رواية اسيا وشر الجنوب الفصل السابع 7 بقلم هنا عادل
رواية اسيا وشر الجنوب الجزء السابع
رواية اسيا وشر الجنوب البارت السابع
رواية اسيا وشر الجنوب الحلقة السابعة
كل حاجة فى البيت الكبير كانت شبه عادية، لكن سليمة وحالتها هي الحاجة الوحيدة اللى موقفة كل حاجة خاصة بالبيت ده، ريم حاسة انها غريبة فى البيت لكن رقية الوحيدة اللى بتحاول تحسسها انها فى بيتها وانها بين اهلها، اه باقي اخوات جاد مش واخدين موقف علشان خاطر شجن، لكن علشان هو عمل خطوة كبيرة ومهمة زي دي من غير ما يرجعلهم ولا ياخد رأيهم، كان جاد فاصل من كل اللى فى البيت ومش مشغول بحد غير بأنه يطمن على سليمة، وان ابوه يسامحه، جاد قاعد فى المندرة وجنبه ريم وباقي اخواته قاعدين فى نفس المكان، دخل عبدالله عليهم المندرة كلهم قاموا وقفوا، قعد وقعدوا هما كمان، مسكت ريم اسيا بنتها من ايد جاد وقامت مشيت ناحية عبدالله، كلهم عنيهم عليها ومستنيين رد فعل عبدالله، حتى جاد كان متوتر وقلقان من رد فعل ابوه، لكن صوت ريم وهدوئها وهي بتقول:
– طيب لو رافضني انا علشان غريبة، هترفض حفيدتك اللى من دمك وشايلة اسمك؟
عبدالله بص لجاد وبص لريم ورد عليها بعد لحظات:
– هو انتي ااتجوزتي ابنك من ورا اهلك؟
اتكسفت ريم من سؤاله، بصيت لجاد ولأسيا ورجعت بصيت لعبدالله اللى مركز معاها وقالت:
– لاء.
عبدالله كمل كلام:
– كان ممكن تتجوزيه من ورا اهلك؟
ردت تاني وهي فاهمة عايز يقول ايه:
– لاء برضو.
عبدالله سند ضهره وابتسم وهو بيقول:
– طيب تقبلي بنتك اللى جايه تكلميني عنها دي لما تكبر تدخل عليكي براجلها وعيلها وتقولك انا اتجوزت؟
ريم:
– لاء.
عبدالله:
– عايزاني اقبل ليه بقى؟
ريم:
– لأن هو الراجل مش انا، حضرتك مسألتنيش لو كنت انا جاد وهو ريم كنت اخدت الخطوة دي ولا لاء؟! حضرتك مسألتنيش لو اسيا بنتي دي كانت ولد وكبر واختار حياته ومراته بنفسه واتجوزها وجالي بيها ساعتها هوافق ولا لاء؟ الراجل له امتيازات عن الست، واكيد هنا اكتر ناس بيقدروا وبيعترفوا بالامتيازات والاختلافات اللى بين الراجل والست، الراجل له حرية الاختيار والتصرف لكن الست لاء، عندكم كده ولا انا فاهمة غلط؟….
قاطع باقي كلام ريم صوت جاد اللى حاول يسكتها وهو بيقول:
– احممم احممم.
بصيت ريم وراها وهي بتوجه كلامها لجاد:
– لحظة يا جاد، انا من حقي اتعرف عليهم ويتعرفوا عليا.
بص ابوه وقاله:
– سيبها يا ابن ابوك، سيب بنت الاجانب تناطحني وتحط راسها براسي.
رجعت بصيت ريم تاني لعبدالله وهي بتقوله:
– لاء طبعا، مش ده خالص اللى بتكلم فيه، لكن عايزة اسأل حضرتك سؤال، هو لو رقية عملت نفس اللى عمله جاد…انا اسفة طبعا اني بقول كده، بس تصرف حضرتك كان هيبقى ايه؟
رد عبدالله بأنفعال:
– هدفنها حية.
ريم:
– ومدفنتش جاد ليه؟
سكت عبدالله، لكن اتكلمت ريم بأبتسامة:
– لأن هو راجل، والراجل عندكم له وضع اكبر من الست، وعلشان كده بقى تقدر حضرتك تشيل بنت ابنك..الراجل اللى قرر يختار حياته، حتى لو هتفضل رافض وجودي، بنتكم لازم تعرف ان لها اهل وعيلة كبيرة يكونوا عزوتها والسند بتاعها، مش دي برضو عوايدكم؟ ده اللى علمهولي جاد، ان الصعايدة فى ضهر بعض وعزوة وسند وميرموش لحمهم ابدا، وده قاله وقت ما خوفت على اني اجي ببنتي هنا.
ريم كانت متعمدة تحرج عبدالله، وبكلامها توصله فكرتها عنهم اللى هي عكس اللى شايفاه منه دلوقتي، حاولت توصله الصورة اللى فى دماغها اللى جت شافت غيرها، وصلتله ان باللي بيعمله ده بيتخلى عن لحمه وعرضه اللى هي بنت ابنه، يمكن مكانتش مقنعة للدرجة الكافية، لكن على الاقل مد عبدالله ايديه واخد من ايديها اسيا… البنت اللى اول ما بص فى وشها فتحت عنيها الرمادي وابتسمت بشفايفها الحمرا الصغننة، عبدالله ركز مع تفاصيل اسيا اللى كانت اجمل من اجمل خيال، طفلة وشها زي البدر فى ليلة 14 عيونها رمادي تسحر اللى يشوفها بجمالها، خدودها الجميلة المكلبظة الحمرا عايزة تتاكل اكل، شفايفها الصغننة مرسومة، شعرها البني الحرير التقيل نازل على جبينها مزود جمالها، طفلة اية فى الجمال، مجرد ما شاف عبدالله ابتسامتها وركز فى تفاصيلها مقدرش يشيل عينيه من عليها، سرح فى البنت وكأنه اول مرة يشوف اطفال برغم ان له احفاد كتير، كان متوتر جاد لكن ريم مطمنه، هي عارفة ان بنتها عندها قبول مستحيل يكون عند اي حد، اتعودت ان اي حد يشوف اسيا ولو لمرة واحدة يتشد ليها وتدخل قلبه علطول، وده اللى خلى ريم تدخل لعبدلله من طريقها، هي عارفة ان بنتها هتقدر تخفف الاوضاع المتأزمة دي، كلهم كانوا مستغربين تركيز عبدالله ده، اتكلم ابنه اللى اكبر من جاد وقال بصوت عالي:
– ايه يا حاج مالك؟ مالها البت دي؟
مردش عبدالله على ابنه، وفضل سرحان فى اسيا اللى عنيها حس فيها بأنه رجع سنين طويلة لورا ومش عارف ايه سبب احساسه ده، قامت رقية من على الارض وراحت ناحية ابوها وقالتله وهي فاكرة ان ابوها عايز يعمل حاجة فى البنت:
– هاتها يا حاج، مش وقت اي حاجة دلوقتي.
عبدالله مسك البنت اكتر وهو بيبص لريم وبيقولها:
– البت دي بت ابني انا؟ دي بت جاد؟
ابتسمت ريم وهي بتقوله:
– بنته ومن دمه، بنت ابنك وانت جدها، واللي فى المكان ده كلهم عيلتها، حضرتك مش حسيت بده اول ما بصيت فى وشها؟
كلام عبدالله وريم كان غريب للي موجودين، لكن عبدالله قال:
– ايه البت دي؟ البت البصة فى عنيها حسست الواحد انه فى دنيا تانية.
بصيت ريم لجاد وهي بتغمزله وبتضحك وهو فهمها، لكن الباقي مقدرش يفهم اللى بيحصل، مسكت رقية البنت من ايد عبدالله ورفض تاني لكن قالها:
– بصيتي فى وش البت دي يا رقية؟
رقية بأستغراب:
– لاء يا حاج، مجاتش الفرصة من ساعة ما وصلوا و….
قاطعها وقالها:
– تعالي بصي كده، شوفي الجمال الرباني، بصي برائتها..
بصيت رقية فعلا للبنت وابتسمت ابتسامة واسعه جدا وهي بتقول بتكرار:
– ماشاء الله الله اكبر، بسم الله الحافظ، الله اكبر من عنينا، لازم نرقيها، خبيها دي يا واد ياجاد، الله اكبر.
اللى قالته رقية وكلام عبدالله خلاهم كلهم عندهم فضول يشوفوا الطفلة دي اللى رقية والحاج منبهرين بيها، وفعلا قاموا يجروا عليهم ويتفرجوا على البنت اللى كانت بتبص ليهم بعيونها الواسعة بأستغراب وترجع تبص لعبدالله وتبتسم وكأنها مطمنه انه لسه شايلها، كلهم كمان انبهروا من جمالها الملائكي ده، كل حد كان بكلمة لحد ما سكت كل لكلام وصول عاشور وعزيزة وشجن، كان عبدالله واقف فى نص المندرة وشايل البنت وكله ملموم حواليها، اتحرج فى البداية عبدالله لأنه حس ان اخوه ممكن يفهم ان اللى عمله اليوم اللى قبلها كان مجرد تمثيل علشان شكله قدامه بس، لكن عاشور مكانش بيفكر بالطريقة دي، قرب عبدالله من عاشور وقاله:
– شوف حفيدتك الجديدة يا عاشور.
ابتسم عاشور وهو بيطبطب على كتف عبدالله وبيقوله:
– ربنا يبارك ويخلي، الحاجة عاملة ايه النهاردة؟ مفيش جديد.
عزيزة بصوت عالي:
– السلام عليكم يا اهل البيت.
كله رد:
– عليكم السلام ورحمة الله.
شجن بتمثيل:
– هطلع ابص على مرات عمي يا ابويا، بعد اذنكم.
عاشور:
– هو انتم سايبين الحاجة لواحدها ولا فيه حد معاها؟
السؤال احرجهم كلهم، حتى عبدالله اللى كان مش مركز فى ان مراته لواحدها، اه هي مش حاسة بحد ولا بحاجة لكن من يوم اللى حصل لازم بيكون فيه حد من البيت جنبها ده لو مش كلهم اصلا، اتكلم عاشور وهو بيبص لجاد وبيقوله:
– من وقت ما رجعت والحال اتشقلب يا دكتور، ربنا يستر.
قام جاد وراح ناحية عمه وباس رأسه وهو بيقوله:
– حقك عليا يا عمي، بس النصيب ده بتاع ربنا، انا غلطان و….
قاطعه عاشور:
– الغلط مردود يا ابن اخويا، وبعدين غلطت فيه، الاتفاق والكلمة اللى بيتربطوا بيهم الرجالة، وانت مفيش عليك لوم ولا غلط، الغلط واللوم كانوا هيتوجدوا لو اللى رجع فى كلامه راجل.
طبعا الكلمتين دول ولعوا جاد خاصة انهم اتقالوا قدام مراته وكل اخواته، معني الكلام انه مش راجل، بص لأبوه اللى كان كل شوية يبص لأسيا ويبتسم، كان مستني جاد من ابوه انه يرد لأنه مينفعش يرد على عمه، لكن عبدالله خيب ظن جاد وهو بيقول:
– ومين اللى رجع فى اتفاقه يا عاشور، احنا رجالة ومبنرجعش فى كلامنا، ولو الحاجة سليمة لاخر الاسبوع فضلت على حالها يبقى نتمم الجواز.
جاد:
– انت بتقول ايه ياحاج؟
عبدالله لسه هيتكلم، لكن عاشور قاطعه وقال:
– فى ايه يا عبدالله؟ هو انا بنتي رمية ولا ايه؟ مش هديها للي مش شاريها ولا متقلها بالدهب، بنتي دى اجدع من 100 راجل متعلم، مش هفرط فيها بسهولة كده.
كل ده كان بيحصل فى الوقت اللى شجن فيه واقفة جنب مرات عمها فوق بتقولها وهي مطمنة انها مش حاسة:
– ابنك ده لو متجوزنيش…هقتلك وهقتله هو وبنته ومراته.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسيا وشر الجنوب)