روايات

رواية اسيا وشر الجنوب الفصل العاشر 10 بقلم هنا عادل

رواية اسيا وشر الجنوب الفصل العاشر 10 بقلم هنا عادل

رواية اسيا وشر الجنوب الجزء العاشر

رواية اسيا وشر الجنوب البارت العاشر

اسيا وشر الجنوب
اسيا وشر الجنوب

رواية اسيا وشر الجنوب الحلقة العاشرة

الليلة دي رغم انها كانت صعبة على ريم، لكن هي فضلت فى غيبوبتها لحد الصبح، فتحت عنيها كان عندها صداع رهيب لكن مش فاكرة اللى حصل ولا اللى شافته، صحى جاد قبلها واستغرب لأن مش الطبيعي بتاع ريم انها تنام كل ده، هو محبش يصحيها وسابها نايمة فى اعتقاده انها سهرت مع اسيا او تعبانة، لكن هي للأسف عاشت اسواء ليلة فى حياتها مع شبح مخيف مرعب قرر يدخل حياتها ويهدمها، فتحت عنيها بكسل وكان جاد واقف بيلبس هدومه، شافها فى المرايا بص وراه وهو بيقولها:
– ايه يا عروسة، راحتك جت على الصعيد ولا ايه؟ ناموسيتك بمبي.
ماسكة ريم دماغها وموجوعة:
– عندي صداع رهيب يا جاد، مش قادرة افتح عيني.
جاد:
– سهرتي ولا ايه؟
ريم:
– مش فاكرة صدقني، انا اخر حاجة فاكراها اني دخلت السرير، ايه بقى حصل بعد كده مش عارفة ولا فاكرة، حاسة اني منمتش، انا جاتلي غيبوبة نوم.
جاد:
– يمكن علشان نمتي كتير حاسة بالصداع، هتقومي نفطر سوا ولا هتكملي نوم؟
ريم:
– مجيبتش اسيا ليه؟
جاد:
– رقية قابضة عليها، مش عايزة تسيبها ابدا.
ريم:
– معلش هاتهالي يا جاد، عايزة اشوفها، من وقت ما جينا هنا مش عارفة اتلم عليها.
فعلا خلص جاد وراح جاب اسيا اللى كانت مع رقية وفرحانة بيها، رجع بيها لريم اللى اخدتها فى حضنها وحسيت بهدوء وراحة فى حضن بنتها، اسيا رغم انها طفلة الا انها كانت بتقدر تحتوي اي حد يقرب منها، ويمكن شجن محسيتش بده بسبب انها محاولتش تقرب من البنت دي، يمكن لو كانت حاولت بس كان كل اللى جواها من غل وغضب يتغير، حضن اسيا وريم كان سبب فى ان ريم تفوق شوية من الصداع اللى حاسة بيه، كل يوم بيعدي بهدوء ومن غير مشاكل زى ما هما متخيلين، لكن شجن مش بتسيب البيت، ووجودها بيساعد الشبح انه يأذى ريم ويدمر اعصابها من غير ما تحس، بقيت كل يوم الشبح دي تظهر لريم ويحصل نفس اللى بيحصل، لكن اللى مكانش حد عارف انه بيحصل هو ان الشبح ده بتتجسد لجاد فى صورة ريم، وبيتخيل فيها انها مراته وبيتعامل معاها على انها مراته، مكانش قادر يفوق لنفسه ولا يفهم انه ماشي فى سكة يمكن ميعرفش يرجع منها، كل يوم تصحى ريم تعبانة وناسية اللى حصل، اما جاد دايما مقتنع انها سهرت وتعبت مع البنت مثلا، الدنيا فى البيت ماشية هادية وزي كل يوم وكأن الموضوع بقى امر واقع، حتى موضوع جواز شجن من جاد مقفول مؤقتا لأن شجن نفسها قالت لأبوها وعمها:
– مش اصول اننا نتكلم فى حاجة زي دي ومرت عمي راقدة، تفوق ونطمن ويحلها ربنا.
فإن البنت الصغيرة تقول كده للكبار، يبقى هما عداهم الاصول وهي لاء، مكانوش يعرفوا انها مستنية جاد هو اللى يبقى عايزها، جاد اللى ابتدا يزهق من شكوى ريم بالتعب كل يوم، فى الايام دي كانت شجن مقربة لكل اللى فى البيت بكل الطرق، هدوء، مساعدة، نعومة، سهر، خدمة…كل حاجة مع كل حد موجود فى البيت الا…الا جاد.
جاد اللى بقى حاسس ان مراته زهقت من عيشتها فى الجو بتاعه اللى مش هيقدر يبعد عنه دلوقتي، مراته اللى كل يوم الصبح تصحى واحدة تانية غير اللى كانت معاه بليل، مراته اللى بقيت مش بترتاح غير لما بتقرب من بنتها وبس غير كده هي سرحانة وتايهة وعيونها محاوطها السواد على عكس ما وصلت للبيت ده والبلد دي، كل اللى ريم فيه ده مكانش باين لحد بسبب انشغالهم بسليمة، وشجن بوجودها الطاغي فى البيت كان مش سايب فرصة لحد انه يلاحظ حاجة، ورغم كل ده، ريم وشجن علاقتهم ببعض قوية جدا، كان جاد حاسس بغيظ مش عارف سببه ايه، رغم انه مش مشغول بشجن نهائي ولا فى باله الا انه متغاظ من انها قريبة من كل اللى فى البيت لكن هو بتتجاهله، ميعرفش ان دي كانت رغبة او تعليمات انيسة…أو الشبح اللى بيعاشره كل ليلة، تظهر شجن قدام عنيه يحس انه شايفها بالفستان اللى شافها بيه على تليفون مراته، يركز مع حركاتها الناعمة السهتانة ويتغاظ من انها مش شايفاه، يلاحظ معاملتها مع ريم يتضايق انه برغم انه هو اللى كان مش عايزها وهو اللى رجع فى كلامه الا انها مش فارق معاها اللى عمله رغم عشمها سنين طويلة فى انه يكون جوزها، المشكلة مش ان ده تفكير جاد اصلا، المصيبة ان دي الهواجس والهلوسة اللى قدر العمل اللى شربه جاد يأثر عليه بيها، اه بيصلي، لكن بيصلي وبس لمجرد االصلاة، البيت كله بيصلي فهو مينفعش يعمل غير كده، لكن التزام، او قرب من ربنا بجد، او خشوع، او تحصين…هو كان بعيد عن كل ده، وعلشان كده كان جسمه مفتوح ومُهيأ لسيطرة الجن…الا لو هو كان بيقاوم، رغم ان شجن كانت ناوية تطلب من انيسة ان كفايا كده على سليمة، لكن رجعت وقالت لنفسها:
– هي لو فاقت يبقى انا ماليش لازمه اقعد فى البيت ده، لازم استنى عليها شوية.
فعلا خطط شجن ماشية زي ما هي عايزة، ريم مش حاسة خالص انها كويسة لكن كانت بتحاول متضغطش على جاد بالشكوى مراعاة منها للوضع بتاع البيت، وفكرة سكوتهم عن حوار شجن مخلياها مش عايزة تتكلم ولا تضايق حد بوجودها علشان الموضوع ميتفتحش تاني، الحاجة الوحيدة اللى بتحسس ريم بالراحة هي اسيا، اللى كان عبدالله ابتدا يتعلق بيها برضو بشكل غريب وده خلاه طول ما هو قاعد فى البيت هي معاه، وده كمان كان ضاغط على ريم لأنها مش قادرة تبقى مع بنتها طول الوقت، حاجات كتير بتمشي بوتيرة سريعة لكن اللى عايشها يبقى متخيل ان الايام مملة، مكانش يعرف جاد ان جواه فيه حاجة بتكبر ناحية شجن، وحاجة بتختفي ناحية ريم، ريم اللى مش قادر يحدد فيها ايه، لحد ما قرر يتكلم معاها فى اوضتهم:
– مالك انتي ياريم؟ بقالك فترة تصحي بحال وتنامي بحال؟
ريم بتعب وارهاق:
– مش عارفة يا جاد، انا كمان حاسة اني مش كويسة خالص، يمكن الجو هنا علشان مختلف هو اللى تعبني.
جاد:
– بس هو انتي بقيتي مش بتتعبني غير بالنهار بس ولا ايه؟ انتي خايفة حد يطلب منك تخدمي معاهم فى البيت؟
اتصدمت ريم من تفكير جاد فيها بالشكل ده وقالتله:
– انت ازاي تتخيل حاجة زي دي يا جاد؟ هو علشان انا مش عايزة اشتكيلك ولا اطلب منك اروح لدكتور علشان مضغطش عليك، تقولي وتتهمني بكلم سخيف زي ده؟
جاد:
– من غير ما تتعصبي ياريم، اصل انتي كل ليلة بتبقى زي الفل، ريم بتاعتي اللى عارفها، لكن تصحي الصبح مكتئبة وتعبانة ومرهقة ومش عايزة تبصي فى وشي تقريبا، افهم منه ايه ده غير اللى بقوله، تبقى بليل بس كويسة علشان مفيش حد بيعمل حاجة ولا هيطلب منك حاجة، لكن بالنهار الوقت بتاع شغل البيت هو اللى تبقي تعبانة فيه.
ريم زعلت جدا من الكلام ده وكأن حد ضغط على اعصابها لدرجة الانفجار رغم ان الموضوع كان اتفه من كده، لكن المس اللى صابها خلاها مش فى كامل وعيها، ومش قادرة تسيطر على انفعالاتها، وده خلاها تتصرف اول واخر تصرف هد كل حاجة من بعده، وده حصل لما صوتها ابتدا يعلى وزعقت وصوتها اتسمع فى البيت كله وهي بتقول بأنهيار:
– انت اتجننت؟ انت ازاي تقول اني ممكن افكر بالطريقة دي؟ انت تعرف عني اني كده؟ وليه اعمل كده اصلا؟ ما انا لو مش مرتاحة همشي وهسيبك هنا وسط بلدك واهلك والناموس والحر والمرض اللى انتم عايشين فيه.
طبعا صوتها العالي، مع كلامها الصادم لجاد، مع سماع عبدالله للي حصل ده كان كافي جدا انه يدمر وجود ريم فى البيت ده، ده دمره لدرجة ان محدش حاول يساعدها فى انها تصلح موقفها، بالعكس دي كانت فرصة انها تمشي علشان شجن اللى شايلاهم وشايلة امهم العيانة والبيت كله تاخد مكانها اللى المفروض كان يبقى بتاعها من الاساس، لكن الوحيدة اللى حاولت تتدخل هي شجن اللى دخلت الاوضة وقالت لريم بصوت واطي:
– ريم، صوتك عالي جدا، معندناش حريم تعلي صوتها على راجلها.
جاد بأنفعال:
– اتفضلي يا هانم، العيلة الصغيرة اللى مبتطلعش من باب بيتهم عارفة وفاهمة الاصول، اما انتي يابتاعت الجامعات وبلاد برة جاية هنا تفضحيني وتسمعي بيا اهلي والناس، من امتى صوتك بيترفع عليا.
ريم تايهة ومش لاقية رد، لكن شجن تدخلت بخبث:
– معلش يا ابن عمي، ريم متعرفش عوايدنا، بالراحة ومسيرها تتعود.
جاد بأنفعال:
– تتعود ايه بس يا شجن؟ انتي غلبانة ومش فاهمة خبث اللى زيها، صحيح، صدق اللى قال عدوك عدو دينك.
ودي كانت فرصة عبدالله الاخيرة علشان يتدخل، وهبد الباب ومن غير احم ولا دستور:
– يعني ايه عدوك عدو دينك دي يا دكتور؟
اتوتر جاد، وريم وشها هرب منه الدم، كل واحد منهم حس انه غلط الغلطة اللى هتدمر حياته، لكن خلاص مبقاش فيه مجال للرجوع، وقف عبدالله بشموخ وهو بيحلف:
– قسما عظما يا جاد، لو مقولتليش معنى الكلمة اللى خرمت وداني دي دلوقتي لا انت هتكون ابني ولا اعرفك.
صدمة نزلت على جاد، لا يقدر يكسر حلفان ابوه، ولا هو عارف ايه سبب انه ينطق بكلمة زي دي، لكن ريم اتكلمت وقالت:
– بما انها كده كده من البداية كانت بايظة، وبما اني مرفوضة من الاساس، انا وجاد مش على نفس الديانة، انا من عقيدة تانية غير الاسلام.
من غير تفكير ولا مناقشة ولا حتى صدمة اتكلم عبدالله:
– طلقها.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسيا وشر الجنوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى