رواية الأمانة الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نرمين قدري
رواية الأمانة البارت الحادي والعشرون
رواية الأمانة الجزء الحادي والعشرون
رواية الأمانة الحلقة الحادية والعشرون
أجابت حياة بثقة :
بقول لحضرتك أن ده شغلي مش بحب حد يدخل فيه تمام واللي أنا حشوفه صح هو اللي يتعمل بعد اذنك يا بشمهندس ركز في الكلام ده كويس علشان نتجنب اي خلاف قدام
التفتت جنة لكلامها وقالت :
اهدي يا حياة احنا لسة جاين مش داخلين حرب
كلام مين اللي لازم يمشي هي مش بتتقاس كده ده في الاول والاخر شغل يعني الرأي بالإجماع مش حد ينفرد برأيه ولاية يا حياة
رفعت حياة عينها لأختها بغضب وقالت :
هو اية الرأي بالإجماع ده شغل ديكور وفن مش اي حد يفهم فيه و كتر الآراء بتبوظ الشغل لأن مش كلنا ذوقنا مش واحد ولا اية
ظفر اسر عن انفاسة بضيق ولكنه التزم الصمت ولم يجيب علي كلامها
قطع كلامهم وصول اكرم بصحبة مراته و أبنائة مما أثار انتباه الجميع
التقت عين حياة مع جنة وكلا منهما شهق من المفجاءة
نزل اكرم من السيارة و فتح الباب الخلفي لينزل منه طفلين في غاية الجمال
ابتسمت حياة لهم و قربت منهم فاهما يخطفان النظر حقا
ونزلت من الباب الامامي بجوار السائق فتاه رقيقة للغاية
اقترب اكرم من أسر وأحمد و قال وهو يبتسم :
ها أتأخرت عليكم ولا أيه يادوب رحت جبت أمل و الاولاد وحيت تعالوا لما اعرفكم بيها
ضربه أسر علي كتفه بمزاح وقال :
تعرف مين علي مين يابني أنت لسه عايش في الغيبوبه انت ناسي أنها كانت بتشتغل عندنا في الشركة و نص فريق العمل هنا عارفها
خبط اكرم علي رأسة فهو لم يعمل حساب هذه المعلومة نسي الأمر تماما
تغيرت معالم وجه وبدأ القلق يظهر عليه
اقترب أحمد منه و قال :
في ايه يا أكرم ملامح وشك اتغيرت ليه كده متقلقش محدش من العمال اللي معانا يقدر يتكلم أو يخرج كلمة برا
أجاب اكرم وهو يظفر انفاسة ؛
ماهو لو متكلموش قدمنا حيتكلموا من ورانا وانا بصراحة خايف الخبر بتسرب لماجدة انا مش حمل صراع معاها دلوقتي خالص بصراحة
قال أسر و قد ارتسم الجدية :
أكرم بقولك ايه اتعامل عادي خالص محدش ليه عندنا حاجة اعمل اللي يريحك و يبسطك و انبسط مع اولادك و طظ في كلام اي حد .
انت فاهم وزي ما تيجي تيجي كده و لا كده ماجدة حتعرف حتعرف كبر دماغك منها بقا و عيشلك يومين انت و اولادك وحاول تعوض مراتك علي الأيام اللي مش بتقعد معاها فيها و يلا بقا تعالي عرفها بينا و بالبنات
ثم رفع عينه وجد أمل أصلا واقفة مع جنة وحياة وصوت ضحكاتهم يعلو
التفت أسر لإخواته وقال:
وعلي ايه يا أكرم تعرفها هما أتعرفوا خلاص ربنا يستر
اقتربوا من البنات
ووضع أكرم يده علي كتف أمل وقال :
ها يا لولو عارفيتهم بنفسك ولا لسة
ابتسمت أمل و تلجلجت في الكلام وقالت:
بصراحة يا أكرم لاء انا قلت لما انت تيجي ونشوف عاوزة تقولهم ايه
ضمها اكرم إليه أكثر وقال وهي يشعرها بالأمان :
يا حببتي انتي مراتي و حببتي وكل حاجة ليا ازاي ما تقوليش ليهم .
انا جايبك معايا علشان اعرفك علي ناس دي كلها وتعالي اعرفك دي جنة مرات أحمد اخويا واللي جنبها دي بتكون حياة أختها الصغيرة واللي ماسكة شغل هندسة الديكورات للقرية السياحية هنا
ابتسمت لهم أمل وقالت
خلاص بقا إحنا نبقي أصحاب أصل أنا مش عندي أصدقاء
ضحكت حياة وقالت:
أولا يشرفني انك تكوني صاحبتنا بس التعريف كده ناقص انت ما كملتش التعريف يا أستاذ أكرم
أجاب احمد وقال بضحك:
يا باي عليكي انتي مافيش حاجة تعدي من بين ايدك خالص لازم تدققي علي كل صغيرة وكبيرة
رفعت حياة حاجبيها وقالت بثقة :
طبيعة شغلي التركيز يا أبو حميد ثم غمزت بعينها وقالت :
ولا إيه ها بس برضوا مين ها مين القطة قول انت يا أكرم
ضحكت امل وقالت :
انا بكون مرات اكرم ودول اولادنا
شهقت حياة وقالت بشقاوة
اوبا اوبا هو ده الكلام ولا بلاش مش عفريت العلبه اللي قاعدلنا هي و الملونه أختها الجوز شبه شياطين جهنم الله يعينك والله عليهم
ضحك أسر علي تعليقها فاهي وصفتهم بدقة متناهية
اقترب منهم مازن و وائل
تحولت عيون أسر لغيرة واضحة
التفت أحمد لمازن و ائل وقال:
اهلا بالرجاله و الصحاب الحلوة ايه فينكم من زمان محدش شافكم لازم نقبل مشروع كبيرة كده علشان نشوف الساده المهندسين
ضحك مازن وقال و عينه تتجه نحو حياة :
لا خالص والله يا أحمد بس ضغط الشغل مش سامح لحد بأي رفهيات
ظفر أسر انفاسة بصوت مسموع وقال:
المهم خالونا بقا في الشغل دلوقتي أنا عاوز اعمل اجتماع يضم كل المدراء التنفيذيين و كمان المدير العام للمشروع علشان محتاج موافقته علي الشغل
نظر وائل في ساعة يده وقال :
و امتي بقا عاوز كل بتعمل علشان احسب وقتي علشان لازم ننزل للعمال في الموقع اتأخرنا عليهم
أجاب أسر بحزم : عاوز الكلام ده امبارح تمام
تسرعت حياة كالعاده وقالت دون أن تفكر في الكلام :
هو ايه اللي امبارح إذا أردت أن تطاع أمر بما يستطاع براحة علي الناس شوية في اية
لم يستطيع أسر التحكم في أعصابه أكثر من كده وقال بحده :
خير يا بشمهندسه أنا وجهت ليكي كلام انا طلبت منك شغل
هزت حياة رأسها بالنفي
ثم اكمل أسر بعصبية بمالغ فيها أما بتحشري نفسك في الكلام ليه ها د انتي لسة من حبه صغيرين عماله تصدري أوامر أن محدش يخش في شغلك انتي بقا بتدخلي فيا و في شغلي ليه
أجابت حياة ببلاها فقد أدركت أنها تسرعت وعكت الدنيا كالعاده وهو أحرجها أمام الجميع
فقالت :
مين انا فين انا بس عصبني طلبك وانك عاوز طلباتك تتنفذ قبل ما تتطلب و كأنه اللي قدامك مش بني ادم كأنه جني خارج من مصباح علاء الدين علشان ينفذلك طلباتك ويدخل المصباح تاني
ضحك الجميع بصوت علي علي كلام حياة مما زاد غضب اسر
غمزت جنة لحياة بأنها تهدي اللعب شوية
قال مازن ممازحا وهو يضحك :
اوبا خالي بالكم كده هولاكو جاب آخره قصره بقي واتقوا شره انهاردة
ثم التفت إلي وائل وقال بجد : وائل تعالي نروح بقا للعمال الموقع بسرعة علشان ما يتعصبش اكتر من كده أسر بجد متعصب قوي أنا اكتر واحد بعرفة لما يكون جايب آخره
قالت حياة وهي تعبث في اغراضها :ربنا يستر و هلاكوا بتاعكم ده ما ياكلنيش انهاردة شكله كده تحول لمصاص دماء و حياكلني ربنا يستر عليا هو لساني اللي مش بيعرف يسكت انا مالي يطلب الإجتماع امبارح ولا السنة اللي فاتت أنا مالي بتحشر زي البقدونس ليه
بجد شكله يخوف قوي وانا اللي حبقي في وش المدفع طول الوقت صح
ادعولي بقي ما يخدش باله مني
ضحك كلا من مازن و ائل علي طريقتها الطفوليه
قال مازن ضاحكا : اقولك البسي طاقيه الإخفا كده مش حيشوفك خالص و اعملي نفسك مش سامعة اي زعيف له
ثم أكمل بضحك: انتي يا بنتي متاكده انك مخلصة هندسة زينا بصراحة مش مقتنع انا حاسس ان بتكلم مع طفله والله
قطعة وائل كلامهم بمرح : ولا انا عن نفسي مقتنع انا شاكك أنها هربانه من ثانوي و جاية تستخبي عندنا
قالت لهم حياة بشقاوتها المعتاده: اخرابي علي عسل منك له في ايه بس هو انا شكلي عيل قوي كده
أومأ براسهما معا دليل علي تأكيد كلامها
بصت لهم حياة و قلبت شفتيها السفليه مثل الاطفال
مما أثار ضحكهما بصوت مرتفع
مما جعل أسر يلتفت لهم ولكن انقظ الموقف دخول سيارة ارض الموقع و تنزل منها سيده غاية في الشياكة والجمال والأناقة
أطلق مازن صافرة اعجاب طويله و قال بصوت عالي :
اوبا كاريمان هانم بجلاله قدرها أية يابنتي مختفية فين ليكي وحشة والله
انزعت كاريمان نظارتها الشمسية من علي وجهها وقالت بثقة :
بس يا بكاش منا لو كنت و حشاك كنت كلفت خاطرك وسألت عليا والله أسر بس اللي في الخير و بيسال عليا علطول و هو اللي اتصل بيا علشان اشتغل معاكم في المشروع ده
ثم قربت من أسر ووضعت يدها حول خصره وقالت ؛
هاي أسوره تأخرت عليك ولا ايه
أجاب أسر وهو يبتسم: انتي تتأخري براحتك يا سمو البرنسس ثم قبلها من وجهها و قال:
اهلا كوكي عاملة ايه بجد ليكي وحشة ثم نظر لها بتأمل وقال :
بس اده كل يوم بتحلوي اكتر من قبل ايه يا بنتي بتاكلي ايه علشان تبقي حلوة قوي كده
شعرت حياة بغليان في رأسها بدون مبرر وسرعة خفقان ضربات قلبها وغصة غريبة بداخلها وكأنها تود أن تبكي ولكنها تماسكت والتفتت إلي جنة وقالت :
أنا حروح اشوف الشالية اللي حقعد فيه عاوزة ارتاح شوية قبل الإجتماع انا مانمتش بقالي كام يوم من ساعة ما كنت سهرانه معاكي في المستشفي
مشت حياة ولكن عيون أسر عليها اللي أن وصلت الشماليه بتاعها ارتسمت علي وجه ابتسامة لم يكن يعرف معناها
لا حظت كريمان عيون أسر وتتبعه لحياة و لكنها عملت نفسها متجاهلة الأمر
قال أسر وهو ينظر الساعة يده:
يلا بقا كل واحد يشوف الشالية بتاعه علشان قدمنا ساعة بس راحة و بعدين حنبداء الاجتماع يلا يا جماعة نتقابل بعد ساعة
ذهب الجميع لتسكين داخل الشاليهات
وفي هذه الأثناء خرجت كريمان من الشالية تبحث عن أسر و تحاول جمع اي معلومة عن البنت التي كان يتابعها أسر بعينيه
وفجاءة وهي ماشية و بيحث بعينيها خبطت في حياة بدون قصد فقالت بعجرفه:
في ايه مش تخالي بالك و تبصي قدامك ايه عامية مش شايفة وانتي ماشية محتاجة نظارة قولي
رفعت حياة حاجبيها وقد تملك الغضب منها وقالت :
اااايه طايحة كده ولا كأن ليكي صاحب في ايه يا قطة اهدي كده وقولي هديت أنتي اللي خبطي فيا وانتي ماشية كمان مش حاسة بنفسك ايه شاربه ايه عصبح اللي حاجات دي علي حد علمي بتتشرب بليل مش الصبح ولا ايه
ثم تركتها تاكل في نفسها و مشت وقالت في نفسها :
اوف هو انا اخلص من ماجي تطلعي واحده ملزقه وانا ياربي حظي كده موقعني في الملزقين بس بصراحة البت حلوة و مش حلوة بعقل كفايا ريحة برفانها اللي مغرقة الجو كله بجد تتاكل
دخلت حياة الشالية وغيرت ثيابها و أحضرت كل الاوراق الخاصة بالاجتماع و ذهبت كي لا تتأخر عن الاجتماع
وصلت حياة لمكان الاجتماع وكان مصمم بدقه عاليه. تليق برئيس إدارة شركة هندسية كبير
دخلت وهي مبهوره بجمال التصميم و سارحة في دقة الفن الهندسي و غير ناظرة أمامها وفجأة خبطت في حائط و وقع كل ما في يدها علي الارض أحدث ضجة
وما كان الحائط هو أسر نفسة رفعت عينيها و تصلبت مكانها من المفجاءة
قال أسر و هو ينظر لها بغضب شديد : هو في ايه يا بشمهندسه هي الناس بتمشي تبص قدمها ولا تتلفت حواليها وتلبس في اي حد ماشي لو سمحتي خالي بالك المكان هنا ملينا عملاء واحنا صوره لشركتنا عيب قوي لما مانبقاش مركزين كده و نخبط في أي حد ماشي
قالت حياة وهي بتجمع اغراضها من علي الارض :
معلش بعتذر ما اختش بالي كنت سرحانه شوية محصلش حاجة لكل ده
قال أسر لها و هو ينظر للأشياء الواقعة على الأرض : المهم خلاص كفايا كده وقت كتير ضاع. لمي حاجتك دي بسرعة و اتفضلي علي جوا علشان عندنا شغل كتير انهاردة و اعملي حسابك أن مافيش راحة غير لما الشغل ده يخلص كله احنا بنعمل اكبر تصميم هندسي لأكبر قرية سياحية
قالت وهي تقوم من علي الإرض: ازاي يعني مافيش راحة الاا لما شغل يخلص هو مش في معاد محدد الشغل الموظفين بيروحو فيه و لا احنا شغالين بنظام السخره
نظر لها وهو يرفع حاجبيه وقال:
هو احنا شغالين في حكومة بنروح بمعاد احنا في شركة هندسية كبيره وعندها شغل بملايين و عندنا رسم لا كبر قرية سياحية و أن يوقع العرض ده علي شركتنا من وسط كام شركة دي ثقة ولازم نكون قدها واللي حقول عليه حيتعمل يعني الكل سهران في شغل و انا اه بشغلكم في سخره عندك مانع اتفصلي ضيعتي كتير من وقتي وانا اصلا معنديش وقت علشان يضيع في الكلام.
قالت حياة بثقة: بشمهندس أسر هو حضرتك مش واخد بالك مين اللي وقع عليكم عرض الشركة يعني مين اللي خاله الشركة توافق أننا ننفذ لها المشروع ياريت حضرتك تراجع نفسك كده وحتعرف مين السبب
هزت حياة رأسها بغيظ و تركته و ذهبت و دخلت المكتب المخصص لها وكان بجانب مكتبه مباشرا وضعت أغراضها علي مكتب و ألقت التحية علي الفتاه الجالسة أمامها وقالت لها وهي تظفر أنفاسها
هاي ريهام انتي بتعملي ايه هنا هي شركة كلها انتقلت هنا ولا اية
ابتسمت لها الفتاه و قالت : انا سكرتيره باشمهندس أسر و تقدري تقولي المساعده بتاعته كمان ثم اكملت وقالت : هو اصلا مش بيروح مكان من غيري علشان انا اللي معايا كل مواعيده و شغله
مر عليهم أسر و معه المالك التنفيذي للمشروع يتحدث إليه
مر دون أن يلتفت إليهم أو يلقي عليهم اي طلبات ودخل مسرعا علي مكتبه جلس علي الكرسي الخاص به و فتح العديد من الملفات و انهمك في الشغل بشده مع المالك للمشروع
في هذه الأثناء كانت حياة تحضر أوراقها و ترتيبها استعدادا الاجتماع فاهي تود أن لا يمسك عليها أي خطأ
بدأت توضع النقط المهمة و ترتب أفكارها
تتعرف جيدا علي ريهام فاهي لم تأتي الفرصة للتعرف عليها في الشركة
وتعرفت كل منهما علي الأخري و تودد. لبعض
رن جرس أمام ريهام أجابت كان صوت أسر يخبرها أنه يريد حياة عنده
التفت ريهام لحياة وقالت لها :
حياة البشمهندس أسر عاوزك جوا في غرفة الاجتماعات
رفعت حياة عينها من علي الورق الذي امامها وقالت بخضه :
اده هو الاجتماع بدأ وانا مأختش بالي ولا اية
ضحكت ريهام علي طفولتها و عفويتها في الكلام وقالت بضحك:
لاء لسة بس بشمهندس طلبك تقريبا كده عاوز يناقش معاكي شوبة حاجات قبل الكل ما يوصل
هزت حياة رأسها وجمعت أوراقها وقامت واقفة تستعد للدخول
دخلت حياه غرفة الاجتماعات
وجدت العميل موجود وينظر الي رسومات أمامه
قال لها وهو يجلس : اتفضلي يا بشمهندسه اعرفك و شاور بيده علي الشخص الجالس أمامه الاستاذ ماجد رافت واحد من الشركة في القرية السياحية اللي شركتنا واخده كل شغلها زي ما بيقولوا من بابه
احنا و اخدين الديكور و التصميم الداخلي والخارجي والتشطيبات كلها
أومأت حياة برأسها تحيه بأدب
ثم أكمل أسر التعارف وقال وهو يشير اللي حياة : ودي بقي يا استاذ ماجد عبقرينوا الرسم الهندسي البشمهدس حياة أفضل واحده في التصميم بصراحة متتوقعهاش ولا تتوقع تصميماتها بجد و بشهادة الكل حد مختلف جداا
أجاب ماجد وهو يبتسم :
انت حتقولي يا اسر منا شوفت بعنيا شغلها وده اللي خلاني بصراحة أوقع مع شركتك انت عارف ان دماغي مختلفة وبصراحة شغلها حاسيت أنه شبه اللي جوا في دماغي
ابتسمت حياة وقالت يارب اكون عند حسن ظنكم
ابدي العميل إعجابة بشخصية حياة المرحة و زاد إعجابة بها ثقتها في نفسها
نظر أسر لساعتة وقال :
احنا قدمنا ربع ساعة والاجتماع يبدأ تحبوا نشتغل لحد ما الناس تتجمع
أحاب العميل وقال : ياريت علي الاقل الجزء الخاص بشغل الانسة حياة لحد ما الكل يتجمع
هز أسر راسة والتفت لحياة وقال لها :
بصي كده يا حياه علي الرسم الهندسي ده وقال لها. بجدية تامة : ركزي كده و قولي ايه اللي ممكن يكون تصويرك المبدأي قبل الاجتماع عاوز الاستاذ ماجد يسمع تصورك المكان ده قبل الكل ما يجتمع عاوزة بسمع رايك انتي و تصورك
ماسكت قلمها وقالت: بص كده يا بشمهندس ده رسم تخطيتي للقرية تمام هنا ممكن نعمل مساحة للاطفال و حتبقي جنب المطاعم ودي ميزتها أن الطفل دائما وهو بيلعب
بيعترض علي الاكل او نوعة بيكون تركيزه مشتت مع اللعب فا بياكل بسرعة علشان يجري يلعب
ماسكت نورين الورق و قالت: تمام يا بشمهندس نظرت بدقة شديده الرسم وبدأت في الشرح بدقة و حرفيه تامة
و في ناحية دي لازم يكون في مساحات خضراء لأنها واسعة ومن الممكن نضع كراسي الاستراحة
قال. ماجد لها منبهرت بتفكيرها:
طايب ممكن تشرح لي اشمعنا المساحة دي اللي اخترتي تبقي خضرا وفيها زرع وورد
أجابت نورين وهي تشدد التركيز على الورق : طبيعي جدا علشان مساحتها الواسعة وقربها من المحلات التجارية فمن الطبيعي بعد الف الطويل في المحلات بنحتاج اي كرسي نقعد نرتاح علية ودي اقرب منطق. المحلات و يا سلام بقي لو نعمل فيها كافية يقدم مشروبات مختلفة كلنا بعد الف بنحتاج تشرب حاجة وقف حضرتك اي حد في مول بيلف علي محلات من بدري واسأله محتاج ايه دلوقتي اول كلمة حا يقولها كرسي اقعد علبه و مايه وعصير أو قهوة حسب رغبته
وفي المنطقة دي حتعمل حمامات السباحة طبعا بأحجمها
التفت ليها ماجد و قال وهو ينظر للورق: معلش كده اشمعنا اختارتي أن تكون حمامات السباحة هنا لية ما تكونش هنا مثلا وأشار لمنطقة أوسع
وضعت حياة القلم علي الطاولة وقامت وقفت وهي تنظر للورق بجدية وقالت :
اقولك بص كده معايا انت اختارت هنا علشان أوسع صح
هز ماجد راسة بالايجاب
ابستسمت حياة وقالت : .كنت متوقعة بس انا اختارت هنا للمسة فنية تعالي معايا واحده و احده
أولا موقع حمامات السباحة هنا قدام كل الشاليهات بمعني اي حد مش حابب يخرج يكفي قوي أنه بقعد في البلكونه بتاعة الشالية قدامة حمام سباحه
دي حاجة
تاني حاجة المنطقة دي قريبة من البحر يعني ممكن اي ام. تسيب اولادها وهي مطمئنه أنها جنبهم وتروح البحر أو ممكن تقعد في البلكونه وعيالها قدمها تحت
قام اسر من مكانه وسقف بيده دليل على براعتها في التدقيق و الشرح في هذه الأثناء طرق الباب وبدأ
المهندس يتوافدون علي غرفت الاجتماعات
نظرت كريمان باستهزاء و هي داخلة عندما وقعت عينها علي حياة تجلس قبل جميع الحاضرين
وقالت بصوت يكاد مسموع للآخرين بما فيهم أسر : هي الباشمهندسة بردو مش من ضمن فريق العمل ولا هي ليها وضع خاص هنا معلش علشان نعرف بس احنا بنتعامل مع مين
التفتت حياة بغضب و كادت تتكلم لولا نظرة أسر لها اسكتتها
ثم التفت الي كريمات وقال لها وهو يجز علي أسنانه:
خير يا كوكي نهدا كده احنا معانا الاستاذ ماجد شريك من الشركه في القرية و هو اللي طلب يشوف شغل حياة علشان هو اللي ماسكة معظم الشغل هنا فكان لازم استاذ ماجد يدي موافقة علي رسمها
هزت كاريمان رأسها وقالت لي بردو متعرفناش علي الاستاذه
لطف مازن الجو و قال:
كوكي احنا بليل عاملين حفلة سمر علشان نتعرف علي بعض كلنا خلينا دلوقتي في الاجتماع ممكن
وفي هذه الأثناء دخلت السكرتيرة وبدأت توزع ورق علي كل الجالسين في الاجتماع علي حسب الاسم اللي علي الملف من الخارج
قال أسر بصوت مسموع للجميع : دلوقتي قدام كل مهندس رسم التخطيطي للقرية طبعا كل واحد
عارف ايه هي طبيعة شغله الرسم معاكم
قطعت حياة كلامه و قالت :
بعتذر يا بشمهندس انا بس ممكن اشرح ليهم بس الرسم علشان الكل يشتغل بدقة لأن الشغل لازم يطلع بنفس دقة الرسم حتي الالوان انا عاوزه اشوفها بنفسي
تأففت كريمان بصوت عالي
التفت أسر ليها وقال مبتسما
اقدم ليك مدام كريمان تخصص الفندقة هي اللي حاتمسك كل فرش وكل حاجة تخص الفندقة في الشاليهات و الكافتريات
هز ماجد رأسه يحبها ويعلن أعجابه بشياكتها وجمالها مما زاد من غرورها
ابتسمت حياة وقالت بصوت منخفض : براحة علي نفسك احسن تتر شقي من كتر النفخ دانتي غلبتي ماجي مش سايبة حته في وشك غير ما دهناها الالوان
سمع كلامها كلا من أكرم ومازن و انفجروا ضحكا غصب عنهم
رمقهم أسر نظرات تحذيرية ولكنهم غير قادرين علي سيطرة علي ضحكهم كل ما بينظروا لوجه كاريمان يضحكوا
زاد غصب أسر و توسعت نظراته المريبة لهم حاولوا السيطرة علي أنفسهم
بدأ أسر و ماجد يستمتعوا بدق. لكل مهندس يبداء بشرح فكرته في الرسم و يسمع آراؤهم
جاء دور حياة في شرح عملها بدقة
وقف مازن و ائل بصقفو من دقة الشغل وقال مازن بلهفه :
حياة بجد ابدعتي برافوووو عليكي مشاء الله
ولكن نظرة واحدة من أسر ألجمته مكانه
نظر أسر لمازن جعله يجلس مكانه في صمت
سلم ماجد علي حياة و ابدي إعجابه لابداعها المتميز و الدقيق
ثم اللقي التحية علي الجميع و تركهم وغادر
قال أسر وهو ينظر للحاضرين : تقدروا تتفضلوا علي شاليهات تريحوا بس انا بعد ساعة عاوز كل المهندسين يتواجدا في الموقع
تقدروا تتفضلوا شكرا. لمجهودكم بجد الكل عمل شغل ممتاز
قام الجميع وذهبا اللي شاليهتم للاسترخاء فا الكل محتاج لراحة فعلا لقد قام الكل بمجهودات كبيرة اليوم
قامت كريمات وهي تحمل نظرات حقد وغل لحياة وقالت وهي خارجة : ايه يا أسر لسة قاعد ولا اية نظامك
بص اسر لاحمد نظرة بمعناها أن يخلصه منها
غمز له احمد بمعني تدفع كام و اخلصك
نظر له أسر بتوعد ثم التفت لكاريمان وقال :
روحي انتي علشان ترتاحي يا كوكي انا لسة عند شغل كتير و مش عارف لسة حيخلص أمتي
أجايت كاريمان بدلع : اوف بقا يا أسر انت عارف ان شغلي لسة مش حيبدا دلوقتي انا اخر حاجة تتعمل وهي الفرش انا زهقانه خالص و عاوزاك معايا
التفت ليها اسر وقال :
حبيبي احنا جايين نشتغل و شغل اية اللي اخر حاجة انتي عندك شغل كتير توفيق الالوان مع بعضها و اختيار نوع الفرش و حاجات كتير بتاعتكم المفروض كل ده يكون خالص قبل ما نسلمك الشاليهات ولا ايه
كل ده وحياة مازالت جالسة تتفرج عليهم في صمت وكأنها تشاهد مشهد بايخ في فيلم رومانسي
ثم أصدرت حركات بوجهها كرد فعل غير متوقع دليل علي أن الكليل قد فاض بيها
قامت حياة واقفة وقالت بغيظ : سلام اشوفكم في الموقع بعد ساعة
قام مازن مسرعا وقال بصوت عالي:
انسة حياة ممكن دقيقه من فضلك
التفت حياة علي صوت مازن وقالت :
خير يا بشمهندس في حاجة عاوزة اللحق ارتاح قبل ما اقابل هولاكو في الموقف ده لوحده عاوز ذهن صافي خالص
ضحك مازن بصوت عالي وقال:
بصراحة يا حياة عليكي خفة دم بجد روحك حلوة قوي
عيون أسر كانت زي الصقر عليهم وكأنها سوف تنقد عليهم في أي دقيقة
التفتت كاريمان وقالت بزعل متصنع : في ايه يا أسر انت مش معايا خالص انا شكلي كنت بكلم نفسي ولا ايه
انتبة أسر لكلام كريمان و قال :
معلش يا كوكي انا بجد مشغول جدا روحي انتي ترتاحي دلوقتي و نتقابل بليل في حفله السمر اوكيه عاوزك اجمل واحده في الحفلة اوك
هزت كريمان رأسها بثقة وقالت :
انا من غير حاحة اجمل واحده هنا ولا اية رايك يا اسر
اصلا أسر مش سامعها من أصله تركيزه كله علي حياة
وفي هذة الأثناء
اخذ اكرم امل والاولاد و احمد و جنة و ذهبوا للبحر للاستمتاع بلجو الأسري الجميل
تقربت جنة من أمل و ارتاحت لها امل حد طيب و صافية من داخلها بعكس ماجدة التي تحمل غضب علي العالم كله ولا تحب الخير. لاحد
فتحت جنة قلبها لامل و حكت لها عن كل تخوفتها من ماجده و سر خوفها من الإقامة معهم في الڤيلا
و في ڤيلا الفضالي
دخلت ماجدة علي ماجي التي كانت تتحدث في التليفون بطريقه جديدة
حاولت ماجده تستشف مين اللي علي طرف الآخر ولكن أشارت لها ماجي بأن تصمت
أجابت ماجي وقالت :
الو انت محمد صح قريب حياة وجنة
أجاب الطرف الآخر وقال : ايوا انا محمد انتي مين عاد
قالت ماجي بمكر: مش مهم تعرف انا مين المهم تسمع الكلام اللي حقولهولك كويس ياريت تتصرف في اقرب وقت
أجاب محمد وقال: قولي عاد وانا احكم اخلصي انا مافضيش
قالت ماجي بهدوء تام: بص يا سيدي الأول كده حياة مش مخطوبة اصلا لأسر هما اشتغلوك علشان متاخدهاش معاك غير كده لافي شرط جزائي في الشغل ولا يحزنون يعني من الاخر لبسوكم العمة يا صعيدي
و خد بالك حياة وجنة انا سمعت انهم ناوين يبيعوا أرضهم لحد غريب
أجاب محمد بعصبية : أباي ياولاد الرفدي و غلاوة ابوي ما حسبها بقا حتة حرمة تتضحك عليا انا وأبوي و تلبسنا العمة كلتنا هي اللي زنت علي خراب عشها عاد تستحمل جانب البرنسية اللي حيحوصل لها والله لكون ساحبها اهنه و حا وريها العذاب اللون تستقبل بقا
قالت ماجي بخبث: انت حر اعمل فيها اللي انت عاوزة حقك الصراحة بص انت حتلاقيها في العنوان ده مع أسر لوحدهم
زاد غضب محمد وقال: لوحديهم كيف و هو ما قيلش عليها ولا خاطبها ماشي يا بنت البندر أن ما ربيتك من اول و جديد مبقاش انا محمد ولد وهاب
ضحكت ماجي في شماتة و أغلقت التليفون و التفت لماجده و قالت بغل:
ايه رايك في اختك لعبتها صح ولا ايه
رفعت ماجده حاجبيها وقالت: أستاذة و رئيسة قسم كمان لعبتها صح و صح الصح كمان بس لو أسر عرف أن احنا الي عطيناه العنوان مش حيحصل كويس وانتي عارفة أسر و جنانه وقت غضبه مش بيعرف مين قدامة
ضحكت ماجي وقالت : عيب عليكي دي كمان ليها حل عندي تعالي لما اقولك احنا حتعمل ايه
وفي القرية السياحية بدأ الكل يجهز لحفله السمر و التعارف
وكالعادة ارتدت كاريمان افخم الملابس وكانت مثل العروس في ليلة زفافها
ارتدت جنة ملابس هادئة وامل أيضا فهم أصبحوا صديقتان مقربتنان
و عند حياة ارتد فستان بسيط جدا بلون الأرجواني و اكتفت بوضع تاج من الورد علي رأسها و ضعت بعض المساحيق التجميلة الخفيفة جدا اللتي تعطي ضو ولا تبان و ظهرت وكأنها ملاك من شده بساطتها
احيانا البساطة الزائده تلفت الإنتباه و الأنظار أكثر من البهرجة و الالوان
استعد الجميع للحفل خرجت كريمان كالطاووس تتباهي بملابسها العارية و بجمالها وجمال مساحيق التجميل في وجهها وكانت تظن أن التفات الناس لها انها اجمل حاجة حصلت و يزداد غرورها بنفسها أكثر
ابدي أسر إعجابه بيها و بملابسها كنوع من أنواع المجاملة وتركها يبحث عن مازن و وائل لانشغال اخواته مع زوجاتهم وفعلا التقي بأصدقائه ولكنة تسمر مكانه وكأنه تمثال لا يتحرك وعينه لاعلي فكانت حياة تهبط الدرج ببطئ خشيتنا أن تقع بسبب الحذاء المرتفع فاهي غير معتادة علي هذا النوع من الأحذية
نظر لها وابتسم و عينيه لا تقدر اخفاء إعجابة الشديد ببسطتها و رقتها في أختيار ملابسها
هزه مازن لكي يفوقه من الحالة الذي هو عليها
انتبة أسر ليد مازن وفاق من شروده قرب عليها وهو يبتسم وقال بصوت منخفض:
ايه الجمال ده أمال جعفر راح فين اوعي تكوني رميتي جعفر و خلصتي منه
ضحكت حياة وقالت: عيب عليكي جعفر مستخبي جوايا ممكن يطلع في أي وقت و تقريبا حيطلع دلوقتي حالا و نظرت بعينيها علي كريمان و هي تقترب لهما
ابتسمت حياة لهم ابتسامة باهته و استأذنت و مشت
ظفر أسر بتأفف وقال : ايه يا كوكي مبسوطة من الحفلة
وعند اكرم كان يجلس و يضع يده علي كتف أمل أمام الجميع وكأنه يجهر بها و هي سعيده جدا
وفجأة أطلقت حياة شقهت عالية وجرت تسحب امل من يدها مسرعة
كانت ماجدة و ماجي يستعدوا للنزول من السيارة
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الأمانة)