روايات

رواية اصفاد مخملية الفصل الثامن 8 بقلم شيماء الجندي

رواية اصفاد مخملية الفصل الثامن 8 بقلم شيماء الجندي

رواية اصفاد مخملية البارت الثامن

رواية اصفاد مخملية الجزء الثامن

اصفاد مخملية
اصفاد مخملية

رواية اصفاد مخملية الحلقة الثامنة

” إنهيار ! ”
” … حيث تلقت عائلة البراري صباح اليوم أنباء مؤسفة عن سقوط طائرة كانت تحمل على متنها الإبنه و العروس الجديد “ندى البراري” و زوجها أثناء العودة إلى الديار المصرية و كانا العروسين من ضمن الحالات التي لاقت مصرعها حادث أليم كانت نتائجه فادحة .. كما رفض أفراد العائلة التصريح ب.. “

أغلق “تيم” هاتفه و دفع رأسه بقوة إلى الخلف للمرة المائة يستمع إلى تلك المقاطع المتعددة التى مر عليها ثلاث أيام ! هكذا انتهت حياة زوجته السابقة و ابنه العم الصغيرة .. كانت بمثابة الشقيقة بالرغم من جميع ما بدر منها و ما رآه هو و شقيقته ! كيف لها أن تفنى روحها فور أن أصبحت على مايرام ! شخص سوي ! يستطيع أن يحيا حياة طبيعية مثلهم ! ردد بإرهاق حين وصل بتفكيره إلى تلك النقطة :

– لا حول ولا قوة إلا بالله !!

رمقته “فرح” الجالسة داخل السيارة بجانبه بنظرة حزينة لحالته هي تعلم جيداً مدى صدمته و ثقل الخبر على جميع أفراد العائلة هي أيضاً ألجمتها الصدمة حين استمعت إلى ذاك الخبر المؤلم بالرغم من جهلها بتلك الفتاة و أنها لم ترَ أياً من تلك المشاحنات بأم عينيها لا تملك سوى الدعاء لها الآن رفعت يدها تربت فوق كتفه هامسة بهدوء :

– ادعيلها هي محتاجة دعوات دلوقت !

فتح عينيه يراقب ملامحها الهادئة لحظات ثم مد ذراعه لها يحتويها داخل أحضانه بصمت تام و قد أعلنت عينيه عن دمعات وداع كادت تتساقط فوق خصلاتها لكنه تدارك الأمر و أطلق أنفاسه الساخنة إلى الهواء ثم دفع رأسه مرة أخرى إلى الخلف تاركاً ذاك الحريق من الأفكار و القلق نحو شقيقته مرة أخري ينشب داخل صدره وعقله كان يظن الأمور بحالة من التحسن الواضحة لكنه يقر أن عودته تلك سببها الأول “أسيف” ثم الوقوف بجانب العائلة و زوج شقيقته “فهد” ! و آآآه من حزن الفهد !!!

-***-

جلست “أسيف” بجانب عمتها التي أصابها الوهن منذ ذاك الخبر الأليم شردت تتذكر تلك اللحظة التي علمت بها أن زوجها انطلق بجنون من القصر قبل لحظات من عودة ابن عمها بصحبة صديق زوجها و كيف كانت تخشى فقدانه هو أيضاً حيث رأت قيادته الهوجاء للسيارة لولا تواجد صديقه و ابن العم الذين انصرفا بالحال خلفه الله وحده أعلم حال المصير الذي كان ينتظره !! حالة من الإنهيار المؤلم تُسيطر على أجواء القصر ، رغم عودة الجد من رحلته العلاجية إلا أن حالته الصحية بتدهور واضح يجلس بالظلام طوال اليوم داخل غرفته رافضاً العلاج و الطعام إلا حين بكت العمة بقوة أمامه تطالبه بتناول وجبة صغيرة للغاية ! لم تتخيل أن يصافح الموت يد العائلة سالباً روح الابنه الصغيرة هكذا !

تلك الأحزان بكفة و حزنه الصامت بكفة أخرى يتجنب تواجد الجميع يعود متأخراً إلى المنزل صامتاً يدلف حينها إلى غرفة المكتب و يوصد الباب خلفه و هي على يقين أنه يتخير أوقات نومها تحديداً ليكُن وقت عودته ! لا تعلم أين يقضي وقته يغلق هاتفه تاركاً الجميع و كأنه بحالة من الزهد ! بالرغم من أنه يحرمها رؤياه إلا أن أوجاعه الصامته يمزق نياط قلبها و يُهلكها عودة الحصون فلم تخفق حين قالت أن حُصونه مُهلكة حد الإنهاك !!!!

انفجرت باكية حين دلفت إلى غرفة المكتب و لم تجده تلك المرة أيضاً جلست فوق مقعد المكتب ثم رفعت يديها تواري وجهها و تركت شهقاتها المكتومة منذ أيام تندلع الآن ! ربما ساءت العلاقة فيما بينها وبين “ندى” ابنه العم كيف لها أن تمحُ الذكريات ! لقد رأت منها أيضاً لحظات كثيرة لطالما دافعت عنها بالصغر حتى إن كان الأمر يشمله الزيف و استعراض من قِبل ابنه العم ! لكنها لن تنكر تلك اللحظات التى تشاركتها معها ! لم تتخيل أن تحزن هكذا بالرغم كل ما مرت به على يدها الأمر مؤلم بالفعل !!

دلف “نائل” إلى الداخل و جلس القرفصاء أمامها يقول بهدوء :

– معلش الموضوع صعب عليه أوى محتاج ياخد وقته ..

ارتفعت شهقاتها و هتفت ببكاء مرير :

– أنا متأكدة من داا يانائل أنا موجوعه عشانه تخيل أنا علاقتى بندى بقيت ايه و مش مصدقة اللي حصل حاسه هتدخل علينا في أي وقت ويكون كل دا كدب هو بقاا يعمل ايه ! دي اخته الصغيرة !! تخيل أنا يحصلي كدا تيم حاله هيبقاا ايه ؟!!! الموت أخد مننا كتير يانائل بس أول مرة احس بقلبي هيقف كداا من الوجع ..

استقام واقفاً و عاونها بالوقوف يهدر بصوت يخالجه الارهاق الواضح :

– أنا حاسس بيكِ و مفيش في ايدينا حاجه دلوقت غير اننا ندعيلهم و ندعي إن فهد يجمع حاله في أقرب وقت أوعدك أول ما تيم يوصل هعرفلك هو فين و نروحله سوا لو حابه ..

أسندت رأسها فجأة إلى كتفه و رفعت يدها إلى رأسها تهدر عاقدة حاجبيها بإرهاق :

– نائل !

رفع حاجبه و مال برأسه يهتف باندهاش و قد توقف عن السير بها :

– مالك ياأسيف ؟!!

ترنحت فجأة و بدأت الرؤية تتلاشى لديها لتسقط مغشياً عليها تبتعد عن عالمنا و بذات الوقت تزيد من صلتها به بتلك النطفة التى بدأت تنمو داخلها تبشر الأب الغائب بضيف جديد !!

-***-

داخل السيارة منذ أيام يجوب الشوارع المجاورة للمرسم الخاص بزوجة صديقه هكذا أصبح “أيهم” بحالة يرثى لها فقد جميع ما يملك و قد حرم حاله من رؤياها ! حبيبة الروح التي كانت تروي ظمأ قلبه .. أصبح “أيهم” التنفيذ الفعلي لقول ندرك قيمة الأشياء حين نفقدها !

كاذب من أخبرنا أن كلمات وقت الغضب أصدق الكلمات ! ماهي إلا مشاعر مضرمة بنيران الضيق و الغضب ما هي إلا لحظات شُكلت من سوء الظن و الخيبات نظن أن نهايتها راحة و إطفاء لحريق الروح و بالفعل هى إنطفاء لكنه مصحوب بالندم فقط الندم !!!!

#أصفاد_مُخملية
#شيماء_الجندي

رفع هاتفه يحاول الوصول إلى صديقه الفهد الجريح لكن دون فائدة ! حالة صديقه أيضاً ليست أفضل منه كثيراً ! يرى حبل أوجاعه لا تنتهي .. يفقد الأحبة واحداً تلو الآخر و كانت شقيقته الأشد وقعاً عليه .. يذكر حين حدثه بأمر زوجها و تحرى معه عنه حين كان يملك النفوذ و نبرته حين هدر قائلاً :

– أنا قلقان على ندى أوي لسه قراراتها متهورة و مش بتحسب خطواتها ياأيهم !!

أجابه “أيهم” :

– خلاص قولها إن لسه متعالجش بشكل كامل وماينفعش ترتبط بيه عشان كدا ..

تلقى إيماءة من “فهد” و كلمات مقتضبة :

– ندى رفضت تسمع أسباب ياأيهم .. !!

تنهد بغضب و أدار السيارة يعود إلى القصر مرة أخرى يتفقد حال الأبناء ثم يعود إلى الطرقات بجولة تفقدية فاشلة من تلك الجولات التى لا تُعد ولا تُحصى !!!!

-***-

يجلس أرضاً و هو بحالة غير مهندمة حيث حل أزرار قميصه و شمر عن ساعديه إن رآه أحد بتلك اللحظة لأجزم أن قفصه الصدري يكاد ينفجر من فرط الصعود و الهبوط بقوة و عدم انتظام تنفسه !! خصلاته يهبط بعضها فوق جبينه المتعرق نتيجة المجهود البدني الذي يبذله كل يوم و كأنه خرج للتو من إحدى مباريات المصارعة الحرة !!

أيصارع المرء الذكرى ؟! الأفكار ؟! أيحاول المرء مصارعة القدر ؟! و كيف له أن يصارع أمور إلاهية بحتة ؟! أيصل عجز المرء إلى تلك الدرجة !! أن يتمنى المحال بعقله الباطن حتى إن كان الواقع يعاكس ما يتمناه ؟!! أيصعب تصديق الحقائق المثبتة ؟!! فراق الأحبة !! بقاء ذكرى بعالمنا الفاني !! ذلك ما يتبقى من حرب عقلية باردة نهايتها صرخات مكتومة و بدايتها رحيل !! رحيل دون وداع !! رحيل يجعلك على بداية طريق الجنون من سرعة الفقد و توقيته المفاجئ !! تدرك حينها أنك لم تخطئ السمع حين أنصت إلى ذاك العجوز ذات مرة و هو يبتهل قائلاً ” ‏اللهم اصرف عنا موت الفجأة في ساعة الغفلة ” لقد صدق القول و صدقت الشعور الآن !!! وإن صادفت الشعور حينها أصدقك القول هامساً لك ” أهلاً بك في عالم أحياء الجسد أموات الروح !!!! “

صرخ فجأة صائحاً إلى السماء و قد احتل اللون الأحمر رماديتاه وتراقص الألم و الحزن معاً داخل حدقتيه على أنغام إجهاشه بالبكاء بين حين و آخر !! كانت كلمة واحدة تندلع من شفتيه و بالأحرى نداء واحد ألا و هو :

– ياااارب !!!!

ترك عيناه تجوبا تلك السماء التي أحاطت به تعمد الإتيان إلى ذاك المكان المستوحش .. ليترك حاله مع الحضرة الربانية كعادة أمه حين كانت تجلس أرضاً ناظرة إلى السماوات تتهامس ببكاء مرير و تخبره أن هناك من يسمع و يرى !!!

استقام واقفاً يزيح ذرات الأتربة عن جسده و يتجه إلى سيارته عائداً إلى القصر حيث بدأ الظلام الدامس يحتل المكان من حوله جلس داخل السيارة يحاول نفض تلك الذكرى عن عقله مشهده وهو يوارى جسد شقيقته الصغرى منذ أيام خلف التراب يكاد يفتك بما لديه من صبر كم تمني أن يجلس جانبها بتلك اللحظة و ألا يعود مرة يذكر جلوسه و إنهياره أمام الجميع لولا جسد زوجته الذي احتضنه فجأة و تمسكها به !!!

شقيقته التى كانت تملك من الأحلام و الأماني مالا يعد ولا يحصى انطلقت كلماتها حيث حادثته قبل أن تصعد تلك الطائرة و تلك النبرة الخائفة ثقبت أذنه يومها ” فهد أوعي تزعل مني عارفه إني غلطت كتير بس كنت بغلط وأنا عارفه إن ورايا ضهر مش هيتكسر أبداً استغليته غلط بس عمري ماقللت من قيمته !! أنا جايه مصر عشانك وحشتني والله عاوزة أشوفك و احضنك حتى لو دي هتكون آخر حاجه اعملها في حياتي !!! ” و قد كانت !!!

سحب قنينه الماء و اندفع خارج السيارة يسكبها فوق رأسه الساخن لتنساب قطرات الماء فوق رأسه ووجهه و تمتزج بدمعاته التى لم تتوقف منذ أيام !!!

-***-

بعد مرور ثلاث أسابيع ..

أخيراً انفتح باب الغرفة انتفضت من نومها حيث تشعر برائحة جسده حولها كل صباح هي على يقين أنه يأتي إليها أثناء نومها و كانت تتمنى رؤياه ! مشاركته ! دعمه ! الإطمئنان أنه على مايرام أو بالأحرى لم يتعرض إلى إنهيار تام !! و الآن ما تمنته يتحقق انتفضت تعتدل فوق الفراش و كادت تغادره راكضة نحوه لكنه داهمها حين هرع إليها كطفل اشتاق إلى أحضان أمه دس وجهه الشاحب بتجويف عنقها بصمت تام سقطت دمعاته بهدوء لتغرق كتفها رفعت يديها تربت فوق ظهره و تزيد من دفع جسدها داخل أحضانه تهمس بصوتها الحزين الذي بدا على مشارف البكاء :

– فهد رعبتني عليك !!!

أغمض عينيه تاركاً حاله لها حيث عادت بجسدها تستند إلى الوسائد خلفها و لازالت تتمسك به بقوة بدأ سيل جارف من دموعها يهبط كمداً لما يحدث له لمحت وجهه المنهك لحظة واحدة لكنها كانت كافية لوشم ألم عيناه و ذاك الوجع المنقوش فوق ملامحه بين جنبات صدرها ..

ظل على حاله ما يقرب ساعتين ، صامت يحدق في الفراغ و بين حين و آخر يدس وجهه بين أحضانها و أخيراً تشدق بنبرة حانقة :

– أنا غلطان مكنش لازم اسيبها تسافر معاهم .. سافرت بتضحكلي رجعتلي في كفن !!! أنا دفنتها بإيدياااا !!! هقول إيه لأمي !! معرفتش أحافظ على أمانتك لياااا !!! اللي كنت باخدها في حضنى اشيلها وهي رضيعة شيلتهااا تاني للقبر !!! أنا حاسس روحي اتسحبت مني ياأسيف !!! ياريت كنت معاها ..انااا ..

تركته يفرغ ما بجعبته إلى أن وصل إلى تلك الكلمات أمسكت كتفه تزيح جسده عنها وتهدر من بين بكائها لكلماته ومشاعره :

– اوعي ياافهد بالله عليك انا أموت منغيرك !!! ده قضاء ربنا أنت مش محتاج اقولك كدا كلنا اتوجعنا يافهد كلنااا !!

اتسعت عينيها حين تأملت ملامحه وكأنه طفل تهطل دمعاته دون توقف تحولت عيناه إلى جمرتا لهب يقص عليها تلك الحرب التي تجوب أعماقه دون هوادة تكاد تقسم بأغلظ الأيمان أنها تحترق الآن لأجل تلك الهيئة !!!

إعادته إلى أحضانها تهدر بنبرة حانية فور أن قبلت خصلاته المبعثرة :

– متبعدش تاني يافهد وانت موجوع أرجوك !!!

-***-

بصباح اليوم التالي وقفت تتأمل نومه الهادئ لحظات قبل أن تعقد حاجبيها باندهاش لتلك الصرخة التى تسللت إلى مسامعها من الخارج !!

خرجت إلى الحديقة لتجد الصغير يقذف الألعاب الخاصة به باتجاه الخادمة التي تحاول تفاديها و من الواضح أن أحدهم أصابتها حيث وضعت يدها فوق إحدى عينيها و تتراقص بعشوائية بمحلها !!

ركضت نحوه تحاول تهدئته في حين أنه كف عن أفعاله بمجرد رؤيتها لتهبط لمستواه قائلة بلطف :

– عمر حبيبي ليه كدا !!

قالتها و هى تنظر بحزن تجاه تلك المسكينة فاجأها باحتضانها و هو يقول بحنق طفولي بالغ :

– أنا عاوز ماما مش أنتِ قول… !

قاطعته مسرعة وهي تستقيم قائلة أثناء اتجاهها نحو الخادمة و قد احتفظت بيده الصغيرة بين يدها :

– أنتِ بخير ! معلش ياهند أنتِ عارفه عمر ..

حصلت على ابتسامة لم تصل إلى خديها و هدرت الفتاة و هي تفر من أمامه فراً :

– ولا يهمك ياأسيف هانم بس أرجوكِ خليه معاكِ عشان تصرفاته صعبة أوي مع الكل ..

عقد حاجبيه بغضب و صرخ بها محتداً :

– ملكيش دعوة بياااا !!!

عقد “أسيف” حاجبيها و أشارت إلى الخادمة بعينيها بالانصراف ثم اتجهت معه إلى المقعد بالحديقة و هدرت بحزن :

– مش اتفقنا ياعمر إن ماما بخير بس مش هعرف اوصلها دلوقت عشان تكلمك !!

بدأ بالبكاء بصمت و قد نكس رأسه ينظر إلى الأرض بخذلان مما دفعها إلى احتضانه و هندمه خصلاته الناعمة قائلة بحنو :

– طيب أنت بتعيط ليه أنا وعداك هنروح لها !!

هدر من بين دمعاته :

– ماما حصلها زي آنطي ندى و مش هشوفهاا تانييي !!!

اتسعت عينيها و كادت تنفي ما استنتجه ذاك الصغير لكنها وجدت صوته الهادئ يخترق أذنها حيث هدر و هو ينحني بجزعه العلوي و يقول :

– ماما بخير هخليك تتأكد بنفسك بس بشرطين !!

رفع رأسه الصغيرة نحو ذاك الرجل الهادئ دوماً و الملاصق لصديقته الحبيبة “أسيف” اتسعت عينها الباكية و هز رأسه بالإيجاب مسرعاً ليرفع “فهد” حاجبه قائلاً بصوته الرجولي :

– الأول متعيطش كداا عشان مامتك متقلقش !! و التاني تقولي بتحب أسيف ولا لا ؟!

هز رأسه و هو يجفف دمعاته بيديه الصغيرة و يحتضنها بقوة هادراً :

– بحبها اووي !!

رفعت يدها تربت فوق خصلاته تستمع إلى زوجها يهدر بهدوء لذيذ ؛

– خلاص يبقا محدش ابدااا هيعرف إنك كلمتها خصوصاً بابا عشان هو متفق معايا على حاجه بس بينسى اتفقنا ؟

هدر مسرعاً وهو يقترب منه بحذر فور أن خرج من أحضان “أسيف” :

– اتفقنااا !!

ضيق عينيه و هدر بهدوء و هو يقف :

– اتفاق رجالة !!!

انفرجت شفتيه بابتسامة مغترة و رفع وجهه للأعلى هادراً بجدية :

– اتفاق رجالة !! أنا وعدتك خلااص !!

اتسعت عيني “أسيف” لتلك الطريقة و أسلوب الصغير الذي تغير بلحظات و أصبح كرجل يافع يُنهي النقاش و كأنه يؤكد أن الحديث أصبح مبتذل له وجدت زوجها يميل برأسه للجانب رافعاً حاجبه الأيسر و داهم الصغير بحمله فوق ذراعه يهدر بهدوء :

– الرجالة مش بتضرب بنات اللي حصل ده مايتكررش تاني !! ولا مع أي حد كبير اتفقنا ياكابتن ؟!

راقبت انصرافهما معاً خطوات بابتسامة صافية هادئة لتجده يقف ماداً ذراعه لها هادراً وهو يحمل الصغير بالذراع الآخر :

– مش هتيجي ؟!

استقامت واققة تحاول مجابهة ذاك الدوار و داخلها تبتسم بحزن لمحاولة زوجها بالعودة كما كان لكن ذاك الحزن لن ولم يلحظه سواها هي لقد باتت تدرى حالته من مجرد رؤياه ؟! و تقر داخلها أنه بأسوأ حالاته على الإطلاق لكنه لازال يحاول لأجل من حوله !!

وحده رب العالمين القادر على الغفران و العفو لكن من رحمته بنا يمنحنا فرص و يمنح من يحيط بنا قدرة تقبلها فإن أخفقت بانتهاز فرصتك لا تلومن إلا حالك !!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اصفاد مخملية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى