رواية الإعصار الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب محروس
رواية الإعصار الجزء الحادي عشر
رواية الإعصار البارت الحادي عشر
رواية الإعصار الحلقة الحادية عشر
بعد عنها و لف ضهره و اتكلم بالنبرة اللى اتعودت عليها قبل الحادث : ايوا عارف انك مش هى .
لفلها تانى و المرة دى ايده كانت ورا ضهره و قرب منها جدا وهى خايفة من ردة فعله و بتفكر هل هو فعلا فاقد الذاكرة و لا لاء كان بيتكلم و هو بيبص فى عنيها و هو ميعرفش أنها عندها تموت و لا تكونش قدامه دلوقت ابتسم بحب و قال : عارف انك مش هى الست اللى بتحب و اقفة المطبخ أو الطبيخ .
حست بالراحة شوية و من توهانها مكنتش حاسة بيه و هو بيلبسها عقد من الألماس حطت أيدها على العقد و افتكرت ذكرى بنفس اللى حصل معاها دلوقت و لكن الفرق هو اختلاف الحوار اللى دار بينهم . و نفس اللى حصل معاها زمان رائد عمله لما حركها قدام المرايا و قال : ايه رايك يا حبيبتى ؟ عجبك ؟
كانت هتعترض و تقول إنه مش عاجبها بس بلعت ريقها و قالت : حلو يا رائد
بصلها بترقب و قال : ليه حاسس انك مش مبسوطة
ابتسمت بارتباك و قالت : أنا ……. لاء خالص دا عجبنى اوى و ذوقه جميل .
رائد : الحمدلله يا حبيبتى أنه عجبك ، يلا بقى هاخد شور و اجى ، سابها و دخل الحمام و هى بصت للعقد تانى و بدأت دموعها تنزل على الماضى الحزين .
بقاله ساعة ماشى فى الحارة الغريبة دى و الجو الغير مألوف عليه مش متعود يروح أماكن زى دى و الأغرب من كدا هو أن كل سكان المنطقة من أولهم لاخرهم بيبصوله بطريقة غريية لدرجة حس أن شكله فى شىء غلط ، كان بيشتم نفسه عشان سمع من عمر و جه بنفسه كان ممكن يبعت الظرف مع حد من رجالته ، بس دى أمانة و لازم يوصلها بنفسه .
و اخيرا وصل قدام عمارة مايلة للسقوط فوقف يسأل رجل عجوز بيبيع خضار قدامها : بعد إذنك يا حج فين بيت العم مصباح السعدنى ؟
الرجل بصله من فوق لتحت و قاله و هو بيشاور على العمارة : هى دى العمارة بتاعته بس عايزه ليه ؟ دا هو تعيش انت
وليد : ربنا يرحمه و يرحمنا جميعاً ، أنا عارف أنه مات أنا عايز بنته
الرجل بصله بشك و قال : و عايزها ليه بقى ؟ انت تقربلها ؟
وليد اتنهد بنفاذ صبر و من نظرات الراجل عرف أنه ممكن يفهمه غلط فقال : اه يا حج أنا ابن خالها .
الراجل باستغراب : ابن خال مين ؟ ليان ، دول مقطوعين من شجرة و ملهمش حد .
وليد كان قرب ينفجر من التحقيق اللى انفتح على دماغه و مش عايز يخلص فقال بابتسامة باردة : لاء يا حج أنا ابن خالها بس احنا و والدى كنا مسافرين برا و لسه راجعين لما عرفنا بموت عمى مصباح .
راجل الخضار باستفسار : انتوا. مين يا ابنى ؟
وليد هنا اتعصب و جاب آخره فقال بصوت عالى نسبياً : ما تخلصنا يا حج هو دا تحقيق و لا ايه ما قولتلك بنت خالى و عايز اشوفها ، كل دى أسئلة عارف العنوان قولى مش عارف سيبنى اتكل على الله .
رجل الخضار اتحرج من اسلوب وليد معاه و خاف من نبرته فقال : هى ساكنة يا ابنى فى الدور التانى .
قرب من باب الشقة و رن الجرس اكتر من مرة لكن محدش فتح و لا رد ، بص فى ساعته لاقى أنه فاضل نص ساعة قبل الاجتماع فقرر يفضل شوية ممكن تكون برا البيت و ترجع بعد شوية ، سند ضهره على الباب و طلع فونه يتصفح النت يسلى وقته على ما يخلص المهمة إللى عمر كلفه بيها .
اطردت من الشغل و راجعة مش عالم بيها الا ربنا كانت على تكة لو حد كلمها هتعيط و مش عارفة هتسكت و لا لاء ، كانت طالعة السلم بتكلم نفسها و بتأكد لنفسها انها مش هى اللى غلطانة و دا إللى كان المفروض يتعمل و لو اتكرر الموقف دا تانى هتعمل نفس اللى عملته بل يمكن اكتر من كدا كمان .
شافته واقف قدام باب الشقة اتحرجت تقرب اكتر من كدا و لا حتى تكلمه و تطلب منه يميل عشان تدخل شقتها ، رجعت على السلم و قفت و ضهرها لوليد اللى كان بيلعب فى فونه و مش واخد باله منها و كل شوية يبص فى الساعة ، وقفت تتكلم مع نفسها و تتشاور ،يا ترى الشاب دا جاى لمين معقول من عندهم من الحارة ؟! بس لاء بقالها هنا ٢٠ سنة اول مرة تشوف واحد بيلبس كدا فى منطقتها ، فاقت على صوته بيحمحم وراها ، فبصتله وقالت بعصبية : نعم ؟! عايز ايه منى ؟
وليد رفع حاجبه باستغراب و قال : هعوز من سيادتك ايه يعنى عايز انزل
ليان بغباء : طب ما تنزل و أنا ماسكة فيك ؟
وليد : لو سامحتى يا آنسة عايز اعدى
ليان : يا سبحان الله ، هو أنا ماسكة فيك ؟ هل أنا ماسكة فيك ؟
وليد بنفاذ صبر : لا حول و لا قوة الا بالله ، يا آنسة حضرتك واقفة على السلم و سلمكم اصلا صغير هنزل ازاى و انتى واقفة ؟
ليان قالت بهمس و هى بتضرب مقدمة رأسها : يا دى نيلة اكيد تأثير عاطف الاهبل .
وليد سمعها فابتسم و لكن خبى ابتسامته بسرعة و قال : ها يا آنسة فى امل أمشى النهاردة. و لا الاخبار ايه ؟
ابتسمت بسماحة و قالت و هى بتميل عشان يعدى : لاء طبعا معندناش مكان عشان تبات فيه اتفضل العب …. قصدى اتخفى … يووووه قصدى انزل روح على بيتكم و لتصحبك السلامة .
ابتسم عليها و حرك رأسه بقلة حيلة و لبس نضارته و نزل .
كان قاعد سرحان فى شكلها ضحكتها دمعتها حركاتها كل حاجة فيها بتعجبه بس للاسف فات الاوان معدش ينفع تكون ليه دلوقت هى على زمة راجل تانى و مش اى راجل دا أقرب حد ليه ، ندم أنه كدب مشاعره فى البداية و خوفه من الحب بيتمنى لو يرجع بيه الزمن و هو كان هيمنع الجوازة دى تتم و عمره ما كان هيشجعه أنه يتجوزها ، خرج من شروده على صوتها بتقول : ازيك يا عمر .
ابتسم و قال : الحمدلله يا عليا ، ازيك انتى ؟
اتنهدت و قالت : الحمدلله الأمور بخير
عمر : يا رب دايما ، بالمناسبة رائد مفكر أن فهد عمره ٦ سنين مش ١٠ فأنا قولت أنه كان فى غيبوبة من ٤ سنين ، بعرفك عشان تاخدى بالك كويس ، لازم هو إللى يفتكر لوحده احنا ممكن نساعده بس من غير ما نجيب الأمور مباشرة .
عليا : متخافش أنا كمان كنت بفكر اقول كدا لو لاحظ حاجة زى كدا .
عمر : تمام أنا هطلع انام شوية عشان تعبان
عليا بقلق : ليه خير مالك ؟
عمر : و لا حاجة بس بقالى كام يوم منمتش و فصلت
عليا : اها خلاص تمام .
فهد كان قاعد يحفظ قرآن فى اوضته زى ما عليا طلبت منه و بعد ما خلص حفظ قعد يستناها تيجى عشان يراجعوا سوا بس غابت ف راح على أوضتها اللى كانت قاعدة فيها قبل ما رائد يخرج من المشفى ملقاش حد فيها فقرر ينزل. يشوفها تحت بس سمع حركة فى أوضة رائد ، ففتح الباب و دخل على أساس أنها عليا بس لقى رائد بيسرح شعره كان هينزل من غير ما يتكلم بس وقفه صوت رائد إللى شاف انعكاسه فى المرايا فجرى رائد عليه و قال بحب و هو بيحضنه : فهد حبيبى و حشتنى اوى .
فهد كان واقف مش بيتكلم مستغرب طريقة رائد معاه متعودش منه على كدا ، كمل رائد كلامه و هو بيخرجه من حضنه : كبرت اوى يا حبيبي .
دخلت اتأكدت من الخدم أن الأكل جاهز و طلبت منهم يجهزوا السفرة و كانت طالعة تشوف فهد بس وقفت لما لاقيته بيندهلها و هو واقف على باب الصالون بصتله و قالت بود : أنا كنت هطلعلك اهو
فهد : لما انتى اتأخرتى قولت انزل اشوفك
عليا : معلش يا حبيبى ، كنت بشوف الاكل عشان بابا
كانت بتتكلم و هى بتتحرك لعنده و اخدت منه المصحف و قالت : ايه رأيك نراجع فى الجنينة ؟
فهد : اه يا ريت و كمان عايز اقولك على حاجة محدش يسمعها .
قال جملته الاخيرة بفرحة و عليا استغربت اول مرة تشوف اللمعة دى فى عيونه فقالت : ماشى يا حبيبى يلا بينا .
بقالها اكتر من اسبوعين بتدور على المستندات و مش لاقياها و كأن الأرض انشقت و بلعتها خطر على بالها أوضة امها و ابوها اللى مقفولة بقالها سنين فقررت تدور فيها لعل و عسى تلاقى اى حاجة من اللى جيت عشانها ، بصت فى ساعتها عشان تشوف قدامه قد ايه على ما يوصل و كان من حظها أن لسه بدرى على ما يرجع القصر دخلت أوضة وليد اخدت منها المفتاح و راحت بسرعة على الاوضة المقفولة و هى بتتأكد كل شوية أن مفيش حد وراها أو مراقبها .
فتحت الباب و دخلت لاقت الاوضة مترتبة و متنضفة و كأن فى حد قاعد فيها دا زود الشك جواها أن اكيد إللى بتدور عليه موجود هنا ، قربت من الدولاب و فتحته لتتفاجئ بكمية كبيرة من الأوراق و المستندات ابتسمت بخبث على نجاحها و كأنها فعلا لقت المستندات ، و متجاهلة تماما هى بتلعب مع مين متعرفش أنه ممكن بإشارة منه يوديها ورا الشمس .
قرب منهم و هما قاعدين يقرأوا قرآن و قف يتابعهم لدقايق فى صمت و هو بيفكر فى اللى جاى و هل اللمة دى هتدوم و لا لاء ، اتنهد بغلب و قرب منهم و هو بيبتسم و قال و هو بيقعد جنبهم : متجمعين عند النبى
ابتسمت عليا بمجاملة بس آمنت وراه بصدق ، مش عارفة ليه هى مش مرتحاله احيانا بتفكر أنه عشان بيفكرها بالماضى و أحيانا تانية بتعتقد أنه أول انطباع منه و الطريقة اللى كان بيعاملها بيها هى السبب و أحيانا بتحتار و تقول لنفسها أن دى مش اسباب كافية عشان مترتحلوش ، لما لقاها سكتت قال هو : الاكل جاهز و انتوا قاعدين هنا ؟ أنا هاكل لوحدى ؟
عليا : بصراحة احنا مش بناكل دلوقت
رائد باستفسار : ليه بقى و ايه المانع ؟
عليا : ابدا مفيش مانع بس الموضوع ان فهد اكله بمواعيد و صمم انى اكل معاه فانا مش جعانة و اعتقد ان فهد كمان مش جعان .
رائد :لا هتاكلوا معايا ما انا مش هاكل لوحدى
عليا سكتت شوية و بعدين قالت : ما اصلا مش هتاكل لوحدك عشان عمر لسه مأكلش
رائد : و انتى عرفتى منين انه لسه مأكلش
عليا : طبيعى يعنى ما هو من الصبح معاك فى المشفى و مش بيحب الا اكل البيت فأكيد لسه مأكلش
قبل ما يرد رائد فهد قال : ماما انا هطلع اكمل فوق
عليا ابتسمت : ماشى يا حبيب ماما
رائد استنى لحد ما فهد اختفى من قدامهم و بعدين قرب اكتر من عليا و قال : انا عايز اقعد مع ملك حبيبتى لوحدنا زى الاول
عليا ارتبكت من قربه و قالت و هى بتبعد عنه : انا لازم اشوف فهد عشان …..
منعها تكمل كلامها لما حط صُباعه على شفايفها و قال : مفيش عشان يا ملك .
مكنش قدامها حل غير انها توافق تتعشى معاه عشان تتخلص من قربه اللى بيزعجها و بيعصبها ، حتى انها طلبت منه ينادى عمر و لكنه اتحجج بإنه عدى عليه قبل ما ينزل ولقاه نايم ، قعدت معاه على السفرة و هى بتتمنى تختفى من قدامه و من نظراته و تركيزه معاها ، كانت بتدعى جواها ربنا يعدى اليوم على خير ، و فعلا جه حد فكرت انه هينقذها من الوضع ده ومتعرفش انه ممكن يكون سواد لحياتها .
الشغالة : عذراً سيدتى ، السيد ماهر هنا و معه زوجته .
عليا كانت بتشرب و لما سمعت الكلام دا و شرقت و رائد استغرب رد فعلها و استغرب وجود ماهر وفاتن لانه ميعرفش حد بالاسم دا فقال : و من هم ؟
الشغالة : انهم أصدقاء السيدة عليا
هنا كانت حاسة بارتباك وخوف شديد من انه يكتشف هويتها فردت بسرعة وقالت : حسناً اذهبى انتى و انا قادمة
رائد باستفسار : من عليا دى يا حبيبتى ؟
عليا بارتباك : دى واحدة صاحبتى …… خليك كمل اكلك و انا هشوفهم
مسبتش فرصة يرد عليها و سابته وخرجت كانت الشغالة دخلتهم الصالون ، دخلت سلمت عليهم و بعد ما قعدت قال ماهر : اومال فين زوجك … عمر
زوجك عمر ؟؟!!!: قالها رائد اللى واقف على باب الصالون
ماهر : اه عمر زوجها .—————– تحولت ملامحه تماما و كانت غير مبشرة و شد على ايده بغضب
يا ترى ريتان هتلاقى المستندات اللى بتدور عليها ؟؟
ايه رد فعل رائد ؟؟
يا ترى مين اللى عمر بيحبها ؟؟
يا ترى وليد و ليان ممكن تجمعهم الظروف ؟؟؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية الإعصار)