رواية اصفاد مخملية الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء الجندي
رواية اصفاد مخملية البارت السابع عشر
رواية اصفاد مخملية الجزء السابع عشر
رواية اصفاد مخملية الحلقة السابعة عشر
“صفقة شيطانية ! ”
وقفت “صافي” داخل المرسم الخاص بـ “أسيف” تراقب الرسومات بفتور واضح و هدرت حين وقفت أمام ذاك الباب المنقوش على هيئة فهد متربص :
– واو !!!! واضح إنك بتحبي فهد أوي ياأسيف !!
هدر “نائل” ساخرًا وهو يجلس فوق الأريكة بجانب ابنة عمه الغاضبة :
– آه لدرجة عاملين الباب على شكل فهد تبصله تفتكره على طول !! ماتقعدي في مكان بقاا صدعتينا من وقت مادخلتي بتتفرجي يمين وشمال كأننا دخلناكِ متحف !!!
ابتسمت “أسيف” حين استمعت إلى حديثه الساخر و اتجهت نحوه “صافي” تردف بعنف :
– و أنت مااااالك أنت ؟؟! أنا جاية اتكلم مع رنيم و لا مع عصابة كاملة !!!
ثم مررت مقلتيها على كلًا من “ريناد” و “أسيف” و “فرح” التي انضمت إليهما حديثًا فور عودتها من رحلة علاج والدتها القصيرة ، ضحك “نائل” بقوة و أردف مستنكراً :
– عصابة !! مين اللي بتتكلم اللي كانت بتمثل إنها خارسة ولا بتخاف ولا مش عارف كان إيه دا أصلًا وبعدين بذمتك دي أشكال عصابة !!
أشار بأصابعه نحو الجميع إلى أن وصل إلى “ريناد” التي تنظر نحو “صافي” فقط منذ جلوسها وحملت نظراتها اشمئزاز وغضب واضح تجاهها ليبتلع رمقه بتوتر وهو يُكمل :
– ماعدا ريناد طبعًا اللي بتفكر تقتلك دلوقت حالًا عادي !!
علقت “صافي” أنظارها بها لحظات بتوتر طفيف حيث بدت نظراتها بالغة الغضب و الحدة و كأنها تود افتراسها بالفعل ، انتفضت برعب حين ربتت “رنيم” فوق كتفها فور عودتها و إنهاء مكالمتها الهاتفية تهدر بهدوء :
– المحامي جاي في الطريق !!
اتسعت حدقتي “صافي” وهدرت بتوتر :
– محامي !!! ليه احنا متفقناش على كدا !!!
ضحكت “رنيم” بخفة وهي تجلس فوق المقعد و تداعب طرف خصلاتها هادرة بلطف :
– مالك ياصافي ده محامي مش شرطة !! اكيد مش متوقعة مني أثق فيكِ هو هيعمل عقد وهتشوفي شروطه و توافقي أو ترفضي ، أنتِ حرة لكن غير كدااا مش هيحصل ومش هضمنك أنا بعمل اتفاق مع الشيطان ياصافي !!!
عقدت “صافي” حاجبيها بغضب شديد وأردفت بتساؤل :
– ولما أنتِ شيفاني شيطان و كرهاني أوي كدااا إيه يجبرك تقدري توقفي الإتفاق كله ونرتاح وهوصل للي أنا عاوزاه في الآخر !!!
أنهت حديثها ترمق “أسيف” بنظرة ماكرة شمطاء لتكن اجابتها استخفاف واضح و ضحكة قصيرة تنفلت من شفتي “نائل” حين همست له ابنه العم بشيء ما و أشاحت بعينيها بعيدًا عنها !
هدرت “رنيم” بهدوء ونبرة مغترة :
– وماله عاوزة تلغيه وتمشي يلاا ! و اقعدي خططي ولفي ودوري أنا مش بحبك ولا بقدملك خدمات أنا عاوزة أخلص من أيهم بعد اللي عمله فيا و مندهشة من إصرارك على واحد زي ده الحقيقة بس براحتك هي أذواق و أنا لقيتك محتاجاه ومتعودة على الكدب والخداع وهتعرفي تنفذي اللي أنا عاوزاه زي ما هجيب غيرك برضه تعمله ، أنا هرجع حقي من أيهم بيكِ أو منغيرك ياصافي !!!!!
جلست “صافي” أمامها و هي تبتسم ثم تحولت بسمتها إلى ضحكات متتالية مرتفعة و مالت إلى الأمام تلف ذراعها حول باطنها و تتابع الضحك أمام أعين الجميع المندهشة إلى أن همس “نائل” بقلق :
– دي شكلها اتجننت ؟! فرحانة إن ابن عمها بيتهزأ من مراته !!!! احنا مش بنوقع إلا في الهبل ياسوفي !!!
لكزته “أسيف” بخفة تحاول إخفاء بسمتها و استمع الجميع إلى صوت “صافي” تقول :
– واااااااو ؟!!! ريلي وااااو !! حقيقي مفيش حاجة بتيجي بسهولة !! ماتخيلتش إني ممكن اسمع ده منك في يوم بس نقول إيه !!! سخرية القدر ياروني !! اوكاااي أنا موافقة هاتي المحامي وعقودك وكل حاجة نفسك فيها !! ومتنسيش تشكريني لولا أناا ووجودي مكنتش هتوصلي للدرجة دي من الشطارة في عقد الصفقات !!!!
أحيانًا يميل بني البشر نحو الأفعال العكسية و كأنه يعقد صفقة مع الشيطان لأجل الإفلات من مخاوف أو عقاب أو لأجل إشباع تلك الغريزة الإنتقامية حيث تعجز نفوسنا عن رؤية الصواب والخطأ بتلك اللحظات و يخيل إلينا أن النجاة تكمن داخل صفقة مع الشيطان !!!
جلست “صافي” فوق المقعد المقابل لـ “رنيم” ثم أردفت مسترسلة بحديثها :
– متعرفيش عشان أوصل لكل دا أخد قد إيه من عمري ؟! بس كدا كل حاجة هترجع لأصلها ، ابن عمي ليا إحنا في الأول والآخر عيلة واحدة وسيف هيتعالج و يخرج من المصحة حياته تستقر مع أخوه ومعايا !
رمقها “نائل” بنظرات محتقرة وأردف بإشمئزاز :
– حرباية بتتكلم ؟!!! فرحانه إنك حرباية ؟!!
ابتسمت له و أجابت بهدوء :
– الحرباية شاطرة أوي يانائل بتتعايش مع كل الأوضاع وفي أي بيئة !
هدر بإنزعاج :
– الشيطان بيدور على ركن يعيط فيه هناك اهوه ، ومتقوليش اسمي تاني سيبيه في حاله ..
ثم وقف غاضبًا يهدر بصوت أجش وهو يتجه نحو الخارج :
– حرباية شاطرة ؟! جايبين إبليس نتكلم معاه !!!
وقفت تواجهه وأصبحت عائقًا لمتابعة سيره و أردفت بغضب :
– أنت رايح فين متعصب كداا ! مفيش خروج من هنا إلا بما نتمم كل حاجة !!!
رفع زاوية فمه ببسمة ساخرة و أردف مستنكرًا :
– هو أنتِ فاكرة إني غبي زيك وعصبيتي بتحركني ؟! أنا هنا عشان رنيم و ساكت عشان هي طلبت ده لكن لو عليا أروح دلوقت لـفهد و أقوله دخلت عقـربة علينا القصر و أنت مش حاسس !!
انحرف يمينًا وواصل السير مبتعدًا عن تلك الأجواء و تبعته “ريناد” بهدوء تـام !!!
وقف يستند بجسده إلى السيارة يعبث بهاتفه إلى أن انضمت إليه “ريناد” تهدر بعبث :
– مكنتش أعرف إنك عصبي كدا في القضايا النسائية !
عقد حاجبيه غاضبًا و تشدق بإنفعال :
– أنا قلقت على رنيم بجد ، إزاي جوزها يوصلها للمرحلة دي !! الانتقام لو عمى عينها و اتحالفت مع الشيطانة دي عواقب الموضوع كبيرة احنا منعرفش ممكن تعمل إيه !؟ وإيه يضمن أنها مش هتروح تقول ليزيد كل حاجه و يتفقوا هما الأتنين على رنيم !!
رفعت حاجبها و كادت تتساءل لكنه هدر بجدية :
– عرفت الحكاية من فهد وتيم امبارح و حقيقي على أخري !
هزت رأسها بتعاطف و أردفت بحزن :
– طبعًا حقك تبقا على آخرك من الأوضاع دي !!
عقد حاجبيه يهتف مندهشًا :
– أوضاع إيه أنا على أخري عشان حلفوني متكلمش واحكي لحد وده مش طبعي !!!
انفجرت ضاحكة بقوة و هدرت مؤيدة :
– اه ماهو أنا شوفت بعيني دلوقت أنه مش طبعك !!!
اتسعت عينيه بقوة و هدر مسرعًا :
– أنا لسه قايل إني أعرف صح !!!
هزت رأسها بالإيجاب و همست بصوت خفيض :
– وقبل ما تتأكد أنا أعرف إيه و لحد فين .. لا ده قبل مااقولك إني أعرف حاجة من الأساس !!
هز رأسه بالسلب و هدر بصوت حزين مصطنع :
– أنااا قولتتت أنااا مش بتاع أسرار !!! بس على فكرة بقاا أنا عارف إن يوسف حكيلك عشان كدا اتطمنتلك و بتكلم بأريحية كدا !!
ضحكت مرة أخرى و أردفت :
– لا والله !!! طيب هعمل نفسي مسمعتش حاجة بس خد بالك عشان أسيف ورنيم مش هيسيبوك النهاردة !!
أشارت حيث تقف الفتيات يتحدثن بخفوت و تحدقان به ليبتسم لهن و يرفع يده بإشارة ترحيبية يراقب “ريناد” تنضم إليهن و تشاركهن النظرات والهمسات ليردف بخفوت :
– منك لله يافهد قاعد أنت هناك و سايبني أنا مع المجانين وقتالة القُتلة الحرباية !!!
-***-
استقام “يزيد” واقفًا يراقب الشاشة بذهول إلى تلك اللحظة ينتظر أن تحادثه تلك اللعينة !! تُخبره أنها تعقد إتفاق مع تلك المرأة البائسة لكنها لم تتحدث و لم تحاول إطلاعه على مستجدات الأمور معها طالما تسير خطتها لصالحها هي فقط ؟! كانت تظنه بالفعل نزع كاميرات المراقبة من المرسم كما أوهمها ، لذلك ذهبت مع ذاك الوفد بطواعية تامة ألا تعلم تلك الشمطاء أن مواساته الوحيدة تكمن داخل رؤية جميلته البريئة من خلال تلك القطعة الحديدية !!!!
ركل المقعد الخلفي بقوة وغضب ووقف يبحث عن هاتفه دقائق معدودة وفور أن وجد ضالته وعبث به لحظات قبل أن يرفعه إلى أذنه ويتابع النظر إلى الشاشة أمامه ليجدها تنظر إلى هاتفها بتوتر ثم ترفض المكالمة ، أعاد التجربة وهو يضيق عينيه بغضب مرة ومرة إلى أن حظرت رقم هاتفه !!!
قبض على هاتفه بغضب ثم أنزله نحو الطاولة لحظات قبل يرفعه مرة أخرى مبتسمًا بهدوء و هو يهدر بلطف زائف :
– اممم الغدر أسوأ صفة بين أي شريكين ياصافي بس أنتِ بدأتي و لو أنا سيبتك هما مش هيسيبوكِ !!!!!
جلس فوق مقعده بشرود فور أن أنهى مشاهدة تلك المقاطع التي تضمن خيانتها و إدانتها بالإتفاق مع رجاله منذ البداية وهو لا يأمنها !!
عاد بذاكرته إلى تلك الليلة حيث تبدلت جميع خططه و أفكاره تجاه تلك العائلة
Flash back …
كان جالسًا داخل مطعمه المفضل يحتسى مشروبه و هيئتها الملائكية تتراقص أمام مقلتيه .. اعتدل مندهشًا حين جلس ذاك الشاب اليافع أمامه وطالعه بنظرات راكدة هادئة ، هدر “يزيد” حين أن طال الصمت :
-أقدر أساعد حضرتك ؟!
ابتسم “راغب” وأردف بلطف :
– دكتور يزيد !!! المعالج لأسيف مرات فهد مش كدا ؟!
عقد حاجبيه و أردف مستنكرًا :
– معالج أسيف !! وحضرتك بتسأل ليه و تعرف منين أصلًا !؟
ابتسم “راغب” ومد يده بالمصافحة وهدر بنبرة عابثة :
– أنا أعرف حاجات كتير عنكم .. وعنك أنت تحديدًا !!
هدر الآخر بإنزعاج واضح :
– حضرتك هتقولي أنت مين أو تقوم حالًا تمشي من قدامي !!!
ضحك “راغب” و أردف رافعًا يديه بوجهه بإشارة لتهدئته :
– دي مش أخلاق دكاترة نفسيين لااا .. على العموم أنا راغب فارس ؟!
ضيق “يزيد” عينيه بحدة ليومئ الآخر مبتسمًا :
– بالظبط هو اللي خطف أسيف و كان عاوز ينتقم من الحيوان جوزها بس للأسف ..
اشتعلت عينيه فجأة بنيران الحقد و جز على أسنانه يسترسل بغضب :
– مات و التاني طلع بسبع أرواح وفاكر إنه هيعيش حياته عادي وأنا موجود !!!!!
رفع “يزيد” حاجبه الأيسر و نظر بهدوء مردفًا :
– وأنا ماااالي بكل ده أسيف كانت مجرد حالة هي وبنت عمها وعالجتهم وخلاص خلصت حكايتهم معايا !!!!
اندفع “راغب” إلى الخلف يضحك بقوة و هو يقول :
– لا بتهزر !!!! أنت فاكرني فهد ولا إيه !!!! على العموم أنا متأكد إنك عينك عليها .. والحب مش عيب وبصراحة اختيارك جاااامد !!!
طرق الآخر بقوة فوق سطح الطاولة واستقام غاضبًا ليبتسم “راغب” هادرًا :
– اسمعني يا دكتور وبلاش غباء ، أنا غرضي مصلحتك ومصلحتي ، أنت ذكي وموثوق فيك من أسيف لكن أنا لو اتصرفت وحدي هتغابى !!! ومش بعيد حبيبتك تتضر وتروح في الرجلين !!!!
هز “يزيد” رأسه بالسلب وهدر غاضبًا :
– أنت مش طبيعي أنا هطلبلك البوليس !!!
ضحك الآخر و استقام واقفًا يراقب ملامحه الغاضبة لحظات ثم أخرج بطاقة صغيرة ووضعها فوق الطاولة هادرًا :
– وتقوله ايه جيه ضايقني. اتكلم معايا عن واحد أنا أصلًا عاوز أخلص منه واخد مراته ليا اللي هي كانت مريضتك !!! تخيل كدا سمعتك هتبقا شكلها إيه ولا مين هيأمنلك لو كل دا اتعرف !!! أنا مش عايز منك أكتر من كلمتين تقولهم لحبيبة القلب تبعد هى عنه و استفرد أنا بيه وهو الكل سايبه ومغدور بيه و أنت تكسب و أنا اخلصك بنضافة منه !! صفقة حلوة معايا و أنا ورايا ناس توديه ورا الشمس بس مش هينفع وحبيبة القلب معاه والعيلة كلها في صفه مش عايزينها حرب مع عيلة البراري ، فكر في عرضي يادكتور .. دي صفقة حب العمر !!!!
وجدار الحقد و الجشع يحمي جيش من المطامع ، تحمل القلوب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من رغبات نيل ما يخص الغير و كأننا داخل سفينة يونس و على كل منا دفع الآخر نحو الهلاك !! لكن تلك السفينة دون اختيار عشوائي بل أحدهم يتربص بالآخر و يظن أنه صاحب الحق بالحياة !!
أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي
Back ..
حل أزرار قميصه العلوية و تمدد فوق الأريكة يحاول ردع ذاك الصوت الداخلي الذي يخبره أن ثمة أمر مريب بالأجواء و أن ذاك الأمر الذي دفع حاله به لن يمر مرور الكرام !!!
لقد ترك له ذاك الراغب زمام الأمور و يخبره بما يفعله من حين إلى آخر وكأنه يتعمد الزج به في الأمور شيئًا فشيء !!
زفر أنفاسه بهدوء و أغمض عينيه بهدوء وهو يهمس لحاله بخفوت :
– مينفعش يكون مصيرها أنت يافهد ، هي هتعرف إني حبيتها أكتر منك مع الوقت !!!
-***-
أسند جسدها إلى جسده بخفة فور أن اقترب منها و أمسك يديها التي تحاول مقاومته و دفعه عنها يضمهما معًا خلف عنقه و يجذبها نحوه بقوة يلتهم شفتيها بنهم واضح يستمع إليها تهمس بتوتر :
– أيهم !!! آآ ..
هدر بصوت أجش متذمر :
– ياقلب أيهم وحشتيني !
رفض محاولاتها بفك أسر شفتيها بإشتياق واضح مندهشًا من إصرارها على الفرار من أحضانه تلك اللحظات القصيرة التي يراها بها لكن لحظة هل يشعر بصوت ضحكة مكتومة خلفه !!!
عقد حاجبيه و أدار رأسه ينظر خلفه وهو يحتفظ بها داخل أحضانه ينظر إلى “ريناد” التي وضعت يديها فوق شفتيها تحاول منع ضحكاتها و كتم أنفاسها و زوجته تهمس بخفوت و تحاول إبعاد ذراعه عن خصرها :
– عاجبك كدا ؟ أوعى بقااا !
أجابها مستنكراً بخفوت :
– هي داخلة معاكِ تعمل ايه هنا ؟!!!!
هزت “ريناد” رأسها بالسلب حين وجدت عينيه تجوب غرفة تبديل الملابس بمحل صديقه داخل ذاك “المول التجاري” الضخم وكيف لم يلاحظ تواجدها !!!
هدرت “ريناد” بخجل و هي تنظر حولها بريبة :
– لا متفهمش غلط الحكاية كلها إن يوسف رجع ومستني برا مع الولاد و أنا ورنيم دخلنا هنا عشان نشوفك فقولنا نقيس بجد عشان منلفتش الأنظار وهي كانت بتاخد رأيي بشكل ظاهري يعني !!
زفر أنفاسه و هدر بجدية عاقدًا حاجبيه يشيح بوجهه بعيدًا عنها :
– حقيقي مش مصدق الحالة اللي وصلنا ليها !
تبادلت الفتيات النظرات بحزن و همست “رنيم” بلطف وهي تميل نحو حقيبتها تُخرج تلك القطعة الحديدية الصغيرة وتضعها داخل راحة يده :
– معلش ياأيهم هانت خلاص ، دي الفلاشة اللي أنت عاوزها و فهد كلم أسيف من شوية قالها أنه جهز ناس تبدل الديكور كله بتاع المكان ويشيل كاميرات يزيد كلها طبعًا و إن يزيد هيبدأ يتحرك أول مايحس أن الكاميرات هيتعرف مكانها أكيد في التغييرات عشان كدا هيرجع يتابع الچيم من بكرة بنفسه !!
رفع حاجبه و أردف مستنكرًا ثم سرعان ما زينت تلك البسمة العابثة شفتيه يهمس لها :
– وهو يتابع ليه وأنا موجود أتابع أنا معاكم !
و اقترب ينظر إلى شفتيها لتزجره بنظرات متوترة و تنظر إلى “ريناد” التي أخفت بسمتها وحمحمت بتوتر ليهدر مرة أخرى وهو يتجه إلى الخارج :
– تمام أنا هظبط مع فهد !!
عاد مسرعًا ينظر إلى “ريناد” هادرًا بلطف :
– سوري ياريناد !!
عقدت حاجبيها باندهاش لكن سرعان ما انفجرت ضاحكة حين وجدته يختطف قبلة صغيرة من شفتي “رنيم” و يعتدل يُعيد هندام ملابسه متجهًا إلى الخارج !!
-***-
انفجر “فهد” ضاحكًا بصخب فور أن تركا شاشة مراقبتهم له و تشدق ناظرًا تجاه “أيهم” :
– أغبى واحد هو اللي فاكر نفسه أذكى واحد ياصاحبي !! أحييك على فكرة رنيم حقيقي حركة صافي دي سهلت علينا كتير !!
ابتسم “أيهم” و أردف متعحبًا وهو يرفع كتفيه بلامبالاة :
– حقيقي أنا لحد دلوقت مش مصدق إن رنيم ساعدتني في كل دا و ازاي قدرت تمثل الفترة دي كلها !!!
جلس “فهد” على طرف سطح المكتب نصف جلسة و أردف :
– عشان تشكر صاحبك بقاا !
هدر الآخر بثناء :
– لو قعدت أشكرك لآخر يوم في عمري على اللي عملته وبتعمله مش هوفيك حقك ياصاحبي !!
ثم رفع عينيه يجوب الغرفة لحظات وهو يهدر بهدوء :
– أنت اتأكدت من قصة الكاميرات هنا !!
هز “فهد” رأسه بالإيجاب وتشدق عاقدًا حاجبيه :
– اه متقلقش الصبح كل أوض مجلس الإدارة اتقلبت و طلعنا كل الكاميرات منها !! و هبعت ناس المرسم أكيد رنيم قالتلك ..
أجابه الآخر مندهشًا بإستنكار :
– لا قالت و بصراحة مش فاهم هتروح أنت تهيص في الچيم وأنا اقعد هنا ولا إيه !!
رمقه “فهد” بمكر و هتف عابثًا :
– لا هنروح أنا وأنت ، و إيه رأيك نجيب صافي تقعد معاك قدام رنيم عشان تنفذ خطة أنها تتقرب منك ؟!! ورنيم تقتلكم سوا !!!!
عقد “أيهم” حاجبيه وتشدق غاضبًا يصك أسنانه بقوة :
– أنا مش فاهم هفضل في القرف دا كتير أنا مراتي وحشتني بقااا مش كداااا ده أنا قربت أصدق اننا أعداء !!!
ضحك الآخر بقوة وأردف من بين ضحكاته وهو يربت فوق كتف صديقه :
– مش متخيل منظرك و الأتنين بيتخانقوا بسببك أسيف مستحملتش صافي أيام تخيل بقا مراتك اللي راحت تعرض عليها تاخد جوزها ؟!!!! الوضع بشع بصراحة !!!
كاد يُجيبه لكنهما صمتا حين اندفع “نائل” من الباب بقوة يهدر غاضبًا :
– لا كدااا كتيييير اوييييي الكل طلع بيمثل على بعض و مفيش خناقات وكنتوا ممرطيني معاكم و سكتت لكن توصل لجو غرام في أوض تبديل اللبس في المحلات و أنا كوبري وواخد مراته ليه هنا لا بقااااا مش لاااااعب شوفولكم سواق غيريييييي !!!!!!!!
أنهى حديثه يلهث بقوة يراقب اتجاه “فهد” و “أيهم” بملامح غاضبة نحوه وتبدلت ملامحه من الجدية إلى التوتر ليهدر مبتسمًا بهدوء :
– ايه يارجالة مش معقول تزعلوا من هزاري انتوا أكبر من كدا والله !!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اصفاد مخملية)