رواية الآن حان الموعد الفصل السادس 6 بقلم مريم محمد
رواية الآن حان الموعد الجزء السادس
رواية الآن حان الموعد البارت السادس
رواية الآن حان الموعد الحلقة السادسة
تصنمت عندما سمعت صوته يناديها رفعت رأسها تنظر إليه بسرعة فوجدته ينظر للجهة الأخرى وقفت بسرعة و قالت : فيه حاجة يا مستر لؤى ؟
هز لؤى رأسه نافيًا و نظر لأسفل قائلاً : بتعيطى ليه؟
قالت همس بصوت مبحوح من أثر الدموع : مفيش افتكرت حاجة ضايقتني فحسيت إنى مخنوقة
قال لؤى بنبرة عادية : افتكرتى ريم ؟
نظرت له وهى تضغط على راحتيها بعنف كى تتحكم بتوترها : الله يرحمها أنا مش بنسى ريم علشان افتكرها
قال لؤى بتساؤل : هى العلاقة بينكم كانت قوية للدرجة دى؟
نظرت همس للأسفل هى الأخرى و هى تكاد تشعر أن الدموع على حافة مقلتيها : أنا و ريم صحاب من ايام ما الحضانة بينا حاجات مش هتتعوض تانى لما ريم ماتت فيه حاجة جوايا اتكسرت مش هتتصلح إلا برجوعها و ريم مش هترجع و الحاجة دى كمان مش هتتصلح
تألم لؤى لأجلها و ود أن ينتزع ذلك الحزن قال بنبرة حاول جعلها طبيعية : ربنا يرحمها و يغفر لها أدعيلها دايمًا هى هتبقى محتاجة دعواتك و بلاش تأثرى على حياتك بالشكل السلبى ده حاولى ترجعي لحياتك واحدة واحدة حاولى تتعافي ولو بجزء بسيط علشان متدمريش نفسك ، بعد إذنك
هزت همس رأسها و وافقته الرأى قائلة : عندك حق
أتفضل
جلست مرة أخرى على ذلك المقعد بهدوء وهى تشعر بقليل من الراحة إثر حديثه الذى هدأ القليل من ألمها حديثه عادىّ و لكن ما ليس عاديّا ذلك الشعور بالراحة الذى استطاع تهدأتها ولو بقليل
جحظت عيناها وهى تهز رأسها نافية عدة مرات
بينما أنب لؤى نفسه مرات عديدة و أخذ يزفر بصوتٍ عالٍ يتجاوز حدوده هذه الأيام
لم يغض بصره عنها عدة مرات حديثه معها ذلك الشعور الذى يراوده بالحزن لأجلها
كلها أشياء تنغص عليه عيشته يخاف ربه ولا يُريد أن يُغضبه بأى شكل يُجاهد و يُجاهد كى يظفر بمحبة الله شعر بالتخبط الشديد و تنفس عدة مرات قبل أن يتمتم : أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم و أتوب إليه
يارب دُلنى
____________________________
خرجت تُقى من الامتحان وهى على وشك الإغماء أقتربت منها حُسن و قالت بخوف : هتعملى ايه يا تُقى ده شكله هيقلب الدنيا
نظرت لها تُقى بخوف شديد و قالت : مش عارفة يا حُسن حاسة إنى هتجرالى حاجة بابا لو عرف هيزعل منى جامد حذرنى كذا مرة متهورش بس انا خالفت كلامه
يا حُسن حاسة قلبى هيقف
نظرت لها حُسن بحزن و خوف فى آنٍ واحد و قالت : طب يلا يا حبيبتى نروح نشوف فى أيه مش يمكن عايزك فى حاجة تانية
نظرت لها تقى نظرة بمعنى ” حقًا؟”
زفرت حُسن و قالت : يابنتى أمشى بقى الله يرضى عنك
تقدمت تُقى معها و قدماها لم تعد تتحمل الوقوف أكثر فلطالما كانت من المجتهدين دائمًا دائمًا هى من اوائل صفها فى جميع المراحل الدراسية و تطمح بأن تُعين معيدة فى الجامعة لم تكن تحسب حساب أن لسانها السليط او تهورها سوف يودى بها موارد الهلاك لم تكن تحسب حساب هذه اللحظة ولو علم أبيها لغضب عليها غضبًا جم فهى ابنته الوحيدة التى لم يُنجب سواها يُريدها دائمًا متفوقة ناجحة فى مجالها الذى لطالما طمح هو الآخر أن يكن لها شأن فيه
تغاضى عن جميع مشاكلها و تهورها يدللها كيفما تُريد هل خيبت هى ظن أبيها بها الآن؟
أستغاثت بربها و أخذت تناجيه بداخلها وهى على علم بما سيحدث و لكن ظنها بالله أكبر من هذا كله
وجدت حُسن توقفت فتوقفت هى الأخرى بدورها و نظرت أمامها فوجدت مكتب عميد الكلية زفرت بعنف و طرقت الباب سمعت الإذن بالدخول دلفت هى أولاً و تبعتها حُسن
نظرت فوجدته يجلس على كرسى مقابل لعميد الكلية نظر لها العميد و قال بلهجة صارمة : الكلام اللى سمعته من دكتور حمزة ده صح يا آنسة تُقى؟
نظرت هى لحمزة الذى نظر لها بإبتسامة متشفية و رفع حاجبه
جف حلقها فجأة و شعرت بدوار يصيبها تمسكت بالكرسي الذى تقف خلفه و أرتجف جسدها عندما سمعت صوت عميد الكلية الغاضب الذى قال : عايز رد يا آنسة تُقى
أغمضت عينيها حتى تمنع دموعها لم تكن ضعيفة يومًا و لم و لن تسمح لأحد أن يرى دموعها فقالت بصوت يشوبه التوتر : حصل يافندم
هز عميد الكلية رأسه عدة مرات و قال : ليه تضيعى نفسك و أنتِ مش باقيلك غير السنة دى و السنة اللى بعدها يا آنسة تُقى ده أنتِ الأولى دايمًا و أحنا متوقعين أنك هتبقى معيدة معانا هنا
نظرت تُقى له بدموع و خوف بينما تابع هو بصرامة : الكارنيه بتاعك يا آنسة تُقى و فصل أسبوعين و ممنوعة من دخول مادة دكتور حمزة أتفضلى
نظر لها حمزة فوجدها بالكاد تقف و أرجع بصره لعميد الكلية الذى نظر لها بأسف خرجت تُقى من المكتب وهى تنظر أمامها بشرود جلست على أقرب مقعد سمعت نداء حُسن لها رفعت رأسها و نظرت لها بضياع و قالت بتقطع : حُسن أنا .. بابا … هقوله ايه .. انا مش عارفة … انا معملتش حاجة لكل دا قوليله الله يرضى عنك انا خايفة بابا هيزعل حُسن انا مش كدا … حلمى
توقفت عن الحديث و نظرت لأسفل و بدأت دموعها بالتساقط و قالت ببكاء : حلمى ضاع يا حُسن
نظرت لها حُسن بدموع و أخذت تُربت على ظهرها و أحتضنتها بينما تمسكت بها تُقى وهى تبكى بعنف و فجأة جاءت فكرة على بال حُسن فقالت بسرعة : أنا هكلم أبيه لؤى أنتِ عارفة هو بيعرف يتصرف و ليه معارف و مش هيقول لعمو
نظرت لها تُقى بتردد بينما قالت حُسن بإصرار : هنحاول يا تُقى
و أبتعدت عنها و تنحت جانبًا كى تهاتف لؤى
بينما خرج حمزة من المكتب و وجدها جالسة تبكى وقف أمامها بينما رفعت إليه تُقى رأسها و نظرت له بدموع فقال هو بهدوء : لما أنتِ مش قد الكلام بتقوليه ليه
نظرت له تُقى و مسحت دموعها قائلة بكره شديد : صدقنى أنا بكرهك ومش هسامحك أنك ضيعت مستقبلى
____________________________
وصل الجامعة شاعرًا بالقلق على أخته و أبنة عمه التى يعتبرها بدوره أخته الصغيرة فمنذُ محادثة أخته له و أخبرته انهم فى مشكلة خرج من شركته ركضًا وهاهو الآن يجول بعينيه حتى وجدت تُقى تحتضن حُسن و حُسن تُربت عليها بحنو شديد قطع المسافة الفاصلة بينهم فى خطوتين و قال بقلق عليهم :
مالكم ايه حصل و مشكلة ايه
ابتعدت تُقى عن حُسن و نظرت له بينما صُدم هو من مظهرها تُقى لم تبك أبدًا أمام احد هاهى تبكى و وسط الجامعة بالتأكيد هناك شئ خطير
قال لحُسن التى تنظر له بنفاذ صبر : فيه ايه ايه اللى حصل و مالك يا تُقى بتعيطى ليه
قالت له حُسن بتوتر : بص يا أبيه أنا هحكيلك بس أنتَ أهدى و متتعصبش
قال بنفاذ صبر : اخلصى يا حُسن أنا جبت آخرى
بدأت حُسن الحديث وهى تقول : بص يا أبيه كان عندنا محاضرة من المحاضرات فالدكتور دخل و الدكتور معروف أنه مش بيدخل حد بعده فأنا دخلت و تُقى راحت تجيب عصير
أخذت نفسًا و أكملت : بس هى اتأخرت و الدكتور قفل الباب فلما دخلت الدكتور قالها أنه ممنوع حد يدخل وراه و طردها من المحاضرة طبعًا حصل شد و جذب و تُقى زعقت زى عادتها و قالتله
” أنا طالعة يعنى أنتَ هتديهم الامتحان”
بس فالدكتور وقفها و قالها اعتذرى طبعًا هى مرضيتش و قالتله أعلى ما فى خيلك اركبه و سابته و مشيت و الدكتور حطها فى دماغه و قالها أنها تعتبر أنها شايلة المادة و هى برضو مكنتش بتبطل لغاية من يومين كانت المفروض رايحة توديله بحث فشدت مع الدكتور و عكت معاه الدنيا و خرجت و النهاردة عميد الكلية استدعاها و قالها أنها مفصولة اسبوعين و سحب الكارنيه منها و ممنوعة من دخول مادة الدكتور ده
قال لؤى بصرامة : ايه اللى انا سمعته ده يا تُقى
نظرت تُقى أرضًا بخجل شديد بينما تابع لؤى وهو يهز رأسه قائلاً بتوعد : الكلام ده مش هنا الكلام لما نرجع بيتنا
قوليلى اسمه ايه الدكتور ده انا اعرف دكتور هنا صاحبى اسمه حمزة السرّاج هحاول اخليه يعرفني بالدكتور ده و اشوفه و تعتذرى يا تُقى من غير كلام
نظرت له حُسن بتوتر شديد قائلة بتلعثم : ماهو ماهو
رفع لؤى حاجبه و قال بغضب و نفاذ صبر : ماهو ايه يا حُسن
أغمضت عينيها و قالت بسرعة : الدكتور اللى معاه المشكلة يبقى هو حمزة السرّاج
نظر لها بصدمة بينما تابعت حُسن قائلة برجاء : شوفه يا أبيه الله يباركلك علشان تُقى متضيعش درجات
هز رأسه بيأس و قال بجدية : ودونى مكتبه و أنا هحاول اتصرف و انتِ يا تُقى تيجى معايا و تحاولى تعتذرى
قالت تُقى بإعتراض : لا يا أبيه أنا حلفت مش هدخل مكتبه …..
قطع لؤى حديثها قائلاً بغضب : تُقى هتدخلى و هتعتذرى
غرست تُقى أظافرها بداخل يدها و هزت رأسها بالإيجاب و قامت معه
طرق لؤى الباب فسمع صوته يأذن له بالدخول
دخل لؤى قائلاً بهدوء : السلام عليكم
( إلقاء السلام سُنة و رده فريضة )
نظر له حمزة بإستغراب و قال : و عليكم السلام و رحمة الله
و سرعان ما أبتسم و هم بعناقه قائلاً : واحشنى يا لؤى ايه يا عم مش تسأل عنى
بادله لؤى العناق و قال بإبتسامة مماثلة : و متسألش أنتَ ليه و لا حياة التدريس و الطلبة خدتك منى
أبتسم له حمزة و قال بإستغراب : بس أنتَ ايه فكرك بيا
زفر لؤى بعنف و قال : ادخلى يا تُقى
دخلت تُقى بخطوات مترددة تبعتها حُسن بينما عرف حمزة سبب مجئ صديقه الآن زفر بهدوء و حرج بينما تابع لؤى محرجًا : طبعًا أنا عارف اللى حصل و اللى تُقى عملته و اتفاجأت أن الموضوع وصل لكده يا حمزة
تُقى دايمًا من أوائل الدفعة و اللى حصل هيأثر عليها جامد
زفر حمزة بهدوء و قال : بس كل حاجة وليها حدود يا لؤى أنا عديتلها مرة و التانية بس هى زودتهم أوى
ألقى نظرة خاطفة عليها فوجدها تنظر أرضًا و تغرس أظافرها بداخل يدها
قال لؤى بحرج كبير : عارف وهى علشان كدا جاية تعتذرلك و نحاول نشوف حل علشان الموضوع ميكبرش
ولا ايه يا تُقى
هزت تُقى رأسها بالإيجاب و قالت بصوت خافت مبحوح : أنا أسفة يا دكتور حمزة مكنتش عارفة أن الأمور هتوصل لكده أتمنى تقبل اعتذاري
تنهد حمزة بعمق و أغلق عينيه و قال وهو يشعر بهم كبير : طيب تعالوا نروح للعميد
ذهبوا جميعهم للعميد الذى أصر على موقفه و لم يتنحى عنه و لكنه سمح لها بدخول المادة الممنوعة منها و لكنه قال : كارنيهك هيفضل هنا يا تُقى لو جت شكوى منك تانى فأنا آسف أنا اللى هقف فى وشك و زى ما انتِ مفصولة أسبوعين
هزت تُقى رأسها بينما نظر لها حمزة بطرف عينه و خرجوا جميعهم من غرفة العميد نظر لؤى لحمزة ببسمة واسعة و قال : كنت عارف إنك مش هتردنى يا حمزة تسلم يا صاحبى
ربت حمزة على كتفه و قال بمغزى : المهم الموقف ده ميتكررش تانى أنا عديتها علشانك يا لؤى المرة الجاية اعذرني مش هعمل حساب لحد
هز لؤى رأسه بتفهم بينما نظرت له تُقى بكره شديد التقط هو نظرتها و استغرب ألم يكن من المفترض أن تشكره لما تنظر له بكره هكذا ؟
___________________________
كانت تجلس على سريرها بشرود و دموع وهى تتابع صورها هى و صديقتها الراحلة أغلقت الهاتف و مسحت دموعها و أخرجت دفترها الذى تكتب به جاء بخاطرها موقف لؤى الذى حدث صباحًا
فتحته و أمسكت قلمها و كتبت
” لم يدم الحديث سوى بضع دقائق
تلك الدقائقُ أحيت بى شعورًا لا أعرفُ كيف أصفُه و لكننى أحببته
لم يُحدِث شعورًا فقط بل
و أحدث رجفة ”
نظرت لما خطته بيديها بصدمة و كادت أن تشق الورقة و لكنها تراجعت على آخر لحظة و تركتها و هى تتنهد بعمق
بينما فى ذلك المنزل حيثُ تُقيم عائلة مهران
كانت تُقى تجلس على الأريكة بشرود و حُزن حين سمعت جرس الباب وقفت وهى تتجه إليه فوجدت إحدى الفتيات الذين يعملون فى المنزل على وشك فتحه فشاورت لها و قالت بهدوء : خلاص سيبيه أنا هفتحه
فتحت الباب و سرعان ما توسعت عينيها بصدمة
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الآن حان الموعد)