روايات

رواية الخياط الفصل الثالث عشر 13 بقلم شروق عمرو

رواية الخياط الفصل الثالث عشر 13 بقلم شروق عمرو

رواية الخياط الجزء الثالث عشر

رواية الخياط البارت الثالث عشر

الخياط
الخياط

رواية الخياط الحلقة الثالثة عشر

” تتخذ صف أبيها ”
1
༺༺༺༻༻༻
‏”تبرد نار النفس بالاستغناء, استغنِ يا ولدي فمن ترك ملك.”
– الرومي
…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقف وهو يهندم من ملابسه على أهب استعدادته لمغادرة المشفي يدندن بعض كلمات الاغاني التي طرأت على سمعه ” مع السلامة ، باي باي ”
شعر بضربة الباب القوية التي جعلته يلتفت ينظر نحو زائره الجديد ، سحب شهيق طويل ثم زفره وهو يرفع شفتيها كحركة متمللة حين تحدثت ” ليلي ” بحدة “اية اللي انت عملته ده ، انت بجد بتتهم بابا انه هو اللى عمل فيك كدة ”
ليقول بوجه بارد يسخر ” هو اتقبض عليه ولا اية ؟”
شعرت بنيران الغضب تتصاعد منها لتتقدم نحوه بقوه ” يونس ، متستعبطش انت لية عملت كدة ، استحالة بابا يعمل كدة فيك ”
ليجعد ما بين حاجبيه يقول ” مش عملها مرة قبل كدة ولا اية ؟”
لتقول بعنف ” ده من 20 سنة الكلام ده ، والموضوع اتقفل من زمان ، وبعدها رجعلك حقك وحق عمتي . ”
ليقول بضيق ” كأنه امبارح عمره ما حسيته من عشرين سنة ، وبعدين حقي اللى انتِ مفكرة انه مشحتهولي ده مكنش راضي يدهولي زمان ومخدتهوش غير بأيدي ، متضيعيش وقتك معايا و يلا انجزي روحي قوميله محامي ”
لتقول بحدة ” يونس انت هتروح تغير اقوالك و تقول اي حجة . ”
ليقول ببرود ” في مثل بيقولك إن لم تكن ذئبًا ، بالت عليك الثعالب ” .
رمشت بأهدابها بحدة ” يعنى اية ؟؟”
ليقول بابتسامة صفراء ” يعني السجن للاندال ” .
نظرت له بقوة تردف بنبرة ملئتها الوعيد ” تمام يا يونس بس افتكر انك ابتديت معايا كدة ، وهتبقي اشتريتي عداوتي انا كمان ”
نظرة له بنظرة طويلة ليبتسم باصفرار ” يا مرحب ، بس خليني افكرك بحاجه اللي بيكسب عداوتي بيطلع خسران كل حاجة ”
نظرت له بتحدي ” مش هضعف قدامك يا يونس ، حذرتك كتير بابا لا بس خلاص انت قضيت على كل حاجة ، و انا مش هبقي على اي حاجة كانت بينا ” .
ليقول بهدوء ” حاجة كانت بينا؟!! .. ”
ضحك ساخرا يتمتم ” متخليش العشم ياخدك لبعيد مش هتلاقي مواصلات تجيبك و أنتِ راجعة . ”
قضمت علي شفيتها بقوة تعبيرا عن مدي غضبها تجاهه تاركة إياه وتغادر .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
“وليس لنا في الحنين يد, ولا في البعد كان لنا ألف يد.”

كان ” يحيي ” يقف فى امام المشفي ينتظر باقي اخواته ، تارة ينظر في الهاتف واخري يتفحص مجيئهم ، بالطبع حاول بقدر الامكان تجاهل وجود حسن بجواره ببضعة مترات ، حين وُلد ” يحيي ” كان سُجن حسن كان يحيي قد بلغ السابعة من عمره ، لم يكن يعي تماما ولكنه فقد شئ كببر بحياته ، فقد أبيه .
تقدم يحيي خطوة تردد كثير قبل ان يخطوها ، ولكن ما شعر به انه لا فائدة من حرمانه منه ، هو بالفعل يريد أب يريده بالطبع .
زفر يحيي يقول ” علي فكرة ضحكت عليا ، اخر مرة سبتني فيها كنت قايلي انك هتجيبلي موتسيكل لعبة ، ولحد دلوقتي مجبتش حاجة ” .
رفع حسن عينه يبتسم وهو يقول بعد ان ضمه ” وحشتني يا يحيي ” .
شاركه يحيي العناق ، شعر حسن بتحقيق جزء مما اراده فما تمناه طوال سنوات سجنه تقبل اولاده له حين خروجه ، كان يتمني الموت والا وان يخرج وهما غير راضيين عنه .
” امك اتصلت يا يحيي ..”
بتر زكريا عباراته حين وجد ذلك العناق بين اخيه وابيه ، ليحمحم بضيق و هو يصمت بعد ان استقل السيارة على مضض ، هبط يوسف ومعه يونس يرفع زراعه المصاب ينظر نحو أبيه بيتسم بعفوية ، تقدم يوسف نحو مركز القيادة متجاهلا وجود حسن .
تحدث يونس بجدية ” اسبق انت يا يوسف وانا هاخد تاكسي انا و بابا ”
امتعض ملامح يوسف ليقول يحيي ” العربية هتكفينا يا يونس ” .
نظر يونس لوالده ليقول ” انا هروح علي شقتي ”
1
اعترض زكريا بضيق ” انت بتهزر يا يونس ، امك من الصبح وهي واقفة بتعمل أكل عشان انت خارج من المستشفي النهاردة ، بلاش تنكد عليها كفاية خضتها عليك ” .
زفر يوسف ساخرا ” بقولك اية اخلص عشان انا عايز انام ، انا واخواتك مانماش من امبارح وانت متصاب ، اخلص يا يونس ”
زفر بقوة و هو يرفع حاجبه ينظر تجاه والده ليقول يوسف بنفاذ الصبر يقول بنبرة ذات مغزي ” ارجع انت ورا مع يحيي وزكريا واخلص يا يونس ”
ابتسم يونس قبل ان يفتح الباب الامامي لابيه الذي جاء ليعترض ولكن استسلم فى نهاية الامر ، استقل يونس بجوار زكريا.
مضي الجميع يشرد بخياله حين قاطع يحيي ذلك مازحا ” يونس ، بحيك على التكشيمة اللى كشمتها لنائل وأمه ”
رفع يونس عينه نحوه ليقول بثبات ” فاتتك انت نمرة جابر ” .
نظر له زكريا متسائلا ” عملت اية ؟!”
” حبسه ” قالها يوسف ساخرا بينما شهق يحيي يقول ” بتتكلم جد ؟!”
ليؤكد يونس ببرود ” لو مش مصدق خد عيش وحلاوة وروح زوره ”
ليقول يوسف ” هيطلع منها يا يونس ، انت ناسي انه مترشح فى الانتخابات وليه وسايط ”
نظر زكريا له ” معتقدش هيسكت على اللى انت عملته ده “

ليقول بثقة ” هفتح الساحة و ساعتها هولع فى الدايرة كلها و انضف الدنيا دي ” .
صمتوا لثوان ثم ، اعطاه يوسف نظرة بالمرآة ” بقولك اية ، موبيلك لما كان معايا رن عليك رقم الحناوي بتاع خمس مرات ”
اعتدل يونس على الكرسي ليقول ” خليه يرن ، اقفل الموبيل ”
لف حسن رأسه له وهو ينظر نحوه بغموض ليقول ” مين ده يا يونس ؟!”
نظر له يونس ” واحد كدة شغال معاه ”
اعطاه حسن نظرة غير مفهومة ليلف رأسه مرة أخري تحت أنظار يوسف الفضولية .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
“ذاك المنحدر الذي حطم فيك كل شيء ستشكره يوماً ما.”
تقدمت عايدة بذلك اناء التقديم ، تضع عليه كوبان من العصير تقول مرحبة ” العصير يا ولاد ”
رفعت سما وجهها نحوها تبتسم شاكرة ” تسلم ايدك يا طنط ”
غادرت عايدة سريعا حين قالت فيروز ” كنت عايزة اوريكِ الرسمة الجديدة حساها هتبقي اجمل حاجة عملتها .”
انصتت لها سما بحماس لتكمل فيروز ” مستنية يوسف يفضي عشان نكمل ، لسة هنديها سكينة معجون و .. ”
قطعتها سما تقول ” بقولك اية بس ”
هزت رأسها متسائلة ” اية ”
لتقول سما بنبرة ماكرة ” هو انتِ مش حاسة ان فى حد بيحبك خالص ، الحمدلله وسيبتي يونس مش حاسة خالص يا فيروزة ؟!”
6
استفهمت بحيرة ” لا مش ملاحظة ، في اية يا بت انتِ ”
لتقول سما غامزة ” يوسف ” .
ضحكت فيروز ” يوسف ، انتِ عبيطة يا بنتي ، ده اكتر من أخويا يوسف اكتر حد قريب ليا فى العيلة دي اصلا ، ازاي تفكري كدة بجد ” .
لتقول سما ” لا يا فيروزة مش أنا اللى بفكر ، بس انا بترجم افعال انتِ اللى بتحكيهالي ، اصل معقول كل الاهتمام ده عشان مجرد صحاب وبس ، لا طبعا هو ممكن يكون مش عارف يصارحك بحاجه اصلا عشان انتِ مبتتكلميش غير على يونس ”
ابتلعت لعابها بتوتر تضحك ” لا ، لا طبعا يا سما بقولك اكتر من اخويا ، ده انا كنت بحكيله اني بحب يونس اخوه اكتر من اي حاجة ، وبعدين ده كان خاطب اصلا ” .
لتقول سما بتفكير ” طب ما اهو تقريبا فسخ الخطوبة بمجرد ما انتِ بعدتي عن يونس ، ده مش بيلفت نظرك لحاجة ، بلاش عمرك ما ترجمتي صد يونس ليك انه عارف مشاعر اخوه ليكِ مثلا ؟!”
2
شعرت فيروز بالتيهة وهي تقول سريعا ” لا اكيد مفيش حاجة ، بطلي شغل المسلسلات التركي دي بقي ، اسكتي ومتلعبليش فى دماغي ” .
لتقول سما وهي تأخذ كأس العصير تحتسيه تقول بتحدي ” بكرة لما تتجوزي يوسف ابقي قوليلي ده اكتر من اخوك ِ ”
نفضت فيروز عبارات سما ، وهي تفتح احد الموضوعات الاخري حتي تهرب من حديثها .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
“بعض العلاقات تنتهي رغم أنها ما زالت مستمرة.”
” بشار ازيك ، اولا انا فكرت كتير اوي قبل ما اقول الكلام ده ، بس لا انا مش هظلمك في شئ انت ملكش فيه اي ذنب ، ومن غير دخول فى اي تفاصيل احنا مش هينفع نكمل سوا ” .
صمتت لدقائق وهي مازالت تضغط زر التسجيل الصوتي ، لتمسحه سريعا مترددة ، تأففت بغضب من ترددها و توترها .
نهضت من فراشها متجهه نحو الخارج حيث كان مقر علو صوت والدتها
” يعني جوزك بتاع مخدرات وحشيش وانتِ ساكتة يا رضوي ” .
نفت رضوي بارتباك ” لا والله انا ، انا اللى حطيت دقيق وبلغت عنه بس هو دقيق والله ”
ليقول عامر ساخرا ” دقيق اية ، جوزك مقفوش ب حشيش فى بيتك يا رضوي ”
نظرت اميرة نحو الطفلة ” ليان ” الواقفة تستمع اليهم بعدم ادراك لتقول ” تعالي يا ليان ادخلي لمريم جوا ”
ادخلتها الي شقيقتها لتعود اليهم ناهرة ” هو انتم بتتكلموا كدة والبنت واقفة ، عايزين تعملولها عقد من ابوها ”
لتقول كوثر بعنف ” العقد دي السبب فيها هي امها ، لما قررت تعيش مع البني ادم ده من الاول ” .
بكت رضوي بانهيار قبل ان تغادر الردهة لتقول أميرة بلوم ” لية كدة يا ماما ، هي ناقصة كلامك ده ”
لبقول عامر بصرامة ” قومي يا كوثر ، ادخليلها وهديها ونشوف هنوصل لفين فى الموال ده ”
نهضت كوثر بقلة حيلة تتجه لمواسة ابنتها بينما نظرت أميرة إلي أبيها تقول ” هو عمو حسن خرج بجد ، انا اتصدمت يابابا ”
نظر لها عامر بقلة حيلة ” آه يا أميرة ، بس خايف عياله يكسروا فيه اكتر ، وعمك مبقاش فيه حيل يستحمل تاني ”
ابتسمت له تقول ” متخفش يابابا اكيد هما هيبانوا زعلانين فى الاول بس هيرجعوا كلهم له ، هما ملهمش غيره ” .
هز رأسه يتمتم ” المهم عاملة اية مع بشار ، تمام الدنيا ولا اية ؟!”
ارغمت شفتيها علي التبسم تردف ” الحمدلله تمام ” .
نظر لها يشكك فى أمرها ليقول ” انا بسألك يا أميرة عشان اتأكد ، لان بشار طلب مني اننا نحدد معاد لكتب الكتاب ” .
شعرت بضيق لتذمجر ” وهو مقاليش لية ، مش فاهمة يعني ازاي يفاتح حضرتك قبل ما يشوف رأيي الاول .”
4
ليقول بهدوء ” الراجل مغلطش ، هو اكيد قصده اني انا اللى أسألك ”
لتقول بعنف ” لا يا بابا ، هو كدة مش عاملي اهمية ، وانا مش موافقة ”
نظر لها صامتا لتبلتع ريقها تقول ” عند اذنك يا بابا ” .
قالتها قبل ان تغادر تاركة ابيها يفكر لما ردة الفعل العنيفة تلك .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
“‏إنها العائلة إما أن تصنع إنساناً أو كومة عقد.”
6
فتحت ” روهان ” الباب لأخواتها ” يحيي ” و ” زكريا ” لتقول متعجبة ” اومال فين يونس وبابا ويوسف ” .
تجاهل زكريا الحديث ليرتمي على الاريكة ليقول يحيي ” يوسف بيركن و يونس قال انه مش هيطلع غير لما ماما تقول لانه مش هيطلع من غير بابا ” .
خرجت سلوي سريعا لتقول بعنف ” يعني هو بيلوي دراعي ” .
تحدث يحيي ” يا ماما هو مش بيلوي دراعك هو عشان ما يضايقكيش عمل كدة ، لو انتِ مش موافقة طلوع بابا هو قال انه هيروحوا شقته ” .
جلست سلوي على الاريكة بارهاق تظهر بعينها العبرات لتقول روهان ” ما كفاية بعد بقي يا ماما عشان خاطري ”
لم يتحدث زكريا بحرف لتقول سلوي بانهزام ” خليهم يطلعوا يا يحيي ، مش عشان حد ، عشان اخوك ولازم اخد بالي منه لاني لو سبته هيهمل نفسه ”
ابتسمت روهان بفرحة بينما علق يحيي مازحا ” يا حنين يا انت ” .
نظر لهم زكريا الذي قال ” طب حلو انا نازل اتمشي شوية ”
لم تعلق سلوي على اي شئ بل تركته كما يريد .
أما في الاسفل يقف يونس يشعر بارهاق شديد والرغبة القوية في نومه ، يقف يتابع عامر و حسن الذين وقفا يتبادلوا اطراف الحديث ، كان منهمك بتفكير نحو تلك المقابلة التي بدأ بها يومه ، هل هي كانت مجرد طيف عابر بالنسبة له الي هذه الدرجة ، يتركها بكل تلك السهولة ، وهل سيقفا ضد بعضهما .
تنهد يطلق زفيرا حين وجد نائل يهبط الدرج بتمزج ومعه زوجته ” چومانة ” ، نظر له نائل يعقد انفه لتقول چومانة بزهو ” ألف سلامة يا يونس ” .
اكتفي يونس ببسمة لحظية اختفت فورا ، ليقول نائل ساخرا ” هو انت واقف قدام العمارة مستني حد يعزمك تدخل ؟!”
ليقول يونس ببرود ” من تدخل فيما لا يعنيه ، سمع وأنت مال أمك ” .
1
شدد نائل على اسنانه ليقول ” انا ساكت من الصبح مش عشان مليش لسان ارد عليك ، لا انا ممكن اكتملك بؤك ده لكن انا بالي طويل يا يونس ” .
ابتسم يونس بتبجح ” وانا لساني اطول يا حبيب أمك ، وابعد عن طريقي احسن لك يا نائل ”
ليقول نائل ” مش هبعد يا يونس ، و راجعلك وهفوق لك حاضر بس اصبر عليا ”
ليكمل ساخرا ” وبعدين مالك كدة مبهدل كدة ، لا مش عاجبني شكلك خالص ، حتي حياتك والدنيا بايظة معاك ، انا ممكن اعينك فرع شركة ” هايز ” اللى فى مصر ، ومش هنخلتف يعني مش انت فتحت كافية ، هخليك قهوجي برضو ” .
1
قالها ضاحكا ،ليضحك يونس وهو يقول بوقاحة ” هقطعك يا نائل بس مع كامل عدم إحترامي ليك طبعًا بس رأيك فيا ده تقوله لأمك . ”
صك نائل فكيه بضيق ليقول يونس ساخرا ” يلا يا چومانة خدي المحروس جوزك و فسحيه وابقي احضنيه اوي عشان امه مكانتش بتحضنه وهو صغير كان بيترزع بالشبشب بس و اهو بقي عنده عقد و كلكيع ”
قالها ثم غادر ببرود يترك نائل الغاضب ، يتجهه نحو ابيه الذي ابتسم ” ارحمه بقي يا بني ابعد عن الشر وغنيله ”
ليقول بهدوء ” والله بعدت وغنيت يا حاج ، بس هو جالي يترقصلي ، ينفع اسيبه لازم اديله النقطة ” .
ضحك عامر ليقول ” بقولك اية ، انا هفاتح زاهية تبيع الشقة و تغور منها ”
هز يونس برأسه نافيا ” لا هي جاي ترازي فينا ،سيبها وانا هطفشهالك من غير ما تدفع مليم ” .
هبط يحيي الدرج يقول ” يلا يا يونس ماما بتقول الاكل جهز ”
تنهد بتعب ليقول ” طب يلا عن اذنك يا عمي عشان مش شايف قدامي ”
غادروا بعد ان كان يوسف جاء هو الاخر يصعدوا الى شقتهم .
.. ~~~~~~~~~~~~
لا بأس ، هو مجرد إشتعال داخلي ..
هدوء غاضب ، او ربما إكتئاب هادئ .
مر دقائق حتي عاد زكريا من سيره ، مقررا شيئا .
دلف البناية سريعا يدق باب شقة عمه ، معتمدا على حظه اذا فتحت له كان بها ان لم تكن هي سيطلبها اسما .
فتحت اميرة الباب بهدوء قبل ان تقلب ملامحها تقول ” نعم ؟!”
” هستناكِ على الروف ، لو اتأخرتي هنزلك واقول اللى عايز اقوله هنا ” .
قال عبارته بنبرة صارمة ثم غادر كطيف سريع ، لم تفهم ما خطبه ولكن استسلمت لتصعد خلفه .
..
كان يجوب يمينا ويسارا منتظرا صعودها ، لم ينكر التوتر ولكنه حاول السيطرة .
صعدت أميرة بهدوء تتجه نحوه تنظر ببرود قائلة ” خير يا زكريا ، عايز اية ؟!”
ليقول بتلجلج ” أميرة ، مبدئيا كدة انا اسف ، واسف دي بتشمل الفترة لحد ما اتخطبتي ” .
ابتلعت لعابها ” مش متأخر ؟!”
ليقول مندفعا ” أميرة انا قولتلك لا بس انتِ هددتيني ، انا مش هشوفك سيباني وهتمسك بيكِ ”
لمعت عينيها بالعبرات ” يعني انت عندك كرامة وانا لا يا زكريا ، وانت راكني جنبك ومش بتتحرك ومش بتفكر غير فى نفسك بس ”
تنهد أسفا ” وعشان مش مستعد اني اضيعك بقولك أسف يا أميرة ”
نظرت له مطولة ليقول بعد ان مسح وجهه ” أميرة انا عايزك ، ومش هقدر استغني عنك ”
لتقول بحيرة ” مش عارفة اعمل اية ، انا حاسة اني بضيع ”
احتضن كفها يقول ” اي قرار هتقرريه انا هدعمه يا أميرة ، انا معاكِ ”
سحبت كفيها تقول ” سبني شوية افكر هعملها ازاي طيب ” .
نظر لها بقلة حيلة ” حاضر ، بس مش هستنى كتير ، ولا لازم اشتغل طيار عشان تفكري بسرعة ”
ضحكت لتقول بخفوت ” الطيارين حلوين علي فكرة ”
ضحك ليقول ” بقولك اية هو انتِ حارس المرمي المفضل عندك الشناوي؟! ”
عقدت حاجبيها تتسأل ” آه، بس اشمعنا ”
ليقول مازحا ” اصل كل ما بكلمك بتصديني ”
ضحكت لتقول ” امم هنرجع بقي للكورة تاني ، طيب بقولك اية هنزل عشان مقولتلهومش اني طالعة ”
ليقول ” هستني خبر فسخ الخطوبة ” .
5
ابتسمت له ثم تركته وغادرت ، ليتنهد براحة يشعر ان رُدت له روحه من جديد .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
النضج هو أن تمر بنقطة ضعفك ولا تضعف .
كان يوسف يجلس بالخارج جوار والدته و اخيه الصغير حينما كانت اتجهت روهان الي مذاكرة دروسها و اتجه زكريا للنوم فى غرفته ، ويونس الذي خلد الي النوم ايضا ، اما حسن ففضل ترك مساحتهم وهبط الي شقة عايدة حتي يجلس معاها .
تنهدت سلوي تقول ” وبعدين يا يوسف ، انا خايفة اخواتك يتسحبوا من تحت ايدي ” .
تذمر يحيي يقول ” كفاية دراما بقي يا ماما ، هنروح فين يعني ده ابونا في اية ، ربنا بيسامح وانت مش بتسامحي ”
نظر له يوسفوبغضب يقول ” قوم يالا من هنا ” .
ليتذمر يحيي ” آه مانت الكلام مش علي هواك ، يا عم انت حر ” .
لتقول سلوي ” رايح فين يا يحيي ؟!”
ليقول يحيي ” هروح اقعد ما صحابي شوية ” .
قالها وغادر بينما تنهد يوسف يقول بهدوء ” طيب وانا هدخل انام في الاوضة مع زكريا عشان يونس ما يصحاش ” .
جلست سلوي لا تدري ما تفعل ، نهضت من مكانها وهي تتجه نحو غرفة ابنها ” يونس ” .
تقدمت من الفراش تجلس جواره تنظر اليه ، تخاف من كل شيء حوله ، تود ان تمنع عنه جميع الشرور ، مسدت على شعره بحنان وهي تقول ” ربنا يهديك يا يونس يا بني و يبعد عنك كل الشر ”
احكمت الغطاء الخفيف حوله قبل ان تغادر الغرفة .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
اما علي جانب أخر
” من الواضح يا فندم ان موكلي فى الوقت اللى المجني عليه اتضرب بالنار كان مشغول بالحريق اللى حصل فى منزله ، وده اللي اثبتته الكاميرات ، وكمان كل اللي الكلام اللي بيقوله المجني عليه مش مبني على أي أدلة او اثبات او حتي شهود ، فا متعقدش ان موكلي عليه ذنب انه يتحبس ” .
هز وكيل النيابة رأسه يقول ” حاجة تاني ؟!”
ليقول المحامي ” آه عايز افتح محضر تحقيق فى حرق فيلا موكلي و تحديد اذا كان فعل فاعل او لا ” .
..༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
تحرك ” فضل ” ومعه رجاله الي البناية بعد ان ضرب حارس العقار على رأسه افقده وعيه ، ليتجه نحو الشقة التي تقبع بها فيروز و والدتها .
ليدق الباب بشر ، فتحت له فيروز التي صرخت بقوة حين رأته ولكن كان هو اسرع منها حين كمم فمها أمام صرخات عايدة الاتية من الداخل و تقدم حسن الملحوظ ولكن كانت اندفع فضل الي اسفل يترك ذلك الامر الي رجاله .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخياط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى