رواية الثلاثة يحبونها الفصل الثامن عشر 18 بقلم شاهندة
رواية الثلاثة يحبونها البارت الثامن عشر
رواية الثلاثة يحبونها الجزء الثامن عشر
رواية الثلاثة يحبونها الحلقة الثامنة عشر
كانت رحمة تتهادى كالفراشة بين جنبات المنزل، تبتسم بدبلوماسية في وجوه الحاضرين، تتابعها عينا يحيى بشغف، بغيرة من تلك العيون المسلطة عليها، حتى إستقرت بين مجموعة من الحاضرين، تتحدث معهم بأريحية ليتعرف فيهم على نهى، تلك الصديقة القديمة لرحمة وزوجة عيسى أحد شركاءه في تلك الصفقة الجديدة، ليقترب من رحمة ويضع يده على ظهرها لتلتفت إليه تمنحه إحدى إبتساماتها الدبلوماسية، لييبتسم بداخله، هي تخبره بإبتسامتها أنه بالنسبة إليها مثلهم ولكن إرتعاشة جسدها تحت يديه وفركها لتنورة فستانها يخبرانه العكس تماما.
ليمنحها هو إبتسامة خلابة سحرت لبها وجعلتها أسيرة عينيه، ليظهر للجميع أنهما عاشقين، فيبتسموا بدورهم، بينما أشاح مراد بوجهه عنهما وهو يأخذ كوبا من العصير ليتجرعه مرة واحدة، كما إعتاد تجرع ألمه، فها هو زوج لإثنين ويحب ثالثة، ومازالت السعادة غائبة عن حياته، والأدهى أن من يحبها هي زوجة أخيه كما كانت دائما، في البداية هشام والآن يحيى، ليتوقف فجأة عن التفكير وهو يلاحظ شيئا غريبا، ألم قلبه الغريب هذا ليس ناتجا عن الغيرة كما كان بالماضى، بل هو نتاج شئ آخر، أم أنه يهيأ له؟فقد رآها تبتسم للجميع ورأى الجميع عيونهم مسلطة عليها، ولم يتألم قلبه غيرة.
تألم قلبه غيرة فقط حين رأى سعادة وعشق تنبعث من عيونهما تجاه بعضهما البعض، كأنه يود لو حظي بمثل هذا الحب، لو غرق فيه حتى الثمالة، أتراه لم يعد يحب رحمة؟أتراه كان وهما تزول آثاره من قلبه ببطئ، ترى ما السبب الذي جعله يرى رحمة الآن كإمرأة عادية تعشق زوجها وزوجها يعشقها، لا يتأملها كإمرأة، لا يتأمل ملامحها، قوامها، فقط يتأمل عيونها العاشقة، نظرتها، لقد قالها سابقا، لقد أصابه مس من الجنون ومن الأفضل أن يغادر الآن أن يذهب بعيدا إلى واحة راحته، إلى شروق، لعله يجد عندها جوابا لأسئلته، او على الأقل، راحته.
كانت بشرى في نفس الوقت تتابع هذا النادل الذي سلمته العصير ونفحته مبلغا من المال ليسلمه لرحمة، رحمة فقط، لتبتسم بإنتصار حين أمسكت رحمة كوبها وبدأت تشرب منه، لتلقى عليها نظرة أخيرة شامتة قبل أن تبتعد مغادرة بسرعة لتجد مجدى بالفعل ينتظرها بالخارج في سيارته، لتسرع بالركوب في حين قال لها:
عملتى إيه؟
خلعت نقابها وهي تقول:
كله تمام، يلا بينا من هنا.
إبتسم وهو ينطلق بسيارته، يسابق الريح.
إرتطم أحد الحاضرين برحمة وهو يتراجع محدثا أحدهم ليسقط كوب العصير من يدها منكسرا، بينما كادت هي ان تسقط لولا تلك اليد القوية التي جذبتها لتستقر في حضن صاحبها الصلب، والتي عرفته على الفور فلطالما كان ملجأها، لتسمع صوته القوي وهو يقول:
إنتى كويسة؟
أومأت برأسها بهدوء، دون أن تبتعد عن حضنه، تنعم بدفئه، ليعتذر الذي صدمها قائلا:
أنا آسف والله مكنش قصدى يايحيى، آنا آسف يامدام رحمة، أنا بس…
قاطعه يحيى قائلا:
خلاص يافوزى محصلش حاجة.
ليعتذر فوزى مجددا بإحراج وقد لاحظ نبرات يحيى نافذة الصبر، ثم إبتعد بسرعة بينما إعتذر يحيى من الحاضرين ثم إتجه بها إلى المنزل، وهي مستسلمة له وهو يقودها، تشعر ببعض الضعف يزحف إلى جسدها، ليأخذها يحيى إلى حجرتهما وهو يلاحظ شحوب وجهها ليقول بقلق ما إن دلفا إلى الحجرة:
رحمة، إنتى بجد كويسة؟
نظرت إليه وقد بدأ بعض الألم يظهر على وجهها وهي تمسك معدتها قائلة بضعف:.
الخبطة كانت بسيطة بس مش عارفة، فيه وجع في بطنى، والوجع بيزيد يايحيى.
نظر يحيى إلى معدتها التي تمسكها بقلق ليقول بسرعة:
أنا هكلم الدكتور رءوف ييجى يطمنا عليكى و…
لم يكمل كلماته وهو يراها تجرى على الحمام ليتبعها بقلق ليراها تفرغ محتويات معدتها، تكاد أن تسقط ليسندها بسرعة وهو يحضر تلك المنشفة الصغيرة ويبللها قليلا يمسح به فمها و وجهها المتعرق، ثم يحملها ويتجه بها إلى السرير، يمددها عليه، ليتمدد بجوارها وهو يضمها إلى صدره، يمسك هاتفه محادثا الطبيب بسرعة قائلا:
دكتور رءوف تعالى دلوقتى ع الفيلا، بسرعة.
ليغلق الهاتف وهو يضمها إلى صدره بقوة، يشعر قلبه ولأول مرة، بالخوف.
كان يحيى يجلس أمام حجرة العمليات في هذا المستشفى الخاص بصديقه الطبيب رءوف بوجه شاحب، عيونه معلقة بتلك اللمبة الحمراء المضاءة، وقلبه ينتفض بين ضلوعه رعبا على تلك القابعة بالداخل بين الحياة والموت.
(حالة تسمم ويجب ان تنقل فورا إلى المشفى).
، كلمات قليلة قالها له رءوف ولكنها كانت كنصل حاد إخترق قلبه، جعله يعانى نزيفا من الألم، يموت ببطئ وهو يشعر أنه ما بين اللحظة والأخرى قد يفقدها، مجددا، ولكن تلك المرة، للأبد.
لماذا يقسو عليه القدر هكذا، لماذا يحرمه منها دائما، لماذا كلما إقترب وشعر أنه قاب قوسين أو أدنى من الوصول إليها يبعدها القدر عنه بقسوة، لماذا، لماذا؟
ضرب بقبضته الكرسي الحديدى بجواره ضربات متتالية أدمت يده وهو يصرخ في لوعة قائلا:
ليه بس، ليه؟
إقترب منه مراد في ثوان وأمسك قبضته الدامية قائلا في جزع:
إهدى بس يايحيى، جرالك إيه؟
نظر إليه يحيى بعيون غشيتها الدموع ليشعر مراد بقلبه ينفطر حزنا على أخيه، ليتمزق تماما وأخيه يقول بمرارة:.
رحمة بتموت يامراد، رحمة بتروح منى تانى، المرة اللى فاتت قلبى مات في بعدها، بس عشت لإنها كانت عايشة وبتتنفس، المرة دى مش هستحمل، هموت وراها يامراد.
إحتضنه مراد قائلا في أسى:
متقولش كدة يايحيى، إستهدى بالله، رحمة هتعيش وهترجعلك، وهتعيشوا زي أي إتنين بيحبوا بعض.
خرج يحيى من حضن أخيه قائلا في ألم:.
أنا مش بس بحبها أنا بعشقها، من أول يوم شفتها فيه وقلبى مبقاش ملكى، خطفتنى بعينيها، بسحرها، بحبها اللى كانت محاوطانى بيه، وباين في كل تصرفاتها، صارحتها ولقيتها هي كمان بتصارحنى، مكنش حب مزيف زي ما حاولت أوهم نفسى عشان أبرر خيانتها لية، دلوقتى لازم أعترف إن حبها كان حقيقى، كنت بحسه في نظرتها، لمستها، رعشتها وهي في حضنى، كل حاجة بتعملها كانت بتصرخ، بحبك، لما شفتها مع أخويا، كان لازم أتأكد قبل ما أظلمها، أيوة ظلمتها، قلبى حاسس دلوقتى إنى ظلمتها وإن فيه حاجة مش طبيعية حصلت زمان ودفعت أنا وهي تمنها غالى من عمرنا ومشاعرنا، خايف يجرالها حاجة دلوقتى وملحقش أقولها إنى بحبها وإنى فعلا طلعت زيكم زي ما قالت وظلمتها، خدتها بذنب مش ذنبها، وإنى آسف، آسف على كل القسوة اللى شافتها منى، وإنى مش عايز دلوقتى غير إنى أشوفها بخير وبس وإن سعادتها لو هتبقى في إنها تكون بعيد عنى، فأنا…
ليهز رأسه نفيا وهو يقول في مرارة:
لأ مش هقدر، مش هقدر أسيبها تبعد عنى يامراد، الموت عندى أهون،
لتغشى عيونه الدموع مجددا وهو يردد بهمس مرير:
الموت عندى أهون.
ربت مراد على كتف أخيه وهو يشعر بالشفقة عليه، يدرك مشاعره، يتفاجئ بها وبماضيها القوي، لتتردد كلمات أخيه داخل صدره، لتتمثل أمامه إحداهن، ظن في البداية أنها رحمة بهذا الشعر الكستنائي لتلتفت إليه فجأة ويرى عيونها العشبية تتطلع إليه بعشق، ترتسم على شفتيها إبتسامتها العذبة والتي تريح قلبه من كل الهموم، شروق، تأملها للحظة قبل ان تختفى صورتها، ليغمض عينيه وقد ضربته الحقيقة بقوة، لقد جذبته بسحرها وحيويتها، وخفة ظلها، بجمالها ورقتها، منحته عشقا ظهر في كل أفعالها، أحاطته بكل ما يجعله رغما عنه يقع بغرامها، ولكن قلبه كان يغشاه وهم عشقه لرحمة والذي لم يدع له مجالا للتفكير بغيرها، وحين أيقن أن رحمة تحب أخاه وأخاه يحبها، بدأ ضباب ذلك الوهم ينقشع تدريجيا، حتى اليوم، فاليوم أدرك وبكل يقين أن حبه لرحمة إنتهى منذ زمن وأنه لم يكن سوى وهما، فالحب من طرف واحد، هو عذاب يودى بصاحبه إلى الهلاك إن لم يدعه لحال سبيله، وقد ودعه هو منذ زمن ودون أن يشعر، ليعشق قلبه فاتنته شروق دون أن يدرى، وها هو الآن يدرك أنه أحبها هي، وحدها دون غيرها، فهي من إستطاعت أن تجعله أسيرا لها بعشقها وكينونتها الطيبة، ليشعر بسعادة داخلية لهذا الإكتشاف فهي حبيبته الآن وأم طفله، ليشعر بالجزع لخوفه من أن تكون قد أجهضت الجنين، وقتها ستنهار علاقتهما وبلا رجعة، ليقرر فور الإطمئنان على رحمة أن يسرع إليها يطلب منها غفرانا لا يستحقه ولكنه يعلم أن قلبها الطيب سيمنحه ذلك الغفران فور طلبه إياه.
أفاق من أفكاره على صوت فتح غرفة العمليات وخروج رءوف منها، ليتجها إليه على الفور ويقول يحيى بلهفة:
رحمة كويسة يارءوف؟
إبتسم رءوف بهدوء قائلا:
إطمن يايحيى، مدام رحمة بقت كويسة الحمد لله، السم كان شديد والحمد لله إن اللى وصل معدتها منه كمية قليلة أوي، وإنها كمان تقيأت، وده قلل من تأثيره، وخلانا قدرنا ننقذها في الوقت المناسب.
ظهر الإرتياح على ملامح كل من يحيى ومراد، ليقول يحيى:
الحمد لله.
قال الطبيب في حزم:
بس الموضوع فيه شبهة جنائية، فيه حد كان قاصد يموتها، وأنا لازم أبلغ يايحيى؟
عقد يحيى حاجبيه وهو يقول بصرامة:
لأ يارءوف، مفيش داعى لتدخل البوليس، اللى عمل العملة السودا دى أنا هوصله بنفسى، وهيكون عقابه عندى أنا، وصدقنى مش هرحمه، ده تارى يارءوف ويحيي الشناوي مبيسيبش تاره أبدا.
تنهد رءوف بقلة حيلة وهو يدرك صلابة وعناد يحيى، ليقول بهدوء:.
تمام، إحنا هننقل مدام رحمة دلوقتى لأوضتها، وياريت تبقى في راحة تامة وبعيد عن التوتر، وحمد الله على سلامتها.
أومأ يحيى برأسه في هدوء ليغادر رءوف بينما قال مراد بقلق:
هتعمل إيه يايحيى؟
قال يحيى وعيونه تملؤها القسوة:
هطمن على رحمة الأول وبعدين هوصل للى عملها، وهخليه يتمنى لو كان في آخر الدنيا عشان مطولوش، وبرده هجيبه ولو كان في سابع أرض، وساعتها، صدقنى مش هرحمه.
تأمل يحيى ملامح رحمة الساكنة، يتخيل حياته من دونها ليجدها مستحيلة التخيل، فلا حياة له وهي خارجها، يسرح في كل ما مر بهما، من بداية تعارفهما وحتى تلك اللحظة، لتتردد في آذانه كلماتها الأخيرة(حرام عليك كفاية ظلم، لو كنت دورت جوة قلبك كنت هتعرف الحقيقة، إنت زيهم كلهم)لينتفض واقفا وهو يقول:.
لأ يارحمة، أنا مش زيهم، أنا بحبك أوي، محدش في الدنيا حبك أدى، ولو كنت ظلمتك زيهم فعشان غيرتى عميتنى وخليتنى مشفش اللى شايفه أدامى دلوقتى، لما رجعت بالأحداث لورا، شفت صدمة في عينك أول ما شفتينا، مش صدمة حد بينكشف، لأ، صدمة انا فين وبعمل إيه هنا، وإنتوا واقفين بتبصولى كدة ليه، وصدمة لما سمعتى كلام جدى وهشام اللى إعترف إنكوا على علاقة من زمان وإنه مستعد يصلح غلطته دلوقتى، شفت قهرة في عيونك وإنتى بتبصيلى وأنا ساكت مبقلش حاجة، واقف جامد ببصلك وأنا مش عارف أشرب من دمك ولا أسيبك تتجوزى هشام وتغورى من وشى، دلوقتى بس شفت ده كله، دلوقت حسيت فعلا بكل ده، بس إزاي متكلمتيش إزاي مدافعتيش عن نفسك؟، أكيد هشام خدرك وأخدك أوضته، أكيد عمل حاجة عشان نقع كلنا في الفخ ونجوزهولك، وده اللى حصل، أد إيه كنت ساذج وقتها، أد إيه كنت غبى.
ليقترب منها يميل على وجهها يزيح خصلاتها المتعرقة على جبينها بحنان قائلا في تصميم:
بس وعد منى هعرف إيه اللى حصل زمان ومين السبب في اللى جرالك النهاردة ومش هرحمه، ولازم أرجعلك حقك من كل اللى ظلموكى حتى لو كنت أنا بينهم، بس أهم حاجة دلوقتى، تفوقى وترجعيلى يارحمة، أنا بحبك أوي.
توقف قلبه عن النبض ثم عاد لينبض مجددا وهي تقول بهمس:
يحيى.
تأمل ملامحها، وعيونها المغلقة، ليدرك أنها تناديه وهي مازالت تحت تأثير البنج ليذوب قلبه وهو يهمس بدوره قائلا:
قلب يحيى.
رددت إسمه مجددا بهمس لتشتعل دقات قلبه ويميل على وجنتها يقبلها قبلة بطيئة تحمل مشاعر قلبه كلها وهو يهمس بجانب أذنها قائلا:
عمره كله.
ثم نثر قبلاته على باقى وجهها يهمس بعشقه لها ما بين القبلة والقبلة وبينما يقبل شفاهها قبلة خفيفة أغمض بها عيونه ليشعر بشفتيها تنفرج قليلا وكأنها تبادله قبلته ليفتح عينيه ويبتعد عن وجهها ليراها تطالعه بعينين ناعستين، تستفيق من تأثير المخدر لتبتسم بضعف هامسة بإسمه:
يحيى.
ليميل مقبلا شفتيها بخفة مجددا لتتسع عينيها بدهشة، ثم يرفع رأسه قائلا بعيون ظهر بهما عشقه خالصا لتنظر إلى عيونه بحيرة قائلة بضعف:.
يحيى أنا، إنت،
وضع يحيى إصبعه على شفتيها قائلا بعشق:
أنا بحبك، بحبك أوي يارحمة.
نظرت إليه رحمة في صدمة لإعترافه الصريح هذا بعشقها، لتتسع عينا رحمة في دهشة و، سعادة.
دلف مراد إلى المنزل يبحث عن شروق فلم يجدها، دلف إلى حجرته ليجد ورقة بيضاء مطوية وضعت على الكومود بإسمه، فتح الورقة بسرعة وجرت عيناه على محتوياتها،
(مراد…
أنا مش مستعدة أتخلى عن طفلى حتى لو خيرتنى بينك وبينه، أنا بختاره هو، تعرف ليه؟لإنى مستحيل هختار واحد باعنى بالرخيص وفى أول موقف مر علينا، وكأنى مهمكش يامراد ولا يهمك مصيرى، سواء أموت، أو، أعيش، مش هتفرق معاك، أنا كنت موجودة في حياتك ليه؟، عشان أكون مجرد بديل، مرة أكون بديل لمراتك اللى مبتحبهاش، ومرة بديل لحبييتك، حبيبتك اللى مقدرتش توصلها، مش كدة؟، للدرجة دى يامراد كنت بالنسبة لك ولا حاجة، للدرجة دى محسيتش بية وبقلبى اللى كان بيتعذب كل يوم وأنا عندى أمل واحد في المليون إنك تحس بحبى وتحبنى ولو شوية، الأمل ده النهاردة إنت قتلته زي ما كنت عايز تقتل إبنك، ضناك، وتقتلنى معاه، لكن انا هعيش، هعيش عشان خاطر إبننا، متحاولش تدور علية عشان مش هتلاقينى، ومتقلقش مش هتشوفنى تانى ولا هتشوف طفلك، إنسانا يا مراد وأظن إن ده سهل عليك، أوي، شروق).
جلس مراد فلم تعد قدماه قادرتان على حمله، يشعر بالإنهيار بداخله، تمزقه كلماتها تمزيقا، يدرك فيم تفكر الآن وبما تشعر، لقد كانت تعلم، تعلم بحبه لأخرى ولم تلومه ولم تعاتبه، فقط تحملت ألمها بداخلها ووارته، لترسم إبتسامتها على شفتيه وتسعده، كم كان غبيا حين أعماه عشقه المزيف عن رؤية كل مشاعره تجاهها، عن منحها ما تستحق، فقط السعادة والحب، فهي تستحقهما،.
ليظهر التصميم على وجهه، سيجدها، وسيفعل المستحيل لتسامحه، وسيعلنها زوجة له أمام الجميع حتى وإن واجه بذلك أعاصير بشرى، ورفض عائلته، سيربى طفله بينهما وسيمنحهما كل ما حرمهما منه، نعم هذا ما سوف يفعله، لينهض سريعا ويركب سيارته يقودها بأقصى سرعة متجها إلى حيث يمكن أن يجد شروق، ولن يهدأ له بال حتى، يجدها.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الثلاثة يحبونها)