رواية الحسناء والميكانيكي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة حسن
رواية الحسناء والميكانيكي الجزء الرابع عشر
رواية الحسناء والميكانيكي البارت الرابع عشر
رواية الحسناء والميكانيكي الحلقة الرابعة عشر
،،،،،،،،،،،،،
وقف يأخذ نفس عميق تلو الاخر، و رغم ارتجافه امام غرفته يشعر بالتوتر او ربما الارتباك ، وقفت بجانبه و نظرت اليه ووأومأت برأسها اليه بتشجيع ، وفتحت الباب امامه علي مصراعيه…
رأه لاول مره، مريض ملازم الفراش و لكن لم يفقد و قارة و هيبته التي دائما ما كان يسمع عنها …
اتخذت حسنا ركنآ منذوي تاركه هذه اللحظات الفارقه و الاولي بينهما…
اقترب بخطوات بطيئه اليه …جهاز القلب يعمل برتابه ، وجه مريض و شاحب ، و شعر اشيب و تجاعيد وجهه تحكي سنوات عمرة و خبرته…
ابتلع ريقه بصعوبه و لم يبادر بفعل اي شئ سوي النظر اليه هذا لاول مره بحياته…
شعر الاخر به ربما بطيف بأحلامه و لكنه يشعر انه هنا ..فتح عينيه التي تشبه حفيده البكري بشده يتأمله و قد عرفه قلبه ..تأمله من اول شعره لأمخص قدميه ..بشوق ولهفه ..رفع يديه و كانه يتاكد انه حقيقي وليست اوهام ، ثم حاول الاعتدال ليلمسه و كانت المفاجاه عندما مد علي يده اليه دون تفكير ليسنده ، و تشبث به عماد بقوة رغم ضعفه و جذبه من يده لاحضانه و صوت بكائه تسمعه حسنا من عندها و قد شاركته ايضا البكاء ..
ضمه عماد بقوه يشتمه من كتفه و كأنه يشتم رائحه الغالي به …الغالي ابن الغالي بين ذراعيه قادمآ اليه لهنا …
قشعر جسد علي من هول ما شعرة من عِناق جده و من لهفته وم ن عبراته ايضا التي بللت قميصه ..ادمعت عينيه و لم يستطع وئدها و تركها اخيرا تعبر عنه و عن مشاعره الآن …
يستشعر قبلات جده علي كل وجهه بشوق ولهفه اثرت به بشده و قد ازدادت عبراتهم…مرت بضعه دقائق بينهما و هم هكذا و عماد يجذبه اليه اكثر و يتشبث به اكثر و اكثر.
ابتعد علي قليلا يأخذ انفاسه و لكن تشبث به جده و مد يده و مسح عبرات حفيده و خرج صوته متحشرجا لاول مره الي علي قائلا : سامحني يابن الغالي …سامحني يا حبيبي
اومأ له علي براسه و قد شعر بعدم قدرته علي الحديث ..و لكن رجاء جده الخافت جاء متوسلآ اليه : عايز اسمعها قبل ما اموت و اقابل ابوك
جعله يقول بصوت خافتا : مسامحك
خرجت آه خافته من فم عماد و هو يجذبه اليه مره اخري ، و تنهيده مرتاحه من حسنا التي شعرت الآن انها تملك الدنيا و ما فيها…
دخلت هدي بترقب و قد ادركت ان كل شئ فاني لا الانسان و لا الظلم و لاحتي الدنيا والدليل امامها الآن..
ابتعد علي تاركا لها المساحه قليلا و قالت هدي : سلامتك يا باشا
نظر اليهت بأسف، وجهها يدل علي مدي الظلم الذي اقترقه لعمر كامل …
قال عماد بتعب : ياااه يا هدي اخر مقابله بينا عمرها ماراحت من بالي
قالت اليه بسماحه : ان شاء الله تقوم بالسلامه ازمه و تعدي
اخفض عينيه بخجل منها و قال : ربنا يكرمك يا بنتي ربيتي حفيدي لوحدك و طلعتيه راجل
اجابته بفخر قائله : ابني من صلب ابوة و واخد منه كل حاجه حلوة ربنا يرحمه
اوما لها عماد وقال : ربنا يرحمه ..مسمحاني يابنتي
قالت هدي له بسماحه : ربنا بيسامح يا باشا يبقي مين احنا عشان نفضل نكره و نشيل في قلوبنا، الدنيا مش مستاهله
ابتسم اليها بود و قال : يبقي تقوليلي ياعمي
بادلته الود و قالت : حاضر يا عمي
فتح ذراعيه لتلك المنزويه بعيدا و ركضت اليه كاطفله لاحضانه قال لها هامسا بسعاده و فخر : قدرتي يا حسنا
نظرت الي علي و قالت بحب شديد : هو اللي قدر يا جدو
،،،،،،،،،،،،،،،،
مرت عدة ايام و لغرابه الامر و الذي اثار استغراب الاطباء التحسن الغريب الذي حدث الي عماد ..و كانه وجد دواه .
حتي خرج من المشفي و توجه لقصره مع عائلته و علي الذي دخل لاول مره منزل ابيه ..
استقبله أنس لأول مره بعدم تصديق متعحبا : ابن عمي معقول
اجابه احمد : علي هايبقي اخوك الكبير ياانس مش كان نفسك في أخ ولد
اومأ له أنس و لكنه قال : اه بس يكون قدي عشان العب معاه كوره، مش يكون اطول من حضرتك
ضحك علي و مال اليه و قال بمرح : و مين قال ماعرفش العب كوره
هتف أنس بحماس متسائلا : يعني اجهز بالكوره
،،وسخن كمان لحد ما اجيلك
اومأ اليه أنس و هو يركض لأعلي قائلا :حالا
جذبه احمد و كأنه أبنه الاكبر الي غرفه المكتب و اخذهم الحديث ، عن ابيه و الزمن الماضي ، و اهداه ذلك الالبوم الخاص بهم الذي بها عدد من صور والده الراحل و له ايضا فقد لعمر العامين .
ربت أحمد علي كتف علي الجالس يتأمل في صور والده و قال برفق : تخيلت كتير قاعده زي دي لينا يوم مانلاقيك و تكون وسطنا، يوم ما نطمن علي العيله و تكتمل ومايبقاش ناقصنا فينا حد
نظر اليه علي قليلا و قال : و انا عمري ماكنت اتخيل اني هادخل هنا
اومأ له احمد بتفهم مُراعيآ لشعوره و لكل الاحداث التي مر بها.
طرقت حسنا الباب و قالت وهي تبحث عن علي حتي وجدته و قالت لوالدها : بابا جدو عايزك
اومأ لها و قال الي علي : خد راحتك يا علي ده بيتك يا بني
تحركت حسنا و جلست بالكرسي المقابل الي علي وبيده البوم الصور
ضمت يديها تبحث عن حديث مناسب له، رغم حلمها المستمر بتواجده هنا في منزلها ووسط عائلتها، الا انها الآن لا تجد الكلمات المناسبه ، ربما من صمته المستمر من وقت تواجده هنا.
تنحنت حسنا للفت انتباه ، و لم يرفع عينيه من صوره والده و لكنه قال : ماكنش عندي لابويا غير صورتين ، صوره لوحده والتانيه و هو شايلني ، كان نفسي يبقي عندي البوم زي ده و كل عيد اتصور معاه و احط صورتنا هنا
ابتلع ريقه و اكمل و هو يمسح علي صورته مع والدته : جوايا احاسيس غريبه و منهم احساس مخوفني
همست هي و قالت بخفوت حذر: ايه هو
رفع عينيه اليها قائلا بحشرجه
،،طول عمري مُتأقلم اني يتيم حاجه مش بأيدي وربنا أراد كده ، رغم انه احساس صعب علي طفل شايف العيال اللي في سنه بيتكلموا عن ابوهم ، بس لما كبرت فهمت و كملت في الدنيا ،الاحساس اللي مخوفني دلوقتي …إني احس اني غريب في وسطكم و مش شبهكم
عضت شفتها السفلي تمنع نفسها من البكاء رغم تجمع العبرات في عينيها تأثرآ بحديثه ومُتفهمه مشاعره ، سقطت عبراتها امامه دون إرادة منها وانحنت بجزئها العلوي قالت بخفوت و صدق
،، انت احسن راجل في الدنيا و ابن صلاح الحُسيني و اكملت هامسا ، و حبيبي
لمعت عينيه التائه و اؤمأت هي برأسها مؤكده بابتسامه رغم عبراتها : حبيبي قبل كل حاجه….و حبيبي بعد كل حاجه …حبيبي اللي مبسوطه انه مش شبه اي حد.. تشبه علي و بس
ابتسم لها و جذب رأسها و قبلها بتقدير و اطمئنان انها فقد بجانبه.
،،،،،،،،،،،،،،
متجمعين جميعم و بجانب علي أنس الذي لم يفارفقه و للان لا يصدق كيف ظهر اليه ابن عم فجاءة و احمد بجانب علي واضع يده علي كتفه بأبوة…
وعبير و هدي يتحدثون و يسترجعوا مواقفهم البسيطه التي كانت بينهم في الماضي
نظر عماد لكل هذا و لم يصدق انه حدث و امام عينيه.. تنهد براحه لا يريد شئ الان لو توفاه الله لن يحزن يكفي رؤيته لعائلته امامه و لكن هناك شئ اخر يجب اتمامه…
قال عماد جاذبٱ الانتباه اليهم : انا اول مره احس بالراحه دي ، عيلتي حواليا و قدام عيني مش خايف اموت دلوقتي
قالوا جميعا داعيين : بعد الشر عليك
بحث بعينيه وقال متسائلا : فين حسنا
قالت و هي تدخل بأشراق وت ركض اليه، ثم جلست بجانبه علي الفراش ممسكه يده بيديها
،،انا هنا يا جدو
وخفق قلب العاشق برؤيتها هكذا كما اعتاد مبتسمه ضاحكه مشرقة الوجه…حسناء كأسمها ….
،،،تعالي هنا يا علي
وقف علي و جلس با لمقابل امام حسنا التي ابتسمت له بسعادة ..مسك عماد يد علي و قال : في حاجه لازم تحصل كمان، ورثك من ابوك محفوظ يابني انت و هدي ، اما نصيب ابوك في الشركات فا انت هاتمسكه مع عمك و تديرة بنفسك
قال احمد مرحبا : اكيد يا بابا رئاسه مجلس الاداره هاتكون من نصيبه
،،،ايه رئك يا علي
قال علي بهدوء : انا مش عايز حاجه انا عندي شغلي وو
قاطعه عماد بجديه باصرار : بس ده حقك ياعلي
صمت قليلا يفكر بينما قالت حسنا مشجعه : احنا هانكون معاك و الشغل شويه شويه هاتتعلمه ماتقلقش
نظر اليه علي و ابتسم اليها ابتسامه خضبت وجنتها وضربت قلبها منها و من تلك اللمعه الني يحدجها بها دون مراعاة الجمع من حولهم…
قال علي بجديه متحدثآ في قراره و فيما يرغب
،،انا راجل مش بتاع قاعدة مكاتب و حسابات مافهمش فيها انا ، ليا شغلي اللي شاطر فيه و بفهمه مش هاكون مرتاح كده
نظرت اليه حسنا مستمعه لحديثه و قراره الذي كما يبدو انه قد أتخذه ،قرأ علي عينيها وارسل لها نظره خاصه و ردت عليه بإيماءه انها معه في اي قرار..
صمت الجد و قد شعر بالخوف من ابتعاده مره أخرى قائلا : يعني ايه يا علي هاتبعد عني تاني
مسك علي يد جده و قال بتوضيح : ابدا بالعكس ده انا عايز اقرب و اطمنك أكتر بس بطريقه تانيه
تسائل احمد مستفهمآ : ازاي يابني
،،ورث ابويا هاخده لكن الباقي لا
قال عماد مستفهما : ليه يا علي
،،هايكون مهر حسنا
واعتدل في وقفته و قال الي احمد و عماد: انا بطلب ايد بنت عمي حسنا
وقف احمد ضاحكا و قال : ماانتش سهل ياولد و مين قال اني عايز مهر انا مش هلاقي احسن منك
قال علي مبتسما باصرار : لا حسنا لازم مهرها يكون غالي اكتر من كنوز الدنيا..
مال عماد الي حسنا التي لم تتخطي المفاجاءه بعد هامسآ في احدي اذنيها : انتي عملتي في الولد ايه
نظرت الي جدها وابتسمت ثم اتسعت ابتسامتها و قالت دون ادراك بقلب خافق
،،بحبه اوي ياجدو
ارتفع حاجيبي عماد من تصريحها و قال : و انا اللي لسه كنت هاخد رئيك
قال احمد مبتسما لابنته :،رئيك ايه يا عروسه
عضت علي شفتيها مبتسمه بخجل
واخفضت وجهها ارضا
بينما قال عماد بسعاده مانعا عنها الحرج : السكوت علامة الرضا يا بني
وبادرت هدي بزغروطه مجلجله ارتفع صداها لاول مره في ارجاء قصر الحُسيني
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الحسناء والميكانيكي)