روايات

رواية التل الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم رانيا الخولي

رواية التل الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم رانيا الخولي

رواية التل الجزء الثاني والثلاثون

رواية التل البارت الثاني والثلاثون

التل
التل

رواية التل الحلقة الثانية والثلاثون

في اليوم التالي
كعادتها توليب تظل مستيقظة طوال الليل حتى صلاة الفجر وتظل في سبات حتى الثانية ظهراً وقت تناول الغداء
جلس جواد على رأس الطاولة حيث كان يجلس جده مما جعلها تجلس بعيدة عنه
ولم تسلم كريمة من كندا التي لم تترك فرصة إلا وتعاندها بها كما كانت تفعل هي من قبل.
بعد انتهاءهم من الغداء خرج جواد
ولم تتردد توليب وخرجت خلفه
رأته وهو يذهب للحديقة الخلفية حيث رأته بها أول مرة يمتطي حصانه ويمرح به داخل السياج
ابتسمت للذكرى وخاصة عندما وجدته يدلف الإسطبل ويخرج منه أحد الأحصنة ويمتطيه فعلمت حينها بأنه يشعر بالضيق
وقفت أمام السياج تنظر إليه بوله وهو لم يتفاجئ بها وكأنه يعلم بأنها ستأتي خلفه
وقف أمامها بحصانه الذي لم يعرف الهدوء وظل يتحرك معترضًا على وقوفه وقال جواد بابتسامة
_ ايه رأيك نبات النهاردة في المزرعة؟
اتسعت عيناها بفرحة
_ بجد؟
اومأ لها
_ بجد
نظر في ساعته وقال
_ نص ساعة وتكوني چاهزة؟
هزت راسها بنفي
_ نص دقيقة.
ضيق جواد عينيه وتحدث بخبث
_ بس المكافأة تكون بزيادة خايف متجدريش عليها.
زمت فمها بحنق وهي توليه ظهرها كي تعود للقصر
_ منحرف.
ضحك جواد واخذ ينظر إليها حتى دلفت القصر ثم أخرج هاتفه وقام باجراء مكالمة وعندما جاءه الرد تحدث بجدية
_ ميعادنا الليلة دي في المزرعة في المكان اللي اتفاجنا عليه وتچيب الفيديو معاك.
انهى حديثه ثم أغلق الهاتف.
اخذت توليب حقيبتها الصغيرة ونزلت للأسفل فتجد كندا تصعد الدرج
_ مسا الخير تولي شايلة شنطاتك ورايحة على وين؟
ردت توليب بفرحة
_ رايحة المزرعة مع جواد هنابت هناك النهاردة وهاخد يزن معايا.
هزت رأسها برفض
_ لا ما بيصير روحوا انتو انبسطوا ويزن راح يضل معي.
امتعضت توليب فطمئنتها كندا
_ لا تقلقي عليه يزن بعيوني روحي انتي وانبسطي مع چوزك
اومأت توليب وخرجت من القصر حيث كان ينتظرها جواد بالسيارة وانطلقوا بها للمزرعة.
________________
ظل مراد حبيسًا داخل مكتبه لا يود الخروج منه
يعاتب نفسه
لما طاوعها ووافق على الطلاق، هي جريحة ولا تعرف ما تقوله
ولكن لما هي أيضاً طاوعت والدها ووافقت على البعد
لم يجرحها يومًا وكان عطوفًا معها ولم يبخل عليها بعواطفه ولا باهتمامه بل كان يعاملها بكل حب واحترام
لم يتزوج لأنه يود الانجاب بل لأنه رغماً عنه أحب ولن يترك قلبه لعشق محرم ولذلك أعلنه في النور كي لا يحمل وزر يغضب به ربه
هو حقًا لا يريد ذهابها بل يود بقاءها فهي تملك حيزًا كبيرًا داخل قلبه.
لكنها خذلته وطاوعت والدها
اخرجه من شروده صوت الباب ودخول نور وهي تحمل طفلها
حاولت الابتسام فخرجت ابتسامتها باهتة وتمتمت برتابة
_ بقالك فترة يا في المستشفى يا في المكتب قلت نيجي انا وآسر نسلم عليك.
ابتسم مراد وهو ينظر لآسر ومد يده ليأخذه منها وتطلع إليه بحب والتفكير في الأمر لا يرحمه
ماذا لو فشل مخطتته
وماذا سيفعل إن ضاع منه
رفع عينيه لنور وتحدث بجدية
_ بتثقي فيا؟
قطبت جبينها بدهشة ثم قالت بحيرة
_ اكيد بس ايه لزمته السؤال ده؟
التزم الصمت قليلًا ثم نظر إليها قائلاً
_ لو بتثقي فيا غيري هدومك وتعالي معايا.
لم تفهم شيء من حديثه وقالت
_ طيب هنروح فين؟
_ هتعرفي كل حاچة بعدين
وافقت نور وفي خلال نصف ساعة كان ينطلق بسيارته ذاهبًا بهم إلى القاهرة.
________________
وقفت في شرفة غرفتها تنظر إلى المكان باشتياق
انتبهت ليدي جواد التي احتضنت خصرها من الخلف وقال هامسًا بجوار أذنها
_ وحشتيني.
التفت بين ذراعيه كي تنظر إليه وتمتمت بسعادة بالغة
_ وانت كمان يا جواد وحشتني أوي أوي اخيرًا رجعنا بيتنا.
ابتسم بحب وقام برفع نقابها وتلاه حجابها وترك شعرها ينسدل حولها بحرية فقالت باستياء
_ جواد احنا في البلكونة ممكن حد يشوفني.
طمئنها بابتسامته الساحرة
_ متجلجيش محدش اهنه واصل اديتهم أجازة عشان نكون براحتنا.
ضيقت عينيها بمكر
_ اه شكلك عايز تكرر شقاوة ليلة الحنة.
ضحك جواد بسعادة وتمتم بحبور
_ بالظبط إكدة، ويلا بجا خلينا نبدأها بدري.
_ لأ خليني اعمل عشا خفيف الأول لتجوعني زي المرة اللي فاتت
_ ماشي يا ستي وانا هروح أجهز الاحصنة لحد ما تخلصي
خرج جواد وابدلت توليب ملابسها بملابس عبارة عن (هوت شورت) وبلوزة بدون أكمام وأسدلت شعرها بحرية على ظهرها وخرجت من الغرفة كي تحضر طعام العشاء
بعد الانتهاء وضعت الطعام على الحامل وخرجت به ناحية السياح وقد كان جواد يتأكد من وضع السرج حول فرستها.
رمش بعينيه وهو يراها تدنوا منه وهي تحمل الطعام بتلك الهيئة التي خطفت انفاسه وجعلت قلبه تزداد وتيرته
حورية سقطت عليه من السماء كي تكون عوضًا له عن الجفاء الذي عانى منه طوال أعوام
وكلما اقتربت منه كلما زادت وتيرته حتى اجتازت السياج
وضعت الطعام على طاولة صغيرة جانب السياج ثم تقدمت من جواد بابتسامتها التي أنهت على ما تبقى به من ثبات وما إن اقتربت منه حتى خطفتها يداه وقربها من صدره كي يأخذ شفتيها في قبلة أعادت إليه انفاسه التي أسرتها تلك الأميرة التي خرجت له من أحدى قصص الأساطير
كان يحتويها بذراعيه الحانية وكأنها قطعة زبد يخشى ان تذوب بين يديه
لكن اشتياقه وحاجته إليها جعل قبلاته أكثر ضراوة وهي مستسلمة برحابة بين يديه
ابتعد عنها قليلًا عندما لاحظ حاجتها للهواء لكن عينيها التي تطلعت إليه بوله جعلته يعيد الكرة ويأخذها في قبلة أشد وأقوى
بعد وقت ليس بقصير وضع جبينه على خاصتها وتمتم بانفاس متقطعة
_ عملتي فيا ايه؟ ليه بتعذبيني بالشكل ده؟
تطلعت إلى عينيه التي ترمقها بعشق جعل قلبها يرفرف بسعادة وتمتمت بهمس اشعل لهيب قلبه
_ ولسة هتشوف مني عذاب أشد من كدة.
رفع حاجبيه متسائلًا بمكر
_ افهم من إكدة إن المكافئة هتكون مضاعفة؟
هزت راسها بخجل وهي تتهرب بعينيها لكنه أمسك ذقنها ليجبرها على النظر إليه وتابع بخبث
_ إن نجحتي هنيجي هنا كل أسبوع وإن فشلتي فهتكون كل أسبوعين
ردت بلهفة
_ هنجح.
ضحك جواد وقال بتحذير
_ وإن استسلمتي هيكون فيها غرامة انا مش بحب الاستسلام.
ضربته بخفه على كتفه وقالت بغيظ
_ طيب سيبك بقا من الانحراف ده وخلينا نتعشى.
تقدمت من الطاولة وقامت بوضع الطعام في الأطباق فتطلع إليه جواد وقال بمزاح
_ يعني بجالك ساعة والآخر عملتي بيتزا.
هزت راسها بمرح
_ هي اخدت مني وقت صحيح بس طعمها حكاية
جلس على المقعد وهو ينظر إلى ملابسها وغمغم باعجاب
_ بس حلو جوي الهوت شورت ده، شكلنا النهاردة هنعمل عرض ازياء للهدوم اللي مشفتهاش لحد دلوجت.
زمت فمها بغيظ
_ هو ده برضه من ضمن المكافئة؟
جذبها لتجلس على ساقه وغمغم بجوار أذنها
_ ده الأهم، يلا اكليني.
شرعت توليب في اطعامه وهي تسمع منه كلمات غزل اطرب بها أذنها وجعلها تشعر بأنها ملكة متوجة على عرش قلبه
وبعد الانتهاء اخذها ليساعدها على امتطاء فرستها
_ امسكي اللجام كويس.
امسكت توليب اللجام وهي تتمتم برهبة
_ بس انا خايفة تجري.
طمئنها بصبو
_ متجلجيش الفرسة دي بالذات هادية جوي عشان أكدة أخترتها ليكي.
امتطى جواد حصانه بمهارة ثم تقدم منها وهو يقول بتروي
_ حركي رجلك براحة عشان الفرسة تتحرك
وكزتها توليب بهوادة فبدأت بالتحرك لتسير على خط السياج بجوار جواد
كان الأمر ممتع بالنسبة لها وهو استطاع أن ينحي آلمه جانبًا ويستمتع بوقته معها.
كانت مستلقية بجواره واضعه رأسها على صدره العريض
يشاهدها وهي نائمة وأنفاسها المنتظمة تداعب صدره.
انتبه لأهتزاز هاتفه فعلم هوية المتصل
رفع رأسها بتروي عن صدره وأعاده على الوسادة ثم انسل من جوارها وقد رفع الغطاء عليها ودلف المرحاض
خرج بعد قليل من الغرفة وتوجه إلى حصانه كي يمتطيه وانطلق به ناحية التل حيث كان آدم بانتظاره.
اوقف حصانه بجواره وتحدث بجدية
_ عملت ايه؟
_ زي ما جولت اتفجت معاه انه يجدم الورج باسم واحد ميت وجالهم انه مسافر وعمل توكيل له والمشروع هيكون باسمه وهنربط كلمتنا معاهم بعقد شراكة.
_ طيب وبالنسبة للفيديو عملت فيه أيه؟
_ چاهز معاي زي ما طلبت
اخرج فلاشة من جيبه واعطاها لجواد وتابع
_ لو كنت فاكر إن اللي حصل لحسان خلى ناري بردت تبجى غلطان اني كنت رايح أجتله بيده بس غيري سبجني ليه.
_ بس اللي حصل ده هو اشد انتجام أنه يتجتل على يد اجرب الناس له، صدجني هو ده الانتقام الحجيجي
اليوم اللي هتمضي العجد فيه هتكمل انتجامك من خالد وهتاچي وجتها تاخد حجك وتطلب ياسمين زي ما طلبتها مني
_ تمام
انطلق آدم بحصانه وعاد جواد لزوجته فيجدها مازالت نائمة
أبدل ملابسه ثم اندس بجوارها يعيدها إلى أحضانه فتشعر هي به وتضع رأسها في تجويف عنقه وواصلت نومها.
______________
ظلت سلمى حبيسة غرفتها مهما حاول الجميع إخراجها منها لكنها تأبى ذلك
غدًا ستسافر إلى أخيها في امريكا لتكمل دراستها ربما الانشغال بها ينسيها ذلك الألم الذي استوطن قلبها
فهل ستجد من يهون عليها ذلك الألم؟
______________
ظلت نور طوال الطريق في صمت مطبق وهي لا تدري إلى أين وجهتهم
حاولت معه كي يخبرها لكنه يرد باقتضاب بأنهم على وشك الوصول
حتى توجه إلى منزل عاصم
انقبض قلبها خوفًا ونظرت لمراد الذي اوقف السيارة أمام المنزل وسألته بعدم استيعاب
_ انت جايبني هنا ليه؟
تنهد مراد بتعب وقال بثبوت
_ انتي مش بتثقي فيا؟
هزت راسها بنفي وقالت
_ لحد هنا وهفقد الثقة في اي حد.
زم فمه دلاله واضحة على مدى ضيقه وقال بهدوء
_ نور خلينا نتكلم بالعجل، ابنك من حجه يشيل اسم ابوه بحيث بكرة لما يكبر ويعرف الحجيجة متأثرش عليه
على الأجل لما يسأل عن ابوه وجوازك منه نجدر نجوله كانت في ظروف تمنع إننا نسجل الجواز وبعدين هو له حقوق ولازم ياخدها.
لم تقتنع نور وقالت بخوف
_ ولو عاصم اخده مني؟
طمئنها بحكمة
_ متجلجيش اني هكون معاكي ومش هتخلى عنكم ومفكرتش اواجهك بيه إلا لما اتأكدت أن ده الوقت المناسب
عاصم مبجاش كيف لول من وجت موت ابنه وهو انكسر وأخته اللي بجت متحكمه فيه
من حجه إنه يعرف بحفيده وأني اشيل من على كتفي وزر اني مش حمله.
انقبض قلبها خوفًا وظنت بكلماته تلك أنه يتخلى عنهم فغمغمت بتوجس
_ افهم من كدة إننا بقينا حمل تقيل عليك وعايز تخلص منه؟
تحدث مراد لأول مرة بما يجول بقلبه قائلاً بصدق
_ بالعكس ربنا وحده اللي يعلم باللي چوايا، انتو بجيتوا كل حياتي عيلتي الوحيدة بس للأسف الظروف بتحكمنا وبتخلينا نعمل حاچة غصب عنينا
اني مش هسيبك ولا هسيب آسر يبعد عني لحظة واحدة بس لازم نعمل اللي يرضي ربنا أولا وبالأصول ثانياً ومتخافيش مش هيجدر يعمل غير اللي احنا رايدينه.
اومأت نور بصمت وترجلت معه وهي تحمل طفلها لكن لم ترحمها تلك الذكريات التي اقتحمت مخيلتها
انتابتها قشعريرة اصابت جسدها لكنها هدئت فور إن احاطها مراد بذراعه يبث بها الأمان وقال بقوة
_ جولتلك متخافيش اني معاگي.
دلفت نور معه وطرق مراد الباب فينفتح الباب بعد قليل وتظهر اعتماد التي ما إن رأتها حتى ابتسمت لها بترحيب
_ نور ازيك كنتي فين دورت عليكي كتير أوي.
لكن قاطع حديثها دخول مراد وذلك الطفل الذي قد اخذه منها عندما لم تستطيع السير ونقلت اعتماد نظرها بينهم بحيرة وقال مراد
_ عاصم بيه موجود؟
اومأت اعتماد بحيرة وقالت
_ اه موجود اتفضل.
دلف مراد وتقدمتهم اعتماد إلى غرفة عاصم وهي لا تعرف ماذا يحدث ومن ذلك الطفل وكيف تعرفت نور على مراد
طرقت الباب وسمح لها عاصم بالدخول
فاستئذنت اعتماد منهم
_ ثواني هعرفه الأول.
دلفت اعتماد ونظرت نور لمراد بخوف فطمئنها بنظراته وخرجت اعتماد لتشير لهم بالولوج.
دلف مراد ونور والتي هالها هيئة عاصم الذي فقد قوته وأصبح هزيلاً قعيد بمقعد متحرك، القى مراد السلام عليه
_ ازيك يا عاصم بيه.
رد عاصم بصوته الواهن
_ أهلاً يا مراد اتفضل.
اشار لها مراد بالجلوس فجلست بوجل ثم تحدث عاصم
_ ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه؟
نهض مراد ليتقدم بآسر منه ثم وضعه بين يديه وهو يقول
_ ده حفيدك ابن آسر الله يرحمه.
تسارعت دقات قلبه عند نطقه بتلك الكلمة وتطلع إلى ذلك الصغير الذي تركه مراد بين يديه وسأله بتلعثم
_ انت بتقول ايه حفيد مين وابن مين؟
_ آسر كان متجوز نور في السر وفي اليوم اللي اكتشف فيه حملها عمل الحادثة فيه وانتهت حياته ولما سهام عرفت الحقيقة هددتها وطلبت منها إنها تبعد يا إما هتأذيها، وجات عند أمي وعاشت معانا.
هدر قلب عاصم من حديثه ولاح الشك على ملامحه مما جعل مراد يقول برتابة
_ واوعى تفتكر إننا جايين عايزين حاجة كل الحكاية إننا جايين نعرفك عشان نخلي ذمتنا ونكون عملنا اللي علينا.
تطلع عاصم لوجه ذلك الطفل والذي يشبه آسر إلى حد كبير وكأنه نسخة مصغرة منه
لم يشك بكذبهم فهو يعلم مراد جيدًا لكنه اراد التأكد
_ وايه اللي يثبت كلامك.
رد مراد ببساطة
_ تحليل الدي إن ايه وقسيمة الجواز اللي معانا
أخرج مراد العقد من سترته وقدمه لعاصم الذي تناوله بيده الأخرى وتأكد من امضاء ولده مما جعل الدموع تتساقط من عينيه
لم تصدق نور أن ذلك الرجل يصبح بذلك الضعف مما جعلها ترأف بحاله وخاصة عندما قال بحزن
_ جيتوا متأخر أوي بعد ما خسرت كل حاجة.
رد مراد بجدية
_ واحنا مش جايين عايزين حاجة غير إن ابن آسر يتسجل باسمه، انا كتبته باسمي مؤقتًا لحد ما اجدر اوصلك واول ما لقيت الفرصة جيت عشان اطلب منك تعترف بيه.
تطلع عاصم لحفيده بحزن شديد ثم قال بثبوت
_ للأسف انا بقيت عاجز ومش هقدر اعمل حاجة بس هخلي المحامي بتاعي هو اللي يعمل الإجراءات كلها بسرية ومن غير ما حد يعرف لأن لو سهام عرفت ممكن تأذيه
رفع الطفل ليقبله وتابع بألم
_ عشان كدة الموضوع ده لازم يبقى سر بينا ومحدش يعرفه، انا عندي مبلغ كبير في البنك وبيت في امريكا محدش يعرف عنهم حاجة دول هيكونوا في امانتك انت يا مراد
عايز ابني يرتاح في تربته وارتاح انا كمان.
لم تستطيع نور الصمت اكثر من ذلك وقالت برفض
_ بس ابني مش محتاج حاجة غير اسمه وبس خلي فلوسك مش عايزينها.
رد عاصم بهدوء
_ بس ده حقه.
_ ابني ملوش حقوق عندك لأن والده متوفي واحنا مش محتاجين صدقة من حد.
هم عاصم بالحديث لكن مراد سبقه
_ لأ يا نور ليه حق في جده وخصوصاً انه الحفيد الوحيد وده حقه ولازم ياخده، خليه لما يكبر يعرف أنه له كيان مستقل بيه هو وميحسش لحظة واحدة انه عال على حد حتى لو أخوه، انا قادر أني ابنيله مستقبل له وحده واقوله أنه من أبوه بس انا مش عايزه يعيش مخدوع
اومأت له نور باستسلام ثم قال مراد لعاصم
_ انا رضيت ضميري وجيت عشان اعرفك بالحجيجة ودوري انتهى لحد إكدة والباقي هيكون عليك انت.
أومأ عاصم ثم نظر لحفيده وتمتم
_ كتر خيرك لحد كدة والباقي عليا انا بس الأول هتروحوا للمحامي اللي هقولكم عليه عشان نور تعمله توكيل وإن شاء الله في خلال ايام شهادة ميلاده الحقيقية هتكون معاكم بس زي ما قولتلكم الموضوع يفضل سر بينا.
خرجت نور ومراد من المنزل وقد شعرت براحة تجتاحها
نظرت لمراد بامتنان لما يفعله معهم وقالت بصدق
_ متشكرة اوي يا مراد مش عارفة لولا وجودك في حياتي كنت عملت أيه
ابتسم مراد ورد بهدوء
_ انا معملتش حاچة تستاهل شكر ده واچبي وعلى الأجل اكفر عن ذنب أخويا.
يلا بجا خلينا نرچع بسرعة.
وافقت نور وذهبت معه للمحامي لتمضي على التوكيل وقامت بعمل التحليل كي يستطيع اثبات نسب الطفل به وعادوا إلى التل.
_______________
استيقظت توليب في الصباح
اثر تلك الرائحة التي داعبت أنفها
فتحت عيونها بتثاقل فتجده جالسًا ينظر إليها بحب
_ صباح الورد
ابتسمت توليب بنعاس وتمتمت بخفوت
_ صباح النور، هي الساعة كام؟
داعب وجنتها بانامله ورد بولع
_ احنا بجينا الضهر وحضرتك نايمة ولا على بالك.
تمتمت بكسل
_ احنا نمنا قبل الفجر ومكملتش حاجة وقومت صليت
يعني برضه ملحقتش انام.
اتسعت ابتسامته وهو يراها تقاوم النعاس وما إن همت بالنهوض حتى أعادها ليميل عليها وهو يقول بمكر
_ أنا عودتك على إ كدة؟
هزت كتفيها بدلال وتمتمت بغنج
_ تؤ بس انا جعانة
تمتم بهمس قبل أن يأخذها لعالمه
_ بعد الاصتباحة الأول.
……….
في السيارة
ظلت توليب عابسة وعاد إليها الشعور بالأختناق
كان جواد يرمقها بنظراته شاعرًا بها وهو أيضاً يبادلها ذلك الشعور لكن عليها ان تتحمل لأجله
عادوا إلى القصر ووجدوا كندا في استقبالهم
_ أهلين حابيبي حمد لله على سلامتكم.
قبلتها توليب بابتسامة لم تصل لعينيها وسألتها
_ فين يزن؟
_ فوق مع ياسمين
دلفت متحججة بيزن وتطلع جواد على إثرها وكذلك كندا التي قالت بتعاطف
_ انت بتضغط عليها جواد، ما فيها تضل بـ هالغرفة مكان واحدة تانية أكتر من هيك.
تنهد بتعب شديد وتمتم بثبات
_ ده أمر مفروض عليها ولازمن تتحمل.
ربت على كتفها وقال
_ ياسمين لازم تبعد عن الجصر مينفعش تفضل فيه أكتر من إكدة، النهاردة تاخديها وترچعوا المزرعة.
تنهدت كندا براحة
_ لك تسلملي حبيبي أخيرًا راح ارتاح من ها العقربة.
_ وتطلع مين العجربة دي.
انتبه كلاهما لكريمة التي تقدمت منهم فردت كندا بكيد وهي تتظاهر بالفزع
_ بسم الله، لك دخيلك كريمة فزعتيني والله.
تطلعت إليها كريمة بحقد دفين وتمتمت بسخرية
_ بعد الشر عليكي من الخضة، خير الجاعدة اهنه مش عچباكي؟
ابتسمت كندا باستفزاز وتمتمت بتروي
_ مين قال هيك، القاعدة هون بترد الروح بس انا بدي تغيير يومين هون في القصر ويومين في المزرعة وقدهم بالقاهرة ويمشي الحال، بس دخيلك كريمة لا تنقي فيها كرمال بتحسس كتير من النق تبعك.
تركتها ودلفت للداخل وكذلك جواد الذي تبعها للداخل كي لا يرى تلك المرأة
_______________
في غرفة خالد
اغلق الهاتف ونظر لعدى بسعادة
_ الحمد لله الموضوع تم وهنروح بكرة نمضي عجد الشراكة.
ضغط عدى على شفتيه بقلق ثم سأله
_ انت مالي يدك من الناس دي؟ اني مش مطمن.
جلس خالد على المقعد واضعًا قدم فوق الأخرى قائلاً
_ لأ اطمن انا شوفت الموقع بنفسي وشوفت الناس اللي مجدمة زيينا إكدة
وبعدين أحنا هندي الشغل لمجاول وياودبك هنموله واحنا جاعدين في بيتنا وتلتين المكسب هيكون لينا.
فكر عدى قليلا والقلق لا يرحمه وعاد يسأله
_ طيب ولو نصب علينا؟
_ هينصب علينا كيف وبينا عجد شراكة وشيكات هتتمضي.
_ يعني انت مالي يدك منيه؟ انت خابر إن الفلوس دي كل اللي معانا دلوجت.
اومأ له بثقة كبيرة
_ اطمن جوي متجلجش كل حاچة ماشية كيف ما أني رايد
الصبح هسافر القاهرة أمضي العجود واحول جزء من الفلوس للمجاول والباقي للمواد اللي هيحتاچوها.
عاد الشك يساوره وسأله
_ طيب ليه مطلبتش من المجاول ده يصرف على الشغل ونتحاسب على اللي دفعه ومكسبه.
رد خالد بزهق
_ لأن لو عملنا إكدة هناخد احنا التلت بس وهو هياخد الباجي.
_ بس على الاجل هنكون ضمنين حجنا.
اعتدل خالد في جلسته ورد بملل
_ وممكن برضك تستلم انت الشغل وتجف عليه وتاخد المكسب كلياته، ها ايه رأيك؟
_ ما انت خابر إني مفهمش حاچة في المجاولات
_ يبجى تسكت وترضى وكفاية إن الخسارة هتكون بعيدة عنينا وهو اللي هيشيلها لو لا قدر الله حصل حاچة.
وافق عدى رغم ذلك القلق الذي يساوره وقرر ترك الأمر بيد أخيه ربما تنجح تلك المرة.
______________
في غرفة ياسمين
جلست توليب على الفراش تنظر إليها وهي تجهز حقيبتها وقالت بحزن
_ يعني خلاص هتمشوا وتسيبوني لوحدي؟
اغلقت ياسمين حقيبتها ثم جلست بجوار توليب وقالت بتأثر
_ انتي خابرة يا تولي إني مجدرش أجعد أكتر من إكدة وخصوصاً إن خالد نظراته ليا مش بتطمني وبعدين هيكون عندك حچة إنك تاچي المزرعة على طول.
تنهدت بتعب شديد وتمتمت برهبة
_ بس انا خايفة الحياة هنا صعب اوي مش قادرة اتقبلها.
ربتت على يدها وتحدثت بروية
_ شوفي انا واثج فية إن جواد زييكي واكتر كمان وإن في حاچة في دماغه اول ما يحججها هيسيب الجصر ويرچع المزرعة من تاني، وبكرة تجولي ياسو جالتها.
ابتسمت توليب رغم مرارة بعدهم عنها ونهضت معها لتصلها للخارج
ظلت تنظر إلى السيارة وهي تبتعد بهم
ثم عادت للداخل لتبحث عن نعمة.
دلفت المطبخ فتجد نعمة تباشر عملها فطلبت منها باحراج
_ معلش يا نعمة كنت عايزة حاجة دافيه اشربها لأن معدتي تعباني شوية.
أومأت لها نعمة
_ من عينيه يا ست توليب ارتاحي انتي واني هچيبها وآچي دلوجت.
ابتسمت توليب وقالت بامتنان
_ تسلميلي يا نعمة
خرجت توليب من المطبخ ووضعت نعمة القدر على النار فدخلت كريمة تسألها
_ بتعملي ايه؟
_ بعمل حاچة دافية لست توليب.
_ طيب روحي شوفي خالد بيه هيتغدى دلوجت ولا لاه
تركت نعمة القدر على النار وأخرجت كريمة زجاجة صغيرة من يدها بعدما تأكدت من خلو المكان ثم قامت بافراغ محتواها داخل القِدر وخرجت من المطبخ
________________
وطئت الطائرة أرضية المطار وترجلت منها سلمى تبحث عن أخيها الذي أخبرها بأنه سينتظرها أمام المطار ظلت تتلفت حولها لكن لا اثر له
انتبهت لصوت خلفها يقول بمرح
_ لسة زي ما انتي متغيرتيش ابدًا
التفتت سلمى خلفها لتجده وائل صديق حازم أخيها فقالت بدهشة
_ وائل، عرفتك من صوتك.
ضحك وائل وقال برحابة
_ صوتي بس؟
ردت سلمى بابتسامة
_ لا انت كمان متغيرتش، اومال فين حازم.
_ طيب تعالي اوصلك الأول واحكيلك
وافقت سلمى واستقلت مقعدها داخل السيارة وسالته
_ قولي بقا قلقتني.
انطلق وائل بسيارته وقال بهدوء
_ مفيش يا ستي كل الحكاية أنه اتضغط شوية في الشغل وعشان كدة طلب مني اخدك من المطار، ايه مضايقة؟
هزت راسها بنفي
_ لأ خالص انا قلقت عليه مش أكتر
_ لأ اطمني وتعالي بقا اعزمك على الغدا في مطعم مصري بس ايه من الآخر.
تبدلت ملامح سلمى وتمتمت برفض
_ لأ معلش انا عايزة اروح، لأني تعبانه من المشوار.
اومأ لها وائل بتفاهم فهو لن يفرض عليها مشاعر رفضتها هي من قبل
نعم مازال عاشقًا لها وقد ازداد فور رؤيتها بعد تلك المدة
توقف أمام مبنى صغير وقال
_ ثواني هنزل أجيب الولاد من الnursery
ترجل من السيارة وعاد بعد قليل وهو يحمل طفليه التوأم ثم وضعهم في المقعد المخصص لهم
تطلعت اليهم سلمى بحب وسألته
_ ولادك؟
انطلق بالسيارة وهو يجيب بهدوء
_ اه ولادي بجيبهم nursery الصبح وانا رايح الشغل وانا راجع باخدهم.
اندهشت سلمى وسألته
_ اومال مامتهم فين؟
_ مامتهم يا ستي معجبهاش العيشة مع انسان راجعي ومتخلف فقررت تتنازل عنهم مقابل الطلاق وسابتهم ورجعت بلدها.
نظرت إلى الطفلين بتعاطف وقالت
_ وانت ايه اللي خلاك تجوز انجليزية
نظر للطريق أمامه وتمتم باقتضاب
_ النصيب.
ظلت سلمى تداعب التوأم والذين لم يبلغوا الثلاث اعوام واندهشت كيف استطاعت التنازل عنهم بتلك السهولة، فقد عاشت تحلم بأن يكون لديها اطفال ولن تستطيع حينها الابتعاد عنهم لحظة واحدة فكيف إذا استطاعت تلك المرأة الابتعاد عن أطفالها وخاصة إذا كانوا بتلك الوداعة.
اوقف وائل سيارته أمام منزل حازم ثم نظر إليها قائلاً
_ حمد لله على السلامة.
ابتسمت بمجاملة
_ الله يسلمك انت رايح لحازم؟
_ لأ هروح عشان الولاد.
وجدت سلمى صعوبة في تركهم وتمتمت بتردد
_ ما تسيبهم معايا وتروح انت شغلك.
_ لأ ارتاحي انتي دلوقت وبالليل هبقى اجيبهملك وآجي.
وافقت على مضد وأخذت المفتاح من وائل ودلفت المنزل.
_______________
طرقت نعمة الباب ودلفت بعد أن سمحت لها توليب بالدخول
_ اتفضلي يا ست توليب عملتلك اعشاب زينة جوي هتريحك دلوجت.
ابتسمت توليب بمجاملة
_ متشكرة يا نعمة تعبتك معايا
_ تعبك راحة اني اخدمك بعينيه
عاد طرق الباب فذهبت نعمة لتفتح فوجدت سيلين تندفع بسرعة وتغلق الباب خلفها
اندهشت توليب من فعلتها وظنت انها دلفت لتتدارى من أحد ماعدا نعمة التي تعلم سبب فعلتها
حمحمت سيلين باحراج وتقدمت من توليب لتصافحها بود
_ أني سيلين اخت جواد وياسمين أكيد لسة فكراني
نهضت توليب من جلستها وابتسمت بترحيب
_ اه فكراكي كويس وجواد كان ديمًا بيحكيلي عنك.
خرجت نعمة كي تتركهم معًا وقالت سيلين بإحراج
_ أني اسفة إن كنت معرفتش ارحب بيكي أول ما چيتي بس انتي خابرة أمي….
قاطعتها توليب بتفاهم
_ انا فاهمة ومقدرة وبلتمس العذر لمامتك انا برضه بالنسبة لها اخدت مكان بنتها
دلف جواد ومعه يزن والذي كعادته يسرع لأحضان توليب فور رؤيتها
اندهش جواد عندما وجد سيلين وقال بمزاح عندما تقدمت منه لتقبله
_ جلبك جمد إكدة ميتى مش خايفة من كريمة؟
ضحكت سيلين وقالت بثقة
_ متجلجش هي خرچت من شوي وجلت اخدها فرصة واجعد مع توليب شوية بس خلاص حضرتك الملائكة.
قالت توليب برجاء
_ خليكي معانا شوية؟
تمتمت بأسف
_ لأ معلش خليها وقت تاني
قبلت توليب ويزن وخرجت من الغرفة
نظر جواد إليها وقال بتروي وهو يتقدم منها
_ لساتك زعلانة؟
ابتسمت توليب رغم المرارة التي تشعر بها وقالت بحب
_ لأ مش زعلانة بس بحاول اتأقلم على الحياة في القصر ده.
دنى منها اكثر ليحتويها هي وطفله الذي القى رأسه على كتفها يناشد النوم وقال بحب
_ انتي خابرة زين انك انت ويزن أهم حاچة في حياتي كلها ولا لأ.
أومأت برأسها وقالت
_ عارفة.
_ خلاص يبجى خليكي واثقة إني عمري ما هعمل حاچة تضايقك أو تضرك مهما حصل بس الموضوع محتاچ شوية صبر منك
تصبري معايا ولا لاه.
ردت برضا
_ هصبر عشانك ولو رميت نفسي في النار
رفع انامله ليمررها على وجنتها وتمتم باحتواء
_ وأني اوعدك إني هعوضك عن كل ثانية عانيتي فيها.
نظر للكوب الموضوع على المنضدة وسألها
مشربتيش ليه؟
تطلعت إليه توليب وقالت
_ مش بحب اشرب الحاجة وهي سخنة بستنى لما تهدى شوية
اخذ منها يزن وهو يقول بهدوء
_ طيب هاتي يزن انيمه وانتي اشربيه.
اخذت توليب الكوب وشرعت في تناوله فمازال الألم معها في ازدياد

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية التل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى