رواية الأميرة ذات الذيول التسعة الفصل الرابع 4 بقلم أسماء محمد
رواية الأميرة ذات الذيول التسعة الجزء الرابع
رواية الأميرة ذات الذيول التسعة البارت الرابع
رواية الأميرة ذات الذيول التسعة الحلقة الرابعة
تتخطّى كل الألوان والأزمنة ببهائها، ترسمُ الأملَ على هيئةِ ضوءٍ، وتخيط من الفجر البهيّ سلال المحبة للعالم كله، إنها الشمس التي لا يمكن للكون أن يرى النور إلا بضيائها، ولا يشرق على الأرض شعاعٌ إلا وقد استمدّ منها سرّه الأزليّ؛ فكيف لا يُحمد خالقٌ صوّرَها بهذا المنظر المتجدّد كل صباح؟
كانت تقف ألين أمام غرفتها تنظر إلى جمال السماء المزينه بالشمس الرائعة وتلك الأشجار التي امامها، ليقاطع تفكيرها مجيء بارق إليها وهو يتحول الي هيئته البشريه قائلاً:
– سيدتي ألين، هل تشعرين بتحسن الآن.
تحدثت ألين وهي مازالت تنظر إلى السماء لتهتف قائلة:
– أشعر بالكثير من الألم هذه المره يا بارق، اريد ان اعرف لماذا أنا فقط التي يعاقبها والدها ولا يمكنه مسامحتي، ماذا فعلت له حتى يكرهني كثيرا.
أنهت حديثها حتى سقطت دمعه هاربه لتزيلها مسرعة بينما نظر اليها بارق حتى هتف قائلا:
– سمو الأميرة، اريد ان اعرف لماذا تحملتِ تلك الألام من أجل ذلك البشري الوضيع.
نظرت له ألين وهي تبتسم قائله:
– أريده أن يعيش معنا في هذا العالم، حتى اثبت للملك بأن البشر يمكنهم العيش معنا.
صمتت ألين قليلا حتى تحدثت قائله مره اخرى:
– وايضا هناك شيء أكثر اهميه من ذلك يا بارق.
هتف بارق قائلا:
– ماذا؟
تحدثت ألين وهي تتذكر حينما حاولت أمس بالتسلل على أفكار انس قائله:
– بالأمس كنت اريد معرفة أفكار ذلك البشري، ولكني لم استطيع قراءة أفكاره، أو استخدام قوتي معه، لا اعرف لماذا.
نظر لها بارق مستغرباً ليتحدث قائلاً:
– هل هذا السبب الذي جعلك تفقدين حياتك من أجله.
هتفت ألين قائله:
– انت تعلم أكثر من أي احد آخر انني اعشق الأشياء الغريبة، لهذا اود اكتشاف سر ذلك البشري.
نظر لها بارق بقوه ليتحدث بغضب قائلاً:
– لن ادعك تخاطري بحياتك مرة أخرى من أجل هذا البشري، فأنا وانتي يا اميره متصلين بالروح معا، فقط إذا شعرتِ بآلام سأشعر أنا أيضاً بذلك، وإذا شعرتِ بالحزن أو الفرح سأشعر بذلك، نحن نتشارك معا الأحداث يا اميره.
ثم قام بالاشارة إلى رقبته، لتظهر علامة زرقاء اللون تحتوي على شكل مثلث ليهتف قائلاً:
– انظري، هذا هو العقد الذي فعلته معك منذ 500عام عندما تخليت عن كل شيء حتى أصبح حيوانك الروحي، هل تريدي التخلى عن ذلك من أجل غموض هذا البشري.
– بارق، رجاءا لا تكن ضدي انت الآخر، يكفي أن الجميع لا يحبني سواك انت و لورا.
تنهد بارق بغضب ليهتف قائلاً:
– حسنا، طلب مني الملك باخبارك أن ولي العهد للمنطقه الغربيه على وشك الوصول، يريد منك الحضور إلى القاعه.
اومئت ألين رأسها إيجابيا لتهتف قائلة:
– حسنا، سأقوم بتغير ملابسي.
اومئ بارق رأسه إيجابيا، ليتحدث مرة أخرى قائلاً:
– يقولوا أنه وسيم كثيرا، غير ذلك أنه قوي ويافع الطول، ويبحث عن زوجه له.
هتفت ألين وهي تبتسم قائله:
– ايها الطائر الغبي، انت تعلم أنني لا اهتم به إطلاقا.
ابتسم بارق وكان على وشك الذهاب ولكن استوقفته ألين قائله:
– بارق، كيف حال ذلك البشري.
تحدث بارق بنفاذ صبر قائلا:
– أعطيت له الطعام كما أمرتِ أمس، أنه بخير، لا تقلقي.
تحدثت ألين قبل أن تدخل الى غرفتها قائله:
– حسنا، سأذهب إليه بعد تغير ملابسي وانت ستأتي معي.
تحدث بارق قائلاً:
– لن تتغيرِ إطلاقاً.
**
صوت بكاء فتاه يأتي من بعيد، مع تلك الصوره الغير واضحه ملامحها لتهتف قائلة:
– اذهب، فأنا لست لك، أنا بشريه.
تحدث ذلك الفتي الغير واضحه ملامحه أيضا قائلا:
– لا يمكنني تركك هنا، أنا أحبك لا استطيع التخلي عنك.
هتفت الفتاه بغضب قائله:
– وانا لا اريدك ايها الثعلب الغبي، أنا لا احبك، كنت فقط العب بك، اذهب من هنا.
تحدث الفتي بوجع قائلاً:
– لا تفعلي هذا بي.
قامت الفتاه بإخراج سلاحها الابيض (السكين) ثم قامت بطعنه نحو صدره وهي تهتف ببكاء قائله:
– اذهب من هنا، أنا اكرهك.
في ذلك الوقت جاءت قبيلته لأخذه إلى عالمه، ليستيقظ أنس من ذلك الحلم المريب وهو يتصبب عرقا ويلهث بشده قائلاً:
– اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
ثم امسك بكوب الماء الذي بجانبه أرضا، ليأخذ منه بعضه، حتي هتف بغضب قائلا:
– امتى الكوابيس دي تخلص بقا، أنا ايه اللي بيحصلي ده.
– أهدأ ايها الغبي، أخبرتك بأن لا تفعل صوتاً حتى لا تصبح نهايتك سيئه.
هتفت بها ألين التي جاءت مرتديه فستان اصفر اللون وبه بعض الورود البيضاء وتزين رأسها بتاج ابيض على شكل عصفور صغير ومعها بارق، لينظر أنس إليهم حتى هتف قائلاً وهو ينهج:
– انتو عايزين مني اي، وليه حاطيني في السجن.
تحدثت ألين وهي رافعه احد حاجبيها قائلة:
– اريد ان اعرف لماذا جئت الى عالمنا، وماذا تريد.
صمت أنس قليلاً بينما تحاول ألين معرفة أفكاره ولكنها تفشل في ذلك مرة أخري ليتذكر أنس حديث جده حتى هتف وهو يخرج ذلك الطوق من رقبته ويوجه نحو ألين بعد أن وقف قائلاً:
– عايز اعرف اي السر ورا السلسله دي.
نظرت ألين ومعها بارق الى ذلك الطوق لينظروا الإثنان الي بعضهم البعض حتى تحدث بارق قائلاً:
– أليس هذا… ااااه
لم يكمل بارق حديثه بسبب ركل ألين له لتهتف ألين في قلق بالغ قائلة:
– من اين جئت بهذا الطوق..؟!
صمت أنس ولم يتحدث لتهتف ألين مرة أخرى قائله:
– انتظر، سأجعلك تخرج من هنا، فقط عليك فعل شيء واحد وهو أن تتحدث مثلنا، إذا فعلت ذلك سأجعل الملك يعفو عنك، اعتقد أن هذا سهل عليك، هناك أمر آخر، لا تجعل اي احد يرى ذلك الطوق إطلاقا قبل أن أعطي لك اشاره والا ستقتل.
تركته ألين وبارق دون أن ينتظروا رد فعل من أنس ليتحدث أنس إلى نفسه قائلاً وهو يأفأف:
– اللهم طولك ياروح، أما نشوف اخرتها، ربنا يسامحك يا جدي، ربنا يسامحك، ما أنا كنت عايش ملك، لزمته اي الحورات دي كلها.
***
ذهب كلا من بارق وألين يتجهون نحو القاعه، بينما هتفت ألين بصوت منخفض قائله:
– هل تفكر مثلي يا بارق.
تحدث بارق بشك قائلاً:
– لا أعلم، هناك الكثير من الاحتمالات وراء ذلك الطوق، فعالم البشر مليء بالمجوهرات النادره.
تحدثت ألين وهي تبتسم قبل أن تركض إلى غرفة الاجتماعات قائله:
– أخبرتك أنه خلفه الكثير من الاسرار، هذا ممتع.
تحدث بارق مستهزأ قائلاً:
– إذا رأكِ أحد بتلك الحاله سيظن أن معاقبتهم أمس يقويكِ.
ابتسمت له ألين قائله:
– تعودت على ذلك.
***
كان الملك يجلس على عرشه، فكانت تلك القاعه ما هي إلا جدران بها شعلات زيتيه لتضيء القاعه، وذلك العرش الذي يصعد إليه من خلال تلاث درجات من السلالم، بينما يجلس أسفل على يمينه لارا وعلى يساره لورا وبجانبها ألين ويقف بارق خلفها، بينما ظل أكثر من خمس اماكن فارغه ليس به أحد، كانوا الجميع ينتظروا مجئ ولي عهد المنطقة الغربيه، بينما نظرت لارا إلى ألين قائله بتعالي:
– كيف حالك يا ألين.. أرى انكِ بخير..؟
ابتسمت لها ألين قائله:
– يرجع الفضل الي ذلك الدواء التي جلبته لي لورا أمس.
ابتسمت لورا لها قائله:
– ليس بيننا شكر، فانتي ستظلي اختى الكبرى وهذا واجبي.
ابتسمت لهم لارا ابتسامه صفراء، حتى سمعوا صوت الحارس يهتف بصوت عالى قائلاً:
– جاء ولي عهد المنطقة الغربية الأمير مارد.
دلف الأمير مارد وهو يرتدي ثوب طويل بأكمام طويله أيضا وذلك الشعر الاسود الطويل والعيون السوداء، والجسم العريض ويمسك بيده تلك المروحه البنيه وبها بعض الرسومات من الورود البيضاء ليقوم بتهوية لنفسه عند دخوله، لينظروا إليه الاميرات الثلاثه في ذهول من شدة وسامته، ليتحدث مارد وهي يلقي تحيته على الملك قائلاً:
– تحيتي يا جلالة الملك.
ابتسم له الملك ثم أشار له بالنهوض، ليفعل ذلك حتى هتف الملك بابتسامه قائلاً:
– لقد كبرت مسرعا يا مارد، بالأمس كنت صغيرا تأتي مع والدك لتناقش معانا في أمور العوالم الاربعه، مازالت تمتلك جمالك الخاص، بالتأكيد ستكون ملك عظيم ذات يوم.
هتف مارد وهو يهوي بمروحته قائلا بابتسامه:
– اشكرك يا جلالة الملك على تلك المجامله، فأنت قدوتي.
ابتسم له الملك ليتحدث قائلاً:
– تفضل بالجلوس.
اومىء مارد رأسه إيجابيا ليجلس في ذلك المكان الذي الفارغ بجانب لارا، ليتحدث الملك مرة أخرى وهو يشير إلى ألين قائلاً:
– هذه ابنتي الكبرى، ألين.
ابتسم لها مارد لترد عليه هي الأخرى بابتسامه، ليتحدث الملك مرة أخرى وهو يشير إلى لارا قائلاً:
– وهذه ابنتي الوسطى لارا، الاقوي بين إخوتها.
نظر لها مارد بابتسامه لتنظر له لارا بتكبر ولكنه لم يهتم بذلك، حتى هتف الملك وهي يشير إلى لورا قائلاً بابتسامه:
– وهذه ابنتي الصغرى المدللة لورا.
ابتسم لها هي الأخرى لترد عليه بابتسامه، حتى هتف مارد قائلاً:
– الجميع يا جلالة الملك يمتلك جماله الخاص، بالتأكيد سيكون ذلك الشخص محظوظ لانه سيتزوج من اجمل اميره في العوالم الاربعه.
ضحك الملك بصوت عالى ليهتف قائلاً:
– مازال حديثك معسول.
ابتسم له مارد وهو ينظر إلى ألين التي تشرب من ذلك العصير الذي أمامها، ليقاطعه حديث الملك قائلاً:
– كيف حال عشيرة الذئاب.
تحدث مارد قائلا:
– جميعهم بخير، وايضا والدي يرسل لك سلاما.
اومئ الملك رأسه إيجابيا لتشعر ألين بالملل، ثم تذكرت أنس لتقف أمام الملك و تهتف إليه قائلة:
– جلالة الملك، اريد اخبارك بشيء هام يخص ذلك البشري.
تضايقت عين الملك بغضب، وسط ذهول لارا و لورا ليهتف الملك وهو يتمالك أعصابه قائلاً:
– ما هو الشيء الهام.
تحدثت ألين قائله:
– اتتذكر طوق العم فايز..؟!
توسعت عين الملك ليهتف مسرعا قائلاً:
– ماذا به..؟!
– رأيته مع ذلك البشري، لهذا كنت اريد حمايته من اختى واعرف من اين جاء به، غير ذلك أنه يتحدث مثلنا ليس مثل البشر الذين يتحدثون بلغتهم الغريبه.
تحدث الملك وهو يشدد على حديثه قائلاً:
– هل حديثه صحيح..؟!
– بالطبع، إذا لم تصدقني، اجعل أحد ليأتي بهذا البشري هنا الآن.
تحدث الملك بصوت عالى قائلاً:
– ليذهب أحد ويأتي بذلك البشري..
أنهى الملك حديثه ثم نظرت ألين الي لارا التي أمامها بتحدي بينما يتابع الأمير مارد تلك النظرات وهو يبتسم.
بالفعل ما هي إلا لحظات حتى جاء الحارس ومعه أنس، مقيد اليدين والقدمين بالسلاسل الحديديه، لينظر أنس إلى الأشخاص الجالسين، لتتلاقي عيونه مع عين ألين لتنظر له ألين بقوه، فهى تحاول أن تجعله يفهم أنه جاء الوقت ليتحدث بلغتهم، ليلاحظ بارق ذلك، ليقوم بقطع ريشه خفيفه الوزن وصغيره الحجم لا يراه أحد، حتى جاءت إلى إذن أنس ليسمع أنس صوت بارق قائلاً:
– تكلم اللغه العربيه.
فهم أنس ما تعني تلك النظرات، لينظر إلى الملك حتى هتف الملك قائلاً:
– أخبرني ايها البشري ما أسمك.
تحدث أنس وهو ياخذ نفس طويلاً قائلاً:
– أنس.. ادعى أنس.
– لماذا جئت إلينا..؟!
– لا أعلم، فأنا وجدت نفسي هنا، ولا اعلم هذا المكان إطلاقا.
شعر الملك بذلك الطوق المغطي تحت ملابس أنس، ما هي إلا ثانيه واحده بالظبط حتى وجد أنس ذلك الملك يقف خلفه لينظر إليه أنس مرتعبا، ليتحدث الملك قائلاً:
– اعطيني ذلك الطوق.
قبض أنس على ذلك الطوق الذي في صدره لينظر إلى ألين، لتومئ له ألين رأسها إيجابيا، ليخلع أنس ذلك الطوق حتى أخذه منه الملك، ثم عاد إلى عرشه مرة أخرى وهو ممسك بذلك الطوق ويدقق به بقوه ليهتف الملك بغضب قائلاً:
– من اين جئت بهذا الطوق.
أجابت أنس بخوف قائلا:
– اعطاني لي جدي، وقال بأنه هديه من والدي.
هنا اتسعت عين الجميع، لينظروا إليه بصدمه خاصة ألين ليهتف الملك بعدم فهم قائلا:
– كيف ذلك، وانا استنشق رائحتك كبشري.
شردت ألين حينما استنشقت رائحة أنس وشعرت بأن تلك الرائحة مألوفة لها، لتهتف ألين الي والدها قائله:
– جلالة الملك، اطلب منك جعل ذلك البشري المغادرة وتخصيص له غرفة في الفناء الخلفي، اريدك بشيء.
استجاب الملك لطلبها، ليامر أحد الحراس بتخصيص غرفة له في الفناء الخلفي بجانب غرفة ألين، ليذهب أنس بينما تحدثت ألين قائله:
– جلالتك، حينما استنشقت رائحته اول مره، شعرت بأنها مألوفة لي، والان عرفت لماذا.
كان يستمع إليها الملك بتركيز شديد وايضا الأمراء، لتهتف ألين قائله مرة أخرى:
– أنها رائحة تلك البشريه التي تدعى زينب .
هتف الملك بغضب قبل أن يخرج من تلك القاعه قائلاً بصوت لم يسمعه أحد:
– كيف ذلك، اخي لم يتزوج من تلك المراه اللعينة…
يتبع……
لقراة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الأميرة ذات الذيول التسعة)