رواية اصفاد مخملية الفصل الخامس 5 بقلم شيماء الجندي
رواية اصفاد مخملية البارت الخامس
رواية اصفاد مخملية الجزء الخامس
رواية اصفاد مخملية الحلقة الخامسة
“خفقان ! “
خيم جو من الهدوء على “آل البراري” حيث انتظرت “أسيف” انتهاء عرس أخيها و صديقتها و اطمأنت أنهم الآن بعيداً عن الضجيج على متن طائرة تقودهم إلى رحلتهم الخاصة و التى كان أخيها شديد الحرص أن يجلب البهجة إلى قلب زوجته من خلالها !!
اتجهت إلى غرفة أخيها تترك العلب المُغلفة التي أعطاها إياها الأهوج ابن العم المرح “نائل” ابتسمت بلطف حين تذكرت كيف عاملها حين ألقى العلب بأحضانها و هرب مسرعاً يصرخ بغضب ساخر :
– اتفضلي مانتوا تتجوزوا وتقضوا شهر عسل و احنا نخدم عليكم منكم لله عيلة ظالمة مفترية البتتت هتروح ملحقتش أقولهاا كلمة منكمممم !!
شهقت برعب حين وجدته يقبض على خصرها و يجذبها إلى صدره يضمها بين ذراعيه بقوة ويلصق ظهرها بصدره تلاشى رعبها و ارتسمت بسمة حانية فوق شفتيها ثم أردفت و هى تُغمض عينيها بإطمئنان :
– فهد !! خضتني !
دس وجهه بتجويف عنقها يستنشق عبيرها بقوة ثم بدأت شفتيه العابثة تداعب بشرتها الناعمة بلطف و صوته الرجولي المبحوح يخترق أذنها قائلاً :
– يانبض فهد ! سلامة حبيبي من الخضة !
تأوهت بخفة حين أدار جسدها إليه و بدأت يده تبحث عن سحاب ردائها و همست له :
– فهد رجلي هتتلوي ! وجعلي رجلي أوى !
توقف عن عبثه و رفع حاجبه الأيمن بإندهاش ثم حدق بها يُمرر عينيه فوقها بعبث أثناء انحنائها ناحية الحذاء لتنزعه ليُمسك ذراعها بلطف و يرفع جسدها بين ذراعيه عن الأرضية و ابتلع شهقتها الرقيقة في جوفه حين إلتهم شفتيها بقوة و هو يسير بها إلى الفراش لتتسع عينيها حين وجدت جسدها فوق فراش أخيها و هو يطل عليها لتحاول دفعه من كتفيه هامسة بصوتها الناعم :
– فهد !! إحنا فى أوضه تي.. اممم !
قبلها فوق شفتيها يعقد حاجبيه قائلاً بإرهاق :
– لا أوعي تنطقي الاسم هتلاقيه ناططلي ببراشوت من الطيارة في قلب السرير هناا كفاية بقااا ده أنا مصدقت !!!
صدحت ضحكاتها الناعمة ليتراقص قلبه على تلك الأنغام الرقيقة و يهبط إلى قدميها يبدأ بالعبث بحذائها يعاونها بنزعه لتنتفض فوق الفراش تهمس بخجل و قد امتدت أناملها إلى يده تمنعه و قد اتسعت حدقتيها بقوة تكاد تحلق بالهواء مما تراه من هذا الرجل الحاني ! :
– بتعمل إيه أنا هعمله ياحبييي !
رفع حدقتيه يجلس أمامها فوق الفراش و يسحب قدمها يُريحها فوق فخذه و قد أفلت الحذاء الأول و تسللت أنامله إلى الآخر ينزعه بهدوء و روية ثم فاجأها برفع جسدها إلى أحضانه يسرق شفتيها مرة بعد مرة و هو يرفع يديها الصغيرة نحو خصلاته و تسللت أنامله إلى وجهها يثبته بلطف و يجوبه بثغره بقبلات متتالية تحمل عشقه الخالص لأدق تفاصيل تلك الفاتنة !!
استجابت إلى مطلبه حيث دست أناملها داخل خصلاته تبعثرها برقة و همست بأذنه بتوتر حين نجحت أنامله بالوصول إلى سحابها حيث اندفع إلى عقلها فعلة شقيقته التي يخفيها جميع أفراد العائلة عنه إلى الآن حرجاً مما فعلته معه :
– فهد ! أنا كنت عاوزة أقولك حاجة !
أقلقته نبرتها المتوترة ليرفع وجهه و يسير بأنامله فوق ملامحها و شفتيها التى تحمل أثر واضح لقُبلاته اللاهبة :
– حاجه تخصك ؟
ابتلعت رمقها و هزت رأسها بالسلب و كادت تُكمل ليضع أنامله فوق شفتيها و يهمس لها بلطف :
-خلاص يبقاا مش عايز أعرف دلوقت !! عاوزك أنتِ بس دلوقت !!!!
لم يدع لها فرصة واحدة للحديث و طاحت شفتيه العابثة بما تبقى من كلمات مرهقة لكليهما حيث تلك سوف تصبح أول مرة تختبر بها ردود أفعاله كأخ نحو شقيقته الهوجاء !
-***-
جلس فوق الأريكة يعبث بهاتفه ينتظر عودتها من المرحاض و ها هي أطلت أخيراً !!! رفع عينيه عن الهاتف و سارت حدقتيه فوق جسدها الصغير بشكل تدريجي ترك ما بيده جانباً و استقام واقفاً يقترب منها عاقداً حاجبيه يراقب بذهول واضح تلك المنامة الوردية التي نُقشت فوقها رسومات كرتونية مضحكة ليردف فور أن وصل إليها ! :
– إيه يا حبيبتي ده !!
هزت كتفيها و رفعت عينيها إليه تقول بتوتر :
– إيه ياتيم !!
رفع حاجبه يهدر بإستنكار :
– إيه يا تيم !!!!
رفعت يدها تجمع خصلاتها خلف أذنها و عقدت حاجبيها تهتف بتوتر :
– مانا مش فاهمه زعلتك في إيه دلوقت !
تنهد بهدوء ثم اقترب منها يهمس بلطف أمام شفتيها و امتدت يديه تُحيط خصرها بلطف بالغ :
– مين قال إني زعلان دلوقت !!
اضطربت أنفاسها فجأة و حاولت التحرك و العودة إلى الخلف مما دفعه إلى وضع ذراعه حول خصرها الممشوق و هو يُزيد من ضمها إليه متمتماً :
– أنا مبسوط أوي النهاردة !
تبخرت الكلمات فوق شفتيها حين استقرت حدقتيها فوق ثغره تراقب تلك البسمة العابثة و أغمضت عينيها بقوة حين دس وجهه بتجويف عنقها و صعدت شفتيه إلى أذنها يهدر بصوته الرخيم :
– لسه خايفة ! وقلقانه مني !
فتحت عينيها فجأة و همست بحزن بالغ :
– أيوه !
استغلت غفلته و ارتدت بجسدها على حين غرة تبتعد عن أحضانه قائلة بغضب :
– أنت كروتني كأنك بتضحك على طفلة أول لما ماما جت اتفقت معاها على كل حاجة و كنت بتتعمد تخرجني من كل التفاصيل فجأة لقيتني معاك في شهر عسل !
انطلقت ضحكة رجولية صاخبة منه و كادت تبتسم حين تراقص قلبها الخائن على ألحان ضحكاته المُبهجة ! لكنها عقدت حاجبيها و أبعدت حدقتيها عنه تراقب تقدمه المُهلك بطرف عينيها في حين كادت تعود بجسدها للخلف اختل توازنها و سقطت صارخة فوق الأريكة لتجده يطل عليها رافعاً حاجبه الأيسر يهدر بعبث و قد أمسك يديها الاثنتين معاً بقبضة واحدة ثم تسللت شفتيه إلى ثغرها الوردي يُنهي ذاك العبث الذي تتفوه به تلك الجميلة ! سارقة القلوب أحاط خصرها بقوة يرفع جسدها عن الأريكة و يدسها داخل أحضانه في حين تركت قبضته العابثة يديها التى احتلت صدره بمحاولة فاشلة لدفعه ابتسم من بين قبلاته الشغوفة و أردف بجانب أذنها :
– احنا لازم نعرف بيعملوا إيه في شهر العسل اللي لاقيتي نفسك فيه معايا ده !!
عضت بقوة على شفتيها و اندفعت دماء الخجل داخل عروقها بقوة ازدادت نبضات قلبها و توترت أنفاسها تُعلن عن اذعانها إلى خوض تجربة معه داخل بِحاره الهوجاء ذات الأمواج المضطربة !!!
قبل خصلاتها بلطف و جذب الغطاء فوقيهما يراقب غفوتها داخل أحضانه و انكماشها الهادئ اللطيف ! أغمض عينيه بقوة يحاول وقف إنطلاق تلك الذكري إلى عقله حيث محادثهم معاً ليلة الزفاف حين بكت فجأة ترفض الخروج إليه …
Flash back ..
اتجه إلى الغرفة حين وقفت والدتها بالخارج تصيح به غاضبة :
– لا أنا مش ممكن أوافق على المهزلة دي البنت منهارة ومش عاوزة تخرج ليك ياريت ننهي الموضوع ده فوراً !
اتسعت عيني “أسيف” ليتنهد هو قائلاً بعقلانية :
– انا مش الراجل اللي ياخد واحدة غصب عنها ياريت تدخلي معايا و لو لقيتها رافضاني لشخصي قدامك أوعدك أنى هخرج من حياتها تماماً !!
صمتت تحدق به لحظات ثم قالت بهدوء :
– تيم أنا لولا بثق فيك فعلاً و إنك راجل و معايا قد كلمتك لحد اللحظة اللي احنا فيها دي لكن معنديش أغلى من فرح في حياتي لو فضلت رافضة مفيش اي نقاش بعد كلامها !
هز رأسه بالإيجاب و اتجه معها إلى الداخل بينما فضلت شقيقته الانتظار بعيداً حتى لا يُصبح الأمر أشبه بالضغط على صديقتها !!
جلس القرفصاء أمام مقعدها و هدر بلطف و هو ينظر إلى عينيها و قد أحاط يدها الصغيرة بين يديه قائلاً :
– فرح بقالي ساعة كدا رجلي وجعتني قولي لو عاوزاني أمشي اوعدك مش هتشوفيني تاني لكن بلاش تنهاري كدا بالشكل ده !!
رفعت مقلتيها إليه ثم إلى والدتها ترمقها لحظات بهدوء قبل أن تردف :
– ممكن اتكلم معاه شويه !
لم تُبد أي رد فعل للحظات ثم تنهدت بإرهاق و تركت الغرفة لهما ، هدرت فور أن غادرت والدتها :
– تيم أنا هسألك سؤال وهتجاوبني بصراحة منغير أي مماطلات ! أنت بتحبني ؟ عاوزني أنا فرح !!! و لا هكون مجرد سد خانة عندك !
رفع حاجبه و أردف بهدوء مردداً كلماتها :
– سد خانة ؟؟!! أنتِ لسه عندك شك إني بحبك أصلاً ! إيه يجبرني اتجوزك و أنا مش بحبك !
توترت نظراتها و رددت بعفوية :
– معرفش بس أنا خايفة مشاعرك تتغير ! أو تتبدل بعد الجواز ! أو تبقا عاوز ترجعلها !
عقد حاجبيه حين رددت ذلك خفت قبضة يده عنها و قال بهدوء :
– أنتِ شايفه انى ممكن اخدك تعويض عن أي حد يافرح !
صمتت لحظات و نظرت إلى يده فوق يدها بهدوء و كأنها تُخبره بلغتها الخاصة أنها لم تحظَ بإجابة شافية لقلبها المتيم به ..
استقام واقفاً ثم جذبها بلطف يتأمل بهاء طلتها ثم رفع ذقنها بلطف و احتضن يديها يضمها إلى صدره فوق قلبه النابض بعنف بتلك اللحظات متشدقاً :
– فرح أنا بعد انفصالي اكيد كان قدامي مليون فرصة اتجوز فيها لكن أنا اختارتك قبل ما تختاريني ! خليكِ واثقة انى أنا بقيت متعلق بيكِ و بأقل همسة منك في يومي أكتر من تعلقك بيا مليون مرة !
ظهرت بسمة صغيرة مرتعشة فوق شفتيها و حدقت داخل عينيه تستشعر مدى صدقه ، ابتسم لها بهدوء ثم اتبع حديثه قائلاً :
– عاوزاني أمشي ياقلب تيم !
رفعت عينيها و رددت مشدوهة :
– أنا قلبك ؟
اقترب منها هامساً أمام كريزتيها :
– طبعاً قلبي ! و نبضه كمان ! مالك مصدومة كدا ليه !
اضطربت أنفاسها و توترت نظراتها تهمس بخجل :
– أنت أول مرة تقولي كدا !!
رفع أنامله إلى وجنتها يسير بلطف فوقها و قبل وجنتها الأخري ثم مال على أذنها و أردف بصوته الرخيم :
– ومش هتبقا آخر مرة ياقلب تيم ! كلها ساعات و تبقي معايا لآخر يوم في عمري !!
أسبلت عينيها و ابتسمت بهدوء و قد تبخرت جميع المخاوف بلحظات و بضع كلمات نابعة من قلب صادق !!!
Back ..
تحركت بغضب طفيف داخل أحضانه ثم بدأت تتعرق و تنتفض بأحضانه قبل أن تستقيم فجأة صارخة بعنف :
– يزيييييد !!!!
-***-
انتفضت “أسيف” حين أحاط خصرها و قبل وجنتها يهمس لها :
– وحشتيني !!
استدارت بأعين متسعة و هى تحاول إزاحته عنها قائلة بخجل :
– فهد أوعاا رنيم جواا !!
عقد حاجبيه و أردف بتذمر :
– ده بدل ما تقوليلي وأنت كمان ! مانا عارف إنها جوا اعمل ايه بقاا !!
ابتسمت له حين رأت يعقد حاجبيه بتذمر و قبلته فوق صدغه قُبلة سريعة خجلة تهمس له :
– و أنت كمان واحشني سيبني بقاا خليني أخلص اللى في إيدي عشان جوعت و مطلبتش أكل !
رفع حاجبه باستنكار و جذبها إليه أكثر يقول بنبرة عابثة :
– هو أنا مش قولتلك قبل كدا إن البوسه دي مش بتتحسب عندي و إني عاوز من التانية ! كل مرة اكرر نفس الكلام ولا ايه !!
انطلقت ضحكتها حين احتلت يده العابثة خصرها لتضع يدها أعلى شفتيها و تهمس له و هى تحاول إمساك يده بيدها الحرة :
– فهد اوعاااا عيب كداا تقول عليناا إيه !
ابتسم لها و بادلها الهمس يردف قائلاً :
– هتقول ايييه اتنين لسه متجوزين جداد مستنيه منهم ايه !!! طيب تعالى اعزمك على الغدا براا و أوعدك لما نرجع هسيبك تكملي اللي وراكِ كله !!
نظرت له بتشكك لحظات ثم تنهدت قائلة و هى تنظر إلى الغرفة المغلقة :
– طيب و رنيم !! دي من ساعه ما وصلنا و هي جوا ساكته خالص !
رفع حاجبه يردد باستنكار :
– إيه ياقلبي اخدها معايا في الاكل ولا ايه هو انا خلصت من تيم تطلعلي رنيم !! مش كفايه اصريتي انها تيجي معانا في العربية الصبح مكنتش عارف انطق حتى طول الطريق !
وضعت يدها أعلى شفتيه و قالت بحزن :
– فهد حرام عليك تسمع و بعدين جوزها معندوش ذوق معاها أبداً و هى أصلا موهوبة أوي فيها إيه لما تقعد معايا هنا بدل جو القصر !
ابتسم لها و قبل باطن يدها بلطف ثم أعاد خصلاتها إلى خلف أذنها و قبل جبهتها متشدقاً :
– عملت إيه في حياتي عشان ربنا يهاديني بملاك زيك ؟
ابتسمت له ثم فعلت بالمثل وقبلت باطن يده التي احتوت وجنتها تهمس له :
– خليني اروح أشوفها و اجيلك بسرعة !
راقب خطواتها و هى تتحرك نحو غرفتها ثم تنهد و داخله يرثي حال صديقه و زوجته متعجباً مما آلت إليه أمورهم !
لم تمر دقائق و قد عادت إليه حزينة تردف بهدوء :
– قالت إنها مش جعانة و هتاكل مع أيهم لما تروح !
ضيق عينيه لحظات ثم رفع كتفيه و أردف بهدوء مماثل لها :
– طيب يلا احنا وممكن نكلمها من هناك نشوف لو غيرت رأيها !
تنهدت بإرهاق ثم هزت رأسها بالإيجاب و اتجهت معه إلى الخارج …
أرادت أن تتناول قهوة ساخنة علها تشتت انتباهها الذي سرقه زوجها منذ الليلة الماضية حيث تشعر بإهانة بالغة لرفضه الصريح لها ! ليلة مميزة انتهت ببكاء مرير و صدمة جديدة لها منه أبكت قلبها وحطمت ما تبقى من كبريائها معه !!
أيرضى المرء لحاله الهوان مُتخذاً المحبة مبرر لأفعال من حوله ! أيجب على الطرف المقابل اقتناص الفرص المتاحة للعودة عن طريق الضلال أم أن اغتنام فرصته يبرز بوضوح فى طمعه لفرص أخرى لا تنتهي و كأنه عرض متاح لفترة غير محدودة على الإطلاق !!
Flashback ..
وقفت أمام المرآة تراقب زينتها الخفيفة بأعين راضية و ابتسمت بشحوب و قد شعرت فجأة بانقباض قلبها حين بدأت تتخيل رد فعله جراء رؤيتها هكذا !
ابتسمت و حاولت طمأنة حالها أن تلك القطعة النبيذية هى أحب القطع إلى زوجها طالما أخبرها أنه يعشق رؤيتها بها و أن القطعة تزداد جمالاً بدلالها و فتنتها !
عضت على شفتيها تحاول إقناع حالها أن تلك الأمور تحدث له نتيجة انقلاب أعماله لقد راجعت حالها و لم ترى أية خلافات حتى إن كانت طفيفة قد حدثت بينهما لكن تلك أولى الأزمات التى يمر بها وأن المرء لا يفقد كل يوم جميع أملاكه !! هكذا راحت تبرر لحالها لتتسع عينيها حين استمعت إلى خطواته تقترب من الغرفة !
ابتلعت تلك الغصة و استدارت بتوتر و قد اضطربت أنفاسها كأنها عروس جديد ترتجف من رؤية زوجها لها بتلك الهيئة !
رفعت لبنيتيها نحوه ترمقه ينظرات متوترة فقدت ثباتها راقبته و هو يقترب منها تاركاً سترته فوق يد الأريكة بإهمال ثبتت عينيها داخل رماديتيه تنتظر احتضانه لها كعادته فقط احتواء و لن تعاتبه أبداً على تلك الليالي القاسية التي هجرها بها دون أسباب ! هل رأت نظرات اشتياق بمقلتيه أم هكذا هُيئ لها !!
اتسعت عينيها حين مر بجانبها تاركاً إياها و كأنها هواء !! هل يُعلن عن رفضها ؟! رباه !! ماذا اقترفت ليفعل بها ذلك !! انتفض جسدها واتجهت خلفه إلى غرفة الملابس ثم وضعت يدها فوق ظهره العاري و قد شعرت بانقباض عضلاته و اعتداله لها بشكل مفاجئ يردف بغضب و أعين مشتعلة :
– عايزة اييييه يااارنيم !!! سيبينييي في حالي بقاااا !
انتفضت من صرخاته بوجهها و قد توقف الحديث بحنجرتها و ازداد اتساع حدقتيها و بدأت عينيها تذرف دموع ساخنة أحرقت روحها و ليس وجنتيها راقبت انصرافه عنها بذهول لتهرع نحو الفراش تُخبئ جسدها داخله و تنتفض بشهقات مسموعة و جسدها يرتجف بعنف توقف العقل و القلب عن العمل و أصبح الجسد خاوي ! جسد بلا روح !
الدواء فيه سم قاتل ! و العشق فيه سم قاتل ! و الأرواح تُهدر حين يتخلل الأجساد سُم الخذلان القاتل !
أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي
Back ..
انتفضت من شرودها حين وجدته يطيح بالقدح الخاص به و يصيح بها بعنف جاذباً خصلاتها :
– أهلا بالحلوة اللي بتترمي في أحضان الرجاله ! مش تسألي علياا و لا من ساعة ما جوزك بقا قرفان يقرب منك و أنتِ خلاص نسيتي العالم كله !!
أنه “سيف” المتسبب بحالة زوجهااا ! ارتعبت من نظراته العنيفة و قبض يده فوق فكها بعنف و هى تجهل ما يحدث منه إلى الآن !!!
صرخت بقوة حين وجدته يدفعها نحو الأريكة بقوة و قبضته تلتف حول عنقها يقرب شفتيه من أذنها يحرق وجنتها أنفاسه الساخنة لتضم ساقيها بقوة إلى صدرها و قد خانتها دموعها اللعينة و انسابت فوق خديها أغمضت عينيها تواري رعبها عنه ليصرخ بها و يده الأخرى امتدت إلى خصلاتها تجذبها بعنف :
– إيه مش مصدقة حبيب القلب بيعاملك كدا عشان قرفااان منكككك ياا**** !! جسمك بالنسبة ليه دلوقت رخيص مش هيقرب منه يارخيصة !!!
لا تُصدق كم الإهانات التي تندلع من بين شفتيه لها لأول مرة ترى ذاك الرجل هكذا !! أيُعقل أن ذلك من كان يُدافع عنها ببادئ الأمر !! لقد كان يصرخ بوجه أخيه لأجلها و لأجل حقوق أبنائها !!! أيعقل أن تمتد يده نحوها بهذا السوء و يُلوث مسامعها بقبيح الوصف و الحديث عنهاا !!
قطع سيل أفكارها حين لف خصلاتها حول قبضته بقوة يجذبها بطغيان لتقف مبتعدة عن تلك الأريكة صارخاً بها بعنف :
– لسه مكدباااني !! طيب تعااالي بقااا افرجك حاجة حلوة أوييييي يمكن تعرفي تفكري بعدهاا !!
لفت ذراعيها حول جسدها تحاول الابتعاد بجسدها برعب عنه أنفاسه تندفع بقوة من رئتيه صدره يرتفع و يهبط بقوة تكاد تُمزق قميصه لقد تراكم الغل داخله إلى حد مُهلك !!!
انتفض جسدها و صرخت حين دفعها بقوة مُتعمداً اصطدامها بسطح المكتب الزجاجي !! تجاهل بكائها و انتفاضات جسدها بين يديه الآثمة ! و امسك خلف عنقها يوجه وجهها إلى الشاشة الصغيرة يعرض لها ما يُثبت حديثه و هو يهمس لها :
– هاا مش ده اليوم إياه ؟! اللي من بعدها و هو قرفان يبص فى وشك !!!
قبض فوق خصلاتها بقوة يصرخ بها بعنف :
– رديييي يااا***** !!!!
رمقته برعب جلي و هزت رأسها بالإيجاب ليُدير جسدها تواجهه و يدفعها نحو الحائط بقوة صارخاً بها و قد برزت عروق وجهه :
– بس هو بقااا حنين أويييي !! و في كل اللي حصل اختارك أنتييي فضلك عشان كدا كان لازم اتدخل !!
وضع تلك القطعة الصلبة الصغيرة بيدها و صرخ بها :
– محدشششش كان السبب في موتهمممم غيرك عشان كدااا لااازم تموتييي بالحيااااا قدامك لآخر الأسبوع تكوني اختفيتي من وشه ياما وربي و ما اعبد كل الفيديوهات دي هتنتنشر فى يومهااا خلي الناس تمتع عينيها بقاا بالرخص بتااااعك !! وريني وقتها هو هيبص في وشك ازااااي !! بعد ماهتبقييي فضحيته و هو مش نااقص …
رمقها بنظرات اشمئزاز و راقب اتساع عينيها و احمرار وجهها المُلطخ بدموع عينيها و إلتصاق خصلاتها الناعمة به من فرط ما حدث لها على يديه و من شروطه المجحفة المروعة !! لم يكذب تلك المرة لقد قتل روحها كما أراد !!!!
جابت عينيه الغاضبة ملامحها المتألمة اجتاحته موجة من الشعور بلذة الانتصار على غريمته !! غريمة ! رسم لوحة انتقامية داخل عقله منها اقسم على إذاقتها مايشعر به !
تركها فجأة حين استمع إلى صوت أقدام بالخارج و فر هارباً كاللص يشمل المكان بنظرة سريعة يتأكد أنه لم يترك خلفه أثر قبل يغادره !
سقطت أرضاً فور أن تركها و قد توقف عقلها عن إعطاء الأوامر حيث بدت بحالة يُرثى لها ارتسم الوجع فوق ملامحها و انسابت الدموع دون توقف و عينيها ثابتة فوق الأرض بخذلان شارد لم تشعر بتلك التى ركضت نحوها تُمسك يدها الباردة ذات العروق البارزة من فرط القلق أصبح عقلها خاوي ! سؤال واحد يجوبه ذهاباً و إياباً ! ما الذي اقترفته !! بأي ذنب تدفع أثمان باهظة إلى تلك الدرجة ! إلى أين المفر !!
و إلى هنا توقف عقلها و انخفضت مؤشراتها الحيوية فجأة تُعلن عن إغماءة تمنت تلك الجميلة أن تكُن بلا إفاقة أو عودة إلى ذاك العالم القاهر لروحها مرة أخرى !!!!
اتسعت عيني “أسيف” وصرخت به تقول :
– إلحق يافهد دي نفسها واااقف !!!!
لم نختَر التضحية والفداء بأنفسنا !! قد تبتلعنا قسوة الظروف و تلتهمنا أوجاع الحياة و نجد حالنا داخل حرب دامية ! حرب يقودها جيش من الأحبة المتجبرين المُطعمين بخذلان أرواحنا ! و خناجرهم يلتمع فوقها سُم الأفعال و الأحاديث و كأنهم على أهبة الاستعداد لسفك دماء لم تمنحهم سوى ثقة مُفرطة و محبة خالصة أودت بالقلوب قبل الأرواح ! لكن صرخاتنا كانت خير ملاذ حين هتفت العقول المُنهكة ألا لعنة الله على الخائنين !!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اصفاد مخملية)