روايات

رواية الآن حان الموعد الفصل الثاني 2 بقلم مريم محمد

رواية الآن حان الموعد الفصل الثاني 2 بقلم مريم محمد

رواية الآن حان الموعد الجزء الثاني

رواية الآن حان الموعد البارت الثاني

الآن حان الموعد
الآن حان الموعد

رواية الآن حان الموعد الحلقة الثانية

سكنت الدنيا من حوله تمامًا لا شئ سوى صوت عمار يتردد بعقله و جملته التى طعنته بألف سيفٍ و سيف فى قلبه ( أنها انتحرت يا باشا)
ماذا يعنى أنتحرت هل ستموت الآن؟
عند هذه النقطة أنتفض من مجلسه و غادر ركضًا و هو يستقل سيارته غير عابئ بجده الذى راح ينادى عليه و ينادى و لكن هيهات كأنه أصم و أعمى لا يرى ولا يسمع إلا جملة ذلك المدعوّ بعمار أختفى صوت صياح الجد الذى يدعى عثمان مع الصوت الذى عم الارجاء ذلك الصوت الذى نشب نتيجة أحتكاك إطارات السيارة بالأرض و الغبار الذى ملأ صدر الجد الذى راح يسعل على أثره و بشدة
وقف عثمان فى منتصف الحديقة ينظر لأثره بذهول وهذه لأول مرة يرى حفيده بهذه الحالة تُرى ما هى المكالمة التى قلبت كيانه لهذا الحد تنهد بضيق وهو يستند على عكازه و سرعان ما ألتقطت عيناه تلك الواقفة تطل من شرفتها على الحديقة و قد أمتلأت عيناها بالدموع نظر لها بحزن و قلة حيلة بينما شعرت هى بوخزات فى قلبها عنيفة و دخلت من الشرفة و أغلقتها بإحكام وهى تجلس على سريرها تدفن وجهها بين راحتيها وهى تبكى بعنف وجدت الباب يُفتح و تطل منه والدتها ليلى التى صُدمت عندما رأت أبنتها بتلك الحالة المزرية توجهت لها و قالت برعب : حبيبتى حُسن مالك أيه اللى حصل بتبكى كدا ليه
رفعت حُسن وجهها لها و نهش القلق قلب ليلى و هى تنظر لعيناها الحمراء كالدم و وجهها و شفتاها المرتعشة المائلة للزُرقة صرخت بقلق : أيه اللى حصل فهمينى
أغمضت حُسن عيناها و قالت بتعب : مفيش يا ماما أنا هنام و هبقى كويسة
كادت والدتها تتحدث حتى قالت هى برجاء ظهر جليّا بنبرتها : أرجوكِ يا ماما أرجوكِ
لم تستطع والدتها التحدث و لكن أنحنت نحوها و قبلت رأسها بحب و خرجت من الغرفة قابلها فى الطُرقة زوجها ممدوح الذى قال : هى حُسن لسه مصحيتش ولا ايه يا ليلى
نظرت له ليلى و قالت بقلق : أنا خايفة عليها أوى يا ممدوح دخلت عليها لقيتها بتعيط و بتترعش و عينيها حمرا زى الدم و مرضيتش تحكيلي
كاد أن يتوجه ممدوح نحو غرفتها لكن منعته ليلى قائلة : سيبها يا ممدوح دلوقتى هى نامت لما تصحى نستفسر منها
____________________________
يسير بسيارته يقطع الطريق بتهور و عدم وعى يتلقى السُباب من هذا و ذاك وهو غير عابئ بكل شئ هاتف عمار و صرخ فيه قائلاً : خدوها مستشفى ايه
املاه عمار اسم المستشفى التى توجه لها هو سريعًا و بعد مدة وجيزة دخل هو الإستقبال مهرولاً و قال للواقفة أمامه : فيه واحدة جات من شوية أسمها ريم ريم عبدالمحسن هى فين او فى انهى أوضة
أخبرته الواقفة بأنهم اصطحبوها للدور الثالث حيث غرفة الفحص أستقل المصعد و فتح بابه بسرعة متوجهًا للغرفة رقم سبعة التى تقطن بها ولكنه تسمر مكانه وهو يرى سيدة فى العقد الخمسين من عمرها تصرخ وتقول : ريم بنتى ماتت ماتت يا همس صاحبتك و حبيبتك ماتت ريم راحت خلاص ومش هترجع أنا السبب مخدتش بالى منها كويس يا ريم ارجعى أنا أسفة و مش هزعلك تانى
لم يدرِ ما يفعل أيتقدم منهم أم يتراجع ريم ماتت و أنتهى الأمر لم يكن يعلم أنها ستفعل هذا فلتعد كما كانت و يقسم بداخله الف مرة أنه سيتقدم لطلب يدها و يتزوج بها على الفور غادر المستشفى وهو يترنح ماتت فى سن صغير كانت نهاية قصتها هو أن تموت اليوم ماذا سيفعل إن مات هو ايضًا بسن صغير ؟
ماذا إن داهمه الموت فى لحظته هذه ؟
ماذا يفعل ؟ هل هو مستعد؟ ماتت ريم ولم تكن تدرى وهو أيضًا لا يدرى متى نهايته المحتومة أليست تلك ريم التى كانت تقف أمامه منذ أيام قليلة شعر بشئ دافئ ينساب على وجنتيه لا يعلم أتلك الدموع حزنًا على ريم أم خوفًا على نفسه أم…
أم أنه قد أستشعر ماهية الدنيا
تحرك بسيارته نحو الشركة التى يملكونها وهى شركة تصنيع للأدوية لها مركزها و مكانتها فى سوق الأدوية دخل الشركة وسط استغراب الموظفين من هذه الهيئة المزرية توجه فورًا إلى مكتب لؤى الذى ما إن رآه بهذا المنظر صُعِق و تقدم منه قائلاً بقلق : رائد أنتَ كويس فيه ايه شكلك عامل كدا ليه؟
تحدث رائد بخفوت قائلاً : ماتت
زادت صدمة لؤى و قال : هى مين دى اللى ماتت يا رائد
_ ريم ريم ماتت يا لؤى
أنتحرت النهاردة و خدوها المستشفى و ماتت
ترك لؤى كتفيه و نظر له بصدمة قائلاً : ريم اللى ….
هز رائد رأسه بينما قال لؤى : لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله و إنا إليه راجعون اللهم اغفر لها و ارحمها
نظر له رائد و انسابت دموعه قائلاً : أنا مش عارف أنا خايف و زعلان انا مش عارف انا حاسس بأيه
نظر له لؤى بشفقة و اقترب منها وهو يحتضنه قائلاً : ادعيلها بالرحمة يا رائد و طلعلها صدقة على طول و متخافش انا هنا جنبك دايمًا
قال رائد بهمس وصل لمسامعه: أنا خايف أموت
____________________________
تنظر نحو اللاشئ دارت رأسها ببطء وهى تشاهد هؤلاء النساء الذين لبسوا الثوب الأسود جاءوا لتقديم التعزية فى صديقتها ما الذى يحدث أتتلقى عزاء صديقتها و حبيبة روحها الآن ريم صديقتها منذ مرحلة رياض الأطفال حتى تخرجهم من كلية الصيدلة معًا حبيبة كل الايام و الذكريات ريم فارقتهم ريم تركتها وحيدة و ذهبت قامت من مجلسها متجهة لغرفة صديقتها دخلتها وهى تنظر لكل إنش بها فى كل ركن لهم ذكريات بدون شعور منها نزلت دمعة تليها الأخرى حتى أصبحت دموعها كالشلال على خديها توغلت فى الغرفة أكثر و أكثر حتى وجدت ورقة بجانب السرير أمسكتها و فتحتها تقرأ الكلام الذى خطته صديقتها بيديها قبل أن يتوفاها الله
( فى اللحظة اللى هتقروا فيها الرسالة دى هكون أنا مشيت خلاص ماما أنا أسفة بس صدقينى طاقتى خلصت عارفة انى كدا هسيبك لوحدك بس متخافيش ربنا معاكِ زى ما كان معانا واحنا عايشين لوحدنا ولو شوفتى بابا قوليله أن أنا مسمحاه على اى حاجة أنا حبيتك أوى يا ماما أدعيلى
همس حبيبتى عارفة أنك هتبقى أكتر الناس حزنًا عليا و أكتر واحدة مش هتتخطى موتى و هتفضل فكراني لآخر عمرها متزعليش منى بس أنتِ أكتر واحدة عارفة أنا مريت بأيه أنا زعلانة إنى عملت كدا يا همس بس صدقينى مقدرتش مش قادرة اقعد أكتر من كدا أدعى ربنا يسامحني و يغفر لى بحبك يا همس متنسنيش و ادعيلى ادعيلى كتير فى أول درج فى تسريحتي هتلاقى جواب هناك روحى العنوان اللى هتلاقيه جنبه و اديه لرائد ضرورى يا همس وصليله الجواب
** بعد مرور ثلاث اسابيع حاولت همس جاهدة أن تخرج من المنزل كى تذهب لذلك العنوان و تنفذ طلب صديقتها أستقلت سيارة الأجرة و طوال الطريق لم تجف دموعها ابدًا ابدًا وصلت للعنوان المنشود نزلت من السيارة بعد أن طلبت من السائق أن ينتظرها لدقائق وقفت أمام رجل الأمن الذى على الباب و قالت وهى تحاول أن يخرج صوتها طبيعيًا : لو سمحت عايزة أقابل أستاذ رائد
نظر لها رجل الأمن و أمرها بالانتظار و دلف للحديقة فوجد عثمان و بجانبه لؤى و على مقربة منهم تجلس حُسن فتقدم من لؤى و قال : لؤى باشا فيه واحدة برا عايزة أستاذ رائد و بتسأل عليه شكلها عايزاه فى حاجة مهمة
أمتعضت ملامح حُسن بينما أخبره لؤى بأن يسمح لها بالدلوف فى حين أخبر الخادمة بإعطاء خبر لرائد تبعت الحارس إلى ذلك المكان نظرت فى الوجوه و لم يكن رائد بينهم فتقدمت منهم و قالت بصوت خفيض و هى تكابح دموعها : لو سمحتوا فين أستاذ رائد
نظر لها لؤى نظرة عابرة مستغربًا لهجتها و شكلها أبعد نظره و اقترب منها قائلاً : أنا لؤى ابن عمه لو فيه حاجة عايزة تديهالى هاتى و انا هوصلها
رفضت الأمر و قالت : أنا عايزة أستاذ رائد
نزل رائد للأسفل متأففًا فمؤخرًا كان معظم جلساته داخل غرفته لا يخرج منها الا عند ذهابه لعمله خرج للحديقة فوجد واحدة ترتدى رداء اسود و تعطيه ظهرها تنتظرها فقال بصوت وصل لها: أتفضلى خير
التفتت له فطالعها هو بصدمة و قال : همس
نظرت له حُسن وهى تكاد تُجن أخفضت رأسها و كبحت دموعها وهى تستعد للمغادرة وهى تستمع نبرة صوته المتلهفة فى الحديث مع المدعوّة همس
_ همس فيه حاجة ايه حصل
= ريم كانت موصية أنى أوصلك الجواب ده أتفضل، بعد إذنك
و خرجت شبه راكضة لا يعلم لؤى لماذا شرد بحالتها تلك يبدو أنها تقرب لريم المغفور لها لكن الادهى من ذلك هى حالة ابن عمه التى ساءت و ساءت منذ لمس ذلك الجواب مشاعر مختلطة أصابت كل الحاضرين أما حُسن فنزلت دموعها و قامت مغادرة وهى تفكر بأن تلك ريم هى إحدى معارفه
جلس رائد على أقرب كرسى و فتح الجواب بيد مرتعشة ليقرأ مضمونه و عقب انتهاؤه أغمض عينيه و خانته دمعة نزلت من مقلتيه
=……….
____________________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الآن حان الموعد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى