روايات

رواية الآن حان الموعد الفصل الثالث 3 بقلم مريم محمد

رواية الآن حان الموعد الفصل الثالث 3 بقلم مريم محمد

رواية الآن حان الموعد الجزء الثالث

رواية الآن حان الموعد البارت الثالث

الآن حان الموعد
الآن حان الموعد

رواية الآن حان الموعد الحلقة الثالثة

تشوشت الرؤية أمامه بسبب ذلك الجواب الذى تلقاه لتوه من همس مرت عيناه على كل حرف قد سُطر به يكاد عقله يقف وهاهو الآن أصبح يعلم تمام العلم لما أقدمت على تلك الفعلة جزء منه قد أرتاح لما كتبت فى الجواب بأن سبب انتحارها ليس هو و لكن داخله تقطع إربًا وهى قد كتبت له بأنها ظنت أنه هو من سيحاول معها لتبدأ من جديد و لكنه كان جرحًا إضافيًا لها أوصته بالدعاء لها و أن يخرج الصدقة على روحها
قبض يده على الورقة و دموعه قد انسابت بينما جده نظر له بصدمة قائلاً بصوتٍ قد أرتفع : أنا عايز أفهم أيه اللى بيحصل هنا حالاً
رأى لؤى حالة ابن عمه التى لا تسمح بأن ينبث ببنت شفه فقال لجده وهو ينظر له نظرة ذات مغزى : جدى معلش استناني فى المكتب وانا هاجى لحضرتك كمان دقايق
كاد جده أن يهم بإعتراضٍ على حديثه و لكنه أشار له على رائد بعينيه و قال : أتفضل يا جدى أنا مش هتأخر
قام” عثمان” من محله غير راضٍ عن ما يحدث وهو يقف هناك لا يفقه شئ تنهد بغضب و ذهب لمكتبه منتظرًا حفيده الأكبر لؤى ليخبره بكل شئ
أقترب لؤى من رائد و وضع يده على كتفه جالسًا بجانبه رفع رائد رأسه له نظر لؤى له فوجده تائه كطفلٍ صغير فقد أمه فى وسط ازدحامٍ شديد عيناه زائغة يبدو أنه غير مدركٍ لما حوله تنهد وهو يستمع لحديثه المتقطع : قالتلى مش أنا السبب بس كانت مستنية إنى أبقى سندها بعد كل اللى حصل قالتلى إنها شافت فيا الأمان
متخيل يا لؤى شافتني أمانها وانا أنا كنت بضيع وقت بس أنا تقريبًا كنت حبيتها أنا زعلان عليها أوى أنا مش عارف اعمل ايه ريم كانت شخص طيب اوى بتحب اللى حواليها كانت نضيفة غير الناس اللى انا اعرفها ياريتني فهمتها من زمان على الاقل كنت حاولت الحقها قبل ما تعمل كدا
أوقفه لؤى قائلاً بهدوء : مفيش كدا يا رائد يا حبيبى ده أجلها لو كنت عملت اللى عملته كانت هتموت فى نفس الوقت و بنفس الطريقة
( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر )
( لكل أجلٍ كتاب )
و زى ما قال سيدنا النبى عليه أفضل الصلاة و السلام فى حديثه مع ابن عباس ( رُفِعَت الأقلامُ ، و جفت الصحفُ )
يعنى الكلام اللى أنتَ بتقوله ده مكانش هيغير أى شئ يا رائد ده أجل ربنا و هى عند النقطة دِ و عمرها أنتهى أنتَ مش فى أيدك شئ يا حبيبى و بعدين بلاش تقول كدا أنت مؤمن و راضى بقضاء الله أهم حاجة تحاول تغير من نفسك يا رائد و اهو حصل مثال قدامك يمكن تفوق و تعرف أن الموت مش بيستنى حد يتوب و أنه لو خبط على بابك لا هتأخر ساعة و لا هتقدم ساعة ربنا يهديك و يصلح لك حالك
أنا قايم اشوف جدى
هم واقفًا و ما لبث أن تحرك إلا أن سمع صوت رائد يقول : شكرًا يا لؤى أنك بتسمعنى
أبتسم له لؤى و غادر بينما رائد شرد فى حياته و فيما عليه فعله وهو يشعر بتخبطٍ شديد و صراعٍ قوى بينه و بين نفسه و كأن داخله انقسم نصفين
نصف : يُريد أن يتوب و يروض نفسه و شيطانه جزءٌ يتمنى أن يلقى الله غالبًا لا مغلوبًا
نصفٌ آخر : يصارع الجزء السابق يخبره بأنه ليس مخطئ و أن عليه أن يعيش دنيته و شبابه يمرح و يلهو و يفعل ما يحلو له ثم يتطرق إلى التوبة فيما بعد
فمن سينتصر؟
____________________________
جلس أمام جده يشرح له الوضع الراهن يخبره بما حدث من أول الأمر لآخره هو يعلم تمام العلم بأن جده يعلم رائد و أفعاله
تنهد بعد وقتٍ أستغرقه فى الحديث قائلاً : هى دِ الحكاية يا جدى
نظر له جده بصدمة و قال : طب ليه ليه تعمل كدا فى نفسها
قال له لؤى بهدوء و رزانة : أحنا منملكش ليها غير الدعاء يا جدى الدعاء و بس الله يرحمها و يغفر لها
أمن جده على كلامه و قال : فيه موضوع تانى عايز أكلمك فيه
تحدث لؤى بإحترام قائلاً : اتفضل يا جدى موضوع بخصوص ايه
نظر جده داخل عينيه مباشرةً و قال : يخص حُسن يا لؤى
أعاره لؤى انتباهًا شديدًا عندما ذكر اسم شقيقته و قال بترقب : أتفضل يا جدى
بعد وقت ليس بقليل أستأذن من جده و غادر غرفة مكتبه و كلام جده يدور برأسه تحرك قاصدًا غرفة شقيقته وهو يمشى بشرود بينما سمع صوتًا يلومه قائلاً : كدا يا لؤى مش تصبح على مامتك ولا تصبح أيه ده أنتَ مش شايفني اصلا
أبتسم لها لؤى و انحنى مقبلاً يدها قائلاً : أحنا نقدر بس يا ست الكل هو فيه بركة فى البيت ده إلا أنتِ ده أنا ماشى بدعواتك ليا
ربتت أمه على شعره بحب و حنان قائلة : ربنا يباركلى فيك و فى أختك و المجنون التانى ده اللى مش ناوى ينزل و يورينى وشه
أبتسم لؤى على ذكر سيرة شقيقه الأصغر ” سيف ” الذى غادر البلاد إلى بلدٍ أجنبى ليستكمل ما بدأه من دراسته هناك
= ربنا يجيبه بالسلامة يارب لسه مكلمنى امبارح و قالى أنه خلاص هيبدأ امتحانات الاسبوع الجاى و احتمال ينزل بعدها
أبتسمت والدته بفرحة شديدة و لكنها عبست مرة أخرى قائلة وهى ترفع حاجب من حاجبيها : وهو ملوش أم يسأل عليها ولا خلاص العيشة برا نسته أمه
قبّل رأسها لؤى و قال بمرح : ياست ماما ما خلاص بقى هفضل اليوم كله أقولك أنك بركة البيت ولا ايه
أبتسمت له والدته على مزحته و نظرت خلفه فوجدت رائد يقف على الدرج وهو ينظر لهم أبتسمت هى و أقتربت من رائد و قالت له بتحذير : و أنتَ يا واد أنتَ أنا سيباك بمزاجى ومش راضية اضغط عليك و اعرف مالك لكن شوية كمان ومش هصبر عليك تانى ادينى قولت البيت ده مفيهوش حاجة بتتخبى على ليلو
أبتسامة متغصبة شقت شفتيه و قال بنبرة حاول جعلها طبيعية : كل حاجة فى وقتها حلوة ولا ايه
نظرت له بشك و لكنها لم تُرد أن تضغط عليه : ماشى يا أستاذ رائد لما أشوف اخرتها معاكم ايه
بينما أبتسم لؤى لفعلة والدته فهو يعلم أنها لم تُرد أن تجرحه خصوصًا أن والدته توفت وهى تلده و لطالما كان حساسًا من هذا الموضوع و لكن يشهد الجميع لوالدته أنها ربته معهم و لم تفرق بينهم يومًا أبتسم لها بفخر و حب فى آنٍ واحد و سرعان ما ألتقطت هى نظرته تلك و غمزت له فضحك هو على والدته و ذهب لغرفة شقيقته ” حُسن”
طرق الباب فسمع صوتها يأتيه مع شهقة قائلة : مش عايزة أشوف حد دلوقتى لو سمحتوا
أغمض عينيه و زفر قائلاً : أنا لؤى يا حُسن عايز اتكلم معاكِ، ممكن أدخل؟
مسحت دموعها بسرعة و جاهدت ليخرج صوتها طبيعيًا : معلش يا لؤى مش قادرة اتكلم دلوقتى خالص سامحنى
= وانا مش همشي قبل ما اتكلم معاكِ يا حُسن
مسحت دموعها بمنديلٍ مبلل و فتحت له الباب قائلة : اتفضل يا أبيه
دخل لؤى و جلس و جلست هى أمامه نظر لها بحزن برع فى إخفاءه ملامحها الباهتة عيونها الذابلة شفتيها المرتعشة أثر بكائها وزنها الذى تناقص الذى ظهر واضحًا على وجهها
لام نفسه أشد لوم لانشغاله عن شقيقته فى الفترة الماضية و تركه الحزن ينهش فى قلبها
تحدث بهدوء و قال : عاملة ايه فى الدراسة
هزت رأسها بهدوء و قالت : الحمدلله امتحاناتى قربت
أبتسم لها إبتسامة صغيرة و قال : مستعدة
بادلته إياها و قالت : إن شاء الله
دخل فى صلب الموضوع وهو ينظر لها بجدية قائلاً : مالك يا حُسن ؟
نظرت له وهى تحاول الهرب من عينيه : مالى يا أبيه مأنا كويسة اهو
باغتها بسؤالٍ آخر وعينيه مثبتة عليها : سيبتينا ليه و طلعتى من شوية و بتعيطى ليه
لم تُرد لأمرها أن يُفضح أمام شقيقها الأكبر فهزت كتفيها بهدوء وهى تضغط على راحتيها : ابدًا أنا حسيت إنى مليش أهمية فى الموضوع فدخلت علشان اسيبكم على راحتكم
هز رأسه لها بتفهم لحالته و أنها لا تُريد الحديث الآن أبتسم لها مرة أخرى و أستأذن منها بالانصراف أخذت هى نفسًا عميقًا و أغلقت عينيها لمرور ذلك الخطب
و لكنها ما لبثت إلى أن فتحتهما على وسعهما وهى تستمع لجملة أخيها التى تحمل الكثير و الكثير لها فى طياتها : بلاش تعشمى نفسك بحاجة مش ليكِ يا حُسن علشان متتعبيش
____________________________
منذُ ما يقربُ من الساعتين منذُ خروجها من ذلك المنزل الذى يقطن به رائد وهى تتجول فى الشارع لا تدرى إلى أين تذهب تشعر و كأن كل الهموم قد وُضعت على عاتقها و فوق أكتافها
كأن هناك حجر يدعس بقوة على قلبها لا يبالى بألمه الشديد تتساقط دموعها و نظرات العابرين فى الطريق تخترقها منهم من ينظر لها بإستغراب و منهم من لحقتها نظرة الشفقة منهم ومنهم من ينظر لها نظرة عابرة و يمر تلك النظرات ما زادتها إلا ألمًا تودُ لو أن تحتضن أحدًا و تشكو له من مرارة ما تشعر به
كيف يمكنها أن تُذهب هذا الألم من قلبها ؟ كيف يمكنها أن تمحى مرارة فقدها لصديقة أيامها و لياليها؟
زادت دموعها و شهقاتها فجلست على أحد المقاعد فى الشارع وهى تتشبث به بقوة و تركت العنان لدموعها فى الهطول فى نفس الوقت كان يعبر لؤى بسيارته دار بعينيه على الرصيف ليجدها بتلك الحالة المزرية أشفق عليها و شعر بوخزة فى صدره تؤلمه من أجلها و سرعان ما أبعد عينه عنها و تمتم : أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
بينما هى كان وجهها غارقٌ فى موجةٍ من الدموع وهى تنظر لأسفل لا تقوى على رفع رأسها الآن شعرت بدوار يصيبها و لكنها وجدت يد صغيرة تربت على كتفها نظرت فوجدتها طفلة تكاد تتم العشر سنوات تمسد على كتفها بلطف و تبتسم لها وهى تمدُ لها وردة صفراء اللون صغيرة
_ اتفضلى ممكن متزعليش
نظرت للصغيرة بحزن و أنفجرت فى البكاء ثانيةً وهى تقول : مش عارفة أبطل عياط
أحتضنتها الصغيرة بلطف كشخصٍ واعٍ وهى تقول ببساطة طفولية : خلاص عيطى وانا هفضل جنبك لغاية ما تخلصى
انهمرت دموعها بحزن و الصغيرة تربت على كتفيها بحنان بالغ
بعد مدة أبتعدت همس عن أحضان الصغيرة المتمسكة بها و قالت بإبتسامة باهتة : شكرًا يا عسولة
اسمك ايه
قالت لها الصغيرة ببسمة : اسمى ريم
نظرت لها همس و بدأت دموعها فى التساقط مجددًا وهى تشعر كما لو أن هذه الطفلة جاءت لتذكرها بصديقتها الحبيبة
نظرت لها الطفلة بقلق و قالت : خلاص متعيطيش تانى أنا أسمى تحية زى اسم الميس بتاعت العربى
ابتسمت همس من وسط دموعها و قالت بحزن : فكرتينى بواحدة بحبها اوى بس هى ماتت
ربتت الصغيرة على يدها و قالت : خلاص بقى الله يرحمها انتِ اسمك ايه
_ همس أسمى همس
قالت لها الصغيرة بلطف : الله اسمك حلو اوى زيك كدا انتِ كمان شكلك حلو
أبتسمت لها همس بسمة باهتة بينما الطفلة قالت : أنا لازم أمشى دلوقتى علشان أنا المفروض خرجت من المدرسة و هروح علشان ماما متقلقش
هزت همس رأسها و قالت ببسمة: تعالى انا همشي معاكِ لغاية بيتك
آسفة انى عطلتك بس أنتِ الوحيدة اللى قربتى منى مع إنى بمشى بقالى تلات ساعات
قالت الصغيرة بتوضيح : أنتِ كنتِ صعبانة عليا اوى بس انا كنت همشي بس لقيت عمو بينادينى و بيقولى اروحلك
عقدت همس حاجبيها و قالت : عمو مين
أشارت الطفلة ريم إلى موضوع ما و قالت : عمو ده
نظرت همس إلى مكان إشارتها بإستغراب
=………………..
____________________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الآن حان الموعد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى