رواية الخياط الفصل الثالث عشر 13 بقلم شروق عمرو
رواية الخياط الجزء الثالث عشر
رواية الخياط البارت الثالث عشر
رواية الخياط الحلقة الثالثة عشر
” تتخذ صف أبيها ”
1
༺༺༺༻༻༻
”تبرد نار النفس بالاستغناء, استغنِ يا ولدي فمن ترك ملك.”
– الرومي
…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقف وهو يهندم من ملابسه على أهب استعدادته لمغادرة المشفي يدندن بعض كلمات الاغاني التي طرأت على سمعه ” مع السلامة ، باي باي ”
شعر بضربة الباب القوية التي جعلته يلتفت ينظر نحو زائره الجديد ، سحب شهيق طويل ثم زفره وهو يرفع شفتيها كحركة متمللة حين تحدثت ” ليلي ” بحدة “اية اللي انت عملته ده ، انت بجد بتتهم بابا انه هو اللى عمل فيك كدة ”
ليقول بوجه بارد يسخر ” هو اتقبض عليه ولا اية ؟”
شعرت بنيران الغضب تتصاعد منها لتتقدم نحوه بقوه ” يونس ، متستعبطش انت لية عملت كدة ، استحالة بابا يعمل كدة فيك ”
ليجعد ما بين حاجبيه يقول ” مش عملها مرة قبل كدة ولا اية ؟”
لتقول بعنف ” ده من 20 سنة الكلام ده ، والموضوع اتقفل من زمان ، وبعدها رجعلك حقك وحق عمتي . ”
ليقول بضيق ” كأنه امبارح عمره ما حسيته من عشرين سنة ، وبعدين حقي اللى انتِ مفكرة انه مشحتهولي ده مكنش راضي يدهولي زمان ومخدتهوش غير بأيدي ، متضيعيش وقتك معايا و يلا انجزي روحي قوميله محامي ”
لتقول بحدة ” يونس انت هتروح تغير اقوالك و تقول اي حجة . ”
ليقول ببرود ” في مثل بيقولك إن لم تكن ذئبًا ، بالت عليك الثعالب ” .
رمشت بأهدابها بحدة ” يعنى اية ؟؟”
ليقول بابتسامة صفراء ” يعني السجن للاندال ” .
نظرت له بقوة تردف بنبرة ملئتها الوعيد ” تمام يا يونس بس افتكر انك ابتديت معايا كدة ، وهتبقي اشتريتي عداوتي انا كمان ”
نظرة له بنظرة طويلة ليبتسم باصفرار ” يا مرحب ، بس خليني افكرك بحاجه اللي بيكسب عداوتي بيطلع خسران كل حاجة ”
نظرت له بتحدي ” مش هضعف قدامك يا يونس ، حذرتك كتير بابا لا بس خلاص انت قضيت على كل حاجة ، و انا مش هبقي على اي حاجة كانت بينا ” .
ليقول بهدوء ” حاجة كانت بينا؟!! .. ”
ضحك ساخرا يتمتم ” متخليش العشم ياخدك لبعيد مش هتلاقي مواصلات تجيبك و أنتِ راجعة . ”
قضمت علي شفيتها بقوة تعبيرا عن مدي غضبها تجاهه تاركة إياه وتغادر .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
“وليس لنا في الحنين يد, ولا في البعد كان لنا ألف يد.”
كان ” يحيي ” يقف فى امام المشفي ينتظر باقي اخواته ، تارة ينظر في الهاتف واخري يتفحص مجيئهم ، بالطبع حاول بقدر الامكان تجاهل وجود حسن بجواره ببضعة مترات ، حين وُلد ” يحيي ” كان سُجن حسن كان يحيي قد بلغ السابعة من عمره ، لم يكن يعي تماما ولكنه فقد شئ كببر بحياته ، فقد أبيه .
تقدم يحيي خطوة تردد كثير قبل ان يخطوها ، ولكن ما شعر به انه لا فائدة من حرمانه منه ، هو بالفعل يريد أب يريده بالطبع .
زفر يحيي يقول ” علي فكرة ضحكت عليا ، اخر مرة سبتني فيها كنت قايلي انك هتجيبلي موتسيكل لعبة ، ولحد دلوقتي مجبتش حاجة ” .
رفع حسن عينه يبتسم وهو يقول بعد ان ضمه ” وحشتني يا يحيي ” .
شاركه يحيي العناق ، شعر حسن بتحقيق جزء مما اراده فما تمناه طوال سنوات سجنه تقبل اولاده له حين خروجه ، كان يتمني الموت والا وان يخرج وهما غير راضيين عنه .
” امك اتصلت يا يحيي ..”
بتر زكريا عباراته حين وجد ذلك العناق بين اخيه وابيه ، ليحمحم بضيق و هو يصمت بعد ان استقل السيارة على مضض ، هبط يوسف ومعه يونس يرفع زراعه المصاب ينظر نحو أبيه بيتسم بعفوية ، تقدم يوسف نحو مركز القيادة متجاهلا وجود حسن .
تحدث يونس بجدية ” اسبق انت يا يوسف وانا هاخد تاكسي انا و بابا ”
امتعض ملامح يوسف ليقول يحيي ” العربية هتكفينا يا يونس ” .
نظر يونس لوالده ليقول ” انا هروح علي شقتي ”
1
اعترض زكريا بضيق ” انت بتهزر يا يونس ، امك من الصبح وهي واقفة بتعمل أكل عشان انت خارج من المستشفي النهاردة ، بلاش تنكد عليها كفاية خضتها عليك ” .
زفر يوسف ساخرا ” بقولك اية اخلص عشان انا عايز انام ، انا واخواتك مانماش من امبارح وانت متصاب ، اخلص يا يونس ”
زفر بقوة و هو يرفع حاجبه ينظر تجاه والده ليقول يوسف بنفاذ الصبر يقول بنبرة ذات مغزي ” ارجع انت ورا مع يحيي وزكريا واخلص يا يونس ”
ابتسم يونس قبل ان يفتح الباب الامامي لابيه الذي جاء ليعترض ولكن استسلم فى نهاية الامر ، استقل يونس بجوار زكريا.
مضي الجميع يشرد بخياله حين قاطع يحيي ذلك مازحا ” يونس ، بحيك على التكشيمة اللى كشمتها لنائل وأمه ”
رفع يونس عينه نحوه ليقول بثبات ” فاتتك انت نمرة جابر ” .
نظر له زكريا متسائلا ” عملت اية ؟!”
” حبسه ” قالها يوسف ساخرا بينما شهق يحيي يقول ” بتتكلم جد ؟!”
ليؤكد يونس ببرود ” لو مش مصدق خد عيش وحلاوة وروح زوره ”
ليقول يوسف ” هيطلع منها يا يونس ، انت ناسي انه مترشح فى الانتخابات وليه وسايط ”
نظر زكريا له ” معتقدش هيسكت على اللى انت عملته ده “
ليقول بثقة ” هفتح الساحة و ساعتها هولع فى الدايرة كلها و انضف الدنيا دي ” .
صمتوا لثوان ثم ، اعطاه يوسف نظرة بالمرآة ” بقولك اية ، موبيلك لما كان معايا رن عليك رقم الحناوي بتاع خمس مرات ”
اعتدل يونس على الكرسي ليقول ” خليه يرن ، اقفل الموبيل ”
لف حسن رأسه له وهو ينظر نحوه بغموض ليقول ” مين ده يا يونس ؟!”
نظر له يونس ” واحد كدة شغال معاه ”
اعطاه حسن نظرة غير مفهومة ليلف رأسه مرة أخري تحت أنظار يوسف الفضولية .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
“ذاك المنحدر الذي حطم فيك كل شيء ستشكره يوماً ما.”
تقدمت عايدة بذلك اناء التقديم ، تضع عليه كوبان من العصير تقول مرحبة ” العصير يا ولاد ”
رفعت سما وجهها نحوها تبتسم شاكرة ” تسلم ايدك يا طنط ”
غادرت عايدة سريعا حين قالت فيروز ” كنت عايزة اوريكِ الرسمة الجديدة حساها هتبقي اجمل حاجة عملتها .”
انصتت لها سما بحماس لتكمل فيروز ” مستنية يوسف يفضي عشان نكمل ، لسة هنديها سكينة معجون و .. ”
قطعتها سما تقول ” بقولك اية بس ”
هزت رأسها متسائلة ” اية ”
لتقول سما بنبرة ماكرة ” هو انتِ مش حاسة ان فى حد بيحبك خالص ، الحمدلله وسيبتي يونس مش حاسة خالص يا فيروزة ؟!”
6
استفهمت بحيرة ” لا مش ملاحظة ، في اية يا بت انتِ ”
لتقول سما غامزة ” يوسف ” .
ضحكت فيروز ” يوسف ، انتِ عبيطة يا بنتي ، ده اكتر من أخويا يوسف اكتر حد قريب ليا فى العيلة دي اصلا ، ازاي تفكري كدة بجد ” .
لتقول سما ” لا يا فيروزة مش أنا اللى بفكر ، بس انا بترجم افعال انتِ اللى بتحكيهالي ، اصل معقول كل الاهتمام ده عشان مجرد صحاب وبس ، لا طبعا هو ممكن يكون مش عارف يصارحك بحاجه اصلا عشان انتِ مبتتكلميش غير على يونس ”
ابتلعت لعابها بتوتر تضحك ” لا ، لا طبعا يا سما بقولك اكتر من اخويا ، ده انا كنت بحكيله اني بحب يونس اخوه اكتر من اي حاجة ، وبعدين ده كان خاطب اصلا ” .
لتقول سما بتفكير ” طب ما اهو تقريبا فسخ الخطوبة بمجرد ما انتِ بعدتي عن يونس ، ده مش بيلفت نظرك لحاجة ، بلاش عمرك ما ترجمتي صد يونس ليك انه عارف مشاعر اخوه ليكِ مثلا ؟!”
2
شعرت فيروز بالتيهة وهي تقول سريعا ” لا اكيد مفيش حاجة ، بطلي شغل المسلسلات التركي دي بقي ، اسكتي ومتلعبليش فى دماغي ” .
لتقول سما وهي تأخذ كأس العصير تحتسيه تقول بتحدي ” بكرة لما تتجوزي يوسف ابقي قوليلي ده اكتر من اخوك ِ ”
نفضت فيروز عبارات سما ، وهي تفتح احد الموضوعات الاخري حتي تهرب من حديثها .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
“بعض العلاقات تنتهي رغم أنها ما زالت مستمرة.”
” بشار ازيك ، اولا انا فكرت كتير اوي قبل ما اقول الكلام ده ، بس لا انا مش هظلمك في شئ انت ملكش فيه اي ذنب ، ومن غير دخول فى اي تفاصيل احنا مش هينفع نكمل سوا ” .
صمتت لدقائق وهي مازالت تضغط زر التسجيل الصوتي ، لتمسحه سريعا مترددة ، تأففت بغضب من ترددها و توترها .
نهضت من فراشها متجهه نحو الخارج حيث كان مقر علو صوت والدتها
” يعني جوزك بتاع مخدرات وحشيش وانتِ ساكتة يا رضوي ” .
نفت رضوي بارتباك ” لا والله انا ، انا اللى حطيت دقيق وبلغت عنه بس هو دقيق والله ”
ليقول عامر ساخرا ” دقيق اية ، جوزك مقفوش ب حشيش فى بيتك يا رضوي ”
نظرت اميرة نحو الطفلة ” ليان ” الواقفة تستمع اليهم بعدم ادراك لتقول ” تعالي يا ليان ادخلي لمريم جوا ”
ادخلتها الي شقيقتها لتعود اليهم ناهرة ” هو انتم بتتكلموا كدة والبنت واقفة ، عايزين تعملولها عقد من ابوها ”
لتقول كوثر بعنف ” العقد دي السبب فيها هي امها ، لما قررت تعيش مع البني ادم ده من الاول ” .
بكت رضوي بانهيار قبل ان تغادر الردهة لتقول أميرة بلوم ” لية كدة يا ماما ، هي ناقصة كلامك ده ”
لبقول عامر بصرامة ” قومي يا كوثر ، ادخليلها وهديها ونشوف هنوصل لفين فى الموال ده ”
نهضت كوثر بقلة حيلة تتجه لمواسة ابنتها بينما نظرت أميرة إلي أبيها تقول ” هو عمو حسن خرج بجد ، انا اتصدمت يابابا ”
نظر لها عامر بقلة حيلة ” آه يا أميرة ، بس خايف عياله يكسروا فيه اكتر ، وعمك مبقاش فيه حيل يستحمل تاني ”
ابتسمت له تقول ” متخفش يابابا اكيد هما هيبانوا زعلانين فى الاول بس هيرجعوا كلهم له ، هما ملهمش غيره ” .
هز رأسه يتمتم ” المهم عاملة اية مع بشار ، تمام الدنيا ولا اية ؟!”
ارغمت شفتيها علي التبسم تردف ” الحمدلله تمام ” .
نظر لها يشكك فى أمرها ليقول ” انا بسألك يا أميرة عشان اتأكد ، لان بشار طلب مني اننا نحدد معاد لكتب الكتاب ” .
شعرت بضيق لتذمجر ” وهو مقاليش لية ، مش فاهمة يعني ازاي يفاتح حضرتك قبل ما يشوف رأيي الاول .”
4
ليقول بهدوء ” الراجل مغلطش ، هو اكيد قصده اني انا اللى أسألك ”
لتقول بعنف ” لا يا بابا ، هو كدة مش عاملي اهمية ، وانا مش موافقة ”
نظر لها صامتا لتبلتع ريقها تقول ” عند اذنك يا بابا ” .
قالتها قبل ان تغادر تاركة ابيها يفكر لما ردة الفعل العنيفة تلك .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
“إنها العائلة إما أن تصنع إنساناً أو كومة عقد.”
6
فتحت ” روهان ” الباب لأخواتها ” يحيي ” و ” زكريا ” لتقول متعجبة ” اومال فين يونس وبابا ويوسف ” .
تجاهل زكريا الحديث ليرتمي على الاريكة ليقول يحيي ” يوسف بيركن و يونس قال انه مش هيطلع غير لما ماما تقول لانه مش هيطلع من غير بابا ” .
خرجت سلوي سريعا لتقول بعنف ” يعني هو بيلوي دراعي ” .
تحدث يحيي ” يا ماما هو مش بيلوي دراعك هو عشان ما يضايقكيش عمل كدة ، لو انتِ مش موافقة طلوع بابا هو قال انه هيروحوا شقته ” .
جلست سلوي على الاريكة بارهاق تظهر بعينها العبرات لتقول روهان ” ما كفاية بعد بقي يا ماما عشان خاطري ”
لم يتحدث زكريا بحرف لتقول سلوي بانهزام ” خليهم يطلعوا يا يحيي ، مش عشان حد ، عشان اخوك ولازم اخد بالي منه لاني لو سبته هيهمل نفسه ”
ابتسمت روهان بفرحة بينما علق يحيي مازحا ” يا حنين يا انت ” .
نظر لهم زكريا الذي قال ” طب حلو انا نازل اتمشي شوية ”
لم تعلق سلوي على اي شئ بل تركته كما يريد .
أما في الاسفل يقف يونس يشعر بارهاق شديد والرغبة القوية في نومه ، يقف يتابع عامر و حسن الذين وقفا يتبادلوا اطراف الحديث ، كان منهمك بتفكير نحو تلك المقابلة التي بدأ بها يومه ، هل هي كانت مجرد طيف عابر بالنسبة له الي هذه الدرجة ، يتركها بكل تلك السهولة ، وهل سيقفا ضد بعضهما .
تنهد يطلق زفيرا حين وجد نائل يهبط الدرج بتمزج ومعه زوجته ” چومانة ” ، نظر له نائل يعقد انفه لتقول چومانة بزهو ” ألف سلامة يا يونس ” .
اكتفي يونس ببسمة لحظية اختفت فورا ، ليقول نائل ساخرا ” هو انت واقف قدام العمارة مستني حد يعزمك تدخل ؟!”
ليقول يونس ببرود ” من تدخل فيما لا يعنيه ، سمع وأنت مال أمك ” .
1
شدد نائل على اسنانه ليقول ” انا ساكت من الصبح مش عشان مليش لسان ارد عليك ، لا انا ممكن اكتملك بؤك ده لكن انا بالي طويل يا يونس ” .
ابتسم يونس بتبجح ” وانا لساني اطول يا حبيب أمك ، وابعد عن طريقي احسن لك يا نائل ”
ليقول نائل ” مش هبعد يا يونس ، و راجعلك وهفوق لك حاضر بس اصبر عليا ”
ليكمل ساخرا ” وبعدين مالك كدة مبهدل كدة ، لا مش عاجبني شكلك خالص ، حتي حياتك والدنيا بايظة معاك ، انا ممكن اعينك فرع شركة ” هايز ” اللى فى مصر ، ومش هنخلتف يعني مش انت فتحت كافية ، هخليك قهوجي برضو ” .
1
قالها ضاحكا ،ليضحك يونس وهو يقول بوقاحة ” هقطعك يا نائل بس مع كامل عدم إحترامي ليك طبعًا بس رأيك فيا ده تقوله لأمك . ”
صك نائل فكيه بضيق ليقول يونس ساخرا ” يلا يا چومانة خدي المحروس جوزك و فسحيه وابقي احضنيه اوي عشان امه مكانتش بتحضنه وهو صغير كان بيترزع بالشبشب بس و اهو بقي عنده عقد و كلكيع ”
قالها ثم غادر ببرود يترك نائل الغاضب ، يتجهه نحو ابيه الذي ابتسم ” ارحمه بقي يا بني ابعد عن الشر وغنيله ”
ليقول بهدوء ” والله بعدت وغنيت يا حاج ، بس هو جالي يترقصلي ، ينفع اسيبه لازم اديله النقطة ” .
ضحك عامر ليقول ” بقولك اية ، انا هفاتح زاهية تبيع الشقة و تغور منها ”
هز يونس برأسه نافيا ” لا هي جاي ترازي فينا ،سيبها وانا هطفشهالك من غير ما تدفع مليم ” .
هبط يحيي الدرج يقول ” يلا يا يونس ماما بتقول الاكل جهز ”
تنهد بتعب ليقول ” طب يلا عن اذنك يا عمي عشان مش شايف قدامي ”
غادروا بعد ان كان يوسف جاء هو الاخر يصعدوا الى شقتهم .
.. ~~~~~~~~~~~~
لا بأس ، هو مجرد إشتعال داخلي ..
هدوء غاضب ، او ربما إكتئاب هادئ .
مر دقائق حتي عاد زكريا من سيره ، مقررا شيئا .
دلف البناية سريعا يدق باب شقة عمه ، معتمدا على حظه اذا فتحت له كان بها ان لم تكن هي سيطلبها اسما .
فتحت اميرة الباب بهدوء قبل ان تقلب ملامحها تقول ” نعم ؟!”
” هستناكِ على الروف ، لو اتأخرتي هنزلك واقول اللى عايز اقوله هنا ” .
قال عبارته بنبرة صارمة ثم غادر كطيف سريع ، لم تفهم ما خطبه ولكن استسلمت لتصعد خلفه .
..
كان يجوب يمينا ويسارا منتظرا صعودها ، لم ينكر التوتر ولكنه حاول السيطرة .
صعدت أميرة بهدوء تتجه نحوه تنظر ببرود قائلة ” خير يا زكريا ، عايز اية ؟!”
ليقول بتلجلج ” أميرة ، مبدئيا كدة انا اسف ، واسف دي بتشمل الفترة لحد ما اتخطبتي ” .
ابتلعت لعابها ” مش متأخر ؟!”
ليقول مندفعا ” أميرة انا قولتلك لا بس انتِ هددتيني ، انا مش هشوفك سيباني وهتمسك بيكِ ”
لمعت عينيها بالعبرات ” يعني انت عندك كرامة وانا لا يا زكريا ، وانت راكني جنبك ومش بتتحرك ومش بتفكر غير فى نفسك بس ”
تنهد أسفا ” وعشان مش مستعد اني اضيعك بقولك أسف يا أميرة ”
نظرت له مطولة ليقول بعد ان مسح وجهه ” أميرة انا عايزك ، ومش هقدر استغني عنك ”
لتقول بحيرة ” مش عارفة اعمل اية ، انا حاسة اني بضيع ”
احتضن كفها يقول ” اي قرار هتقرريه انا هدعمه يا أميرة ، انا معاكِ ”
سحبت كفيها تقول ” سبني شوية افكر هعملها ازاي طيب ” .
نظر لها بقلة حيلة ” حاضر ، بس مش هستنى كتير ، ولا لازم اشتغل طيار عشان تفكري بسرعة ”
ضحكت لتقول بخفوت ” الطيارين حلوين علي فكرة ”
ضحك ليقول ” بقولك اية هو انتِ حارس المرمي المفضل عندك الشناوي؟! ”
عقدت حاجبيها تتسأل ” آه، بس اشمعنا ”
ليقول مازحا ” اصل كل ما بكلمك بتصديني ”
ضحكت لتقول ” امم هنرجع بقي للكورة تاني ، طيب بقولك اية هنزل عشان مقولتلهومش اني طالعة ”
ليقول ” هستني خبر فسخ الخطوبة ” .
5
ابتسمت له ثم تركته وغادرت ، ليتنهد براحة يشعر ان رُدت له روحه من جديد .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
النضج هو أن تمر بنقطة ضعفك ولا تضعف .
كان يوسف يجلس بالخارج جوار والدته و اخيه الصغير حينما كانت اتجهت روهان الي مذاكرة دروسها و اتجه زكريا للنوم فى غرفته ، ويونس الذي خلد الي النوم ايضا ، اما حسن ففضل ترك مساحتهم وهبط الي شقة عايدة حتي يجلس معاها .
تنهدت سلوي تقول ” وبعدين يا يوسف ، انا خايفة اخواتك يتسحبوا من تحت ايدي ” .
تذمر يحيي يقول ” كفاية دراما بقي يا ماما ، هنروح فين يعني ده ابونا في اية ، ربنا بيسامح وانت مش بتسامحي ”
نظر له يوسفوبغضب يقول ” قوم يالا من هنا ” .
ليتذمر يحيي ” آه مانت الكلام مش علي هواك ، يا عم انت حر ” .
لتقول سلوي ” رايح فين يا يحيي ؟!”
ليقول يحيي ” هروح اقعد ما صحابي شوية ” .
قالها وغادر بينما تنهد يوسف يقول بهدوء ” طيب وانا هدخل انام في الاوضة مع زكريا عشان يونس ما يصحاش ” .
جلست سلوي لا تدري ما تفعل ، نهضت من مكانها وهي تتجه نحو غرفة ابنها ” يونس ” .
تقدمت من الفراش تجلس جواره تنظر اليه ، تخاف من كل شيء حوله ، تود ان تمنع عنه جميع الشرور ، مسدت على شعره بحنان وهي تقول ” ربنا يهديك يا يونس يا بني و يبعد عنك كل الشر ”
احكمت الغطاء الخفيف حوله قبل ان تغادر الغرفة .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
اما علي جانب أخر
” من الواضح يا فندم ان موكلي فى الوقت اللى المجني عليه اتضرب بالنار كان مشغول بالحريق اللى حصل فى منزله ، وده اللي اثبتته الكاميرات ، وكمان كل اللي الكلام اللي بيقوله المجني عليه مش مبني على أي أدلة او اثبات او حتي شهود ، فا متعقدش ان موكلي عليه ذنب انه يتحبس ” .
هز وكيل النيابة رأسه يقول ” حاجة تاني ؟!”
ليقول المحامي ” آه عايز افتح محضر تحقيق فى حرق فيلا موكلي و تحديد اذا كان فعل فاعل او لا ” .
..༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
تحرك ” فضل ” ومعه رجاله الي البناية بعد ان ضرب حارس العقار على رأسه افقده وعيه ، ليتجه نحو الشقة التي تقبع بها فيروز و والدتها .
ليدق الباب بشر ، فتحت له فيروز التي صرخت بقوة حين رأته ولكن كان هو اسرع منها حين كمم فمها أمام صرخات عايدة الاتية من الداخل و تقدم حسن الملحوظ ولكن كانت اندفع فضل الي اسفل يترك ذلك الامر الي رجاله .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخياط)