روايات

رواية اصفاد مخملية الفصل السادس 6 بقلم شيماء الجندي

رواية اصفاد مخملية الفصل السادس 6 بقلم شيماء الجندي

رواية اصفاد مخملية البارت السادس

رواية اصفاد مخملية الجزء السادس

اصفاد مخملية
اصفاد مخملية

رواية اصفاد مخملية الحلقة السادسة

“طاغوت!”
يركض داخل المشفى و تقبض يده على كل شخص يراه يسأله بفزع عن رقم الغرفة أو الطابق قلبه يقرع بقوة منذ أن أبلغه صديقه عن تواجدهم بها داخل مشفى !!! ماذا حدث لها !! ندم الآن على معاملته الجافة !! على خذلان أُجبر عليه وسط أعباء و أوجاع و طعنة له كرجل يرى إمرأته عارية بأحضان رجل آخر برغم علمه أنه ليس الأول لكن الرؤية بحد ذاتها كانت هلاك له !

قد تعجز الكلمات عن وصف ما يجيش به الصدور ! قد يغتصب الأرواح صمتها الإجباري و يقهر القلوب كتمان شعور يخشى الظهور بين بني البشر و كأنه أدرك أنه مُعرض إلى دعس أقدامهم القاسية بلا أدنى شفقة !!

أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي

وصل أخيراً و لازال عقله تتقاذفه الأفكار و الندم يجوب خلاياه وثنايا قلبه بلا هوادة ! تتشكل الآن أمامه هيئتها الشاحبة ! حزنها المتواصل ! تساؤلاتها الصامتة و اللوامة ! أمسك مقبض الباب يُديره و يدلف مسرعاً متوجهاً نحوها حيث احتل جسدها الفراش و جلست “أسيف” بجانبها بهدوء وقفت عن المقعد و همست بهدوء له حين وجدته يميل فوق وجهها يستكشفه و يُقبل ملامحها بحنو :

– أنا برا لو احتجتوا حاجة !

كادت تغادر المكان لكن يدها قبضت عليها فجأة تهمس بإرهاق و قد أبعدت عينيها الباكية حد الإنهيار عنه :

– من فضلك خليكِ ساعديني أقوم امشي !

ارتد للخلف يراقب عودة زوجة صديقه و هى ترمقه بطرف عينيها بتوتر قائلة :

– تقومي تمشي !

عقد حاجبيه يقول بإندهاش و هو يشير إلى حالتها :

– تقومي تروحي فين ! إيه وصلك لهنا أصلاً ؟!

أجابته “أسيف” حين آثرت هي الصمت و لم تنظر حياله:

– ده شوية إرهاق متقلقش !

عقد حاجبيه و احتل الحزن ملامحه حيث تبادر إلى عقله أنه المتسبب بحالتها تلك من فرط ضغطه لها و هدر محدقاً بها بقلق :

– إرهاق يوصلها المستشفى ؟

نظرت له بتوتر ثم إلى تلك السيدة الصغيرة التي أمسكت يدها تضغط بقوة فوقها لم تتعجب من أفعالها هى على يقين من تواجد خلاف أسري بينهما و أن تلك الحالة التى أوصلتها إلى المشافي تخص ذاك الزوج غريب الأطوار الذي يعامل زوجته كأنها الجاني بقضيته !

أفاقت من شرودها الصامت حين هدرت “رنيم” بصوت مبحوح :

– ممكن تساعديني أقوم عشان دايخة ولازم أشوف ولادي !

كادت تمد يدها الأخرى تعاونها بالاستقامة لكنه هدر بغضب يشوبه القلق :

– تقومي فين هى لعبة الدكتور لازم يطمني الأول !!

صُعق حين رمقته بنظرة اشمئزاز واضحة تهدر بإنفعال واضح :

– يعني إيه اروح فين ما أنا لسه قايلة لولادي عاوز الدكتور روحله أنت أنا مش هستنى حد !!

ردد بإستنكار و رفع حاجبه الأيسر يقول بغضب :

– حد !!!

رفعت حدقتيها الذابلتين نحوه تراقبه بقهر و كأن الألم ارتسم ببراعة داخلها أم هكذا هُيئ له من فرط قلقه عليها !! ثبت عينيه داخل لبنيتيها التي تحولت إلى جمرات يستمع إلى حديثها الذي وجهته إلى تلك الواقفة تراقب توتر الأجواء حولها بصمت تام و قد استقامت بجسدها أمامه تبحث عن هاتفها :

– لو مش هتقدري ممكن أطلب أوب… آآآ متقربششش منيييي !!!

قطعت حديثها و صرخت بعنف فجأة به حين أمسك ذراعها يمنع سقوطها أرضاً حيث اختل توازنها و لوحت بالهواء و جلست فوق الفراش تصرخ بعنف به مُكملة وصلة انفجارها الحاد :

– إياك تلمسنيييي !!! أنا بقرف منك و من قربكككك !!! أنت فضحتني !! و هتفرج الناس كلهااا على جسمييي اللي هو عرض مراااتك يامعدوم الضميرررر ياقوااااد !!!!

شقهة عنيفة خرجت من شفتي “أسيف” حين احتد الموقف و رأت نظراته المشتعلة تكاد تحرق تلك الغرفة بهم جميعاً !! وضعها شديد الحرج عجزت عن إفلات يدها التي تقبض بقوة فوقها و أظافرها قد بدأت تجرح بشرتها إثر ارتعاشتها !

توقفت العقارب و صار قلبها يتمنى عودة زوجها من قسم الحسابات بأسرع وقت حيث ترتعب من تطاول الزوج و ها هو يقترب رويداً منهما ! و هو يُشير إلى حالة بصدمة قائلاً بتساؤل :

– أنتِ بتكلميني أنااااا !!! بتقرفي منيييي أنا !!!!

ضرب الطاولة الصغيرة بغضب و أكل الأرض بخطواته يندفع نحوها جاذباً جسدها الهش من ذراعيها بقوة لتصرخ الاخرى حين رأت ساقها تلتوي و تكاد تسقط فوق الأرضية فزعت و انتفض جسدها حين صرخ بعنف و أمسك جسدها يضغطه بقوة :

– رديييي عليااااا !!!! مين اللي يقرفففف من التااااني !!! أنا اللى أخدت البواااااقي وعملت في نفسي كداااا مش أنتِ !! أنا اللي قبلت بالرخص مشششش أنتِ !!! أنا اللي لمست جسمك بعد ما غيرييي شبع منه و أنتِ رضيتي بده بمزاااجك !!!!!

فرغت فاهها و تساقط سيل الدموع من عينيها التى تحدق به بذهول و ارتعش فكها و جسدها و كأن أحدهم نزع عنها ملابسها بليلة شتوية قارصة البرودة !! استمعت إلى الشهقة الثانية من تلك البريئة التى صرخت فجأة به و تقدمت منه تلكم ذراعه :

– ايه التخلف داااا سيبهاا حرام عليك !!

وصل أخيراً و دلف إلى الغرفة ثم اتجه نحو صديقه يمسك ذراعه هادراً بعنف :

– أنت اتجنتتتت إيه اللي بتعمله داااا !!

توقف العالم أجمع بتلك اللحظات حيث اختل توازنها و سقطت أرضاً بمحض إرادتها فور أن ترك جسدها الهزيل ! لقد نزع صمام الأمان من قلبها ببضع كلمات !! هوى قلبها أرضاً أمام عينيها ينزف دماء غدره ! دماء عشق ! دماء ثقة ! بحر من الدماء لم و لن يتوقف أبد الدهر !

هل حدثتكم يوماً عن طاغوت الأحبة ! عن هلاك الأرواح و قهر القلوب !! عن طعنات غدر قاسية من ذوي العقول الناقصة !! عن ألسنة نيران مشتعلة لم تلتهم سوى محبتهم داخل الفؤاد ! عن أوجاع تركت بصمات و غدر قلوب قائدها كان و لازال و لسوف يظل أبد الدهر طاغوت !!!

أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي

وجدت حالها بين أحضان تلك الجميلة التي تراقب حالها دوماً بفضول واضح و صريح و كأنها تنتظر فرصة واحدة لإدراك حالتها و ها هي أدركت ! أغمضت عينيها و أسندت رأسها بصمت تام إلى صدر “أسيف” الذي يعلو ويهبط بتوتر و يديها الصغيرة تربت فوق جسدها بلطف تتابع بعينيها زوجها و هو يدفع صديقه ذاك القاهر الوحشي إلى خارج الغرفة بعنف و كأنه يصارعه ليبتعد بنظراته عن تلك الباكية الحزينة ! تُدهشها تلك العلاقة اليوم قد حُلت أغلب الألغاز لكن يظل ذاك الحديث العالق فيما بين الزوجين له أثر بالغ بعقلها !

أفاقت من شرودها على همساتها الباكية الخافتة و هى تقول بصوت يحمل الألم بين طياته :

– أنا عاوزة أمشي ! ساعديني من فضلك !

رفعت رأسها و كادت تستقيم واقفة تتجه ناحية الباب لكنها توقفت حين همست لها بتردد :

– ممكن أروح معاكِ أنتِ لوحدنا !

رفعت حاجبها بإندهاش و أردفت بتساؤل :

– طيب ماهو أنا جاية في عربية فهد !

ثم صمتت لحظات حين أعتلى الحزن ملامحها و قرعت طبول قلبها العطوف لحالتها حيث مرت بتلك الحالات لكنها كانت لا يربطها رباط الحب و الإنجاب منه ما بال تلك المسكينة التي وُضعت إجباراً داخل إطار الخديعة و المكر ! من أبسط حقوقها أن تتجنب رؤيته و تبغضها فور إنهاء تلك المحادثة التى تُصنف من أبشع ما قيل بين زوجين ! لقد بدت أحرف كلماته السوْط يجلد روحها جلداً مبرحاً !

عادت إليها و مالت بجسدها أرضاً تعاونها بالوقوف ثم قالت بلطف :

– طيب أنا هقول لنائل يجيبلي عربية تيم نروح بيها احنا و يرجع هو معاهم !

رفعت عينيها المُنهكة إليها ليتضح لها دمعات امتنان صارخة داخل مقلتيها لتبتسم لها بلطف و تجذب هاتفها تتجه به بعيداً عنها !

ستار الروح الأشد رقة على مر الأزمنة و لحظاتها القاسية ! تخرقه كلمة و تحرقه نيران الأفعال و يتناثر إلى صغار القطع من فرط الألم و الأوجاع لتُصبح الأرواح عارية ! و آه من هتك عرض الأرواح العارية !!!!!

أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي

-***-

دفع جسده بقوة ليرتطم بالحائط و يستمع إلى حديث صديقه الذي أمسك تلابيبه بعنف يجذبه بقوة و يهدر عاقداً حاجبيه :

– أنت مجنووون !!! إيه اللي بتقوله لمراااتك ده !!

صرخ “أيهم” به و هو يلكمه بكتفيه بغضب :

– بقول إيه بقول حقيييقة هو أنا كنت جبت حاجه من عندي أنا مش أول راااج …اممممم !!!

هجم عليه فجأة يكمم فمه صارخاً بعنف أهوج :

– أنت أكيد اتجننت في عقلك دي عرضك ياحيوااان إيه اللي بتقوله ده هي كانت عملت حاجه في الحرام أنت واخدها وعااااارف إنها مرااات أخوك وأنه مخلف منهااا لما أنت راااجل أوي كدا قربت منها من الأول ليييييه !! ذنبها إيه تدفع تمن سلبيتك و جبنك زماااان أنت اللي فرطت فيهاااا عشان أخوك و لا أنا الذاااكرة خانتنييي لو حد فيكم هيتحاسب يبقااا أنتتتت ! أنتوا واخدينها لعبه سواء أنت أو اخواتك ده بدل ما تلاقيك ضهر ليها في ظروف زي دي و تدافع عنها أنت هنت نفسك و لولااا إنك صاحبي و عارفك كويس كنت قطعت علاقتي بيك وقتي !! العب غيرها يا أيهم عملتها قبلك و ندمت ندم عمري !! و حاسس إني أقل منها صدقني ! مراتك ملهاش غيرك لا أب و لا أم و حتى عيلتها كانت هتاكلها ! مستني منها اييييه مش فاااهم !!

دفعه الآخر بقوة من صدره و صرخ به :

– أنتت فاكر إن كل ده مجاااش في دمااغي !! عارف احساااسي ايه و أنا شايف جسمهااا في حضنه أنا ببتقطع كل يوم والمشاهد دي بتتعاد في دمااغي غصب عنييي ياااخي حط نفسك مكااااني تستحمل تشوف مراتك بالمنظر ده حتى لو كنت عااارف و مغمي عينك و بتقول ده غلطي من الأول ؟!!! و تتفاجيء انها فكرااااك أنت اللي عامل كل ده وتقولك انك بتتاجر بجسمها !!! عارف يعني ايه اشوف نفسي صغير كداااا في عينيها !! أنا لحد دلوقت مش عايزها تشوف وقالب الدنيا على أخويا عشان أحرق الزفت اللي معاه و في الآخر تصدق أي كلمة تتقال عنييي !!

وقف “فهد” يراقب انفجار صديقه بغضب و هدر بعنف :

– أنا مقولتش أنه سهل عليك لكن هي ذنبهااا ايه يامتخلف !! لو كنت أنت صارحتها مكنش حصل كل داااا أنت برضه اللي غلطان في دي أنت اللي سيبتها لحد ما وصلها الموضوع بالشكل اللي غيرك عاوزه !! مستني منها ايه رد عليااااا !!!

صمت لحظات يراقب تعبيراته التي تتراوح بين الغضب والتوتر وانفاعلات جسده تتبدل كل لحظه ليردف من بين أنفاسه الهائجة :

– على العموم اطمن أنت خلاص وصلت لكل اللي نفسك فيه روح طلقها و ريحها و ريح نفسك متكملش مع واحدة اتهمتها بالرخص عشان هي مش هتطيق تبص في وشك !!

اقترب منه متشدقاً بهدوء نسبي :

– خدها مني ! بعد اللي عملته النهارده هتكره نفسك كل ما تبص في عينها و تشوف نفسك ظالم ! طاغوت مرحمتش ضعفها و قلة حيلتها !! هتعرف ساعتها يعني إيه وجع و إن المشاهد اللي شوفتها دي وجعها ولا حاجه قصاد نظرة واحدة منها تحسسك ساعتها إنك قليل !!

دفعه من كتفه بغضب و انصرف عاقداً حاجبيه يهز رأسه بيأس و غضب !!

-***-

لاذت بالصمت منذ أن جلست هادئة بجانبها داخل السيارة ترى تلك الدمعات فوق وجنتيها باستسلام لتعقد “أسيف” حاجبيها قائلة بهدوء :

– أنا محبش أدخل بينكم بس تقدري تحكيلي أو تفضفضي معايا و أنا أوعدك مش هتكلم مع أي حد كأنك كنتِ بتكلمي نفسك لكن إنك تفضلي ساكتة كدا و أنا ملاحظة إنك من وقت ماجيتي مش بتتعاملي مع صحاب أو قرايب مثلاً ده هيتعبك !

مالت “رنيم” بوجهها تصرف أنظارها عن مراقبة السيارات بشرود و اجابتها بصوت مبحوح :

– سكوتي مش كتمان ده عجز ! عمرك قبل كدا حسيتي إن اللي جواكِ مش ممكن يتوصف حتى لأقرب الناس ! الوجع مش بيتوصف ياأسيف خصوصاً لو كان من حد آمنتيه على روحك و قلبك ! و أنا موجوعة أوي !!! و لسه هدفع تمن أغلى من روحي كمان ولادي ؟!

أنهت حديثها و أجهشت ببكاء مرير تضع يديها أعلى وجهها تحجب رؤية لحظات انهيارها عن تلك التى أوقفت السيارة تراقب بذهول وتوتر ما يحدث و كأنها كانت تنتظر كلماتها لتحاول الأخرى إخراج ما تحويه جعبتها لكنها لم تُخرج لها سوى بعض الألغاز القاتلة ! ماذا سوف يحدث للأبناء أيضاً ! لماذا ترتعب هكذا و جدها تحيط جسدها بذراعيها و تضم ساقيها نحو صدرها بقوة تحاول السيطرة على ذلك الإرتعاش الذي أصاب جسدها من فرط بكائها ! إندفعت الدماء نحو وجهها بقوة و بدأت عروقها تبرز و كأنها تصارع إفلات روحها لتقترب منها “أسيف” و عقلها يحمل خوف من تدهور حالتها مرة أخرى !! احتضنها بقوة و ظلت تربت بلطف فوق جسدها و هي تهمس بحنو قائلة :

– كل حاجه هتتصلح اهدي !

أغمضت “رنيم” عينيها بإنهاك لدقائق معدودة قبل أن تفتح مقلتيها فجأة و تهمس بخفوت :

– أسيف انا لو سمعت كلامه هخسر ولادي !!

-***-

انتفض واقفاً يصرخ بعنف :

– أنا مكنش لااازم أسيبها تمشي لوحدها بالعربية تاني بعد آخر كارثة !! 4 ساعاااات في طريق ياخد ساعة ساعتين بالكتير أويييي !!!

تحركت “سمر” بإتجاه ابن أخيها و همست بخفوت :

– هي مرات صاحبكم دي ممكن تكون عملت فيها حاجه ؟

رفع حاجبه و أردف بإندهاش ساخر :

– علي صوتك جوزها لسه ماسمعناش ! أصلك واحده ست مش هيجي جنبك أنا اللي هتفرم هناا !! بقولك إيه ياعمتو اطلعي أنتِ أوضتك و أنا هطلع اطمنك لما نلاقيها عشان أنتِ بتعملي توتر ف الأجواء بأڤورتك دي والحكاية والعة لوحدها !!

انتفضا معاً و أمسكت العمة ذراعه بقوة حين استمعا إلى صرخته به يقول بصوت جهوري :

– أنت ياحيوااان انتت تعرف رقم عربية تيم ؟

اعتدل واقفاً و اتجه نحوه يُشير إلى الخارج قائلاً :

– لا مش فاكره بس هروح أشوفه برا !

عقد الآخر حاجبيه و صرخ به يوقفه بغضب :

– برا فينننن يلااا ؟ لما العربية مع أسيف ده وقت استظراف !!!

هز رأسه بالسلب و هو يقول محمحماً :

– أصل انا لازم أقول عشان شكل الحوار كبر ! أنا أديت أسيف عربيتي أنا و هي البنت بصراحه منتهى الأدب و الأخلاق متكلمتش رغم إنها عارفه إنها بتعطل اليومين دول وعاوزة صيانة و آآآه !!

ارتد إلى الخلف صارخاً بقوة و قد انقض عليه “فهد” يجذبه بقوة من تلابيبه :

– أنتتتت بتستعبط يلااا ؟ أديتهااا عربيتك البايظة يااامتخلف تيجي بيها !!

صرخ الآخر برعب حيث رأى صديقه يراقب الموقف بذهول في حين ارتفعت شهقة العمة بقوة ليتشدق :

– أنتِ لسه هتتخضيييي ده مجنون وممكن يموتني بجد !!!

لكمه بقوة بوجهه و دفعه بعنف بقبضته الأخرى ليصرخ بعنف حين صرخت العمة :

– أنتِ دورك تتخضي و تصوتي بسسس نااادي الآمن للطور الهايج دااااا !!!!!

وقف مسرعاً و ركض ناحية “أيهم” الذي أغلق الهاتف يقول بغضب :

– أنا مش قادر افهم ليه هو أنت متوصلهومش طيب مش عاوزين ييجوا معانا ماشي لكن أنتتت تسيبهم لييييه !!

رفع حاجبه الأيسر و أردف بإنفعال :

– هو أنتوا تسيبوا مراتاتكم مع بعض وأنا اللي ألبس !!

اقترب منه الآخر بغضب ليتراجع خطوات إلى الخلف و هو يقول :

– ياعم هو أنا قولتلك أنت حاجه !! أنا بكلم صاحبك مالك بيااا دلوقت ؟! أناا آآ أسيف !!

توقف الآخر عن التحرك نحوه و نظر خلفه بأعين متسعة قبل أن يهرع إليها و هو يطوي الأرض طياً يراقب خصلاتها المبعثرة و جسدها المرهق و أعينها المنتفخة تحمل أثر بكاء واضح إلتف الجميع برهبة و قد انتفضت القلوب حين رفعت مقلتيها نحوه بإرهاق و فور أن تلقاها بأحضانه شرعت ببكاء مرير وقد غطت وجهها بيديها الصغيرة و دست جسدها داخل أحضانه أخفض عينيه الحائرة إليها و قد أحاط جسدها بقوة بين ذراعيه و همس لها برعب جلي :

– أسيف مالك ياحبيبتي !

ارتفعت شهقاتها و انتفض قلبه يعلن عن طبول تقرع برعب لحالتها التي أثارت عجب الجميع و غضب البعض ! توترت الأجواء و اتجهت العمة تربت فوق جسدها و تهمس بلطف :

– مالك ياأسيف !

صاح فجأة بهم وهو يجذب العمة بعيداً و يهدر :

– هو إيه اللي مالك مالك يعني البنت بسكوته تلاقوا ظابط زعقلها ولا حاجه ! و أنتِ ياعمتو فسحي شوية هي مش محتاجة احتوائك معاها كوكب الحنية كله مرمية في حضنه اهي !

رمقه بنظرات عنيفة ليُشيح بيده قائلاً بغضب :

– يعم اقعد بقا مش لاقي غيري تتشطر عليه ! و قدامها دبدوب بفيونكة !!

انتفض جسد العمة و أمسكت يده بقوة حين هدر “فهد” :

– ماتخرس بقاا هو ده وقتك !!!

ثم أعاد خصلاتها بلطف خلف أذنها و أحاط جسدها يتجه بها إلى الأريكة أمام أعين “أيهم” المترقبة برعب واضح حيث يراها دون زوجته و حالتها لا تسمح له بأسئلة بشكل قاطع !

أمسك يدها و همس لها :

– شايفة المهزأ اللي مشفش رباية بيعمل معايا إيه ومعاها إيه !

لكزته عمته بجانبه ثم تقدمت معه خلفهم ليستمعا إلى صوت “أسيف” الهامس :

– أصل احنا عملنا حادثه بعربية نائل ! و رنيم رجعتها المستشفى تاني و كنت سايبه في عربيتك شنطتي أصلا فمعرفتش ادفع هناك و لا اكلمك !

صرخ “نائل” بها :

– منك لله بعربيتييي !!

تجاهله الجميع و هدر “أيهم” و هو يتجه إليها بتساؤل و قد تمكن الإرتعاب من قلبه و ملامحه :

– رنيم حصلها ايه ؟!!

أبعدت حدقتيها عنه و أجابته على مضض :

– حصلها إغماءة من الصدمة و البيبي كان هيتضرر عشان كده حجزوها ؟

اتسعت عينيه بقوة و أردف و هو ينصرف مسرعاً :

– بيبي ! رنيم حامل أصلا ! انتوا روحتوا نفس المستشفى صح !

أشار فهد إلى “نائل” و هدر بهدوء و هو يُعيد رأسها إلى صدره و يربت فوق جسدها بلطف :

– روح مع أيهم يانائل ! و أنا هطلع أسيف ترتاح و اجيلكم !

توجه إليه بخطوات غاضبه يقول :

– أروح معاه بإيه لامؤاخذة و عربيتي اللي مراتك كسرتها اخدها جري انا و هو !

أخرج ريموت كنترول سيارته من بنطاله و لكزه به بغضب يقول :

– خد أي زفت على دماغك و أمشي بسرعة و خليك معاه عشان فيه خلافات يينهم متسيبوش !!

تأوه بقوة و اتجه إلى الخارج يهمهم بإنفعال و تأفف :

– فاكرني مخلصاتي بفقرك ! خلصنا خلافاتك دخلنا على خلافات صحابك داهيه تاخدك أنت ومعارفك آآآه !!

أنهى كلماته صارخاً حين تلقى تلك القطعة الصلبة بظهره في حين صاح به غاضباً :

– سامعك ياحيوااان !!!

رمقه بنظرات اشمئزاز واضحة ثم هرع إلى الخارج راكضاً حين رآه يتناول قطعة خزفية أخرى بيده !!

أحاط جسدها و قبل خصلاتها بلطف و استمعا إلى العمة تردف بلطف :

– طيب اطلعوا ريحوا فوق و أنا هشوف الغدا الحمدلله عدت على خير ربنا يستر على رنيم !

فور انصراف العمة وقف و كاد يحملها لكنها وقفت تنظر إليه بتوتر و وتهمس له :

– فهد !

أغمض عينيه بقوة و رفع حاجبه يهمس لها و هو يحيط خصرها :

– فين هي ؟!

دارت بعينيها بعيداً عنه بتوتر و همست له :

– هي مين ؟

ابتسم لها و اقترب من كريزتيها يقبلها فوقها بلطف و يتشدق :

– اللي ضحكتي على جوزها دلوقت !

رفعت رماديتيها إليه بصدمة و همست له بتوتر :

– أنا كنت هقولك على فكرة ! صعبت عليا يافهد ده بهدلها خالص هو وأخوه !

تنهد بهدوء و دس جسدها داخل أحضانه و أسند جبهته إلى جبهتها يتشدق فور أن طبع قبلاته فوق وجنتيها المشتعلة :

– متأكد من ده !

اضطربت أنفاسها و همست بخجل :

– مش هتقوله حاجه صح ؟ ده أخوه مش عاوزها تظهر تاني أبداً !! أنا قولتلها عنوان طنط مامت فرح بشكل مؤقت ! هو لو عرف هيضرها يافهد و أنا وعدتها أقف معاها !

اتجه معها إلى الخارج و هو يهمس بأذنها :

– مقولتليش كنتِ عاوزة تقوليلي إيه يوم فرح تيم !

توقفت فجأة عن السير و رفعت عينيها إليه و بدت علامات الإرتباك و التردد ترتسم فوق ملامحها ثم رفعت مقلتيها نحوه و أردفت :

– ندى اتجوزت أكرم برا و رفضت إن عمو أو جدو يعرفوك قالت إنك رفضته هنا و مش مقتنع بيه بس هي عاوزاه !

توقف عن السير و حدق بها بصمت تام و كأن الصدمة ابتلعت الأحرف الأبجدية و أصبح عاجزاً عن الحديث أو الاستيعاب !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اصفاد مخملية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى