رواية الإخوة الثلاثة الفصل الثالث 3 بقلم مجهول
رواية الإخوة الثلاثة الجزء الثالث
رواية الإخوة الثلاثة البارت الثالث
رواية الإخوة الثلاثة الحلقة الثالثة
وبذلك فقد وصل إلى بيت أبيه، في النهاية، خالي الوفاض تماماً، ومعه دب وذئب وكلب وقطة.
وهذا بالضبط ما حدث للأخوين الآخرين.
فلم يدخرا من أعوام عملهما التسعة سوى تسع قطع من الفضة، وفي طريق عودتهما إلى البيت أنفقوها جميعاً في افتداء حيوانات، تماماً كما فعل الأخ الأكبر .
أما الأخت، فلم توفر، من سنوات خدمتها التسع، سوى
خمس قطع من النقود. وفي طريق عودتها إلى البيت التقت قنفذاً
كان يشتري من فأر أسنانه الحادة، مقدماً إزاءها أسنانه العظمية
إضافة إلى قطعتين من النقود.
وحين أصغت قليلاً إلى مساومتهما، قالت للفار: «يا فأري
الصغير العزيز، إنني أعرض عليك أسنان القنفذ وثلاث قطع من
الفضة علاوة عليها!».
وافق الفأر في الحال على هذه الصفقة. فأمسكت بالقنفذ،
و نزعت أسنانه، وأعطتها، مع قطع الفضة الثلاث، للفأر، الذي
أعطاها أسنانه الحادة بالمقابل.
غير أنها حين واصلت رحلتها راحت تشك في أن الفأر قد
خدعها. ولكي تتحقق من ذلك قررت أن تجرب الأسنان، وحين
ابتعدت قليلاً إلى جانب الطريق وجدت شجرة بلوط ثخينة
راحت تعض عليها. وبدا لها أنها لم تكد تبدأ بقضم الشجرة
حتى
أخذت تهتز، كأنها ستسقط. وحين رأت ذلك، اقتنعت
أن ما حصلت عليه هو أسنان حادة حقاً، فمضت في رحلتها
راضية تماماً.
وقبل أن تصل إلى بيت أبيها رأت فأراً يسن أسنانه على حجر ،
فرجته أن يعطيها هذا الحجر لتسن أسنانها هي أيضاً. لكن الفأر
رفض أن يفعل ذلك إلا مقابل بنسين. فلم تتردد في إخراج آخر
قطعتين من النقود وإعطائهما للفأر، الذي أعطاها الحجر بالمقابل
كي تسن عليه أسنانها.
غير أنها، حين استأنفت رحلتها بعد ذلك، راحت تفكر
ما عساها تقول حين يسألها والداها وأخوتها أين كانت، وكم
وفرت خلال السنوات التسع التي قضتها بعيداً.
وحين وصلت إلى البيت وجدت أخوتها الثلاثة هناك
کنوزهم؛ أي مع دببتهم وذئابهم وكلابهم، وقططهم. وكان من
حسن حظها أن أخوتها لم يسألوها كم وفرت، لأنهم كانوا على
ثقة من أنها قد ادخرت الكثير. واكتفوا بسؤالها عن صحتها
ورحلتها، وسُر الجميع بالتئام شملهم كعائلة من جديد.
غير أن هذا السرور لم يدم طويلاً. فبعد عودتهم بقليل، توفي
الوالد المسن، فتشاور الإخوة الثلاثة معاً، وقرروا أن يشتروا
بجزء من المال الذي حصل عليه أبوهم وأمهم من اللصوص،
ثلاثة جياد ومرعى.
لكن أمورهم لم تجر سلسة. فذات صباح، لم يجدوا في
الإصطبل سوى حصانين بدلاً من ثلاثة، وكان الحصان الثالث
مقتولاً. ذلك أن شيئاً ما كان قد عضه وامتص دمه، والتهم نصفه!
وكان هذا الحصان المقتول أجود الثلاثة. حينئذ قرر الأخوة الثلاثة
للمستقبل أن يحرسوا الإصطبل كل ليلة. وحين حل الليل،
تشاوروا من يحرس أولا، وقال الأصغر: «أنا سوف أحرس».
ومضى إلى الإصطبل، بعد أن تعشى، كي ينام هناك. وحوالي
منتصف الليل جاء إلى الإصطبل مخلوق كله أبيض بأبيض، ووثب
في الحال على الحصان الأصغر وراح يلتهمه. وحين رأى الأخ
الذي يحرس هذا المنظر، تملكه الرعب؛ حتى إنه خرج من ثقب
في السقف، من دون أن يفكر في أن يجد الباب. وفي فراره هذا،
قتل الوحش الحصان وامتص دمه والتهم نصفه.
وفي اليوم التالي، حين رأى الأخوان الأكبران ما جرى، راحا
يندبان الخسارة التي أحاقت بهم. وفي الليل قال الأكبر للأوسط :
«امض الآن واحرس جيداً، فحصانك الذي يتهدده الخطر!».
فذهب الأخ الأوسط في الحال إلى الإصطبل ورقد هناك. وفي
منتصف الليل، من جديد، جاء الشيء الأبيض، فقفز الحارس،
وقد مملكه من الرعب ما تملك أخاه من قبله، وفرّ مثله تماماً. أما
الوحش الذي عض الحصان، فراح يمتص دمه، ويلتهم نصفه.
وفي الصباح، حين رأى الأخ الأكبر ما جرى، قال إنه
سيحرس في الليل الحصان الباقي. فمضى في الليل إلى الإصطبل،
وقدم لحصانه كثيراً من التبن، ثم اتخذ ركناً وراح يراقب.
وحوالي منتصف الليل، جاء المخلوق الأبيض من جديد. وفي
البداية ارتعب الأخ الأكبر لمجيئه، لكنه سرعان ما استجمع قواه
ووقف، كائماً أنفاسه، ليرى ما يحصل.
رأى أن الشيء الأبيض يبدو شبيهاً بأخته، ويحمل في يده
مسناً حجرياً. وحين أتى هذا الوحش إلى الحصان عضه، وامتص
دمه، وبعد أن التهم نصفه، غادر الإصطبل. وطوال هذا الوقت
بقي الأخ الأكبر هادئاً، لم يحرك ساكناً. ولعله فعل ذلك من شدة
الخوف، وربما لأنه قرر أن يبقى هادئاً، مهما جرى.
وفي صبيحة اليوم التالي، حين رأى الأخوان الأصغران أن
الحصان قد قتل والتهم نصفه، في نوبة حراسة أخيهما الأكبر،
راحا يضحكان ويسخران من خسرانه. لكنه قال لهما إنه قد
عرف ما لم يعرفاه: من الذي قتل الجياد والتهمها؛ لكن عليهما
ألا يفوها ببنت شفة عن هذا الأمر لأي أحد. ثم أخبرهما أن
أختهم هي التي قتلت جيادهم وامتصت دماءها. ولقد رفضا في
البداية أن يصدقا ذلك، لكنهما سرعان ما اقتنعا بأنها الحقيقة.
وقد جاء البرهان على النحو التالي.
ذات صباح خرج الأخوان الأكبران إلى العمل في الحقل،
وبقي الأخ الأصغر في البيت. وكذلك بقيت أختهم في البيت،
إنما من دون أن تعلم أن أخاها الأصغر قد بقي أيضاً. وكان الأخ
الأكبر لدى خروجه قد طلب من الأصغر أن يضع الماء في القدر
ويغليها على النار، وأن يواصل تأجيج النار تحتها. فإذا ما تحول
الماء إلى دماء عليه أن يفتح القبو على الفور ويطلق كلباً صغيراً
ويأمره بأن يتبع الطريق التي سلكاها إلى الحقل.
وعندما خرج الأخوان الأكبران، مضى الأصغر ليتمشى في
الفناء، ولدى عودته سمع جلبة عظيمة وعويلاً في البيت. فاتجه
إلى باب البيت وقفله بالمفتاح؛ وما الذي تحسبون أنه رآه؟ كانت
أخته قد ذبحت أمها العجوز، وتوشك أن تشكها في سفود
لتشويها. وحين رأى ذلك، مملكه رعب شديد، وأسرع يختبئ
خلف برميل كبير كان في المطبخ.
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الإخوة الثلاثة)