روايات

رواية الخياط الفصل الثامن 8 بقلم شروق عمرو

موقع كتابك في سطور

رواية الخياط الفصل الثامن 8 بقلم شروق عمرو

رواية الخياط الجزء الثامن

رواية الخياط البارت الثامن

الخياط
الخياط

رواية الخياط الحلقة الثامنة

– قرّرنا إرسال أدوية إلى أفريقيا ، وهذا عمل إنساني جدًا ، لكن المشكلة أنه كُتب عليها بعد الأكل.
4
.. §~~~~~~~~~~~~
اما في الطابق الثاني عند عايدة، جالس يطوف بعينه يمينا ويسارًا لعله ان يجدها او تخرج من غرفتها.
تقدمت ” عايدة ” بخطوات ثابتة تحمل ذلك المشروب لضياقته ، وضعته أمامه بهدوء قبل ان تجلس فى مقابلته تقول بصوت حاد
” اخوك زودها اوي يا يوسف، انا بنتي مش عديمة الكرامة للدرجة دي، نفسي اعقلها و ابعدها بس مفيش فايدة”
حمحم يوسف وهو يرمش بأهدابه لايدري كيف يقول كلماته ” يا عمتي انا سبق وقولتلك ان الموضوع مش في دماغ يونس هو عايز يبعدها عنه بس بطريقة غشيمة ”
5
شعرت عايدة بنيران الغضب تتأكلها من هذه الكلمات، فجاءت الكلمات مؤكدة على هرولة ابنتها خلف يونس مما دل على قلة كرامتها و عدم تعزيزها لنفسها لتهدر كلماتها بعنف ” واحنا مش عايزينه يا يوسف، و فيروز لو فكرت فى الموضوع ده تاني انا هاخدها ونمشي من البيت ده ”
2
ثم أكملت وهي تعقد حاحبيها بغضب ” انا بنتي غالية يا حبيبي، ومش هسمح لأي حد يرخصها حتي لو كانت هي اللي بتعمل كدة، مش عشان ملهاش ضهر هتدوسوها ”
3
زفر يوسف بهدوء ” انتِ فاهمة غلط يا عمتي، كلنا في البيت هنا نعتبر اكتر من اخوات و احنا سند وضهر لبعض، انا كنت جاي اعتذر منها ومنك بس والله ”
3
خرجت فيروز من الغرفة الهاصة بها بعد ان هدئت تماما، لتلقي التحية بمنتهي الثبات.
نظر لها يوسف بابتسامة وهو على مشارف ان يقوم ينتشلها الي احضانه لمواستها فى حزنها المرير ، حمحم فى ارتباك ليقول ” فيروز، أسمعي كلام عمتي ”
2
انهي عباراته وهو يتركها ويغادر في ثبات
تاركا اياها تجلس جوار والدتها وهي تلقي عليها بتلك العبارات التي سبق وانهتها منذ دقائق.
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
انقلبت الاحداث بدون جديد فى اليوم التالي طوال صباح ذلك اليوم
..
“شوف بقينا فين يا قلبي، وهي راحت فين
شوف خدتنا فين يا قلبي، وشوف سبتنا فين”.
3
كانت تلك كلمات الاغنية التي كان يشعلها زكريا المكتئب الجالس على فراش بدون حركة للامام .
تأفف يحيي بخنق يردف وهو يلقي الكتاب جانبا ” يا عم بقي ارحم أهلي، اقفل الحِزن ده انا مش ناقص هلاقيها منك ولا من المواد المقرفة دي ”
1
تذمر زكريا ” والله مش عاجبك قوم غور من الاوضة ”
لينظر له يحيي بضيق وهو يفتح الهاتف الخاص بزكريا يتابع المنشورات بعد ان سحبت منه والدته الهاتف الخاص به، ليقول زكريا بغيظ يشعر بغليان دمه من الغضب ” مش قادر ياض يا يحيي هموت والله، انا عايز اقوم اكسر الدنيا دي، بقي تهددني وتنفذ “

اجاب يحيي يعلي وجهه تعبير اللا مبالاة ” مانت اللى استفزتها يا زيكو يبقي تستحمل، اصلا الصنف ده متهور ”
1
عض شفتيه السفلية وهو يشعر بالغضب يعتلي صدره ليغمز له يحيي وهو يقول بعد ان ترك ما في يده وتقدم من زكريا يقول بصوت مليئ بالحماس ” طب ما تغيظها زي ماهي غيظاك يازيكو ”
2
تعلقت عيني زكريا عليه فى إنتباه ليكمل يحيي ” شير بوستات كتير، و ارجع العب كورة ونزل صور ليك وكأنها مش فى دماغك اصلا، نزل اغاني وهزر و عادي كدة”
ليقول زكريا في غضب ” هلعب كورة ازاي وانا متجبس كدة انت غبي يا بني ”
1
اعطاه يحيي نظرة مشمئزة قبل ان يستقيم من على الفراش يعود الي الكتاب مرة اخري ” بتشتم، طب مش هفكر معاك بقي فكر لوحدك بقي ”
علق زكريا نظره فى اللا شئ بعد ان قرعت على باله فكرة شيطانية ليبتسم بشر وهو يقول ” ولا يا يحيي انا جتلى فكرة جهنمية ”
التفت يحيي نحوه وهو يقول ” قول ياباشا ”
اعتدل على الفراش يجلس فى وضع النهوض وهو يسحب عكازه بحماس يقول ” هات مفايتح عربية يوسف بس وحصلني علي تحت ”
امتعضت ملامح يحيي بغرابة وهو يقول ” هنروح فين دلوقتي الساعة عشرة يا عم ، امك مش هتسيبنا ننزل ”
جذب زكريا قميصه وهو يشرع فى ارتدائه سريعا ” اخلص بس وانا هتصرف ”
نهض يحيي فى عجاله ينفذ ما قاله اخيه فى تعحب من الفكرة التي لايفهم عنها شئ.
4
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
وتستمر المعركة بين ضمير يريد التوبة ونفس عشقت الفساد…!
~~~~
الساعة الان العاشرة مساءًا ،
في ليلة اختفي بها ضوء القمر، كانت عاتمة ولكن فى تلك المنزل الفخم كانت الاضاءة تشبه الاضاءة وقت شروق الشمس.
هبط ثلاثتهم من سيارة يونس التي اصطفت امام هذا المنزل الراقي
اطلق بدر صفيرا مندهش ” ده اية العظمة دي كلها ”
نظر له معتز بلامبالة ” عادي على فكرة مش مُبهره للدرجة دي ”
استمكر بدر يقول ساخرا ” الزنقور اللى بتبات فيه فى شقتك اللي 50 متر، مقوي قلبك ”
2
وضع معتز يده بجيب بنطاله يقول بثبات ” والله مادام ضميري مرتاح ومش بعمل حاجة غلط يبقي انا بشوفه احلي من القصر ده ”
1
نظر يونس له بأعين حادة يهمس ” بقولكم اية مش عايز شغل عيال، وانت يا معتز اقفل محاضرة التنمية البشرية دي دلوقتى وحياة اهلك ”
4
انهي عبارته يرمقهم بخنق ثم تقدم في خطوات ثابتة حتي يدق الجرس .
فتحت الباب ” چيسيكا ” بحركة آلية بعض الشئ، اول من وقعت عيناه عليه كان يونس الذي يقف ثابتا يضع يده فى جيب بنطاله الايمن، على وجهه يرسم البرود، متجاهلا تلك النظرة المستحقرة التي بادلته اياه .

انقطع سيل النظرات بينهما حين أردف “بدر” بملئ صوته
” يونـس، هي مش دي الصاروخ اللى كانت فى الكبارية وانت كنت عايز تعلقها بس هي كرفتلك. ”
1
لف “يونس “رأسه نحو”بدر ” يهمس بعتاب متصنع ” لية كدة يابني، ضيعت الهيبة منك لله ”
1
قالت ” چيسيكا ” بعد ان لاحت على فمها بسمة ساخرة أقرب إلى الانتصار ” ادخلوا، ال boss فى انتظاركم ”
تقدم يونس بثبات وخلفه بدر الذي تعلقت عينيه بأرجاء المنزل، أما عن معتز فأخفض رأسه يحاول غض بصره عن “چيسيكا” التي تقف امامه بتلك التنورة التي تصل الي منتصف فخذيها محمحما ” ممكن يا أنسة اعدي من فضلك ”
10
رفعت حاجبها الايسر فى دهشة لتقول متسائلة بعد ان افسحت له المجال ” هو ده من افراد رجالتك..، ده شكله هربان من سنتر تعليمي ”
7
انهت جملتها تقهقه عاليا يشاركها بدر وهو يكمل على حديثها ساخرا ” معتز ده بركة العصابة، ده لسة بيتفرج على كارتون اسبيستون ”
تأفف معتز ليقول يونس منهيا هذا الحوار الصاخب ” هو فين الحناوي؟ ”
قادتهم چيسيكا الى المجلس تقول ” ال boss نازل حالا. ”
اتجهت نحو تلك الكاسات تصب حيث عددهم وهي تعطي كلاهم كأسه ليعترض معتز ” لا شكرا، مش بشرب ”
لتقول چيسيكا ” طب ممكن اصبلك حاجة تانية تشرب إية؟ ”
ليقول معتز محرجا ” ممكن ينسون لو مش هتعبك ”
4
ابعد يونس ذلك الكأس القابع امامه يقول بملل ” احنا مش جايين نشرب نادي على الحناوي خلينا نخلص ”
” ازيك يا يونس؟ ”
قالها الحتاوي الذي هبط بخفة على الدرج يتحرك بهدوء نحو مجلسهم ينظر نحو ” بدر ” و ” معتز ” قائلا ” مش تعرفنا ”
لم ينهض يونس من مكانه حتي وهو يشير نحو بدر و معتز يقول مختصرا ” ده بدر، وده معتز ”
جلس الحناوي يقول ” wellcome , طبعا يونس فهمكم كل حاجة ، وفهمكم انا مين و مطلوب منكم اية ”
رفع الحناوي يده يأخذ تلك الكأس الذي ناولته اياه چيسيكا حين همس بدر ليونس بإذنيه ” هي چيسيكا دي الشغالة؟ ”
نفض يونس يده يقول بخنق ” طلبتني لية؟ ”
” العملية المرة دي مش تسخين يا يونس، انا دخلت على الجد، جيسيكا ”
رفعت چيسيكا الحاسوب القابع امامهم لتظهر صورة شخص ما عليه.
نظر يونس نحو تلك الصورة فهو الاكثر دراية بها، هي صورة ” جابر ” خاله ، لكن لما وفيما يريده الحناوي.
اكمل الحناوي الذي كان يتابع تعبيرات وجهه يونس التي نجح ببراعة ان يخفي فيها علامات التعجب ” جابر الفيال، متقلقش يا يونس انا عارف انه خالك وعارف طبعا كل الخلافات اللى بينك وبينه انا مش عايزك تقتله متخفش ”
5
انتفض معتز على تلك الجملة هامسا ليونس بفزع ” انت بتستعبط، الحكاية فيها قتل؟؟! ”
تحدث يونس بصوت منفعل ” انت اطرش ما هو بيقول مش قتل، اومال انت عايز اية؟ ”
1
اضاف الحناوي ” عايز شوية ملفات كدة تخصني، وانا عايزها ”
رفع يونس عينيه يقول ” بس كدة ”
1
ابتسم الحناوي ” عارف غليلك مش هيكتفي، وانا بصراحة كنت عايز قرصة ودن عشان يحرم يقف فى وشي تاني، ولع فى الفيلا الكبيرة بتاعته دي بعد ما تحيبلي الورق ”
نظر يونس نحو الصورة يفكر قليلا ليكمل الحناوي ” هديك 2 مليون جنية ”
انتفض بدر من تلك الرقم ” موافقين طبعا ”
نظر له يونس ليقول ” بشرط، هاخد وقتي ”
ليقترح الحناوي ” اسبوع كويس ”
أومئ له قائلا ” كويس ”
فى وسط نظرات معتز الغير مصدقة تلك الورطة، و نظرات بدر الغير مصدقة ذلك المبلغ.
.. §~~~~~~~~~~~~
“‏قام بتدميرك من الداخل ثم راح يشكو سوء خلقك.”
4
الغرفة مظلمة بعد ان هاجرتها مريم تتركها حتي تستطيع محادثة خطيبها ” بشّار ” الذي سئم الدق عليها وهي كانت رافضة الرد ولكن اقنعتها مريم بالرد ذوقيا.
تأففت أميرة بخفوت وهي تقول ” هو يا بشّار انت مش عندك رحلة الصبح؟ ”
جاء صوته محشرج محرج
_” آه، بس.. انا قولت اني اكلمك لاني مش هعرف اكلمك بكرة ”
لتقول بصوت مختنق ” معلش يا بشّار بس انا اعصابي منفلتة دلوقتي ههدي وهكلمك بعدين ، عن اذنك دلوقتي، تصبح علي خير ”
7
أجاب بقلة حيلة ” وانتِ من أهله ”
اغلقت الخط سريعا وهي ترمي الهاتف بضيق مما تفعله بنفسها وبهذا الشاب الذي لم يكن ذنبه سوا انه تقدم لها وخطبها من والدها.
اخذت تفكر كيف حاله الآن ، بالطبع هو منهزم، بالاضافة الي ان بالتأكيد ان تلك الفعله انها تجاهلت اصابته ولم تسأل به جعلته يندم على فعلته وتخليه عنها بكل السهولة تلك.
امسكت الهاتف لتتابع ما يفعله في صمت ولكن كانت تلك الصعقة اقوي من اي شئ.
تلك الصورة التي أضافها الي حسابه الخاص
” يده التي تحتضن يد تلك الفتاه ” يرافقها بتلك الاغنية المفضلة لها .
معلقا ” روح قلبي اللي خرجتني من المود، بجد انا ممتن لوجودك معايا ”
9
انتفضت من استلقاءها بفزع وهي تعيد القراءة مرة واثنان وثلاث..
وهي تتفحص التعليقات هذا الذي يقول ” اية يا زيكس، هنسمع حاجة حلوة قريب ولا اية ”
6
و رد زكريا عليه ” حبيبي، ان شاءلله قريب جدا هتخضر خطوبة اخوك ”
شعرت بالنيران تتأكلها، وهي لا تدري ما حدث وما هذه المزحة، نعم عي اكيد مزحة هو لن يفعل هذا، هو يحبها بالتأكيد هي مزحة..
2
.. ~~~~~~~~~~~~
” أنا عايز تعويض على كرامتي اللى اتبعترت دي ”
قالها يحيي بملامح ممتعضة ينظر لذكريا الذي يتفحص الهاتف على وجهه ابتسامة متنصرة ، يردف مبررا ” ايدك لسة رقيقة، يا بني كنت هعمل اية يعني ”
8
نظر له يحيي الذي شرع فى ازالة تلك الاظافر الاصطناعية ” يا عم مانت عندك روهان فوق اهي قاعدة بتدح ليلة نهار كنت استنفعت منها ”
اعطاه زكريا نظرة مشمئزة ” عايزني اعمل الحركة دي مع اختك يا حيوان، ما انت موجود اهو يا ابو كف رقيق وصغير ”
3
” ابو أشكالك انت واللي يمشى وراك تاني، فين ياض ال 100 جنية اللى انت قولتي عليها ”
نظر له زكريا يقول ” لا مهو انا كنت بشتغلك ”
2
حرك يحيي رأسه يقول بوعيد ” بتشتغلني؟! طيب تمام عن اذنك بقي الحق اقول لأميرة مين اللى كانت معاك قبل ما تنام ”
تراجع زكريا سريعا ضاحكا ” خلاص خلاص، خد يا ابو كف رقيق وصغير تعالي ”
2
اخرج ورقة بفئة مائة جنيه ليبتسم يحيي يقول ” ماشي ياعم لو عايز تنزل أي us انا معاك، الشغلانة دي بتقبض جامد ”
2
هبط يحيي من السيارة يصعد الي البناية، بينما زكريا التمعت عيناه بابتسامة عابثة وهو يعيد قراءة التعليق للمرة الألف متخيلا ردة فعلها .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
“‏سأصرخ في عزلتي،
لا لكي أوقظ النائمين.
ولكن لتوقظني صرختي
من خيالي السجين!”
كان يتمدد على فراشه، يشعر بأرق بسبب تلك الافكار العاصفة برأسه حول الجميع ” ناريمان، والدته، اخواته، فيروز “، فيروز
تلك الرجفة التي تستوطن جسده حين يتخيلها، و خفقات قلبه التي تلحن مقطوعة موسيقية حين يراها تكفي لجعله قلق لشأنها ، وقلق حين هددت عمته بالرحيل بها خارج. منزله.
7
ولكن لن يكف ضميره من التأنيب حول” ناريمان ” تلك الفتاة التي خطبها لمجرد الاستقرار بعد يأسه من ان تكن فيروز له.
3
انتبهت جميع حواسه إلي تلك الصرخات الاتية من الخارج..
ليذهب ليتفحصها حين وجد. خروج والدته ايضا ولم يكن مصدر الصوت الا ” عايدة ” عمته.
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخياط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى