ، انا مش نازلة فى حتة ، انت قاعد اجازة انزل انت ”
نظر لها زكريا ” ايوا بقي بصيلي فى اليومين الاجازة اللى واخدهم ”
لتقول سلوي بنفاذ الصبر ” الفلوس اهي هخش اعمل الغدا لو الفلوس ما نزلتش هيبقي يومكم مهبب ”
نظر زكريا نحو روهان يتمتم ” رورو ، انزلي و هجبلك شيكولاتة كبيرة ”
لوت روهان فمها ” انت لو معاك جنية كنت فضلت قاعد هنا ”
ليقول زكريا ” ماهو انا هشتغل و هيبقي معايا ”
ضحكت روهان ساخرة” ايوا عارفاها انا التخطيطات دي ”
ليقول زكريا ” لا بقي تخطيطات الاجازة دي غير ، انا هشتغل و هنزل جيم واعمل فورمة و هلعب كاس الجامعة و هاخد كورسات ”
” أيوا هي الكورسات دي ، روح نام يا زكريا ”
ليقول مذمجرا ” يعني مش هتنزلي ؟”
لتقول ببرود ” NO , ورايا مذاكرة ”
تأفف زكريا بضيق وهو ينهض من مكانه يسحب النقود يقول ” بروطة ، خليكي قاعدة مكانك كدة لغاية ما فشولتي وبقيتي دبل اكس ”
تركها عقب كلامه لتقول ” روح كمل احلام العصاري بتاعتك يا زكريا ، والله لاهقول ايد مين اللى كانت فى الاستوري اللى انت نزلتها من كام يوم دي ، عشان انا مش هتوه عن مناكيري وايد يحيي يا زكريا ”
حاول تجاهل كلامها حتي لا ينكشف سره كاملا متجها الي الطابق السفلي ، دق الجرس لتفتح له مريم وهي تنظر بغرابه نحوه ليقول زكريا ” فين مرات عمي ؟”
تحدثت مريم بعدم فهم ” جوا ، اتفضل يا زكريا ”
ترجل زكريا الي داخل الشقة ليجد ذاك من كان يجلس فى غرفة الاستقبال و جواره أميرة ، وهمهماتهم المنخفضة لوي فمه ساخرا يقول ” عملالي فيها أميرة حبي أنا ”
شعر بالغضب يتأكله و يجلس في الردهة منتظر خروج كوثر ، وقعت ضحكاتها المبالغ بها على اذنيه مما كادت تفقده أعصابه ويدخل يقتل هذا المدعو ببشار ، لتأتي كوثر ” اية يا زكريا ازيك يا حبيبي “.
تحدث بخفوت ” خدي يا مرات عمي فلوس الجميعة أهي . ”
اخذتها كوثر ثم قالت ” ماشي يا زكريا ”
القي نظرة على الغرفة يعطيهما نظرات حاقدة قبل ان يغادر الشقة وهو يكاد يشتعل من الغيظ ، يفكر بشئ ما لإخماد نيرانه و اشعال نيرانها هي .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
هبطت ” چيسيكا ” تلك الدرجات السراميكية تهدر بكعب حذائها فى صوت متناغم ، كانت اعلنت استيقاظها للتو متجهه نحو المطبخ حتي تعد فطورا ، انتبهت الي صوت هاتفها للتقطه ترد ” أيوا يا شريف ”
لوت فاها لتجيب بعد ان سمعت مطلبه ” ال boss لسة نايم ، لما يصحي هقوله انك طلبته ، ok ”
اغلقت الهاتف فى نفور من مهاتفته ، فـ ” شريف ” هو ابن الحناوي ، الذي أعلن عصيانه لأبيه مبتعدا عن كل طرق أبيه السواء ، متخذا لنفسه حياة آخري .
” فى واحد برة بيقول انه عايز يقابلك ”
قالتها تلك السيدة المسؤلة عن ادارة المنزل.
أمأت چيسيكا تردف ” هروح ، وحضريلي فطاري “.
تقدمت چيسيكا نحو ردهة المنزل تنظر بغموض نحو من يقبع فى انتظارها ، رفعت حاجبها الايسر حين علمت هويته لتقول بعد ان رسمت بسمه صفراء ” دي زيارة عادي ولا اية ؟”
ابتسم بدر ببلاهة ” هي زيارة ، بس زيارة ليكِ انتِ ”
ضمت شفتيها وهي تجلس واضعة ساق فوق الاخري ” اية السبب بقي ”
اعاد بدر ثباته وهو يتمتم ” عادي ود ومحبة ، اصل بقالي كام ليلة بروح البار اللى إنتِ بتروحيه ومش بلاقيكي فى قولت أجي اطقس بنفسي ” .
” إمم ، والاهتمام المفاجئ ده برضو ود ومحبه ”
ليغمز بدر ” لا ، اصل لاحظت ان عيونك فيها حزن كبير ”
ارفعت لُفة التبغ الخاص بها وهي تشعله بهدوء ، لتسحب شهيقها الطويل ثم تزفره ببطئ قبل أن تردف بصوت خافت ” بص يا قمر ..”
قاطعها ضاحكا بخبث ” بدر ، اسمي بدر ، انما القمر ده بقي يبقي قاعد قدامي اهو ”
لما تنكر انه هز اوصلها كأي فتاه حين يتغازل بها أحد ، ولكن انكرت ذلك ملامحها حين هدرت ” مش مهم ، المهم اللي عايزة اقولوهلك إني مليش فى الجو بتاع ، عينيكِ فيها حزن و روحتي و امي تعبانة وعايزة حد يعملها شوربة ”
اجعد ما بين حاجبيه يردف ” هي وصلت معاكِ لمرحلة امي تعبانة ؟”
زفرت بعنف تقول ” متدخلنيش فى تفاصيل ، ياريت تبعد عن طريقي يا بدر ”
استقامت من مكانها تردف ” nice to meet you , اتمني متكررهاش ”
غادرت تتركه يقول مشاكسا قبل ان يغادر المنزل ” هكررها ، وكتير كمان ”
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
– هناك مناظر بديعة فعلًا في العالم، ولكن الأشكال البشرية فيها قبيحة أينما حلت، ويستحسن ألا تطيل النظر إليها.
●..
في عصر نفس هذا اليوم هبط يونس من سيارته وكان يتجه الي البناية التي يسكن بها عائلته ليلتفت بعينه ينظر الي تلك السيارة الفخمة ، تصطف خلف سيارته ومنها تهبط سيدة فارهة يظهر الثراء علي كل شئ بها من حذائها حتي تلك القبعة التي تضعها أعلي شعرها الذهبي ، و تنورتها البيضاء التي تصل الي منتصف فخذيها .
اطلق يونس ضحكة ساخرة حين التفت نحوها يقول بتبجح :
_ زاهية هانم هنا بنفسها ، ده صدفة عجيبة ان الحارة مولعتش !
لوت زاهية فمها لتقول متشدقة :
_ اسمي ” هايز ” صاحبة أكبر براند ميكب مصري ، وبعدين هو أنت لسة قليل الرباية كدة زي ما أنت ، سلوي لسة ماعرفتش تربيك ” .
قهقه يونس عالياً وهو يضيف ساخراً:
هايز ! ، الله يرحم أيام ما كنتِ مفكرة صباع الروچ قلم طابشير ”
رمقته بتقرف حين أكمل ” جاية لية و هتمشي امتي يا زاهية ؟”
قالت بتعالي ” جاية اقعد فى شقتي يا يونس . ”
قال ساخرا ” أوه ، وياترى بقي جايبة ابنك الحيلة معاكِ ”
لتقول ببرود ” نائل ابني هيجي على طايرة بكرة هو ومراته ، فين ابوك ولا عمك ؟ ”
ليقول ببرود ” روحي اترمي فى أي اوتيل يا زاهية لحد ما يجي ابنك بكرة ”
نظرت له بضيق لتقول متضجرة ” اوتيل اية ده ، انا هقعد فى شقتي اللى هي شقة حوزي ” .
نظر لها يونس ” وجوزك الله يرحمه مات وساب الشقة لإبنه ، و مش هيستلمها غير المحروس ابنك “.
طالعته بغضب ” ما تخشش فى عند معايا يا يونس احسن لك ” .
قال فى هدوء ” أخرك وهاتيه يا زاهية ” .
استدارت متجهه نحو السيارة بعد ان قالت بوعيد ” ماشي يا يونس .”
ليقول يونس فى نبرة ساخرة ” بالسلامة يا مرات عمي ”
تركها بعد ان غادرت بسيارتها ليتجهه الي داخل البناية صاعدا الي شقته .
.. ~~~~~~~~~~~~
سَمراء بِـشَعرٍ غَجريّ وعَينين غِزلانية مُتسعِة ، تقف أمام المرآه ترتدي بنطال من الجينز الواسع ويعلوه سترة بيضاء و يتدلي شعرها الملتوي بشكل مُبهر ، واختمتها بحذاء رياضي أبيض وهي تضع حمرة شفاة و بعد اللمسات من المستحضرات التجميلية .
هبطت الدرج فى حماس وهي تدندن كلمات احدي الاغاني ” إيوه شمندورة منجنا
بهر انجس كريو منجنا
سجرى مالا واينا
مونت أنجلاه واينا
عالشط استني، رايحة فين؟
ده أنا ليكي بغني غنوتين
غنوة عن الآهة والحنين
وغنوة لعنيكى يا حنين. ”
التفتت نحو والداها الذي وجدته يرتدي بذلته البنية لتتسائل ” أنت هتيجي الافتتاح يا بابا ؟”
أجاب بوجهه مكفهر ” لا اروح فين ، انا عندي شغل في المكتب ، الانتخابات قربت ”
أمات لتقول ” ماشي انا همشي انا ”
أكد عليها ” خلي بالك على نفسك ومتتأخريش يا ليلي ، انا نازل دلوقتي. ”
غادرت بعد ان وافقت حديثه .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
..”أسئلة عايشة معايا مكملة والإجابة متأجلة
سلسلة وكل حلقة للثانية مسلمة
بلف في دايرة ومهما بقيت برجع هنا بصيت في مرايتي لقيتها سودا ومظلمة
النفسية بعافية تعبانة، مدشملة
حطيت رأسي في سجادتي حكيت لربي على اللي جوايا أنا أنا أنا أنا أنا
شايل من زمان أنا أنا أنا أنا
في قلبي ألف سؤال أسئلة كثير والضمير بياكل ويأنب
زي الحمير حافظ طريقي ومغمي عينيّ
وقعت في بير بنده وصدى صوتي مغطي عليّ
صوت بيقول ممنوع وصوت بيقولي إمشي ورا النية….”
2
كانت هذه كلمات تلك الاغنية التي أشعلت ، وأصر عليها يونس فى ذلك الافتتاح الخاص به اليوم ، ترجل الي داخل مكتب الادارة وعلى وجهه ترتسم بسمة هادئة ينظر الي ذلك الجالس فى كرسيه ” أجواء عالية ، مش كدة يا أبو علي ”
هز حسن رأسه ” ربنا يكملهالك على خير ”
جلس يونس ليقول ” متقلقش يا حاج ، والله هيجولك الاربعة ، انا متأكد ”
صمت حسن بينما عاد يونس بشرود وهو يتذكر انفعالات أخواته حين ألقي عليهم عبارة خروج أبيهم من السجن .
بداية من يوسف الذي التزم الصمت ، يونس يعلم رأيه جيدا ، لم يجد اعتراض من قبل يحيي ، ولكن أخذ زكريا صف أخيه ” يوسف ” و لازالت روهان متخبطة بينهم .
افاق من شروده سريعا وهو ينتبه من حضور الجميع ليقول لأبيه ” هتخرج ؟”
نفي حسن ” لا خليني هنا ، عشان محدش يمشي “.
ليقول يونس ” صح مقولتكش ان زاهية رجعت ”
نظر له باهتمام ليكمل يونس ساخرا ” بس انا كشمتلها و طردتها ، والله يا حاج أنا بشوف الخبث و الخبائث في عيلتي مش في الحمام ! ”
ضحك حسن ليقول ” ماهو انت عصب يا يونس ، عصب وهتستحمل ”
ليقول يونس ” هستحمل بس ، ده انا هندمهم على كل حاجة اتعملت زمان ، عايزك تنصب السيرك وتتفرج يا حاج ”
..
خرج يونس حيث يقبع أخواته
ليتحدث ” ماما ما جتش ؟ ”
تحدث يوسف ” معلش يا يونس ، بس هي حقها تزعل ” .
تلفت يحيي بانبهار ليقول ” شغل جامد يا خويا ، عايز أدوق كل المشروبات و كل الحلو اللي هنا عشان اقيم ”
ليقول يونس ينظر له بهدوء ” اسحب كرسي واطلب كل اللي انت عايزه ”
ابتسم يحيي يتجه نحو احدي الطاولات لتقول روهان ” استني يا يحيي هاجي معاك ”
انتبه يونس الي زكريا مقضب الوجهه ليقول ” وانت قالب بوزك لية ؟”
أردف زكريا كلماته بنفور ” مخنوق ”
نظر له يونس يرفع حاجبه الايمن ” اظبط دلوقتي يا زيكا عشان ما ظبطكش . ”
ليقول زكريا ” عندي حجز بعد نص ساعة فبفكر اطير ”
ليردف ” استني شوية وبعد كدة امشي ، روح كُل مع إخواتك “.
التفت الي يوسف يقول بجدية ” عايزك فى حوار كدة ”
انصت له يوسف باهتمام ليكمل يونس ” الشركة اللي خدنا من جابر ، عايزين نقومها كدة شوف اية النظام بقي ”
قال يوسف ” ازاي يعني ؟!”
نظر له يونس يقول مستنكرا ” يا بني مش أنت مهندس . ”
عقد الاخر حاجبيه وهو يتمتم ” ايوا انا مالي بالحوارات دي ، أنت اللى خريج تجارة يا بني ” .
ارخي ملامحه يقول ” اللي اعرفه ان المهندس بيعرف يعمل أي حاجة ” .
ضحك يوسف ليقول ” خارق أنا ، اخلص طيب قولي عايز تعمل إية ؟”
رمي ببصره نحو تلك الشاردة لاتدري الي أين تذهب ليقول ” لينا قاعدة سوا ، روح كدة ظبط معايا الدنيا فى الكافية كدة عشان اليوم ده يخلص بقي ”
نظر يونس تجاه معتز الجالس يعبث بحاسوبه ليغمز بعينه له كإشارة لبدء تنفيذ خطته .
اتجه يونس نحو ليلي التي نظرت نحوه باعجاب خاص بهندمة ملابسه حيث قميصه الاسود و أسفله بنطال من اللون الرمادي من النوع الكلاسيكي ،ليقول حين اقترب منها ” اومال فين أبوكِ؟ ”
قالت وهي تتأمل المقهي حولها ” مجاش ، عنده شغل .. مبروك الكافية ”
ليقول بهدوء ” الله يبارك فيكِ ”
نظرت نحو اللافته المعلقة باسم ” يــونــس ” لتقول ” نرجسية لذيذة ”
ليغمز بعبث ” محدش زي ” .
لتقول مضيقة عينيها ” مقولتليش بقي ، مين اللى كان مديك الفلاشة ”
اعطاها نظرة متسائلة لتبرر ” الفلاشة اللى انت كنت بتتكلم عنها مع بابا امبارح ”
اطلق يونس ضحكة عالية لتتذمر ليلي ” بتضحك علي اية ؟”
” ولا حاجة ”
لتقول بضيق ” مين العزيز على قلبك اللى ادهالك يعني .؟”
نظر لها ببرأة “أبوكِ ”
زفرت بضيق ” بطل استظراف ”
ليقول ضاحكا ” مبستظرفش أنا ”
تأففت بضيق ” انا هدخل اشوف روهان ”
1
غاردت وتركته يقف يتأمل المقهي بهدوء ، مرت دقائق حين جائه اتصال من بدر ، ليجيب يونس ” أيوا يا بدر ”
” تم يا صاحبي ، بيت جابر بيولع دلوقتي .”
ابتسم يونس بهدوء وهو ينظر تجاه معتز يشير له بأن كل شئ على ما يرام .
كان يونس ينوي ان يترجل داخل غرفة الادارة ولكن كان هذا العيار الناري الذي أصاب جسده غدر ، أسرع من لمحة بصره .
1
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخياط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى