رواية الأميرة والمغترب الفصل المائة وأربعة 104 بقلم آلاء اسماعيل البشري
رواية الأميرة والمغترب البارت المائة وأربعة
رواية الأميرة والمغترب الجزء المائة وأربعة
رواية الأميرة والمغترب الحلقة المائة وأربعة
انتهى ياسين من حمامه و ارتدى سروالا رياضيا فقط ثم خرج و هو يجفف شعره اللامع الذي تتناثر منه قطرات المطر كحبات لؤلؤ
توجه نحو التسريحة ليمشطه بعناية ثم رش عطره المثير الذي تعشقه و توجه نحو سريره أين كانت بإنتظاره
كانت ترتدي قميص نوم أحمر بما أنه يعشق هذا اللون على بشرتها البيضاء ، لم تضع من التبرج سوى احمر شفاه كشميري جعل شفتيها شهيتين كالكرز
-ما نمتيش يعني ؟
أميرة بخجل: كنت مستنياك
ياسين : و اديني جيت
قالها و هو يتمدد بجانبها و يطبع قبلة على خدها الرقيق تصبحي على خير يا روحي ☺️
اخذها في أحضانه و نام دون أي كلمة اخرى
كانت تنتظر مداعباته المحببة لها و عبثه لكنه اكتفى بإحتضانها فقط دون أي حركة اخرى
كانت تريد أن تسأله ما الامر ؟ لكنها تراجعت في آخر لحظة
-انتي اتجننتي يا أميرة ؟ هتقوليه ايه بس !! ؟ مش عايز تبو”سني ليه ؟؟الراجل أكيد تعبان من السفر و عايز ينام ما تتخمدي بلاش قلة أدب !! 😤
أغمضت عيناها بصعوبة تحاول النوم …و الذي من الواضح أنه لن يكون سهلا عليها في هذه الحالة
فعطره المثير و انفاسه الدافئة على رقبتها يجعلانها تسافر في عالم مواز تماما لعالم النوم
في منزل الراوي
خرجت الطبيبة من غرفتها و اقترب منها بدر رفقة هنادي بقلق : خير يا دكتورة طمنيني ارجوكي
الطبيبة: انا قلت افوقها عشان افهم منها ايه المشكلة بس المدام اعصابها تعبانة خالص واضح جدا انها اتعرضت لضغوط و صدمات كثيرة
نظر بدر الى والدته بضيق و قال : ايوة ده اللي حصل 😓
-للأسف هي بترضع ما اقدرش انصحك بأي دوا اعصاب دلوقت …بس حاول تبعدها عن اي ضغط نفسي أو خبر وحش بعد كدة ..حالتها النفسية وحشة و ضغطها نازل اوي مكنتش هأقدر اسيطر عليها في الوضع ده .،عشان كدة انا اديتها مهديء و دوا خافض للضغط اهو ترجع تنام و ما تفكرش في حاجة …ألف سلامة عليها
بدر : الله يسلمك يا دكتورة
حاسبها و عاد الى غرفته بعد ان غادرت فوجد والدته تجلس الى جانبها و هي تنظر إليها بندم
بدر بلوم: عاجبك كدة يامة؟؟ يا ريت انقطع لساني ولا انها تسمع مني الكلام الس”م ده ….مش كفاية عليها اللي امها بتمر بيه ده!!!
هنادي: اهو اللي حصل بقى يا ابني و ان مكانتش عرفت النهاردة كانت هتعرف بكرة
بدر بحدة: لا فيه بكرة ولا النهاردة يا امة انا مش مستعد أخسر مرتي بسبب الموضوع ده…خلاص انا هأدبرها مش مضطر اتجوز عليها
هنادي بزعل: ايه الكلام ده يا بدر !! هتدبرها ازاي بس !!
بدر بضيق: مش عارف ازاي …انا ممكن أجيبلها مربية تساعدها في البنات المهم تنسي موضوع الجواز ده خالص دلوقت 😮💨
وقفت هنادي و هي تقول: حاضر يا ولدي…انت ادرى بحالك و عيلتك.. هشوف سلمى نيمت البنات ولا غلبوها زي العادة … .تصبح على خير
بدر بتعب: و انتي من اهل الخير يمة
خرجت هنادي و بقي بدر ينظر إليها و هو يشعر بضيق شديد
نائمة على السرير بفعل المخدر و هي تبدو متعبة جدا …لم ير صغيرته متعبة بهذا الشكل من قبل
نزع قميصه و تمدد بجانبها و هو يمرر يده بلطف على شعرها
ثم قبٌل جبينها بحنان، و هو يقول بصوت متهدج: “آسف يا قلبي مكانش قصدي أجرحك و الله… أنتِ كل حاجة في حياتي، ما اقدرش أتحمل ألمك صدقيني .
شدد من احتضانها اكثر و بقي على تلك الحال لا يعلم كم من الوقت قبل أن ينام أخيرا
في المستشفى
كانت ممددة بألم و قد جافاها النوم حين شعرت بأحدهم يفتح الباب و يدخل
-مين هنا؟…سحر انتي رجعتي تاني ؟
-…سحر مشيت من شوية ..حمد لله على السلامة يا بنتي –
فاتن بدهشة: انت ! انت هنا؟
جلس امامها بتعب و هو يقول : ايوة …انا معاكي من اول ما دخلتي يا بنتي …انا بس ازمة الربو شدت معايا و منعتني ازورك
صمت لوهلة ثم أكمل بإحراج : و بعدين عيلتك كانوا معاكي طول الوقت مكنتش قادر اقرب منك
لم تجب فاتن بل بقيت صامتة لبعض الوقت تفكر في وضعها الجديد و علاقتها بوالدها .. الفكرة تبدو غريبة عنها و حتى الاسم فهي لم تتعود أبدا على وجوده و لا تستطيع مناداته بهذا اللقب مهما فعل!
أخيرا تشجع و أمسك يدها و هو يقول بتوسل: تسمحيلي افضل معاكي شوية ؟
اومأت برأسها بالموافقة دون ان تنطق فوضع رأسه المتعب على طرف السرير بينما تحتضن يده كف يدها بحب و هو يقول : هتبقي كويسة يا بنتي..كل حاجة هتبقى كويسة المهم انا معاكي و مش هسيبك أبدا بعد كدة
لوهلة شعرت بشيء غريب بداخلها ، كانت طمئنينة لم تشعر بها منذ وقت طويل مع اي أحد
لم يشعرها أحد بوجوده بجانبها بهذه الطريقة ولا حتى صالح ، الذي رغم أنه كان يحبها بصدق في السابق الا ان مشاكل الحياة و مشاغلها و أطماعها أبعدته عنها تدريجيا طيلة سنين ….منذ ان سافرا الى كندا لم يعودا مقربين كالسابق و لم تعد علاقتهما دافئة كما كانت لا سيما و أنه يعمل ليلا..كل ما يربطهما كان البنتين و المنزل و واجباتهما لكن بعيدين بروحيهما عن بعض لذلك فهما قد نسيا انهما زوجين و حبيبين منذ مدة طويلة
ابتسمت بألم و هي تشعر بحرارة احتضانه لكف يدها و كأنه بذلك يحتضنها بحب قائلا : انا هنا لأنتزع اوجاعك عنك و اخذها بعيدا المهم أن أراك سعيدة
وصل خالد الى الفيلا متأخرا و كانت الساعة قد تعدت منتصف الليل بقليل
دخل بتعب و هو يقول لمحروس : من فضلك وريني اوضتي فين
-اتفضل انت يا محروس انا هروح معاه
قالتها ام أحمد و هي تخرج من غرفتها
تراجع محروس الى الخارج و قال خالد بتعب
-الوفت متأخر يا خالتي ايه اللي مسهرك؟
-مستنياك يا ابني …قلقت عليك و حبيت اتطمن عليك قبل ما أنام
جلس خالد بتعب على تلك الأريكة و زفر زفرة عميقة
أم أحمد بتعجب -ياااااه !! للدرجة دي الوضع وحش!!
خالد بضيق : ما كنتش اتصور انها هتكون بالعناد ده !! أعمل ايه طيب يا خالتي ؟؟ طاقتي نفذت
أم أحمد بحنان : بقولك ايه…انت تدخل تنام و ما تفكرش كثير و بكرة هنبقى نتصرف ..أكيد مش هنسيبكم كدة !
خالد بحزن: هتعملي ايه مثلا !!
أم أحمد بمكر:اعمل ايه ؟؟ و انا مالي عشان اعمل ؟؟ انت اللي هتعمل…احنا علينا نقربكم من بعض بس و انت و شطارتك 😉🙄😁
-ازاي؟؟
أم أحمد بإبتسامة: بكرة هتعرف…يالا يا ابني عشان تتعشى و تنام هتفرج أكيد خلي أملك في ربنا كبير
-و نعم بالله يا خالتي…. المهم انا اكلت حاجة خفيفة هنام على طول
قالها و هو يقوم
توجهت أم أحمد الى احدى الغرف هي تقول : طب اتفضل اوضتك اهي و هدومك متوظبة في الدولاب
خالد : تمام …تصبحي على خير يا خالتي
-و انت من اهله
ثم همست في سره خلفه: ربنا يريح قلبك يا ابني
عند سحر
-انتي زودتيها اوي يا سحر اللي عملتيه ده مكانش يصح تعمليه في عدوك حتى طالما جاي يزور امك تقومي تعمليه في الغلبان جوزك اللي بيتمنالك الرضا ؟
-لو كان بيتمنالي الرضا مكانش طلع منه كل ده … مين اللي عمل بلوك يعني فيه جوز محترم يحظر مراته؟؟
-ما انتي طنشتيه ولا عايزة تفضلي شايفة اخطاؤه هو بس و معمية عن غلطاتك انتي ؟؟
-اوووف بقى مش عايزة افكر في حاجة خلاص
-لا لا زم تفكري انتي غلطانة مش معقول هتفضلي تعاندي …انتي هتخسري الراجل والله …
تململت في فراشها بضيق ثم قامت و هي تستغفر في سرها
نظرت الى بقعة في الارض بشرود ثم قالت بصوت خافت
-انا كدة كدة مش هيجيلي نوم ..هقوم اتوضأ و اصلي ركعتين استخارة احسن لي و اقرأ بعدها قرآن
عدلت ملابسها و توجهت لتتوضأ .
في الصباح
في المستشفى
دخلت الممرضة الى غرفة فاتن لتتفاجأ بذلك النائم بجانبها بتعب على الكرسي ممسكا بيدها
-انت يا حضرة!! يا عمي انت !!! قالتها الممرضة بهمس و هي تحاول ألا تزعج المريضة
استيقظ بهلع ادى الى الضغط على يدها التي يمسكها فاستيقظت بألم : اااااه 😰
ابتعد سريعا عنها و هو يقول بندم : سامحيني يا بنتي مكانش قصدي و الله
الممرضة : انت بتعمل ايه هنا ؟؟ انا شفتك قبل كدة …اه افتكرت انت كنت في اوضة …
قاطع كلامها و هو ينظر حوله بإحراج : الظاهر اني راحت عليا نومة هنا انا اسف انا طالع
الممرضة: من فضلك اتفضل برة بسرعة الدكتور جاي بعد شوية يشوف وضعها مش عايزاه يشوفك لاني هاتعرض لمشاكل بسببك
مصطفى بتعب: حاضر يا بنتي …حقك عليا مش هتتكرر
كان سيكمل لكنها لاحظت يده تنزف فقالت له بقلق : عمي ايدك …انت بتنز….
نظر الى يده سريعا و قاطع كلامها مسرعا و هو يقول : خلاص ما تشغليش بالك انا هأهتم بالموضوع
ثم نظر الى فاتن التي كانت تتابع الحوار بصمت و قال : هأبقى ارجعلك بعدين يا بنتي
خرج من الغرفة يجر الخطى بتثاقل و سألت الممرضة بتعجب
-مين الراجل العجوز ده انتي تعرفيه ؟؟
لم تدر فاتن ماذا تقول فتهتمت بضياع: ده…ده واحد قريبي
الممرضة بإشفاق -مسكين شكله بيحبك اوي و الا مكانش فضل معاكي في وضعه ده
فاتن بدهشة: وضع ايه ؟؟
الممرضة: الراجل ده مريض ربو صحبتي مها مكلفة بحالته تعب اوي امبارح و كان في اوضة تانية حاطين له دوا و اوكسجين بتقول أنه كان معرض لنوبة قلب و مع كدة ساب اوضته وشال المحلول و جيه قضى الليل نايم هنا عالكرسي بالكانولا ف ايده !! وشه و عينيه بتقول أنه تعبان جدا و ايده كانت بتنزف و هو مش حاسس حتى !!
شعرت فاتن بقلبها ينقبض فجأة ..تألمت لحاله دون ان تراه و قالت للممرضة : طب ممكن تتطمني على وضعه ؟.
كانت الممرضة ستتكلم لكن في تلك اللحظة دخل الطبيب
في فيلا ياسين
ياسين في الحديقة يرتشف قهوة بينما يدخن سيجارة
-ايه اللي مقعدك بدري كدة في الحنينة
نظر إليها بدهشة : ماما ! صباح الخير !
-صباح النور يا ابني
رمى السيجارة احراجا من أم أحمد و هو يقول : ما انتي عارفة اني بأصحى بدري على طول ..ايه اللي اتغير
-اللي اتغير انك عريس..والمفروض واخذ اجازة يعني تنام لك ساعتين زمن كمان ما يجراش حاجة في الدنيا لو صحيت الساعة تسعة يعني !!
-اهو اللي حصل بقى ..صحيت و ما عرفتش افضل مكاني و نزلت الجنينة اشم هوا الصبح
-مراتك ما صحيتش لسة؟
-لا يا ماما …شفتها تعبانة من السفر قلت اسيبها تنام شوية كمان…
قالها ياسين بهدوء بينما يضع فنجانه
-و انت مكنتش مسافر ؟
ياسين : انتي عارفة ان انا متعود اصحى بدري مهما كان الوقت اللي أنام فيه و مهما كان التعب يعني ما تفرقش معايا
نظرت إليه أم أحمد بشك و قالت : بس كدة ؟؟ يعني مفيش حاجة تانية ؟ ؟؟
ياسين : مفيش يا ماما … قلتلك محبتش ازعجها سبتها تنام و نزلت و لو عاوزاني اقعد معاكي اهلا…بس لو زهقتي مني اطلع تاني !!
أم أحمد بتأكيد : لا طبعا ايه الكلام ده انت تقعد زي ما انت عاوز انا بس بقول مراتك عروسة جديدة و ما يصحش تصحى تلاقي نفسها لوحدها!
-حاضر …كمان شوية طالع …هو خالد لسة ما صحيش ؟؟
-لا لسة…ماهو راجع متأخر و الظاهر ما نامش فورا
-لسة موضوعه هو و سحر ما اتحلش؟؟
أم أحمد بقلق: البنت عنيدة زي امها بس طيبة من جواها …الا ما تعرف انها ما لهاش غيره صدر حنين …
قام ياسين وهو ينظر الى ساعته: طب بقولك ايه يا ماما
ما تروحي تصحيه و اطلع انا أشوف أميرة أظن اتأخرنا و لسة الطريق كمان هياخذ منا ساعتين زمن
قامت ام أحمد هي الاخرى : معاك حق ..عن اذنك
عند أميرة
استيقظت بصعوبة فهي لم تنم الا في وقت متأخر جدا
تململت في مكانها و لمست الوسادة بجانيها بينما لا تزال مغمضة العينين لتجد نفسها وحيدة في السرير
فتحت عينيها و اعتدلت في جلستها و هي تقول بتعجب
-راح فين ده !!
امسكت هاتفها لتجد الساعة قد تجاوزت العاشرة
فنهضت سريعا و ارتدت روبها القصير و هي تقول بفزع: يااه انا نمت كل ده !! اتأخرنا اوي عالمستشفى !
كانت ستتوجه الى الحمام حين فتح باب الغرفة قائلا بإبتسامة حب : كنت جاي اصحيكي
بادلته الابتسامة بخجل قائلة : و اديني صحيت بنفسي
اقترب منها و احتضنها بحب و هو يقبل جبينها
-صباح الخير يا روحي
-صباح النور …صحيت بدري يعني
-كان عندي شوية اتصالات لازم اعملها نزلت الجنينة و سبتك تنامي الظاهر ما نمتيش كويس امبارح
-يعني كان حاسس بيا صاحية و ما كلمنيش !! همست في سرها بضيق ثم تململت في حضنه قائلة : ايوة حسيت بأرق يمكن لاني نمت في الطيارة كثير
ياسين بهدوء : يمكن
خرجت من حضنه بخجل : طب انا رايحة اخذ دش بسرعة عشان ألحق اجهز نفسي ☺️
قالتها و هي تتوجه ببطء نحو الحمام و نظراتها معلقة على عينيه
ياسين و هو يتوجه نحو غرفة تبديل الملابس: تمام يا قلبي انا هأغير هدومي و أستناكي تحت …ما تتأخريش
قالها و هو يغمز لها بعبث بينما يدخل غرفة الملابس
كانت واقفة بذهول فهي ظنت انه سيلحق بها الى الحمام كعادته لييلاعبها هناك بمداعباته اللطيفة
-لا بقى الموضوع فيه ان يا أميرة ! هو ايه اللي بيحصل ده !! ده حتى ما بصش في شفايفي زي عوايده !
دخلت الحمام و لم تغلق الباب كعادتها أملا في أن يغير رأيه و يوافيها ..انتظرت قليلا لكنها صدمت حين سمعت صوت الباب الخارجي يفتح ! لقد لبس و نزل بالفعل الى الأسفل !!
فكرت بضياع ثم توجهت لأخذ حمامها
استيقظت حنان بتثاقل لتجده ممددا بجانبها و يبدو عليه التعب ..تذكرت ما حدث بالأمس فكتمت دموعها و تمالكت أعصابها و حاولت الابتعاد قليلا و القيام من جانبه دون ان يستيقظ لكنه افاق على حركتها و امسكها قائلا بحب : صباح الخير يا روحي
أشاحت بنظرها و لم ترد و حاولت التملص من قبضته لكنه احكمها على يدها مانعا إياها من الحركة
-مش هتصبحي على حبيبك يعني ؟؟
سرعان ما انطلقت تلك العبرات التي جاهدت حتى تكتمها
خانتها كل العبارات و لم تستطع التجلد اكثر و انهارت بالبكاء فأعادها الى أحضانه رغم مقاومتها و هو يمسح على شعرها و ظهرها بحنان
-اسف يا روح بدر مكانش قصدي اجرحك بالشكل ده …
انهار اكثر و علا صوت نحيبها فشدد على حضنها اكثر و هو يقول : دموعك دي غالية اوي يا حنان ارجوكي تهدي بلاش توجعي قلبي اكثر من كدة …دموعك دي سكا”كين بتقطع في قلبي ارجوكي اهدي يا حبيبتي
اخرجها من حضنه و أمسك وجهها بكفيه بينما يمسح دموعها بإبهامه قائلا بحب: انسي كل اللي سمعتيه .. مفيش حاجة هتحصل من كل ده …انا بحبك انتي …و مش عايز غيرك انتي …فاهمة !!!
نظرت إليه بحيرة فأكمل : أمي اقترحت كدة عشان حمل العيال و البنات ثقيل و مش هتقدري عليه لوحدك …انا مستحيل اختار غيرك برضايا … بس لو كان ده هيزعل حبيبتي بلاش منه …خلاص انا هاتصرف المهم عندي انتي. ..انتي و بس …انا قلت لامي تصرف نظر عن الموضوع
نظر الى شفاهها ثم اغمض عينيه و مال عليها بقبلة رقيقة جدا لكن شغوفة بث فيها مشاعر عشقه اللامتناهي لكل شيء فيها و التمست فيها صدقه في كل كلمة قالها
ابتعد قليلا و فتح عينيه قائلا : ها …قلتي ايه ؟؟
حنان بزعل طفولي : في ايه ؟
بدر و هو ينظر الى عينيها بحب : قوليلي انك سامحتيني عشان أسيبك تقومي يا اما هأقضي اليوم كله اراضيكي
حنان بشرود : بس شغلك …
همس بالقرب من اذنها -ان شاء الله يولع… مليش دعوة بأي حاجة النهاردة …المهم حبيبتي ما تفضلش زعلانة مني
احتضنها ثانية و هو يداعب انفها بأصابعه و يقبلها في رقبتها بعشق فقالت بإرتباك : يعني..احم…متأكد مش هتفكر تتجوز تاني ؟
همس بدر و هو كالمغيب يقبل كل انش من رقبتها و وجهها : معقولة حد يبقى عنده القشطة دي و يفكر يتجوز عليها !!
اوقفته حنان بتساؤل : بس انت بتقول بسبب الظروف .البنات و شغلك هناك 😥
-هسسس …قلتلك ما تشغليش بالك بأي حاجة …ان شاء الله اقعد معاكي في البيت نربي العيال سوا و نطبخ و نغسل و نعمل كل حاجة مع بعض ..
نظرت إليه بحب قائلة : انت ازاي كدة ؟؟!
ابتسم بعبث : كدة ازاي !!!
عادت الى احضانه و استكانت داخل ضلوعه و هي تشعر بالأمان مجددا بينما تهمس بخفوت : انت جميل اوي يا بدر …أنا بحبك اكثر من نفسي
تنهد بدر براحة و بادلها الحضن الملتهب قائلا : و أنا بعشقك يا قلب بدر من جوة …و مستحيل أعمل حاجة تجرحك
عند أميرة
خرجت من غرفة تبديل الملابس و توجهت نحو التسريحة لتعدل طرحتها فجأة فتح الباب ثانية
التفتت بغبطة و هي تقول : كنت عارفة انك هتر..
ابتلعت باقي الكلمة في جوفها و تلاشت فرحتها و هي ترى أم أحمد داخلة و هي تبتسم بمكر قائلة
جوزك تحت ، آسفة لو كنت خيبت ظنك 😁🙄
أميرة -لا طبعا انتي تشرفي في أي وقت …صباح الخير
أم أحمد -صباح الهنا يا بنتي انا شفتك اتأخرتي قلت اطلع اصحيكي عشان تلحقي تفطري
أميرة بتساؤل : لا انا صحيت من شوية ..اومال ياسين مش هيفطر ؟
أم أحمد : ياسين سبقك من زمان يا بنتي هو و ضيوفه ..يالا اقعدي عشان تاكلي لقمة و نمشي هو مستنينا برة
أميرة بضيق: لا مش عايزة خلينا نمشي احسن اتأخرنا
-نمشي ايه و انتي على لحم بطنك يالا اسمعي الكلام بقى
سميحة كمان شوية هتجيبلك صينية الفطار هنا
جلست أميرة على مضض و جلست امامها أم أحمد و هي ترى الضيق واضحا في عينيها
-هو ايه اللي بيحصل بينك و بين جوزك يا أميرة ؟؟
أميرة : هااا…لا مفيش يا ماما 😮💨
ام أحمد: مش عليا يا بنتي .. انتي مش هتقدري تخبي عني..هاتي فهميني …اي اللي بيخلي واحد عريس صباحيته كانت من يومين بس يسيب حضن مراته و ينزل الجنينة يدخن بزهق اول ما الصبح يطلع؟
أميرة بضيق : و انا ايش عرفني !؟ ما سألتهوش هو ليه ؟
-ياسين راجل و مش هيقولي فيه ايه ..بس انتي أكيد عارفة ان فيه حاجة حصلت ما بينكم هي اللي مضايقاه صح؟
فكرت أميرة بضياع ثم قالت : لا مش عارفة …تصرفاته بقت غريبة
-غريبة ازاي ؟؟
احرجت أميرة ماذا ستقول لها ؟؟
-احم …زي ما يكون بيتفاداني
أم أحمد بشك: كدة من غير سبب ؟؟ انتي متأكدة انك بتتكلمي عن ياسين !!
-اومال خياله ؟
أم أحمد بدهشة : يتفاداك ازاي ! ده بيعشق تراب رجليكي و بيتمنالك الرضا! انتو اتجوزتو عن حب الكلام ده تقوليه عن واحد اتجوز صالونات بوحدة عمره ما شافها قبل الدخلة…هها..افتكري كدة في ايه عشان نعرف نحل الموضوع ده…مش كفاية سحر و خالد ؟
فكرت أميرة قليلا ثم تذكرت جملته
-هادمة اللحظات السعيدة و مدمرة الاوقات الرومنسية
فجأة ضربت خدها بكف يدها قائلة : يا مصيبتي ! يكونش زعل لما رفضت افتحله الباب !! 😱
-باب ايه ؟؟ 🤔🤨
قالتها أم أحمد بشك
أميرة بإحراج : لا ده موضوع خاص …حاجة كدة هزار 😰
طرق الباب و دخلت سميحة ثم وضعت الصينية و انصرفت فإقتربت أم أحمد من أميرة و قالت
-أميرة حبيبتي انتي عارفة اني بأعزك زي بنتي بس كمان بأعز ياسين و معتبراه زي أحمد ابني
اومأت أميرة برأسها موافقة كلامها فأكملت أم أحمد
-ياسين عاش يتيم طول عمره يعني كان محروم من الحنان مدة طويلة لحد ما عرفك و حبك و اتجوزك …عارفة ده معناه ايه ؟؟
اومأت أميرة بتساؤل فقالت ام أحمد
-معناه انك بقيتي كل حاجة في حياته ..امه و اخته و بنته و مراته و حبيبته…و ما تنسيش انك وعدتيه ما تبعديش عنه…و لو عملتيها هتلاقي مليون وحدة تتمنى تبقى مكانك و تديه الدلع اللي هو عايزه
وقفت أم أحمد و هي تقول بمكر: يبقى خلي بالك بعد كدة مش كل الهزار محمود…فيه مواقف بيبقى فيها الهزار محبب و فيه مواقف تانية بيبقى الهزار فيها بايخ…
أبقي فكري اذا كان الهزار اللي قصدتيه ده كويس ولا بايخ لاني اكثر وحدة تعرف ياسين : عنده عزة نفس عالية اوي و كرامته قبل اي حد مهما كانت غلاوته عنده
غادرت و تركتها في ضيق شديد تفكر في موقف مشابه لموقف الحمام و هو موقف حدث بينهما قبل مغادرتهما لقصرهما نحو المطار
فلاش
كان هو قد اخذ كل حقائبهما الى الخارج ليأخذها وزير و بيتر الى السيارة بينما كانت هي تكمل لبسها في الأعلى
صعد إليها و كانت قد وضعت آخر لمسات طرحتها و همت بحمل حقيبة يدها و هي تقول : أنا جاهزة خلاص
ياسين بتصنع الجدية : متأكدة اننا ما نسيناش حاجة ؟؟
أميرة و هي تنظر حولها ببلاهة قائلة : لا ما اعتقدش
كانت ستخرج لكنه اوقفها و هو يحتضنها من الخلف و يهمس في اذنها بعبث : بذمتك كدة مش ناسية حاجة !! فكري كويس ؟؟
تملصت من بين يديه و هي تقول : هكون نسيت ايه يعني ؟
اعادها بحركة خاطفة الى احضانه و هو ينظر الى شفاهها قائلا : لا انتي نسيتي دي
مال عليها ليقبل تلك الشفاه الغضة و ما أن أخذها بنهم بين شفاهه حتى ابعدته بتذمر و هي تقول : يوووه يا ياسين !! هو ده وقت قلة أدبك دي؟ ما تخلينا نطلع !! الله 😒
ابتعد عنها قائلا بصدمة : بتسمي حبي ليكي قلة أدب !!
أميرة بإحراج : مش قصدي …بس الناس مستنيانا برة و كمان انت عارف الوضع عامل ايه … خالتي و ماما …كل ده و انت ليك مزاج للبو”س 😮💨
ياسين بإحراج ممتزج بالذهول : ما احنا مسافرين لهم اهو عشان تتطمني عليهم اعمل ايه يعني عشان اثبتلك ان انا متعاطف معاهم اعمل اضراب عن الطعام لمدة شهر ؟
أميرة بتذمر: لا بس تبطل بوس كل شوية هنتأخر كدة 😤
خرجت من الغرفة و تركته ينظر إلى ساعته بإستغراب قائلا : هنتأخر ايه الطيارة معادها بعد ساعة و نص أصلا !!
ثم نظر الى طيفها و قال بصدمة : هي قالت قلة أدب!! هي ليه محسساني ان انا شاقطها من قدام المدرسة ؟؟
باك
نفخت أميرة بضيق حين تذكرت تلك اللحظة المحرجة و كانت قد سمعته من خلف الباب
ف قالت بتذمر: اووووف اكيد زهق من معاملتك الدبش يا غبية !! كل ما يقرب منك تصديه و تعملي حجة عشان تبعديه عنك !! استريحتي كدة!! اشربي دلوقت يا بنت العب”يطة
لاااا ام أحمد معاها حق … مش هأستنى تجي وحدة تانية تديه الحنان ده..انا لازم اتصرف
اخذت حقيبتها و نزلت مسرعة
في المستشفى
وصلت كل من فاطمة و سحر الى غرفة فاتن بينما توجه صالح و رجب الى الطبيب
فاطمة: صباح الخير يا حبيبتي …ازيك النهاردة عاملة ايه
فاتن : صباح الخير يا فاطمة…اهو زي ما انتي شايفة
سحر : صباح الخير يا ماما … لا شكلك النهاردة احسن
فاتن بحزن: احسن ازاي و انا مش قادرة اشوفكم ؟
نظرت سحر الى فاطمة و قالت لها : اهو بابا و عمي رجب عند الدكتور هيقولنا اذا كنتي مستعدة للعملية الثانية
-لا تانية ولا ثالثة …انا مش عايزة عمليات خلاص .. انا عارفة ان كل ده عالفاضي و مستحيل ارجع زي ما كنت ولا هترجع عينيا تشوف تاني يبقى ايه لزمتها وجع القلب ده 😔
إقتربت منها فاطمة و أمسكت يدها بحب : ما تقوليش كدة يا حبيبتي ان شاء الله هتبقي احسن أهم حاجة تخلي أملك في ربنا كبير …قادر على كل شيء
هزت رأسها قائلة : و نعم بالله
نظرت سحر الى خالتها و اومأت لها بأن تبقى معها و قالت
طب انا هشوف بابا قاله الدكتور ايه
نظرت الى ساعتها و قالت : و أميرة و الباقيين زمانهم وصلوا
في مكتب الطبيب :
صالح : يعني العملية التانية دي هتكون فعالة ولا من غير فايدة يا دكتور؟
الطبيب:بصراحة العملية هتكون معقدة ومش مضمونة 100% بس عندنا أمل إنها هتحسن من حالتها الحالية
صالح : طب وإيه المخاطر اللي ممكن تواجهها؟
الطبيب: المخاطر زي أي عملية جراحية اما مشكلة مع التخدير أو مشكلة مع استجابة قلبها للعملية و رفض او قبول جسمها للزرع ،يعني احنا هنحاول بس لازم نكون واقعيين ونعرف إن النتايج ممكن تكون مش كاملة و لا مرضية
صالح (بصوت مرتفع يعني إيه مش مرضية ؟! يعني احنا ممكن نعمل كل ده وفي الآخر ما نوصلش لحاجة ؟ نظر الى رجب و قال : دي كانت سحر و فاطمة يروحو فيها قبليها 😟
رجب : معاه حق يا دكتور …انا مراتي مريضة قلب و اختها اغلى حاجة عندها …يعني لازم تنقذها عشان خاطرهم
الطبيب:أنا فاهم قلقكم بس لازم نكون إيجابيين. الدعم النفسي والمعنوي مهم جداً ليها في الوضع ده …لازم تحس بأكبر قدر من الدعم عشان العملية التانية تنجح معانا
نظر رجب الى صالح و قال : و احنا هنكون جنبها في كل خطوة.
صالح بتردد :طب والتكاليف؟ العمليات دي مكلفة جدا
الطبيب : لا من الناحية دي ما تقلقش، تكاليف العملية اللي اتعملت و اللي جاية تم التكفل بيها مسبقاً من طرف مجهول المهم دلوقتي إننا نركز على صحة مدام فاتن.
خرج صالح رفقة رجب من مكتب الطبيب و قال صالح بقلق
-بصراحة انا قلقان على سحر يا رجب…خايف عليها تنهار بسبب وضع والدتها لازم نعمل كل اللي نقدر عليه عشانها
رجب و هو يفكر: أكيد يا صالح …انت عارف ان فاطمة كمان قلقانة عليها عشان كدة لازم نطلع نطمنهم و بلاش تجيب سيرة بخصوص نسبة نجاح العملية مش عايزين نلخبط الجو اكثر مفهوم ؟
صالح : تمام …
رجب : انا مش صعبان عليا غير عم مصطفى
صالح ؛ معاك حق وضعه صعب اوي هو هيلاقيها منين ولا منين!!
فكر صالح قليلا ثم قال : بس ما لاحظتش حاجة يا رجب !!
رجب : حاجة ايه ؟؟!
صالح و هو يفرك ذقنه: هو قال تكاليف العمليتين و المستشفى اتدفعت مسبقا!! ازاي و مين دفعهم !!
كان رجب سيتكلم حين سمع صوت من بعيد : باباااااا
كان هذا صوت أميرة و من خلفها الباقين
كانت واقفة خلف الجدار حين وجدت والدها يتكلم مع زوج خالتها و قد استوقفها حديثهم و هي تقول : يا ترى مين عم مصطفى ده !!
أكملت تنصت اإلى أن سمعت ما اذهلها
-كل تكاليف العملية اتدفعت !! يا ترى مين اللي دفع كل المبلغ ده!!!
كانت ستتوجه نحو الاستعلامات للسؤال لكنها توقفت حين سمعت صوت ابنة خالتها قادمة من بعيد
نظرت بضياع ثم قررت الذهاب إليهم و الاستعلام عن هوية المتبرع لاحقا
سحر – أميرة حبيبتي !!
بعدما سلمت أميرة على رجب احتضنتها سحر بحب : وحشتيني اوي يا قلبي
أميرة : انتي اكثر يا روحي .. هي خالتي ف انهي اوضة
سحر : تعالي هآخذك عندها …و مامتك كمان هناك
قالتها و هي ترى ياسين قادما رفقة خالد و من خلفهم أم أحمد
نظرت أميرة خلفها الى حيث تنظر و علمت انها تريد لقاء خالد فحسب فقالت : لا هأستنى أم أحمد و نروح سوا و بعدين معقولة تدخلي من غير ما تسلمي عليها !!
سحر بقلة حيلة : حاضر
وصل الجميع عندهم و تبادلوا السلام و التحية ما عدا بين خالد و سحر الذي يبدو ان كل منهما يعتبر الاخر غير موجود في هذا الجمع
لاحظت ام أحمد تصرفهما و اومأت لها أميرة بينما كانت سحر تكلم والدها فأشارت بأنها ستتصرف
ام أحمد : مش نروح نشوف المريضة بقى يا جماعة
سحر : اه طبعا ..اتفضلوا من هنا
ياسين : أستاذ رجب من فضلك انا كنت عايزك في موضوع
رجب : اوك اتفضل
ياسين و هو ينظر الى صالح : لو نروح الكافيتيريا و نتكلم براحتنا يبقى احسن و يا ريت انت كمان تجي معانا يا استاذ صالح
صالح : تمام
-حمد لله على السلامة يا خالتي …
قالتها أميرة بلهفة
فاتن -الله يسلمك
أم أحمد : ألف سلامة عليكي يا ست فاتن
فاتن : أم أحمد هنا ؟
أم أحمد : ايوة احنا جينا كلنا اول ما سمعنا الخبر …مكنتش اقدر أسيب أميرة لوحدها في وضع زي ده
فاتن بندم: فيكم الخير و الله
سحر بأمل ؛ على فكرة يا ماما الدكتور طمنا بيقول العملية التانية هتخليكي تبقي زي الفل
فاطمة – سامعة يا فاتن ! انتي بس قولي يا رب يا حبيبتي
فاتن بقلة حيلة: يا رب
في تلك اللحظة دخلت الممرضة الى الغرفة قائلة
لو المريضة جاهزة هآخذها عشان العملية
فاتن بدهشة : سحر !! انتي ما قلتليش انها هتبقى النهاردة ؟؟
نظرت سحر الى الآخرين بصدمة : ولا انا كنت اعرف !!😳
نظرت حولها بضياع و قالت : انا هروح اسأل عن الموضوع
الممرضة : الدكتور أصلا كان طالب قرايبها و طلب مني ابلغكم
في الأسفل
يجلس ياسين رفقة خالد و امامهما رجب و صالح المنتظران بترقب
ياسين : الف سلامة عليها يا عم صالح .
صالح : الله يسلمك يا ابني .
ياسين : احنا عارفين ان الوضع صعب على البنات و بالخصوص سحر…
صمت قليلا ثم قال :عشان كدة انا عملت اتصالاتي و طلبت بروفيسور مختص في جراحة التجميل و الترميم و هو جاي من أمريكا مخصوص النهاردة عشان يعملها العملية .. ان شاء الله هتكون مضمونة 100 في المئة
نظر رجب الى صالح بدهشة: النهاردة!!
اومأ خالد بالإيجاب
صالح : معنى كدة انت اللي. …
قبل أن يكمل جملته رن هاتفه و كانت سحر: بابا من فضلك تجي دلوقت حالا الدكتور عايزنا
صعد الجميع إلى مكتب الطبيب الذي كان ينتظرهم بمحموعة من الاوراق
خرجت سحر و سرعان ما اخرجت الممرضة فاتن و بقيت كل من أميرة و والدتها في الغرفة لوحدهما
كانت فاطمة تلاحظ تغييرات على ابنتها فهي أم و تستطيع الشعور بصغيرتها حتى دون ان تنطق بكلمة
-بقولك ايه يا أميرة ؟
أميرة : ايوة يا ماما
-امبارح الدنيا كانت زحمة ما عرفتش استفرد بيكي و نتكلم براحتنا
أميرة بخجل: نتكلم في ايه يا ماما
-في علاقتك انتي و جوزك
أميرة بإرتباك : علاقة ايه ؟؟
-انتي فاهمة قصدي
نظرت إليها فاطمة بتمعن ثم قالت و هي تنظر ناحية الباب
-قصدي انتي و جوزك… حصل ما بينكم حاجة مش كدة ؟؟
صمتت لبعض الوقت ثم قالت بإحراج : ايوة يا ماما …احنا تممنا جوازنا
فاطمة بقلق : من امتى ؟؟
أميرة : من يومين بس
فاطمة : عارفة ده معناه ايه صح ؟؟
أميرة : ايوة عارفة …
فكرت فاطمة قليلا ثم قالت: أميرة انتو لازم تعملوا فرحكم في اسرع وقت
اميرة بإستنكار : فرح ايه بس يا ماما في الظروف دي !!
فاطمة: ملكيش دعوة بالظروف…انتو اجلتو فرحكم كفاية
أميرة : بس انا مش موافقة يا ماما .. انا مش عاملة جريمة عشان اخاف انكشف…انا اتجوزت على سنة الله و رسوله و تممت جوازي لان مكانش ينفع نفضل عايشين كدة في بيت واحد زي الاخوات و احنا راجل و مراته
نظرت فاطمة الى الباب بقلق و قالت : طب بس لحد يسمعك هنبقى نتكلم في الموضوع ده بعدين و اوعي ابوكي يشم خبر
في مكتب الطبيب
بما أن الجراحة هتتم النهاردة احنا هنعمل شوية اختبارات و تحاليل على المريضة و الممرضات اخذوها فعلا على اوضة العمليات بس انا كنت محتاج موافقة الوصي عليها و اخذ الاذن بإجراء العملية نظرا للمخاطر اللي ممكن تترتب عليها
نظر رجب الى ياسين و قال : بس انت قلت ان العملية مضمونة و البرفييسور ده ..
قاطعه ياسين قائلا بهدوء : استاذ رجب ده شغلهم أكيد اجراءات روتينية لابد منها
صالح بدهشة: طب هي هتحتاج وصي عليها ليه هي مش صغيرة و كمان مش فاقدة الوعي! يعني تقدر تمضي لنفسها بالموافقة
سحر بحزن : بس هي مش موافقة يا بابا ..عشان كدة الدكتور جمعنا كلنا
نظر صالح إليهم و قال : انا طلقتها يعني مليش اي سلطة عليها و ما اقدرش أتحمل اي مسؤولية ..
كانت سحر ستتكلم لكن احدهم قاطعها بصوت متهدج و هو يدخل الى مكتب الطبيب
-بس أنا مستعد امضي…المهم انها تعمل العملية و تبقى بخير
نظر الجميع الى بعضهم و قال الطبيب : حضرتك هتمضي على الموافقة بصفتك ايه ؟
-بصفتي ابوها يا دكتور.
سحر بصدمة : أبوها !!! 😳
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الأميرة والمغترب)