رواية الخطيئة الفصل الثاني عشر 12 بقلم مجهول
رواية الخطيئة الجزء الثاني عشر
رواية الخطيئة البارت الثاني عشر
رواية الخطيئة الحلقة الثانية عشر
– كل حاجة بتتهد فوق دماغي يا نهلة ، أنا كنت فاهمة ان الماضي بيموت ، الماضي كله بيطاردني دلوقتي زي الأشباح ، كل اللي انا عملته زمان راجعلي دلوقتي
= ايه اللي حصل يا منال ؟
– شادي ، ابني اللي طلعت بيه من الدنيا ، بيضيع مني ، ساب بنات مصر كلهم وراح يحب بنت فؤاد الشيمي ، أخته
= ايه ، انتي اتجننتي يا منال وللا بتخرفي ، فؤاد مات هو وكل ولاده على يدك
– مش كلهم ، فؤاد كان قايلي قبل ما يموت يوم ما اديته الشيك ان مراته حامل ، كانت حامل في بنت ، من حسن حظها أنها ماكانتش بايتة في الشقة يوم ما حرقناها ، البنت دي كبرت وحبت شادي ، أنا كنت فاكرة ان المصيبة في انه بيحب واحدة مش من مستواه ، اتاري المصيبة اكبر من كدا بكتير ، خلصيني من الكارثة دي يا نهلة
= وابنك عرف بنت فؤاد منين ؟
– زميلته في الجامعة
= وهي سابت ولاد الجامعة كلهم وراحت حبت شادي بالذات
– النصيب
= مفيش حاجة اسمها النصيب والقدر والكلام الفارغ دا ، كلها اختياراتنا احنا ، البنت دي مزقوقة على ابنك
– عشان فلوسه ؟
= مش بس ، البنت دي عارفة ان شادي ابنك ، وقاصداكي انتي بالتحديد ، عايزة تضربك في مقتل ، متنسيش انك كنتي متهمة في قتل ابوها زمان ، اكيد امها رضعتها كرهك لحد ما جه اليوم اللي عرفت تحرق قلبك فيه على ابنك زي ما يتمتيها قبل ما تتولد
– يبقى تختفي
= مش بالسهولة دي ، زمان انتي خرجتي من قضية قتل ابوها عشان قدرت اخلي صبحي يشيلها عنك ، دلوقتي لو الموضوع حصل فيه اي غلطة والنيابة اتهمتك بقتل البنت مش هتخرجي منها ، وحتى لو العملية تمت بنضافة ، هتحرقي قلب ابنك وهتخسريه للابد
– طب والعمل ؟ هسيب الواد يتجوز أخته
= وليه لا
– انتي بتقولي ايه ، انتي اتجننتي
= مفيش حل غير دا
– اسيب الأخ يعاشر أخته
= يتجوزها .. قلت يتجوزها مش يعاشرها
– ودي همنعها ازاي دي
= قبل الفرح يتصدم فيها ، يعرف أنها بتخونه ، يزعل كام شهر بس في الآخر محدش بيموت من وجع القلب ، ساعتها تبقى بتاعتنا ، نعمل فيها اللي احنا عايزينه
– وهيتصدم فيها ازاي ؟
= دي سيبيها عليا ، وخليني احاول مع شادي محاولة أخيرة يمكن يقتنع بكلامي ..
« في الكافيتيريا »
– اسمعوا يا ولاد ، أنا عارفة أنكو بتحبوا بعض وأنا اكتر واحدة ممكن تحس بيكو وتقدر نبل مشاعركم ، بس منال مش هتسيبكم في حالكم ، منال مش ناويالك على خير خالص يا دينا
= هتعملي ايه يعني
– تقدر تعمل كتير ، تقدر تمحي وجودك اصلا
# بقولك ايه يا نهلة
– نهلة ؟ ايه يا شادي ، انت كبرت للدرجادي وأنا مش واخدة بالي ، مفيش حتى خالتو نهلة
# لا مفيش ، واسمعي اللي هقولك عليه ، أنا طول عمري بكرهك ، عارفة بكرهك ليه ، لأني فاهمك كويس اوي ، مش هتعرفي تضحكي عليا زي ما ضحكتي على غيري ، أنا عارف ان انتي السبب في كل الخراب اللي حل على عيلة البنداري من سنين ، ولو فاهمة انك هتقدري تعيدي المأساة دي في جيلنا تبقي غلطانة
= عيب كدا يا شادي ميصحش تتكلم مع خالتك كدا ، أنا آسفة جدا يا تانت
# اسكتي انتي يا دينا انتي مش فاهمة حاجة ، نهلة دي مش انسانة ، نهلة دي شيطانة
– شكرا يا ابن اختي ، على العموم أنا كنت جاية احذركم ، جرب تاخد كلامي دا جد ، كل ثانية بتفوت عليكم وانتو قدام عيون منال فيها خطر على حياة الغلبانة دي ، انت في الأول أو في الآخر ابنها ، عمرها ما تئذيك ، اهربوا يا شادي ، اهربوا واتجوزوا ..
« في بيت منتصر »
– رؤوف ، يمكن تكون العلاقة بيني وبينك أنت وانچي مش في احسن حالاتها بسبب الخلافات القديمة ، بس أنا عارف انكم نضاف ، عشان كدا انا جيت هنا دلوقتي أنا ودينا نلجألكم
= واحنا اخواتكم يا شادي ، وعمري ما دخلت نفسي ولا دخلتك في الخلافات اللي بين أهالينا ، حتى ولاد خالك عاصم ، أنا علاقتي بيهم كويسة جدا ..
– حيث كدا أنا هحكيلك كل حاجة ..
” شادي حكى كل حاجة لرؤوف ابن خاله ، لما رؤوف عرف ان شادي بيحب دينا وعرف دينا دي تبقى مين كشف السر اللي عيشت طول عمري اخبيه ، رؤوف كان عارف حكايتي مع فؤاد الشيمي من ولاد عاصم وولاد عاصم عرفوا الحكاية من ابوهم قبل ما يتسجن ، وشادي عرف ان دينا تبقى أخته وان أنا اللي قتلت ابوهم واخواتهم ومن لحظتها شادي ابني أتحول لأكبر عدو ليا ، راح النيابة وقدم كل المستندات اللي خدها من ولاد عاصم والنيابة أمرت بفتح التحقيق في قضية فؤاد الشيمي تاني بعد 20 سنة ، وهربت عند نهلة ، في الوقت نفسه عاصم ومنتصر هربوا من السجن بعد ما كان محكوم على كل واحد فيهم في قضايا تخليه يكمل بقية حياته في السجن ، ونهلة جمعتنا كلنا عندها في شقتها ..
****************
رؤوف كان شايف اننا بعد اللي عملناه في ماما دا حياتنا كلنا مبقتش في أمان ، أنا ودينا وولاد خالي عاصم ، كلنا في خطر ، أنا مكنتش مصدق الكلام دا وكنت شايفه بيبالغ
– انت بتقول ايه يا رؤوف ، يعني أمي ممكن تقتلني زي ما قتلت ابويا زمان
= ليه لأ ، أمك زيها زي أهلي وزي خالك عاصم ومراته واقعين تحت السيطرة الكاملة لنهلة ، ممكن يعملوا اي حاجة في الدنيا ونهلة دي هي أس الخراب ، أنا شايف ان الحل الوحيد اننا نروح لجدك ، نتحامى فيه ، هو الوحيد اللي يقدر يخلصنا من كل دا
– جدي ، أنا طول عمري بسمع عنه بس عمري ما قابلته
= أنا وولاد خالك عاصم على اتصال دايما بيه وهو بيحبنا جدا ، جدك عظيم اوي يا شادي وطيب ، كل الكلام اللي اهالينا كانوا بيحكوهلنا عنه كدب عشان يبعدونا عن طريقه ..
” ودخلت قصر البنداري لأول مرة في حياتي ، قصر كبير جدا زي اللي بنسمع عنه في حواديت ألف ليلة وليلة مليان خدم وحراس ، كنت متخيل جدي دا راجل عجوز ومكحكح ، لكن لما شوفته لقيته حاجة تانية خالص ، له هيبة كإن الزمن مأثرش فيه أو كإنه هو الزمن ذاته ، لابس بدلة شيك جدا وفي ايده عصاية عاج وعلى رأسه طربوش ، شبه الباشاوات بتوع زمان أو هو واحد منهم بالفعل ، في كامل صحته وتركيزه ، رحب بينا أول ما شافنا ..
– يا اهلا بالطيبين ، اهلا بالزرعة النضيفة اللي خرجت من أرض مش نضيفة ، دا دليل في حد ذاته على ان كل انسان بيختار مصيره بحرية كاملة ، أنا عارف ان الرحلة كانت متعبة ، اطلعوا فوق دلوقتي ارتاحوا وبعدين هبعتلكم ..
**********************
– اهلا بيكم في مملكتي ، لازم تعرفوا ان دا المكان الوحيد الآمن ليكم في العالم كله ، وانا بس اللي هقدر احميكم واحافظ على حياتكم ، لازم تنسوا كل اللي حصل بينكم زمان وتتوحدوا تحت ملكي ..
كلكم شربتم من الكاس ، كاس الخطيئة الأولى ، وكلكم دلوقتي تحت سيطرتي الكاملة ، بس عشان دا يتحقق فيه طقوس لازم تعملوها ، طقوس إعلان الولاء ليا ، لنهلة وبس ..
كلكم دلوقتي بالأمر هتسجدوا قدامي ، وبعدها ارواحكم هتكون ملكي ..
” وسجدنا بالفعل قدام نهلة ، محدش فينا كان عنده اختيار ، بس فجأة حصلت حاجة غريبة ، حسينا المكان كله بيترج كإنها لعنة ربنا صبها علينا من السما ، الخوف ملا قلوبنا ، وفي لمح البصر المكان اتملا حراس ، كتفونا وغموا عيوننا وخدونا على مكان مجهول ..
**********************
– الرحلة انتهت ، وكلكم رجعتوا هنا تاني ، لنفس المكان اللي كل شيء بدأ فيه ، عاجبكم اللي وصلتوا نفسكم ليه ، فاكرين الصوت دا وللا خلاص نسيتوه
= بابا ؟؟
– أنا مش ابو حد يا منال ، ودا السر اللي خبيته عنكم طول العمر لحكمة كنت عارفها وقاصدها ، كنت عايزكم تعرفوني بقلوبكم من غير طمع ولا خوف ، أنا مخلفتش ومبخلفش ، وجيبت كل واحد وواحدة فيكم من مكان شكل ، عاصم مثلا أنا جيبته من قدام باب جامع في الشرقية ، وبعدها بسنين جبت نهلة من ملجأ كان عمرها ايام ، وبعدها جبت منال من كوم زبالة ، وبعدها جيبت منتصر من دار أيتام ..
كنت كل مرة بجيب فيها واحد منكم بفهم الباقيين ان أمهم بتولد مولود جديد ..
لما قسمت عليكم الفلوس مكانتش دي ثروتي ، كانت فتافيت متجيش اي حاجة في اللي أملكه ، وكنت عارف ان كل حاجة هترجعلي في النهاية زي ما انا كنت عارف انكم هتقطعوا بعض على الفتافيت دي ، أنا كنت هنا في قصري وعارف كل اللي بيحصل برا ، كنت شايفكم ثانية بثانية
# ولما انت شايفنا وعارف ان كل دا هيحصل ممنعتناش ليه
– مكانش ينفع لانكم من البداية مخيرين وكل واحد فيكم هيتحاسب على اختياره ، ياما حذرتكم من نهلة ما سمعتوش كلامي ، من يوم ما خالفت اوامري هنا قدامكم واعلنت
انضمامها لجمعية سرية لعبادة الشيطان ، يومها أنا طردتها من البيت وحذرتكم منها محدش سمع كلامي ، مشيتوا وراها لحد ما وصلتكم انكم تسجدولها ، كنت كل يوم بستنى اي حد فيكم ييجي يخبط على بابي ويقولي انه ندمان وعايز ينضف ، لكن انتو اخترتوا تمشوا في طريق الشيطان للاخر
* مش ذنبنا اننا اتخدعنا في أختنا ..
– دي مش أختكم ، افهموا بقى ، اختكم ماتت من يوم ما خرجت من القصر ، انتحرت وانتو كلكم مشيتوا في جنازتها ..
ودا اعتراف نصي مكتوب بخط ايديها بتقول فيه أنها باعت روحها للشيطان
” وفجأة المكان كله اتملا شاشات عرض ضخمة جدا كانت بتعرض كل لحظة في حياتنا ، كل جرايمنا وكل اخطاءنا كل حاجة ، شوفنا نفسنا في جنازة نهلة واحنا شايلين النعش وبنعيط ، الغريبة اننا دلوقتي فاكرين كل حاجة لكن قبل كدا كنا ناسيين ، ازاي ضحكت علينا ..
# صح ، نهلة ماتت ، أنا فاكر دا كويس ، بس امال دي تبقى مين
– بصولها وانتو تعرفوا
” بصينا على نهلة لقينا شكلها اتغير تماما ، بقت مسخ قبيح جدا عمرنا ما شوفنا زيه قبل كدا ..
* نهلة ضحكت علينا
– مفيش نهلة ، نهلة باعت نفسها للشيطان ، اللي ضحك عليكم هو الشيطان نفسه ، كل واحد فيكم كان جواه الخير والشر بس اختار الشر ودلوقتي جه الوقت اللي لازم تدفعوا فيه تمن اختياركم ..
# طب سامحنا واحنا مش هنعمل كدا تاني ، ادينا فرصة تانية ..
– للأسف فات الوقت ، انتو دلوقتي في مرحلة تنفيذ المصير اللي اخترتوه بنفسكم ، أولادكم هيفضلوا هنا في الأمان والسلام والراحة لأنهم طيبين اختاروا الخير وهربوا من الشر ، أما انتو هتواجهوا مصيركم المظلم لوحدكم لأن دا كان اختياركم من الأول ومحدش اجبركم على حاجة ..
تمت ،،،
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخطيئة)