رواية الجميله والوحش الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم ملك
رواية الجميله والوحش البارت الحادي والعشرون
رواية الجميله والوحش الجزء الحادي والعشرون
رواية الجميله والوحش الحلقة الحادية والعشرون
– الرجل : عم يوسف بيتك يحترق …..
– يوسف : ماذا ؟؟؟؟ بيتي يحترق !!!
– الرجل ؛ عم يوسف هيا بسرعة فالنيران تأكل بيتك
– سحر : ماذا تقول انت ؟؟؟؟
– يمان : هل أنت متاكد؟؟؟؟
– الرجل : أجل وهل يمكن المزح في موضوع
كهذا ؟؟؟؟
– يمان : عمي يوسف هيا سنذهب بسيارتي لنصل
بسرعة
– يوسف : هيا ابني يمان هيا بيتي يحترق
ركب يوسف مع يمان وسحر وانطلقوا الى البيت ، ماان وصلوا حتى وجدوا النيران تحاوط البيت من جميع الجهات ، كان سكان الحي يملؤون الماء ويرشون البيت يحاولون إطفاء الحريق ، نزل يوسف وركض الى بيته ليمسكه يمان ويمنعه من الدخول وسحر كانت حالتها لاتختلف عن حالة ابيها ، ركضت اقبال الى يوسف والدموع في عينيها
– إقبال : يوسف بيتنا احترق
– يوسف : بيتي
– يمان : هل الكل بخير ؟؟؟؟
– إقبال: أجل ولكن بيتنا احترق
– يوسف : أنا سادخل لايمكنني الوقوف هنا
– يمان : عمي يوسف لايمكنك الاقتراب اكثر
– يوسف : لقد اكلت النيران بيتي الصغير
– سحر : أبي هل تريد أن تأكلك النيران انت أيضا؟؟؟
– يوسف : صور نادرة في الداخل واغراضها يجب أن
اخرجهم
– سحر : أبي لايمكن شيء كهذا
– يمان : ابقي بجانب والدك انا قادم
– سحر : الى أين انت ذاهب ؟؟؟؟
– يمان : لمساعدتهم
– سحر : انتبه لنفسك
اسندت والدها الذي كان مثل الريشة كي لايسقط واطلقت العنان لدموعها لعلها تطفأ النار التي اشتعلت في قلبها ، اما يمان فقد بلل جاكيته بالماء ودخل البيت بدون ان يراه أحد فالكل كان مشغول بالاطفاء ، غطى أنفه واستمر في السير ، كان يتجنب النيران متوجها إلى غرفة سحر حيث توجد اغراض والدتها التي كان والدها يخفيها عن زوجته ، اخرج العلبة التي كانت بحجم صغير من مكانها السري قبل أن تصلها النيران ، وخرج من البيت بسرعة قبل أن تسقط عليه خشبة مشتعلة من السقف ، خرج ليجد نديم ينتظره
– نديم : يمان هل جننت لماذا دخلت ؟؟؟؟
– يمان : لم تخبر احد انك رأيتني في الداخل
– نديم : لم اخبر احد ولكن لماذا خاطرت بحياتك؟؟؟
– يمان : ليس الان
– نديم : ماذا يوجد في هذه العلبة؟؟؟؟
– يمان : امسكها للحظة
أعطى يمان العلبة لنديم وركض الى سحر التي كانت تصرخ بجانب والدها الذي كان مستلقي في الارض
– سحر : أبي أبي
– يمان : ماذا حدث له ؟؟؟؟
– سحر : لقد تعرض لازمة قلبية غالبا
– يمان : هل والدك مريض قلب ؟؟؟؟
– سحر : أجل
– يمان : يجب أن ننقله للمستشفى
– إقبال : لقد وصلت سيارة الاسعاف اساسا
– سحر : أبي لايمكن ان تموت وتتركني ارجوك افتح
عينيك
– يمان : سحر اهدإي لن يصيب والدك شيء ، هيا
سنذهب خلف سيارة الاسعاف
استمر رجال الإطفاء في إطفاء الحريق بمساعدة سكان الحي في حين نقل يوسف إلى المستشفى ، وقفت سيارة الاسعاف امام بوابة المستشفى وجروا النقالة وادخلوها بسرعة ، حيث كان يوسف في عالم آخر تاركا ابنته تركض خلفه في اروقة المستشفى ودموعها تأبى التوقف ، ادخلوا الاطباء يوسف للعناية المركزة في حين جلست سحر على كرسي امام ذلك الباب الكبير تنتظر خروج والدها وشهقاتها تتعالى ، لم يكن بيد يمان فعل شيء غير اسنادها وفتح صدره لها لتختبأ داخله وتبكي وتشتكي
– سحر : لايمكن لابي ان يموت ، انا لااستطيع بدونه ،
لااريد أن يذهب مثل أمي ، أريد أبي، يمان افعل
شيء لاتسمح له بالذهاب وتركي ارجوك افعل شيء
– يمان : لن يصيب والدك شيء ، لن يذهب لاي
مكان ، فوالدك قوي ولايعرف للاستسلام طريق
– سحر : أبي سيكون بخير اليس كذلك يمان؟؟؟؟
– يمان : بالطبع سيكون بخير لاتقلقي انت
– سحر : أبي قوي لن يتركني لوحدي سيكون بخير
– يمان : أجل انه قوي جدا فهذا الغصن من تلك
الشجرة
– سحر : أبي سيخرج من هنا وسنعود الى منزلنا ….
صمتت قليلا ثم اردفت ولكن منزلنا احترق
– يمان : لاتفكري الان في المنزل فكل شيء يعوض
– سحر : ولكن الذكريات لاتعوض
صمت يمان فلايعرف ماذا سيقول ، حقا الذكريات لاتعوض وهو اكثر شخص يعرف هذا ، اخرج هاتفه واتصل بنديم ليستفسر عن البيت
– نديم : يمان كيف حال السيد يوسف؟؟؟؟
– يمان : لانعلم الدكاترة لايزالون معه
– نديم : ليسمعكم الله خبرا جيدا عليه
– يمان : امين
– نديم : يمان لقد تم إطفاء الحريق ولكن البيت في
حالة مزرية
– يمان : ياالهي
– نديم : ماذا تريد ان افعل ؟؟؟؟
– يمان : هل كيراز بجانبك ؟؟؟؟
– نديم : اجل
– يمان : خذها معك للقصر لتحضر لسحر ملابس
نظيفة ومريحة لتغير هذه الثياب
– نديم : حسنا بالمناسبة سيدة اقبال تريد أن تأتي
معي الى المستشفى هل احضرها؟؟؟؟
– يمان : أجل فهذا زوجها ولااحد يستطيع منع
قدومها
– نديم : حسنا
مرت ساعتين ليخرج الطبيب ليطمإنهم
– سحر : دكتور أبي كيف وضعه؟؟؟؟
– الدكتور : السيد يوسف تعرض لازمة قلبية أثرى
صدمة نفسية وانتم تعرفون أن قلبه ضعيف
ولايستحمل صدمات مثل هذه ، سنبقيه هذه الليلة
في العناية المركزة فالاربع وعشرين ساعة المقبلة
مهمة جدا
– سحر : هل يمكنني رؤيته؟؟؟
– الدكتور : طبعا ولكن شخص واحد لمدة خمس
دقائق
– سحر : حسنا
– الدكتور : زال البأس
غادر الدكتور ليترك سحر وإقبال امام الغرفة ، من ستدخل ومن ستضحي ، نظرت اقبال الى سحر وقالت
– إقبال: ادخلي انت فأنت أحق بذلك
أومأت لها سحر ودخلت بعد أن جهزتها الممرضة ، كانت تلك الغرفة باردة ومخيفة واصوات الالات تضيق الصدر ، اقتربت سحر من والدها وامسكت يده التي كانت موصولة باسلاك قبلتها لتستقر عليها دمعة حارقة ، ثم مررت يدها على وجنتيه بحنو
– سحر : أبي الحبيب انا هنا بجانبك ، لن أتركك
لوحدك ، وانت أيضا لن تتركني فلقد قطعت لي
وعد ، ويوسف كريم أوغلو اذا وعد أوفى اليس
كذلك أبي؟؟؟؟ ابي الحبيب افتح عينيك فابنتك
بحاجة اليك
دخلت الممرضة وطلبت من سحر أن تخرج كي لاتتعب المريض اكثر ، وعندما كانت سحر تهم بالمغادرة ضغط يوسف على يدها ، لتقترب منه وتقبل يده مرة أخرى
– سحر : أبي القوي كنت اعرف انك لن تتركني
لوحدي ، انا سأكون هنا بجانبك لن اذهب
– الممرضة : سيدة سحر لاتتعبي المريض اكثر
– سحر : لقد حرك يده
– الممرضة : هذه مؤشرات جيدة سانادي الطبيب
خرجت سحر ليدخل الطبيب وفريقه ويفحصونه ثم يخرج مرة أخرى
– الطبيب : السيد يوسف متشبث بهذه الحياة
ولايريد تركنا مثلما نحن لا نريد ذلك ، وقد استجاب
لحديثك سيدة سحر وهذا يثبت أنك انت الغصن
الذي يتشبث به السيد يوسف
– سحر : متى يمكننا ان نخرجه ؟؟؟؟
– الدكتور : حالته الان مستقرة ولكن نحتاج لضيافته
لفترة حتى نطمإن على صحته ، زال البأس
التفتت إلى يمان وحضنته واخبرته كيف امسك والدها يدها وعيونها تلمع والفرحة مخيمة على وجهها ليفرح لفرحها ، اما اقبال فكانت تنظر ليمان وسحر بحقد وغضب
بعد ثلاثة أيام كانت سحر بجانب والدها في غرفته اما يمان فقد جهز اوراق خروج يوسف ، قضت سحر هذه الثلاثة ايام في المستشفى لم تفترق عن والدها ولو دقيقة ، كانت بجانبه عكس ابنته الأخرى وزوجته اللتان طارتا الى القصر بعد معرفتهما باستضافة الاغا لهن في القصر ، متناسين يوسف ومرضه
– يوسف : هيا لنذهب فأنا لم اعد قادر على تحمل
رائحة المستشفى
– سحر : لقد ذهب يمان لحل اجراءات الخروج عندما
سيأتي سنذهب إلى بيتنا
– يوسف : أي بيت ؟؟؟ بيتي احترق وتحول لرماد
– سحر : أبي لاتقل هكذا فبيتي هو بيتك
– يوسف : بيتي وغطاء سنين اختفى في رمشة عين
– سحر : ابي صحتك اهم من البيت
– يوسف : لن تفهميني اليس كذلك ؟؟؟؟
– يمان : إن كنتم جاهزين هيا لنذهب
– سحر : هيا
اسندت سحر والدها وساعدته على الخروج من المستشفى وساعدته على ركوب السيارة ، ليخبرها عند انطلاق السيارة
– يوسف ؛ أريد أن أذهب إلى بيتي
– سحر : أبي
– يوسف : أريد أن أرى بعيني الى اي حال آل اليه
بيتي
– سحر بنفاذ صبر : حسنا
وصل يوسف إلى حيه ، وقف ونظر بحزن لبيته المتفحم الذي تحول الى رماد ، أكلته النيران وشوهت وجهه ، كان في كل خطوة يخطيها في الحديقة يتذكر ذكرياته مع عائلته ، الى ان دخل للداخل ، بقي في المنتصف يسمع ضكات زوجته نادرة ومشاجرات زحل وسحر على ابسط الأشياء ، ليرسم على ثغره ابتسامة حزينة
– يوسف : أنا لاابكي على الحيطان وانما على
الذكريات التي كانت تحتويها هذه الحيطان ، لقد
أكلت النيران أجمل اللحظات وأسعدها ، هذا البيت
بنيته انا ونادرة طوبة طوبة ، تعبنا عليه لنجعله
جنتنا الصغيرة ، لقد كان عش حبنا وغطى السنين ،
هذا البيت الذي سمعت فيه أولى ضحكاتك ، هنا
نشأت وترعرعت وعشت فيه ايامك الحلوة والمرة ،
صمت قليلا ثم اردف : وهنا خرجت روح زوجتي
حبيبتي
– سحر : أبي الحبيب انت لاتزال مريض ، هيا لنذهب
– يوسف : اه بيتي الحبيب اه
– سحر : أبي لاتفعل هكذا انت تحرق روحي
– يوسف : تلك النيران حرقت قلبي قبل بيتي
– سحر : سيعوضنا الله
– يوسف : أنا لايهمني البيت حتى ولو خرجت للشارع
لن اهتم لكن ذكرياتي مع نادرة لن استطيع ارجاعها
– سحر : ابي هيا لنذهب
ساعدت سحر ابيها ليخرج ثم اركبته السيارة ، نظرت للبيت بانكسار ثم صعدت هي الأخرى وانطلقوا ، فتح جينغار لهم باب القصر
– جينغار : سيد يمان سيدة سحر أهلا بكما
– سحر : هل غرفة أبي جاهزة ؟؟؟؟
– جينغار : اجل سيدة سحر جاهزة
– سحر : شكرا اخي جينغار
اخذت سحر اباها الى غرفته واعطته دواءه ليغط في نومه ثم خرجت وتوجهت إلى غرفة زحل حيث كان صراخ اقبال وابنتها يسمع من بوابة القصر
– سحر : ماذا يحدث هنا ؟؟؟؟
– إقبال : لايوجد شيء
– زحل : لماذا اغراض أمي هنا في غرفتي؟؟؟؟
– سحر : لانها ستمكث معك في الغرفة
– زحل: ولماذا ؟؟؟؟
– سحر : أبي مريض ويحتاج لرعاية وانا من سأهتم
به ومن الاحسن ان لايشاركه احد غرفته
– إقبال : لماذا تهتمين انت به ؟؟؟ أنا زوجته وانا من
يجب علي رعايته
– سحر : إن كنت انت زوجته انا ابنته
– زحل : تريد أن تلعب دور الابنة البارة امام عائلة
زوجها
– سحر : التزمي حدك وانتبهي الى اسلوبك
– زحل : وان لم افعل
– سحر : ساغير طريقة تعاملي معك
– زحل : خفت كثيرا
– إقبال: زحل لم تقصد ذلك انت تعرفيها جيدا
– سحر : انا قلت هذا الكلام لأنني اعرفها جيدا
– زحل : معرفتك هي من كان ينقصني
– سحر : احسني التصرف واياك وفعل شيء يزعج
من حولك ولاتنسي انك انت الان في هذا القصر من
أجل أبي فقط
وضعت سحر يدها على المقبض كانت سنفتح الباب لتلتفت الى اقبال وعلامات الاستفهام على وجهها
– سحر : اين كنتن عندما احترق البيت ؟؟؟؟
– زحل : كنت عند صديقتي هل لديك مانع ؟؟؟؟
– سحر : وانت ؟؟؟؟
– إقبال : كنت متعبة ولهذا السبب لم ارافق والدك
للعرس
– سحر : وكيف انتبهت للحريق؟؟؟
– إقبال: لقد كنت في غرفتي مستلقية لاشم رائحة
الحريق ، خرجت الى الخارج لأرى النار انتشرت
بسرعة ، صرخت وطلبت المساعدة وليسلموا
الجيران ساعدونا
– سحر : وما سبب الحريق ؟؟؟؟
– إقبال : لاأعرف
– سحر : لاتوجد مشكلة فالسبب سيعرف قريبا
خرجت سحر لتنفجر زحل بغضب
– زحل: انظري الى هذه المتشردة كيف أصبحت
تكلمنا ، صدقت انها سيدة هذا القصر ، اللعنة عليها
ساقتلها واخلص منها
– إقبال : اهدإي ولاتتهوري فنحن هذه الفترة نحتاج
إلى الهدوء وحسن التخطيط ليس الصراخ والغضب
– زحل : هل لديك خطة ؟؟؟؟
– إقبال : .دائما لدي خطة
– زحل : أتمنى أن لاتكون مثل الخطة الأولى
– إقبال: ومابها الخطة الأولى؟؟؟؟
– زحل : لقد خسرنا بيتنا وكنا سنتشرد وابي كان
سيموت بسببنا
– إقبال: لقد خططت جيدا وحسبت الصغيرة
قبل الكبيرة ، انا ماحرقت البيت الا وكنت متأكدة
اننا سننعم بالخير ونعيش في هذا القصر معززين
مكرمين ، اما بخصوص والدك انا لم اكن انوي قتله
لو اردت قتله لكنت حرقته مع البيت وخلصت منه
– زحل : أمي لماذا خاطرت ؟؟؟ كنا سنجد خطة أقل
ضررا لماذا هذه الخطة بالذات؟؟؟؟
– إقبال: أنا بهذه الخطة ضربت عصفورين بحجر
واحد ، تخلصت من ذلك القن العفن وانتقلت إلى هذا
القصر ، كما اننا مسحت جميع ذكريات نادرة العالقة
في ذلك البيت وحرقت اغراضها وصورها التي
يخفيها ابيك عني
– زحل : والله امي يخاف منك ، ابليس لاتخطر عليه
هذه الخطة المحكمة
– إقبال : لايوجد لابليس مكان في حضور امك
– زحل : هههههه معك حق
………………..
توجهت إلى غرفتها وهي تجر قدميها من على الارض بتعب وارهاق ، لتلقي نفسها داخل حوض الماء ، ارتخت واحست بالراحة عندما غطس جسمها داخل الماء لتغمض عينيها بتعب ، بعد دقائق خرجت من الحمام ارتدت ملابسها وجففت شعرها ، ثم توجهت إلى السرير الذي كان يحتوي على علبة صغيرة الحجم ، اقشعر جسمها عندما تذكرت لمن تكون ، لتفتحها بلهفة ودموع الشوق تنهمر من عينيها ، رفعت الغطاء لتجد صورة امها بالمقدمة ، مسحت عليها وضمتها الى صدرها ، ثم أخرجت جوارب صغيرة تعود لها كانت امها من صنعتها لها ، ثم وجدت صورة تجمع والدها ووالدتها كانت دافئة وحميمية تلمع بحبهما ، ثم اخرجت وشاح امها ورفعته الى انفها لتستنشق رائحته التي غابت عن انفها لسنوات وكانت تحزن لعدم تذكرها ، غسلت الدموع وجهها عندما رأت اغراض امها التي تحمل ذكريات كثيرة امامها والتي كانت تظن انها خسرتها في ذلك الحريق ، ثم مسحت دموعها وهمت بالخروج لتشكر من كان له فضل في ذلك ، لتجده امامها
– سحر : يمان
سارت اليه وحضنته حضن فتاة يتيمة مسح على رأسها وحن عليها القدر بزوج فيه الاب والام أتى ليعوضها عن الحرمان الذي كانت تعاني منه
– سحر : لاأعرف ماذا سأقول لك؟؟؟؟ حتى كلمات
الشكر لن تفي حقك ، هذه العلبة كان يخفيها أبي
طيلة هذه السنوات خشية أن تراها زوجته ولم يكن
يعرف أحد مكانها حتى انا ولكن اليوم بفضلك
استطعت أن أمسك اغراض امي واستنشق رائحتها
– يمان : الفضل يعود للعم يوسف فهو من سبق
واخبرني بمكانها
– سحر : متى؟؟؟؟
– يمان : في آخر زيارة له
– سحر : ولماذا لم تخبرني عن مكانها ؟؟؟
– يمان : لقد طلب مني ان لااخبر احد بمكانها حتى
انت ، كي يستطيع التسلل كل ليلة بعد أن ينام
الجميع وينظر إلى عيون زوجته
– سحر : ولماذا اخبرك بمكانها ؟؟؟؟
– يمان : لانه اراد ان اسلمك هذه العلبة بعد وفاته
– سحر : حفظه الله
– يمان : امين
– سحر : دقيقة كيف استطعت الوصول اليها؟؟؟ أم
أنك دخلت للبيت ….
– يمان : أجل لقد دخلت للبيت واخرجتها
– سحر : ياالهي ماذا فعلت أنت؟؟؟؟ كيف تخاطر
بنفسك هكذا ماذا لو اصابك مكروه؟؟؟؟
– يمان : لاتقلقي انا بخير لم يحدث لي اي شيء
– سحر : ماذا كنت سأفعل لو حدث لك شيء ؟؟؟
– يمان : أنت تكبرين الأمر انا بخير ، هيا لنضع صورة
والدتك في البوم الصور
ملأت سحر الالبوم بصور امها لتكتمل صور العائلة ، ثم وضعت صورة امها في إطار وجعلتها قريبة من عينيها بجانب السرير ، اما اغراضها فقد خبأتهم في خزانتها لتبقى صورة والداها ، نظرت لها بحيرة ليبتسم لها يمان ويخرجها من حيرتها
– يمان : والدك أحق بهذه الصورة
– سحر : هل اخذها له ؟؟؟؟
– يمان : أجل فهذه الصورة ستفرح قلبه وتخفف من
حزنه
– سحر : حسنا
…………………
في المساء اجتمعت العائلة على طاولة العشاء حيث كانت اقبال وابنتها ضيوفها ، جلس عارف اخر واحد لينظر الى اقبال وزحل نظرة خفيفة وليشيح بنظره الى مكان سحر الذي كان فارغ ويسأل يمان
– عارف : أين زوجتك ؟؟؟؟
– يمان : سحر بجانب والدها تعتذر عن اخلافها
للقواعد لكن والدها يحتاج للعناية
– عارف : لاتوجد مشكلة
– ايلا : زوجة اخي لاتفارق والدها وتسعى جاهدة
لإعادة بسمته وتحسين نفسيته عكس بعض
الاشخاص
– زحل : هل تقصديني؟؟؟؟
– ايلا : انا لم أقل اسمك ولكن ان كنت ترين أن
كلامي ينطبق عليك فهذا كلام اخر
– إقبال : ابنتي ايلا لو ترين حالة زحل هذه الفترة
لاشفقت عليها ، اه ابنتي تخاف على ابيها كثيرا
– ايلا : لقد رأيت كم كانت خائفة عليه
– عارف : ايلا يكفي
– إقبال : اغا بعد اذنك انا اقترح ان نحضر ليوسف
ممرضة تهتم به وتريح سحر
– عارف : فكرة جيدة
– يمان : لايمكن فسحر لن توافق
– زحل : ومن تكون سحر لنأخذ موافقتها
– ايلا : ابنته غالبا
– زحل : انا ابنته الكبرى وانا من يجب أن اتخذ
القرارات التي تخص أبي
– ايلا : لايمكننا ان نسلمك مهمة كهذه ونخاطر بحياة
العم يوسف
– زحل : انت ماشانك بحياة ابي ؟؟؟
– إقبال ( بغضب ) : زحل
– يمان : دعونا نغلق هذا الموضوع فلن يهتم أي أحد
لحياة العم يوسف بقدر ماتفعل سحر
– إقبال: وانا من رأيي
– عارف : ماحدث الان لااريده ان يتكرر هذا القصر
لديه قواعد وقوانين تسري على الجميع ، ايلا هذا
الكلام لك بالذات فانت تعرفين القواعد جيدا ولكنك
تصرين على كسرها اما ضيوفنا فهذه المرة
سنسامحهم لأنهم لا يعرفون القواعد بعد
القى خطابه واستقام من مكانه وصعد الى غرفته لينهض يمان بعده ،
– اقبال : زحل هيا لنذهب فلم تعد لي شهية للاكل
– زحل : هيا بنا
– ايلا : اذهبن ولكن قبل ذلك أريد أن اذكركن بشيء
هذا القصر لديه سيدة واحدة وهي زوجة اخي فلا
داعي لاحلام اليقظة
رمقت ايلا زحل بنظرة باردة ثم انصرفت لتترك زحل تستشيط غضبا
……………..
كان يوسف يمسك صورة نادرة وينظر لها بفرح ، اما سحر فكانت تراقبه في صمت
– يوسف : اشكري ابني يمان نيابة عني
– سحر : سأفعل
– يوسف : اذهبي لترتاحي فأنت لم تذوقي طعم
الراحة منذ ايام
– سحر : لست متعبة
– يوسف : ولكن وجهك لايقول ذلك
– سحر : أبي انا بخير لاتقلق
– يوسف : هل أنت متاكدة؟؟؟؟ فوجهك شاحب
وتشعرين بالدوار كلما خطوت خطوتين
– سحر : ضغطي انخفض غالبا
– يوسف : اذهبي لزيارة الطبيب فحالتك تخيفني
– سحر : هيا ابي حان وقت النوم لا تفكر في شيء
غير صحتك
– يوسف : حسنا ابنتي
غط يوسف في نوم عميق ، لتنعم سحر هي الأخرى ببعض الراحة ، ارخت جسمها على الكرسي ونامت ، ليدخل يمان إلى غرفة فيجدها نائمة ، دثرها بالدثار ثم قبل جبينها وخرج ، توجه إلى مكتبه وانغمس في عمله ، لم يستطع أن يدخل السرير بدونها لذا دفن نفسه في الاوراق والملفات
في الصباح استحم وغير ثيابه ووقف امام المراة يسرح شعره ليطرق باب الغرفة
– يمان : أدخل
دخلت زحل بعد أن اذن لها يمان ، ليصدم عند رؤيتها
– يمان : أنت !!!
– زحل : صباح الخير يمان
– يمان : إن كنت تبحثين عن سحر فهي ليست هنا
– زحل : لم آتي من أجل سحر وانما من اجلك انت
– يمان : انا ؟؟؟ ماذا تقصدين؟؟؟؟
– زحل : أريد أن اتكلم معك
– يمان : لنتكلم في مكتبي
– زحل : حسنا
سبقت زحل يمان إلى المكتب ليتبعها هو الآخر ويجلس في كرسيه لتبدأ الحديث
– زحل : انت تعرف ان منزلنا احترق وكل اغراضنا
احترقت لم يبقى لنا شيء ، حتى ثيابنا اكلتها
النيران ونحن في حاجة لواحدة جديدة ولكن
للاسف لانملك المال الكافي
– يمان : كم تحتاجن؟؟؟؟
– زحل : هذا سيكون دين في اقرب وقت سأرده لك
– يمان : هذي بطاقة الائتمان اشتري بها كل
مايخصكن وسيذهب السائق لمرافقتكن
– زحل : شكرا لك
– يمان : شيء آخر؟؟؟؟
– زحل : لا
– يمان : يمكنك الانصراف
خرجت زحل من المكتب واقفلت الباب لتجد سحر
تهم بدخول
– سحر : ماذا كنت تفعلين في الداخل ؟؟؟؟
– زحل : يمان طلب رؤيتي
– سحر : ولما ؟؟؟؟
– زحل : موضوع بيننا
– سحر : جيد
– زحل : الاتريدين معرفة سبب طلب يمان لي
– سحر : لاأريد
– زحل : بالطبع فهذا الموضوع لا يهمك بيننا نحن
الاثنين
سارت زحل قليلا لتستوقفها سحر
– سحر : أريد أن أعرف
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الجميله والوحش)