روايات

رواية التاج الملعون الفصل العشرون 20 بقلم نور زيزو

رواية التاج الملعون الفصل العشرون 20 بقلم نور زيزو

رواية التاج الملعون الجزء العشرون

رواية التاج الملعون البارت العشرون

رواية التاج الملعون الحلقة العشرون

♕ بعنـــوان ” مقابلة الســاحـرة ” ♕

فتحت إيفن عينيها دون أن يتحرك لها ساكنًا أو أصبعًا فهى قد ملت من هذا العالم وفقدت الأمل في العودة إلى عالمها، أصبحت حياتها بائسة ومرهقة وما عليها إلا التقبل والتعايش مع هذا الأمل، سمعت صوته من بعيد لتترجل من الفراش بتعب شديد لكن ألمها لم يكن بظهرها أبدًا وكأن جروح ظهرها قد توارت تمامًا، سارت نحو الباب بخطوات هادئة بطيئة من ألم بطنها وقبل أن تخرج سمعته يتحدث إلى أحد عنها، تحدث أريس مع جيوم بنبرة جادة صارمة:-
-أخبر الجميع أنى أصدر قرار لا رجوع فيه، من يتجرأ على لمس إيفن أو التسبب في سقوط دمعة منها سأقتلع قلبه وهذا قانون جديد وضعته لأجلها
أومأ جيوم إليه بنعم فقال أريس مُتابعًا الحديث بقوة:-
-أنا لن أسمح برؤية حزنها مرة أخرى وأفعل كل جهدك يا جيوم لتبقي إيفن في أمان من أمى وخططها
أجابه جيوم بنبرة جادة قائلًا:-
-حسنًا لا تقلق يا مولاي
تنحنح أريس بحرج شديد من رؤيتها فقال:-
-أنا سأغادر الآن، أنتبه عليها جيدًا بغيابى
أستوقفه جيوم بنبرة هادئة بفضول شديد قائلًا:-
-ألم تراها يا مولاي قبل المغادرة؟
أجابه أريس بقلق شديد من رؤيته لها وهو يعلم كم هي تكرهه الآن وتكره رؤيته وعالمه قائلًا:-
-لا، إيفن لا ترغب برؤيتى الآن سيزداد كرهها لي وغضبها أكثر وأنا لست بحاجة لهذا الكره والغضب
دمعت عيني إيفن بضيق شديد وعادت للفراش بحزن بينما تحدث جيوم بلطف قائلًا:-
-لن تكرهك يا سلطان، هي لا تملك غيرك بهذا العالم ولا تطمئن إلا بوجودك فقط حاول أن تبقى جوارها
فكر أريس كثيرًا في جملته ثم تقبل الأمر وتنهد تنهيدة قوية معبأة بالكثير من القلق والخوف من رد فعلها ثم سار إلى الغرفة المجاورة الخاصة بإيفن وكانت جالسة على فراشها في صمت وفور رؤيته رفعت نظرها إليه تتابع وهو يقترب بنظرها في صمت دون أن تتفوه بكلمة واحدة، حدق أريس بها بهدوء مُشتاقًا إليها ولرؤية بسمتها التي تلاشت عن وجهها وتوارت مع نظراتها السعيدة وحل الحزن والوجع في قلبها وملامحها وكأن روحها ذبلت تمامًا الآن، وقف جوارها بجانب الفراش ثم قال:-
-أيمكننى الجلوس؟
لم تجيب عليه بل حدقت بالأمام مُتحاشية النظر له فجلس بقلق على حافة الفراش ثم نظر إليها وظل يتطلع بملامحها ثم قال قاطعًا صمتها البائس:-
-كيف حالك الآن؟
لم تتفوه بكلمة واحدة ثم نظرت إليه لتربكه هذه النظرات فقال بأرتباك شديد:-
-أنا أسف لما حدث لك بغيابى
سألته ببرود شديد قائلة:-
-أين كنت؟
لم يتوقع سؤالها فنظر إليها بدهشة ممزوجه بالتوتر أيخبرها أنه كان بصحبة جاريته يتنزه معها دون أن يهتم لأمر زوجته فقال بتوتر شديد:-
-كنت بالخارج، صدقنى لم أكن بالقصر..
قاطعته إيفن بحدة شديدة وضيق أكثر قائلة:-
-كنت معها، ما زالت تتخذ صفها وتبقي معها، أنا لا أفهمك يا أريس ترغب بكل شيء بكل سهولة فقط لأنك سلطان..
قاطعها أريس بضيق من حديثها هاتفًا بجدية مُدافعًا عن نفسه:-
-لا أنا لا أرغب بكل شيء، أنا فقط أرغب بزوجتى أن تكن معى وتحبي، لكنك يا إيفن تسعين دومًا للهرب من هنا وما زال قلبك وعقلك لا تقبل فكرة أنكِ تعيشين هنا وتزوجتى من مصاص دماء، ما زالت تفعلين أخطاء تغضبنى منك وعندما أعاقبك تبكين وتشتكين قسوتى، بحقك يا إيفن ماذا أفعل لأجلك لتكونين سعيدة هنا معى؟ ماذا أفعل لتتجنبي الخطأ، أنا كل ما أطلبه منك السعادة هل يوجد أحد يطلب من زوجته السعادة وتفعل هي ما يحزنها ويبكيها؟
نظرت إليه بحزن شديد ما ألت إليه الأمور بينهم وقالت:-
-لكن أخبرنى أنا الآن ماذا يجب أن أفعل لأكون سعيدة؟ وكيف؟ كيف أكون سعيدة وجاريتك توعدنى بأخذك منى؟ وعندما أفقد أعصابى عليها تعاقبي؟ أيفترض بى أن أبقى ساكنة وأعطيها زوجها؟ كيف أكون سعيدة وزوجى يخونني؟
أخذ أريس يدها بين راحتى يديه بلطف ثم قال بحب:-
-لن تأخذنى منك أحد، أنا أحبك وأنتِ تعلمين ذلك
جذبت إيفن يدها من يديه بضيق لينظر أريس إليها بدهشة من فعلتها ثم وقالت بهدوء:-
-لكن هذا الحب ليس بأرداتك، أنت مرغوبًا على حبى بسبب اللعنة وهذا ما يقوله الجميع هنا، أنا مجرد شخص جُبرت عليه يا أريس وليس بأختيارك
أقترب منها ليضع قبلة على شفتيها سريعًا ثم أبتعد عنها ليقول بنبرة هامسة:-
-أتكفيكِ أجابتى هذه
تتطلع بملامحه ثم رفعت يدها إلى وجنته تلمسها بلطف وكأنها لا تصدق أنه تراه وتلمسه وهو يعترف بحبه إليها بكامل أرادته وكأن أريس كحلم جميل لها وتسعى دومًا للمسه فقالت:-
-أنت تكفينى يا أريس، صدقنى تكفي قلبي وروحى وعقلي وكلي، تكفينى وكأن العالم كله أنت لذا كلما رأيت جاريتك أكاد أجن من الغضب لأنى أعلم أنها تسعى لأخذك منى
أخذ يدها بيديه ووضع قبلة بها ثم سمعها تقول بخجل شديد:-
-أيمكنك معانقتى؟
تبسم إليها بدلال وحب يغمر قلبه إليها ثم فتح ذراعيه لها لتعانقه بضعف وكأنها تستمد قوتها منه، طوقها بذراعيه وهو يستمتع بلحظته ويستنشق عبيرها بأشتياق شديد ولطيف ثم أبتعد عنها عندما تألمت قليلًا من ركلة في بطنها من طفلها ثم قالت:-
-ماذا سأفعل به؟ ستخرجه ماشا؟
نظر أريس إلى بطنها المُنتفخة قليلًا ثم قال بقلق:-
-سأفعل إذا كان وجوده يؤذيكي
دمعت عينيها قليلًا بخوف وما زالت تملك قلب أم وتشعر به بداخله فكيف تأذي أبنها حتى وأن كان مصاص دماء لتقول بخفوت:-
-لكنه سيتأذي يا أريس أن تعلم ذلك؟
نظر إليها بحنان ثم قال:-
-وأنا لا يمكننى فقدك أبدًا
وضعت إيفن يديها الأثنين علي بطنها تلمسها بحنان وكأنها تعانق طفلها الموجود برحمها الصغير وتشعر حتى بنبضاته وقالت بهمس:-
-أنا لا أريد فقده، أريس هو ابنى كيف أسمح لأحد بأذيته
تتطلع بها وهو لا يعلم ماذا يفعل فقال بهدوء:-
-حسنًا سأتحدث لماشا حتى أفهم منها الأمر لكن حتى يحدث ذلك لا تتحركي كثيرًا وأستريحي بالفراش
هدأت إيفن قليلًا وتحلت بالأمل ثم قالت:-
-سأفعل أي شيء لأجله
تبسم أريس ثم وقف لكى يغادر فتشبثت بيده بضعف وقالت بقلق:-
-إلى أين؟
تبسم إليها وهو يربت على يدها بحنان وقال بحب شديد:-
-سأعود لكِ بعد قليل
أومأت إليه بنعم ثم تركت يده بلطف ليغادر مُسرعًا حتى يعود إليها أسرع، جاءت فيري إليها لتتطلع إيفن بها في صمت ودهشت عندما جلست فيرى على ركبتيها في الأرض وهى تنظر للأسفل بأسف شديد وقالت:-
-أنا أسفة
رمقتها أيفن بهدوء من فعلتها ثم قالت:-
-ولما تعتذرين إذا كانت الطبيبة هي من قررت فعل ذلك؟
لم تتجرأ فيري على رفع عينيها للأعلي ثم قالت:-
-كان يجب أن أمنعها حتى يأتي السلطان لكن صدقنى كنت خائفة أن يحدث لحضرتك شيء
أومأت إيفن إليها بهدوء ثم قالت:-
-قفي يا فيرى
وقفت فيرى مكانها لتنتبه إيفن لدموعها التي تتساقط ثم قالت:-
-لا تبكي يا فيري أنا لست غاضبة منك
هدأت فيرى ورفعت يدها إلى وجنتيها تجفف دموعها ثم قالت:-
-أسفة يا سلطانة
تبسمت إيفن بخفوت شديد وقالت:-
-أنا جائعة
أومأت فيري إليها بنعم ثم ذهبت إلى الخارج كى تحضر لها الطعام، ذهب أريس إلى جيوم ثم قال بنبرة خافتة:-
-أخبر رجالك بمراقبة السرداب الخاص بالسجن، وإذا ذهب أحد إلى الزنزانة المغلقة أخبرني على الفور، لنقبض على هذا الجاسوس يا جيوم سريعًا قبل أن يحدث شيء أخر من مكرها
أومأ جيوم إليه بنعم وساروا معا إلى الرواق..
بمنتصف المدينة كان الحارس واقفًا مكانه يراقب أحوال المدينة وحمايتها من الشغب ليرى شخصين يتشاجرون ليذهب إليهم فقال:-
-ماذا يحدث؟
صرخ أحدهم بقوة غاضبًا ومنفعلًا:-
-كان يتجسس على ابنتى، سأقتله في الحال
صاح الشاب الأخر به قائلاً:-
-أخبرتك أنى لم أفعل ذلك؟
هجم الرجل عليه بانفعال شديد قائلًا:-
-كاذب لقد رأيتك بعيني وسأقتلك
هجم الرجل عليه وبالمنتصف الحارس ووسط الشجار جرح الرجل عنق الشاب لتسيل الدماء منه فصدم الجميع عندما سقط الشاب على الأرض ولم يتلاشي جرحه نهائيًا فأتسعت عيني الرجل على مصراعيها وهكذا الحارس ليعلم الجميع أن هذا الشاب مستذئب وكان جاسوسًا بينهم فأخذه جثته إلى القصر وعندما رأه أريس صدم من هذا الشاب فهو الأبن الأكبر لقائد المستذئبين وهذا الجثمان سيجلب لهم الحرب الآن..
أخذوه الحرس إلى الضفة الغربية ليعطيه لهم وعادوا على ضفتهم مُسرعين ليقول أريس بقلق من هذه الحادثة:-
-أفتحوا عينيكم جيدًا وأجعل الجميع يلتزم بمكانه يا جيوم ولا يترك أحد مكانه نهائيًا
أومأ الجميع له بنعم ثم عاد للداخل إلى حيث غرفة والدته ثم دخل إلى الغرفة وكانت والدته جالسة بفراشها تستعد للنوم وعندما رأته حدقت به في صمت ليقول:-
-ما زالتِ غاضبة يا سلطانة؟
أجابته بنبرة هادئة باردة كلوح الثلج:-
-ولما الغضب وابنى يهددنى بكل جراءة ويتحداني
جلس أريس جوارها ثم قال بلطف:-
-لا تحزني يا أمى، أنتِ تعلمين كم غضبي قوي وعنيف لذا تحملني
أومأت إليه بنعم ثم قال بخفة:-
-لا تذهبي لرؤيتها نهائيًا مرة أخرى، أنا حقًا لا أتمالك أعصابي في المرة القادمة
أومأت إليه بنعم ليتبسم أريس بلطف ثم قال:-
-وإياكِ يا أمى وأذيتى زوجتى مرة أخرى وأو أتخاذ أي قرار يخصها عوضًا عني
تلاشت بسمة إيزابيلا بعد أن فهمت غرض الزيارة فهو لم يأتي لطلب السماح منها بل جاء لأجل هذه الزوجة ولتهديد والدته بطرية ألطف من أجل إيفن فقالت بأختناق:-
-أنت جئت لأجلها يا أريس، غادر من أمامى
تبسم أريس بسخرية من هذا الأمر ثم وقف لكى يغادر الغرفة ومر في الرواق لتناديه أورورا فتوقف بمنتصف الرواق، أسرعت اورورا إليه وهى تضع يديها على كتفه بدلال مفرط وقالت بخفة:-
-أين كنت يا سلطانى لقد بحثت عنك كثيرًا اليوم؟
أنزل أريس يديها عنه ثم قال بخفة:-
-لما تبحثين عنى، عندما أريدك سأطلبك يا أورورا
تلاشت بسمة أورورا وأتسعت عينيها بذهول من لهجته الحادة وتصديه له فقالت بحيرة:-
-لكن
قاطعها أريس بنبرة هادئة وهو يقول:-
-غادرى الآن
أستدار كي يكمل سيره إلى غرفة إيفن، نظرت أورورا إلى ظهره وهو يغادر من مكانه امامه وكانت الصدمة تلجمها ولا تعلم سبب تغييره لكنها أدرجت شيء واحد أن أريس يأتي إليها عندما يغضب من زوجته فقط لتعلم بأن هي البديلة وليست إيفن مما زاد غضبها وجعلها تستشيط نارًا من الداخل لتقول بتمتم خافتة:-
-ستندم يا أريس على هذه المعاملة التي تعطيها لي
عادت إلى غرفتها ووصل أريس إلى الغرفة ليدق الباب بلطف، نظرت إيفن بتوتر إلى الباب وكانت فيرى والخادمات واقفين جوارها يساعدوها في التزيين وأرتداء ملابسها كى تستقبل زوجها، أشارت فيرى إلى الخادمة الواقفة جوار الباب لتفتح ففتحت وكانت فيرى واقفة بأستقبال أريس لينحنى الجميع إليه ثم غادروا في هدوء تام وكأنهم نسمات هواء، تطلع أريس بوجه زوجته وكانت جميلة جدًا مُرتدية فستان برتقالي اللون طويل بدون أكمام ومفتوح من الصدر ووتستدل شعرها على الجانبين وكانت مُنحنية إليه في أحترام ليقترب أريس إليها ثم مسك وجهها من أسفل ذقنها ورفع رأسها بخفة لتستقيم في وقفتها ثم قال بحب شديد:-
-إياك والأنحناء أمامى مرة أخرى يا إيفن، أنتِ غير الجميع يا جمليتى
تبسمت إيفن إليه بلطف ليرفع خصلات شعرها عن الجانبين ويضعهم خلف أذنيها وقال:-
-لقد أشتقت لك يا سلطانتى
تبسمت إيفن إليه بلطف ثم قالت:-
-وأنا أيضا
أتسعت بسمته أكثر لتقول إيفن بخفة وحماس شديد:-
-هل أخبرك بشيء جميلًا
أومأ إليها بنعم بحماس وتوتر قائلًا:-
-تفضلي
تحدثت إيفن بسعادة تشبه الأطفال الصغار قائلة:-
-بما أن الشمس قد أشرقت الآن إذا فاليوم عيد ميلادي
نظر أريس إليها بدهشة وهو لا يصدق هذا الأمر وقال بسعادة تغمره:-
-كل عام وأنتِ أجمل سلطانة بالعالم كله..
تحدثت بنبرة أعلى قائلًا:-
-جيوم
فتح باب الغرفة ودلف جيوم ليقول أريس وهو يتطلع بعيني إيفن التي تلمع بسعادة طفولية وقال:-
-أخبروهم أن يزينوا القصر كله ويجهزون الهدايا لأجل عيد ميلاد سلطانتنا الجميلة
أومأ جيوم إليه بلطف ثم قال برحب:-
-كل عام وأنت بصحة سالمة يا سلطانة
تبسمت إيفن إليه ثم قالت بنبرة خافتة:-
-شكرًا لك يا سيد جيوم
خرج جيوم من الغرفة بعد أن قال أريس:-
-جهزوا للحفل ليقام اليوم
نظرت إيفن على جيوم وهو ينصرف ثم تتطلع بوجه أريس وقالت بخفة:-
-لما فعلت ذلك؟ هم لن يحتفلوا بيوم مولدي
أخذها أريس من يدها كى تجلس على الفراش وقال:-
-سترين كيف سيكون الحفل
جلسوا سويا على الفراش ليتطلع أريس بها بخفة وهو يقول:-
-ماذا فعلتى اليوم يا سلطانتى
أخبرته أنها لم تفعل الكثير وظلت بالفراش فضحك أريس عليها وهو يقول:-
-أحسنتى، لم تأتيك أي اعراض اليوم
تبسمت بدلال وهى تقول بحب بعد أن طوقت بطنها بقلب أم عاشقًا لرؤية هذا الطفل:-
-أنه بخير اليوم ولم يفعل الكثير لوالدته
قبل أريس جبينها بحب ثم قال:-
-هذا جيدًا وماذا عن والده
تبسمت وهى تنظر إلى وجهه بحب شديد وقالت بغزل:-
-لقد أشتقت له بجنون اليوم
تبسم أريس علىكلماتها وهو يطوقها بذراعيه قائلًا:-
-وأنتِ أيضًا
ضحكت إيفن بخفة عليه ثم قالت بخباثة حماسية:-
-ألا ترغب بتذوقه
ضحك أريس عليها وقال:-
-ما كل هذا الرضا
أخبرته إيفن بحب وهى تجلس على قدميه بدلال قائلة:-
-لأنى سعيدة جدًا
ضحكت وهى ترفع عنقها للأعلي ليظهر بوضوح قائلة:-
-جرب هذا؟
نظر إلى عنقها بعيني لامعتين بحب ثم قالت بدلال :-
-أفعلها يا أريس
أقترب إلى عنقها وكعادته يضع قبلة على عنقها بحب ثم بدأت أنيابه في الظهور تمامًا ليغرسهم في عنقها بحب لطفًا وحبًا لتغمض عينيها ونفض جسدها نفضة قوية تسحرها وهى تتشبث بكتفه تاركة له المجال كي يأخذ جرعته التي يحتاجها من دمائها النقية ثم قالت:-
-أريس
أبتعد عنها خافضًا رأسه للأسفل لتمسك ذقنه بلطف ثم قالت:-
-أنظر لى يا أريس
رفعت رأسه بيديها وكانت عينيه حمراء كالدماء وبشرته شاحبة جدًا لتقول:-
-لا تخجل منى ولا تحرج أنا أعلم أنك أريس حبيبي وسلطانى
تبسم إليها بدلال وهو يلمس عنقها وهذه الدماء التي تسيل عليه تجذبه بقوة إليها فلم يتمالك نفسه أكثر ولعقهما بقوة..
وصل الجثمان إلى جايكون ورأى جثة ولده المقتول لتدمع عينيه بحزن شديد على فقدان ابنه ثم أخذه للدفن ومراسم الدفن وكان الجمع في حالة من الحزن الممزوج بالغضب من مصاصي الدماء….
كان إيفن نائمة على صدره العاري بدفء وهى تشعر بالأمان بين ذراعيه وهو يطوقها بحب فقالت:-
-ماذا بك؟
أجابها أريس بجدية قائلًا:-
-لا شيء
تحدثت إيفن بهدوء وقلق من عينيه التي تحمل الكثير بداخلها:-
-لا هناك شيء تخفيه عني؟ ماذا هناك؟
نظر إليها بحب ثم رفع يديها إلى رأسها كى يربت على شعرها بخفة وقال:-
-لا شيء، هيا لتستعدي من أجل الحفل وأنا سأذهب لأحضر لك هديتك
تبسمت بسعادة وهىتؤمأ إليه بنعم ثم غادر أريسش وهو يرتدي روبه على أكتافه وظلت إيفن بفراشها لتدخل فيري بعد أن غادر أريس:-
-كل عام وأنتِ بخير يا سلطانة
تبسمت إيفن بسعادة وما زالت غامرة في مشاعرها التي تجتاحها من أجله لتقول بخفة:-
-وأنتِ بخير يا فيرى، جهزى الحمام لى
أومأت فيري إليها بنعم، أستعدت إيفن للحفل وأرتدت تاجها المعلون وهكذا ثوبها الثمين الفاخر، وكان فستانها باللون الأحمر، وصلت للقاعة وكانت الجميع بالداخل لتجلس على مقعدها ونظرت إلى مقعد أريس الفارغ فتحدث جيوم بخفة قائلًا:-
-لقد ذهب السلطان ليحضر الهدية وسيعود سريعًا
أوماأت إليه بنعم وبدأ الجميع في تقديم الهدايا وتأخذها فيري منها والجميع يهنئها بمناسبة عيد ميلادها، لم تحضر إيزابيلا للقاعة وكانت غاضبة من إيفن وهى سبب خلف مسافات البعد بين إيزابيلا وأريس، تقدمت أورورا بمكر شيطاني قائلة:-
-كل عام وحضرتك بخير يا سلطانة
لم تجيب إيفن عليها لتقدم أورورا يدها إلى إيفن بعقد كهدية عيد ميلادها فقالت إيفن بكبرياء شديد:-
-فيري أعطي هذه العقد للخادمة فهو لا يليق بي
رمقتها أورورا بضيق شديد من هذه الأهانة التي حصلت عليها أمام الجميع فعادت لمكان جلوسها مع الجوارى..
خرج جايكوب من منزلهحزينًا على فقد ابنه وما حدث له وكان هناك مجموعة من الشباب ينتظروه فجلس في مقدمة المجلس وقال بجدية صارمة:-
-لقد أتخذت القرار، نحن سنهجم على قصر أريس الليلة، أنا سأنتقم لموت ابنى اليوم، وتمامًا بالمثل سأقتل ابنه داخل رحم والدته قبل أن يولد، أستعدوا
بدأ الشباب في الهتاف له وأستعد الجميع ثم أنطلقوا من ضفتهم مُتجههين إلى ضفة مصاصي الدماء…
بدأ الحفل وكانت إيفن شاردة بسبب تأخير أريس عن المجيء لتقول:-
-أين أريس؟
أنحنى جيوم إليها ويبدو عليه القلق من تأخير أريس على المجيء فقال:-
-سأذهب للبحث عنه
غادر جيوم لتشعر إيفن بقلق شديد من هذا التأخير فلم تنتبه أبدًا إلى ما يحدث أو لرقص الجوارى والأحتفالات، خرج أريس من غرفته ليمر في الرواق فأنتبه لحركة تحدث في الخارج، أقترب من النافذة ليرى ما يحدث بالخارج لكن لم يري شيء فتحرك مرة أخرى لكنه توقف هذه المرة عندما شعر برائحة المُستذئبين ليعلم أن جايكوب بدأ انتقامه فأسرع نحو القاعة من أجل زوجته أولًا لكنه قابل جيوم في الطريق وكان جيوم مثله تمامًا شعر بوجودهم ليقول أريس بقلق:-
-أذهب لقيادة الحرس يا جيوم وأنا سأخذ إيفن أولًا
أومأ جيوم له بنعم ثم ركض أريس مسرعًا، توقفت الجوارى عن الرقص وهكذا الجميع بعد أن شعروا بوجود المستذئبين على قرب منهم فشعرت إيفن بقلق من تصرفاتهم لتقول بقلق:-
-ماذا يحدث؟
أجابتها فيري بقلق وهى تأخذ يدها قائلة:-
-المستذءبين هنا؟ قفي يا سلطانة
أخذتها فيرى بخوف من أن يصيبها شيء وهربت بها من هذا المكان وعندما جاء أريس لم يجدها فألتف حول نفسه باحثًا عنها ولم يجد أثر لها فسأل أحد الجوارى قائلًا بجدية:-
-أين السلطانة؟
تحدثت الجارية بخوف شديد:-
-لقد ذهبت معى فيري
ركض باحثًا عنها، سارت فيرى بها في الرواق ثم الأدراج ومنها إلى السرداب وإيفن تقول:-
-إلى أين؟
نظرت فيرى خلفها بقلق وهى تقول:-
-لمكان أمان يا سلطانة
ظلت تسير بها حتى وصلت لباب سريًا موجود بالحائط وفتحته ثم دخلت منها وأغلقت الباب خلفهم لتتنفس إيفن بأرتياح قائلًا:-
-ماذا يحدث؟
أتاها صوت من الخلف يقول:-
-مرحبًا بكِ يا إيفن؟
فزعت إيفن من وجود غيرها هنا وألتفت لترى الساحرة لكنها لم تتعرف عليها فنظرت إلى فيرى وهى تقول:-
-من هذه؟
تبسمت الساحرة وهى تقول:-
-أنا من جلبتك لهنا؟
لم تفهمها إيفن فنظرت إلى فيرى بقلق لتراها تبتسم فشعرت بخوف من هذه البسمة وقالت:-
-هل خدعتينى يا فيرى؟
تبسمت فيري ببسمة أكبر وأكثر أتساعًا ثم قالت:-
-هذا انتقامًا يا سلطانة، اعتني بها حتى أعود
غادرت مُسرعة وأغلقت الباب خلفها لتفزع إيفن وهى تلتصق بالباب بخوف ونظرت إلى الساحرة المندهشة من جمال التاج الموجود فوق رأسها وقالت:-
-لقد صنع تاجًا جميلًا..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية التاج الملعون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى