رواية الجميله والوحش الفصل الرابع عشر 14 بقلم ملك
رواية الجميله والوحش البارت الرابع عشر
رواية الجميله والوحش الجزء الرابع عشر
رواية الجميله والوحش الحلقة الرابعة عشر
حفل الزفاف /
بعد نصف ساعة أوقف يمان اوركيد بجانب شجرة زيتون ونزل ثم انزل سحر
– يمان : كيف كانت الرحلة سيدة كريملي؟؟؟
– سحر : لماذا لم تخبرني انك قادم ؟؟؟ لقد اخفتني
كثيرا عندما حملتني في الظلام
– يمان : وهل رأيت من قبل خاطف يعلم مخطوفه
بساعة الخطف؟؟؟
– سحر : لو كنت اخبرتني ماكنت قلت لك لا
– يمان : هذا يعني انك احببت اجواء الخطف
– سحر بتوتر : طبعا لا
– يمان : صدقتك
– سحر : بسبب فعلتك لم اغسل الحناء حتى
– يمان : وهل ينبغي غسلها؟؟؟؟
– سحر : لا يجب الاحتفاظ بها
– يمان : لماذا تسخرين مني ؟؟؟؟
– سحر : لأنك تقول كلام سخيف
– يمان : ومن أين لي أن اعلم ان الحناء يجب
غسلها ، كأنني كنت اشتغل نقاش حناء
– سحر : هههههه
– يمان : يوجد نهر قريب اغسلي فيه حناءك
– سحر : هل لازلت تذكره؟؟؟؟
– يمان : أجل فأنا لاانسى الاماكن التي زرناها معا
سارا قليلا الى ان وصلا إلى النهر ، انبطحا قليلا وادخل يمان يدي سحر في الماء وساعدها على غسل حناءها ، ثم اخرج منديل من جيبه وجفف يديها
– يمان : جميلة جدا
– سحر : حقا
انزل يمان رأسه وقبل راحة يد سحر
– يمان : أصبحت جميلة فقط عندما لامست يديك
الجميلة
ابتسمت له بخجل ليكمل
– يمان : هيا لنسير قليلا واعيدك للبيت فغدا يوم
زفافنا وينبغي أن تنامي جيدا وتختزني طاقتك ليوم
غد
سارا قليلا بجانب النهر وعادا على الحصان الى البيت
– سحر : إلى اللقاء
– يمان : سأشتاق لك كثيرا
– سحر : لم يبقى سوى هذه الليلة وسنجتمع من
جديد
– يمان : صبرت اسبوع وسأصبر هذه الليلة ايضا
– سحر : هيا اذهب قبل ان تراك ايلا
– يمان : اف أصبحت تفسد جميع اللحظات
– سحر : هيا اذهب
– يمان : تصبحين على خير ياروحي
– سحر : وانت من اهل الخير
دخلت سحر الى البيت وانطلق يمان بحصانه
………………
أشرقت الشمس واعلنت بداية يوم جديد ، اليوم الموعود اليوم الذي يتوحد فيه قلبان عشقا بعض الى حد الجنون ، احبا بعض حبا صادقا ونقي خالي من الأنانية والنفاق ، ليتجمعا في هذا اليوم المبارك ويعلنا زواجهما وحبهما الاسطوري للعلن
وصلت مصففة الشعر وفريقها لتجهيز العروس
– ايلا : انا ايضا يجب أن تهتموا بي فأنا من عائلة
العروس واخت العريس
– كيراز : هل تسمع اذناك مايخرج من فمك ؟؟؟؟
– كوثر : يبدو انها اكلت وجبة دسمة في الفطور
– ايلا : مابكن لماذا تسخرن مني؟؟؟؟
– كيراز : كيف يمكن أن تكوني من عائلة العريس
وعائلة العروس في نفس الوقت ؟؟؟
– ايلا : هذه المواضيع كبيرة عليك لن تستطيعي
فهمها
– كيراز : ههههه انا اكبر منك بسنة
– ايلا : لااقصد العمر وانما العقل
– سحر : أنا متوترة كثيرا وكلامكن يزيد من توتري
– ايلا : لا تتوتري والا خرب مكياجك
– كيراز : انت كل همك المكياج
– كوثر : يكفي اصمتا الا ترون حالتها
– ايلا : سحر هل أنت بخير ؟؟؟؟
– كيراز : ياالهي لقد شحب لونك ، خذي القليل من
الماء
– سحر : سأخرج لاستنشق هواء نقي
خرجت سحر الى الحديقة وأخذت نفس عميق
– سحر : ياالهي ساعدني لااستطيع التنفس ، ليتك
ياأمي الحبيبة كنت بجانبي في هذا اليوم ، انا دائما
ناقصة من دونك ، حتى في يوم عرسي فرحتي
لاتكتمل في غيابك ، ليتك حضرت زفافي وربت على
كتفي مثلما تفعل باقي الامهات مع بناتها وقلت لي
أن هذا الاحساس طبيعي وانه سيمر ، ليتك بجانبي
ياامي لتريني بالفستان الابيض ، ليتك ترين ابنتك
الوحيدة تزف إلى بيت الرجل الذي احبته واختاره
قلبها
اخرجت كلماتها بصوت مخنوق من اعماق قلبها المكسور ، الذي كسر من كان خلفها يستمع لكلامها ليقول ونبرة صوته لاتختلف على نبرة صوتها
– يوسف : اجل هي ليست معنا ولن تستطيع أن
تحضر زفافك ولكنها تراك من المكان التي هي فيه ،
وهي سعيدة جدا لسعادتك
– سحر : أبي
– يوسف : لقد فقدت أمك وانت في عمر صغير لم
تشبعي من حنانها و عطفها ، وانا لم استطع ان
اعوض مكانها او ان انسيك فراقها ، ولكن اليوم أريد
أن أعطيك شيء طلبت أمك مني ذلك ، اعطتني
هذه الاسوارة وطلبت مني أن البسك اياها في
زفافك وان اخبرك انها دائما ستكون معك ، كانت
تفكر في هذا اليوم وهي طريحة الفراش ، لانها
كانت تعرف ان هذا اليوم سيكون صعب عليك من
دونها
فتح يوسف منديل ابيض واخرج منه اسوارة ذهبية والبسها لابنته ثم اردف
– يوسف : انظري الى هذه الاسوارة كلما اشتقت
لامك وتذكري انها دائما بجانبك وأنها تكون سعيدة
عندما تكونين سعيدة ، وإن كنت لاتريدين احزانها
ابتسمي وكوني سعيدة في حياتك
احتضنت سحر اباها ثم دخلت الغرفة واكملت تجهيزاتها ، كأنها كانت تحتاج الى من يشحنها ويخبرها بانها ليست وحيدة ، فكم من يتيمة أحست نفسها كقطعة مكسورة في غياب امها ، وغياب وجودها في اجمل يوم لها ونقطة تحول في حياتها
وقفت بفستانها الابيض الناصع كبياض الثلج امام مرآتها ، لتضع لها مصففة الشعر التاج كأخر لمسة لتكتمل طلت هذه الجنية البيضاء
– مصففة الشعر : صدقيني اشتغلت في هذا الميدان
كثيرا ولكن لم يسبق لي وان رأيت عروس في
جمالك
– سحر : أنت تبالغين
– مصففة الشعر : زوجك محظوظ بزواجه من فتاة
جميلة الى حد اللعنة بعيون ساحرة وشعر فاتن
وقلب من ذهب واخلاق رفيقة
– سحر : بل انا المحظوظة به
– مصففة الشعر : فليحفظكما الرحمن في حفظه
– سحر : آمين
دخلت ايلا وكيراز وكوثر الغرفة بعد أن خرجت المصففة ليسعقن من جمال سحر
– ايلا : ماشاء الله اربعين مرة وليحفظك الله يازوجة
أخي الجميلة من الحسد
– كوثر : سحر لقد اصبحت جميلة جدا
– كيراز : أنا فتاة ووقعت في غرامك فكيف لصهري
ان يصبر امام هذا الجمال
– ايلا : مهمة أخي ستكون صعبة هذه الليلة فهذا
الجمال سيسحر الكثير من العيون
– كوثر : اخاف ان يقتل صهري احد الشباب هذه
الليلة من غيرته
– ايلا : توبة استغفر الله ماهذا الكلام
– كيراز : قولي كلاما جميلا او اصمت فنحن لسن في
حاجة لبومة متشائمة تكفينا تلك التي كفنت نفسها
في الاسود وعقدت وجهها كانها في جنازة
– ايلا ؛ من تقصدين؟؟؟؟
– كيراز : زحل
– ايلا : أتمنى أن لاتحدث أي مشكلة هذه الليلة
– سحر : أنا اشفق عليها كثيرا فهي أيضا عانت من
امها كثيرا
– كيراز : زحل ليست ضحية وانما مثلها مثل امها
انسيت ماكانت تفعل معك
– كوثر : كيراز ليس وقته الان
– ايلا : عزيزتي فكري في نفسك فقط ولاتهتمي لاحد
الليلة ليلة زفافك ليلة العمر
– كيراز : هيا ياعروس لناخذ صورة تذكارية
تجمعن الفتايات واخذن صور كانت بوضعيات مختلفة مضحكة وجميلة تخلد هذه اللحظات
…………………
دخل عامر غرفة يمان رفقة الحلاق
– عامر : يمان ها قد وصل الحلاق
– يمان : ولكني لست في حاجة للحلاقة
– عامر : يجب أن تحلق فمن عاداتنا ان يحلق
العريس قبل عرسه
– يمان : حسنا ولكن لن تلمس لحيتي
– عامر : لايمكن يجب أن تحلق اللحية
– يمان : مستحيل هل أنت مجنون ؟؟؟؟
– الحلاق : سيد يمان سأخفف منها فقط
– يمان : إن كنت تقول هذا حسنا
بعد ساعة انتهى يمان من الحلاقة ليتوجه ويستحم ثم يرتدي بذلته الجميلة التي زادت من وسامته ، ويرش رشات من عطره النادر ، ويمرر المشط على خصلات شعره اللامع ، وبهكذا يكون جاهز لإحضار عروسه
– نديم : اوووووه ماهذه الوسامة
– عامر : ماشاء الله عليك ياصديقي ورثت الوسامة
مني
– نديم : من تكون انت؟؟؟؟ جدته او خالته ليرث
منك الوسامة ؟؟؟؟
– عامر : أنا منبع الوسامة شخصيا
– نديم : انت منبع الغرور فقط
– يمان : ابتعدا من امامي ليس لدي وقت لاضاعته
معكما سحر تنتظرني
– عامر : أين أنت ذاهب ؟؟؟؟
– نديم : للبقالة
– عامر : كف عن السخرية انت ، انا اكلمه هو
– يمان ؛ ماذا تريد ؟؟؟
– عامر : هل ستذهب لإحضار عروسك بدون ربطة
عنق ؟؟؟؟
– نديم : اجل يمان اين ربطة عنقك ؟؟؟؟؟
– يمان : بسبب ثرثرتكما نسيت ارتداءها
ارتدى يمان ربطة عنقه ثم سرح في المرآة يتذكر
فلاش باك :
– يمان : سحر أين هي ربطة العنق خاصتي لااجدها
في أي مكان
– سحر : أي واحدة ، انت لديك الاطنان منها
– يمان : السوداء التي ارتديها مع هذه البدلة
– سحر : اه هاهي هنا
اخرجت سحر ربطة العنق من الخزانة ووقفت امام يمان والبسته ياها بتركيز تحت نظراته المخدرة بجمالها
– يمان : هذه اول مرة أسمح لاحد ان يكون قريب
مني الى هذا الحد
– سحر : وهل انا اي احد؟؟؟؟
– يمان : بالطبع لا انت زمردة قلبي وزوجتي الحبيبة
– سحر : وبما انني كذلك فأنا من سأبقى البسك اياها
– يمان : حسنا زوجتي العزيزة
– سحر : هيا اذهب بسرعة كي لاتتأخر
– يمان : مع السلامة زوجتي العزيزة
– سحر : مع السلامة زوجي العزيز
– يمان : أكل الفم الذي يقول زوجي العزيز
– سحر : يمان
– يمان : حسنا أنا ذاهب
قبل يمان سحر من خدها ثم خرج إلى عمله وقلبه معها
العودة
– عامر : يمان أين شردت ؟؟؟؟
– نديم : زوجة اخي في انتظارك
– يمان : لاينبغي أن اجعلها تنتظر هيا
……………………..
قرعت الطبول وتعالت الزغاريد ، وتجمع الشباب والأطفال يرقصون امام بيت العروس ، أما قرائب العروس فكانوا في الصالون ينتظرون وصول أهل العريس ، اما العروس فكانت في غرفتها تنتظر وصول عريسها لتكمل سهرتها معه
وقفت سيارات سوداء امام البيت ونزل العريس من سيارته المزينة ، لينزل الاغا من سيارته وتنزل عدالة ونسليهان وجنغار من السيارة الأخرى ، لتوقف الطبول ويتقدم أهل الحي من الاغا لتقبيل يده والمباركة له
– عارف : هيا اعزفوا
بعد أن عزفوا ترحيبا بعائلة العريس تقدم يمان ومن معه وطرق الباب لتستقبله ايلا
– ايلا : لايمكنك الدخول
– يمان : لماذا ؟؟؟
– ايلا : توجد طريقة لفتح الباب
– يمان : وماهي ؟؟؟
– ايلا : أخي الاتعرف العادات
– يمان : هل تريدين المال ؟؟؟؟
– ايلا : واخيرا شغلت عقلك
– يمان : لماذا لم تقوليها من الاول ؟؟؟؟
– ايلا : يا صبر
قدم يمان شيك فيه مبلغ من المال لايلا
– يمان : هل يكفيك؟؟؟
– ايلا : يكفي يكفي ولكن ماذا كان سيحصل لو
دفعت نقدا؟؟؟؟
– يمان : اعذريني انسة ايلا لو علمت انك تريدين
المال نقدا لكنت صرفت لك
– ايلا : حسنا ادخل
دخلت عائلة العريس وجلسوا في الصالون وتم تقديم الضيافة لهم في انتظار خروج العروس
دخل يوسف لغرفة ابنته حيث كانت رفقة رفيقاتها بعد أن رحب بضيوفه وعلم ان الوقت الوداع قد حان ، ثم اخذ شريط احمر ولفه على خصرها مرتين ثم عقده في المرة الاخيرة وقبل جبينها ، لتحضنه وتبكي بين ذراعيه ويهمس بصوت باكي
– يوسف : ليحفظك الله ياابنتي في حفظه ويسعدك
في حياتك ويجعلك كل ايام فرح ، اهتمي بنفسك
جيدا ولاتنسي ان خلفك اب كالجبل سيسندك عندما
تحتاجينه ، سيكون بابي دائما مفتوح لك يافلذة
كبدي
شبكت سحر يدها في ذراع ابيها وسارت معه الى ان وصلا إلى يمان الذي كان ينتظرها ، ليسلم يوسف ابنته وفلذة كبده الى يمان
– يوسف : ابنتي في أمانة الله اولا ثم في امانتك
اهتم بها وكون لها زوج وسند واب لاتحزنها او
تحرق روحها
– يمان : لاتقلق عمي يوسف فلا احد يستطيع حرق
روحه
افلتت يد ابيها لتمسك يد يمان رفيق دربها وابيها ثاني والشخص الذي ينبض قلبها باسمه وتسير معه في طريقهما
ودعت سحر ابيها وصديقاتها وعائلتها بالدموع ثم سارت مع يمان إلى أن وصلا إلى السيارة ، لتلتفت الى والدها الذي كان يمسح دموعه محاولا كتم حزنه وتبتسم له ، ثم تركب السيارة
أدار السائق عجلة القيادة وسار بالعروسين ، حيث كانت سحر لاتزال تبكي ، رفع يمان ذقنها ومسح دموعها
– يمان : لاتبكي يازمردتي فدموعك غالية ، كل دمعة
تنزل تحرق فؤادي وروحي
وضعت سحر رأسها على كتف يمان واتكأت عليه الى ان وصلا الى القصر ، حيث كان المصور ينتظرهما ، التقطا صورا تذكارية لهذا اليوم ثم صعدا الى غرفتهما ينتظران وصول الضيوف لينزلا
جهزت الحديقة وتزينت بأبهى زينة لاجمل ليلة ليلة العمر ، لفت الكراسي باشرطة بيضاء وزينت الطاولات بالورد الابيض ، اما العشب فقد زرعت فيه أضواء تنير طريق العروسين ، دون نسيان الإضاءة والأنوار المسلطة على الحديقة من كل الاتجاهات ، حضر الضيوف الشركاء والاصدقاء وحضرت عائلة العروس ليبدؤوا في تقديم الحلويات والمشروبات والترحيب بالضيوف
كان عامر يستقبل الضيوف رفقة نديم لكنه انسل عندما رأى ايلا ليتجه لها
– عامر : ايلا اهلا وسهلا
– ايلا : اهلا بك عامر
– عامر : أصبحت جميلة جدا
– ايلا : شكرا لك
– عامر : أين خطيبك؟؟؟ لم أره
– ايلا : لقد انفصلنا
– عامر : ياللاسف لقد حزنت لذلك
– ايلا : لاداعي للحزن فذلك كان في الماضي
– عامر : الماضي يكون له تأثير كبير على الحاضر
والمستقبل لذا وجب تحسين اختياراتنا
– ايلا : لقد شعرت بالعطش سأذهب لشرب شيء ،
هل تريد انت أيضا ؟؟؟
– عامر : لا شكرا لك
هربت ايلا من عامر ولكنه ظل يراقب خطواتها ، اما في الجهة الأخرى فكانت كيراز تائهة في تلك الحديقة الكبيرة تبحث عن ايلا ، الى ان اصطدمت بنديم
– كيراز : الاترى أمامك
– نديم : أسف أنسة
– كيراز : اف لقد كسرت كتفي
– نديم : انسة لم اقصد ذلك كما انني اعتذرت منك
– كيراز : وهل اعتذارك هو من سيعيد لي كتفي؟؟؟
– نديم : ياصبر
– كيراز : أنا من احتاج للصبر وليس انت أيها الصنم
– نديم : من تنعتين بالصنم؟؟؟؟
– كيراز : انت ومن غيرك
– نديم : انت مجنونة وانا ليس لدي وقت لجنانك
– كيراز : اهرب اهرب
ذهب نديم الى عامر وجلس بجانبه في حين التحقت كيراز بايلا
كانت سحر تحفر الغرفة ذهابا وايابا وتفرك يديها من التوتر ويمان جالس على الاريكة يراقبها بنفاذ صبر ، ليقف امامها ويمسك يديها
– يمان : حبيبتي اهدأي لما كل هذا التوتر
– سحر : اف لااستطيع انا متوترة كثيرا كما أن بطني
اصبحت تؤلمني
– يمان : كل شيء يسير على مايرام لايوجد مايدعو
للقلق ارتاحي
مد لها كاس ماء لتبلل ريقها وتأخذ نفس وعميق وتتبع حركاته
– يمان : شهيق زفير ، شهيق زفير
بعد أن هدأت سحر جلست بجانب يمان إلى أن دق جنغار الباب وأعلمهما بأن ينزلا ، أمسك يمان يد سحر لتتشبث بها بقوة وتمسك باقة الورد في اليد الثانية ويسيران الى الحديقة التي أنارت بنورهما ، دخلا دخولا اسطوريا تزامن مع اغنية رومانسية جميلة ، كانا يكملان بعضهما ليس شخصان وانما شخص واحد ، تقدما الامير الوسيم والاميرة الجميلة في طريقهما المنير المفروش بالازهار البيضاء الى ان وصلا إلى المركز ليرقصا رقصة عرسهما ، شبك يمان ذراعيه حول خصر سحر لتبشك هي الأخرى يديها حول رقبته وتلتقي سوداويتيه بزمردتيها ويدعا لغة العيون تكون سيدة اللحظة ، سلطت الاضواء عليهما وانطفأت باقي الاضواء وحل الصمت في تلك اللحظة الجميلة مثلما سقولون السكوت في حرمة الجمال جمال ، ليتكلم الحب بلغته الام لغة العيون الصادقة ، كانا يتمايلان مع الموسيقى ويعزفان اجمل واعذب الكلام بنظراتهما القاتلة التي كانت عبارة عن شرارات حب وهيام ، توقفت الموسيقى ولكنهما لم يتوقفا ، كانت موسيقاهما عالية كفيلة بالغاء جميع الأصوات والتحليق فوق الغيوم في عالمهما الخاص الذي لايوجد فيه غير حبهما الذي كان ثالثهما
افاقهما صوت التصفيق الذي جعلهما يستوعبان انتهاء الموسيقى ، ليتجها الى طاولتهما حيث كان هناك قالب حلوى كبير وبجانبه سيف ، حملا السيف معا وشقا القالب ليكمل الشيف ما تبقى ، بعد تناول الحلوى بدأ الضيوف بتقديم الهدايا للعروسين وكان اخرهم السيد كمال وزوجته
– كمال : مبارك لكما
– يمان : شكرا لك سيد كمال
– سحر : شكرا لك سيد كمال
– نازلي : أصبحت جميلة جدا وزدت الفستان جمالا
– سحر : شكرا لك على الفستان
– نازلي : أنا لازلت على كلامي واتمنى ان توافقي فانا
لن اجد في جمالك
– سحر : اعتذر منك ولكن لااستطيع الموافقة
– نازلي : حسنا لااريد ان اضغط عليك ولكني انتظر
تغيير رأيك
– كمال : مبارك لكما مرة أخرى
ذهب كمال وزوجته لتنظر سحر ليمان الذي كان عاقد حواجبه بغضب
– سحر : لماذا عقدت حواجبك انا لم اوافق
– يمان : لقد سئمت من هذا الموضوع
– سحر : لااعرف لماذا تكبر الموضوع ؟؟؟
– يمان : هل حقا تريدين أن تعملي عارضة أزياء ؟؟؟
– سحر : ولما لا ؟؟!!
– يمان : اخرجي هذه الفكرة من رأسك لانني لن
اسمح بشيء كهذا
– سحر: ولكن
– يمان : دعينا لانتكلم هذه الليلة بخصوص هذا
الموضوع
– سحر : حسنا
– يمان : تعالي اعرفك على صديق لي
أخذ يمان سحر معه وعرفها على صديقه ، كان يشعر بالفخر عندما يعرفها على اصدقاءه ، كان ينظر لها كأنها أكبر إنجازاته
بعد منتصف الليل اصبح الضيوف ينسلون واحد تلو الاخر لتبقى فئة صغيرة اخيرة ، كان يمان وسحر منشغلين بتوديع الضيوف الى ان سمعا صوت خشن ، التفتت سحر اليه لكن لم تتعرف اليه ، اما يمان فقد عرف من يكون ولم يلتفت الا بعد لحظات
– جامغوز ؛ يبدو أنني أتيت متأخر
شكلوا رجال يمان دائرة وجعلوا جامغوز داخلها وشهروا بأسلحتهم عليه ، اما يمان فخبأ سحر خلف ضهره
– جامغوز : يمان كريملي منذ متى أصبحت ترفع
السلاح على ضيوفك
أشار يمان بيده لرجاله لينزلوا اسلحتهم ، ثم قال بغضب
– يمان : أنت لست ضيفي وانما عدوي
– جامغوز : عيب ماتقوله كريملي وخاصة امام
زوجتك
– يمان بغضب : جامغوز
– سحر بخوف : ياالهي هل هذا هو جامغوز؟؟؟؟
– يمان : جامغوز اخرج من قصري حالا والا غيرت
معاملتي معك
– جامغوز : هل ستقتلني مثلا ؟؟؟؟ أم ستغذر بي ؟؟؟
– يمان : لقد أخطأت بيني وبينك غالبا ، فالغدر من
صفاتك انت وليس انا
– جامغوز : اه كريملي كلامك هذا ذكرني بتلك الليلة
ضغط يمان على يده بغضب واغمض عينيه لتعود به ذاكرته الى تلك الليلة المشؤومة
قبل سبع سنوات :
– نديم : يمان لقد حددنا مكان جامغوز
– يمان : جيد هيا لنذهب
انطلق يمان ورجاله الى العنوان المتواجد فيه جامغوز ، وعند وصولهم المستودع تلقى يمان اتصال من رقم مجهول
– جامغوز : كريملي انت سريع جدا
– يمان : اخرج أيها الجبان وواجهني يكفي اختباء
– جامغوز : ان كنت تريد المواجهة لك ذلك
– يمان : من أين لك هذه الشجاعة ؟؟؟؟
– جامغوز : أنا انتظرك في المستودع ادخل وواجهني
رجل لرجل بدون سلاح او رجال
– يمان : لك ذلك
اغلق يمان الخط وترك سلاحه ثم هم بالدخول
– نديم : يمان لابد أن هذا فخ ، جامغوز مستحيل أن
يكون من دون حماية
– يمان: اعرف
– نديم : إذا دعني ارافقك
– يمان : لاأريد سأذهب لوحدي
– نديم : يمان المكان خطر
– يمان : لاداعي للقلق فذلك الجبان لن يستطيع فعل
شيء ، لو كان يريد ذلك لفعل
– نديم : يمان لاتذهب
لم يسمع يمان كلام نديم ودخل بدون حماية ، كان مستودع مظلم وهادئ ، استمر بالمسير الى ان رأى مكانا مضاءا ، وهناك وجد جامغوز في انتظاره
– يمان : ها أنا أتيت
– جامغوز : هل تعرف الشيء الذي يعجبني فيك
ويجعلني اكرهك في نفس الوقت ؟؟؟؟
– يمان : ……….
– جامغوز : شجاعتك هذه ، اعترف انني لو كنت
مكانك ماكنت أتيت بدون حماية
– يمان : هذا هو الفرق بيني وبينك
– جامغوز ؛ للاسف شجاعتك هذه هي سبب هلاكك
– يمان : هل تظن انني خائف منك ؟؟؟؟
– جامغوز : اعرف جيدا انك لست خائف ولكن أظهر
القليل من الخوف لعلي اشفق عليك
– يمان : انا لست بحاجة لشفقتك أيها النذل
– جامغوز : ذهب الذنب عليك
تقدم احد رجال جامغوز من خلف يمان محاولا ضربه لكنه كان سريع واسقطه أرضا ليأتي اربعة آخرون ويمسكونه ليتقدم جامغوز منه
– جامغوز : ترجاني لأتركك
– يمان : يمان كريملي لايترجى احد
– جامغوز : سأروض غرورك يا هذا
اخرج جامغوز سكين من جيبه واقربه من يمان ، كان يمان يحاول بكل قوته الافلات من يديهم لكنه لم يستطع امام عددهم ، وضع جامغوز السكين الحاد على وجه يمان وبعد ان غلله في أعماق خده سحبه بقوة بعد أن احدث جرحا عميقا وكبيرا ، كان وجهه يقطر دما لكنه كان ثابتا كاتما المه وصراخه في داخله ، محاولا عدم اضهار ضعفه امام عدوه ، رمى جامغوز السكين في الأرض بعد أن شوه وجه يمان
– جامغوز : هل انت انسان ام وحش ؟؟؟؟؟ افلتوه
وهيا لنخرج بسرعة
تركوا رجال جامغوز يمان وهربوا ، اخذ يمان السكين من الارض وغرسه في رجل جامغوز قبل أن يهرب ليصيح بألم ، تقدم احد رجاله وضرب يمان بقدمه ليسقط وهربوا سيدهم ، وضع يمان يده على وجهه بألم ليجده مغطى بالدم بأكمله ، ركض نديم الى صديقه بعد أن سمع صرخة جامغوز ، ليجده ملقى في الأرض ووجهه مغطى بالدم ، نادى رجاله ونقلوه على وجه السرعة الى المستشفى ، وبعد تدخلات وعمليات عديدة استطاعوا انقاذ يمان ، لكن ذلك الحرج لم يستطيعوا فعل شيء له ، سيرافق صاحبه الى اخر يوم في عمره
العودة :
– يمان : ايها الجبان منذ تلك الليلة وانت تختبأ مثل
الفئران
– جامغوز : بالطبع سأختبأ فأنا لست مثلك ارمي
بنفسي لتهلكة
– يمان : منذ سنوات وانا ابحث عنك واليوم بما انني
وجدتك لن اتركك حي ، انصحك بأن تذهب وتحفر
قبرك وتجهز لجنازتك فنهايتك اقتربت جامغوز
– جامغوز : سنرى نهاية من اقتربت كريملي
قال جامغوز كلمته وخرج في حين بقي يمان يتوعده
– عامر : أنا ساتكلم مع الضيوف المتبقين واشرح لهم
الوضع
– يمان : حسنا
– عارف : هل هذه هي الاحتياطات التي قمت بها ؟؟؟
هل هكذا ستحمي عائلتك؟؟؟؟ لو اصيبت شعرة
واحدة من عائلتي لكنت جعلتك تدفع ثمن ذلك ، لم
يكفي أنك سمحت له بتشويه وجهك أتى بكل حقارة
الى هنا ليتباهى بفعلته ، ولكن الذنب ليس ذنبه وانما
ذنبك انت الذي لم تستطع ايجاده طيلة هذه
السنوات وتقطع رأسه
– نديم : آغا ليس وقت هذا الكلام
– عارف : ابتعد من امامي انت مثلك مثله قليلين
النفع لقد فضحنا واصبحت سيرتنا على كل لسان
ذهب عارف ليتقدم عامر من يمان
– عامر : لقد تكلمت معهم واخبروني انهم لن يتكلمو
عن ماحدث قبل قليل
اقترب يمان من سحر التي كانت ترتجف كالعصفور من الخوف وكور وجهها بين يديه
– يمان : هل أنت بخير؟؟؟؟
– سحر : أجل
– يمان : أسف لقد خربت عرسنا
– سحر ؛ هل هو من تسبب في جرحك؟؟؟؟
أدار يمان وجهه متفاديا الاجابة عن أسئلتها ، لتحتضنه بقوة وتبكي في حضنه
– سحر : يمان قلي انك لم تكن تقصد ذلك الكلام ،
انت لن تفعل شيء اليس كذلك ؟؟؟ ارجوك لاتقترب
من ذلك الرجل انه خطير جدا ، انا لااستطيع من
دونك ، ان لم تكن موجود فانا ايضا لن اكون
موجودة
– يمان : اهدأي ياروحي ولاتفكري في شيء لأنني
سأخطفك
– ايلا : مرة ثانية !!!!
– يمان : مرة ثانية وثالثة ورابعة والى مالا نهاية
سأخطفها كلما سنحت لي الفرصة
حمل يمان سحر في حضنه بفستانها الابيض ، ثم اركبها السيارة وركب بجانبها لتسأله بخجل
– سحر : إلى أين ستخطفني هذه المرة ؟؟؟
– يمان : إلى عالم فيه انا وانت فقط ياحبيبتي
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الجميله والوحش)