روايات

رواية الجميله والوحش الفصل الرابع 4 بقلم ملك

موقع كتابك في سطور

رواية الجميله والوحش الفصل الرابع 4 بقلم ملك

رواية الجميله والوحش الجزء الرابع

رواية الجميله والوحش البارت الرابع

الجميله والوحش
الجميله والوحش

رواية الجميله والوحش الحلقة الرابعة

العقاب /
صفع الباب خلفه واستفرد بها لوحده ، لم يدع لفريسته مهربا حاصرها من كل جانب ، تقدم إليها بخطى تحفر الارض وتقسم القلب ، كل خطوة يخطيها للامام تخطو هي خطوتين للخلف الى ان التصقت بالحائط وحاصرها بين ذراعيه لتحس بأنفاسه الحارقة ودقات قلبها المتسارعة بسرعة الضوء ، صاح في وجهها لتغمض عينيها بخوف
– يمان : لقد حذرتك وقلت لك بالحرف الواحد
لاتخطي خطوة خارج القصر من دون اذني ولكن
ماذا فعلت أنت؟؟؟؟ كسرت كلمتي وفعلت مايملي
عليك عقلك ….
– سحر : أنا …..
– يمان : انت فتاة مستهترة لاتفكر في العواقب ،
تسير بخطى غير مدروسة لاتضع اعتبارا لاحد ،
ولكن لاتقلق فانا سأضع حدا لدلالك هذا
امسك فكها بيده وصغط عليه حتى كاد يكسره ووضع عينيه المشتعلة في عينيها
– يمان : لن تخرجي من هذه الغرفة الى ان يعود
عقلك لرأسك المتحجر ……..
أفلت فكها لينهار جسدها وتسقط على الأرض ، ممسكة فكها بألم ، تكورت على نفسها وهربت الى دموعها لعلها تشفع لها وتنقذه من نظراته المتوحشة ، لم ترفع عينيها من على الارض الا ان سمعته اغلق الباب وأدار المفتاح ، التقطت انفاسها المتشتتة واطلعت شهقاتها من أعماق قلبها المجروح ، وضعت يدها على فكها واستشعرته بألم ثم عادت للبكاء لعلها تخفف آلامها الداخلية والخارجية
اغلق الباب وخرج من مكتبه ليجد اخته تنتظره بخوف وتوتر
– ايلا : اخي سحر ليس لها ذنب انا من اصريت على
الذهاب …..
– يمان : إن تدخلت مرة أخرى بيني وبين زوجتي
فسأرسلك من القصر وابعثك الى لندن
– ايلا : ماذا؟؟؟
– يمان : هذا تحذيري الاخير لك ان لم تسمعي الكلام
فلن تمكثي في هذا القصر دقيقة واحدة …… صمت
قليلا ثم اردف : وان رأيتك تحومين بجانب الغرفة
او تحاولين التواصل مع سحر فلا تلومي الا
نفسك …..
خرج من القصر وهو يبث غضبه في كل من رأت عينه ، حتى حارس البوابة لم يسلم من لسانه ، توجه إلى مزرعة الخيول واخذ فرسه الابيض وانطلق في طريق مجهول بدون بوصلة او خريطة او حتى مرشد يدله على الطريق ، تاه في الغابات والجبال محاولا التخفيف من غضبه الذي أحرقه وأحرق من حوله
مر يومان من اسوء الايام على من في القصر ، فيمان لايزال متعكر المزاج لايرضيه العجب ، يغضب ويصرخ في وجه كل من رأى ، كان يحاول تجنب التحدث مع الاخرين او الجلوس معهم لان ذلك كان يزيد من نيرانه المشتعلة ، الى ان عاد مساءا الى القصر متعبا ومثقلا بالهموم لتستوقفه عدالة
– عدالة : سيد يمان اسفة على ازعاجك ولكن يوجد
شيء مهم يجب أن اخبرك به
– يمان : ماهو ؟؟؟ تكلمي
– عدالة : منذ يومين امرتني بالاهتمام بالسيدة سحر
وعدم اهمال تغذيتها
– يمان : اجل
– عدالة : ولكن السيدة لم تأكل طعامها قط كانت
تتظاهر بذلك ، منذ يومين تقريبا لم تضع لقمة في
فمها اخاف ان تتعب ويضعف جسدها وتمرض
– يمان : حسنا احضري طعامها الى الغرفة انا سأهتم
بالباقي
صعد يمان الى الغرفة وهو متعب ومرهق جسديا ونفسيا ، فتح الباب ليجد سحر جالسة على حافة السرير تنظر إلى الفراغ ، رغم حزنه عليها لم يستطع أن يضهر ذلك فارتدى قناعه وكلمها ببرود
– يمان : لماذا لم تتناولي طعامك؟؟؟؟
– سحر : ……..
– يمان : سألتك سؤال اجيبي …..
– سحر : هل انا مجبرة على الاجابة ؟؟؟؟
– يمان : اجل ……
– سحر : ليست لدي شهية للاكل
– يمان : على العكس انت تتدللين وتجعلين غيرك
يهمل عمله ويهتم بتقلبات مزاجك
– سحر : أنا لااشغل احد معي ، دعني وشأني
– يمان : لن ادعك قبل ان تنهي طعامك
– سحر : لاأريد
– يمان : حسنا بما أن عدالة هي المسؤولة عن
تغذيتك وفشلت في ذلك يجب أن تعاقب اليس
كذلك؟؟؟؟
– سحر : ماذا تقول؟؟؟؟؟
– يمان : مثلما سمعت ….. عدالة ……
– عدالة : ناديتني سيدي
– يمان : سيخصم من راتبك 50 % بسبب تهاونك
وتقصيرك في عملك
– عدالة : مثلما تريد سيدي
– سحر : حسنا توقف انا سأفعل مثلما تريد ، فقط
لاتفعل لها شيء
– يمان : عدالة لن اخصم من راتبك شيء ، هيا الان
ضعي لهذه المدللة صينية الاكل امامها
احضرت عدالة الصينية ووضعتها امام سحر التي كانت لاتزال في فراشها
– يمان : هيا كلي
– سحر : هل ستراقبني ؟؟؟؟
– يمان : قلت لك لن ادعك وشأنك حتى تنهي طعامك
اخذت سحر الشوكة بيدها واسقطتها وامسكت ذراعها بألم ، ركض يمان اليها ورفع قميصها قليلا ليرى ذراعها ازرقت ، لعن نفسه مئة مرة وتمنى لو ان يده كسرت قبل أن يفعل لها ذلك
– يمان : عدالة احضري المرهم بسرعة
– سحر : لايوجد داعي لذلك
– يمان : أنت لاتتدخلي
اخذ يمان المرهم ووضعه على الإصابة كان ينفخ على يدها ليخفف من آلمها ، لف الشاش على ذراعها بحذر شديد كأنه يمسك قطعة زجاج سريعة الانكسار
– يمان : لاتحركي ذراعك كي لاتؤلمك
– عدالة : بما أن السيدة ذراعها تؤلمها فانا
سأطعمها ….
– يمان : لقد تاخر الوقت اذهبي لتنامي انا سأهتم
بها …..
جلس يمان بجانبها وشاركها السرير ، اطعمها بيده لتشعر هي باحراج شديد ، كانت تستغل تركيزه في اطعامها لتتأمله وهو في حالة هدوء ، لم تحسن لها الفرصة لرأية ملامحه عن قرب الا في حالات غضبه ، كانت هذه المرة استثناء لذا أرادت استغلالها واشباع فضولها ، عينيه سوداوتين كالفحم مظلمة وتبث الراحة في النفوس ، ملامح طفل صغير بلحية سوداء وحواجب مرتبة ، كانت ملامحه حادة وهادئة في نفس الوقت تبعثر المشاعر وتجعله اكثر جاذبية ، جرح في وجهه يخفي ألم في قلبه ، للحظة احست انها تريد أن تلمسه وتخفف من آلمه مثلما فعل معها ، شردت في تفاصيله لتسيقظ على صوته
– يمان : صحة وعافية
انهت طعامها دون أن تحس تمنت ان لاينتهي ذلك الصحن لكن الاكل من يده كان اكثر لذة لم تستطع أن تقاومه
– سحر : شكرا لك
– يمان : هيا الان نامي وارتاحي إن احتجت لشيء
ناديني انا في مكتبي
– سحر : حسنا ليلة سعيدة
– يمان : ليلة سعيدة
خرج يمان من الغرفة لتغط سحر في النوم ، نامت كطفلة صغيرة ، اما يمان فانغمس في عمله الى حدود الساعة الثانية صباحا ، وبعدها ذهب للنوم ولكن قبل أن ينام ذهب ليتفقدها ، كانت سحر على متن قطار الاحلام قاطعة صلتها بهذا العالم ، جلس على حافة السرير ليراقب ذلك الملاك الصغير النائم ، مد يده ولمس وجنتيها بأصابعه بلطف وحنو
– يمان : وجنتيك ناعمتين كقطعة قطن ووجهك بريء
ولطيف يحمل في طياته جمالا طبيعيا ساحر يسرق
القلوب والعقول ، اما شعرك الحريري الفاتن جذبني
للمسه والتغلغل فيه ، ولكن زمردتيك اسرتني من
اول نظرة وتربعتا بجمالهما على قلبي وملكتا عقلي
بقي يمان يتأمل سحر الى ان اشرقت الشمس ليخرج في دورته الروتنية على المصانع والحقول ، اما سحر فاستيقظت صباحا ولم تجد أحدا في الغرفة او المكتب
– سحر : يبدو انه خرج باكرا جيد فانا ايضا لااريد أن
اعتاد على وجوده ولا ان اسمح له بمعاملتي
كالدمية …..
اخذت سحر حماما ساخنا وغيرت ملابسها ثم جلست على الاريكة التي تتوسط الغرفة ، احضرت لها عدالة الفطور لكنها رفضت الاكل ، مما جعل عدالة تترك الصينية على الطاولة وتخرج ، وتنتظر عودة سيدها لتخبره بذلك
عاد يمان الى القصر في الساعة العاشرة صباحا فوجد عدالة تنتظره اخبرته بآخر المستجدات ليصعد للغرفة ويرى ماخطبها هذا الصباح ، فتح باب الغرفة بهدوء وجلس بجانبها
– يمان : لم تتناولي طعامك اليوم
– سحر : ……
– يمان : ام انك تريدين مني ان اطعمك مثل الامس
– سحر : لاأريد
– يمان : حسنا مثلما تريدين ، عقابك انتهى ويمكنك
أن تخرجي من الغرفة ، الغرفة فقط وليس القصر
– سحر : لاأريد
– يمان : هل احببت عقابك؟؟؟؟
وقفت سحر امامه وصرخت في وجهه بغضب في حين كان هو لايزال يجلس في مكانه بهدوء
– سحر : انا مللت من تصرفاتك المستبدة هذه ،
عندما تريد تعاقبني وعندما تريد تنهي عقابي ،
وحتى من اكلي ونومي انت من تحددهم ، انا سئمت
من أن اكون دميتك التي تسيرها على حساب
رغبتك …..
تحول الهدوء الى عاصفة ليقف يمان امامها ويكلمها بنبرة حادة
– يمان : انتبهي الى نبرة صوتك عندما تكلميني
– سحر : لن افعل سأصرخ مثلما اريد ، هل تعرف
لماذا ؟؟؟؟ لأنني لم أعد أخاف منك ماالذي ستفعله
لي اكثر هل ستقتلني؟؟؟؟ هيا اقتلني ماذا
تنتظر؟؟؟؟ الموت ارحم لي من العيش مع رجل
مستبد ومجنون تحت سقف واحد
قالت جملتها الاخيرة لتخبط بيدها صينية الاكل ، لكن ذلك لم يوقفها وانما استمرت في الصراخ ، بنبرة حزن هذه المرة وعتاب وليس غضب وانزعاج ، كانت تكلمه ودموعها تأبى التوقف
– سحر : يجب أن تفهم انني زوجتك وليس
سجينتك ، كف عن معاملتي معاملة العبيد فأنا
شبعت وتعبت من هذه المعاملة ، اذا اردت اقتلني
ولكن لاتعذبني هكذا ارجوك اقتلني فالموت ارحم لي
بكثير من هذا العذاب الذي اعيشه كل يوم داخل
هذه الجدران
اخرجت مابداخلها وهمت بالمغادرة ليصيح فيها
– يمان : احذري
لم تستوعب كلمته الا عندما احست بشيء حاد خدش قدمها ، ركض يمان اليها حملها واجلسها على الاريكة ، اخذ قدمها وحاول اخراج فتات الزجاج العالق في قدمها
– يمان : متهورة ومتسرعة لاتنتبهي الى اين تضعي
قدمك ، تهملين نفسك وتمشين بخطى غير
مدروسة ، يبدو أن العقاب لم يفي بالغرض سأفكر
في عقاب آخر ….
كانت تستمع لكلامه وتذرف الدموع كطفلة صغيرة تصرفاتها الطائشة ارهقته ولكن دموعها مزقت روحه ليشفق عليها ويوقف حبل اللوم والعتاب الذي اطلقه
– يمان : هل تؤلمك؟؟؟؟
– سحر : قليلا
– يمان : غمضي عينيك وفكري في اكثر شيء تحبينه
وعندما اقول لك افتحي عينيك افتحي
فعلت سحر مثلما قال لها وسافرت بمخيلتها في حين استغل تشتتها واخرج الزجاج من قدمها دون أن تحس
– يمان : افتحي عينيك لقد انيهت لحسن الحظ لم
تتغلغل الزجاجة في قدمك اكثر واحدثت جرح
سطحي فقط
– سحر : هل اخرجتها؟؟؟؟
– يمان : اجلسي في مكانك ولاتتحركي
انحنى يمان وجمع الزجاج المبعثر في الغرفة ورماه في سلة المهملات ، نظف المكان جيدا باحترافية ثم تقدم ناحية سحر
– يمان : هيا تعالي ستذهبين معي
– سحر : ألم تمل من القاء اوامرك عليك؟؟؟؟
– يمان : أنا لاأامرك وانما أسألك ، هل ترغبين في
الذهاب معي ام لا ؟؟؟؟؟
مد يمان يده لسحر ونظر لها بنظرات تشبه الترجي ، وضعت يدها فوق يده دون تردد او معرفة المكان الذي سيذهبان له ، وقفت سحر على قدمها واحست بألم ، فحملها يمان وانزلها الى السيارة تحت أعين الخدم ، خجلت سحر من نظراتهم فتشبثت برقبته اكثر ودست وجهها الاحمر في صدره ليبتسم هو لتصرفها ، فتح جينغار الباب لسيده ليركب زوجته
– ايلا : كأنهما تصالحا
– نسليهان : هذا ما يبدو انستي
– ايلا : لابد أن ذلك بفضل مساعدتي
– نسليهان : انستي منذ أن توقفت عن التدخل في
حياة السيد يمان الزوجية تحسنت كثيرا علاقته
بالسيدة سحر
– ايلا : هل تقصدين انني انا السبب في كل
المشاكل؟؟؟
– نسليهان : لا انستي لم اقصد ذلك
– ايلا : اصمتي ولاتفسدي مزاجي فأنا سعيدة جدا
لهما …..
انطلق يمان بسيارته إلى وجهته ، كان صامتا ومركز في القيادة غير منتبه للعيون التي تراقبه ، كانت سحر طول الطريق تحاول ان تفهم تركيبة هذا الرجل ، فمرة يكون وحش يكسر ويصرخ ويحطم ومرة يكون رجل طيب متفهم ومراعي لم تجد اجابة لأسئلتها فالطريق لم تكن طويلة لكي تحل هذه المعادلة ، فتح يمان لها الباب
– يمان : هل تستطيعين الضغط على قدمك ؟؟؟؟
– سحر : اجل لا يوجد داعي لحملي
ماان خطو خطوتين الى الامام حتى فهمت سحر المكان ، مزرعة الخيول الخاصة بلكريملي ، كانت كبيرة جدا يحيط بها سور خشبي واشجار الزيتون ، تحتوي على ثلاث اسطبلات خيول وقن دجاج واربع زريبات ، كان ملجأ للكثير من الحيوانات ولكن الغلبة كانت للخيول لتسمى مزرعة الخيول
– يمان : هل أعجبتك؟؟؟
– سحر : ابهرتني ، كنت اسمع عنها كثيرا ولكن لم
اتوقع ان أدخلها يوما
– يمان : لايدخل مزرعتنا الا عائلة لكرملي والعمال
وانت الان فردا من العائلة لذا من الطبيعي أن تكوني
هنا
ابتسمت سحر لكلامه وبقيت تردد تحت لسانها :
هل يعتبرني فردا من العائلة؟؟؟؟
افاقها من شرودها صوته
– يمان : ألن تأتي ؟؟؟
– سحر : أنا أتية
لحقت به واستمرا بالمشي الى ان دخلا الاسطبلات ، كانت سحر سعيدة جدا ومنبهرة بجمال الخيول لدرجة ترفض المرور الى الحصان الذي بعده ، قاما بجولة في الاسطبلات الثلاثة وخرجا لكن شيء بعيد منعزل لفت انتباه سحر
– سحر : لم نرى ذلك الحصان ؟؟؟؟؟
كان حصان اسود بعيون حمراء معزول عن البقية ، كثير الحركة لايتوقف عن الركل
– يمان : ذلك ” ليل ” حصاني
– سحر : ” ليل ” سواد الليل احببت اسمه وهو لابق
عليه
– يمان : انه حصان شرس وعدواني لم يستطع امهر
المروضين ترويضه ، انه يرفض امتطاءه رفضا تاما
لقد حاولت ثلاث مرات ان امتطيه ولكن كان في كل
مرة يلقيني في الأرض ، بائت جميع محاولاتي
بالفشل ، لايستطيع احد الاقتراب منه حتى عند
اطعامه ، كأنه بنى لنفسه عالمه الخاص ورفض
الخروج منه
– سحر : انه يخاف كثيرا ، يتعامل بطريقة عدوانية
للدفاع عن نفسه ، هو لايستطيع الوثوق في البشر
يخاف ان يمد يده لاحد فيخدعه ويندم على ذلك
– يمان : لم يعد هناك أمل في اخراجه من قوقعته
– سحر : لايوجد شيء مستحيل فليل سيتعلم الثقة
يوما ويخرج من ظلامه
– يمان : أمل ذلك
رأت سحر في عيون يمان لأول مرة العجز والتخبط ، كان اليأس يخرج مع كل كلمة يقولها ونظراته لليل كانت كلها حزن وأسف ، اشفقت عليه وعلى حالته وعرفت ان بقاءه هنا والنظر لليل سيزيد من عذابه
– سحر : اه يوجد حصان ابيض جميل هناك هيا
لنذهب لرأيته
خرجا من الاسطبل واتجها الى حصان ابيض كان أحد العمال يقوم بتحميمه
– يمان : اذهب انت انا سأحممه
– العامل : امرك سيد يمان
اخذ يمان المشط والدلو وبدأ يمرر على ظهر فرسه وسحر تراقبه ولاتكف عن الأسئلة
– سحر : هل هذا الحصان لك؟؟؟؟
– يمان : اجل لي ، هذا الحصان على عكس ليل هادئ
ومسالم
– سحر : مااسمه؟؟؟؟ لاتقل لي نهار
ضحك يمان على كلامها ،لاول مرة تراه يضحك كانت ضحكته جميلة جدا ، من الجيد انها لاتراها كثيرا والا عانت من الاغماءات
– يمان : لا ليس نهار وانما اوركيد أسميته هذا الاسم
لانه يشبه زهرة الاوركيد في الكثير من الأشياء
جمالها وصفاءها وبياضها و…..
– سحر : زهرة الاوركيد جميلة ورائعة انها زهرتي
المفضلة
– يمان : هل تعرفين مميزات الاوركيد الابيض ؟؟؟؟
– سحر : الاحترام والتواضع والبراءة والنقاء والنعمة
والجمال
– يمان : انه كذلك ولاعجب في ان تكون هذه الزهرة
زهرتك المفضلة
– سحر : لماذا ؟؟؟؟
– يمان : سأحتفظ بالجواب لنفسي …..
– سحر : حسنا
– يمان : هل تريدين مساعدتي؟؟؟؟؟
– سحر : لا شكرا لااستطيع الاقتراب اكثر
– يمان : هل تخافين من الاحصنة؟؟؟
– سحر : عندما كنت صغيرة اسقطني حصان ومن ثم
لم اقترب من أي حصان
– يمان : هيا تعالي لاتخافي لقد اخبرتك ان اوركيد
مسالم وهادئ
– سحر : لااستطيع
– يمان : ثقي بي
امسك يمان يد سحر وبدأ يمررها على اوركيد بهدوء ، كانت سحر متوترة كثيرا لدرجة لم تفتح عينيها
– يمان : الحصان يحس بصاحبه وتنتقل له الحالة ،
اوركيد يحس بتوترك وسيتوتر هو الآخر ، استرخي
لن يؤذيك
– سحر : أنا خائفة
– يمان : لاتخافي انا بجانبك
وثقت سحر بيمان وتبعت خطواته لامست وجه الحصان ومدت له الجزر ليلتهمها بشراسة ، كانت تحاول ان تسيطر على خوفها الى ان جلجل اوركيد لتختبأ في حضن يمان ، حفرت ضهره باظافرها ، كانت تتشبث به بقوة كالغريق
– يمان : لاتخافي من الطبيعي أن يصدر الحصان مثل
هذه الاصوات
– سحر : انه غاضب مني
– يمان : ولماذا ؟؟؟
– سحر : لأنني لمسته
– يمان : على العكس هو مستمتع بذلك
– سحر : ليس صحيحا
– يمان : الى متى ستستمرين في احتضاني من
الممكن ان يمر احد العمال ويرانا
افلتت سحر يمان وابتعدت عنه ليحمر وجهها من الخجل كان يمان مستمتع بحالتها تلك
– يمان : لقد تأخر الوقت هيا لنعود
– سحر : هيا بنا
خرجا معا من المزرعة بعد أن سلم يمان اوركيد للعامل ، ليوقفهما رجل اربعيني
– موسى : ابني يمان
– يمان : عمي موسى اهلا كيف حالك؟؟؟؟
– موسى : بخير الحمد لله
– يمان : سمعت انك تهمل صحتك ولاتهتم بأدويتك
هذه الفترة
– موسى : اصمت ياابني انت تخجلني امام الفتاة
بالمناسبة من تكون هذه الجميلة التي بجانبك
– يمان : اعرفكما على بعضكما سحر زوجتي
– موسى : تشرفت بمعرفتك ابنتي
– يمان : عمي موسى القلب النابض للمزرعة
– سحر : تشرفت بمعرفتك ياعمي موسى
– موسى : اذا انت هي من سرقت قلب الوحش
اخجلهما كلام العم موسى ليدخلا في دوامة توتر وخجل انقذهما منها العم موسى
– موسى : هل كنت ستذهب قبل رأيتي؟؟؟
– يمان : هل يمكن شيء كهذا ؟؟؟
– موسى : بدون اعتراض ستذهبان معي الليلة انتما
مدعوان عندي في بيتي المتواضع
– يمان : أنا موافق فلقد اشتقت لأكلك كثيرا
– موسى : وانت ياابنتي
– سحر : أنا ايضا موافقة
توجهوا ثلاثتهم الى بيت العم موسى الذي رحب بهما واستقبلهما بحفاوة صدر في بيته المتواضع ، صغير بحديقة جميلة ، وديكور تقليدي اطفى على البيت الدفء والحنان ، دخل العم موسى ليحضر الطعام في حين كانا يمان وسحر يتجولان في الحديقة بعد ان رفض العم موسى مساعدتهما له
– سحر : العم موسى لطيف جدا ؟؟؟
– يمان : اجل انه كذلك
– سحر : ليتنا دخلنا وساعدناه عيب ان نتعبه وهو
في هذا العمر
– يمان : عمي موسى لا يحب أن يعيد كلامه مرتين
قال لنا لا أي لا ، لاينبغي أن نغضبه
– سحر : حسنا دعنا لانزعجه
– يمان : انظري الى هذه الزهرة كم هي جميلة
– سحر : انها في غاية الجمال
تجولا في الحديقة واهتما بالازهار الى ان ناداهما العم موسى ، تجمعوا على الطاولة وتناولوا طعامه اللذيذ ، لم تتوقف سحر عن ابذاء إعجابها بطبخ او جمالية بيته مما كان يجعل العم موسى يجاكر يمان
– موسى : بيتي أعجب زوجتك ويبدو اكثر من
قصر
– يمان : حتى انا يعجبني بيتك
– موسى : ولكن انت لا تقول لي ذلك مثل ما تفعل
هذه الفتاة الصادقة
– يمان : سامحك الله عمي موسى هل انا كاذب ؟؟؟؟
– موسى : لم أقل انك كاذب ولكنك لست في صدق
سحر
– يمان : في هذه معك حق
– موسى : ارأيت لقد قلت لك
بعد أن انهيا الطعام قامت سحر بجمع الأواني وتحضير الشاي بعد أن طلبت ذلك من العم موسى ، ليجلسا هما في الصالون ويتبادلان اطراف الحديث
– موسى : ها قد تزوجت ولم تبقى وحيدا مثلي
– يمان : ولكنك انت عمي موسى من كنت ترفض
فكرة الزواج حتى انتهى بك المطاف وحيدا
– موسى : أنا لم اتزوج لانني كنت ابحث عن حب
حياتي ، اما انت فهاقد وجدته
– يمان : عن أي حب تتحدث عمي موسى
– موسى : الحب الذي يشع في عينيك كلما تكلمت
عنها لمعت عينيك وتوسع بؤبؤها ، انت واقع في
الحب ابني وزوجتك تبادلك نفس المشاعر
– يمان : أنت تهذي عمي موسى
– موسى : سحر فتاة جميلة ومتواضعة طيبة القلب
لاتشبه باقي الفتيات هي تحبك ليس مثل زوجاتك
السابقات
– يمان : عمي موسى دعنا لانتكلم في هذا الموضوع
– موسى : مثلما تريد ابني ولكن لاتنسى كلامي
بعد أن ودعا يمان وسحر العم موسى عادا الى القصر ، التزما الصمت طوال الطريق وعند وصولهما توجه كل واحد الى مرقده ، استلقت سحر على السرير بتعب وبدأت تستحضر احداث اليوم والابتسامة لاتفارق محياها ، لم يكن يمان يختلف عنها فهو ايضا كان يستحضر احداث اليوم ويتردد في اذنه كلام العم موسى ….

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الجميله والوحش)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى