رواية اسيا وشر الجنوب الفصل الأول 1 بقلم هنا عادل
رواية اسيا وشر الجنوب البارت الأول
رواية اسيا وشر الجنوب الجزء الأول
رواية اسيا وشر الجنوب الحلقة الأولى
سليمة بحدة:
– ولزومه ايه حديتك الماسخ ده يابت عاشور؟ وكلام الكبار الصغار ميهوبوش يامته.
ردت شجن بتحدي:
– مش هيتجوز غيري يا حاجة سليمة، انا مش…
فى الوقت ده سكت شجن كف عزيزة اللى نزل على وشها خلاها تنزف من شفايفها من قوة الكف، هنا قامت سليمة تدافع عن شجن وتبعد عزيزة عنها وهي بتقول:
– استهدي بالله ياعزيزة، البت برضو من حرقتها اتكلمت، طول عمرها عارفة انها لجاد، مستنية تفرح بيه ومعاه، وانا ياناس كنت بفضفض معاكم، كلام الحريم مش هيمشي على الرجالة، يعني كله كلام فاضي.
عزيزة كانت ولا كأنها سامعة سليمة، بتحاول تجيب شجن اللى مستخبية ورا مرات عمها وهي بتقول:
– انا مغلطتش يا امي، حقي وبدافع عنه، انا من يوم ما وعيت ع الدنيا وانا عارفة اني على اسم جاد، مش عارفة اشمعنى جاد بالذات، لكن مكانش ليا قول بعد قول ابويا وعمي، تيجوا بعد ما رسمت حياتي معاه تقولوا لاء مش رايدك يابنت عمه؟ يا اخته؟ لاه، ماقابلاش انا الحديت ده.
سليمة:
– خلاص بقى حصل خير، كاني مقولتش ولا عيدت يا بت عزيزة، انتي لجاد وهو ليكي، يلا افوتكم بعافية بقى علشان دماغي وجعتني.
مشيت سليمة من غير ما تستنى رد، لكن عزيزة مسكتتش وفعلا كملت ضرب فى بنتها، ماشية سليمة تكلم نفسها رغم هيبتها وقوة شخصيتها خاصة انها ام لرجالة بس مقدرتش تسيطر على اعصابها:
– غلطتي يا سليمة، لما انتي خابرة زين ان كلامك لا هيودي ولا يجيب، كان ايه لزمته بس الكلام الماسخ ده؟ واني قولت وعزيزة والبت وافقوا!! طيب عبدالله ولا عاشور حد منهم هيطاوع كلام الحريم؟ اهو انتي خربتي الدنيا وخلاص على اكده.
رجعت سليمة للبيت المكون من دورين، حدفت نفسها على كنبة فى المندرة اللى قدام باب البيت بتكون معمولة علشان يستقبلوا فيها الناس لو مش حابين يقعدوا جوة البيت يعني، من جواها بتلوم نفسها على اللى عملته، لكن هي بس كل اللى بتفكر فيه ان ابنها يبقى راضي ومبسوط بعروسته وجوازته، علشان لا عينه تزوغ ولا يسود عيشة البنت اللى هتبقى مراته من غير ما يكون له رغبة فيها.
فى نفس الوقت كانت شجن راحت على اوضتها بعد ما عزيزة كسرت عضمها من الضرب، كانت فاكرة عزيزة ان شجن هتعقل، لكن لاء، هي لا شايفة ولا سامعة غير صوت دماغها بس اللى بيقولها:
– اوعي تسيبي حد يبعد جاد عنك، جاد هو جوزك ومش هتهني غير وياه.
متعبتش شجن نفسها فى محاولة واحدة للفهم، محاولتش تشوف نتيجة جوازها من واحد مش عايزها هتكون ايه، محاولتش تفكر ولو دقيقتين بتركيز وتشوف انها مينفعش تمسك فى حد رافضها اصلا، لكن كل اللى قالته:
– اقول لعمي؟؟ ولا اخدها من قصيرها واروح لأنيسة؟
ولأنها مش بتشور حد غير نفسها فى الوقت ده قررت تاخد الحوار من قصيره وتروح لأنيسة، هنعرف مين هي انيسة كمان شوية، لكن رغم يقين شجن بأن المواضيع فيها الرأى والشورة للرجالة، الا انها اخدت كلام سليمة حُكم ولازم تطعن فيه، وكأن سليمة ولا عزيزة كلامهم كان هيغير حاجة بصحيح!
شجن مكدبتش خبر، بعد ما هديت وراقت قامت تخلص شغل البيت، هي مش بتخلصه علشان يخلص، لاء هي كانت بتخلصه علشان تسكت امها بس لما تيجي تقولها عايزة تطلع، ولأن عزيزة زعلت على بنتها وعلى الكلام اللى سمعته برضو، واحساسها بأن بنتها مرفوضة لكن مفيش فى ايديها حاجة تعملها، قررت توافق ان شجن تطلع من البيت تروح لخلود صاحبتها، لكن شجن كان صوتها من دماغها، مبتسمعش لحد ولا بتاخد رأي حد وعلشان كده مراحتش لخلود، راحت على طريق اسمه طريق الغبرة، طريق هادي ومقطوع، مفيش فيه بيوت ولا دكاكين، طريق ضيق جدا وعلى الجانبين فيه ترعة، وفى نهاية الطريق الطويل ده بيت انيسة، البيت الوحيد اللي موجود هناك، وسط الترعة والزرع الاخضر اللى بقى لونه اصفر من عدم قرب اي حد منه وعدم الاهتمام بيه، وصلت شجن بمنتهى الثبات والقوة قصاد بيت انيسة وخبطت الباب، فتحت انيسة بنفسها، اللى يشوفها يقول ست عادية، رغم نظرة الرهبة اللى ممكن تحس بيها اول ما عينك تقع عليها، لكن هي ست زى اي ست، حاطة على راسها الملحفة بتاعتها، وجلابيتها السودة، وعنيها متكحلة مزودة عنيها سواد، وبشرتها القمحاوية وعروق ايديها البارزة متخوفش زي ما فيه ناس كتير بتخاف منها، استقبلت سليمة شجن وهي بتقولها:
– ايه اللى جايبك هنا يابت انتي لواحديكي؟ حد مشيعك ليا ولا ايه؟ ومخوفتيش تمشي فى الطريق ده لحالك؟
شجن دخلت وقفلت الباب وراها وهي بتقول:
– انا جايالك يا خالتي انيسة، عايزاكي فى حكاية مهمة.
هنا اتكلمت انيسة وقالت:
– طيب تعالي نقعد فى المندرة.
دخلت انيسة ووراها شجن، الاوضة عادية زي اوض اي بيت فى البلد، الفرق الوحيد منقد البخور الكبير اللى محطوط فى نص الاوضة على الارض، ريحة البخور اللى تقفل الصدرخليت شجن مش قادرة تاخد نفسها من الكحة، قربت منها انيسة بشوية مياه وقالتلها:
– مدام جيتيني لحد باب بيتي، يبقى طلبك مش هين يابت اكابر البلد، روقي كده وتعالي اقعدي واحكيلي.
فعلا حاولت شجن بعد ما شربت تهدا من شدة الكحة اللى كانت عندها، راحت قعدت على كنبة خشب جنب انيسة وقالتلها:
– بعد ما اتكتبت على اسمه سنين يا ستنا مش عايزني وبيقول عليا اخته.
انيسة بتضحك:
– ينيلك، هو الشوق اللى رماكي؟ ههههه.
قالت انيسة كده بأستخفاف ومسكت من جنبها شوية بخور وحدفتهم فى المنقد اللى على الارض قصادها وهي بتقول:
– ياجالب الخبر، اظهرلي بالمعلوم، فى انتظار سلطانك، وبقدرتك طوع ليك.
شجن مش حاسة بأى خوف، لكن اللى قالته انيسة هو اللى خوفها، رغم ان مفيش اي حاجة حصلت بعد اللى انيسة عملته وقالته ده، الا انها سكتت وركزت لحظات وكأنها بتسمع حاجة مهمة من حد مش موجود، ابتسمت فجأة وبصيت لشجن وهي بتقول:
– اخته ايه وبت عمه ايه يا خايبة؟ الراجل متجوز وعاشق اللى متجوزها، سيبك منه بقى وشوفي حالك.
مقالتش انيسة كلمة تانية بعد الجملة دي، وده لأن شجن من صدمة الجملة اغم عليها فى ساعتها.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسيا وشر الجنوب)