رواية الثلاثة يحبونها الفصل العاشر 10 بقلم شاهندة
رواية الثلاثة يحبونها البارت العاشر
رواية الثلاثة يحبونها الجزء العاشر
رواية الثلاثة يحبونها الحلقة العاشرة
إقتربت رحمة من حجرة الصغير وكادت أن تدلف إليها لولا أن إستمعت لصوت يحيى وهو يداعب هاشم بحنو، لتقف على عتبة الباب المفتوح وتراه مانحا إياها ظهره يمرغ وجهه في عنق هاشم فتتعالى ضحكات هاشم، وتبتسم رحمة بدورها رغما عنها وعيناها تتقابلان مع عينا الصغير الذي أشار لها مرحبا قائلا:
را، را.
تجمدت الإبتسامة على شفتيها وهي ترى يحيى يلتفت إليها وتتواجه عيناه العسليتان مع رماديتيها، لتبتلع رحمة ريقها بصعوبة وهي تراه يرفع حاجبه الأيسر متسائلا ربما عن سبب وقوفها بجوار الباب وعدم دلوفها اإلى الحجرة، تقدمت بإتجاهه بخطوات مترددة قائلة:
صباح الخير.
تأمل فستانها البسيط الذي منحها مظهر برئ، كفتاة صغيرة في السادسة عشرة من عمرها، ليعود إلى عينيها قائلا بإعجاب ظهر في عينيه ونبرات صوته المرحبة بها رغما عنه:
صباح النور.
مدت يدها تلامس يد الصغير الذي مد يده إليها لتقول بخفوت:
تسمحلى؟
ناولها يحيى الصبي الذي إبتسم على الفور لها، ليستقر في أحضانها، تلامست يديها مع يدي يحيى الذي نظر إليها بإرتباك، فأبعدت يدها بهدوء يخالف دقات قلبها المتسارعة، أفاقت على صوت هاشم يقول لها وهو يلمس قسمات وجهها:
را، را.
إبتسمت بحنو ليقول يحيى بهدوء:
ده الإسم اللى كان بينادى بيه مامته الله يرحمها، أكيد حس إن فيكى حاجة منها.
تأملت رحمة وجه الصغير بحزن وهي تقول:
الله يرحمها، راوية مفيش حد زيها.
قال يحيى ببرود:
في دى معاكى حق، بس إنتى فهمتينى غلط على فكرة، أنا قلت فيكى حاجة واحدة منها، يمكن ملامحها، لكن طبعها فمخدتيش منه حاجة أبدا.
تجاهلت رحمة تعليقه التي تدرك أنه ذم مباشر لها، وهي تقول للصبي الذي لمس وجهها مجددا:.
تعرف ياهاشم، ماما كانت بتحبك أوي، وأنا هفضل معاك واحدة بواحدة، هشوفك بتكبر أدام عينية وهحكيلك بإذن الله كل حاجة عن مامى، هعرفك تفاصيل حياتها، ما هو لازم تعرفها عشان لما تكبر تدعيلها بالرحمة.
قال يحيى بسخرية:
ده معناه إنك هتنفذى وصية راوية.
نظرت إلى عيونه مباشرة وهي تقول في برود:
أنا مستعدة أعمل أي حاجة عشان خاطر هاشم، حتى لو الحاجة دى هي الجواز منك يا يحيى.
إتسعت إبتسامة يحيى الساخرة وهو يقول:.
لا والله كتر خيرك بجد، مش عارفين نشكر أفضالك علينا، بتضحى أنا عارف.
تجاهلته رحمة مجددا وهي تركز مع الصبي الذي يجذب خصلات شعرها بشدة، لتحاول أن تبعد يده عن شعرها برفق ولكنه تمسك بها أكثر مسببا لها الألم الذي ظهر على وجهها ليراه يحيى بوضوح، ورغما عنه إقترب منهما بسرعة ويمسك يد الصغير برفق، يفتح قبضته بيد بينما باليد الأخرى يخرج خصلاتها من يده ويرجعهم إلى خلف أذن رحمة بحركة بدت عفوية، إلا أنها أشعلت النيران في قلبيهما، ترجعهما لذكريات مضت، حين كانت خصلاتها تطير مع الرياح، فيمد يحيى يده ويرجعهم إلى خلف أذنها ملامسا إياها بحنو كما يفعل هكذا الآن، بالضبط، لترتعش شفتيها تأثرا وتغيم عينيه بنظرة عاشق راغب في تذوق شفتي محبوبته وبالفعل كان يقبلها برقة وحنو وتبادله قبلته بعشق، حتى يتوقف هو عن تقبيلها آخذا إياها في حضنه بقوة لتسمع دقات قلبه المتسارعة والتي تخبرها أنه يقاوم رغبته فيها بشدة، يتحكم في نفسه بصعوبة كي يبتعد عنها، مؤجلا إطلاق مشاعره العاشقة لبعد زواجهما، حين تكون له شرعا وقانونا، هكذا كانت تظن بالماضى وهكذا ذكرتها تلك الحركة البسيطة منه والنظرة الغائمة المركزة على شفتيها الآن بما كان بينهما، ليبدو وكأنه يتذكر بدوره، فقد ترك أذنها فجأة ورأته يقبض على يده بقوة وهو يشيح بوجهه عنها، مانحا إياها ظهره لثوان وتاركا إياها وسط فوضى من المشاعر والحيرة، قبل أن يتجه بخطوات بطيئة للخارج، ولكنه توقف قبل أن يغادر تماما، ليلتفت إليها بجانب وجهه قائلا:.
ياريت تبقى تلمى شعرك وانتى مع هاشم لإنه بيحب شد الشعر أوي، ومش كل مرة هكون موجود.
لم ينتظر ردها وإنما إبتعد مغادرا، لتجلس على سرير هاشم حاملة إياه، وهي تمد يدها تضعها على خافقها المتسارع النبضات، تشك في إمكانية أن تكون له زوجة، وتلك الذكريات تحاصرها وتجذبها إليه، بقوة.
سمعت بشرى طرقات على باب حجرتها لتزفر بملل ثم تقول:
إتفضل.
دلفت سيدة في العقد الخامس من عمرها تبدو الطيبة على ملامحها تحمل صينية وضع عليها طعاما لتنزل الصينية على الطاولة القريبة منها وهي تبتسم في وجه بشرى التي رسمت إبتسامة مزيفة على شفتيها وتلك السيدة تقترب منها وتجلس على السرير بجوارها قائلة في طيبة:
إزيك يابنتى دلوقتى، بقيتى أحسن.
أومأت بشرى برأسها قائلة:.
الحمد لله ياست آمال، جو الريف جميل أوي وفعلا حاسانى من يوم ما جيت هنا، إتحسنت كتير.
ربتت السيدة آمال على يد بشرى قائلة:
ولسة كمان لما تاكلى أكلنا، وتقعدى معانا أكتر هتتحسنى يابنتى، ده انتى كنتى جاية وشك أصفر، لون اللمونة بالظبط، الحمد لله، الدموية ردت في وشك وبقيتى زي الفل.
كادت بشرى أن تصرخ من كثرة كلام تلك السيدة، تقول في نفسها، يالها من سيدة ثرثارة، كيف أصمتها؟
لتكتفى بإيماءة بسيطة برأسها كإجابة وبإبتسامة باهتة حتى تمل آمال وترحل وبالفعل نهضت السيدة آمال وكادت أن تغادر ولكنها توقفت وإستدرات إلى بشرى قائلة:
إنتى كشفتى يابنتى؟
عقدت بشرى حاجبيها قائلة:
كشفت؟
أومأت آمال برأسها قائلة:
أيوة، في البندر عند الدكتورة، لتكونى حبلى.
جزت بشرى على أسنانها وتمالكت أعصابها وهي تقول:.
ايوة كشفت ومفيش حاجة من الكلام ده خالص، هم شوية برد وأنيميا وبالعلاج هبقى تمام، وبعدين أنا مش قلتلكم ان مراد مأجل موضوع الخلفة ده شوية.
قالت آمال بإستنكار:
وليه بس يأجله، مش يفرح بضناه وهو في عز شبابه ولا هيستنى لما يكبر وإنتى تكبرى ويبقى خطر عليكى الخلفة، ساعتها بقى هيفكر يجيب عيال؟
كادت بشرى أن تقتل تلك السيدة ولكنها تمالكت أعصابها وهي تقول:
لما هروح البيت هكلمه في الموضوع ده ياست آمال.
إبتسمت آمال قائلة:
أيوة كدة يابنتى، أوعى تسيبيه عايش كدة بالطول والعرض، ويسافر ويسيبك كل شوية، إسمعى كلامى يابنتى. من غير ما تربطيه بالعيال بيبقى جوزك مش جوزك، الراجل من دول لو مربطتوش مراته بحتة عيل، بيبقى سهل على أي حرمة تخطفه، ويضيع منها وتبكى بدل الدموع دم.
لم تجيبها بشرى وهي تفكر في كلام السيدة آمال، لتغادر آمال بهدوء بينما كانت بشرى شاردة في كلماتها التي ذرعت بذور القلق في قلبها، ترى هل من الممكن أن تخسر مراد من أجل الأطفال، هل من الممكن أن يتركها من أجل عدم إنجابها؟، فربما عاد عدم إهتمامه بها لإنه ادرك أنها أرض بور لا يمكنها أن تمنحه طفلا، وريثا له، حتى أنه لم يهتم برحيلها ولم يحادثها ولو لمرة واحدة طوال وجودها في هذا المكان، لترفض هذا الإحتمال فهي تدرك أنه يحب تلك الفتاة الحرباء، وإن تزوج سيتزوجها هي، لتتسع عينيها في صدمة، ماذا لو…؟
لترفض أيضا هذا الإحتمال فرحمة تعشق يحيى ولن ترضى بمراد زوجا لها، ولكن هي تزوجت هشام من قبل وقد كان أخيه أيضا، لذا من الممكن أن تتزوج مراد الآن، لتنفض افكارها وهي تخبط رأسها بخفة قائلة:
أمال لو مكنتيش إنتى اللى دبرتى كل حاجة عشان تجوزيهم، إنتى نسيتى انها إتجوزته غصب عشان الفضيحة، المهم، من هنا لبكرة بالليل لو مقدرتيش تفكريلها في مصيبة يبقى تلمى شنطتك وترجعى القاهرة يابشرى.
لتبتسم براحة وهي تنهض تتجه إلى طاولة الطعام تنظر إليها بنهم وقد شعرت فجأة، بالجوع.
تأملت شروق ملامح مراد في عشق، تنتابها سعادة لا حدود لها وهي ترى ملامحه النائمة لأول مرة منذ ان تزوجته، فلطالما كانت تستيقظ تجده قد رحل وتركها وحيدة تتأمل جدران حجرتها في ألم تتمنى أن تحقق يوما أحلامها وتستيقظ لتجد حبيبها نائما بجوارها أو ربما يتأملها بعشق وهي نائمة كما تتأمل هي مراد تماما، تنهدت، ها هي إحدى احلامها تتحقق وها هي تستيقظ وتجد معشوقها بجوارها نائما، ربما يوما تستيقظ وتجده مستيقظا بجوارها يتأملها بعشق، من يدرى، ربما.
رفعت يدها ومررتها على وجنته بحنان ليفتح عينيه فجأة ويبتسم عندما رآها تبعد يدها بسرعة، يحمر وجهها خجلا، ليمسك يدها ويقربها من وجنته مجددا، يمررها بنعومة على بشرته الخشنة قليلا والتي لم يحلقها بعد، لتنظر إلى عينيه اللتين حاصراتها بنظراتهما وتقع في سحرهما، تغرق فيهما، تنتفض مشاعرها مع يد مراد التي أمسك بها يدها يمررها نزولا إلى رقبته لتبتلع ريقها وهي تشعر بنبضات قلبه المتسارعة والتي تظهر في إنتفاضة وريد عنقه تحت يدها ليصل بها إلى صدره، لتشعر بالذوبان كلية وهو يضع يدها على قلبه، تشعر بنبضات خافقه، لتغيم نظراته وهو يعتدل مقبلا شفاهها قبلة بطيئة أطاحت بخفقاتها ثم يبتسم قائلا:.
صباح الخير.
نظرت إليه مشتتة الذهن مضطربة القلب وهي تقول:
ها،
إتسعت إبتسامته وهو يكرر بنعومة قائلا:
صباح الخير.
تنحنحت لإجلاء صوتها الذي ضاعت نبراته وهي تقول:
إحم، صباح النور.
رفع يدها إلى شفتيه مقبلا إياها وهو يقول:
مكنتش أعرف إن الصباح معاكى حلو أوي كدة، لو أعرف كنت قضيت معاكى كل صباح لية ياشروق.
نظرت إليه شروق في لهفة قائلة:
بجد يامراد، بجد الكلام اللى إنت بتقوله ده؟
لهفتها، تلك اللمعة في عيونها، عشقها الذي يظهر في نبراتها، كل هؤلاء أشعروه بالذنب تجاهها، فأقل كلمة منه ترضيها، وبينما هي تعشقه، هو لا يبادلها ذلك العشق، بل يعشق أخرى بلا أمل، وتلك الأخرى تقف في طريقه، فلا هو قادرا على أن ينالها ولا هو قادر على المضي قدما في حياته دونها، حتى بعد إدراكه لحبها لأخيه الأكبر، والأدهى حب أخيه الأكبر لها، مما يفقده الأمل في إقترانهما يوما، ولكن يظل العشق، عشقا، ليس بيدنا إختيار من نعشق، ولا نحن قادرين على نسيان معشوقنا، حتى وإن أردنا النسيان بكل جوارجنا،.
طال صمته وهو يتأملها، لتخبو فرحتها ويظهر الحزن على وجهها لتطرق برأسها وهي تقول:
أكيد مش بجد، إزاي بس هتقضى كل صباح معايا وأنا مجرد زوجة في الخفا، بتجيلها تقضى معاها ساعتين وتمشى
، لكن اللى تقضى معاها كل صباح ليك ولياليك هي بشرى، مش كدة يامراد؟
رفع مراد ذقنها بيده لتتقابل عيونهم ويرى بهم دموع حزينة تأبى السقوط، ليقول بحنان:.
إحنا مش متفقين من الأول على كدة ياشروق، وكنتى عارفة إن ده وضعنا، ودى حياتنا، ليه حاسس دلوقتى بإن وضعنا مبقاش يعجبك؟
نظرت إلى عينيه مباشرة وهي تقول:
لإنى بحبك، واللى بيحب بيغير، بيتمنى حبيبه يكون ليه هو وبس، غصب عنى مش عايزاك تبعد عنى، والله غصب عنى.
سقطت دموعها على وجنتيها ليشعر بالضعف يأكل قلبه، بالألم لحزنها ومشاعرها الجميلة والتي لا يستحقها، يغوص بالذنب، ولكنه قاوم كل تلك المشاعر وهو يمد يده ويمسح دموعها قائلا:
طب إهدى دلوقتى ومتعيطيش، يرضيكى أول يوم أبات معاكى فيه، أشوفك معيطة بالشكل ده؟
إبتسمت رغما عنها، متجاهلة حزنها، فلديه كل الحق، هو لا يجب ان يرى دموعها الآن، لا يجب أن يراها ابدا، فلا يجب ان تزيد همومه، فلطالما قال لها مرارا وتكرارا أنها واحته التي ينسى بها كل همومه، لتبتسم قائلة:
معاك حق ياحبيبى، إستنى بقى لما احضرلك احلى فطار من إيدى.
مال عليها هامسا أمام شفتيها:
وتتعبى نفسك ليه ياشوشو، ما أنا فطارى جاهز أهو وأدام عيونى.
وقبل أن تنطق بحرف كان آخذا شفتيها في قبلة أنستها كل شئ فيما عدا هذا الذي يمنحها أروع شعور في حياتها، شعورها بالعشق، العشق اللذيذ.
كان يحيى جالسا في حجرة مكتبه عاقدا كفيه امام وجهه يفكر في عمق، في مشاعره المتصارعة تجاه رحمة، إنها حقا مشاعر معقدة، إن لم يستطع فك صراعها، والتحكم بها، ستؤدى به حتما إلى الجنون.
رن هاتفه لينظر إلى شاشته ثم يعقد حاجبيه بضيق وهو يرى إسم المتصل، لقد كان يكن لهذا الشخص احتراما، ولكن منذ أن علم برغبته في الزواج من رحمة، تبدلت مشاعره لغيرة وكره، لا يستطيع التحكم بهما، كاد أن يتجاهل هذا الإتصال الهاتفى ولكن شيئا ما دفعه للرد، ربما هو الفضول لمعرفة سبب مكالمته، ليرد قائلا بصوت هادئ يحاول التحكم في نبراته:
ألو.
أجابه صوت توفيق الهادئ بدوره قائلا:
إزيك يايحيى، عامل إيه دلوقتى؟
زفر يحيى قائلا:
بخير ياتوفيق، خير؟
ظهر الإضطراب على صوت توفيق وهو يقول:
انا، انا عارف إنى بتصل في وقت مش مناسب بس الحقيقة، الحقيقة يعنى، أنا كنت طلبت طلب كدة من مدام رحمة وهي قالتلى إنها هتفكر، وأصلى، يعنى، أنا، بكلمها كتير ومبتردش علية، والحقيقة أنا لازم أحدد موقفى عشان أعرف هعمل إيه، لإن السفر إتحدد بعد أسبوع، والموضوع مش هينفع يتأجل أكتر من كدة.
جز يحيى على أسنانه وهو يتظاهر بعدم معرفته بالأمر قائلا:
ممكن أعرف إيه الموضوع اللى مش هينفع يتأجل ده؟
قال توفيق بإرتباك:
الحقيقة مش هينفع، لإنه موضوع خاص.
إلى هنا وكفى، موضوع خاص بينك وبين رحمة، في أحلامك يافتى، ليقول يحيى بهدوء يخالف ثورة مشاعره:
عموما أنا هكلمها وأخليها ترد عليك.
قال توفيق بسعادة:
شكرا، شكرا بجد يايحيى، أنا في إنتظار مكالمتها، سلام.
أغلق يحيى هاتفه بعصبية وكاد أن يكسره ولكنه تمالك أعصابه وهو ينهض ويتجه بخطوات غاضبة لحجرة رحمة ليفتحها بغضب ويقف متسمرا أمام ذلك المشهد، يتأمل رحمة الواقفة أمام المرآة، تلف منشفة حول جسدها، عارية الكتفين والساقين، تبدوا كما لو كانت خارجة توا من الحمام بذلك الشعر الندي الملتف حول وجهها ببراءة، تنظر إليه بعينين متسعتين من الصدمة وتضم يدها على تلك المنشفة وكأنها تخشى سقوطها، لتفيق من صدمتها قبله وهي تقول بغضب:.
إنت إزاي تدخل علية بالشكل ده؟
أفاق من سحر مظهرها الرائع والذي يغرى قديسا، ليبتلع ريقه بصعوبة قائلا:
بتقولى إيه؟.
كادت رحمة أن تبتسم لولا إحراج الموقف، تدرك أنه ليس منيعا ضدها كما يحاول أن يبدو، يقف هناك يبدو على ملامحه كل الإضطراب، لتقول معيدة كلماتها ولكن بنبرة هادئة ذهب عنها الغضب:
بقولك إزاي تدخل علية فجاة كدة من غير إستئذان؟
قال في إرتباك:
أصل يعنى، أنا كنت، هو…
لينفض إرتباكه وهو يقول بحزم:.
انا كنت جاي أقولك إن كتب كتابنا بكرة.
إتسعت عينيها بصدمة ليبتعد مغادرا، كادت أن تناديه، تعترض، ولكنها تدرك في قرارة نفسها أنها لن تود غيره زوجا، ليس فقط من اجل هاشم ولكن من إكتشافها الأكيد في الأيام الماضية أن قلبها مازال يعشقه، وبقوة، لذا آجلا ام عاجلا، سيتم الزواج، فلا يهم إن كان غدا او بعد الغد.
تنهدت وكادت أن تخلع عنها منشفتها لتلبس قميصها حين اقتحم يحيى حجرتها مجددا لتتمسك بمنشفتها بشدة تنظر إليه بصدمة مجددا، تتخيل ماذا كان ليحدث لو تأخر ثانية واحدة، لتؤكد على نفسها بغلق بابها بالمفتاح حين تود ان تبدل ملابسها، كادت أن تتحدث حين قال يحيى بنبرة تحذيرية:
ممنوع تردى على توفيق، وممنوع تكلميه خالص، أقولك إعمليله بلوك، مفهوم؟
لم يمنحها فرصة للرد وهو يغادر مجددا لتسرع رحمة وتغلق الباب خلفه بالمفتاح، ثم تستند بظهرها إليه، وهي تدرك في حيرة أنه يغار عليها، ترى هل يحمل حقا لها مشاعر في قلبه؟مجرد تفكيرها هذا حمل إلى قلبها أملا، وإلى شفتيها إبتسامة، إبتسامة عشق..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الثلاثة يحبونها)