رواية الآن حان الموعد الفصل التاسع 9 بقلم مريم محمد
رواية الآن حان الموعد الجزء التاسع
رواية الآن حان الموعد البارت التاسع
رواية الآن حان الموعد الحلقة التاسعة
في يوم الخطبة :
عقدت عائلة” همس” احتفالاً بسيطًا رجّح لؤى أن لا يمتزج بالموسيقى لعدم حبه لها و لأنه يرى أنها ذنوبًا بلا داعٍ وافقته ” همس” الرأى على الرغم من حبها للنغمات و لكنها لن تسمح أن تُعزف الأغانى و صديقتها ليست بجانبها و لم يمر على وفاتها سوى خمسة أشهر تقريبًا
كانت “همس” تجلس على حافة سرير ” ريم” الراحلة و جسدها يهتز من بكائها على مُفارقة ديار الدنيا همست ” همس” بحزن و خفوت وهى تنظر لصورة ” ريم ” :
” النهاردة خطوبتي يا ريم مش عارفة أتقبل اليوم و مش عارفة أكمل من غيرك أنا محتجالك جنبى فى كل خطوة أنا تعبانة من غيرك أوى كان نفسي تبقى معايا و نختار كل حاجة سوا كان نفسى تمسكى أيدى و تقوليلى بلاش توتر يا همس مفتقدة ضحكتك و مفتقدة هزارك و مفتقدة حياتى معاكِ ليه سبتيني و مشيتى هونت عليكِ متفكريش فيا يا ريم كلهم محدش بيجيب سيرتك قدامى علشان مفتكرش و علشان يخلوني كويسة بس أنا و لا مرة بنساكِ و لا بتخرجى من بالى علاقتى بيكِ محدش هيفهمها غير أنا و أنتِ بس وحشتينى أوى يا ريم أنا وحيدة من غيرك و ضايعة ضايعة أوى
تعرفى أنا طلب الجامبسوت الأسود اللى قولتيلى عليه هلبسهولك فى خطوبتك أنا طلبته بس أنتِ مش هنا مليش مكان هنا من غيرك الدنيا واقفة عندى من اليوم اللى دخلت أوضتك و شوفتك نايمة النومة اللى مصحتيش بعدها تاني موتك كسرني يا ريم كل حاجة من غيرك ناقصة و ملهاش طعم ياريتك كنتِ جنبي أنا حاسة بالذنب إنى مكنتش معاكِ اليوم دا سامحيني يا ريم حاسة بالذنب إنى كنت عارفة كل اللى بتمرى بيه و بسمع و بهونه عليكِ بس والله مكنتش أعرف هعمل أيه سامحيني كان المفروض أعمل أكتر من كدا ، بحبك يا ريم و وحشتينى ”
دخلت والدتها الغرفة و تألمت لحال صغيرتها الباكية التى لم تجف دموعها على صديقتها رفعت همس عينيها لها كانت مليئة بالدموع أقتربت منها والدتها و أحتضنتها برفقٍ و حب قائلة:
” همس حبيبتى و بنتى و صاحبتى عارفة يا ماما أن موت ريم لا يمكن يتنسى و مش أنتِ بس اللى لا يُمكن تنسيه كلنا لا يُمكن ننساه
ريم دلوقتى بين ايدين ربنا يا همس يعنى أحنا نعمل ايه ندعيلها و نقرألها قرآن و نطلع صدقة على روحها و نخفف على نفسنا شوية يا حبيبتى أنتِ كدا بتتعبى نفسك و بتزعليها
يعنى ريم كانت هترضى أنك تبقى بالمنظر دا يوم خطوبتك ؟”
هزت ‘همس’ رأسها نافية وهى تمسح دموعها بينما أكملت والدتها :
” طيب يا ماما يبقى تمسحى دموعك دِ و تخرجى من هنا تستعدى لخطوبتك و تلبسى ولا عايزة بقى أهل العريس يقولوا بنتهم مش موافقة و غاصبينها على الجوازة ”
أبتسمت بإرهاق و قامت من موضِعها مع والدتها و بمجرد ما إن خرجا من الغرفة حتى شاهدا والدة ريم تجلس بيدها المصحف أقتربت همس منها و قالت بصوتٍ خافتٍ
” طنط ”
رفعت ‘سعاد’ رأسها لهمس و أغلقت المصحف و قالت بهدوء و بسمة :
” نعم يا حبيبتى ”
قالت ‘همس’ بتردد كبير :
“حضرتك هتيجى الخطوبة ؟”
و قبل أن ترد ‘سعاد’ قالت والدة همس بسرعة :
” طبعًا هتيجى وهو أنتِ مش بنتها كمان ولا أيه ”
أبتسمت ‘سعاد’ و قبّلت وجنتى همس و قالت بسعادة حاولت أن تطغى على ملامحها :
” إن شاء الله هاجى ، أنتِ زيك زى ريم يا همس ”
جاهدت ‘همس’ لتُجبر شفتيها على الإبتسام و قالت بإستاذان :
” بعد إذنكم هروح أجهز كدا يادوب علشان لؤى هيعدى عليا الساعة ستة”
____________________________
وفى منزلٍ لأول مرة يدور به مشهد من المشاهد
بنت صغيرة يبدو أنها فى الصف الأول الإعدادى بالمدرسة أى يتراوح عمرها بين أحد عشر عامًا و أثنى عشر عامًا
ظلت تدور فى غرفتها تبحث عن ذاك الكتاب الذى تود المذاكرة منه لم تجده و باءت جميع محاولاتها فى العثور عليه بالفشل زمت شفتيها بضيق و خرجت من غرفتها متجهة نحو المطبخ الذى تقبع به والدتها وقفت خلفها وهى تقول بضجر :
” مامى مشوفتيش كتاب الماث بدور عليه ومش لاقياه خالص فى أوضتى”
ألتفتت لها والدتها و التى تُدعى زينب و قالت بتركيز :
” دورى عليه كويس و أنا جاية أدور معاكِ اهو ”
خرجت من المطبخ برفقة والدتها حتى قابلن أبيها ” وائل ” فى الردهة الذى وقف مبتسمًا وهو يقول :
” رايحين فين كدا زى العصابة ؟”
قالت ‘زينب’ وهى تحاول البحث عن الكتاب المفقود :
” مفيش ريم مش لاقية كتاب الماث هروح أدور عليه معاها ”
فتشت ‘ زينب ” جميع الأغراض لم تترك إنشًا فى غرفة “ريم” إلا و بحثت به و لم تترك غرف إخوتها بل وفتشت بهم أيضًا تملّكها الغضب و صاحت فى ابنتها بصوتها كُله :
” وديتى الكتاب فين يا ريم ؟
أنتِ عارفة الكتاب دا بكام ولا ليه حضرتك تعرفى ماهى فلوس بتدفع و تترمى فى الأرض أنطقى وديتى الكتاب فين ”
ترقرت الدموع فى عين ‘ريم’ و قالت بخوف :
” مش عارفة والله أنا فاكرة إنى حطيته فى الشنطة بكرا هروح المدرسة أشوفه ممكن يكون هناك ”
و كان هذه المرة لأبيها الدور فى الرد فقال بصياح و صوتٍ عالٍ :
” و ياترى هتروحى تلاقيه قاعد ؟
ليه هيسيبوه بس أنا اللى غلطان إنى بدفع فلوس على الفاضى و أنتِ معندكيش أي إحساس بالمسئولية ”
كانت ‘زينب’ تقف أمامها بمباشرةً و فى لمح البصر هوى كف يدها ليطبع على وجنة ريم التى ترنحت فى وقفتها إثر تلك الصفعة بينما لم تكتفِ بذلك بل قامت بجذبها من خصلات شعرها و أمسكت الحزام الجلدى لأبيها و أنهالت عليها بالضرب بينما توسلت لها ريم تهى تقول بألم و خوف :
” ماما الله يخليكِ سيبينى ومش هعمل كدا تانى و هخلى بالى بعد كدا ماما سيبينى علشان خاطر ربنا ”
لم تتركها والدتها و ظلت تنهال عليها بالضربات بينما ريم تبكى نظرت لأبيها بإستنجاد فوجدته يطالعها بجمود شديد بينما صاحت ‘زينب ‘ قائلة من بين ضرباتها :
” أنتِ عارفة الكتاب دا بكام؟
دا محدش بيشتريه بس أحنا اللى عاملينك مسئولة و بتحافظى على الحاجة و جبناه والله لأوريكِ علشان تحرمى تسيبى حاجتك و تبقى متوهة و عبيطة كدا ”
بكت ريم بشدة وهى تتوسل لوالدتها أن تكف عن ضربها بتلك الطريقة بينما نظرت فوجدت أخيها الصغير يطل من باب غرفته وهو يبكى لأنه لا يستطيع التدخل و إنقاذ أخته و أخيها الأكبر منه بقليل يقف يشاهد أخته وهو خائف عليها و لكن خوفه الأكبر يكمن فى والدته و أختها الصغيرة صاحبة العام و النصف لا تعى شئ و لكن يؤرقها صوت الصراخ من حولها فباتت تبكى هى الأخرى
أمسكت زينب خصلات ريم و جرّتها على الأرض بطريقة مهينة بالنسبة لها خاصة أمام أخواتها الصِغار رمتها على السرير و كادت تُكمل ضربها حتى أمسك أخيها الصغير مؤيد بقدم والدته وهو يبكى بشدة مما أجبرها على الإبتعاد عنها و حانت إلتفاتة بسيطة من أبيها الذى قال بهدوء :
” خلاص كفاية على كدا ”
أنكمشت على نفسها و بكت بشدة لشعورها بالمهانة ناهيك عن ألم جسدها من الضرب المبرح ظلت تبكى و تبكى حتى كاد قلبها أن يقف قامت من موضِعها و توضأت و صلّت وهى تدعو الله أن تجد ذلك الكتاب أنتحبت بشدة وهى تبكى على سجادة الصلاة قالت لها والدتها :
” شيلى الباسورد من على تليفونك و أقفليه و دروس بكرا مش هتطلعى ”
أمتثلت لأمر والدتها التى خرجت من الغرفة بينما ضمت هى ركبتيها إلى صدرها و دموعها منسابة بلا توقف
رُبما شعورها بأن ليس لها أحد يدافع عنها فلقد كان والدها متفرجًا و أمها هى من تضربها أشد ضرب و إخوتها صغار شعرت بعدم الأمان و الخوف و ودت لو يمكنها الفرار من أمامهم
شعرت بأنها مُهانة أمام إخوتها الصغار وهم يرونها تُضرب ذلك الضرب المبرح و كيف سُحبت من شعرها كأنها بهيمة ليس لها رد فعل
أختلطت أحساسيسها و لكنّ ذلك الموقف لن يمر مرور الكرام لقد ترك فى قلبها ندبة لا يُمكن أن تُمحى
بينما شعرت زينب بأنها على حق فى تهذيب ابنتها و جعلها تُدرك قيمة ما تعيش فيه فلا أحد يلبس مثلما تلبس هى ولا أحد يدرس فى تلك المدارس ( مدارس اللغات ) من أقرانها فى العائلة الإ هى و تأكل أفضل ما يُؤكل و تشرب أحسن شراب و لكنها عديمة المسئولية و ماحدث كان تأديبًا لها على فعلتها و خوفها لن يجعلها تُكرر هذا الأمر ثانيةً
توجهت نحو غرفة ابنتها فوجدتها نائمة و تخرج منها شهقات صغيرة نظرت لها ثم مالت على وجنتها و قبلتها و خرجت
لا تدرى أنها تركت فى قلب ابنتها علة ليس لها دواء .
____________________
كانت ‘همس’ تضع اللمسات الأخيرة على وجهها و تتمم على حجابِها الذى أظهرت منه عدة خصلات من شعرها
و رُب أنها لا تدرى بأن إظهار المرأة خصلات من شعرها أمام الأجانب من كبائر المحرمات
دخلت والدتها الغرفة وهى تقول بعجلة :
” يلا يا همس لؤى زمانه على وصول”
أنهت جملتها و سمعت صوت بوق السيارة قالت لوالدتها بتوتر طفيف :
” طيب يا ماما اطلعى شوفى طنط و ملك اتأخروا ليه بسرعة بس ”
تممت هى على مظهرها و أخذت نفسًا عميقًا وهى تخرج من غرفتها منتظرة والدتها و ملك و والدة ملك
نزلوا ثلاثتهم شهقت ملك بمجرد رؤيتها و قالت :
” أيه دا أنتِ حلوة كدا أزاى يا همس والله العظيم شكلك زى شكل الكارتون ”
أبتسمت لها همس و قالت بتوتر :
” بجد شكلى حلو؟”
ردت والدة ملك و قالت بإعجاب :
” حلو بس؟
زى القمر ياحبيبتى ربنا يسعدك ”
نظرت نحو والدتها التى قالت لها بدموع فرحة :
” جميلة أوى يا همس ربنا يحفظك ياروحي ”
أتسعت إبتسامة همس و نزلوا جميعًا فوجدوا لؤى يستقل سيارة نظر لهم لؤى و نزل من سيارته و أستقبلهم بترحاب بينما وقعت عيناه على ‘همس’ أعترف بداخله كم هى جميلة و رقيقة ود لو يخبأها عن العالم بأثره و لتوه أخذ باله لما ترتديه شعر بالضيق الشديد و لكن حاول أن يظهر طبيعيًا و أبتسم لها و قال :
” شكلك جميل يا همس ماشاء الله ”
أبتسمت همس بخجل و أطرقت رأسها و هى تستقل السيارة بجانبه بعدما أستقل الباقيين بالخلف وصلوا حيث المكان المنشود الذى ستُقام به الخطبة
وهو كافيه على النيل أقترحت الفكرة همس و وافق لؤى عليها و رحبَ الجميع بها فقد نالت إستحسانهم
أنتظرت همس من لؤى أن يُمسك يدها و لكنه أشار لها بلطف قائلاً :
” لسه مبقيتيش مراتى يا همس هندخل جنب بعض كدا حلو ؟”
نظرت له بغرابة و لكنها هزت رأسها موافقة إياه دخلوا ووصلوا حيثُ المكان الذى تم تزيينه من الخلف ب ورودٍ و فراشات صناعية و وضعوا حوله الاضواء فأضحى مظهره جميلاً يسرُ العين حين تراه جلست على الكرسى المجاور له بينما أبتسم هو فى وجه الجميع وهى ايضًا وزعت ابتساماتها نحو الكُل ولكن مرت لمحة حزن بعينيها لأنها ليس لها صديقات يشاركونها هذا اليوم أطرقت رأسها و ضغطت على راحتيها لاحظتها حُسن التى أخذت تُقى و ذهبن إليها :
” أيه القمر دا يا هموس مكنتش متوقعة الحلاوة دِ كلها ”
أبتسمت همس بمجاملة و قالت :
” دا من ذوقك بس يا حُسن ”
ضربتها تُقى بخفة على ذراعها و قالت بمرح :
” من ذوقها ايه أنتِ حلوة أوى ماشاء الله دا أنا حتى مستخسراكِ فى أبيه لؤى ”
أستمع لؤى لحديثها و قال بتعجب :
” والله بقى مستخسراها فى أبيه لؤى شوف أزاى؟”
نفت تُقى برأسها بسرعة و قالت :
” لأ لأ يا أبيه متقولش كدا أستخسرها فيك أزاى بس ؟
دا أنا بقولها خسارة أنها عدت العمر اللى فات من غيرك وهو فيه زيك ”
ضحكت ‘ همس’ بخفوت بينما قال ‘لؤى ‘ بحنق :
” أبعدى عن خطيبتى يا تُقى سيبيها زى ماهى مغمضة كدا ”
نظرت له همس بإعتراض و قالت :
” لأ دا أنا حبيت تُقى أوى تبعدى عنى أيه ”
رفعت تُقى ياقتها الوهمية و قالت بخجل مصطنع :
” اللهم لا تجعلنا من المشهورين فى الأرض و المجهولين فى السماء ”
ثم نظرت ل لؤى و قالت :
” معلش يا أبيه لؤى أصلها قلوب و القبول من عند ربنا ”
ضحكت حُسن عليها و قالت :
” هتوقعى بين الراجل و خطيبته من أول نص ساعة كدا طب استنى شوية ”
ضحكت ” تُقى ” و كادت ترد إلا أن وصلها صوته البغيض الذى باتت تكرهه و بشدة
” مبروك يا لؤى الله يتمم لك على خير ”
وقف لؤى مبتسمًا و قال ببسمة :
” الله يبارك فيك يا حمزة ، عقبالك ”
بارك حمزة لهمس أيضًا بينما سلّم لؤى على يوسف عزالدين صديقه الآخر
أقترب ‘ حمزة ‘ ناحية حُسن و حياها و ردت هى ببسمة بسيطة و كاد أن يفعل المثل مع تُقى إلا إنها لم تُمهل له فرصة فأولته ظهرها و غادرت أعتذرت منه حُسن بأدب وهى تُحاول اللحاق بها
جاءت ليلى تُبارك لهم وهى تقول لهمس
” ربنا يحميكِ من العين يا همس زى القمر يا روحى زى القمر ”
أبتسمت همس و أحتضنتها بينما قالت ليلى بهدوء و فرحة :
” هروح دلوقتى أجيب الدبل علشان تلبسوهم ”
قال لها لؤى ببسمة :
” ياريت يا ماما تيجى تلبسى ‘همس’ الدبلة لأنى مش هعرف ”
هزت والدته رأسها بتفهمٍ و غادرت بينما تسألت همس قائلة :
” ليه مش هتلبسنى أنتَ الدبلة ”
قال لؤى وهو يحاول ترتيب حديثه :
” لأنك لسه أجنبية عنى يا همس مش مراتى مينفعش أمسك أيدك لأنه حرام ”
هزت همس رأسها بهدوء وهى توزع نظراتها على الكل
كانت حُسن تُحاول اللحاق ب تُقى و لكنها اصطدمت بشخص يُمسك فى يده كوب عصير و لسوء حظها نال جزء من العصير من فستانها نظرت للفستان بتأفف بينما نظر لها الرجل بأسف و قال معتذِرًا :
” أنا آسف بجد يا آنسة مخدتش بالى و حضرتك كنتِ بتمشى بسرعة ”
كادت حُسن أن توبخه و لكنها أستغفرت و أستعاذت من الشيطان و قالت بهدوء وهى تُبعد عينيها عنه :
” حصل خير يا أستاذ ”
أبتسم الرجل و مد يده يصافحها:
” يوسف عز الدين صاحب لؤى ”
أبتسمت حُسن بسمة صغيرة و قالت بحرج :
” أنا آسفة مش بسلّم
أنا حُسن عمران أخت لؤى
بعد إذنك ”
نظر فى أثرها بدهشة و لكن حل محلها التساؤل وهو يراها تقف مع رائد ابن عم لؤى
نظر رائد لها بحدة قائلاً :
” كنتِ واقفة مع الأستاذ لوحدك ليه ؟”
أجابت حُسن بهدوء وهى لا تنظر له:
” مفيش اتخبطنا و جزء من العصير جه على فستانى و عرفنى على نفسه ”
مازالت ملامحه حادة و ممتعضة و قال :
” طيب روحى أقعدى جنب ليلو و ياريت تخفى حركة شوية ”
ألقى كلامه و غادر تاركًا إياها تقف فى حيرة من أمرها ولكنها ذهبت للحمام لتُنظف فستانها
كانت ملك تقف وهى تنظر للنيل بشرود و الذكريات تُداهمها حتى أحسّت بشخص يقف بجانبها نظرت نحوه فوجدته ‘ سيف’ حمحمت و كادت أن تُغادر و لكن أوقفها صوته وهو يقول بهدوء :
” مد أيده عليكِ تانى ؟”
كادت تُغادر و لكنها شعرت بحاجتها للحديث رغم معرفتها بخطأ ما يدور و لكن شيطانها منعها من التفكير فقالت بسخرية :
” هتفرق ؟”
نظر سيف نحوها و قال بهدوء :
” قولتلك أنا مُستعد أقف معاكِ و أعملك محضر و أخليه يبعد عن هنا بس أنتِ خايفة على شكلك من الناس ”
نظرت له و سقطت دموعها قائلة بتبرير :
” أنتَ مش عارف حاجة أنا مش خايفة بس أنتَ مش فاهم ”
نظر لها سيف و قال بإهتمام :
” طيب فهمينى ”
قالت ببكاء :
” أنتَ مش فاهم يعنى أيه أقرب الناس ليك اللى هو المفروض أبوك يرفض وجودك لمجرد إنه مش عايزك يفضل يطلع غضبه دا فيك علشان أمك مرضيتش تجهضك و يطلع غضبه فى أمك معاك ”
نظرت له و قالت بتهكم :
” هو أنتَ فاكر أن الضرب دا من النهاردة ؟
دا من سنين يا أستاذ سيف أنا بضرب من و أنا عندى تلات سنين عادى و مرة تخيب و مرة تصيب و فكرك يعنى لو عملتله محضر هيسكت؟
دا مش بعيد يموتنا أنا و أمى اللى ذنبها الوحيد أنها أتجوزت واحد زى دا ”
نظر لها سيف و قال بصدق :
” طيب خلينى أكون جنبك ”
نظرت له بإستغراب و قالت :
” تكون جنبى أزاى؟ ”
تابع هو كلامه متوترًا :
” أتطمن عليكِ أكلمك كدا ”
نظرت له بغضب و قالت :
” هو أنتَ فاكرنى جاية من الشارع أنا غلطانة إنى وقفت اتكلم معاك اصلاً ”
حاول التبرير و لكنها لم تترك له الفرصة بينما جاءت تُقى و سحبته من يده بحماس وهى تقول :
” يلا يا سيفو هيلبسوا الدبل ”
أبتسم سيف و أحتضن يدها بيده و غادروا سويًا مع ضحكات تُقى المرحة
بينما نظر ‘ حمزة ‘ لكفه المحتضنة كفها وهو يشعر بغضب كبير و ود لو يذهب و يُبعد كفيهما ولم يُلاحظ نظراته لهما سوى اثنين
يوسف صديقه و
ليلى
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الآن حان الموعد)