رواية الخلود أو الآس الفصل الثاني 2 بقلم آيلا
رواية الخلود أو الآس الجزء الثاني
رواية الخلود أو الآس البارت الثاني
رواية الخلود أو الآس الحلقة الثانية
بصراحة، لما شفت الشقة نضيفة أول ما روحت في البداية فكرته عفريت!
أصل بيني و بينكم الشقة قديمة و بقالها فترة كبيرة مش مسكونة فقولت يمكن عفريت طيب شاف الدنيا مبهدلاني ازاي و صعبت عليه راح نضفلي الشقة!
بس بعد ما شفت الورقة اللي متعلقة على التلاجة الدنيا اسودت في وشي، يا ريته كان عفريت و لا كان هو.
مش قادرة أوصف أنا حاسة بايه دلوقتي بالظبط، غضب؟ حزن؟ أو يمكن حتى..خوف؟!
هزيت راسي بسرعة و كأني بنفض الفكرة من دماغي، لا أنا مش خايفة منه، أنا أكيد مش خايفة منه، مش لازم أخاف منه، لازم أفهم مين دا و بيعمل كدا ليه؟ ازاي دخل الشقة و أنا مش موجودة و ازاي سجل نفسه على تليفوني؟ والأهم من دا كله…ايه هو حجم الحاجات اللي يعرفها عني؟
مسكت تليفوني بسرعة و فتحت سجل المكالمات، هو آخر حد كلمني، أو بالأصح هو الشخص الوحيد اللي كلمني من ساعة موت ماما.
مع كل رنة قلبي كان بيترعش، في الحقيقة انا مش عايزاه يرد، أنا…أنا خايفة!
_ا..الو…
_عجبتك المفاجئة؟!
_ازاي دخلت الشقة؟
_ما بلاش الأسئلة اللي لا هتقدم و لا هتأخر دي، المهم دُقتي الأكل و لا لسه؟
_انت مين و عايز مني ايه؟
_أنا قولت…دُقتي الأكل و لا لسه؟
_ل..ل..لسه.
نبرة صوته اللي اتغيرت و بقيت حادة مرة واحدة أجبرتي أجاوب سؤاله.
_طيب، أنا عارف إنك جعانة، روحي كلي دلوقتي و ارتاحي و بعدين تقدري تقوليلي رأيك.
فتحت عيني بذهول من نبرة صوته اللي رجعت هادية تاني ، دا مش بس مجنون ، دا كمان عنده فصام في الشخصية!
_اه و بالنسبة للقاعدة اللي على التلاجة، من الأحسن إنك تسيبيها متعلقة هناك و تشوفيها كل يوم لغاية ما تحفظيها و تفهميها…
“الكلام من غير مستندات كلام ملوش أساس، و حتى لو ليه أساس ممكن نعتبره مش موجود”
_ما تقولي انت يعني ايه، و قصدك بيه ايه؟
_و لما أنا اللي أحط القواعد و أنا اللي أفسرها انتِ هتعملي ايه؟
_اممم…هسمع التفسير؟
سكت لحظة قبل ما أسمع صوته بيضحك جامد.
_بس للأسف صاحب المشكلة هو اللي لازم يفسر القاعدة.
قال و قفل الخط.
بصيت تاني لأطباق الأكل المرصوصة على التربيزة الصغيرة و مقدرتش أقاوم، مجنون ، حقير، و طعم الأكل دا حلو كدا ليه؟ أنا بقالي قد ايه مكلتش؟!
بدأت أبكي و أنا بحشر الأكل في بقي بسرعة من غير ما أعرف سبب الدموع دي كلها اي، أو كنت عارفة السبب بس كنت خايفة أعترف، كانت امتى آخر مرة حد اهتم بيا؟
***********
_مريم! شكلك أحسن النهاردا عاملة اي؟
_اه..أنا كويسة.
كان بيكلمني و أنا واقفة بغسل المواعين و هو حاطط كذا كنكنة قهوة قدامه على النار.
اترددت شوية قبل ما اسأله.
_امم، مجدي متعرفش مكان أي شغل بمرتب عالي حتى لو كان صعب؟
ضحك و بصلي.
_كان الحصان نفع نفسه.
_الحصان! مش كانت القرد؟
ابتسم بفخر و شاور على نفسه و هو بيتكلم.
_أيوا، بس بذمتك في قرد بالوسامة دي؟!
ابتسمت بتوتر.
_ مجديييي! كفاية رغي و هات الطلبات بسرعة قبل ما الزباين يقتلوني بسببك.
كانت بتتكلم بسرعة و عصبية و هي داخلة المطبخ، بنت يمكن في سني كدا، ملامحها ناعمة و جميلة، كانت رابطة شعرها الأشقر لورا و لابسة قميص أبيض مفتوح منه أول زرار و بنطلون أسود و عليهم المريلة الزرقا اللي مكتوب عليها اسم الكافيه بتاعنا.
مال عليا مجدي و همس بصوت واطي في ودني:
_ دي رندا، أكتر حد مزعج في تاريخ البشرية كله و بتقدر تسمع أقل الأصوات من على بعد عشرين ميل.
_سمعتك!
_شفتي، مش قولتك؟
ضحكت عليهم، بالرغم من كلامه باين جداً إنه معجب بيها، غبي!
************
الساعة عشرة بالليل كنت واقفة أخيراً قدام باب العمارة، كالعادة بعد ما خلصت شغل في الكافيه قعدت أدور على مكان تاني أقدر أشتغل فيه و كالعادة ملقتش.
طلعت السلالم لغاية الدور التاني بالعافية، و أول ما وصلت للشقة اتصنمت في مكاني برعب لما لقيت شخص واقف قدام الباب و مديني ضهره.
معقولة يكون هو الشخص اللي بيتصل بيا؟ ليه قرر يظهر فجأة؟ و ليه واقف قدام الباب ما دام يقدر يدخل جوا.
و في وسط أفكاري مرة واحدة لف و بص ناحيتي.
_مريم! أخيراً جيتي متعرفيش كنت قلقان عليكِ قد ايه، أول ما سمعت الأخبار سبت كل اللي في إيدي و نزلت مصر علطول.
بصيتله بذهول،و مكنتش مصدقة نفسي.
_عمر!!
***********
_ممكن أفهم بتعمل ايه هنا؟
اتكلمت أول ما دخلنا الشقة جوا و قعدنا.
_كدا برضو بتستقبليني بعد المدة الطويلة دي كلها؟مفيش كوباية شاي أبل بيها ريقي، موحشتكيش؟
ابتسمت بسخرية.
_و انت تبقالي مين عشان توحشني؟
_مريم، أنا عارفة إنك مضاقية مني بس أنا لسه بحبك و عندي استعداد نر…
_لو جيت عشان تقول كدا لو سمحت امشي، انت عارف رأيي كويس في الموضوع دا مش عايزة أتكلم فيه تاني.
طلع نفس بضيق.
_زي ما تحبي، عموماً مش دا السبب الأساسي اللي جيت علشانه.
_اومال جيت علشان ايه؟
_عشان أطمن عليكِ،اي؟ لازم يكون في بينا حاجة عشان أقدر أطمن عليكِ؟
بصيت لعيونه الحزينة، زمان كان ممكن أتخدع بيها، لكن دلوقتي أنا عارفة إنه بيمثل مش أكتر .
_أيوا، و بما إنه مفيش حاجة بينا اتفضل امشي.
_بس أنا مش هقدر أمشي قبل ما أطمن إنك كويسة يا مريم.
_أنا كويسة، استريحت؟
_متأكدة؟ أنا عارف إنك اطردتي من شغلك بتصرفي ازاي على نفسك.
_لقيت شغل تاني.
_بجد؟ و لما لقيتي شغل تاني بعتي ليه الشقة الجديدة و رجعتي هنا؟
كان بيتكلم و هو بيقرب مني، و في اللحظة دي استوعبت موقفي….أنا، أنا في شقتي مع راجل غريب لوحدينا المفروض إنه كان خطيبي قبل كدا و فشكلنا من سنة.
آخخ من غبائي، كانت فين دماغي لما سبته يدخل جوا و أنا أكتر واحدة عارفة إنه شخص سيكوباتي و مريض نفسياً!
وقفت بعصبية و بعدت عنه.
_شئ ميخصكش، لو خلصت يا ريت تمشي من هنا.
وقف هو التاني.
_على العموم أنا عارف صعوبة إن صحافية متهمة بقتل والدتها تلاقي شغل في أي مكان، لو حبيتي انا محتاج سكرتيرة بمرتب مبدأي عشر تلاف جنيه في الشهر و كمان مقدم منهم خمسة.
قلبي اتنفض فجأة، خمس تلاف جنيه، كل اللي عايزاه بس خمس تلاف جنيه!
كنت مشغولة بتحليل الموقف و المبلغ في دماغي و مأخدتش بالي منه و هو بيقرب تاني قبل ما أصرخ فجأة لما…
*********
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخلود أو الآس)