روايات

رواية الآن حان الموعد الفصل الخامس 5 بقلم مريم محمد

رواية الآن حان الموعد الفصل الخامس 5 بقلم مريم محمد

رواية الآن حان الموعد الجزء الخامس

رواية الآن حان الموعد البارت الخامس

الآن حان الموعد
الآن حان الموعد

رواية الآن حان الموعد الحلقة الخامسة

عقدت ما بين حاجبيها تُريد أن تستفهم عن تلك النظرة التى رمقها بها أو تذكره لاسمها بينما هو أفاق إلى نفسه و تمتم مستغفرًا و أستأذن من جده أن يكمل المقابلة
كانت تجلس أمامه ضربات قلبها تتزايد مرة بعد أخرى ضغطت على راحتيها و دموعها تكاد تنهمر على وجنتيها وهى تتذكر أن ريم كانت من المفترض أن تنتظرها بالخارج الآن و لكنها بين يدى الله تبارك و تعالي
طالع هو الملف الذى تقدمت به للوظيفة و للحقيقة لم يجد لها أى خبرة سوى أنها عملت بشركة صغيرة للأدوية أثناء دراستها و لكن نتائجها توحى بأنها مجتهدة
كاد أن يهم بالحديث بعد أن رفع رأسه عن الأوراق ولكنه رآها تضغط على عينيها بشدة كأنه تصارع ذكرياتها مثلاً أو يبدو أنها تحارب دموعها
أستغفر ربه و قال بنبرة عادية : طبعًا السى فى بتاعك يعتبر مفيهوش أى خبرة غير أنك اشتغلتى فى شركة للأدوية سنة ونص ممكن تكونى اتدربتى فيهم كويس بس أنا مش ضامن بصراحة
رفعت رأسها إليها و طالعته بإستغراب و قالت بخفوت : يعنى أفهم إنى مرفوضة
، طب أستأذن
وهبت واقفة من محلها قال بنبرة جدية : اتفضلى مكانك يا آنسة انا لسه مخلصتش كلامى
جلست مجددًا وهى تشعر بالاختناق و بأن دموعها ستسقط فى أى لحظة
بينما تابع هو حديثه قائلاً : نتايجك فى الكلية كانت هائلة بصراحة و ده يؤهلنى إنى أقبلك فى الشركة
بس كمتدربة لمدة عشرين يوم و بعد كدا تبدأى وظيفتك و بالمناسبة هيبقى مكانك فيها محجوز
هزت رأسها بالإيجاب هزة هادئة و قالت : تمام متشكرة جدًا لحضرتك أنا هبدأ من بكرا صح
هز رأسه بالايجاب و قال بعملية : اه هتبدأى من بكرا بس ياريت أول ما تيجى تعدى عليا فيه حاجات لازم تعرفيها
إيماءة بسيطة منها كانت الجواب على كلامه قبل أن تهب واقفة وهى تقول : أستأذن من حضرتك
هز رأسه بهدوء فخرجت همس من تلك الغرفة كالعصفور الذى كان محبوسًا فى قفص و أطلقت لقدميها الريح وهى تفر خارج الشركة كانت ستهم بأن تستقل سيارة أجرة تغادر بها للمنزل ولكن فضلت المشى بدلاً من هذا .
فكرت فى حياتها منذُ موت ريم منذُ متى و كانت هى ضعيفة بهذا الشكل منذُ متى و أصبحت شخصيتها حسّاسة بهذه الطريقة جاء بمخيلتها صوت ريم و ضحكتها وهى تقول بمشاكسة :
” طب والله أنتِ عاملة زى البودى جارد اللى بشوفهم فى التلفزيون يابنتى واقفة كدا ليه فى الكلام خليكِ بنت مرة واحدة ”
أبتسمت بحنين لتلك الأيام و المشاكسات اللطيفة بينها و بين صديقة عمرها ” ريم ” أيقنت تمام اليقين أن موت صديقتها سبب لها أزمة لا تستطيع الخروج منها أبدًا
ترك لها ندبة واضحة فى قلبها لن تُشفى ابدًا
تنهدت بحزن و داهمتها الذكريات مجددًا
____________________________
صوت طرق على الباب أفاقه من شروده أذن للطارق بالدخول فرآها تطل من خلف الباب وهى تقول بصوتٍ هادئ : دكتور حمزة ده البحث اللى حضرتك طلبته
وضعت له البحث على المكتب و لكنه أبتسم و قال هازئًا : مش معقول تُقى بنفسها متنازلة و جاية مكتبى لا حول ولا قوة إلا بالله هى الدنيا جرا فيها ايه
ثم تحدث بجدية قائلاً : كدا كدا البحث ملوش لازمة لأنى سبق و قولتلك أن أنتِ شايلة مادتى يا تُقى يا عمران
حاولت أن لا تنفلت أعصابها فهى بحاجة لكل درجة و عليها أن تتحمل تلك السخافات التى ينطق بها : أنا جيت لحضرتك مكتبك يا دكتور و بسلمك البحث زيي زى زمايلى و كتت بتمنى أن حضرتك تسامحني على الغلطة الغير مقصودة طبعًا كانت ناتجة عن انفعال و الإنسان لما بينفعل بيفقد السيطرة على نفسه
رفع حاجبه و نظر لها بخبث : غلطة غير مقصودة ؟
هى كانت غلطة واحدة يا آنسة تُقى
أخذت نفسها بهدوء و قالت وهى تكبح غضبها السريع و خجل فى نفس الوقت لأفعالها الحمقاء : لا طبعًا يا دكتور بصراحة هما كانوا غلطات
وقف أمامها و وضع يده فى جيب بنطاله قائلاً بهدوء : يبقى ملوش لازمة
رفعت حاجبها و قالت بإستفسار : هو ايه ده اللى ملوش لازمة
نظر لها بتحدى ألتقطته عيناها على الفور عند رفعها لرأسها تنظر إليه و لكنها أخفضت رأسها بسرعة و قال : أعتذارك و البحث كمان ملهمش لازمة لأنك شايلة المادة يعنى شيلاها أنا مبرجعش فى كلمة قولتها و أسألى عن دكتور حمزة السرّاج كويس و أنتِ تعرفى
رفعت حاجبها الآن و قد وصلت لقمة شعورها بالغضب فقالت بغضب : طب تصدق و تؤمن بالله أنا عايزة اللى يضربنى بشبشب إنى جيت و عبرتك و أديتك أبحاث و مادام هى خربانة خربانة فأنا بقولك اهو لو هشيلها يبقى أهون من إنى آجى ولا أديلك حاجة تانى هى ناقصة ده ايه البلاوى دى و على جثتى أدخل مكتبك ده تانى
و قالت هازئة مقلدة إياه : و أبقى أسأل على تُقى عمران
ألقت ما ألقته و غادرت غرفة المكتب صافعةً الباب خلفها و لكنها سرعان ما فتحته و أنتشلت البحث من على مكتبه و قالت بغضب : و كمان مفيش أبحاث مأنا شايلة المادة
نظر لاثرها بذهول كم هى وقحة تمنى أن لو يستطيع الفتك برأسها وأن يقطعها إربًا و لن يكفيه هذا كى يشفى غليله منها
تمتم بغضبٍ واضح قائلاً : أنتِ اللى بدأتى يا تُقى يا عمران و أنا هوريكِ قلبتى
خرجت من مكتبه و صدرها يعلو و يهبط من فرط الانفعال و لكنها سرعان ما أدركت فعلتها الحمقاء و كادت دموعها أن تسقط وهى تتذكر ما فعلته اه يارب كم هى غبية
نزلت و وجدت حُسن فى وجهها نظرت لها حُسن لتجدها ترتجف و على وشك البكاء أسرعت إليها و أجلستها وهى قلقة من منظرها قالت بخوف حقيقى : تُقى حبيبتى مالك أيه حصل الدكتور عملك حاجة ولا ايه و لتوها أنتبهت للبحث الذى فى يدها و قالت بإستفهام : و مسلمتيش البحث و لا ايه
قالت تُقى بخوف و خفوت : حُسن أنا هببت الدنيا
نظرت لها حُسن بهلع و قالت : يمرارى عملتى ايه يا مصيبة
أخبرتها بكل ما حدث دفعة واحدة و نظرت لوجه حُسن التى كاد أن يُغشى عليها من فرط غباء ابنة عمها
قالت بغضب و صوتٍ عالٍ : أنتِ اتجننتى صح أقسم بالله أتجننتى ايه التخلف ده أنتِ فكراها لعبة ده مش هيسيبك و هيحطك فى دماغه على ماهو كان حاطك اصلاً
نظرت لها تُقى بخوف و قالت : يعنى هو هيشيلنى المادة بجد يا حُسن
نظرت لها حُسن بسخرية وقالت : يشيلك المادة ؟
ده هيخليكِ تعيدى السنة ياروحي
____________________________
فى صباح اليوم التالي
خرجت من منزلها قاصدةً الشركة التى ستبدأ عملها بها تود لو أن تعود لغرفتها و لكنها ستبدأ من جديد حتى تحاول أن تُلهى نفسها ولو قليلاً عن ذلك اليوم
أبتسمت بسخرية فى داخلها و قالت: لا عزيز يُنسى ولو مرت السنون على فراقه
وجدت نفسها تقف أمام مكتب مديرها لؤى عمران
أخذت نفسًا عميقًا و طرقت الباب فسمعت صوته يأذن لها بالدخول دخلت المكتب بهدوء ظاهرى فقط و لكن بداخلها تودُ أن يُغشى عليها برغم أن هذه ليست أول مرة تعمل بها ولكنها متوترة للغاية ولا تعلم السبب لم يكن التوتر أحد صفاتها يومًا ولكن يبدو أنها ستكتسبه فى هذه الشركة
وجدته ينظر نحوها بإستغراب و قال : اتفضلى يا آنسة همس واقفة كدا ليه
هزت رأسها و جلست أمامه على المقعد فقال بهدوء : أولاً شغلك هيبقى كمتدرب فى الأول فمفيش داعى للقلق
و كمان أنا كلفت واحدة من اكفأ الموظفين هنا أنها تشرف عليكِ و تعلمك الشغل
استمعت همس لكلماته و قالت بحنق فى داخلها : اه و تطلع الشغل على عينى و أفضل أنا اتمرمط هنا و تقولى انا مرات ابن عم خالة مدير الشركة يإما تقعد تتنطط عليا بشغلها هى ناقصة
قال لؤى بهدوء مع بسمة ارتسمت على محياه : أحنا مش بنعذب الموظفين على فكرة وهى مش قريبتى ده اولاً و ثانيًا هى متواضعة جدًا و مش هتضايقك
نظرت له همس كأنه برأسين او برأس و قرون و صُدمت من معرفته نا يدور بخلدها فقال موضِحًا : أنتِ كنتِ بتفكري بصوت عالى
أبتسمت بحرج و نظرت أرضًا بينما تابع هو بجدية : تبقى هنا 8 بالظبط و الشغل بيخلص الساعة4 لو خلصتى قبل كدا ممكن تمشى بس ده مش دايمًا
و ضغط على زر جرسٍ بجانبه فدخلت واحدة قالت بإحترام : أتفضل يا مستر لؤى
أشار لها لؤى ناحية همس و قال : دى آنسة همس المتدربة الجديدة ياريت تفهميها الشغل و مش عايز حد يحتك بيها او اسمع بمشاكل
هى هتبقى مسئوليتك هنا فى الشركة الفترة الجاية يا آنسة ضُحى
هزت ضُحى رأسها بإحترام و قالت : طبعًا يافندم
و تابعت وهى تنظر لهمس ببسمة : نورتى الشركة أتفضلى معايا
* فى نفس الوقت
* كانت تُقى تؤدى امتحانها حتى وجدت عميد الكلية و بجانبه عددًا من الدكاترة يمرون عليهم اثناء الامتحان و لكن قال أحد الدكاترة : تُقى أشرف عمران هنا ؟
ابتلعت ريقها بخوف و قالت : أنا يادكتور
هز رأسه لها بينما قال عميد الكلية : بعد ما تخلصي امتحانك تيجى على مكتبى فورًا
____________________________
غادر مكتبه أثناء الراحة يذهب لكافتيريا الشركة حتى يحتسى بعض القهوة التى تُعيد تركيزه و نشاطه إلى ما كان عليه مر و قبل أن يذهب لطلب القهوة لمحها بطرف عينه تجلس على المقعد وحيدة تدور عينيها على الجالسين جماعات و فجأة تساقطت دموعها كتساقط أوراق الأشجار فى الخريف
نظر لها بتعجب ألتلك الدرجة كانت علاقتها بصديقتها قوية أم أنها دخلت فى أزمة بعد وفاتها لا تستطيع الخروج منها أقترب قليلاً و عقله يذكره بمبادئه و قلبه يحثه على التقدم حتى حسم أمره و تقدم و وقف أمامها مباشرةً وهو يقول : آنسة همس
____________________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الآن حان الموعد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى