رواية الاسكافي الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani
رواية الاسكافي البارت الرابع
رواية الاسكافي الجزء الرابع
رواية الاسكافي الحلقة الرابعة
……..وصل الاسكافي إلى السلطان وجده يضم يديه فوق ملابسه وواحد من المنجمين يقول: في يدك أيها السلطان زهر ريحان ويقول آخر: بل ورق شجر أخضر وقال ثالث: بل ثمار ليمون وأخذ كل واحد يذكر شيئا والسلطان يقول لكل واحد منهم: غير صحيح غير سليم
وأخيراً لم يبق إلا الإسكافي الذي كان اسمه عصفور جالسا يفكر في المأزق الذي أوقعته فيه امرأته المسمية جرادة
اول مرة اذكر اسمهما اخفيت اسمهما لانهم هم حل اللغز الأخير
فقال السلطان: لماذا لا تتكلم يا شيخ المنجم لقد جاء دورك ولم يبق إلا أن
قال عصفور كأنما يحدث نفسه وقد ازداد همه بسبب ما دفعته إليه امرأته: وماذا أقول أيها الملك لولا جرادة ما وقع عصفور اليوم في يد السلطان
هنا تهللت أسارير السلطان وصاح: ليس في العالم مثلك يا شيخ المنجم أنت سلطان الحكمة والمعرفة وأخرج السلطان من يده الجرادة والعصفور ثم قال:أعطوه ثلاثة آلاف دينار
فاستغرب المنجمون وازدادت دهشتهم وقالوا: حقا لا يوجد في الدنيا مثله قط وانتشر خبر نجاح الاسكافب عصفور وانتصاره على منافسيه هذا الانتصار الكبير لكن الاسكافي لم يسعد بهذا
بل ذهب إلى زوجته وقال:إنك ترفضين أن تغادري هذا البلد وأنا أخشى أن ينكشف خداع الكذب والتنجيم لذلك إذا سأل عني أحد قولي له إنني مت فيكف الناس عني وينسون أمري ونعيش بالثروة الطائلة التي هبطت علينا في أمان ونعيم
ولأول مرة وافقته زوجته فقد بدأت هي الأخرى تخشى ما يخبئه المستقبل لهما وانقطع عصفور عن زيارة السلطان ثلاثة أيام فأرسل يسأل عنه، فقالوا له: لقد مات عصفور منذ ثلاثة أيام ثم أسرع عصفور وزوجته يتنقلان إلى مسكن بعيد.
وحدث في تلك الليلة نفسها أن خرج السلطان متنكرا ليتعرف حال رعيته وساقته الصدفة إلى شاطئ النهر فاشتاق أن يأكل سمكا مما يشويه الصيادون بعد صيده مباشرة فجلس على الشاطئ ينتظر خروج الصيادين بالصيد.
وفجأة سمع السلطان رجلاً يجلس قريباً منه يقول:يحسن أن نسافر من هذا البلد يا جرادة وسمع امرأة تجيب محدثها وتقول: قريبا ينساك الناس يا عصفور فالكل يعتقد الآن أن المنجم عصفوراً قد مات”.
دهش السلطان عندما سمع هذا الحوار ودقق النظر في الرجل فعرف أنه الشيخ الاسكافي فطلب من بعض خدمه أن يتعقبوه ليعرفوا أين بيته.
وفي اليوم التالي ذهب السلطان متخفيا إلى بيت الاسكافي وطرق الباب ففتح له الباب وهو لا يتوقع أن يكون هناك من عرف بيته الجديد وإذا به يفاجأ بمن يقول له : أين زوجة الشيخ عصفور ؟
وكاد عصفور ينكر ويقول إنه لا يوجد في البيت أقارب للشيخ عصفور إلا أن السلطان المتخفي أضاف: لقد أرسلنا السلطان لنقوم بواجب العزاء في وفاة زوجها ولنقدم لها مبلغا من المال تستعين به على الحياة
هنا خشى عصفور من شجار زوجته إذا صرف هؤلاء الذين جاءوا يعطونها مالا فأدخل الزائرين وأسرع إلى زوجته يقص عليها الخبر.
وتظاهرت الزوجة بالحزن، وخرجت تستقبل الزائرين ودموعها تتساقط من عينيها لكنها فوجئت بالزائر يسأل: إذا كان الشيخ عصفور قد مات فمن الذي فتح الباب؟.
وسكتت المرأة فقد أحست أن السؤال ستتلوه أسئلة أخرى وعندما لاحظ السلطان أن الزوجة سكتت أسرع يلقي سؤاله الثاني: أيتها المرأة… أجيبي على سؤالي وقولي الصدق: أليس الشيخ عصفور الاسكافي المنجم هو الذي فتح لنا الباب؟
أدركت المرأة أن كل الخطط التي وضعتها مع زوجها قد انهارت فأسرعت تخرج من الغرفة وقد اعتزمت أن تهرب مع زوجها من باب المنزل الخلفي.
هنا ارتفعت ضحكات السلطان ووقف ينادي: يا شيخ عصفور أنا السلطان أعطيك الأمان عندئذ عرف الشيخ عصفور صوت السلطان واطمأن قلبه عندما سمعه يعطيه الأمان فأمسك بيد زوجته وعاد إلى حيث يجلس السلطان.
وعاد السلطان يضحك ويسأله: لماذا فعلت هذا يا شيخ لماذا أذعت خبر موتك؟
قال عصفور: مادمت قد أعطيتني الأمان يا مولاي سأقول لك الحقيقة التنجيم كله كذب وادعاء وزوجتي هي التي دفعتني إلى أن أصبح منجما وقد خدمتني الصدفة أحياناً والحيلة في أحيان أخرى لكنني رفضت أن أستمر في هذا الدجل والعبث !
عندئذ انطلق السلطان يضحك ويقهقه وقال: أنت تستحق على صراحتك مكافأة أكبر من كل ما أخذته مقابل تظاهرك بمعرفة المستقبل والغيب وأمر له بخمسة آلاف دينار.
ومنذ ذلك اليوم أصبح عصفور نديما للسلطان يحكي له أطرف النوادر والنكات ويسليه بالقصص والحكايات بعد أن كف عن التنجيم والادعاءات…….
النهاية
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الاسكافي)