رواية التاج الملعون الفصل الأول 1 بقلم نور زيزو
رواية التاج الملعون الجزء الأول
رواية التاج الملعون البارت الأول
رواية التاج الملعون الحلقة الأولى
فوق تل كبير بُنيت قلعة كبيرة ضخمة مُرعبة مشرقها وشمالها مُطلين على البحر المُتقلب ذو الأمواج العالي المُميت التي تبتلع كل من يتغلغل بداخلها، جانبها وغربها محاطين بأسوار عتيقة ضخمة لا يقوى أحد على عبورها سوى من بوابته الرئيسية الحديدية الكبيرة ذو الباب الزوجي يحرسه مجموعة من الرجال وهكذا أعلى أسوارها هناك الكثير من الحراس بين كلا منهما مسافة لا تقل عن مترين لشدة الحراسة ومساحة كبيرة من الحدائق وتأخذ القلعة شكل مربع بكل جانب قصر خاص لأحد أفراد العائلة وبالمنتصف جزء من المساحة الخضراء ويتوسطها حوض سباحة كبيرة، بداخل قصر السقيفة في غرفة كبيرة الحجم كان هناك الكثير من النساء ما يفوق عددهن الثلاثون امرأة يجلسون معا يتسامرون ويضحكون وينقسموا إلى فرق كثيرة منهن من يضطهدوا الأخريات ومنهن من يتجسس على البقية، والبعض يتغازلون ويتدللون غيظًا للبقية حتى جاء خادمًا ووقف بمقدمة الغرفة قائلًا بتحذير كي ينتبه الجميع قائلًا:-
-قفوا انتباه، جلالة السلطانة الأولى السلطانة إيزابيلا
فور نطقه لاسمها وقف الجميع على ساقًا وقدم فزعًا منها واحترامًا إليها لتظهر إيزابيلا أمامهم، امرأة قوية في ملامحها وخطواتها الثابتة ترتدي فستانًا من الحرير الخالص مرصع بفصوص من الألماس وخيوطًا من الذهب ضيق ومفتوحًا من الصدر وواسعًا من الأسفل يزحف محتاك بأرضها خلفها، ترفع شعرها البني للأعلى ليظهر عنقها الأبيض ذو البشرة البيضاء كالحليب كوجهها تمامًا فهى تمتاز ببشرة فائقة البياض وعيني خضراء وتضع حول عنقها عقدًا يليق بها مرصع بأحجار حمراء تناسب فستانها الأحمر وتضع تاجًا متوسط الحجم على رأسها، مرت من أمام الجميع بحاشيتها من الجواري والخدم خلفها وجميع لا تجرأ أحدهن على رفع رأسها للنظر بها على عكس فتاة واحدة لم تبلغ من العمر الثامنة عشر فرفعت نظرها كي تتطلع بهذه السلطانة وتمتمت بصوت خافت:-
-إنها فائقة الجمال
نكزتها الفتاة المجاورة بفزع بينما توقفت إيزابيلا عن السير وهكذا الجميع لتستدير ناظرة إليها وكانت الفتاة جاهلة تمامًا عما فعلته وأي عقوبة ستقع عليها في حين أنها تحدثت في حضرة السلطانة لتتطلع بها إيزابيلا ثم قالت:-
-أقتربِ
نظرت الفتاة إليها بفزع شديد ثم اقتربت منها لتقول ماريا المساعدة الخاصة بإيزابيلا:-
-أنها الفتاة الجديدة التي جلبها سلطاننا بطريق عودته
تفحصتها إيزابيلا بعينيها من القدم للرأس ثم قالت:-
-أن كان حاكمنا هو من جلبها فهذا لا يعنى أبدًا أن تقلل احترامًا لي
تحدثت الفتاة بنبرة مرتبكة وحيرة شديدة:-
-عن أى احترام قللته أنا بل كل ما فعلته إني مدح جمالك
صفعة قوية نزلت من يد ماريا على وجه هذه الفتاة وهي تصرخ بها قائلة:-
-يا جاهلة اسمها حضرتك أو جنابك وإذا كُنتِ جاهلة فهذه هي السلطانة الأم والدة سلطانك الذي جلبك لهنا والسلطانة الوحيدة بعالمنا وأرضنا كيف لكِ بأن تُحدثيها هكذا
نظرت الفتاة إلي ماريا باختناق لتجذب إيزابيلا خادمتها من معصمها لتبعدها عن طريقها وتقترب من هذه الفتاة ثم قالت:-
-تسألين عن خطأك بكل حماقة يا حمقاء، في حضرتي لا يحق لكِ بالتنفس حتى فكيف تتحدثين، إذا سألتي سلطانك عن عقوبتك سيخبرك بأن العقوبة الأمثل لك هي أقتلع قلبك من محله وجعل الكلاب تتلذذ به لكني لن أفعل بل سأعفو عنك بما إنها مرتك الأولى والأخيرة
ألتفت إيزابيلا للمغادرة ثم قالت بغضب:-
-خُذوها لقصر الضمور ولا تخرجوها إلا بأمرًا منى
غادرت بثبات في حين أن جميع الفتيات بدأن في الصراخ والهمس بذعر لتنظر الفتاة إليهن ثم سألت ماريا قائلة:-
-أى ضمور هذا
تبسمت ماريا بسخرية من هذا العقاب ثم قالت:-
-أنه قصر الموت لكِ فهناك لن تجدي رشفة دماءًا واحدة لتشربيها وسنسحب منك دماءك حتى أخر قطرة به وبالنهاية سننزع الوشم الموجود على ظهرك يا عزيزتي لتصبحي مصاصة دماء بلا قيمة فبدون أجنحتك لن تستطيع عبور بحر الموت إلا إذا رغبت سلطانتنا العظيمة
أنتفضت الفتاة من الذعر بينما أمرت ماريا الحراس بأخذها لتصرخ بهلع شديد قائلة:-
-لا، لا تقتربوا منى أنا من جواري السلطان وهو من جلبنى لهنا أنا هى أريا
لم يبالى أحد بحديث أريا أو صراخها ليأخذوها كما أمرت إيزابيلا التي صعدت للأعلى، بغرفة في الطابق الثاني يقف أمامها الكثير من الحراسة مُنذ بداية الرواق لنهاية لحماية غرفة السلطان، توقف الجميع في بداية الرواق وتقدمت إيزابيلا وحدها حتى وصلت لغرفة السلطان وأستقبلها حارس السلطان الشخصي جيوم ليقول:-
-مولاتي، تمنياتي أن تكوني بخير اليوم
وقفت إيزابيلا مُستاءة بشدة بعد لقاءها بأريا وقالت بحدة شديدة:-
-بكل مرة يجلب مولانا جارية عابرة يلقاها في الطريق أخبرك بأن تمنعه من إحضار أى فتاة للقصر، لما تخالف أمري بكل مرة يا سيد جيوم
تنحنح جيوم بحرج من معارضتها لكنه تحدث بجدية:-
-وكيف لي بمعارضته وكل من يعارضه يقتلع قلبه وكبده ويطعمه للكلاب أمامنا دون رحمة
تأفف إيزابيلا بضيق شديد ثم قالت:-
-لكن أنا سأعارضه فلتفتحوا الأبواب
فتحوا الحراس باب الغرفة لتدخل كالعاصفة مُقتحمة غرفة الحاكم لتقول بنبرة غاضبة وانفعال:-
-إلى متى ستظل تفعل هذا؟
ألتف إليها وهو جالسًا على المكتب ليقول:-
-حتى أجد من تضع التاج فوق رأسها
صرخت إيزابيلا به بانفعال شديد سمع صوتها من بالخارج:-
-أريـــــس
رفع نظره إليها بغضب سافر من لفظ اسمه هكذا دون لقب أو رسمية وحتى أن كانت والدته فهو الحاكم وصاحب السلطة الوحيد هنا لتزدرد لعابها بقلق من نظرته ثم قالت:-
-كم امرأة سأقتلها بسبب اللعنة، تعلم أن كل من تضع التاج فوق رأسها تُقتل بلعنته هكذا ستقتل نساء شعبك وجيشك جميعًا حتى تقطع نسلنا وينتصر علينا المستذئبون دون أن نخوض الحرب حتى
وقف أريس من مكانه وهو يسير نحو والدته بهدوء شديد ويقول:-
-بنفس الوقت إذا لم أجد من تحمل التاج لتصبح زوجة لي لن نجد ولى للعهد يحكم البلاد من بعدي وإذا قُتلت في مواجهة ستُهدم المملكة كاملة بدون حاكم، لذا سأجد المرأة المُترقبة مهما كان الثمن
تأففت إيزابيلا بضيق شديد وقبل أن تتحدث فُتح باب الغرفة ودلف جيوم بصحبة حارس بوابة الظلام لينظر أريس إليه بدهشة وهكذا والدته إيزابيلا فقدوم هذا الحارس تعنى قدوم كارثة تحل بعالمهم، تحدث جيوم بقلق شديد:-
-يا مولاي لقد دخلت حافلة من بوابة الظلام لأرضنا وبها 4 أفراد من البشر والآن رجالنا تراقبهم
فزعت إيزابيلا بهذا الحديث لتقول بقلق شديد:-
-دخل البشر لعالمنا، سيبدأ مصاصين الدماء بمهاجمتهم وسيشعر المستذئبين بوجودهم، اللعنة ستبدأ حرب جديد للتو بسبب هؤلاء البشر الحمقاء
هدأ أريس قليلًا ثم قال:-
-فلتحضرهم لسجن الأثير قبل أن يفتعل الأخرون ضجة لوجودهم
غادر الجميع لتلتف إيزابيلا إلى أريس ثم قالت:-
-ستحضر البشر لقصرنا؟
استدار بضيق شديد ثم قال:-
-أنا لا أريد أى جدال الآن يا سلطانة
غادرت إيزابيلا من الغرفة غاضبة ثم وصلت للمتحف الخاص بالقصر وكأن أكبر مكان به حراس بعد غرفة السلطان ليفتحوا الباب لها وكان مساحته كبيرة جدًا وعلى الجانبين صفين من الحراس كالتماثيل لا يتحرك لهم أصبع، سارت للأمام والجميع ينحني لها حتى وقفت أمام الصندوق الزجاجي الذي يحمل بداخله التاج، أكبر تاج قد تراه عين يُقال أنه من عجائب العالم لم يرى أحد له مثيل من قبل، تاج ضخم وكبير به مجموعة من السلاسل من الجانبين لتزين الأذن ومقدمة أفعي تنحني للأسفل كي تصل لجبين ومرصع بالأحجار الكثير من الأعلى وبالسلاسل، تمتمت إيزابيلا بصوت خافت:-
-أي لعنة أُلقت عليك حتى تمنعني من ارتدائك؟ اللعنة عليكِ أيتها الساحرة
غادرت إيزابيلا الغرفة لترى من خلال النافذة الحراس يغادرون القصر بصحبة القائد العسكري ثور حتى وصولوا مع حارس البوابة لمكان ظهور البشر وبدأوا يتبعوه رائحتهم وخطوات إطارات السيارة ليصلوا إليهم، كانت فتاتين أحدهن حامل ومعهم شابين وقد تعطلت سيارتهم بسبب وعورة الأرض وارتطامها بشجرة ليخرج الدخان من مقدمتها، تحدثت كلارا بتعب شديد وهي تحتضن بطنها المُنتفخة بيديها الإثنين هاتفة:-
-أين نحن الآن؟
حاول أحد الشبان النظر في الهاتف لكي يعلم الطرق لكنه لم يجد أي شبكة اتصال فقد انقطعت الخدمات بالهاتف وأصبح بلا قيمة ليقول ريان:-
-لا أعلم شيء
تحدث الفتاة الأخرى أرسيليا بضيق شديد قائلة:-
-كل هذا خطأك، ولو لم تنظر بالهاتف أثناء القيادة لم كان أنتهى بنا الأمر هنا؟
بعثر الشاب الأخر حيدر مؤخرة رأسه وهو يقول:-
-لنهدأ يا شباب ونفكر كيف نخرج من هنا
أتاهما صوت قائد الحراس وهو يقول:-
-لا يوجد خروج من هنا
ألتف الجميع للصوت ليفزعوا من رؤية أشخاص بعضهم يظهر أجنحته والبعض الأخر ملامحه مختلفة عنهم وبشرتهم ناصعة البياض على غير المعتاد وبدأ جميع الحراس يلتفوا حولهم ويصوبوا السيوف تجاههم ليفزع الجميع لكن بدأ ريان في مقاومته ليضربه الحارس ضربة قوية أسقطته فاقدًا للوعي مما زاد ذعر وخوف الجميع فحمله الحارس وأخذوهم بالقوة للقصر ليُدهش ثلاثتهم رغم خوفهم من ضخامة القصر رغم هيئته المُرعبة وهؤلاء الأشخاص يحيطون بهم بسيوفهم وأسلحتهم ليأخذوهم إلى سجن القلعة كما يطلق عليه سجن الأثير وألقي بكلا من الشابين في زنزانة والفتاتين في زنزانة أخرى وأغلقوا الأبواب عليهم وانطلقوا الحراس للخارج وكان جيوم بانتظار الجميع فقال بجدية:-
-ماذا فعلت؟
أجابه القائد بحزم شديد:-
-لقد نفذت أوامر السلطان كما طلب
أومأ جيوم بنعم ثم أنطلق إلى حديقة القصر الواسعة حتى رأى أريس تحت مرمي نظره وهو يقود فرسه بسرعة جنونية ليترجل من فوق الخيل أمام جيوم واقتربت الخادمة منه تعطيه المنشفة فأخذها في يده ثم قال بجدية:-
-ماذا فعلت فى البشر
-كما أمرت يا سيدي
قالها جيوم بهدوء وهو يسير في الطريق وخلفه حاشيته ثم قال بنبرة خافتة:-
-فلتجعل الجارية الجديدة تستعد سألقاها اليوم
أومأ إليه بنعم وأنطلق أريس إلى غرفته وذهب الخادم بأمر منه إلى قصر السقيفة وكانت إيزابيلا جالسة على مقعد العرش الخاص بها وحولها الجواري والفتيات يقدموا الخدمة لها حتى يتجنبوا غضبها وعاصفتها، أخبر الخادم الأمر إلى ماريا فجاءت إلى حيث تجلس إيزابيلا وهمست لها بأذنها لترفع إيزابيلا رأسها قليلًا ثم نظرت إلى للجميع ووقفت من مكانها وفور وقوفها توقف الجميع بإنحناء لأجلها لتسير بينهم وقبل أن تغادر الغرفة وقفت بمنتصف الغرفة ثم نظرت إلى فتاة وأشارت إليها بسبابتها لتقترب دون أن تتفوه بكلمة واحدة فاقتربت الفتاة مسرعة لتتفحصها إيزابيلا ثم قالت:-
-أجعلوها تستعد للقاء السلطان اليوم
غادرت المكان بينما فزعت الفتاة بهلع شديد فلقاء السلطان يعنى أنها تقترب من التاج الملعون وربما من نهايتها تمامًا وبدأت بقية الفتيات في مؤاساتها وتسللت الدموع من جفنها على وجنتيها بغزارة وبدأ الخدم في تجهيزها حتى تليق بمقابلة الحاكم وجعلوها ترتدي فستان أزرق اللون مفتوح من الصدر وبحمالة ومفتوحًا من الأسفل قليلًا يظهر جمالها وبشرتها ناصعة البياض ووضع الحلى على عنقها ورأسها فوق شعرها الغجرية ليأخذها الخادم حتى أوصلها للطابق الثاني حين الرواق المُتصل بغرفة الحاكم ومن هناك أستقبلها جيوم ليفتح الباب، دخلت الفتاة ووقفت خلف الباب مُنحنية حتى يأمر لها أريس فدلف من التراس وهو يقول:-
-أقتربي
أقتربت منه بخطوات مُرتجفة حتى وقفت أمامه ليفتح أريس كف يده وكان مليء بالدماء الخاصة به لتقبل يده وهي تلعق دماءه ثم همست قائلة:-
-فليحيا سلطان العالم
وضع يده أسفل ذقنها ليرفع رأسها قليلًا كي يري وجهها وعينيها فصُدم بوجودها وهو يقول:-
-أنتِ لستُ أريا، من أنتِ؟
أجابته الفتاة بخوف شديد قائلة:-
-خادمتك أورورا يا سيدي
أتسعت عيني أريس من قدوم امرأة غير التي ينتظرها فغادر الغرفة غاضبًا، فتح باب الغرفة بقوة ودلف أريس لينحني جميع الخدم في حضرته بينما تطلعت إيزابيلا به فقال بغضب سافر:-
-أتركونا
غادر الجميع الغرفة وكانت إيزابيلا جالسة على مقعدها بدون أي حلي مُرتدي فستان نوم من الحرير فوقفت وهي على علم بسبب غضب ابنها لتقول:-
-تحدث يا أريس
صرخ أريس بها غاضبًا وهو يكز على أسنانه بضيق شديد:-
-لقد طلبت رؤية أريا لما أرسلتي لي أورورا؟، ماذا فعلتي بجاريتي يا سلطانة هذه المرة؟
أجابته إيزابيلا بضيق شديد وهى تكز على أسنانها:-
-العقاب الذي تستحقه جارية قدمت إهانة لي، ليشهد جميع من بالقصر على إهانتها لي، أنا سلطانة القصر بل سلطانة العالم أجمع تتجرأ جارية على محادثتي بإهانة فقط لأن السلطان من جلبها للقصر
صمت أريس قليلًا لتقول إيزابيلا بغضب مكتوم:-
-فلتهدأ يا بني، أيعقل أن أعرض الحاكم والمملكة لشيء سيء، صدقنى أورورا فتاة جيدة ومُطيعة لن تسبب لك متاعب
تأفف أريس بضيق شديد ثم غادر الغرفة وعاد إلى غرفتها ليرى أورورا جالسة على حافة الفراش بانتظار عودته فأغمض عينيه غاضبًا لكنه شعر بيد صغيرة ناعمة تداعب عنقه وقد بدأت تتسلل إلى وجنته ليفتح عينيه وكانت أورورا واقفة أمامه مُلتصقة به فهمست بنعومة في أذنه:-
-أسمح لي يا سلطاني
تطلع بعينيها وكانت فتاة جميلة جدًا لكن الجمال شيء مُعتاد عليه كونها مصاصة دماء خالدة فائقة الجمال وعينيها الخضراء تتلألأ بدلالها ليقول:-
-تعرفين ما أنتِ قادمة عليه؟!
أومأت أورورا إليه بنعم وهى تقول:-
-النعيم كاملًا، ماذا سينتظرنى بصحبتك يا سلطاني؟!
لم يجيبها بل تحولت ملامحه شيئًا فشيء وعينيه تحولت للون الأحمر وظهرت مخالبه الطويل وهكذا أنيابه ظهرت بوضوح من فمه لتزدرد أورورا لعابها بقلق وهى تعلم ما سيفعله لينحنى إلي عنقها لتشعر بأنيابه القوية تخترق أوردتها والدماء تسيل على عنقها لكنه لا يترك قطرة واحدة تفر منه فبدأ بلعق كل دماءها وإمتصاصها وكان لدماءها طعمًا ولذة أخري غير كل ما تذوقه من قبل، لم يترك لها مجال كي تهرب منه وكأن دمائها كالسحر الذي يُلقي عليه ويجذبه بقوة إليها، في الوقت الذي كان القصر بأكمله هادئًا كانت صرخات أرسيليا تهز جدران السجن كاملًا وهي تطلب النجاة أو المساعدة من الأخرين وتقول:-
-ليساعدنا أحد
لم يستجيب لها أحد فصرخت كلارا بألم شديد وهي نائمة بأرضية الزنزانة لتصرع لها أرسيليا وهي تقول:-
-تماسكي يا كلارا
نظرت حولها بضيق شديد وهي تستشيط غضبًا وغيظًا من هؤلاء الناس الذين أسرهم هنا ولم يستجيب أحد إلى لإستغاثتها وندائها لهم وصديقتها هنا على وشك أن تولد، والدموع تسيل من عينيهما الإثنتين فأحدهن تتألم بقصوى من ألم الولادة وقد أوشك الطفل على الخروج لهذا العالم والأخرى تبكي خوفًا وحزنًا على صديقتها وهذا الموقف التى وضعت به…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية التاج الملعون)