رواية البحث عن كتكوت الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شروق عمرو
رواية البحث عن كتكوت الجزء الثامن والعشرون
رواية البحث عن كتكوت البارت الثامن والعشرون
رواية البحث عن كتكوت الحلقة الثامنة والعشرون
قل لي إلى أين المسير
في ظلمة الدرب العسير
طالت لياليه بنا والعمر لو تدري قصير
يا فاتنا عمري هل إنتهى أمري
يا فاتنا عمري هل إنتهى أمري
أخاف أن أمشي في غربتي وحدي..
.. ــــــــــــــــــــــــ
اغلق باب غرفته يجلس جوار الصغيرة النائمة بعمق غير مبالية بما حولها.. تنهد بخفوت وهو
ينام جوارها بعد ان طمئن على والدته..
شرد أخر ما قالته لها حين انتهت من قص روايتها عليه..
” بص لو عايز تساعدنى براحتك، انا مش مستنية اى حاجة تانى وكفاية جدا اللى انت
قدمتهولى وانا هكمل… ”
تحدث مقاطعا” معا ِك اية من اوراق يثبت اى حاجة عليهم.. ”
بللت شفتيها سريعا ” سامى مقتلش مراته فى قضية شرف خلص منها عشان هى كانت عامله
تأمين على حياتها بمبلغ تقريبا 2 مليون حنية..
هو كان مستحمل السنتين بتوع العقد بالعافية.. واحنا بسهولة نقدر نثبت ده الن بمجرد ما المدة
انتهت هى ماتت .. وغير كمان زى ما القضية واقفة مفيش اى دليل على قضية الشرف .. ”
سألها ” معا ِك نسخة من العقد ”
اومأت بإيجاب سريعا ” ايوا.. ”
تنهد عمار قائال ” انا موافق اساعدك ،.. بس ده كمان عشان اثبت عدم احقية چيهان بحضانة
بنتى .. ”
عاد من شروده.. وهو يفكر عن نظرته عنها هل تدنت أم علت شأنها..
ولكن هناك شئ خافت مثل االضاء البسيطة فى وسط الظالم الحالك .. هناك خفقة تسرى بقلبه
ما نظر ُت في عينَيها، تَسري رعشةً
هُ بيني وبينَها؛ كلّ
حين يتذكرها.. وكأنه يردف “كا َن ذل َك كلّ
خبطةً ثقيلة ث تأتي َّم في جسدي،
” أنه قلبى ”
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
تالحفت نسمات خافته تحتل حرارة الصيف .. تهدئ من حدة اشاعة الشمس..
صباحا الثامنة .. هواء عروس البحر المتوسط .. فتحت الستائر وهى تسمح للشقة بالتنفس..
تتحدث بالهاتف مردفة
” ماشي يا ماما، هكلم مؤمن وهشوف كدة ”
جائها صوت والدته ” عمك هيشيل منك اكتر لو ماجتيش يا نبيلة.. ”
زفرت نبيلة بضيق ” كدة كدة وال انا بطيقه وال هو بيطيقنى فاهشوف برضو لو مؤمن هيعرف
يجى وال ال.. غير كدة معنديش ”
تحدثت والدتها بنبرة راجية ” تعالى عشان نفسى اشوفك يا بنتى .. هو انا مش وحشاكى
خالص.. ”
اجابت نبيلة بنبرة متخبطة “وحشانى يا ماما.. هحاول اجى وهللا حاضر..
انهت المكالمة وهى تدلف نحو الفراش لتجده مازال نائما ..
همست” مؤمن ”
ه ّم يأن وهو نائم لتقول ” انت نايم ليه لحد دلوقتي ”
فتح نصف عينيه منزعجا ” هى الساعة كام ”
اجابت ” الساعة تمانية.. ”
” طيب لما تبقى تمانية بليل ابقى صحينى ..”
تذمرت وهى تبعث بترتيب خصالت شعره ” ال انا مش عارفه انام.. تعالى ننزل البحر.. ”
” بيال هللا يهدي ِك سبينى انام.. ”
اغلق عينه مرة اخرى.. لتبتسم صامته وهى تغوط بافكارها.. تتأمل مالمح وجهه التى مهما
سرحت بها تشعر وكأنها تقع بحبه مرة اخرى..
كانت خم ُس ثوا ٍن لمس ُت بها وج َهه، وال زالَت يَديها تُناف ُس الربيع.
ابتسم وهو يفتح عينه “مش عايزة تنامى ف هترخمى عليا يعنى .. ؟ ”
اومأت له وهى تعدل نومتها فى مستواه ليشدد على قبضة يده حول خصرها.. دافننا وجهه فى
عنقها.. احتضنت رأسه لتقول” ماما كلمتنى وبتقول ان فرح ابن عمى بعد بكرة ومصرة اننا
ننزل.. ”
رفع رأسه سائال ” عايزة تروحى؟! ”
_ المش عارفة بس ماما وحشاني.. فا اية رأيك ..
اجابها وهو يعود لوضعه ” انا تحت أمرك يا فندم.. ”
تذمرت بضيق وهى تبتعد قليال لتقول متذمرة ” مؤمن.. ”
فتح عينه متملال ” نعم ”
_ اصحى بقى انا زهقت من القاعدة لوحدى ومش عايزة انام..
فرك فى فروة شعره بانزعاج ” وانا عايز انام ما تبقيش رخمة.. وسبنى انام.. ”
اردفت وهى تبتعد عنه ” ودينى السفارة وناكل مسخن.. انا عايزة اخرج.. ”
جارها وهو يهز رأسه مغلق عينه لتكمل بحماس ” وعايزة آكل بطاطا ونتمشى على
الكورنيش.. ”
صمت من الجانب االخر لتصيح بغضب ” مؤمن.. ”
زفر بضيق وهو ينهض من فراشه ليقول ” هو أنا فاكر انى هنام بعد ما ان ِت صحيتى..
اتفضلى حققى احالمك يا بيال…”
ضحكت بمشاكسة لتقول ” فى دكتور دحيح ينام لغاية الساعة عشرة..”
رفع حاجبه االيسر متعجبا ” هى مش كانت تمانية من شوية ..”
اضافت موضحة ” ماما معلمانى انها بتزود ساعتين وقت اضافى..”
هز رأسه ساخرا ” امم بدل الضايع ..”
” ايوا.. يال بقى قوم اعمل اى حاجة ما تنامش.. قوم قيسلى السكر.. ” هتفت بضحكة عابثة
وهى تحثه لينهض من الفراش..
تندِم انك تفكرى تغفى ليقول بنظرة متوعدة ” اشوفك نايمة وانا صاحي بس يا بيال.. هخلي ِك
حتى.. ”
قهقهت عاليا وهى تجده يخرج من الغرفة لتهرول خلفه قائلة بثقة ” انت عارف نومى اتقل منه
مفيش،.. خلص بسرعة بقى عشان هنفطر وننزل نتمشى ونشترى حاجات حلوة.. ”
هز رأسه مستسلما متجهه نحو الحمام ” حاضر يا فندم.. ”
اجابت بعد ان شعت عينيها بسمة متسعة ” بتغسلنى من جوا كلمة فندم دى يا كتكوتى وهللا.. ”
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
” البت ده لو حكت لعمار حاجة هتفتح علينا كلنا ابواب جهنم.. ”
هكذا تحدث سامى المتوتر لتقول چيهان فى هدوء اعصاب ” ممكن تهدى يا اونكل، اوال ميرال
زمانها اختفت من حياة عمار.. وسابت الشقة.. وده النها مش عايزة تخسر امها هى كمان .. ”
تحدث متسائال بخنق ” هو ابو ِك هينزل امتى.. ؟ ”
رفعت كتفيها تفيد بعدم المعرفة مضيفة ” مش عارفة بس هو اكيد نازل بالكتير خالص يومين..
”
جلس وامتعض وجهه بضيق ” عايزين نلحق ميعاد الراجل عشان البضاعة اللى هتتسلم دى
نش عارف ابو ِك بيستعبط قاعد بيعمل اية.. ”
مطت شفتيها بهدوء ” انا مليش فى شغلكم ده انا نازلة عشان مكالمتك … وعمار وبنتى..
هشوف هنرسى على اية فى موضوع ِسلوان بنتى ولو البت دى بعدت عنه.. هخليها معاه انا
اصال خطيبى اشترط انه ميربيش بنتى.. فاانا هطمن عليها مع ابوها .. انا متأكدة انه هيشيلها
في عينه،.. بس اشوف االول البت دى هتعمل اية ”
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
كانت نبيلة تقف تختار ما تحتاجة من محل البقالة المتكامل.. جر مؤمن سلة المشتريات خلفها
ليقول متعجبا بما تضعه ” بتحبى البسطرمة؟ ”
نفت برأسها ليهز كتفه ” وال انا بحبها.. شيلى بقى ”
” worry t’donتحدثت بابتسامة مستفزة ” هنجربها وهنحبها
غير من البرج اللى طاير من دماغك .. ” worryتنهد ساخرا ” انا معنديش اى
جذبت كيس الطحين لتضعه بالسلة برفق تقول ” هعملك كيكة بقى ابسط يا عم .. ”
تسائل ” هتعرفى وال هنستهلك منتجات بال فايدة..؟ ”
رفعت نظرها تقول بنبرة حملت من الكبر محتواها ” اتفرج على الشيف اللى جوايا لما
يخرج… انا كان عليا صنية بطاطس بالفراخ ايام السكن.. ”
تحدث مشاكسا ” معتقدش انها هتبقى زى بتاعتى.. ”
حمحمت لتقول ” فرق الوان بس انت بتعملها بيكون لونها محمر كدة وشكلها يشبع انا بقى
بتبقى داخلة على اللون االحمر الدموى.. ”
سخر يهز رأسه ضاحكا ” قولى اسود.. ”
_ مش اسود اوى، متتريقش عليا.. هى كانت بتتحرق منهم انا نبهت عليهم انهم يخلوا بالهم.
منها بس بينسوا.. وبعدين مش بنهتم بالشكل كان اهم حاجة عندنا الطعم.. الجوهر يابنى ”
منع نفسه من التبسم ” طعمها كان حلو يعنى.. ”
” بس مش اوى يعنى كان ناقصها شوية ملح.. ”
ارتفعت قهقهاته لتقول متذمرة ” خالص يا عم الشربينى .. مفيش منك اتنين فى الطبخ.. بس
برضوا انا هعمل كيكة النهاردة.. ”
..
خرجا من السوق يحمال االكياس بعد ان تقاسموها سويا.. لتقول نبيلة متأملة تلك السماء
الصافية ” بس اسكندرية جميلة.. ”
تحدث وهو يرسم بسمه على و اخر ثغره.. ” اقفى كدة لحظة.. ”
انكمشت عينيها وهى تتوقف تقول ” فى ايه؟ ”
اسند األكياس التى بيده على تلك السور الحديدى.. ليقول ” نقف هنا شوية البحر شكله حلو.. ”
نظرت تجاه البحر الءى يبعد عنهم مترات صغيرة ” امم.. مانت لو تسمع كالمى كنا ننزل
النهاردة.. ”
أعادت وجهها نحوه لتجده ينظر لها هائما.. و عندما إلتقَت نظراتهما تالشى العالم من الوجود
شعرت بحيرة نيوتن في لحظة، اكتاشفه للجاذبية .
فى حركة سريعة ابتسم لتجده يقول ” عينا ِك بالئي وإبتالئي وانا ال ُمتيم المبتلَي ”
ابتلعت لعابها لتقول ” احنا فى الشارع على فكرة.. ”
تحدث ” هو مش ان ِت فاتحة صدرك وبتقولى انك مش بيهمك الناس .. وبعدين ان ِت عينك قتلتنى
بشكلها تحت انعكاس ضوء الشمس.. ”
رفعت حاجبيها لتقول ضاحكة ” وهللا ما فى عيون قتالنى غير عيونك الخضرا دى يا مؤمن..
”
قهقه بحيوية وهو يقول ” بحب اوى انك بتردى الكلمة بكلمة.. جميلة الجرأة دى مفيش كالم..
”
رفعت االكياس لتقول ” طب يال يا كتكوتى عشان نروح نعمل الكيكة النك هتخرجنى بليل
تانى .. ”
حمل االكياس هو االخر ليقول ” مالحظة انى مطيع مش كدة.. ”
_ اوى اوى يا مؤمن
اعطاها ابتسامة مشرقة ” تأمرى يا فندم .. ”
ابتسمت وهى تشعر بفرشات قلبها تتطاير مشعلة ضجة وابتسامة ال تغادر ثغرها..
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية البحث عن كتكوت)