رواية الحسناء والميكانيكي الفصل التاسع 9 بقلم سارة حسن
رواية الحسناء والميكانيكي الجزء التاسع
رواية الحسناء والميكانيكي البارت التاسع
رواية الحسناء والميكانيكي الحلقة التاسعة
صعدت حسنا الدرج بحماس و كل لحظه تنظر لتلك الحقيبه التي بيدها، و
ابتسامه علي ثغرها كل ما تتذكر اهميه اليوم…
حتي استوقفها صوت تعرفه جيدا و تبغضه تأففت و هي تلتفت الي مصدر الصوت . وضعت نجلاء احدي يديها في خصرها بوقفة مائله، و اليد الاخري مستنده بها علي باب شقتها، نظرت نجلاء الها من رأسها لامخص قدميها بغيره واضحه ، فقالت بحقد : شايفه رجلك خدت اوي علينا
ارتفع حاجبي حسنا و رددت : علينا ! انتو اللي هما مين
اجابتها نجلاء ومازالت علي تفحصها المستفز لها : انتي فاهمه قصدي مين اصلنا هنا واحد يا حبيبتي
ربعت حسنا يديها علي صدرها و قالت بتحد واضح : لا مش واحد، و وياريت انتي اللي ماتجمعيش نفسك معانا
انزلت نجلاء يديها من علي الباب وتبخترت بخطواتها اتجاها قائله بغل واضح : و انتي بقي اللي حاسبه نفسك عليهم نفره ، انتي مين اصلا لا عارفين اصلك و لا فصلك وكل يوم والتاني ناطلنا هنا
و ضيقت عينيها و قالت بنبرة ذات مغزي قاصده اهانتها : احنا رجالة حتتنا يا حبيبتي مالهمش في الشمال
انفعلت حسنا من حديثها رافضه تلميحها القذر، فا اجابتها بما يليق بها قائله : انا عارفه انتي بتعملي كده ليه ، و خليكي كده ياحرام طول الوقت بتحاولي بس تلفتي نظره ، و انتي بالنسبه له هوا مش موجوده اصلا
ثم رفعت اصبعها بوجهها محذره :
و اياكي تغلطي فيا تاني فاهمه ولا لا
ثم تحركت بانفعال لاعلي مُنهيه هذا الحديث معها ، و لكن غضب نجلاء كان اقوي ، خصوصا بعد حديثها الاخير ، فلم تدري بنفسها الا و هي تجذبها بقوه من يديها الحامله بها الحقيبه و التي انفلتت من يد حسنا و تدحرجت علي السلم مصدره صوت كسر قوي ، شهقت حسنا من سقوط حقيبتها، بينما جذبتها نجلاء بغضب اعمي من ذراعها الاخري تهزها بحقد منها و من حديثها الذي للاسف تدرك انه حقيقي ، و من و جودها الذي افسد عليها كل شئ. ..
حاولت حسنا جذب ذراعيها من يد نجلاء، و لكنها لم تستطع لقبضتها القويه عليها ، هدرت بها نجلاء من بين اسنانها : امشي يابت من هنا ، امشي و الا هاكسر رقبتك
عافرت حسنا للخروج من كماشه يد نجلاء قائله بصراخ : ابعدي عني
تمكن من نجلاء الغضب واعمت بصرها الغيره ، و لم تشعر بنفسها الا و هي تلقي بحسنا بجانبها اتجاه نافذه باب الشقه الزجاج، ف اصطدمت بها حسنا بقوة مع صوت تأوه خرج منها اثر الضربه، و التي جرحت حسنا بكتفها و ساعدها و اصدرت علي اثرها صريخ قوي .
و علي الجانب الاخر
استمعت كل من هدي و هنا و والدتها ل صوت نسائي علي السلم، و كأنه شجار و بعدها تحطيم زجاج قوي ثم صراخ احداهن.
قالت هدي بقلق : استر يارب
اتجهوا لباب الشقه و نظروا لاسفل ، شهقت هدي بخوف و هي تجد نجلاء واقفه امام حسنا الملقاه علي الارض ممسكه بذراعها الذي ينزف منه الدم..
صرخت هدي و هي تركض رغم سنها علي السلم برعب علي حسنا و التي بدئت بالبكاء و الاحساس بالوجع من جرحها ، جثت هدي علي ركبتيها و ضمتها الي صدرها ناظره الي نجلاء و التي استفاقت للتو من نوبه غضبها وادركت فعلتها للان، اصابها الجمود تنظر لما احدثته من فوضى و غضب
حاولت التفكير بسرعه للخروج من ذلك المإزق و لم يسعفها عقلها لشئ. انتفضت علي
صرخت هدي بهنا التي تهدء من حسنا قائله : انزلي يابت بسرعه اندهي علي
استجابت اليها هنا علي الفور، و شحب وجهه نجلاء من قدومه و رؤيتها هكذا،
قالت نجلاءبصوت متحشرج مرتجف متلعثم : انا اا ما اع
قاطعتها هدي بغضب : انتي تخرسي خالص
ضمت نجلاء شفتيها و التفتت لصوت الاقدام من خلفها، و كان علي الذي ركض لاعلي بقلق من حديث هنا الغير مُستفيض ، وقف و اتسعت عينيه علي آثار الزجاج علي الارض و حسنا الملقاه علي الارض و رأسها علي صدر والدته تربت عليها و ذراعها… دماء غزيره تتساقط من ذراعها و هي مستسلمه في احضان والدته دون حراك .
شحب وجهه و انقبض صدره بخوف ثم اتجه اليها ، انحني لاسفل و جذبها من صدر والدته إليه يربت علي وجنتها بكفه برفق مناديا اياها بصوت قلق استشعره كل الموجودين ، فتحت حسنا عينيها و همست بأسمه ، و غابت عن الوعي بين يديه ، مسح علي شعرها متمتمآ بخوف داعيآ لله : سليمه ان شاء الله سليمه
و حملها و استقام صاعدا بها لأعلي أمرا سلامه بجلب الطبيب من البيت المجاور..
استقامت هدي بتباطئ وقلق علي حسنا. التفت لتلك المتخشبه مكانها و عينيها عليه و هي بين ذراعيه صاعدا بها لاعلي..
قالت لها بحده و وعيد : نطمن عليها بس، و افوقلك و ياويلك من ابني لما يعلم
قالتها هدي ل نجلاء بغضب واضح لما فعلته مع حسنا من فعل شنيع ، و تركتها وصعدت دون حديث اخر، تاركه من خلفها نجلاء تنتفض مكانها خوفا و ندما من تسرعها…
،،،،،،،،،،،،،
استفاقت حسنا و بدئت بالبكاء المستمر، والذي عجز الطبيب عن تهدئتها بعد ان قام بتخيط جرحها و ضمده جيدا ، متسائلا عن شئ اخر يؤلمها ، لكنها لا تجيب، حاولت هدي ان تهدئها و كذلك هنا و لا استجابه لم تتوقف عن البكاء ….
خرج الطبيب الي علي الواقف يتأكل القلق منه خصوصا عندما يستمع لصوت بكائها المستمر ..
تسائل علي بقلق : نوديها المستشفي احسن يا دكتور
حرك الطبيب راسه نافيا و قال : لا ابدا انا خيط الجرح و سالتها لو في حاجة تانيه بتوجعها و قالت لا ، بس انا مش عارف الحقيقة بتعيط ليه عموما العلاج ده تأخده وفي مسكن هايهديها و ينيمها
اوما له علي و تابع الطبيب حتي خرج ، و بقي هو مكانه ينظر للباب المتواريه خلفه ، نفخ بتوتر، و مسح علي شعره من بكائها و شهقاتها الضعيفه التي تصل اليه منذ افاقتها..
خرجت والدته و قالت له بقله حيله : مش عارفالها حاجه يا بني
تسائل علي مستفسرا : ايه اللي حصل ياما
تنهدت هدي و قالت لابنها بكذب لعدم اثاره مشكله يكون ابنها طرف بها و انها من ستتولي امر نجلاء : و لا حاجه اا وقعت و اتخبطت، يمكن داخت و لا حاجه
ضيق علي عينيه قائلا بعدم تصديق : ايه اللي حصل يا اما
اومإت هدي برأسها بأن لا مفر من الهروب و سردت له ما رأته بعينيها ، برزت عروقه و اتسعت عينيه بغضب من تجرأ نجلاء السافر عليها بغيابه ، و ازداد غضبه اكثر لتجرأها بالاعتداء عليها ، يشعر بنار في عروقه النافره، يريد بكل ذره ان يفتك بتلك المدعوه نجلاء و دون كلمه اخري، توجهه بخطوات غاضبه لاسفل….
،،،،،،،،،،،،،،
انتفضت عندما سمعت طرق الباب المستمر دون هواده نظرت لوالدتها طريحة الفراش نائمه ، اغلقت الباب عليها و توجهت لباب الشقة و من العين السحرية عرفت من هو، لطمت علي وجهها بخوف و فتحت الباب ببطئ متردد، حاولت تهدئه نفسها و قالت له ببراءة مدعيه عدم المعرفه : خير ي ياسي علي
زج علي الباب و جذبها لخارج الباب ضاغطآ علي ساعدها هاتفآ من بين اسنانه : قسمآ بالله لو ماكنتي ست انا كنت قسمتك نصين
و تأوهت نجلاء اثر ضغطه العنيف علي ساعدها مكملآ بغضب مكتوم : و ايدك دي انا كنت كسرتهالك
اغرورقت عينيها بالدموع تنفي برأسها قائله بتهتهه : ا ناا وو
قاطعها علي بصوت عنيف من كتمه لغضبه و هو يهزها بعنف : اخرسي، انا ماسك نفسي عنك بالعافيه ، و ممكن اطلع غضبي عليكي بس مش انا اللي هامد ايدي علي حُرمه حتي لو تستاهل كسر رقبتها…. حسنا تخصني و فهمتك قبل كده ..
وفجأه هزها بعنف هاتفآ : حصل !
اومأت براسها بسرعه و قد ملئت الدموع وجهها من الخوف ، بينما استمر هو و قال مشددا علي كل حرف : قسما بالله لو جيتي ناحيتها تاني ما هايفرق معايا ان كنتي راجل ولا حُرمه
وزجها للداخل و اغلق الباب بعد ان القي عليها نظره اخري تحذيريه ..
وضعت يديها علي وجهها و اجهشت بالبكاء لضياع فرصها معه و لحصولها علي كرهه و نفوره منها بالنهايه، و في لحظه شيطانية مرت علي عقلها فكرة جنونية، ربما لو كانت سقطت من علي الدرج فايده للحياه كان كل شيء سيكون بخير، نفضت رأسها و وضعت يديها علي رأسها تندب حظها و افكارها الشيطانيه التي ستؤدي بها، و ما وصلت له من نبذ الجميع لها….
،،،،،،،،،،،،،،،
تحركت خطواته دون اراده منه متوجهآ اليها بقلب قلق ، و روح مرتجفه تريد الاطمئنان عليها ، فتح الباب بعد ان طرق عليه مرتين، ثم دخل متنحنحآ ، و جدها جالسه على الفراش ذراعها مضمد و عبراتها تسقط واحده تلو الاخري…
التفتت برأسها اليه فور ان شعرت بوجوده، وفجاءه توقفت عن البكاء فقد تنظر إليه و كأنها قد وجدت مأمنها و أمانها ، تأثر لحالها كثيرا و قال بصوتآ حنون : في حاجه لسه بتوجعك
حركت رأسها بالنفي و مسحت علي وجهها تزيل عبارتها ، فا اقترب علي و جلس علي الكرسي المقابل للفراش و قال برفق : الف سلامه عليكي
نظرت اليه لثانيه و قالت بصوت متحشرجا : الله يسلمك
سقطت دمعه اخري منها ، و قفز علي مكانه قائلا : بتعيطي ليه بس
اجابته بخفوت متسائله : ك كان معايا شنطه هي فين
بحث بعينيه في الغرفة عن مقصدها و لم يجد شئ، وجه اليها حديثه و قال مستفهمآ : شنطه ايه
قالت بخفوت و حزن : كانت هديه
ردد بتعجب : هديه!
اومأت برأسها و بشهقه خافته قالت شاعره بالخيبه : اتكسرت
ضيق عينيه و قال بتساؤل : هديه لمين
خرج صوتها خافتآ مره أخرى ،قائله : كنا عاملين مفاجأة عشان عيد ميلادك وةاتفقت انا و طنط و هنا نحتفل بيه وونفاجئك
واصدره شهقه بكاء مره اخري قائله بحزن بالغ : و هديتي اتكسرت بسببها
مسح علي وجهه بمشاعر عديده ، اولا خوفه عليها و ثانيآ ضيق صدره لمجرد التفكير فيما سمعته و ما حدث لها و هي بقبضه نجلاء، و ثالثا تلك النظره الحزينه علي كسر هديته، التي لو تعلم فقد انها اغلي و اجمل هديه حصل عليها من. الدنيا لما حزنت هكذا ..
تنحنح علي و اعتدل في جلسته و همس لها بدفئ : فداكي.. انتي كفاية
صمتت و تطلعت عليه بعينيها الحمراء المنتفخه اثم قالت بحزن و إحباط : و المفاجأة باظت كنت عايزه افرحك
،،وجودك كفايه
مسحت وجنتها و بدءت ابتسامه بسيطه بالظهور و تمتمت
،،حتي وجودي دلوقتي بشكلي ده ، بشعه
ابتسم لها و قال بتغزل مفاجئ صدر منه :
،،هو انتي يتزهق من البصه في وشك
ضحكت بخجل و قالت بخجل : علي
ابتسم لها و استقام واقفآ متجهآ ناحيه الباب ، و لكنه عاد اليها مره اخري و اقترب منها ، ثم قبل رأسها و خرج دون ان يتفوه بشئ اخر ، تاركها خلفه تنظر للفراغ بعد خروجه ، وضعت يدها علي اعلي رأسها مستشعره قبلته عليها، خوفه و قوته في آن واحد ، ابتسمت رغم ما حدث لها اليوم ، متذكره محاربتها لتلك الداومه السوادء بس اصطدام رأسها و بمجرد ما رأته ، و شعرت بيديه علي وجهها مناديآ عليها بخوف ، تركت نفسها بين يديه آمنه.
تنهدت لشعورها انه بدء ان يترك مشاعره لها و هي متأكده مليون بالمئه من قلبها انه يريده هو فقد.
دخلت عليها هنا و قبلتها بحنو و قالت بضيق منها : و انتي ازاي تسكتي لها يا حسنا ماجيبتهاش من شعرها ليه
نفخت حسنا بضيق و قالت : هو انا لحقت يا هنا، ده فجأه كانت بتتكلم و فجاءه راحت خبطاني في الباب ، و ماحستش بحاجه غير لما نزلتوا
ربتت عليها هنا و قالت : ما تزعليش انا عرفت ان علي نزلها و داها علي دماغها
رددت حسنا من خلفها باستغراب : علي
اومأت هنا مؤكده و اكملت مسترسله :
،،اه ده ماسبهاش و مسك نفسه بالعافيه انه مايمدش ايده عليها ، اصلي قولت ابص عليه من فوق احسن يتهور و لا تلبسه مصيبه ر بس علي ايه خلاها واقفه زي الكتوت المبلول، و خد حقك تالت و متلت
ابتسمت لها حسنا و عادت برأسها للخلف و هي تستمع لما قاله علي للمدعوه نجلاء بابتسامه من حِميته عليها .
،،،،،،،،،،،،،،،
وضع الحقيبه بغرفته و التي وجدها علي السلم و قد ادرك انها هديته التي لم تعطيها له حسنا بنفسها…
فتح الحقيبه و وضع الصندوق علي الفراش ثم فتحه و جذب منه شئ ما ، و تعلقت انظاره به دون شئ آخر ، فقد يتأمل الابتسامة الخاصه بها و تلك اللمعه الشقيه في عينيها تلك الصوره التي علي ما يبدوا التقطتها خلسه دون علمه ، هي و من خلفها و الدته و هو بجانبها واضحا في الصوره ولكن لم يعرف أنها التقطتها ، وضعها برفق بمفرده بعد ان اخرجه من الزجاج ، ثم وجد علبه صغيره بجانب الصندوق، فتحها وجدها ميداليا محفور بها اسمه بخط عربي جميل ، ابتسم لرقتها و مسح بيده علي صورتها و كأنه يتلمسها، وجنتها و عينيها و حتي ثغرها في ابتسامته الناعمه ….
اعتدل و تمدد علي فراشه بعد ان اطمئن انها رحلت مع سائق قامت بالاتصال به ، و عقله يعيد كل أحداث اليوم الذي رغم خوفه و قلقه عليها الذي فاجأه و غضبه ايضآ الذي كاد ان يزهق روحها بيده من أجلها…. لن ينسي انقباض قلبه و هي ملقيه علي الارض و الدماء تنزف من يدها و كتفها، ابتسم بحنو
أيقن بأن حسنا لن تمر بحياته كأي انثي ، و لن تصبح فتاه عابره في حياته ، ستترك بصمه و آثر بقلبه لن يمر مرور الكرام…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الحسناء والميكانيكي)