روايات

رواية اقتحمت حصوني الفصل الثالث 3 بقلم ملك إبراهيم

رواية اقتحمت حصوني الفصل الثالث 3 بقلم ملك إبراهيم
رواية اقتحمت حصوني الجزء الثالث
رواية اقتحمت حصوني البارت الثالث
اقتحمت حصونى
اقتحمت حصونى

رواية اقتحمت حصوني الحلقة الثالثة

ضغط بقوة على ذراعها وهو يضيف بتأكيد.
– مفيش اي حد يقدر يعمل حاجه غصب عني ، والا بيعمل حاجه انا مش موافق عليها بتكون نهايته الموت
ارتعد جسدها برعب من نظرته المخيفة وصوته القاسي.
اغمض أدهم عينيه ليحاول السيطره علي غضبه وتحدث مرة اخرى ولكن بهدوء.
– هتنزلي معايا دلوقتي نتعشى مع بعض والصبح هيكون عندك كل حاجه ممكن تحتجيها وبالنسبه للجامعه متقلقيش ، انا خلصت كل حاجه وهتكملي السنه الاخيرة في الجامعة هنا
حركة رأسها بالايجاب وهي تنظر إليه بهلع .
خرج من الغرفة سريعاً واغلق الباب خلفه بقوة.
تنفست براحه بعد خروجه ثم جلست فوق الفراش تهمس إلى نفسها بخوف.
– يخربيتك ، دا لما بيقلب بيبقى حاجه صعبه اوي
ثم تذكرت حديثه عندما اكد على نزولها خلفه لتناول الطعام ، وقفت سريعاً من فوق الفراش تركض خارج الغرفة إلى الأسفل حتى لا تثير غضبه مرة اخرى.
رواية اقتحمت حصوني بقلمي ملك إبراهيم.
جلس أدهم علي مائدة العشاء وجلست فيروز علي يساره وهي تنظر الي الطبق الذي امامها بشرود.
تابعها بطرف عينيه ولم يعلق او يقول اي شئ، ثم تناول طعامه وانتهى سريعاً ونظر إليها قائلاً.
– لو خلصتي كلامك مع الطبق الا قدامك دا ، تقدري تكلي دلوقتي
نظرة إليه بحزن قائلة.
– انا مش عايزه اكل حاجه
وقف من مكانه: خلاص تقدري تطلعي اوضتك عشان تنامي
ثم اتجه إلى غرفة مكتبه.
وقفت من مكانها ثم ركضت خلفه سريعاً: انا مش عايزه انام دلوقتي
التفت ينظر إليها باهتمام.
اخفضت وجها ارضاً قائلة برجاء: هو انا ينفع اخرج في الحديقة دي شويه ؟
تأملها بعمق ثم تحدث بهدوء.
-ينفع طبعاً وينفع في اي وقت
ثم اضاف بابتسامة.
– القصر كله تحت امرك وتقدري تدخلي اي مكان فيه برحتك
نظرت إليه بدهشة ليضيف بتأكيد: اهم حاجه المكان الوحيد إلا مش مسموحلك تدخليه ، هو غرفة مكتبي
نظرت إليه بغيظ ثم تحدثت بعناد: وانا هدخل غرفة مكتبك اعمل ايه ؟!
ثم اضافة بنبرة حادة: انا اصلا مش عايزة ابقى في اي مكان انت موجود فيه
نظر إليها بدهشة وهو يفكر ويحلل شخصيتها الغريبة بالنسبة له ، فكيف تكون خائفة منه ويرى الرعب يملئ عينيها وفي لحظة واحدة تقف امامه هكذا وتتحدث بتحدي وقوة.
خجلت من نظراته العميقة لها ثم ركضت سريعاًّ إلى الحديقة.
وقف يتابعها وهي تركض من امامه ثم ابتسم بهدوء و تنهد بتعب ، ثم اتجه إلى غرفته بالاعلى وهو يشعر بالارهاق الشديد.
رواية اقتحمت حصوني بقلمي ملك إبراهيم.
وقفت فيروز في منتصف الحديقة تنظر حولها بخوف ثم همست لنفسها بتأكيد.
– الحديقه شكلها حلو أوي بس أكيد بالنهار بتبقى احلى
نظرت إلى باب القصر قائلة.
– أحسن حاجه اطلع اوضتي دلوقتي ، الحديقة شكلها يخوف بالليل
ركضت سريعاً إلى الداخل مرة اخرى ثم صعدت إلى الأعلى ووقفت تنظر حولها بصدمه وهي لا تعلم اين غرفتها من بين كل هذه الغرف ثم همست بهدوء.
– طب انا هعرف غرفتي ازاي من وسط كل الغرف دي ؟
وهمست بغيظ.
– يعني دا دلوقتي واحد عايش لوحده لازمتهم ايه بقى الغرف دي كلها يعني انا مضطره دلوقتي افتح الغرف دي كلها لحد ما الاقي غرفتي !!
تنهدت بضيق ثم اتجهت لأول غرفة تفتحها وتنظر بداخلها: مش دي
ثم تنهدت بغضب: هشوف إلا جمبها
اتجهت إلى الغرفة الثانية، ولم تجدها غرفتها ايضاً.
في هذه الاثناء كان أدهم خلع قميصه الذي يرتديه واتجه الي الفراش ليرتاح قليلاً.
استمع إلى اصوات غريبة بالخارج ، اصوات لفتح الابواب واغلاقها.
وقف سريعاً من فوق الفراش واخذ سلاحه ثم اقترب من باب غرفته بحذر يفتحه فجأة وهو يرفع السلاح.
في هذه اللحظه كانت فيروز علي وشك فتح باب غرفته لكنها تفاجأت به يفتح الباب ويشهر السلاح بوجهها.
رفعت يديها للأعلى في وضع الاستسلام واغمضت عينيها بخوف قائلة بعفويه.
– والله العظيم ما عملت حاجه انا بريئه
نظر إليها أدهم بدهشة واخفض سلاحه سريعاً ثم بدء بالضحك بقوة عليها وهو ينظر اليها وهي ترفع يديها للأعلى وتغمض عينيها بخوف والي كلامها الذي خرج منها بطريقه عفويه وكأنها مجرم وتم القبض عليه.
فتحت فيروز عينيها علي صوت ضحكاته ونظرة اليه بغيظ ثم تحدثت بغضب.
– انت بتضحك على ايه ؟!
حاول أدهم التوقف عن الضحك بصعوبه وتحدث اليها من بين ضحكاته.
– انتي كنتي بتعملي ايه ؟!
نظرت إليه بغيظ: كنت بدور علي غرفتي عشان حضرتك عايش في بيت فيه 100 غرفة وكلهم شبه بعض وانا مش عارفه غرفتي انهي واحده فيهم وكنت بدور عليها
تأملها إليها بدهشة قائلاً.
– كنتي بتدوري عليها ازاي ؟!
ردت بحدة.
– كنت بفتح الغرف وبدور عليها ، اومال هدور عليها ازاي يعني
حاول التوقف عن الضحك بصعوبة: طب اتفضلي تعالي وانا هوديكي غرفتك
نظرت إليه بصدمة عندما رأته يقف امامها بدون قميصه واخفت عيناها سريعا بيديها وصرخت.
نظر إليها بدهشة وتحدث بصوت مرتفع.
– اييييه ، ايه الا حصل ؟!
تحدثت وهي تغمض عينيها.
– انت ازاي واقف قدامي كداااا ؟!
نظر إليها بعدم فهم وعندما نظر الي ثيابه تذكر انه خلع قميصه منذ قليل وجذبها من يدها واخذها خلفه متجهاً إلى غرفتها وهو يتحدث بغيظ.
– والله انا كنت هنام وانتي اللي جيتي عملتي إزعاج وصحتيني واتفضلي ادخلي اوضتك وخليني انام بقى
وقف بها امام غرفتها ثم فتح لها الباب قائلاً.
– اتفضلي ادخلي
وقفت بداخل غرفتها تتحدث معه بغضب.
– علي فكرة انت مبقتش عايش هنا لوحدك عشان تخرج من اوضتك بالشكل ده ولازم تعرف ان بقى في بنت عايشه معاك دلوقتي والمفروض تاخد بالك بعد كدا قبل ما تخرج من اوضتك تكون لابس كل هدومك
اقترب منها وهي تقف امامه وهمس لها.
– بس متنسيش ان البنت دي تبقى مراتي
نظرت إليه بصدمة واغلقت الباب بوجهه سريعاً.
ابتسم بمرح وهو ينظر إلى الباب وعاد إلى غرفته.
وقفت فيروز تستند علي باب غرفتها بعد ان اغلقته وهي تشعر بالتوتر الشديد وتضع يديها على وجهها بخجل.
اقتربت من الفراش جلست وهي تنظر امامها بتفكير.
عاد أدهم الي غرفته مرة اخرى وهو يبتسم عندما تذكر حديثها العفوى ، وتصرفاتها المضحكه ثم اتجه الي الفراش والقى بجسده عليه وهو مازال يبتسم حتى اخذه النوم وهو مبتسم لأول مرة في حياته.
رواية اقتحمت حصوني بقلمي ملك إبراهيم.
صباح اليوم التالي.
فتحت فيروز عينيها ونظرت حولها لترى نور الشمس يملئ غرفتها.
وقفت سريعاً من فوق الفراش وركدت الي الشرفه وتوقفت تنظر الي هذا الجمال الساحر للحديقة مع ضوء الشمس والذي يضاعف الجمال الذي كانت تظهره المصابيح الكهربائية بالأمس .
استمعت إلى صوت طرقات خفيف على باب الغرفة ، اتجهت إلى داخل الغرفة مرة اخرى و اقتربت من الباب لتقوم بفتحه وتجد كريمة تقف امامها تتحدث بلطف.
– صباح الخير
ابتسمت فيروز برقة: صباح الخير
كريمة: في حاجات هنا عشان حضرتك
فيروز: حاجات ايه ؟
سمحت كريمة لمجموعة من الخدم بالدخول ووضعوا المشتريات امامها.
اقتربت فيروز من المشتريات وجدتها ملابس كثيرة بجميع مستلزامتها.
طلبت كريمة من الخدم الخروج من الغرفة ووقفت هي مع فيروز لتساعدها في ترتيب الملابس وباقي المشتريات في اماكنهم.
وقفت معها فيروز وهي تنظر إلي كل شئ بانبهار ثم تحدثت بفضول.
– هو مين الا اشتري الحاجات دي ؟!
تحدثت كريمة باحترام.
– الحاجات دي وصلت حالاً وجالنا أمر نوصلها لحضرتك
ابتسمت فيروز وهي تتابع انتهاء كريمة من وضع كل شئ بمكانه.
اقتربت كريمة من فيروز: تؤمري بحاجة تانيه ؟
فيروز بابتسامة.
– شكراً تعبتك معايا
ابتسمت كريمة وذهبت من الغرفة وجلست فيروز تفكر في والدها وعقلها رافض استيعاب ما يحدث معها حتى الآن وبدأت الدموع تتساقط من عينيها وشعرت بوالدها حولها وكأنه يربت على ظهرها بحنان.
جففت دموعها قائلة بهمس.
– انا مش هبكي تاني يا بابا متزعلش مني ، انا عارفه ان البكاء مش هيرجعك بس انا هدعيلك في كل وقت وفي كل صلاة وان شاءالله هكمل دراستي وحياتي وهنجح عشانك ، عشان دايماً تكون فخور بيا
ثم اقتربت من خزنة الملابس واخرجت منها فستان طويل رقيق جدا وشعرت انه يناسب جولتها التي سوف تأخذها بالحديقة الان ثم اتجهت إلى الحمام لتبديل ملابسها ، وبعد وقت خرجت وهي ترتدي ثوبها الطويل ثم اقتربت من المرآه ونظرت الي نفسها ورآت الفستان كم هو رائع ويناسبها كثيراً.
اخذت حجابها وقامت بوضعه على رأسها بطريقة انيقة جداً ورائعة.
وقفت تنظر حولها بحيرة وهمست؛
– طب انا عايزه اصلي دلوقتي ، بس ياترى اتجاه القبله ازاي ؟
وقفت تفكر قليلاً وهمست بتردد
– انا هنزل أسأل اي حد من الناس اللي هنا في البيت ده
خرجت من الغرفة سريعاً متجه إلى الأسفل.
في حديقة القصر.
كان يجلس أدهم مع عمار والياس يتحدثون بالعمل.
نظر عمار إلى أدهم قائلاً بفضول.
– مقولتليش يا أدهم فيروز عملت ايه امبارح لما صحت ولقت نفسها هنا في ايطاليا ؟!
نظر اليه أدهم بطرف عينيه نظرة ثاقبة وتحدث الياس
– خلاص يا عمار دي حاجه تخص أدهم و مراته وهو اكيد عارف يتعامل معاها
رفع عمار عينيه ينظر إلى الاتيه من خلف أدهم وهي تقترب منهم بثوبها الوردي الطويل.
نظر الياس هو الاخر يتابع اقترابها منهم.
وقفت خلف أدهم الجالس أمامهم و تحدثت بصوتها الرقيق.
– صباح الخير
ابتسم الياس وعمار وهم يتحدثون في صوتاً واحداً.
– صباح الورد
استمع أدهم إلى صوتها وعلم انها تقف خلفه ، لكنه تجاهلها ولم يرد عليها تحية الصباح وتعمد النظر إلى حاسوبه يدعي التركيز به.
نظرت اليه فيروز بطرف عينيها بعد ان استفزها ببروده وعدم الرد عليها.
تحدث معها الياس بلطف.
– انا الياس صديق أدهم و عمار
ابتسمت له برقة ليتحدث عمار هو الأخر بمرح.
– وأنا عمار صديق أدهم و الياس
ابتسمت برقة قائلة.
– وانا فيروز
ابتسم لها عمار والياس.
ابعد أدهم عينيه عن حاسوبه يزفر بضيق من حديثها اللطيف معهم.
نظرت إليه بمكر ثم تعمدت الحديث مرة اخرى مع اصدقائه حتى تثير غضبه.
– انا كنت عايزة أسألكم عن حاجه ، ممكن ؟
ابتسم عمار والياس يتحدثون في صوتاً واحداً بحماس.
– طبعااا
ابتسمت فيروز برقة.
– كنت عايزة اعرف هو اتجاه القبله هنا منين ؟!
فتح عمار والياس فمهم بطريقة مضحكة وهم ينظرون اليها ولا يعلمون ماذا يقولون لها ويشعرون بالخجل من ان يقولوا لها انهم لا يعلمون اتجاه القبله هنا.
نظر اليهم أدهم وهو يكتم ضحكته وينتظر ردهم عليها.
نظرت اليهم فيروز بدهشة وهي تنتظر ردهم.
نظر عمار الي أدهم برجاء حتى ينقذهم من هذا الموقف المحرج.
تجاهله أدهم وهو يكتم ضحكته ويدعى التركيز بحاسوبه.
نظر الياس الي عمار ثم غمز له وتحدث وهو يدعي الجديه.
– مش انا قولتلك يا عمار احنا مَندخلش في اي حاجه تخص أدهم ومراته والمفروض دلوقتي أدهم هو اللي يقولها اتجاه القبله هنا منين لان ده بيته وهو الوحيد الا يعرف
نظر أدهم الي الياس بطرف عينيه.
نظر الياس الي أدهم برجاء وهو يطلب منه بعينيه ان ينقذهم من هذا الموقف المحرج.
وقفت فيروز وهي تنظر اليهم بدهشة و تحدثت بملل.
– هو في ايه ؟ هو السؤال صعب للدرجادي ؟!
نظر أدهم امامه ثم تحدث بدون ان ينظر اليها وهو يُشير بيده ويوصف لها اتجاه القبلة بكل ثقة وتأكيد.
– القبلة من الاتجاه ده
نظر اليه عمار والياس بصدمة وهم يعتقدون انه يقول لها اتجاه خاطئ حتى ينتهي هذا الموقف المحرج.
نظرت إليه فيروز بغيظ عندما تحدث معها وهو ينظر امامه بدون اهتمام ثم تجاهلها بطريقه اغضبتها كثيراً وذهبت من امامهم بدون بخطوات غاضبه.
انتظر عمار حتى ابتعدت عنهم قليلاً وتحدث مع أدهم بجدية.
– أدهم انت قولتلها اي حاجة وكدا مينفعش
نظر إليه أدهم بنظرة ثاقبة.
– ومن أمتى وانا بقول اي حاجة ؟!
نظر إليه الياس بدهشة قائلاً.
– يعني انت قولتلها علي اتجاه القبلة صح ؟!
اغلق أدهم حاسوبه ونظر اليهم بسخرية وتحدث بقوة.
– جهزوا العربية وانا عشر دقايق وهكون جاهز عشان نروح الاجتماع
ثم وقف من مكانه وذهب وتركهم ينظرون اليه بصدمة.
تحدث الياس مع عمار بمرح بعد ذهاب أدهم.
– انا لحد دلوقتي مش قادر افهم أدهم ، حاسس انه اتنين في واحد
ابتسم عمار قائلاً.
– والله انا متربي معاه من يوم ما وعيت علي الدنيا ولحد النهاردة مش قادر افهمه
وقف الياس وتحدث الي عمار بهدوء وهم في طريقهم الي السيارة.
– بس فيروز طلعت لطيفه أوي
تحدث عمار بتأكيد.
– ووالدها الله يرحمه استاذ مصطفى كان راجل طيب ومحترم وأدهم كان بيحبه اوي
فتح الياس باب السيارة.
– عقبال ما يحب بنته هي كمان
ابتسم عمار وهو يجلس بجواره بداخل السيارة قائلاً.
– تفتكر أدهم ممكن يحب ؟
تحدث الياس بابتسامة.
– بعد ظهور فيروز في حياته افتكر ممكن
نظر عمار امامه بتفكير.
– ياريت ، بس معتقدش ان أدهم ممكن يحب فيروز
نظر إليه الياس بدهشة ليضيف عمار بتأكيد وهو ينظر اليه.
– انت عارف ان لو أدهم حبها هتبقى هي نقطة ضعفه
نظر الياس امامه بحزن قائلاً.
– وللأسف في شغلنا ده المفروض ميبقاش لينا نقطة ضعف
حرك عمار رأسه بتأكيد قائلاً بحزن.
– احنا انكتب علينا نيجي الدنيا دي لوحدنا ونخرج منها لوحدنا
رواية اقتحمت حصوني بقلمي ملك إبراهيم.
صعد أدهم الى الأعلى متجهاً إلى غرفته.
وقف امام غرفته ينظر إلى الباب بتفكير ، ثم نظر اتجاه غرفة فيروز ووجد قدميه تأخذه اليها وعندما اقترب من غرفتها سمع صوتها وهي تقرأ أيات القرآن بصوتها الرقيق.
ابتسم بهدوء وهو يستمع إلى صوتها الذي دخل قلبه بكلمات الله الذي لا يوجد لها مثيل.
فتح باب غرفتها بهدوء ونظر اليها وهي تسجد لله بخشوع وتدعي لوالدها بالرحمة وبدء يستمع البكاء في نبرة صوتها.
اهتز قلبه بخوف عندما رآها تصلي بكل هذا الخشوع ثم اغلق الباب عليها سريعاً وهو يتذكر خوفه هذا والذي يعد من احد اسراره الذي لا يعلمه غيره ولا يعلم احد انه عندما اخبر فيروز عن اتجاه القبلة فهو قالها بصدق لأنه يعلم اتجاهها جيدا لانه كثيرا يقف امام الله ويريد ان يؤدي فرضه ولكنه يتراجع خوفا من الله وهو يفكر ، كيف له ان يقف امام الله بكل هذه الذنوب وهو يقتل ويتاجر في ما يقتل البشر.
عاد الي غرفته سريعا ودخل الغرفة واغلق الباب خلفه.
وقف ينظر امامه بتفكير ثم قام بتبديل ملابسه وقام بارتداء بدلة رسمية سوداء ووضع عطره القوى الرائع وخرج من غرفته ليجد فيروز في اتجاهها الي الأسفل بعد ان ادت فرضها.
وقفت فيروز تنظر إليه بإعجاب شديد وتتأمل وسامته بشرود.
ابتسم أدهم بثقة بعد ان رآى نظرات الاعجاب تملئ عينيها واقترب منها قائلاً
– رايحه فين ؟!
شردت في وسامته خاطفة القلوب و تحدثت بلا وعي.
– هو في كده ؟
تفاجئ من حديثها ثم ابتسم بمرح قائلاً.
– هو إيه إلا في كده ؟
نظرت إليه بصدمة بعد ان علمت بما قالته له وهي شاردة.
دارت عيناها حولها بارتباك ثم ركضت من امامه سريعاً متجهة إلى الأسفل.
ابتسم وهو يتابعها تركض من امامه مثل الطفلة الصغيرة ، ثم تنهد بقلة حيلة واتجها خلفها إلى الأسفل ، ثم اتجه الي السيارة الذي ينتظره بداخلها عمار والياس وانطلق بها الياس سريعاً وانطلق خلفهم باقي الحرس بسياراتهم وخرجوا جميعاً من القصر.
وقفت فيروز تتابع خروجهم من احدى النوافذ من داخل القصر.
بعد وقت.
توقفت السيارة امام قصر كبير يضاعف قصر أدهم.. نزل أدهم من السيارة بكل ثقة ودخل الي هذا القصر بمفرده.
كان بداخل هذا القصر مجموعة كبيرة من كبار رجال المافيا من جميع انحاء العالم.
دخل أدهم بهيبته ينظر حوله بجمود ، اقتربت منه امرأة في منتصف الثلاثين من عمرها ، وقفت امامه تنظر إليه بأعجاب لم تخجل من اظهاره له ، ثم وضعت يديها فوق صدره العريض وهي تقترب منه تريد ان تقبله كترحاب منها بحضوره.
ابتعد عنها وقام بأبعاد يديها عنه قائلاً بغضب.
– متحاوليش تقربي مني ماريا
ابتعدت عنه بدلال قائلة بمكر.
– متأكد
نظر اليها بغضب ثم ذهب وجلس بجوار باقي الحضور.
اتجهت الي مكانها وجلست وهي تنظر اليه .
“ماريا” أمرأة في منتصف الثلاثين من عمرها متزوجه من أكبر زعيم في المافيا ويدعى “ديفيد” رجل بعمر الستين ويكبرها بأكثر من ثلاثون عاما ويجلس علي كرسي متحرك ولا يستطيع الحركه ولكنه مازال هو زعيم المافيا واعطى لزوجته ماريا كل الصلاحيات حتى تقوم هي بدوره وهي الان تعقد اجتماع لجميع رجال المافيا التابعين لهم ”
بعد وقت قليل ، انتهى الاجتماع وطلبت ماريا من الجميع المغادرة ثم نظرت الي أدهم قائلة بمكر.
– أدهم ممكن تنتظر شويه في موضوع مهم
نظر اليها بغضب ثم جلس مكانه مرة اخرى.
انتظرت حتى خرج الجميع ووقفت من مكانها و اقتربت منه تضمه من الخلف وهو جالس مكانه.
ثم همست بأغراء.
– أدهم انا بحبك
هب واقفاً من مكانه بغضب وقبل ان يرد عليها وجد من يدخل عليهم بكرسيه المتحرك ويتأمل وقفتهم بغضب.
اعتدلت ماريا في وقفتها ثم ذهبت اليه سريعا وهي تتحدث بتوتر.
– حبيبي انت نزلت ليه ؟ انا خلاص نهيت الاجتماع وقولتلهم كل أوامرك
نظر اليها ديفيد ثم حرك رأسه وهو ينظر إلى أدهم قائلاً.
– أدهم .. ليه مش بنشوفك غير في الاجتماعات المهمة!
فهم أدهم ما يقصده ثم تحدث.
– أنا علي طول موجود بس مش بظهر غير عشان شغلي وبس لان مش بفكر في حاجه تانيه غير شغلي
ابتسم ديفيد وتحدث أدهم بجمود.
– الاجتماع خلص وانا مضطر أمشي
ثم نظر إلى ديفيد قائلاً.
– سعيد ان شوفتك مستر ديفيد
ابتسم ديفيد بمكر قائلاً.
– انا أسعد أدهم
اتجه أدهم إلى خارج القصر.
نظر ديفيد الي زوجته ماريا قائلاً بغضب.
– كنتِ عايزة ايه من أدهم ماريا ؟
اقتربت منه ماريا تضمه وهو جالس فوق كرسيه قائلة بدلال.
– كنت بتناقش معاه بخصوص الاجتماع وأنت عارف أن أدهم من أهم رجالتنا
نظر إليها بمكر ثم تحرك بكرسيه إلى الخارج مرة اخرى.
اعتدلت في وقفتها ثم نظرة أمامها تتنهد بشرود قائلة.
– اوك أدهم ، أكيد هتستسلم ليا وانا منتظره اللحظه دي
جلست فيروز في حديقة القصر كثيراً حتى شعرت بالملل من جلوسها بمفردها.
وقفت من مكانها واتجهت الي داخل القصر وذهبت الي المطبخ وهي تبحث عن كريمة.
اقتربت منها كريمة وتحدثت اليها بابتسامة.
– محتاجه حاجه ؟
ابتسمت فيروز ثم تحدثت بملل.
– أنا حاسه اني محبوسه ، القصر هنا ليه فاضي ومقفول كدا ومفيش فيه اي روح كأننا في صحرا
ابتسمت كريمة قائلة.
– دي أوامر ومش مسموح لأي حد انه يفتح شباك أو يطلع اي صوت
تحدثت فيروز بفضول.
– ومين صاحب الأوامر دي ؟!
نظرت إليها كريمة بتوتر وامتنعت عن الرد.
حركة فيروز رأسها بتفهم قائلة.
– أدهم ؟
حركة كريمة رأسها بالايجاب.
ابتسمت فيروز قائلة بمرح.
– بس الكلام دا قبل ما انا اجي هنا
ثم اضافة بطريقة مرحة وهي تضحك.
– من النهارده مفيش أدهم
أبتسمت كريمه معها بمرح ثم اخفضت وجهها سريعاً الي الأرض بتوتر.
نظرت إليها فيروز بدهشة قائلة.
– هو ليه أول ما تيجي سيرة أدهم كلكم بتخافوا وبتبصوا للأرض ؟!
اغلقت كريمة فمها وهي ترفع حاجبيها وتحركهم لكي تنبهها ان تصمت.
ضحكت فيروز بمرح وهي تنظر إلى كريمة قائلة.
– هو أدهم طلع عفريت ولا إيه وانا معرفش ، ليه اتحولتي كده اول ما جبت سيرته ؟!
غمضت كريمة عينيها بقلة حيلة ووضعت يدها على وجهها.
ابتسمت فيروز بمرح قائلة.
– انتي هيغمى عليكي ولا ايه ؟!
أدهم: أنا بقول تعمليلها كوباية مايه بسكر بسرعه
قالها أدهم وهو يقف خلفها.
فتحت فيروز عينيها بصدمة بعد سماع صوته ومعرفة انه يقف خلفها.
ابتسم أدهم بداخله وهو يقف خلفها ينتظر ان تلتف بجسدها اليه حتى يستطيع الحديث معها وجهاً لوجه ، لكنها تجمدت مكانها كما هي ولم تتحرك.
نظر أدهم إلى كريمة قائلاً.
– أتفضلي روحي علي شغلك
تحركت كريمة سريعاً من امامهم.
ثم همست فيروز بخوف.
– وانا كمان اروح معاها على شغلي🥺
كتم أدهم ضحكته قائلاً.
– لا تروحي معاها فين أنا عايز أعرف لما من النهاردة مفيش أدهم يبقى في مين ؟
غمضت عينيها بصدمة بعد ان تأكدت انه كان يقف خلفها من بدء الحديث وسمع حديثها بالكامل.
ابتسم أدهم وحاول اخفاء ابتسامته ونطق أسمها بجدية مصتنعة.
– فيروز
ردت فيروز وهي مازالت علي وقفتها ولم تلتفت له.
– نعم
تحدث بجمود.
– بصيلي هنا
التفتت بجسدها اليه وهي تغمض عينيها.
تأملها بابتسامة وهو يرسم ملامحها بداخل عينيه ثم تحدث بجدية مصطنعة.
– فتحي عينيكي
فتحت عينيها بهدوء تنظر إليه ببرائة.
تأمل عينيها بعمق لعدة لحظات ثم اخذته عينيها إلى عالم آخر ، شرد في سحر عينيها وجمالها وبرأتها ، توقف عقله فجأة عندما شعر بشئ غريب بداخل قلبه.
غمض عينيه بقوة وفتحها مرة اخرى يحاول ابعاد عينيه عن عينيها.
ثم نظر اليها بجمود قائلاً.
– إنتي كنتي واقفه هنا بتعملي ايه ؟!
تحدثت بملل.
– البيت هنا خانقه أوي وحسه ان انا محبوسه في البلد دي وعايزة ارجع مصر
نظر إليها بغضب قائلاً.
– مفيش رجوع لمصر وانا قولتلك الكلام دا قبل كدا ومش بحب اعيد كلامي
صرخت بعناد.
– وانا مش عايزه اعيش هنا وحاسه ان انا مش مرتاحة
تحدث بجمود.
– كلها كام يوم وتروحي الجامعة وهتحسي انك مرتاحة متقلقيش
نظرت إليه بتحدي قائلة بعناد.
– طب أنا عايزة أشتغل جمب الجامعة عشان اصرف على نفسي
نظر إليها بنفاذ صبر قائلاً.
– وتشتغلي ازاي وانتي هتكوني مشغولة بدراستك
تحدثت بعناد.
– انا كنت بشتغل في مصر جمب دراستي وكنت بطلع من الأوائل عادي
تنهد بنفاذ صبر
– مش هينفع تشتغلي ، انتي هتكملي درستك وبس ، ولازم تكوني متفرغة لدرستك عشان تنجحي وتحققي حلم والدك الله يرحمه
وقفت امامه قائلة بتحدي.
– أنا قولت هشتغل يبقى هشتغل وانت مش من حقك تتحكم فيا
تحولت عينيه إلى لونهم الكاتم المخيف و اقترب منها وجذب ذراعها بقوة يضغط عليه.
ادهم بتحذير مخيف: لازم تعرفي ان انتي كلك من حقي ، بس انا متنازل عن الحق دا ومش عايز حاجة غير انفذ وصية والدك الله يرحمه وبس…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اقتحمت حصوني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى