روايات

رواية اصفاد مخملية الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء الجندي

رواية اصفاد مخملية الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء الجندي

رواية اصفاد مخملية البارت التاسع عشر

رواية اصفاد مخملية الجزء التاسع عشر

اصفاد مخملية
اصفاد مخملية

رواية اصفاد مخملية الحلقة التاسعة عشر

” دِرْع !”
منذ دقائق و الجميع خارج باحة المنزل بحالة ترقب واضحة و تأهب تام ، توجه “أيهم” نحوه صديقه الضابط و فريقه المتناثر بتنظيم محدد من حولهم بينما توقف “فهد” بجانب السيارة ينظر إلى الهاتف حيث خمدت الأجواء فور أن أطلق “يزيد” رصاصة واحدة بـغرض ترهيب أعوانه بتلك الجريمة الشنعاء و فور تلك اللحظة ألقى أوامره هادرًا بغضب :

– أنزلوا على الأرض وايديكم لفوق !!!

نظر “راغب” نحوه ثم إلى ذاك السلاح الذي أشهره منذ أن دلف إلى منزله و هدر بجدية عاقدًا حاجبيه بغضب :

– يزيد بلاش جنان أنا مفيش معايا سلاح و دخلت هنا مآمن ليك ومنغير رجالتي زي ما بتطلب دايماااا ميكنش دا جزاء ثقتي فيك !!!!

صدحت ضحكات “يزيد” الساخرة بقوة و أردف مستنكرًا :

– مآمن لياااا !!! وثقة !!!! مشكلتك إنك وثقت في الشخص الغلط ياراغب ! أنا هدفي كله من الأول أسيف وبس !!!! لكن أنت دخلتني في متاهه مليش فيها ولا تلزمني !!!

جز “فهد” بقوة على أسنانه حيث أغضبه استرساله بالحديث عن زوجته بتلك الطريقة المثيرة لأعصابه رفع عينيه المشتعلة و اشتدت عضلات كتفه بقوة حين ربت “تيم” بخفة فوق كتفه فور وصوله قائلًا بإنزعاج طفيف :

– ليه مقولتش كل حاجه بصراحة يافهد من الأول !!

أشار إليه نحو الهاتف و هدر بجدية ونبرة محتدة :

– تيم هفهمك كل حاجه أنا كلمتك تيجي تقف معانا مش تأنب فيا دلوقت هحكيلك كل حاجه لو خرجت من هنا عايش ولو مخرجتش تبقا عرفت كل حاجه عن البني آدم ده و تبعده عن أسيف و العيلة !!

عقد “تيم” حاجبيه لذاك الختام القاسي ، من الواضح أن الأمور متفاقمة إلى حد قلق ابن العم الهادئ ! صمت حين عادت مُقلتي “فهد” نحو الشاشة يتابعها بترقب و استقر هو أيضًا بجانبه يتابع ذاك المشهد المريب حيث أطاعت “صافي” الأمر و تبعها “راغب” حين أدركته تلك النظرات القاسية الشيطانية المندلعة من حدقتي ذاك الطبيب الخائن لكنه ابتسم حين أنار عقله بتلك الفكرة و هدر بهدوء نسبي قائلًا :

– طيب و ياترى أسيف لما تعرف إنك قتلت خطيبتك السابقة و عرفت تلبسها لواحد تاني و مش بس كدا عيلة أسيف لما تعرف إنك موقوف عن ممارسة المهنة هتثق فيك !!!

اندفعت قدم “يزيد” بعنف و غضب تجاه معدته مال “راغب” إلى الأمام بجزعه العلوي وجعدت ملامح وجهه صارخًا يستمع إليه يهدر بإهتياج :

– أنا اتوقفتتتت بسببكككك بسبب الحيوااانة اللي زقتها علياااا ، امااا اللي بتتكلم عنهاااا دي كاانتتت خاينة سابتنيييي في أكتر وقت احتاجتهااا فيه !!!! و مش بس كدااا هي اللي رجعلتي وهددتني بأسيف برضه بسببكككك !!!

رفع “فهد” حاجبه لأعلى و بدأ مرجل الغضب يشتعل بصدر “تيم” وهو يراقب ذاك الحديث المختل من طبيب شقيقته السابق ليهدر بحدة :

– مش ممكن قتل خطيبته اللي سابته عشان حوار حادثته !!!!

رمقه “فهد” بنظرات مشتعلة وهدر بغضب :

– أنت كنت عارف عنها !!! أنا أول مرة اسمع الكلام داا !!!

هز “تيم” رأسه بالإيجاب وتشدق عاقدًا حاجبيه يوزع نظراته ليتابع الأحداث على الطرف الآخر بين تلك الفرقة المختلة :

– حكى لأسيف عنها في بداية العلاج و أسيف قالتلي عنها بعدها ..

Flash back ..

“من أحداث الجزء الأول رواية حصونه المُهلكة “

أمسكت الدفتر بأناملها الرقيقه و ناولها قلم و هو يقول :

– القلم ده غالي عليا جدا ، ده هديه مني ليكِ و أتمنى مترفضيش …

تناولته و هى تومئ له و عقلها متوتر من تلك المحادثة ليُكمل حديثه مُتسائلا :

-أنتِ عارفه إن عيلتى و عيلتك اصدقاء قدام جدآ ؟!

هزت رأسها بالإيجاب الصامت ليبتسم مُكملا :

– تعرفى إنى فقدت بصرى فتره و عملت كذا عمليه عشان يرجع !

بدأ يلفت انتباهها حيث رفعت أنظارها إليه و أعينها ترمقه بنظرات مليئة بالدهشة و التساؤل !!

فاستجاب إلى تساؤلها الصامت و أردف بهدوء :

– و خطيبتي سابتني بسبب الموضوع ده ..

عقدت حاجبيها بحزن و راح عقلها يدور بالأشخاص السيئين أمثال خطيبته و الذين تعرفهم عن ظهر قلب لينتشلها من أفكارها السوداء صوته الهادئ يقول :

– كان نفسي يكون عندي أخت صغيره زيك كده .. لميس كانت من أب مصري زينا و أم بريطانيه .. اتعرفنا علي بعض في الجامعه و مع الوقت اتعلقت بيها جدا و انا كنت بشاركها كل حاجه تخصني ، و كانت أمنيتى يكون عندي اخت متسألنيش ليه ، بس ده اتجدد لما شوفت علاقه تيم معاكٍ ، المهم قعدنا سنتين نحب بعض و اتخطبنا كمان ، بس للأسف بعد ما فقدت بصري و مع أول لحظه فوقت من مخدر العمليه صوتها كان في ودنى ، بتقولي مش هتقدر تكمل ، و اختفت بعدها …

ظهرت أمارات التأثر علي ملامحها الجميله و قد بدأت تندمج مع قصته متناسيه وجعها بل أوجاعها ليتدراك نفسه و حمحم يقول بصوت رخيم :

– بس الحقيقه بعد كام يوم نسيتها أو بمعنى أفضل اقنعت نفسي إنى اتناساها و أبدأ استجيب لمحاولات أهلى فى العلاج ، عارفه ليه يأسيف !

Back …

صدح صوت “راغب” الغاضب و أردف مستنكرًا :

– أنت صدقت نفسكككك !!! أنت لجأت لدكتور تاني يعالجها فعلًا عشان عارف إنك فاااشل و الدكتور التاني اللي أخوها تيم جابه ليها من الأول عشان تتابع معاه هو السبب في تحسن أسيف تقدر تنكر داااا ؟!!!!!

و كأن الطبيب الوقور أصابته حالة من الجنون وفقد السيطرة على النفس اندفع بجسده نحوه بقوة و انبطح جسد “راغب” أرضًا وفوق منه “يزيد” الذي بدا وكأنه يقاتل بشراسة واضحة مستخدمًا قبضتيه بالتبادل يطيح بوجه ذاك المخادع وهو يصرخ بعنف شديد :

– ايواااا عملت كدااااا عشان بحبهاااااا مقدرتش أسيبها تتعذب زيي و ندمتتتتتتت على داااا كان زمانها معايااااا وبإرادتها و شايفاني أنسب وااااحد ليهااا بس برضه مش هسيب كلبببب زيككككك عارف كل داااا عنيييي يعيش أسيف وصلها اكييييد الفيديو الجديد اللي بعرفها فيه أن جوزهااا مهددني عشان ماساعدهاااش و أنه مش هو اللي جابني اعالجها أصلااا وكالعادة هتثق فياااا و هكمل معاهااا لحد ماابعدهااااا عنه و أنت و الخاينة دييي هخلص منكم هناااا و تبقوا مجانين وخلصتوا من بعض !!!!

انتفض جسد صافي بقوة من فرط توترها و اصابتها هستيريا بكاء كالطفل و عادت بجسدها إلى الخلف و كأنها فقدت شراستها المعهودة لقد أصبح الأمر أشد رهبة لها حين بدا راغب بالدفاع عن حاله فور أن تسربت الدماء من أنحاء وجهه بدأ بمبادلة ذاك الثور الهائج اللكمات والضربات و احتد الصراع بذات التوقيت نجح أفراد الشرطة بـاقتحام المنزل بغرض إنهاء تلك المصارعة و القبض على تلك العصابة الصغيرة فور أن اعترف كلًا منهم أنه متورط بشكل واضح وكارثي بتلك المؤامرة الشيطانية ..

يظل شيطان الإنس الأشد خطورة على الإطلاق ، هى قلوب نُزعت من بين ثناياها الرحمة ، أرواح اعتادت افتراس من منحهم الثقة وآمن برحمتهم الزائفة ، أجساد تمتلك عدة أوجه بشرية أحدهم وجه شيطاني شاذ يلتهم بتلك الأنياب الشرسة أرواح كانت آمنه مطمئنه !!!

#أصفاد_مُخملية
#شيماء_الجندي

إنتهاء الأمر دون خسائر بالأرواح كان أمر بالغ الصعوبة في تواجد عقل مُدبر و نفس بالغة الحقد حيث الطبيب الخائن أصر على إنهاء القصة بإسلوب مراوغ و ذاك فور أن رأى أفراد عائلة “البراري” تدلف إلى مقر جريمته الشنعاء بحقهم !!

كان السلاح الناري بعد بعد خطوة واحدة حين اندفع أفراد الأمن إلى الداخل و لسوء الحظ حصل عليه بين يديه و جذب تلك الباكية من خصلاتها بقوة و هو يوجه السلاح ناحيتها هادرًا بغضب شديد ناظرًا إلى “فهد” الذي رمقه بنظرات عدوانية مشتعلة و استمر بالقبض على ذراع “تيم” محاولًا منعه من الهجوم على ذاك الفاسد :

– أنت اللي صعبت كل حاااااجة عليااا يافهد !!! انانييييي و مشوفتش غير نفسك رغم رفضهااااا ليك مليون مرة !!!! أنا مأذتشششش أسيف ياتيممممم عشان تكرهنييي كداااا !!!!!

رمق “تيم” الذي يراقبه بإشمئزاز و مقت واضح لحظة قبل أن يعود مرة أخرى إلى عيني الفهد الثائر روحًا أما جسده ساكن يحاول السيطرة على إنفاعلات وجهه و جسده و كبح تلك الرغبة بالهجوم عليه و تمزيقه إربًا لتلك الأفعال الشنعاء !!!

أكمل “يزيد” و بدأ الدموع تلتمع داخل مقلتيه يعود إلى الخلف و يوزع نظراته على تلك الأسلحة الموجهه نحوه :

– أنا كنت هكمل معاهااا منغير كل دااا أنت دمرت مستقبلي وحيااااتي بجشعك !!!!! أنت اللي خلتني ألجأ لكلبببب زي داااا يساومنييييي !!!

أشار إلى “راغب” المُكبل بالأصفاد و يتم معاونة جسده بالتحرك من قِبل الأمن ، صرخ مُعنفًا ذاك الصامت :

– ماتتكلمممممم رد عليااااااا قول للناس ديييي إنك انتتتت السبب أنت اللي أذيتهاااا وعذبتهاااا وانهااااا بتكرهكككك و بدليل مجرد ماقولتلها إنك مريض اترعبتتت منكككككك !!!

صاح “تيم” بغضب شديد :

– كفاياااااك بقاااا إياك تجيب سيرة أختى في قذارتك ديييي تانيييي محدش قالك تقتل و تتورط مع واحد زي راغب في قتل ابن عميييي ، صدقنيييي اللي بتعمله ده كله ملوش لازمة محدش هسيبك تخرج من هنا و عمرك ما هتلمح أسيف تاااااني ، استفزازكككك لفهد دلوقت مش في مصلحتك سيب صافي و سلم نفسك !!!

هدر الضابط بحذر و هو يحاول التقدم منه قائلًا :

– اللي بتعمله ده هيورطك أكتر هي كدا كدا متورطة معاكم في القضية ده شروع في قتل مش هزااار !!!!

إلتمعت مُقلتي “يزيد” و هو يستمع إلى حديث “صافي” الباكية الموجه إلى ابن عمها “أيهم” حيث كانت نظراته كفيلة بشرح مدى تحقيره لها و اشمئزازه من نتائج أفعالها :

– أيه.. ممم أناا .. أنااا ك..نت عاوزة ارجع حياتي بسس .. صدقنيي ، كل دااا غصب عن.. نييي .. ااااه !!!

صرخت بقوة جين اشتدت قبضة يزيد فوق خصلاتها و انطلقت رصاصته الطائشة تجاه “فهد” يهدر بغضب :

– انتتت اللي لااازم تموتتتت !!!!

هلعت “صافي” و حاولت ركله بغضب شديد وإفلات حالها منه و بغضون لحظات انطلقت الرصاصات من الجهتين !!!!

-***-

أنهى “يزيد” حياة “صافي” برصاصة أخرى طائشة _ قبل أن يتلقى جسده طلقات نارية من الشرطة_ و تم إلقاء القبض على “راغب” و غادر أفراد عائلة “البراري” و سليل عائلة “الرفاعي” أرض النزاع بقلوب مشتتة وعقول شاردة !!

جلس “فهد” بجانب “تيم” بسيارته و ترك سيارته الخاصة يقودها صديقه بطريق العودة !!

دفع رأسه إلى الخلف و أغمض عينيه يحاول توقع ما بداخل ذاك التسجيل المزعوم الذي تحدث عنه “يزيد” قبل وفاته ، تُرى ما هو رد فعلها عن فحواه ؟!

توقف عقله فجأة عن تلك الأفكار المراوغة المزعجة و اعتدل بجلسته يهدر بهدوء :

– تيم ! وقف على جنب أنا محتاج أروح مكان لوحدي !!

أجابه بدهشة وهو يختطف النظرات إليه يحدق بذاك الإنهاك الواضح فوق ملامح وجهه ثم سرعان ما هدر بتساؤل وكأنه فطن إلى وجهته القادمة :

– أنت هتروح المقابر !!

أطلق أنفاسه بحزن شديد و أردف بصوت أجش :

– أيوه محتاج أكون معاهم .. لوحدي !!

هز “تيم” رأسه بالإيجاب وتشدق بتفهم واضح :

– يبقا مش أنت اللي تنزل أنا هسيبلك العربية و أرجع أشوف فرح لسه راجعة من السفر هي ووالدتها ..

عقد “فهد” حاجبيه وأردف بتساؤل :

– أنا اتشغلت ونسيت أسألك عملوا ايه والدتها بخير دلوقت ؟!

هز “تيم” رأسه بالإيجاب وأردف بهدوء :

– أيوه العملية عدت على خير الحمدلله ..

صمت لحظات ثم أكمل بجدية :

– شكرًا على اللي عملته يافهد .. أنا مش متخيل إزاي كلنا اتخدعنا فيه كدا !!! مش متخيل أسيف كان ممكن يحصلها إيه على أيديه !! اللي كنت بفكر أحميها منه إزاي عرض نفسه للموت مرتين عشانها و اللي كنت مآمن ليه طلع مختل مش طبيعي !!! أنا بعترف إني كنت بكرهك بس الفرصة التانية كانت من حقك و مبسوط إنك بتثبت حقك فيها و كأنك بتأكد للكل إنك تستاهلها في كل مرة ، ولعلمك أنا مش متضايق إنك خبيت عني كل دا بصراحة أنا مضمنش فكرة عدم ثقتي في يزيد قبل اليوم دا وقبل مااشوفه بالبشاعة دي ، اعتقد كنت هقف في صفه ..

هز كتفيه بحزن و أكمل :

– المظاهر خداعة فعلًا يابن عمي !!

أنهى حديثه بابتسامة هادئة و ربت على كتفه بلطف فور أن أكد على صلة القرابة فيما بينهما وگأنه يخبره أن ذاك الرابط الوثيق هو القاعدة و دون ذلك شواذها !!!

قانون اللعب الأول أن هناك رابح و خاسر .. و الثاني أن اندفاع أحد الطرفين بالتصرفات الهوجاء يؤدي إلى خسارته ، إليكم القانون الأول والأخير ياسادة و هو ما نشأت الروح الرياضية نتيجته … الثقة !!!

إن لم أثق بروحك و قلبك و أنا أبارزك داخل المباراة بشراسة اللاعب ، إن لم أثق أنك تود ربح أحدنا دون رياء أو حزن تضمره داخلك فور انتهاء اللعبة ، ثق أنني لن أجازف باللعب معك أبدًا !!!

#أصفاد_مُخملية
#شيماء_الجندي

تنهد “فهد” بضيق وهو يقف بتلك الرقعة الهادئة ، أصرت تلك الدمعات الخانئة أن تنساب فوق لحيته الكثة تركها ، ترك تلك القطرات الساخنة تغادر مُقلتيه الحزينة ، هنا انتهت تلك القدرة على الصمود ، لقد أنهى الفارس تلك الحرب الدامية وعاد إلى أوطانه يحمل راية النصر يبتسم لذاك الحشد المترقب عودته منذ أمد بعيد !!!

الأمر بالغ القسوة أنهيت للتو ملمحمة بمفردي ، أخبرني أحدهم أن الأحب و الأقرب داخل دائرة الخطر دون علمه ، يتربص به صديق زائف ينتظر غفلته ، كنت أعلم أني أخوض حربي الخاصة ، حرب الدفاع عن الأحبة الكرام ، حرب وضعت خطتها بمفردي و مثلت دوري البطولي ببسالة أردعت العدو و هدمت الحصون ، لم أتوقف رغم جميع الحواجز ، وحين صارعني الموت ذاته واختطف أحد أحبتي ، واصلت دفاعي عن البقية لم أذكر لحظة آثرت بها الفرار ، لكني أذكر لحظات الفداء !! لقد كانت حربي قاسية و في نهايتها و أنا أجلس فوق الأرض الصلبة أحاول إلتقاط أنفاسي الهاربة تراقص داخل ذهني حصون أخرى ، حصون دفعتني إلى تلك الحرب حين استقر جسدها داخل دائرة المخاطر ولم تتوانَ لحظة عن تقييدت روحي بأصفادها المُخملية ، حصون مُهلكة لم تثق بي كمحارب شجاع إلى الآن !!!

#أصفاد_مُخملية
#شيماء_الجندي

-***-

دلف إلى الجناح الخاص به بعد منتصف الليل تقريبًا حيث ترك حاله داخل حالة رثاء الأحبة دون إدراك أهمية الوقت خاصة تلك الشقيقة الصغيرة التي لم ولن تغادر مخيلته مهما طال به الزمان …

عقد حاجبيه حين اندفعت إلى أحضانه بقوة تهدر بقلق واضح :

– فهد !!! خضتني عليك افتكرك اختفيت تاني !!

ضيق عينيه بدهشة هل رأت ذاك المقطع الذي تحدث عنه “يزيد” وعلمت ما حدث بالصباح !! و تعانقه هكذا أم أنها لم تعلم وتحادثه بعفويتها المعتادة !!

رفعت رأسها تراقب ملامح وجهه المصدومة لتهمس بهدوء في حين أمسكت يده تتجه معه إلى الأريكة وتختطف ذاك الظرف المحكم إغلاقه ! :

– يزيد بعتلي دا النهاردة !! بس أنا وعدتك مش هعمل حاجة تاني من وراك .. و بصراحة فرحت إني مفتحتوش ولا شوفته .. أيهم و تيم و رنيم قعدوا حكولي كل اللي حصل في الفترة اللي فاتت وأنا مكنتش أعرف بيه !!

ألقى جسده فوق الأريكة و اعتدل يستند بمرفقيه إلى ركبتيه و مال برأسه يدس راحة يده بين خصلاته يحاول اختيار كلمات يمتص بها غضبها المحتم بتلك اللحظات لكنه بالفعل عاجز عن المواساة أو الحديث ، عاجز عن إيصال شعوره بالألم و الإنهاك من ذاك اليوم الأسطوري !

كأنه يود أن يحتضنه أحدهم تلك المرة !! أن يُدرك أحدهم مدى عجزه و حزنه و غبطته بذات التوقيت لنجاة عائلته !! أن يتفهم أحدهم ذاك الخليط من المشاعر !!!

جاورته تلك الحورية و أصرت على تلبية النداء أمسكت يده و جذبته برفق ناحية جسدها ثم تمكنت من احتواء رأسه بين راحتي يديها و وضعها فوق صدرها تربت بلطف فوق خصلاته وتهمس له بصوت رقيق :

– متخيلتش إنك تعيش كل الخوف دا لوحدك عشاني !!

أصبح جسده بوضع استسلام تام بين أحضانها و كأن أصابته نوبة من الاشتياق الحاد إلى لمساتها الحانية و حضورها البرئ الطاغي ، تلك المشعوذة ذات الهالة الملائكية تحاول بثه الآن دفئ يفقتده ، لم تتذمر لأجل صمته ، استطاعت أن تتغلب على تلك المرحلة من فقد ثقتها به بمفردها !

أغمض عينيه بهدوء يستشعر ذاك السلام و يشعر بها تضم رأسه إلى جسدها بقوة و يديها تشتد فوق كتفه و شفتيها تلمس جبهته بلطف تضع تلك القبلة اللطيفة فوقها و تردف بحزن :

– إزاي تبقا كدا ؟! ازاي تروح للموت تاني برجلك عشاني !!! أنا مجرد الوصف رعبني يافهد !!!! إزاي تعيش الخوف على كل العيلة لوحدك كدا ؟! أنا مش مصدقة إني كمان كنت مصدر كل أذى ليك كأني عدوة أو متفقة معاهم ، أنا اللي ساعدت واحد زي يزيد من الأول لو كنت وثقت فيك زي ما أنت عملت معايا مكنش حصل كل داا !!! أنا عرفت دلوقت شعور الندم اللى أنت كنت حاسه يافهد ، مش عارفة إزاي أذيتك بالكلام وكنت أنانية بالشكل البشع دا مهتمتش لشعورك ولا لوفاة ندى ، شيطان خوفي هزمني و رغم كدا كنت جنبي و مسبتش إيدي !! أنا لما عرفت عن أيهم ورنيم اتوجعت أوي !! إني مقدرتش أكون جنبك بنفس الشكل خوفتك مني ومن رد فعلي و ثقتي الزايدة في واحد معرفوش لدرجة خلتك قولت لكل اللي حواليا إلا أنا !! معرفتش اسندك زي ما أنت بتعمل في كل لحظة يافهد !! أنا زعلانة على اللي وصلتك ليه ووجعك ووحدتك اللي دخلتك فيها بإيديا منغير قصد !!! صدقني كان غصب عنيييي !!!!!

ظل يراقب ملامحها حيث انسل من بين أحضانها منذ بدأت تلك الرجفة تُسيطر على نبرتها و انسابت القطرات من مقلتيها لتجهش بالبكاء فور إنهاء حديثها ، جذبها إلى أحضانه بقوة و هو بحالة عدم تصديق لما تتفوه به الآن ، ظن أن زوجته غادرتها تلك المشاعر الملائكية وأنها أصبحت بحاجة إلى مبررات واضحة بكل أمر يخصها ، لكن ها هو ملاكه الحارس يعود و شعور الذنب يتراقص داخل مقلتيه همس لها و هو يربت فوق رأسها التي استقرت بتجويف عنقه :

– مين قال إني وحيد يا أسيف ؟!! أنا مش زعلان منك بالعكس ده كان حقك !!! أنتِ شوفتي مني اللي يوصلك لأصعب من كدا وكان طبيبعي تاخدي وقتك في ثقتك فيا!!

أجابته بحزن بالغ :

– بس أنت مبقتش تثق فيا بسبب اللي عملته وبعدت عني باقي اليوم و روحت قعدت لوحدك !!

ابتسم بهدوء و أردف بحزن :

– مش هنكر إني محبتش نتواجه وكنت مرهق ومش مستعد لده ، بس أنا كنت محتاج اقعد في مكان قريب من ماما و ندى !! كنت محتاج أحس روحهم حواليا !!

اعتدلت تنظر إليه بحزن وتهدر من بين شقهاتها :

– يعني لسه بتحبني !!!

رفع أنامله يزيل تلك الدمعات عن خديها ويردف بلطف و هو يميل بشفتيه يقبلهما هامسًا :

– ومعرفش اتنفس منغيرك !!!

أشرق وجهها بتلك البسمة العابثة فجأة و اقتربت بثغرها من شفتيه في حين تلتف ذراعيها حول عنقه وتهمس :

– يبقا اوعدني لما تحصل حاجه بعد كدا تيجي ليا على طول وأنا برضه هعمل كدا ، يمكن كلامك معايا يفيدك أكتر يافهد ، اديني فرصة أقرب منك أكتر !!

جذب خصرها نحوه بقوة يلتهم شفتيها بنهم و يهدر بعبث من بين قُبلاته اللاهبة :

– تقربي إيه أكتر من كدا يااقلب فهد !!!

ضحكت برقة و دست أناملها بين خصلاته تبادله قُبلاته لاثمة صدغه إلى أن وصلت شفتيها بجانب أذنه اليمنى تهمس له بشغف :

– أنا قولتلك قبل كدا إني بحبك !!

ابتسم لها و استقام واقفًا يحملها بين ذراعيه و يهدر :

– لا ده واضح إني أنا اللي عندي كلام جديد أقوله النهارده !!

وضعها فوق الفراش و مال فوقها يلثم شفتيها و يهمس لها مندهشًا بإستنكار في حين يده تداعب خصلاتها الحريرية :

– بس تيم ربنا هداه ومبقاش هادم لذات يعني هو كان داخل تحدي إنك متبقيش حامل ولما حصل فقد الأمل !!!

صدحت ضحكاتها بقوة و أحاطت عنقه تهمس بغنج أنثوي :

– تؤ هو غالبًا بقا عارف إن أخته بتحبك جدًااا و قرر يبطل يضايقك !

ابتسم لها وهز رأسه بالإيجاب يتشدق بلطف و يعود إلى شفتيها مرة أخرى :

– أخته دي روحي و أنفاسي !!!!

من الشائع أن الدروع تُصنع خصيصًا لتُحيط أجسادنا بغرض حمايتها ، ماذا إن كنت أنت دِرعي القاسي وقت حربي ! دِرع روحي و مأمني !!!

#أصفاد_مُخملية
#شيماء_الجندي

إلتهم شفتيها بإشتياق بادلته إياه و أنتقلت أناملها من فوق لحيته إلى خصلاته تجذب رأسه نحوها برقة وقد نجح الماكر بسرقة ما تبقى من أنفاسها بين شفتيه !!

سرعان ما بدأت تقاومه و تحاول إفلات شفتيها منه و هدرت بتذكر وأعين متسعة حين رفع رأسه يعقد حاجبيه بتذمر واضح تجاه فعلتها :

– فهد أنا عارفة أنه مش وقته بس عاوزة أقولك حاجه عن رنيم قبل ما أنسى !!!

صدقوني تيم مظلوم محدش هادم لذات غير أخته نفسها 😂😂😌

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اصفاد مخملية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى