رواية اكتفيت بها الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة الحلفاوي
رواية اكتفيت بها الجزء الثاني عشر
رواية اكتفيت بها البارت الثاني عشر
رواية اكتفيت بها الحلقة الثانية عشر
– أنا حامل يا رُسلان!
وِقفت قُدامه و الدموع مالية عينيها، بتشَدد على إختبار الحمل المنزلي اللي في إيديها، جسمها بيترعِش كإنها واقفة في مهَب الريح، ملاحظتش كَم الفرحة اللي إتشكلت على ملامحه، قرَّب منها بلهفة و حاوط دراعها وقال و قلبه طاير من الفرحة:
– يا قلب رُسلان!! هيبقى عندي حتة منِك يا تيَّا!!!
غمَّضت عينيها لثواني و إبتسمت بحُزن، فتحتهم تاني و بصتلُه بكل قوة، و قالت بـ جمود غريب:
– هنزلُه!!!!
– إيه؟!
قال بعدم إستيعاب، كدِّب وِدنه، مستحيل، اللي سمعُه دلوقتي مستحيل يبقى حقيقي! ساب دراعها و قال وهو بيميل جنب راسُه ليها و السخرية ظاهرة في نبرة صوته:
– إنت قولتي إيه؟ سمعيني كدا تاني!!
– هينزل يا رُسلان، مش قابلة بوجودُه!!
قالت بـ جبروت، فـ ضِحك ضحكة مافيهاش ذرة مرح، لتتحول الضحكة دي لملامح مُستوحشة و عينين مليانة غضب، لو فضلت واقفة قدامة للدقيقة الجاية هيعمل حاجه يعيش ندمان عليها طول عمرُه، فـ قال و صوته بدأ يبقى مخيف:
– إمشي من قدامي، إمشي يا تيَّا دلوقتي!
قالها و هو خايف فعلًا من ردة فعلُه عليها، ومش هتنكر هي كمان خوفها بس قالت بعِند جايز يكلفها حياتها معاه:
– لاء .. مش همشي .. لازم نتكلم!
– تـــــيَّــــا!!!!
صرَّخ فيها فـ إتنفض جسمها و رجعت لورا بخوف، بصت للأرض و قلبها بينبض بعُنف من الخوف، و رجعت قعدت على السرير و حطت راسها بين إيديها و هي بتحاول تسيطر على دموعها اللي إبتدت تنهمر، بصلها رُسلان و صدره بيعلى و يهبط من فرط عصبيتُه، و عشان يخرج شُحنة الغضب اللي جواه مسِك مزهرية و خبطها في الحيطة بكل قوتُه، فـ إتنفض جسمها أكتر و هنا مقدرتش تسيطر على عياطها من خوفها منه، كانت شهقات بكائها زي القلم اللي نزل على وشُه عشان يفوقُه، فـ بصلها و هو شايفها بتترعش و محاوطة نفسها كإنه هيإذيها، مشي ناحيتها و ميَّل عليها فـ غطت وشها بإيديها و هي بتمتم بصوت باكي:
– رُسلان ..متضر.بنيش!!!
جزع قلبه و حس بـ غصة في حلقُه، و في ثواني كان راكع قدامها على رجليه و ماسك إيديها بيبعدها عن وشها فـ لاقاه أحمر و مليان دموع، قال بـ حنان خرج منه غصب عنه و هو بيرجع شعرها لورا بعيد عن مقدمة جبينها:
– أض.ربك؟! عُمري عملتها؟ تتق.طع إيدي لو فكرت أمدها عليكي!
بصتلُه برهبة بتزود من ألم قلبه عليها، مسح على وشُه بعنف بيقول ولسه كلامها زي الطنين في ودانه:
– اللي قولتيه ده .. ليه؟ عايزة تنزليه ليه؟
فركت صوابعها ببعض و قالت بصوت خافت:
– مش عايزاه!
حاول يتحكم في أعصابه بصعوبة و هاودها و هو بيقول:
– ليه؟ مش عايزه تبقي أم و عندك طفل تراعيه و تاخدي بالك منه؟
قالت بحُزن و هي بتحاول متبصش في عينيه!:
– مش عايزه!!!
– بس أنا عــايــز!!!! و اللي في بطنك على جث.تي ينزل!!! أقت.لك يا تيَّا و أقت.ل نفسي وراكي!!!!
قال و هو ماسك دراعها بيهزها بعنف فـ صرَّخت في وشه بقسوة:
– قولتلك لاء يعني لاء و هنزلُه و مش هتشوفُه أبدًا فاهم ولا لاء!!!!
– طب إعمليها يا تيَّا و أنا قسمًا بربي أمحيكي خالص!!!
قالها بتهديد صريح فـ بصتله بسخرية وقالت:
– إيه هتق.تلني؟
قال بحدة:
– لاء هطلقك يا بنت عزَّام!!!
– و أنا موافقة!!
قالت ببرود، فـ إتصدم أكتر و حَس بقلبه إتقسم و بحُب إختلط بحُزن رهيب حاوط وشها بإيديه و قال:
– فيكي إيه يا تيَّا؟ مالك؟
إتأثرت بـ لمسته و نظراته الضايعة، بس داست على قلبها ومسكت إيديه و قالت بهدوء ظاهري:
– ماليش يا رُسلان، مش إنت اللي بتقولي هطلقك؟ و أنا كرامتي متسمحليش أعيش مع واحد باعني لمجرد إنه عايز حاجه أنا مش عايزاها!!
قان وقف وشدها من دراعها و قرَّبها ليه و هو بيهدى في وشها:
– الحاجه اللي بتتكلمي عليها دي تبقى ضناكي!!!
– مش عايزاه يا رُسلان!!!
قالت بعِند رهيب، فـ نفى براسُه و هو بيقول بجنون:
– لاء أنا مش مصدق حقيقي!! أن هبعت لأبوكي ييجي يشوف جنانك ده لإني حقيقي تعبت!!!
– براحتك!! بردو مش هتراجع عن قراري!!!
قالت و هي بتقعد على السرير و ضامة رجليها لصدرها فـ بصلها بغضب و خرج من الأوضة و رزع الباب وراه بقسوة!!
• • • • • •
– إنتِ أكيد إتجننتي يا تيَّا! عايزة تنزلي اللي في بطنك يا بنتي؟ عايزة تقتلي روح؟! عايزة تحرمي أب من إبنُه؟
إتكلم أبوها عزَّام بصوت عالي فـ بصتلُه تيَّا بحُزن و هي واقفة قدام أبوها بتفرك في إيديها و رُسلان واقف على مقربة منهم حاطت إيده في جيبه بيتابع حديثهم بنظرات تشبه الصقر! بصتلُه تيَّا بضيق لأنه دخَّل أبوها في الموضوع و هي بتحبه جدًا و مبتحبش تكسرله كلمة، ورغم كدا وقفت قدام باباها وقالت بضيق عارم:
– إنتوا مالكوا بيا وبيه؟ ده إبني و أنا من حقي أحِب وجوده أو لاء و أنا مش عايزاه مـــش عــايــزاه!!!!!!
محستش غير بـ قلم بينزل على وشها و إيدين بتحاوطها بحماية و هو مقرَّب و شها من صدره و بيقول بعصبية:
– عـــزَّام!!!!
إتعود رُسلان يناديه بإسمه من زمان بعد إلحاح كبير من عزَّام نفسه، تابع رُسلان و هو بيشدد عليها جوا حضنه و هي متشبثة بقميصه زي الطفلة منهارة من العياط:
– أنا مش جايبك عشان تضربها و لو كنت أعرف إنك هتعمل كدا مكنتش دخَّلتك من الأساس!!!
مسح عزَّام على وشُه بعنف و هدر بحدة:
– مش شايف قلة أدبها و صوتها العالي!! أنا شكلي معرفتش أربيكي يا تيَّا!!!
و مسك دراعها بعنف و هو بيشدها من حضنه:
– هاتها يا رُسلان أنا هاخدها عندي أربيها من جديد و أجيبهالك!!!
مسك رُسلان إيد عزَّام و بعدها عن إيد مراتُه بهدوء و تيَّا بتعيط بإنهيار فـ قال رُسلان و هو بيحاول يكبح غضبه:
– طب إمشي دلوقتي يا عزَّام، خلاص أنا ومراتي هنتفاهم مع بعض!!
لسه عزَّام هيتكلم بحدة قاطعه رُسلان بحدة أكبر و هو بيقول:
– إمشي يا عزَّام قولت!!!
بص عزَّام لبنته اللي إتحامت في رُسلان بغضب، و سابهم و مشي، ربَّت على شعرها بحنان بيهديها و هو بيقول:
– خلاص إهدي! مالوش لازمة العياط ده!!
بِعدت عنه بحزن و قالتله بقهر وسط عياطها!!:
– إنت السبب في كل ده!!! إنت اللي خليت بابا يضربني ويقول عليا مش متربية!!!
بَص لخدها الأحمر و ميَّل عليه بحنان وباس مكان القلم برفق و قال بحنو:
– و غلاوتك عندي مكُنت أعرف إن أبوكي هيعمل كدا!!
و إتنهد بحزن و هو بيضمها لصدره و بيقول بحيرة:
– ليه يا تيَّا!!! ليه مش عايزاه؟ ليه عايزة تحرميني و تحرمي نفسك من إحساس زي ده!!!
– أنا حُرة يا رُسلان!
قالت بنفس الجبروت فـ بعدها عن حضنه و قال بعصبية:
– حُرة على نفسك مين دي االي حُرة؟! تيَّا إتعدلي! إتــعــدلـي عشان قسمًا بالله جِبت آخري خلاص!!!
سابته و قعدت على السرير من غير ما تنطق! فـ راح ناحيتها و قال بإنفعال:
– هحبسك هنا يا تيَّا و وريني هتسقطي إزاي!!!
بصتله بإبتسامة باردة قالت بسخرية:
– مبتشوفش مسلسلات ولا إيه؟ بسيطة خالص هفضل إنط من على السرير لحد مـ أسقطُه و أخلص منُه!!!
إتجنن أكتر فـ ضرب الحيطة بإيده و هو بيصرخ بإنفلات أعصاب:
– لـــيــه!!! رُدي عليا لــيــه!!!!!
صرخت فيه في المُقابل:
– عشان مش عايزة أجيب بنت يترَد اللي كنت بتعملُه في بنات الناس فيها!!! و لا عايزة أجيب ولد يبقى نسخة من أبوه!!!
حَس بـ قلبُه بيتعصر جواه، و من صدمتُه اللي تجلت على وشُه قام وقف و رجع خطوة لورا و بصوت مصدوم قال:
– إيه الهبل اللي بتقوليه ده!!
قامت وقف في وشه و قالت بإنهيار:
– ده مش هبل!!! دي الحقيقة اللي إنت مش مستوعبها، إنت فاكر إيه؟ فاكر إن ربنا اللي إسمه العدل هيسيبك تفلِت بعمايلك القديمة؟ مش هيعاقبك ولا هياخد حق البنات اللي كنت بتعمل معاهم علاقات مُحرَّمة و بتزني؟ فاكر إن الدنيا دي ماشية على مزاجك يا رُسلان؟ هييجي اللي يعمل في بنتك كدا و ساعتها هتبكي بدل الدموع دم!!
خرج صوتُه ضعيف لأول مرة في حياته و كلامها خلّى قلبه يرتعش بصدمة:
– بس أنا .. توبت!!!
إبتسمت بسُخرية و قالت بمرارة:
– توبت؟ إنت فاكر التوبة إيه؟ إنك تقول بلسانك كدا أنا توبت؟ بذمتك إنت بتصلي؟ بتزكي؟ بتعمل فروض ربنا؟ بتدعيله يسامحك و يغفرلك؟ طب بتراعيه في أي حاجه بتعملها؟
قرَّبت منه و هي شايفة عينيه بتغيم بالحُزن، فـ قررت توجعه يمكن تفوقه، فـ قالت بقسوة:
– قولي إنت بقى إزاي هتبقى أب؟ إزاي هتربي إبنك على الصح و الغلط؟ هتعلمُه إيه؟ هتعلمُه يصلي إزاي و إنت مبتركعهاش؟ هتعمله إزاي يغُض بصرُه عن اللي مش ليه؟ هتعلمُه إزاي و إنت كنت بتن.ام مع اللي تيجي في طريقك!!! إنت مينفعش تبقى أب يا رُسلان!!! مينفعش!!!
مكنتش عارفة مقدار قسوة كلامها على قلبه، و لا كانت شايفة ملامحه و هي بتتحول من قسوة وبرود لـ حزن و صدمة و .. رعشة، عينيه بصتلها بـ عتاب هيفضل محفور في ذاكرتها العمر كلُه، قلبها وقع في رجليها لما لقتُه بيبعد عنها و بيخرج من الجناح كلُه، إترعبت و هي شايفاه بيمشي و مش عارفة ليه قلبها إتقبض، حسِت إنه لو طلع من باب القصر ده مش هيرجع تاني، هنا جريت وراه و مسكت في دراعه و صدرها بيعلى و بينزل .. بتقول بأنفاس مُتقطعة:
– رُسلان .. إستنى .. رايح فين!!!
– إبعدي .. إيدك!!
قال و هو بيبُص قدامه بكل جمود، غصب عنها قلبها وجعها عليه، فـ قالت بـ إرتجاف:
– مينفعش تسيبني كدا و أنا بتكلم، تعالى طيب نتناقش .. نتكلم، أنا .. أنا عارفة إنك كويس من جواك و عايز تقرب من ربنا، تعالى أنا هاخدك من إيدك و هبقى في عونك عشان تقربلُه أكتر!!
بصلها بسُخرية مريرة، وقال:
– يآآه .. بعد كل اللي قولتيه ده و جاية بتقوليلي أنا هساعدك؟! تفتكري همدلك إيدي أصلًا يا تيَّا!!
وقفت قُدامه و مسدت على وشُه بتقول بحنان:
– طبعًا .. أنا تيَّا يا رُسلان، حبيبتك، مِدلي إيدك وأنا عمري ما هسيبها!!!!
مبصِش لعينيها و قال بنبرة خلِت قلبها يتعصر من برودها، و هي بتقسم إن رُسلان القديم عُمره ما هيرجع:
– بس إنتِ فعلًا كان عندك حق، أنا مينفعش أبقى أب، عشان كدا .. هاخدك من إيدك دلوقتي و هننزل العيّل ده!!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اكتفيت بها)
الحمد لله أن ربنا سترها على ارواحكم ربنا يحفظكم ويحميكم من كل مكروه