رواية اصفاد مخملية الفصل السادس عشر 16 بقلم شيماء الجندي
رواية اصفاد مخملية البارت السادس عشر
رواية اصفاد مخملية الجزء السادس عشر
رواية اصفاد مخملية الحلقة السادسة عشر
” خداع ! ج2 ”
توجه خارج غرفة الملابس عاري الصدر وصوت ضحكاته الرجولية تصدح بالأجواء عبر هاتفه قائلاً :
– لا كده أوڤر .. قولتلك خد نائل مش بهدله كداا !!
رفع حاجبه حين وجد باب الجناح يُفتح بقوة و تندفع منه “أسيف” بملامح غاضبة تبحث بمُقلتيها عنه وفور أن وجدت ضالتها دلفت و صفعت الباب بقوة خلفها ، ضيق عينيه و أردف مستنكراً يقول :
– لا هو غالباً نائل اتغابى كعادته .. روح شوفه أنت لحد ماأكمل لبس واجيلكم !!
هكذا أنهى محادثته مع صديقه و ألقى نظرة خاطفة نحوها قبل أن يضع هاتفه فوق الفراش و يلتفت ليواصل ما يفعله لكنها أعاقت حركته حين وقفت بمواجهته تهتف بغضب واضح :
– عاوز توصل لإيه يافهد ؟
عقد حاجبيه بعدم استيعاب وأردف مبتسماً بهدوء :
– حبيبتي أنتِ اللي عاوزة مش أنا !! أكيد واقفة قدامي ومعطلاني كدا لسبب محدد !!
زفرت بغضب واضح و كادت تُكمل حديثها لكن اتسعت عينيها حين وقعت أنظارها فوق كتفه وهدرت بصدمة :
– ايه داااا أنت متعور من امتى ؟!
وضعت أناملها فوق تلك الندبة الواضحة ليُغمض عينيه بقوة حين لامست بشرته دون قصد و هدر بجدية عاقداً حاجبيه فور أن قبض بخفة على يدها يحاول أبعادها عن جسده قائلاً بصوت أجش :
– اه كان من كام يوم لما كنت مع العمال في الأرض الجديدة !!
ابتسمت بعبث حين وقعت عينيها على ملامحه و شعرت بتوتره لتهمس له فور أن أحاطت عنقه بشكل مفاجئ قائلة بلطف و عينيها تجوب ملامحه عن قرب ثم سلطتها داخل رماديتيه :
– ومقولتش ليه من وقتها !
ابتسمت حين رفع حاجبه الأيسر و استنشق الهواء داخل صدره بقوة يحاول صرف أنظاره عنها ويديه ارتفعت فوق ذراعيها يحاول فك أسر عنقه وعينيه من بين براثن تلك الساحرة البريئة ، لكن من الواضح أن لها رأي آخر حيث دست جسدها عن عمد بين أحضانه وتعمدت إلقاء ثقل جسدها فوقه مما دفعه إلى إحاطة خاصرتها بذارعيه و كاد يُجيب حديثها لكنها رفعت يدها فوق رأسها تهدر بصوت متهدج و أعين متوترة :
– فهد ! رأسي !
اتسعت عينيه تجوب ملامحها التى حملت الإجهاد والتوتر فجأة و مال برأسه يهدر بقلق بالغ :
– أسيف مالك ! اوعي تهزري في تعبك !!
انتهزت صِغر المسافة بينهما وبين الفراش وداهمته بدفعه فجأة من كتفيه ليسقطا معًا فوق الفراش تهمس له ببسمة عابثة و هي تطل عليه وتقرب شفتيها تقبله بجانب شفتيه هامسة :
– ومين قال إني بهزر ؟ متعرفش إن زعلك مني بيزود تعبي ؟!!
تهدجت أنفاسه وعقد حاجبيه يهتف بدهشة :
– زعلي منك !!
زمت شفتيها بحزن ورفعت وجهها تردف بحزن ونبرة أنثوية تتأرجح بين اللطف والعبث :
– آه طبعًا عندك شك إني بحبك ولا إيه !! كلنا بنغلط وأنا اعترفت بغلطي يافهد بس أنت مصمم تقسى عليا !!
اتسعت مقتليه و أشار إلى حاله و هو يراقب ملامحها البريئة بصدمة جلية:
– انااا مصمم أقسى عليكِ !!!! أنا اللي قولتلك مش مطمن معاكِ و .. آآ
قاطعت استرساله بالحديث تضع أناملها فوق شفتيه و تهمس بصوت رقيق بجانب أذنه :
– أنت عارف ومتأكد أنه كان أي كلام .. لو كان جد مكنتش هبقا هنا دلوقت !
رفع حاجبه الأيسر وابتسم بعبث يُدير جسدها على حين غرة ليطل عليها هامساً أمام شفتيها قبل أن يضع قُبلة صغيرة بلطف على جانب ثغرها :
– اممم يعني أنا مفرضتش نفسي عليكِ !!
هزت رأسها بالسلب و جذبت عنقه نحوها ثم رفعت أناملها تداعب خصلاته خلف رأسه هامسه له بلطف :
– محصلش أبدًا !!!!
تبعتها قُبلة أخرى وهو يهدر :
– و مش خايفة مني !!!
تبسمت ضاحكة و أناملها تسير بلطف فوق ذقنه المشذب هادرة بلطف :
– محدش بيخاف من روحه !!
دفعته إلى التبسم حيث راقت له كلماتها المصحوبة بنبرة أنثوية رقيقة و هدر رافعًا حاجبه :
– بقينا بنعرف نلعب بالكلام ياسوفي !!
رفعت كتفها بلامبالاة وهمست له :
– مستني إيه من مرات فهد البراري ؟!
ضيق عينيه و تلاعبت أصابعه بخصلاتها الحرة وهو يميل فوق شفتيها هامساً قبل أن يلتهم ثغرها :
– مستني تثق فيه أكتر من كدا عشان يعرفوا يكملوا حياتهم منغير مشاكل تاني !! اتفقنا ياروح فهد البراري ؟!
هزت رأسها بالإيجاب و هي تضم جسدها إليه بقوة هامسة له باشتياق واضح :
– وحشتني و وحشني احساس الراحة والدفى اللي حساه دلوقت في حضنك !
أعلم أنك هنا .. لكن مالا تعلمه أنت هو شعوري تجاه تواجدك ، تجاه عناق أحبتي بلحظات وحدتي و استيائي .. تجاه كلمات مواسية من الأقرب إلى روحي و همسات دافئه من الأشد رفقاً بقلبي .. تجاهك أنت رفيقي حين تجاورني و تلاطفني ببضع كلمات هادرًا بلطف أن عيناك تشتاق إلى رؤية بسمتي تتراقص فوق وجهي و تحارب ذاك الشحوب الغير لائق بقلبي .. حينها أرى روحي تحلق بعيداً عن جسدي و تهمس هي الأخرى لي .. قفّ و واصل حركتك معي كل شيئ سيصبح على مايرام !
أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي
-***-
دلف “تيم” إلى غرفته داخل مقر عمله يصحبه “نائل” الذي هدر بغضب وهو يغلق هاتفه :
– طبعًا هيرد عليا ليه يبلينا بصاحبه و مرات صاحب صاحبه و يقفل فونه ويعيش اللحظة !!!!
انفجر “تيم” ضاحكًا مرة أخرى حين تذكر ما قصه ابن العم داخل صالون التجميل النسائي ليهدر “نائل” بصوت غاضب :
– أنت بتضحك أنتتتتت كماااان !!!!! ده بدل ما تشوفلي حل في المصيبة ديييي !!!! ريناد دي طلعت مجنونة !! عارف يعني ايه مجنونة !!! عاوزاني اساعدهم يضروا أيهم !! صاحب فهد متخيل !!! يعني ميت ميت !!!!
ازدادت وتيرة ضحكات “تيم” و أردف من بينها بأنفاس متهدجة :
– سوري يانائل بس خلاص اعمل نفسك عبيط ومتعملش حاجه من اللي طلبوها !!
صاح “نائل” غاضبًا وهو يطرق بقوة فوق سطح المكتب الزجاجي :
– ما انتتتتت لو كان اتحط مبرد الضوااافر على رقبتك مكنتش قولتتتت كدااااا !!! دي هددتني بالعيال الصغيرة وقالتلي بالحرف دول أطفال محدش هيلومهم مهما عملوا فيك !!!!!
عاد “تيم” برأسه إلى الخلف و صدحت ضحكاته مرة أخرى بقوة أشد و قد عجز عن الحديث تلك المرة قاطع غضب “نائل” تلك طرقات “يوسف” فوق الباب و ظهوره لهم فور أن أذن له بالدخول قائلاً بصوت تصحبه بقايا ضحكاته منذ لحظات :
– اتفضل يايوسف ! نائل كان لسه بيقول أنه عاوز يتكلم معاك !
نظر إليه “يوسف” لتتسع عيني “نائل” و يهدر مُسرعًا وهو يتحرك إلى الخارج :
– أناااا !!! أبدًا .. كنت عاوز أحييك على اختياراتك اه والله .. ربنا معاك !!!!
عقد “يوسف” حاجبيه و نظر تجاه “تيم” الذي حاول كتم ضحكاته وحمحم بهدوء قائلاً :
– مش محتاج أقولك محدش فينا بيركز مع نائل هزاره كتير وكدا !!
هز الآخر رأسه بالإيجاب وأردف بجدية :
– أنا بحاول أوصل لفهد أو أيهم من بدري ومش عارف أنا محتاج أسافر القاهرة عندي مشاكل في شغلي هناك ..
اعتدل “تيم” بوقفته و هدر بتفهم :
– وطبعًا هتروح لوحدك وقلقان !!
زفر “يوسف” أنفاسه بحزن ثم توجه ناحية المقعد يجلس فوقه بإنهاك واضح ثم أردف :
– أنا مش هكدب عليك أوقات كتير بلوم نفسي إني مش مصارحها بكل حاجه وشعوري إني دخلتها حرب ملهاش ذنب فيها بيتجدد كل ماابص في عينيها !! ريناد متستاهلش مني ده أبدًا !!
اتجه “تيم” إليه يجلس أمامه ويهدر بهدوء :
– شوف أنا عيشت شعورك دا بس مع أختى أسيف لفترة و كنت حاسس بالذنب كل ماأشوفها كان عندي شعور إني ضحيت بيها وإني أناني .. كنت بقول إنها متستاهلش دا وإني ضيعت برائتها ، بس صدقني كل اللي حصل رغم صعوبته كشف حاجات مكناش نتخيلها و خلاني اتعلم أنا وهي دروس صعبة بس عديناها أسيف دلوقت أقوى كتير من الأول مبقيتش في احتياج مستمر ليا زي الأول و في نفس الوقت أنا موجود معاها لو حسيت للحظة إنها في خطر ممكن ارتكب جريمة عشانها .. شعور المسؤلية صعب وأنا مقدر ده بس صدقني المواقف والمشاكل دي هي اللي بتخرج أحسن وأسوأ مافينا !!
ابتسم وأردف عاقدًا حاجبيه :
– مش المدام تبقى سليلة السفير برضه !!
ابتسم “يوسف” لكلماته المستتره حيث أراد تذكيره بما فعلته زوجته بالماضي لأجله و لأجل إقامة حياة مستقلة معه ، انتقالها من القصور إلى البيوت داخل الأحياء السكنية المتوسطة و كفاحها المستمر لتعلم ما كانت تجهل كيفية صنعه .. لأجله ولأجل حياة كريمة تنعم بها عائلتها الصغيرة .. لحظات قاسية و لحظات رائعة مرت عليهما معًا لم تتركه لحظة واحدة بالأحزان كانت خير رفيق و خير مسبب للأفراح ، كيف له أن يغفل عن حقيقة أن زوجته بالغة القوة و الحكمة .. !!!
الكنوز لا تسقط بالمصادفة من السماء ، و لن تنشق الأرض بشكل مفاجئ و تمنحك إياها ، إنما هو فن البحث و التنقيب عنها .. فإن وجدت كنزك عليك بتوخي الحذر في تعاملك معه فهو لم يأتِ بالمصادفة !!!!
أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي
وقف “يوسف” وهدر بثناء واضح :
– عيلة البراري مش هتبطل تبهرني !! متشكر جدًا ليك ياتيم ..
-***-
انتهز “فهد” جلسة استحمامها و أمسك هاتفه يتحدث إلى “تيم” لمدة النصف ساعة تقريبًا أبلغه بها عن جميع المستجدات و محادثته منذ سويعات مع “يوسف” ليُهدر مُجيبّا إياه :
– تعدي بس الفترة دي و كل حاجه هتتظبط وكويس إنك اتكلمت مع يوسف أنا فعلاً كنت ناوي اتكلم معاه بليل بخصوص عيلته حقه يخاف عليهم هو أصلاً ملهوش ذنب في كل دا !!!
تنهد بضيق وهو ينظر إلى الداخل مراقبًا خروج “أسيف” من المرحاض ليردف بهدوء :
– أنا هقولك آخر كلام وصلي من برا من الناس اللي كانت عايشة معاه وأصحابه هناك .. بس أسيف تنام واجيلك !
سلام !!
دلف إلى داخل الغرفة وهو يغلق هاتفه ليجدها تتجه نحوه تُحيط خصره بذراعيها و تدس جسدها بأحضانه تهدر وتلك البسمة المُغرية تُزين وجهها :
– هتنزل النهاردة تاني !
هز رأسه بالإيجاب وأردف وهو يبادلها بسمتها و يمسك ذقنها بأطراف أصابعه يضغط بخفة فوقه قبل أن يميل يلثم ثغرها بلطف :
– للأسف ، هروح لأيهم وتيم وغالبًا هاخد صافي معايا في سكتي عشان كانت عاوزة تروح لابن عمها ..
اختفت ابتسامتها فجأة و عقدت ملامحها تردف بغضب :
– هي صافي دي طفلة صغيرة ؟!!! أنا سكتلها الفترة اللي فاتت بمزاجي لكن لو فكرت تقرب منك تاني هكسر ايديها بجد !!!!!!
صدحت ضحكاته الرجولية بقوة وأردف عابثًا :
– تكسري ايديها مرة واحدة !!!!
شعرت بالغضب يتفاقم داخلها لتبتعد عن أحضانه قائلة بجدية :
– فهد أنا مش بهزر أنا محبتش البنت دي ولا مرتاحالها !!
تنهد بهدوء ثم قبل رأسها يردف بصوت متزن وهو ينصرف ليُنهي الحديث معها دون جدال :
– حبيبتي قولتلك ثقي فيا مفيش حاجه هتحصل لما أوصلها في طريقي لابن عمها !!
سارت خلفه تردف متأففة :
– هو إيه اللي توصلها لابن عمها وابن عمها مايجيش هو ياخدها ويخلصنا منها ليه !!! هستنا إييييه من واحد مشالش مسؤلية مراته وولاده وبهدلهم كدااا !!!!
زفر أنفاسه بهدوء و أردف مستنكراً :
– أسيف مش ملاحظة إني أنا مش أيهم و لا أنتِ رنيم !! بنتناقش في إيه دلوقت مش فاهم !!!!
تنهدت بضيق و عقدت ذراعيها أسفل صدرها ثم أردفت بنبرة تحمل بين طياتها بعض الحزن :
– يعني هتنزل تروح مع العقربة دي لصاحبك وتسيبني هنا لوحدي !!!
ترك ما بيده و هدر ضاحكًا :
– عقربة !! ده الموضوع بجد بقااا !!!
اقترب منها ثم احتضن وجهها بين كفيه وقبل شفتيها يُكمل بلطف :
– يانبض فهد أنا مش ممكن اركز مع أي واحدة في الدنيا غيرك !!!
حلت عقدة حاجبيها و أحاطت عنقه تقترب منه هامسه بلطف مماثل :
– أنا واثقة فيك لكن في الملزقة دي لااا !! خليك معاياا أو خدني معاك !!!!
ارتفعت زاوية فمه ببسمة عابثة ووضع ذراعها حول خصرها يجذبها نحوه بقوة يهمس بجانب أذنها :
– اوكااي وأنا موافق اقعد ، بس لازم يكون عرضك مُغري أكتر من القعدة مع صاحبي !!
رفعت كتفها بلامبالاة و أزاحت جسده بخفة فور أن بادلته الهمس وهي تضع قبلة صغيرة فوق صدغه :
– موافقة !! استني لحظات !!
عقد حاجبيه حين ركضت نحو غرفة الملابس ليبتسم وهو يُمسك هاتفه يعبث به لحظات هامسًا لحاله بخفوت :
– سوري ياأيهم الكلام يتأجل لبكرة بقاا !
مرت لحظات ليرفع مُقلتيه حين شعر بخطواتها الخفيفة فوق الأرضية الرخامية الصلبة لتتسع عينيه حين اتجهت نحوه تتمايل بجسدها داخل تيشيرته الخاص الذي كشف له أغلب معالم جسدها و سقط عن كتفها بإغراء بالغ لعينيه التي إلتهمت جسدها الشبه عاري اتجهت إليه و أحاطت عنقه ثم وقفت بأصابع قدميها أعلى قدميه بخفة هامسة أمام شفتيه قبل أن تضع قبلة صغيرة فوق شفتيه مباشرةً :
– أظن مفيش عرض مُغري أكتر من إنك ترجع حاجتك اللي أنا سارقاها دي !!!
ثم أشارت بعينيها تجاه التيشيرت الخاص به و رفعت راحة يدها تضعها خلف رأسه لتعبث بخصلاته مبتسمة له بلطف أنثوي مُهلك ، اسند جسدها إليه و ضمها إلى صدره بقوة ملتهمًا ثغرها بشفتيه التى تراقصت فوق نحرها ثم إلى ما ظهر من كتفها ليرفعها بين ذراعيه متجهًا بها إلى الفراش يضعها فوقه بلطف ويميل فوق جسدها لاثمًا ما تصل إليه شفتيه من ملامحها وهو يهمس من بين قّبلاته :
– ده ايه العروض اللي ماتترفضش أبدًا ديييي ؟!!!
ارتفعت ضحكاتها الأنثوية حين مال يهمس بجانب أذنها :
– بس أنا ليه شامم ريحة ريناد في الجراءة الزايدة النهاردة دي ؟!!!
عضت على شفتيها بقوة تهمس بصوت رقيق :
– يعني هي ساعدتني بصراحة لما عرفت إني بوظت الدنيا معاك !!!
ابتسم لها وهز رأسه بالإيجاب و قد نجح بنزع التيشيرت الخاص به عنها أثناء حديثها يهمس لها :
– ريناد لو تعرف إنك سارقة قلب صاحب التيشيرت و النظرة منك لوحدها تجننه و الهمسة بنبرتك تغريه مكنتش قالتلك الأفكار دي !!!
أنهي كلماته يدس أنامله بين خصلاتها يثبت رأسها وشفتيه تستحوذ على ثغرها المُهلك …
والسبيل إلى قلبك هو المأمن و إن تعددت الطرقات !!!!
أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي
-***-
عقدت “ريناد” حاجبيها بغضب شديد و أردفت ساخطة حين ألقى زوجها على مسامعها تفاصيل الأحداث السابقة :
– يعني إيه يعمل كدا ويستخبى ورا إطار حمايتها ؟!!!
تنهد “يوسف” و هدر بهدوء :
– محدش قال إن اللي حصل صح ياريناد بس .. آ
قاطعته غاضبة :
– بس إيه يااايوسف !!! انتوااا إزاي تساعدوه في كدااا !! مصعبتش عليكم !!! أنت متخيل شعورها و جوزها بيطعن فيها بالشكل دااا حتى لو تمثيل !!!! إزاي يقبل أن أخوه يعمل كدا معاهااااا !!!! إزاي يقبل على نفسه أخوه يمد ايده على مراته حتى لو كدب !!!! عذبتوا واحده ملهاش أي ذنب عشان تمثلوا !!!!
هز “يوسف” رأسه بالسلب مسرعاً وهدر :
– لا محصلش لا أنا ولا فهد كنا نعرف بالخطوات دي !!! أيهم اتصرف من خوفه عليها وموضوع سيف دااا صافي هي اللي بعتته وكان لازم ينفذ عشان غيره كان هيروح ويعمل فيها أكتر من كداااا !!!! قصه اللي اتعرضت ليه رنيم كله كان اجباري عليهم وفهد مجرد ما لقى أيهم اتمادى من عصبيته على الفيديوهات راح بعده عنها وكلمه بجد برااا ..
هزت رأسها بالسلب وهدرت بأعين تلتمع بالدموع :
– أنا مبقتش عارفة ايه الجد و إيه التمثيل بينكم !!! ومش هاممني دلوقت إلا البنت اللي بهدلتوها عشان خاطر حيوانه زي صافي ديييي !!! أنا مكنتش مرتحالها ابداااا وفعلاً شعوري ناحيتها طلع صح دي طلعت شيطانة !!! بتعذب واحدة عن طريق أقرب الناس ليها !!!! اللي أيهم عملوا برضه غلط كان حقها يشركها في الموضوع وهي تختار بإرداتها هتكمل فيه أو لا !!!! حتى لو وقتها انفصلت عنه وشافت دا أحسن ليه و أكرم مكنش ليه حق يرفض وقتها هي ملهاش ذنب أن عيلته بالبشاعة ديييي !! لكن دا إنسان أناني !!! قرر بالنيابة عنها وأهانها هو عيلته وفي الآخر تقولي مطلقهاش !!!!! مين أذنله يعمل كدااا !!!! أنت متخيل حالتها يايوسف لو قالها سوري ياحياتي كنت بمثل عشان احميكِ !!! مفيش شرطة مفيش قانون يحميها بكرامتهااااا !!!!! طيب بلاش فهد اهوه بيحمي أسيف و أنت قولت رفض حتى إنها تقابل يزيد عشان تستدرجه ليكم ليه مفرطش فيها كداااا يايوسف حتى لو مشاركتش في دا أنت شهدت عليه و سيبته يكمل !! بلاش حط كدا بنتك مكانها !! ترضي يحصل فيها كل دا من جوزها ويقول كنت بحميها !!!! بلاش فهد و بلاش بنتك .. أنت أهو جيت وصارحتني بكل حاجه لما حسيت إن هتضر منهم ليه هو معملش كدا معاها !!!
جلس فوق الأريكة و أردف بحزن شديد :
– ياريناد هو أدرى بمراته معرفش اتصرف كدا ليه بس احنا منقدرش نتدخل بينهم .. فهد نصحه قدامي اكتر من مره ولما لقى علاقتهم اتدمرت قاله هشيل أنا بنت عمك والليلة كلها وروح ألحق مراتك وصارحها كفاية كدا بس أيهم فعلًا خايف المرة دي أو قلقان من حاجه ده غير ڤيديوهات مراته اللي بجد شافها بعينه صعبة عليه حتى لو مع جوزها ياريناد !!! أنا مش بخرج مبرر ليه بس ده وقت صعب على الكل مش وقت نحاكم فيه واحد مننا كلنا في نفس المركب فاهمة ياريناد !!! مش لوحدك زعلانه ومتعاطفة مع رنيم حقيقي كلنا زعلنا عليها وفهد من قلقه عليها بعت عمته تقعد معاها وأيهم طلب منه يبعت حراسة أكتر علي البيت من برا عشانها وعشان ولاده !!! أنا دلوقت لازم أسافر مطمن عليكم !!
ابتسمت ساخرة وهدرت باستنكار :
– ولاده !!! لا وهو واضح حكمته في التصرف أوي مع المشاكل !!! متقلقش يايوسف سافر وأنت متطمن هقعد هنا أشكر ربنا إن اداني واحد يصارحني مش يهيني ويبهدلني أنا وولادي ويقولي بحافظ عليكم !!!
تركته واتجهت إلى الفراش تجلس فوقه بحزن شديد ثم نكست رأسها تضعها بين كفيها .. ليتجه إليها ويجلس القرفصاء أمامها هادرًا بلطف وأعين خائفة :
– اوعديني تاخدي بالك من نفسك ياقلب يوسف !! أنتِ متعرفيش ممكن يحصلي أيه لو اتضريتي ولا البني ادمه دي قربت منك !!!! أنا اروح فيها ياريناد !! دا أنتِ أنفاسي !!!!
نظرت إليه بحنو ثم ابتسمت بشحوب و هبطت تجلس أمامه و تضم جسدها إليه تحيط عنقه بقوة هادرة بلطف:
– ولا مليون واحدة زي صافي ممكن تبعدني عنك ياحليوة !! سافر وأنت متطمن مرات الحليوة مش أي حد برضه يقدر يقرب منها !!!! وبعدين ايه النكد دا عجزت بجد ولا إيه !! ده بدل ما تخليها ليلة لا تنسى ونعيد فيها الأمجاد ده أنا جايبة شوية تشيرتات بتاعتك تجنن وكنت ناوية اقيسهم كلهم بس نقول ايه في الإثارة والغموض اللي مسيطرين على القصر دا !!! الولد نائل عنده حق القصر دا كئيب !!!!
ارتفعت ضحكاته وهدر بنبرة عابثة و هو يضم خصرها إليه ويستقيم بها ليستلقيا معًا فوق الفراش لاثمًا جانب أذنها :
– مين دا اللي عجز !! هو اللي يتجوز الوقحة يعرف يعجز ابدااا !!!!
هزت رأسها بالسلب و جذبت عنقه تقترب منه هامسه بلطف أمام شفتيه :
– لا مايعرفش يعجز المهم يعرف طريقة البيبي !!
انطلقت ضحكاته بقوة حين ذكرته بتلك الكلمات العابثة التي ألقتها على مسامعه منذ أعوام وها هي تُعيد تكرارها و كأنها تخبره أن مرور الأعوام لن يُبدل حالها أبدًااا !!!!
-***-
صباح يوم جديد اتجهت كلًا من “أسيف” و “ريناد” و اصطحبتا معهن “صافي” إلى مقر عمل العائلة ..
عقد “نائل” حاجبيه وهو يراقب بالمرآة الأمامية ملامح كلًا من “صافي” و “ريناد” المشتعلتين ابتلع رمقه ثم ألقى نظرة خاطفة على “أسيف” التي كانت تبتسم وهي تعبث بهاتفها وتتواصل كتابيًا مع زوجها غالبًا همس بقلق لحاله :
– يارب عدي اليوم على خير انا أهبل ومليش دعوة بكل داا !!!
إلتقطت أذني “ريناد” همساته وقررت أن تعبث معه قليلاً حيث هدرت على حين غرة بجدية واضحة :
– قولي يانائل أنت فاكر اتفاق امبارح بتاعنا !!!
ليعقد حاجبيه يهتف غاضباً باستنكار :
– لا مش فاكر !!!
أخرجت مبرد أظافرها من الحقيبة حيث أصبح يلازمها منذ فترة و تلاعبت به بين أناملها وهي تنظر له بالمرآة :
– فعلًا !!! غريبة أسيف قالتلي إن ذاكرتك حلوة !!!
ابتلع رمقه و هدر مسرعًا :
– ااااااه اه الإتفاق !! متقلقيش فاكره بكل تفاصيله بس لو سمحت مش مسموح بأي أداة حادة جوا العربية ياريت تشيلي البتاع ده !!!
ابتسمت له وأردفت بتساؤل :
– مش سامعة بتقول حاجه يانائل !!!
هز رأسه بالسلب و هدر بتوتر :
– أنا محدش بياخد على كلامي خدي بالك !!
قاطع حديثهم صوت “صافي” تهدر بتأفف :
– هو احنا مروحناش مع فهد ليه ؟!!!
أغلقت “أسيف” هاتفها و تنفست بغضب واضح و هدر “نائل” مستنكرًا :
– يعني مراته نفسها جايه معايا وأنتِ مش عايزة تيجي هي البجاحة ببلاش عندكم ؟!!
عقدت حاجبيها بغضب و أردفت بحدة :
– إيه قلة الذوق في الكلام دي ؟!! وبعدين أنا مالي ومال مراته !!! أنا برتاح ليه هو بس والكل عارف كدا !!!
اعتدلت “أسيف” و نظرت لها باشمئزاز ثم أردفت ببرود :
– امممم بس واضح أنه هو مش بيرتاح بقاا غير في وجودي والكل عارف كدا غالبًا المعلومة وصلالك متأخر !! ياريت يكون الذوق ده عندك أنتِ راكبة معاه عربيته ومش من حقك تغلطي فيه ياما وقف يا نائل ونزلها في الشارع تكملها جري عشان تعرف مالها ومال مين !!!!
نظرت لها غاضبة و أردفت بحدة :
– أنا هقول لفهد كل السخافة دي دا مش أسلوب ولاد ناس !!!!
صاحت “أسيف” غاضبة بابن العم :
– وقف العربية دي !!!!! وقفهااااا !!
توترت الأجواء و انصاع لها “نائل” يردف بهدوء محاولًا تمالك غضبه من فرط فظاظة تلك المتعجرفة التي بدأت تُظهر أسوأ الخصال بغياب ابن العم :
– اهدي ياأسيف خلاص !!
اعتدلت “أسيف” يجلستها وهدرت غاضبة محذرة بإنفعال :
– ولاد الناس دول مستقبلينك في بيوتهم و شغالين سواقين عندك كرم منهم أنتِ هنا ضيفة احسنلك تبقي ضيفة خفيفة عليا وتحفظي لسانك معاياااا ده أسلوبي و ده طريقتي مش عاجبك انزلي حالًا من عربيتنا وصدقيني كلامي مع فهد نفسه هيخيله يطردك من القصر كله !!!! أنتِ هنا عشان أنا عاوزاكِ تكوني هنا بمزاجي !!!! فاهمة !!!
كانت كلماتها ونظراتها رادعة غاضبة قررت لاذت الأخرى بالصمت ورمقتها بنظرات مشتعلة قبل أن تصرف أنظارها عنها وتحدق بالنافذة .. ليتبادل كلًا من “ريناد” و “نائل” البسمات و تهدر “أسيف” بلطف :
– يلا يانائل معلش عطلناك معانا من الصبح !!!
ابتسم لها بهدوء و واصل السير إلى وجهتهم وقد لاذ الجميع بالصمت تلك المرة …
كانت “صافي” تجلس بانتظار إنتهاء ابن عمها من اجتماع العمل لتجد الباب ينفتح فجأة وتنطلق منه “رنيم” ترتدي بذلة رياضية ناسبت قوامها الممشوق ، تبحث عنها بأرجاء الغرفة لتبتسم لها حين وجدتها لكن وقفت “صافي” بتوتر و بدأت ملامحها تتحول إلى الإرتعاب كما تفعل دومًا حين يقترب منها أحدهم لكن أردفت “رنيم” تقاطع استرسالها بالتصرفات المسرحية :
– صاااافي أنا أكتر واحدة مش هيدخل عليا التمثيل دااا ، أنا جاية المرادي لمصلحتك ؟!! أيهم كلمني وعاوز يرجعني !!!!
رفعت الأخرى حاجبها و رمقتها بنظرات غاضبة لتبتسم “رنيم” هادرة بلطف :
– ده اللي توقعته أنتِ عاوزة أيهم !! عشان فلوسه أو بتحبيه أياً كان !!! وأنا هجوزك أيهم مقابل إنك تخليه يطلقني بجد المرة دي !!!!
اتسعت عيني “صافي” و هدرت بدهشة :
– إيه !!!!
هزت “رنيم” كتفيها بلامبالاة و أكدت حديثها تهدر مرة أخرى وهي تضغط على كل حرف يخرج من شفتيها :
– أنا عاوزاكِ تتجوزي أيهم وتطلقيني منه !!!!!!
إنها حقيقة واضحة وصريحة على مر العصور و من استغنى فنحن عنه أغنى !!!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اصفاد مخملية)