رواية الحسناء والميكانيكي الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة حسن
رواية الحسناء والميكانيكي الجزء الحادي عشر
رواية الحسناء والميكانيكي البارت الحادي عشر
رواية الحسناء والميكانيكي الحلقة الحادية عشر
اسبوعين كاملين لم يراها ، و تمنعه كرامته من مهاتفتها…
و لو كان هذا جوابها …سيتقبله رغم آلم قلبه سيتقبله..
رغم اشتياق روحه إليها سيتقبله
رغم انه لن يملي عينيه بحسنها و رقتها سيتقبله
رغم عن انفه سيتقبله …و ما بيده حيله
ربما ادركت الفروق بينهما ، و الصعاب التي كانت ستواجههم لو اجتمعوا في يوم، و كان مُتقبلها بصعوبتها ايضآ عليه، و مستعد بقلب من حديد تحدي العالم بأسره من اجلها …
فقد لو لم يكن هذا جوابها.
،،،،،،،،،،،،،،
يعني ايه ياحسنا الكلام ده
كلمات قالتها هدي مهاتفه حسنا لتعرف سبب غيابها المفاجئ
اجابتها حسنا بصوتها الحزين الباهت : خايفه
قالت هدي باستغراب : خايفه من ايه يابنتي ..انتي لما جيتي هنا و اتكلمتي معايا شوفت في عنيكي انك مصممه تعرفيه ، و قولت انك ممكن تقدري تعملي اللي ماحدش عرف يعمله ، ايه اللي رجعك دلوقتي.
اغمضت عينيها و دمعاتها انسابت علي وجنتها ، وصلت شهقتها الخافته الي هدي التي قالت بترقب : انتي حبتيه يا حسنا
اجابتها حسنا باكيه بعد صمت دام بينهما : و خايفه كره لعيلتي يطولني ، خايفه اشوف النفور في عنيه مش هاستحمله، انا ماليش ذنب في اي حاجه حصلت زمان
قالت لها هدي باشفاق : يا ضنايا يابتي ، انا كنت حاسه والله، بس كنت فاكره انه هو بس اللي حالته كده، طلع حالتك كمات ما تسرش يا حبة عيني
انتبهت لها حسنا و قالت متلهفه : حالته …ماله علي يا طنط
تنهدت هدي و قالت : حزين يابتي، و ساكت و مش علي اللي عارفه له حال ، عمري ماشوفت الحزن في عين ابني
ازداد نحيبها حزنآ ، يظهر ان كل من في عائلتها و ايضا هي أذاقوه الحزن ، قالت لها بأسف شديد : اسفه و الله اسفه
قالت هدي بحنان : اسفه علي ايه ما اللي صابه صابك و دي حاجه باديدنا
هتفت لها بحيره من امرها : مش عارفه اعمل ايه يا طنط ، حاسه عقلي وقف
تنهدت هدي و قالت : بس بعدك ده مش حل يا حسنا، هو كده هايفتكر انك مش عايزاه و الامور هاتتعقد بينكم اكتر ..لازم تيجي و تخلقي اي عذر مقنع ليه يمكن بعدها حاجه تتغير..
،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،
مر يوم آخر من ايام فراقها ، لم تتحدث و كذلك هو صامد بقراره، رغم قلبه الذي يلح عليه بالحديث و لو من باب السؤال..
منهمك في عمله، ليشغل عقله عن فعل ما يأمره به قلبه ، لم يتحدث مع احد مطلقا ، حتي محمد لاحظ تغيره و صمته الدائم دون معرفة اسبابه…
هتف به سلامه و اخرجه من شروده صائحآ:
يااسطي علي ، عايزين باقي العده اللي جواه
استقام علي و قال : ما تدخل تجيبها
اجابه سلامة قائلا : اصلها تقيله اوي ياسطي مش هاقدر
اوما له علي و توجه للداخل يبحث عنها و يجهزها ، استمع لصوت ما بجانب الجدار الداخلي و توجه اليه ببطئ… ثم انتبه لخيال واقف الحائط دون ان يتبين ماهيته، تقدم له ، و ارتفع فجاءة وجيب قلبه حتي من قبل ان يراها…واقفه ضامه يديها علي صدرها و مستنده علي الجدار …
همس بصوت خافت سمعته : حسنا
اعتدلت و اقتربت منه بلهفه شوق : وحشتني
رغم لمعه عينيه و وجيب قلبه قال بصلابته : دخلتي هنا ازاي ، و جايه ليه يا حسنا
اجابته قائله : سلامه دخلني
و امتعض وجهها و قالت بتلهف موضحه : جيالك يا علي، ها كون جايه ليه
قال بصوت متحشرجآ : كان واصلني ردك
لمعت عينيها بالدموع وهزت رأسها بالنفي : لا ياعلي ، لا انا ماردتش عليك ، ردي ماوصلكش
تسائل ببعتاب قائلا : امال افسر غيابك ده ايه
اقتربت منه و مسكت يديه بقوة قائله : غيابي مش بأيدي و ردي عايزه افضل جمبك طول عمري
اغمض عينيه و نفس حارق خرج منه و قال بعتاب الاحبه : قدرتي تغيبي عني كل ده ياحسنا
اجابته بابتسامه عذبه : مأقدرش اغيب عنك يا روح حسنا
اخفض رأسه مستغربآ من حاله في غيابها و حاله الان .. مؤكدا لنفسه، ان حسنا لن تكون انثي عابرة في حياته..حسنا اول من دق لها القلب..
و اول من جذبته من بنات حواء ، وزحزحته عن ارضه الصلبه الثابت عليها …وقبّل هو ،
قبّل ان يغوص في بحر الحب مُتحملا كافةٍ النتائج مادام في الاخير ..ستصبح له
خرج صوته ناعمآ بحنو، من يسمعه الآن لن يصدق انه الاسطي علي الجاد و الخشن الطباع ، و لكنه الآن ليس سوي عاشق..
صرح بما يعتمر صدره دفعة واحده دون اي تردد
_ انا بحبك ماتعمليش فيا كده تاني
و ضعت يديها علي فمها بصدمه، و ضحكت من بين عبراتها هاتفه مؤكده :
عمري ..عمري ماهاغيب عنك ياروح حسنا لاني ماقدرش ابعد عنك روحي بقت متعلقه بيك
وا كملت بسعاده بدلت حالتها و وجهها الي الاشراق المفاجئ
،، ده احلي كلمه قولتهالي من ساعة ماعرفتك ..دي احلي كلمه اتقالت في عمري كله..
ضحك بخفوت و قال لها
_ كلام الحب مايلقش الا ليكي..
_ الله الله هو ايه اللي بيحصل هنا
قاطع حديثهما صوت منتصر الذي شهقت حسنا بخوف و تشنجت تعابير وجه علي و التفت اليه بعد ما تبدلت ملامحه اشمئزازا منه قائلا بفظاظه : مايخصكش يا منتصر ، وامشي من هنا بالسلامه
ضحك منتصر باستفزاز و عينيه علي حسنا الذي شعرت بتوتر الاجواء بينهما قائلا
_ عيب عليك يااسطي علي، نسوان و في الورشه ده الحته كلها بتحترمك يا جدع
شهقت حسنا و وضعت يديها علي فمها من تشبيه البذيئ بها ،كور علي قبضته و وضعها علي فمه محاولا تهدئه نفسه لعدم اثارة اي فضيحه يسعي اليها منتصر ، خصوصا بوجود حسنا حتي لا تضع في موضع شبهه يضرها ، خطي امامها مباشرةٍ حتي يحجب رؤيتها عن منتصر
قال علي و انظاره مثبته علي منتصر بتحذير واضح : اعدل لسانك يا منتصر ، و اعرف بتكلم مين
رفع منتصر حاجبيه بسخريه واراد استفزازه اكثر لاثاره اي فضيحه تضر علي ، و لفتح مجال لتجمع الماره حولهم و وضعه في موضع شبه…و تتحقق امنيته في زحزخة صورته امام المنطقه باكملها
بلل لسانه بطريقه مقززه و اردف بتسليه قاصدا استفزازه : ياعم خليك رويح ( كريم) اللي ياكل لوحده يزور، دوق و دوقني معاك
اتسعت اعين حسنا و بدءت البروده تتسرب الي اطرافها من خبث كلماته … و علي و كأنه تحول لأخر …وحش ضاري اذا كان الموضوع هي طرف به ، او حتي يمسها من بعيد، فاسيحرق الدنيا و من فيها….
انقض علي علي منتصر و لكمه في انفه برأسه بمفاجأه لم يتوقعها منتصر… ارتد الاخر الي الخلف و سقط بظهره علي مجموعه من الادوات الخاصه بعلي …
خرجت من منتصر الفاظ بذيئه ذادت من اشتعال علي اكثر، انحني علي ليلكمه بوجه لكن تفاداها منتصر و جذبه و اسقطه علي الارض ، و بقي فوقه و لكمه عدة لكمات بوجهه بقوه .. اعتدل علي مسرعا و مسك منتصر و ضربه بقدمه في معدته انحني منتصر للامام بألم متؤهآ بشده، و لكن جذبه علي مرة اخري و دفعه للامام بضربه قاسيه علي ظهره ..
كل هذا امام انظار حسنا التي بهت لون وجهها من الخوف من ذلك العراك العنيف بينهما …
استمر الشجار بينهما مع الالفاظ النابيه لكلا منهما ، حتي اصبحوا خارج الورشه..و تجمعوا المارة لمشاهده العراك كاشئ معتاد يحدث بأستمرار بمنطقتهم ، و لكن الفرق ان الاسطي علي الهادئ الطباع يكون بمثل هذه الشراسه و العنف …
رغم المه ازداد غيظه و استغل تجمع الماره من حوله و صرخ منتصر بصوت جهوري صارخآ : شايفين ، شايفين الاسطي علي المحترم بيتعارك معايا ازاي، عشان بقوله عيب لما شوفته في الورشه مع البت دي في وضع و##
تعالت الهمهات من حولهم و التفتت انظار الجميع اتجاه حسنا التي اخفضت وجهها ارضا، و اذداد بكائها في موقف لم تتخيل يوما انها ستتعرض اليه و يكون بمثل هذه القسوة…
صرخ علي بالمقابل باهتياج و انفعال ، وقد برزرت عروقه وجهه و رقبته حتي كادت ان تنفجر و قال : اخرس يا و##يابن ال##ماتجبش سرتها علي لسانك
بينما دفعه منتصر بقوه و اكمل هادرا بدنائه : مش هاسكت علي وساختك يا علي ولازم الحته كلها تعرف حقيقتك ، و الناس اهي شاهده طالعين من ورشتك و هي موجوده
انقضوا علي بعض مره اخري و ازداد صريخ النساء من الشرف و التي انتبهت اليه هدي علي قول احدي الجارات هاتفه : يالهوي هايموتوا بعض يا حاجه هدي الحقي ابنك
،،،،،،،،،،،،،،،
استمعت نجلاء لصوت الشجار القوي وصوت علي الجهوري ،ركضت للنافذه بفضول ثم وجدت الشجار القائم بين منتصر و علي ، وضعت يدها علي صدرها بخوف اثر ضربه قويه كاد ان يتلقاها علي من منتصر لكنه تفاداها ، لمعت نظره الاعجاب بعينيها و هي تراه بتلك الشراسه و القوه، لكن غضت جبينها بقلق من سبب الشجار العنيف ، و ادركته علي الفور بوجودها …….هناك بجانب ورشته !
،،،،،،،،،،،،،،
اسرعت هدي الي النافذه ووجدت الشجار الناشب بين وحيدها وبين منتصر البلطجي …
ضربت هاي صدرها بهلع، ثم هرولت لاسفل دون حتي حذائها و صرخاتها مستغيثه للرجال للتفرقه بينهما…
اتي الحاج حسين مهرولا الي علي و بعض الرجال للتفرقه بينهما بصعوبه …
قال الحاج حسين بعد ان ابعدهم عن بعض في حده ،،جري ايه يارجاله في ايه
قال منتصر بصوت جهوري مستمرآ في القاء الافتراء و الاظهار بصورة الرجل الرافض لاوضاع الخطآ : شايف يا حاج حسين تربيتك ، جايب نسوان الورشه
نهره الحاج حسين علي الفور و قال بحده : اخرس قطع لسانك، ابني مايعملش كده
رد منتصر بسخريه لاذعه : طبعا ، و انت هاتقول غير كده
صرخ علي بصوت جهوري و هو يهم لانقضاض عليه : اخرس يالا بدل ما ادفنك مكانك و مالاكش عندي دِيه
قال احد الرجال مستفهمآ : طب ماتقولنا مين دي يااسطي علي، بدل ما يخلي عقلنا يودي و يجيب ، و احنا عارفينك مالكش في الغلط
نظر علي الي حسنا لأول مره من بدايه الشجار ، و هاله وجهها الشاحب ، ضامه يديها حول جسدها ..هشه ..ضعيف ..تواجهه اكثر مواقف صعوبه عليها…
كاد يصرخ بصوت جهوريا انها له، تخصه، وأمراته، و لكن توقفت الكلمات بحلقه عندما استمع لتلك الكلمتين …
،،بنت عمه
التفت علي براسه لأمه بقوة و قد تجمد مكانه دون حراك
قال احد الرجال بدهشه : بنت عمه
اجابته هدي بقوة و بعينين قويتين: ايوة و هو ابني زرع شياطني كده و لا ايه، لا ده له اهل و عيله، و كنا مقاطعين بعض لحد ماجات حسنا عشان ترجع الود بينا …حسنا اشرف من الشرف، و اللي يبص لها بصه مش تمام احط صوابعي في عينه
و اقتربت من حسنا المتجمده مكانها عيينها ثابته عليه، علي ذات الوجهه الخالي من التعبير…ضمتها لاحضانها بحنان تعرف قسوة الموقف عليها و جذبتها لاعلي بعيدا عن انظار المحيطين و تحركت معها حسنا دون مقاومه…
تعالت همهمات الرجال يضربون كف بأخر متمتين
..استغقر الله العظيم
،،لا حول الله يارب ربنا يسترها علي ولايانا ..ظلمتوا البنت ياجدعان
،،،،،،،،،،،،،
ابتلعت نجلاء غصه بحلقها من دفاعه الشرس عنها ، بينما كانت تتمني هي من طليقها للدفاع عنها امام والدته و اخوته، فقد اراته ان يكون رجل لها لا عليها ، و لكن اشتدت غصتها اكثر عندما علمت بهويتها ، وضعت يدها علي صدرها و استندت برأسها علي النافذه و دموعها تنساب بغزاره علي جنتيها، تنعي نفسها بخسارته وخسارة رجل مثله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
التفت الحاج حسين رغم تفاجأه الي منتصر و قال ومن بين اسنانه و يعني كل حرف : خروجك من المنطقه دي علي ايدي، فا ياتخرج منها علي منطقه تانيه يا هاطلعك منها علي السجن ، و مش هايكون فيه خروج منه تاني ، و ده مش افترا دة انا برحمك من اللي هايعمله فيك علي
ضم منتصر شفتيه و شعر لثاني مره بالخسارة امام غريمه ..كان يود ان يظهر بصورة الرجل الصالح الذي يبغض الافعال المشينه ، و لكنه ظهر امامهم نكره قاذف محصنات…عاد بادراجه يعرج بقدمه و وجهه ملي بالجروح و ملابسه غير واضحه المعالم وانتصر علي مرى اخري عليه….
،،،،،،،،،،
لم تخرج هدي تلك المتخشبه من احضانها..اقتربت اليها هنا و مدت اليها بكون ماء و قالت باشفاق لحالتها : اشربي شويه ميه يا حسنا
لم تجيب عليها،و لم تبعد انظارها المتعلقه علي الباب و الذي دخل في المقدمه الحاج حسين مُتنحنآا : ياساتر
و من خلفه كان هو، علي الخافض عينيه ارضا و وجه لم يسلم ايضا من اثار الشجار
قال الحاج حسين الي حسنا معتذرا بلطف : ما اتأخذناش يابتي علي الحصل ، حقك عليا
لم تجيب و لكن انظارها مثبته علي علي الذي وجهه حديثه لاول مره الي محمد و قال : و صلها لعربيتها يا محمد
استقامت حسنا و توجهت اليه ببطئ و خرج صوتها هامسا متعب : علي
رفع عينيه الحاده و الغاضبه اليها قائلا : حسنا !
..بللت شفتيها و نظرت اليه برجاء ..
قال بصوت جهوريا انتفضت علي اثره : كملي
اجابته بخفوت : حسنا احمد … عماد الحُسيني
تدخلت هدي بينهما و قالت معاتبه : يا علي مش كده
التفت برأسه لوالدته و ظهر العتاب جليآ بعينيه قائلا : كنتي عارفه و ضحكتي عليا
ربتت علي صدره لعله يهدء و لو قليلا و قالت بمهادنه : يابني استهدي بالله
_ علي
التفت اليها و لم يحيد عينيه عن عينيها، و خرجت من شفتيه كلمتين رجتها من الداخل و بعثرت كل منهما : مش عايز اشوفك هنا تاني..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الحسناء والميكانيكي)