رواية اصفاد مخملية الفصل الثالث عشر 13 بقلم شيماء الجندي
رواية اصفاد مخملية البارت الثالث عشر
رواية اصفاد مخملية الجزء الثالث عشر
رواية اصفاد مخملية الحلقة الثالثة عشر
” لطفاً رفيقي ! ”
ألقت حقيبتها فوق الأريكة بغضب فور أن دلفت إلى المرسم الخاص بها .. تركت “رنيم” رضيعها فوق الأريكة المقابلة ثم استقامت واقفة تنظر إلى “فرح”و”نائل” بتساؤل واضح .. تنهد “نائل” و اتجه إلى “أسيف” التي ولت ظهرها إليهم و استندت بكتفها إلى تلك البوابة الزجاجية تعبث بهاتفها بصمت ليردف بتردد :
– احم .. أسيف هي بس تلاقيها هتروح معاه عشان مش عارفة حد في القصر وكدا و بعدين أيهم هناك هتقعد معاه هو أكيد … !!
اتسعت عيني “فرح” من حديثه العشوائي حيث ضيقت “رنيم” عينيها وهتفت تعليقاً على حديثه :
– هي صافي راحت الشغل مع فهد !! تعبانة بجد للدرجة دي ؟
اعتدلت “أسيف” تواجهها بنظرات مشتعلة و هتفت بغضب و نبرة متشنجة :
– تعبانه أي !! قولنالها أهدي وهنجيبلك أيهم ياخدك وهي ماسكة في دراعه زي العيال و تصرخ وتحضن فيه قصادنا كلنا وتقول لا هروح مع فهد !!!!!
صمتت تضم شفتيها بغضب و تُطلق الهواء الساخن من فتحتي أنفها و أكملت أثناء اتجاهها نحو المقعد تجلس فوقه و تضم يديها الاثنتين معاً بإنفعال :
– بس العيب على اللي ماصدق ياخدها معاه .. أصلها رحلة أي حد يطلعها !!!
اتجه “نائل’ إليها يجلس بجانبها هادراً بغضب و هو يصفع ركبته بإنفعال :
– قولتلك البنت دي مش مريحة .. وداخلة تاخد الدبدوب منك افرحي يااختي اهي فكت الفيونكة بتاعتك وبكرة تلاقي الواد فهد حاطط فيونكة جديدة وداخل علينا !!!
رفعت عينيها بتوتر نحوه و شعرت بتلك الغضة بحلقها يصحبها اختناق كأن يد أحدهم تشتد فوق عنقها بتلك اللحظة .. قلبها ينتفض بشدة تحاول استيعاب ما قاله ابن العم للتو !! هل يفعلها !!
زجرته “فرح” بنظراتها الحادة ثم اتجهت إلى صديقتها تضع يدها أعلى كتفها و تهدر بلطف يشوبة نبرة تحذيرية :
– لا طبعاً فهد مايعملش كدا !! كل الحكاية إنها أمانه صاحبه مش أكتر و فهد اتعاطف مع مرضها عشان هي لوحدها و كلنا فاهمين دا !!
عقدت “أسيف” حاجبيها و هدرت بغضب :
– مرضها اللي هو إيه بقااا !!! و بعدين المريض يتعالج يافرح مش نسيبه ونعمله اللي هو عاوزه زي الأطفال !!!
قاطعها “نائل” بجدية عاقداً حاجبيه يهتف مندهشاً :
– أسيف مش ملاحظة إنك اتجاهلتي كلام فرح الأول ورديتي على باقي الجملة !!! فرح قالتلك فهد مايعملش كدا .. الأزمة بينك وبين فهد مش أزمة صافي .. دي قصة ثقة .. وكل مشاكلك هتتحل لو وثقتي فيه شوية !!
حالة هوجاء أصابتها حين ردد “نائل” حديث شقيقها لها بالأمس و حديث عمتها منذ أيام و صديقتها التي هز رأسها بالإيجاب تأييداً لحديثه الآن !!! استقامت واقفة تحاول الدفاع عن حالها غافلة عن تلك المسكينة الواقفة تتابع حديثهم بهدوء إلى أن هدرت “أسيف” بغضب :
– كلكم شايفيني وحشة مش بثق فيه !! انتوا مش شايفين أيهم و اا ..
توقفت عن الاسترسال بحديثها حين اتسعت عيني “نائل” بذهول و اتجهت مُقلتيه نحو “رنيم” يتفقدها بتوتر لتنظر “أسيف” نحوها على الفور وتعتذر بأعين متسعة :
– أنا آسفة يارنيم مقصدش حاجه .. صدقيني أنا من توتري ب..آآ ..
قاطعتها حين اتجهت إليها تحتضنها بلطف و تربت فوق كتفها بيد و يدها الأخري تسير فوق خصلاتها تهدر بحنو :
– صدقيني ياأسيف أنا فاهمه وضعك حلو جداا و متأكدة إن كل مشاعرك مشتته دلوقت بس صدقيني فهد مختلف عن أيهم … و كلنا شوفنا فهد رافض أغلب تصرفات أيهم ازاي !! ليه تضغطي على نفسك وتحمليها فوق طاقتها وتخافي كدا على الفاضي ؟!! جوزك بيحبك جداً و مش بيحاول يضغط عليكِ رغم كل اللي بيحصل بينكم ماينفعش تاخديه بذنب معملوش ..
صمتت الأخرى وتركت تلك الدمعات الحبيسة تنطلق من مقلتيها داخل أحضان تلك الجميلة الدافئة .. بدأت تجعش بالبكاء و كأنها تحاول التعبير عما يكنه صدرها من مخاوف مستقبلية و أوهام شكلها عقلها الباطن و كان المتسبب بها أحاديث سامة اندلعت من شفتي طبيب توارى خلف رداء الصداقة و ها هو يتبخر حين صارحت شقيقها بما حدث و بدأ بالبحث عنه !! لقد اختفى فور أن فقد زوجها ثقته بها و دمر حياتها و تحولت لياليها إلى جحيم أبدي .. لم يشعر أحد بتلك النيران التى تأكل صدرها منذ أيام .. يظنها الجميع تتراقص فرحة بانتصارها و أنها فقدت ثقتها به لكن داخلها لم ولن يفعل !! لقد صارت توبخ حالها لفعلتها الشنعاء بحقه و تحاول تخبئة شعورها بالألم والذنب خلف رداء غضبها من تجاهله .. تحاول إثارة غضبه بشتى الطرق و إخراج وحوشه الراكدة داخله لثُبت لحالها أنه سيئ .. بل بالغ السوء لكنه يخيب آمالها كعادته !!
أشد أنواع المحادثات ألماً هى تلك التي نخوضها مع حالنا بجلسات خاصة فريدة من نوعها .. حيث يصبح المرء القاضي والجلاد لروحه و يعجز الجميع عن استيعاب حالته .. ويتم وصفه بالمتقلب مزاجياً .. غافلين تماماً عن حقيقة أن جميعنا متقلبون مزاجياً .. جميعنا مررنا بتلك الطرقات .. !!!
أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي
انسحب كلاً من “فرح” و “نائل” تاركين مساحة خاصة لها حين وجدا أنها لأول مرة منذ فترة تحاول التعبير عن حالها حتى إن كان بالبكاء ..
تلك الحالة من فقدان النطق التي تداهمنا حيث تتفاقم الأمور و تتدهور الأرواح و تفقد القلوب رونقها تكاد تكون أشد حالات الألم النفسي .. حالة تعجز بها الألسنة عن وصف ما دفعنا إلى قمة الهاوية .. و يعجز الوصف عن قص رواية مؤلمة للآذان مروعة للقلوب ينتهي سردها بكلمات مواساة غير مرغوب بها على الإطلاق !!!
أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي
-***-
وقف “أيهم ” يطالع السيارات من زجاج مكتب صديقه بذاك المبني الشاهق بذهن شارد يسترجع بعقله ومضات من الفترة السابقة حيث أولى مواجهاته مع شقيقه الأصغر الذي اغتنم ثقته المفرطة به لينتهك حقوق أخيه ويسلبها بشكل ظاهري .. كانت لحظات قاسية حين واجهه داخل منزل والدة “فرح” التي قامت بضيافة زوجته قائلاً فور أن تلقى لكمات “أيهم” فوق وجهه المُدمى :
Flash back ..
– فاكر إني هسيبها بعد ما عملتلي فخ وجابتك تضربني ياأيهم !!! مش هسيب رنيم إلا بطلوع روحها زي ما عملت في مراتي !!!!
أمسك فهد قبضة صديقه يحاول دفعه عنه في حين صرخ “أيهم” بشقيقه بشكل هجومي محاولاً صد دفع صديقه له للخلف :
– مين هي اللي كلمتني ياحيوان !!!! رنيم مش طايقة تشوف وشيييي و فهد هو اللي متابع معاها عشان يحميها من و****… بدل ما أنت اللي تدافع عنها ياقذر يانجس !!! أنا مش متخيل اللي بيحصلي ومنك أنت بالذات !!! كانت عملت ايه ليك عشان تعمل فيها كدا و أنااا !! أنا عملت ليك إيه عشان تخرب بيتي كداااا ؟!!!!
وقف “سيف” مترنحاً يصيح باستنكار غاضباً :
– عملت إيه ؟!! صافي اعترفت لياااا انهااا كانت عاوزة تخلص منهااا هي !!! مش من مراتي وولادي و مراتك هي اللي بعتتهم مكانهاااا !!!
ركل “أيهم” بقايا حطام الطاولة تجاه شقيقه بغضب و حاول الهجوم عليه مُمسكاً تلابيب قميصه الممزق لكن حال بينهم جسد “فهد” الذي دفعه يصرخ به :
– بس غباء بقاااا ياأخي الأمن هنا ممكن يسلموك أنت وهو للشرطة .. اسحب نفسك على عربيتي وأنا هاجي وراك مع سيف !!
صاح الآخر غاضباً :
– أنا مش هروح على مكان معاكم ؟!!!
ليعتدل أخيراً “فهد” يرمقه بنظرات مشتعلة و يتجه حياله جاذباً إياه من بقايا قميصه يهدر بعنف ونبرة تحذيرية :
– لا يارايق .. أنت هتخرس خاالص وهتعمل كل اللي بقولك عليه .. بدل ما اطلب أنا البوليس و اطلع الغلبانة اللي جوا دي تحكي ليهم ولجوزها أنت اتهجمت عليها إزاي في مرسم مراتي و معايا فيديوهات كاميرات المراقبة .. هتمشى وأنت ساكت وهجيبلك تيشيرت تحطه على جسمك وهنقعد في أقرب كافيه نلم الليلة دي و لا اروح أعرف اخوك بنجاستك ويخلص عليك وقتي !!
رمقه “سيف” بغضب ناظراً حيال مقلتيه باحثاً عن ذرة سخرية أو جدية لكنه لم يجد سوى نظراته الجليدية الباردة و نبرته العنيفة الخافتة تخترق أذنيه .. ليعقد حاجبيه و يحاول إزاحة يديه لكنه لم يلفح حيث انتظر “فهد” إجابته قبل أن يحل قبضته .. وحصل على إماءة من رأسه وصوته المتحشرج يهدر :
– تمام هتسيبني أمشي معاك ولا هتجرني كدا بالعافية !!
تركه الآخر يتجه إلى الأرض يرفع ما سقط من متعلقاتهم أثناء الشجار و هو يقول بهدوء :
– يلا ياأيهم .. !!
ضيق “سيف” عينيه حين تركه بالفعل دون قلق من رد فعله وكأنه يخبره أنه الأشد بأس وقوة عنه .. وبالفعل تبعهم بهدوء فور أن ألقى نظرة سريعة تجاه منزلها !!!
وصل الجميع إلى المكان المنشود .. راقب “سيف” تقدم “فهد” من رجلين في أعمار تقاربه إلى حد ما .. انتظر انتهاء المصافحات و اندلاع ذاك السؤال الفضولي الاستنكاري من أحدهم يقول :
– هو ده سيف أخو أيهم !!!
رمقه “سيف” بنظرات غاضبة ثم هدر بإسلوب عدائي :
– وأنت مالك !
رفع “نائل” حاجبه و أردف ساخراً :
– تبقاا أكيد سيف فعلاً ..
لكزه “تيم” بخفة و عينيه تجوب ملامح ذاك الرجل العدواني الغاضب .. لاحت بسمة خفية على شفتيه حين وجد آثار كدمات حديثة و جروح لم تلتئم موزعة على وجهه و ما ظهر من جسده … وأخيراً هدر “أيهم” الذي جاور صديقه بجلسته مُعلناً اشمئزازه التام من شقيقه :
– فين ڤيديوهات مراتي ؟!! و لقيتها ازاي !
بلل “سيف” شفتيه و رفع يده يفرك لحيته بغضب مُغمضاً عينيه بقوة كأنه يحاول أسر مارد روحه المشتعلة ثم أردف ساخراً :
– الفيديوهات موجوده متقلقش ومحدش هيقدر يوصلها غيري هخرج من هنا اجيبهالك .. و أملاكك كلها متلمستش بالعكس أنا كنت شغال بضعف المجهود الفترة اللي فاتت عشان ميحصلش أي خساير .. محدش طالع خسران غيري !!
عقد “أيهم” حاجبيه و تشدق بصوت أجش و قد ارتفعت نبرته العدائية تجاه شقيقه قائلاً باستنكار :
– خسراااان !!!! خسران إيه ياسيف !!! أملاكك اتنهبت من أكتر حد بتثق فيه !!! و لا أخوك ابتزك وابتز مراتك بڤيديوهاتها في أوضة النوم ؟!! أنت متخيل لو مكنش ليا صاحب زي فهد يستقبلني في بيته كنت هبقا فين !!!!! في الشارع .. فكرت لحظة وااااحده هعيش فين انا وأهل بيتي !!! فكرت فيااا وأنا بشوف مراتي بالمنظر دا و أخويا هو اللي بيهددنا بيها !!!!! رد عليااااا فكرت في ولاد أخواتك اللي متعلقين بيك أكتر من تعلقهم بيااا أنا نفسي !!!!! فكرت في واحدة وثقت فيك و اعتبرتك أخ في ضهرها روحت خرجت كل سكاكينك و طعنتها بيهاااا !! لا وتوقع أخوك في و*** .. عشان عارف أن مفيش راجل في الدنياااا هيستحمل يشوف مراته كدا حتى لو عارف أنه بالحلال !!! رد علياااااا فكرت في كل دااااا !!!!!
انتفض جسد الآخر و برزت عروق وجهه وهو يضرب بقبضته فوق الطاولة و اندفعت الدموع من عينيه يجهش كطفل صغير و هي يهدر بعنف صائحاً :
– لا فكرتتتت … و فكرتتتت فيك .. فكرت أن ممكن تكون اننتتت مكان مراتي وقتهااا ، مليشششش غيرك وخوفتتت عليكككككك أناا اتجوزت صافي رغم حالتها النفسية مخصوص عشااااانك … الموضوع كله كان صدفة صدقني ياأيهم مكنتش مخطط لأي حاجة و كنت رايح لمراتك النهاردة اقولها أن بمجرد مايحصل الطلاق هسيب ليها كل فيديوهاتها والله ماكنت هأذيها بيهااا ده كان كله تهديدات عشان عارف إنها هتخاف و تبعد عنك خصوصاً إن صافي كل عداوتها معاها وتصرفاتها مش مضمونه ناحيتكككك .. كل حركة مني كانت من خوفي عليككككك حركة الأملاك دي كانت فكرة صافي و ندمت عليها صدقني .. و موضوع رنيم طلع ليا صدفة برضه شهاب كان مجمع نسخ قديمة من ڤيديوهات على اللابتوب اللي كان معايا و أنا بقلب فيهم شوفت الجزء بتاع أوضة النوم و صدقني مكملتش انا عرفت محتواه بس و صافي قالتلي إن الحل الوحيد أن ابعد رنيم عنك بيهم عشان هي مش هتهتم غير أنها ترجع حقها م حق أبوها وأمها منها حتى لو بموت الكل !!! كنتتتت عاوزنييي اعمل أي وسط كل دااا لوحديييي .. صدقني يا أيهم كلها كانت صدف ومش مترتبة ابداااا مني !!
صمت الجميع و تبادل كلاً من أبناء العم نظرات صامته ليندفع “نائل” ساخراً :
– يارااجل كل دي صدف !! دا يامحاسن الصدف أوي يعني ؟!
انطلقت ضحكات ساخرة من شفتي “أيهم” و تشدق مستنكراً :
– لا فعلاً ده أنت ضحية جداا .. يعني روحت طلعت صافي من السجن و اتجوزتها من ورايا و اتفقت عليا وعلى مراتي و نفذتوا خططكوا .. وجاي تقولي من حبي فيك وخايف عليك !!!! ملعونة محبتكككك على الأخوة بتاعتك على خوفك عليااااا .. عاوزني أفرح إنك بتسلم مراتي ليهاااا !!!! بتفضي الطريق ليها عشان تقتل مرات أخوك !!!!!
لم يشعر الآخر بحاله سوى وهو منبطح أرضاً و أخيه يعيد الكرة مرة أخرى يكيل له من اللكمات و الركلات إلى جميع أنحاء جسده أو بمعني أوضح ماتصل إليه يده الهوجاء .. مشهد قاسي لشجار عنيف بين أخوة يربط فيما بينهم صلة الدم لكن إضرام النيران بالقلوب ليس بالأمر الهين ياسادة !!
كانت كارثتي الكبرى حين أغمضت عيني ذات ليلة من فرط الإرهاق داخل ساحة القتال .. كنت على يقين أن جميع أموري على مايرام و أن اسهم العدو لن تنل مني حيث شكل أحبتي حلقة حماية من حولي و أخبرني الأقرب لي أن هلاكه أهون له من رؤيتي مصاباً ، ابتسمت له و تركت جسدى يتراقص بين أماني بالانتصار و أحلام بليلة الظفر داخل معركتي .. إلى تلك اللحظة اضطربت الحركة من حولي و شعرت بطعنة قاسية بظهري سالت دماء أحلامي حينها .. و اخترق أذني صوت أحد الجنود يصرخ بي … “استيقظ أيها الأبله لقد طعنك الأقرب و فر هارباً ” .. أذكر حينها عجزي أن اكشف لهم أني يقظ .. وأود العودة والقتال لكن أخجلني ثقتي المفرطة أثناء دفاعي عنه ذات ليلة أنه الرفيق و أن الرفيق لا يخون ولا يهون ، آلمني شعور الخذلان ، آلمني أن يقف عدوي مُشفقاً حين رأى نهايتي على يد الأقرب .. و أن تُصبح ذكراي درس قاسي للتعبير عن مفهوم الخيانة .. والخذلان من الأقرب !!!
أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي
Back ..
اعتدل عاقداً حاجبيه حين أُغلق باب المكتب بقوة مفرطة ، ابتسم حين وجد صديقه مُقبلاً بغضب نحوه يلقي متعلقاته جانباً و يهدر ممسكاً تلابيب قميصه :
– أنت عارف ياأيهم لو في الآخر مطلعش حاجه من ورا بنت عمك دي هعمل فيك ايييييه !!!!!! ده أنا مشوفتش في حياته لازقة زيهاااا !!!!
ضحك بقوة و مال برأسه إلى الأمام في حين أمسك قبضتيه يحلها عنه و يدفع جسده بخفة نحو الأريكة حيث ألقى “فهد” جسده بإنهاك يستمع إلى صديقه يقول ساخراً من بين ضحكاته :
– لا و أنت ملاك أوي ومش بتستغل الوضع تغيظ أسيف بيه ؟!!
لاحت ابتسامة عابثة فوق شفتيه و رفع ذراعيه يعقدهما خلف رأسه ثم هدر وهو يسند قدميه فوق الطاولة قائلاً :
– ده أنا كنت خلاص صدقت أنها مش حاسة بأي حاجة ناحيتي من آخر كلام بينا .. بس منظرها امبارح مش رايح من عقلي …
اختفت ابتسامته تدريجياً وهدر بنبرة ثابتة تزينت ببعض الغضب :
– لو أعرف إيه اللي دخل بينا وخوفها كدا هرتاح و اعرف اتعامل … !!
عقد “أيهم” حاجبيه و هدر بجدية :
– بصراحة اللي حصل بينكم مفاجئ جداً .. طيب ما تجرب تتكلم مع تيم يمكن هو عارف !!
هز رأسه برفض قاطع و أردف عاقداً حاجبيه :
– لا طبعاً و لو مايعرفش حاجه يبقاا الموضوع كبر و كأني بشتكي من أسيف .. أسيف حساسة جداً ياأيهم وانا واخد عهد على نفسي استحملها لآخر نفس فيا !!
تنهد “أيهم” بضيق و أجابه بحزن :
– بس حقك يكون دا متبادل بينكم يا فهد !!
ابتسم ساخراً و اعتدل بجلسته ينظر أرضاً وهو يكور قبضته و يشد عليها بقوة :
– عارف ياأيهم اللي استحملته مني أسيف زمان يشفعلها أي حاجه في الدنيا .. أنا كل ماافتكر بقرف من نفسي حتى لو بالمرض .. تخيل هى !!!
وقف يتجه إلى هاتفه ويهدر بإنهاك لإنهاء تلك المحادثة :
– مشكلتي كلها مع أسيف في الشخص اللي كانت بتتواصل معاه في الفترة الأخيرة كانت بتتوتر جدااا وهي ماسكة الفون بتاعها متأكد إن حد قلقها …
وقف “أيهم” فجأة يتجه إليه يردد بصدمة :
– حد بتتواصل معاه !!! هو مش المفروض محدش يعرف قصتكم أصلا من برا القصر غير الدكاترة اللي عالجتكم !!!!
ضيق عينيه وتوقف عن العبث بهاتفه يرفع رأسه عنه ويحدق بصديقه لحظات قبل أن يهدر عاقداً حاجبيه جازاً بقوة على أسنانه :
– يزييييد !!!!!!
-***-
تنهدت “سمر” ثم وضعت قبلة هادئة فوق رأس الصغير “عُدى ” ثم اتجهت إلى ابن أخيها الذي يلتهم الطعام بشراهة بالغة عقدت حاجبيها و اتجهت إليه تهتف بحزن :
– أنا معرفش نفسك مفتوحة أوي كدا ليه الدنيا كلها متبهدلة وأنت مش هامك غير الأكل من ساعة ماجيت ومش راضي تطمني على رنيم ؟!!
تأفف “نائل” بضجر و عقد حاجبيه يترك الملعقة و يهدر فور أن ابتلع الطعام بجوفه و أمسك كوب العصير :
– دنيا ايه اللي مبهدلة ياعمتو بس .. ورنيم زي الفل هي اللي بتواسي أسيف .. تصدقي لايقين على بعض الأتنين بقيوا نكد أوي .. صحيح البنت أسيف البسكوته بتاعتي بس بقيت غبية مع الواد فهد ومطلعه عينه وأول مرة يصعب عليا .. !!
تنهدت بحزن عميق و أردفت :
– معلش أنا واثقة في فهد عاقل و هيستوعبها .. وبعدين إيه نكد دي مش حرام عليك واحدة متطلقة امبارح عاوز منها تعمل ايه دي كتر خيرها أيهم دا طلع بشع أوي ومعرفش إزاي فهد يصاحبه كدا ..
نظر حوله بتوتر ثم هز رأسه بالإيجاب و أردف يمط شفتيه بهدوء محاولاً الاعتدال والوقوف :
– عندك حق الدنيا قل خيرها .. يلا استأذن أنا بقااا الحمدلله !!
رفعت “سمر” حاجبيها تدريجياً ثم ابتسمت بلطف و أمسكت يده فجأة تهتف بعبث :
– اااه .. نائل حبيبي قول عارف إيه يلاا !! هتخبي على عمتو حبيبتك !!!!
عقد حاجبيه يجلس مرة أخرى و هو يبحث بعينيه عن أحدهم حوله هادراً بحزن مصطنع :
– ماهو بالطريقة دي هيبقاا من الحب ماقتل بجد .. عارفه الدبدوب وصاحبه لو عرفوا إني همست بحرف واحد هيحصل فيااا ايه !!!! أنا اللي بتضرب لوحدي في الآخر اتقوا الله ربنا ياخد القصر الملعون داااا بقااااا !!!
لكزته “سمر” بكتفه و هدرت بنبرة تحذيرية غاضبة :
– أنت هتتلم وتقول ولا اقوم أقول لفهد إنك سايب أسيف و رنيم وحدهم وجيت تاكل هناااا !!!!!
نظر إليها بحزن و أردف بنبرة على مشارف البكاء :
– حتى أنتِ ياعمتو ياطيبة !!!!!! طيب هقولك مفتاح وأجري و لو مفهمتيش تبقاا مشكلتك بقااا ..
ابتسمت بلطف وهزت رأسها بالإيجاب تهمس له :
– حبيب قلب عمتو الشاطر !!! ايوه قول ..
نظر باشمئزاز و أردف ساخراً :
– هو اي دا اللي حبيب قلب عمتو الشاطر أنتِ قعدتك مع العيال لحست عقلك ياعمتو .. أنا اللي قدي عنده عيال في كي چي وان ؟!!
تلقى لكزة أخرى بقوة أكبر في كتفه و هدرت به :
– ولد إيه قلة الأدب دي !!! اخلص وقول ..
جز على أسنانه بقوة و أردف بحزن :
– يااارب ابقاا اخرس عشان أريح الكل … بصي أيهم صاحب فهد .. تمام !!!! و فهد ساعة حوار طلاق أسيف عمل حركة كدا جامدة بتاعة شياطين فاكراها !!! أهو نفس إبليس داااا وسوس ليهم تاني راح أيهم عمل ايه هااا !!!!!!!
اتسعت عينيها و أردفت بصدمة تضع يديها فوق شفتيها :
– لاااا مش ممكننننن !!!!!
ابتسم لها وهز رأسه بالإيجاب تأييداً لها و أردف بانتصار :
– لااا ممكن بقاا ..
عقدت حاجبيها و وقفت تطل عليه بغضب تهدر بحزن :
– ضرب رنيممممم !!!!!!
تلاشت بسمته ووقف يجز على أسنانه بقوة هادراً بإنفعال :
– تصدقي أنا عرفت أنا جايب غبائي منين !!! أنا هروح اعترف ليهم اني حكتلك واتضرب منهم ارحمليييي !!!!!
حاولت إيقافه لكنه أشاح بيده و اتجه للخارج يحدث حاله قائلاً :
– قال ضربها قاااال .. بدل ماااتفهم أنه مطلقهاش تقولي ضربهااا بسماجة .. كان يوم أسود يوم مااتولدت بينكم ليه يارب أمي ماكتمتش نفسي بالغلط وأنا رضيع و خلصتنييييي !!!!!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اصفاد مخملية)