رواية اسكن أنت وزوجك الفصل السابع عشر 17 بقلم آية العربي
رواية اسكن أنت وزوجك الجزء السابع عشر
رواية اسكن أنت وزوجك البارت السابع عشر
رواية اسكن أنت وزوجك الحلقة السابعة عشر
احياناً يولد من رحم القسوة النجاة
*-*-*-*-*-*-*-*
بعد اخماد البركان المؤقت
يستند منفرجاً على الفراش وخلفه وسادة ناعمة ولكن نعومتها لا تساوى نعومة تلك القابعة على صدره تتمركز عند يساره النابض لها .
يداه تلتف حول يدها الموضوعة أسفل صد،،،.رها واليد الآخرى تداعب خصلاتها بحب .
انفاسهما كرائحة الياسمين التى تسكن الروح وتطمأنها … كاملان متكاملان ببعضهما … عيناه مغمضة يستمتع باحتوائها بين يده … مشاعره كالحاصل على جائزة عالمية … وكيف لا وهى اصبحت عالمه وملاذه الآمن … تنهد بعمق يستعيد عقله لحظاتهما منذ قليل … فمه يبتسم تلقائياً وعقله يصور خجلها وهي بين يده … اوردته تضخ بالمشاعر الجديدة التى افرجت عنها تلك المهرة الصغيرة … فتح عينه يطالعها ثم دنى يقبل مقدمة رأسها بحب وسعادة ويردف بحنو وصوت متحشرج _ نمتى يا جلب زين !.
هزت رأسها بخجل تخبره باستيقاظها … ان كان هو في تلك الحالة فهى في حال مماثل … مشاعر جديدة تجربها معه وحده من اعطت قلبها المشوش له فطمأنها واثبت لها ان يستحق الحب كله … ما حدث بينهما برغم خجلها منه الا ان سعادتها بعثرت معدل الخجل لديها للحظات ..
شدد من عناقه منها واردف بسعادة متسائلاً _ حاسة بأيه يا مهرة ! … مبسوطة يا جلب زين !
قضمت شفتيها بخجل ثم رفعت رأسها قليلاً تنظر لعيناه بعمق واردفت بخجل _ ما بعرف احكى هلأ ..
ابتسم لخجلها الذى يعشقه وتمعن بعيناه عيناها الجميلة … رفع ابهامه يتحسس شفتيها ثم انخفض برأسه يقبلها بتمهل وحنو فاستقبلتها بخجل وترحاب وتركت له حرية التصرف فأحسن التصرف وابتعدت يتنهد بعمق محاولاً تهدأة نبضاته واخماد مشاعره مجدداً حتى لا يرهقها .
زفر بقوة ثم عاد يعانقها ويستند على الفراش ثم مر على عقله تجربته السابقة لا ارادياً … انكمشت ملامحه باستنكار … ليته يستطيع محوها من ذاكرته … قرر اخبارها بوجعه الذى يخفيه عن الجميع ولم يشارك بيه احد سوى شقيقه الغالى … قرر اخبارها في نفس اللحظة الذى جمعتهما لاول مرة .
تنهد بقوة يستعد لاخراج ضعفه امامها … اردف بترقب _ عايزة تعرفي انى طلجب بنت عمى ليه يا مهرة !
تصنم جسدها تحت يده لثوانى ثم شعرت بنغزة في صدرها من ذكر زواجه من غيرها … لم تستطع تفسير هذا الشعور السئ ولكن يبدو انه الغيرة التى نهشت قلبها الذى بات ينبض له … دائماً آتاها هذا السؤال في مخيلتها ولكنها لم تسأل عنه … دائماً تسأل نفسها لما فعل ذلك وما السبب !! … طالعته بعمق ثم اردفت بتروى تحاول تهدأة داخلها _ اذا حابب تشاركنى اياه انا ما عندى مانع .
اومأ يتنهد ثم اردف بحب _ حابب جوى … انتِ دلوك نصى التانى يا مهرة … توأم روحى ومعينفعش يبجى بينا اسرار واصل … علشان أكدة عجولك على وجعى … طعنة ظهرى من بت عمى اللى عمرى ما حبيتها ولا اتجبلتها كزوجة ابدا … زواجنا كان حكم العيلة واحنا الاتنين رضينا بيه … ضحيت بسعادتى بارادتى لاجل ما العيلة تفضل محافظة على عادتها وتجالدها … بس اتأذيت جوى جوى يا مهرة …
اعتدلت تبتعد عنه قليلاً لتقابله وتستعد لسماعه بعمق واردفت بهدوء وطمأنينة _ احكيلي زين ! … شاركنى وجعك !
تنهد وشرد لثوانى قبل ان يبدأ بأخبارها .
بعد دقائق اخبرها بكل شئ … اخرج كل ما في صدره … آراها ضعفه وتقبلته هى بحنو وترميم حيث اصبحت تحتوى رأسه بقوة داخل صدرها وهو يبوح بما داخله .
انتهى وظل مكانه يتنهد بارتياح برغم كم الألم الذى خرج مع كل حرف ولكنه ازال تلك القطعة الصلبة السوداء التى تتمركز في صدره فتجعله حاقد على صديقه وتلك التى لا يود ذكر اسمها .
رفع رأسه يطالعها فوجدها تبكى بصمت .
تعجب واعتدل يجلس امامها ثم مد يده يمسح دمعتها وسحب رأسها يبدل الادوار ويضعها داخل صدره مردفة بأسف _ حجك عليا يا مهرة … عكننت عليكي في ليلة دخلتك … انى أسف .
هزت رأسها واعتدلت تطالعه مردفة _ كيف اتحملت هالألم زين ! … ليه ما عاقبتهن ! … ليه سكتت واتحملت ! .
تنهد يزفر بقوة ثم اردف _ بما انى زين الجابري ف اختارت الاصعب … كان لازم ابين ان مافيش حاجة تهزمنى … كان لازم الكل يعرف ان زين معيتكسرش واصل .
ارتفعت تقبل صدغه ثم اردفت بصدق وحب _ عن جد انت زين الرجال متل ما قالوا عنك … يللي واجهته مو قليل … وبرغم هيك ما حكيت لتحفظ ماء وجه عيلتك … وبدى اياك تطمن لانه الخاين رح يتخان بيوم من الايام … انا بثق جداً في جملة واحدة ( افعل يا ابن ادم ما شئت فكما تدين تدان ) …
كان يطالعها بصمت وتعجب من كلامها المريح للقلب والعقل … تنهدت تطالعه بعمق ثم اردفت بصدق وعيون لامعة _ انا بحبك زين .
طالعها بذهول لثوانى واصبح جسده يولد مشاعر العشق من بين مشاعر الغضب كما تولد الكهرباء من المياة …
اردف بتساؤل وترقب وخوف داخلى _ ده علشان صعبت عليكي !
هزت راسها تردف بصدق وحب _ لا بنوب … انا بحبك لانى ما بقيت احس بالامان الا بوجودك … من وئت اجيت على هالبلد وانا جوايا خوف على اهلى وعلى حالي … بابا اختار الصعيد لانه كان يسمع عن اهلها كلام حلو كتير … اد ايه هنن زلم يعتمد عليهن … هنن صحيح متشددين بس عندهن رجولة ونخوة وبيخافوا الله … وبما انه نحن بنات قرر ييجي لهون … بالمصاري يللي اجى بيها اشترى لنا هالبيت وعلمنى وصار يدعمنى لانجح واحقق ذاتى … كبرت واتحملت مسئولية عائشة معه … دائماً بيقول عنى انى مثل امى … حتى هو صرت اعتل همه … بابا طيب كتير زين لهيك كنت اخاف عليه كتير … كنت عم اروح الجامعة وارجع وهالخوف جوايا حتى صرت اتعايش معاه … ما انمحى هالخوف بنوب زين الا وئت فتت ع حياتى … بتذكر كلمتك كتير منيح وئت قلتلي ما حدا بيقدر يحميكن من زين الجابري الا زين الجابري … برغم انه هالكلمة كتير تخوف بس ما بعرف ليش حسيت انه انت يللي بدى اطمن معه … من وئت دخلت على حياتك وانت عم تثبت لي انو احساسي ما كذب … وامبارح اكدلي هالشى وئت رديت اعتبار بابا …. لهيك انا عم قولها من قلبي زين … انا بحبك … ما بعرف اذا هالحب متل الحب يللي بيحكوا عنه بس عم قولها لانو قلبي هاد صار عم يدق بقوة وئت اشوفك او اسمع صوتك او حتى حدا يحكى معى عنك .
نظرت له تتسائل ببراءة وعيون لامعة _ بفكرك هاد هو الحب ؟! .
طالعها بعمق وتأكد انها لم تحب غيره يومياً وكذلك هو …. فما اخبرته به الان هو ما يحدث معه … ان مرت امامه او همست او تحدث احداً عنها فأن يساره ينبض بصخب …. اذا هذا هو الحب .
اردف بسعادة غزت روحه و مد يده يعانقها بقوة حنونة ويغلق ضلوعه عليها بسكينة _ هو يا حبيبة الجلب … هو يا جلب زين
ابتسمت بخجل وتوردت وجنتيها فابتعدت يطالعها ويردف بخبث _ بما انى عكننت عليكي ليلة دخلتك بحديتي فلازماً ولابد اصلحها .
عضت علي شفتيها بخجل واخفضت بصرها فمال عليها يلتقط هذه الشفاه ويفصلها عن الآخرى ليقوم هو بتلك المهمة عنها وليأخذها في رحلةٍ متتعة لكليهما .
*-*-*-*-*-*-*-*
صباحاً تجلس رابحة تتناول فطورها مع ابنتها بعدما تآكلت طوال الليل بسبب ما حدث وما ارغمها به ابنها على الذهاب لمنزل هذا الغريب … كم كان هذا الوضع مهين بالنسبة لها … لقد اعتادت على تقليل شأن من حولها ولكن لا أحد له الحق في معاملتها بمثل … لذلك فهى لم تنم الليل تفكر في حدث تستعيد به قوتها وجبروتها مجدداً ولتجعل ابنها الذى ظن نفسه كبير عليها ايضاً يعلم جيداً ان كلمة رابحة هي الاولى والآخيرة في هذا القصر …
اردفت وهى تنظر لطعامها بجمود _ اعملي حسابك يوم الجمعة جاي عريس يقرأ فاتحتك .
تصنم جسد شهد وتوقفت عن الطعام تطالع والدتها بذهول لثوانى ثم اردفت بخوف _ كيف يا اماي ! … مين ده اللي عيقرأ فاتحتى أكدة من غير ما اعرفه ولا يعرفنى !!
نظرت لها رابحة بجمود واردفت بحدة _ وعيعرفك كيف ان شاء الله يا جليلة الرباية !! … لما يبجى جوزك ابجى اعرفيه ..
هزت شهد رأسها باستنكار واردفت بتلعثم وهى على وشك البكاء _ ب بس انى م معيزاش اتجوز دلوك يا اماي !.
طالعتها بعيون جاحظة قوية تردف بغضب وحدة _ ومن ميتى انى بعمل اللى انتِ عوزاه ! … اللى انى رايداه هو اللى عيحصل … البنت عندينا لبيت جوزها …. وانى شايفة انه راجل زين وبلغتهم الصبح بموافجتى وخلص الحديت على أكدة .
وقفت تنهى الطعام وتغادر للخارج وتتركها في صدمتها حيث سمحت لدموعها ان تسقط وتمكن الخوف والحسرة من قلبها .
*-*-*-*-*-*-*
فى الاعلى استيقظت مهرة التى تنتم محاطة بذراعين يعانقها بتملك وحب … نظرت بخجل وهى تتذكر ما جعلها تعيشه من مشاعر جديدة معه .
ينام بعمق ويعانقها … تمعنت النظر في ملامحه الوسيمة ودفئ انفاسه … عادت بمخيلتها الى لحظاتهما … ارتعش جسدها بشعور ممتع من اعادة تذكر ما حدث … تنهدت بعمق لتهدئ من حالتها … مدت يدها تتحسس ملامحه بحب واعجاب … تحسست شفتيه بهدوء وهى تتذكر قبلاته لها … غضت شفتيها بخجل ثم ابعدت يدها سريعاً واردفت هامسة بنعومة _ زين ! … يلا فيئ .
تململ زين وفتح عينه بنعاس يطالعها بحب ثم قبل مقدمة انفها يردف بتساؤل _ جولي يا عمرى عايزة ايه !!
تنهدت بعمق واردفت بترقب وسعادة _ قوم لحتى ننزل لتحت … ما بيصير نضل هون كل هالوقت .
طالعها بتعجب واردف بجرأة وسعادة _ ليه بجى ! … واحد ومرته نايمين ولا جاعدين ولا جالعين هما مالهم بينا !!
ابتسمت بخجل ثم اردفت بتروى _ ما حدا بيعرف زين … وبعدين انا جوعت كتير … يالا بقى فيئ .
عانقها بقوة يردف برفض _ لااا … انى أكدة زين جوي … دلوك هجول لخضرة تطلعلنا الوكل أهنة … بس مافيش نزول النهاردة … خلاص انتِ من اهنة ورايح اتحبستى جوة جلبي .
بادلته العناق واردفت بسعادة وشعور متتع _ اذا هيك ما عندى مانع بنوب … بس يالا حاكيها لخضرة … لانو شهيتى مفتوحة عن جد .
طالعها بتعجب ثم اردف بمرح واستمتاع _ تبجى مبسوطة يا بطة … تحبي أكلك دلوك !
لكمته بقبضتها في صدره تردف بحرج _ عيب هالحكى زين لا تخجلنى .
ضحك عليها ثم تنهد يردف بحب _ وانى بخب خجلك ده جوي يا مهرتىى
… يالا انى هجوم اسبّح وعكلم خضرة تطلعنا الفطار أهنة .
اومأت فابتعدت عنها ثم ترجل من فراشه يخطى للمرحاض ولكنه توقف في منتصف الغرفة يفكر ثم التفت يطالعها بخبث مردفاً بترقب _ ما تيجي تسبحى معايا !
نظرت له بلوم تردف بخجل _ زييين !
اتجه اليها يحملها فجأة بين ذراعيه وسط شهقتها العالية وهو يخطى بها بسعادة غلفته كاملاً فعاد الى ربيع حياته معها وكأنه الآن يعيش جنون الحب ثم اردف بخبث واستمتاع ونبضاته تتعارك داخلياً مع مشاعره _ جولتلك الكلمة معجولهاش مرتين .
تعلقت به واحتمت منه فيه بخجل وهو يتجه بها الى المرحاض .
*-*-*-*-*-*-*-*
في فيلا عزيز
تحديدا في غرفة عليا التى ما زالت تحاول الوصول لعادل .
نفخت بغضب وتأفأف وهى تستمع الى الصوت الذى تبغضه عندما تخبرها المتحدثة عبارة ( الهاتف مغلق او خارج نطاق التغطية ) .
اتجهت تتصفح ايميله وتحاول ارسال الرسائل ولكن دون جدوي … صرخت بغضب وهى تلقي بالهاتف في ارضاً صارخة ثم وقفت تتنفس بقوة وهى تتوعد له وقد قررت ان تخترع اي خطة لتستطيع السفر الى القاهرة .
اما في غرفة اسماء التى تجلس مستيقظة لتوها تفكر في امر الطبيب عمر وماذا ستخبره … تنهدت بعمق اعتدلت تستعد لبدء يومها ولكن رن هاتفها برقمه .
تناولته تطالعه بشرود …. اتجيبه ام ماذا … قررت الرد عليه وفتحت الخط ثم اردفت بهدوء _ سلام عليكم دكتور عمر !
اردف عمر بتروى _ وعليكم السلام يا اسماء … عاملة ايه !
اردفت بترقب _ انى زينة الحمد لله .
تنهد بارتياح فمنذ امس وهو نادم على طلبه … يعلم انه فاجئها وكان عليه التمهل قليلاً … مؤكد انها توترت وانتابها القلق والخوف … اردف هو بتريث _ انا أسف يا اسماء … طلبي كان غريب عارف … بس يمكن لان مهنتى وعلى حسب معلوماتى حسيت اننا ممكن جدا نفيد بعض …. علشان كدة عرضت عليكي طلبي لانى متأكد انك من النوع المحافظ اللى مش هتقبل اي تجاوز في كلام او قرب غير في ايطار رسمي .
ارتاحت قليلاً من كلماته ثم اردفت بهدوء _ انى فعلاً كنت جلجانة جوى يا دكتور عمر … بس من شخصك لا سمح الله … يعنى حضرتك معروف بس الخوف عندى انى ..
تنهد بعمق ثم اردف _ خلاص يا اسماء … انا بكرر اسفي بجد … اتمنى تتقبلي اعتزارى .
شردت قليلاً تفكر في حديث والدتها الذى تمركز في عقلها … تنهدت بعمق وهى تقرر خوض التجربة ثم اردفت بترقب _ لو رايدنى يا دكتور عمر اطلبنى من رجالة عيلتى … هو ده الصُح .
اغلقت فوراً قبل انتظار رده بسبب خجلها وتوترها بينما هو تصنم لثوانى يستوعب قبل ان يبتسم ويزفر براحة توغلت اليه وهو على مشارف بدء حياة جديدة معها … يعلم انهما يستحقان الجديد .
*-*-*-*-*-*-*-*
بعد ساعة كان زين يرتدى جلباب ويجلس ملتصقاً في مهرة على الاريكة وامامهما موضوعة صنية الفطور التى احضرتها خضرة لهما .
ظل يطعمها بحب وسعادة ويلتقط الطعام من فمها ويأكله بنهم وهى تبتسم على افعاله التى سكنت خمائل قلبها .
طرقات على باب غرفتهما … نظرت له بترقب مردفة _ بعتئد هاي خضرة .
هز رأسه متعجباً ثم قام وفتح الباب بترقب فوجدها شهد تطالعه باكية وتردف بتوتر _ ممكن اتحدت وياك يا زين !
انصدم من هيأتها وسحبها للداخل واغلق الباب يردف بفزع _ ايه اللى حُصل يا شهد !!
وقفت مهرة تتجه اليها وتعانقها بحنو مردفة بقلق وصدمة _ شو صار شهد ليه عن تبكى !!
تحشرجت شهد ونظرت لزين مردفة بخوف _ امى يا زين … جالتلي من شوية ان فيه عريس جاي يقرأ فاتحتى يوم الجمعة الجاية !
انصدمت مهرة وكذلك زين الذى اردف باستنكار _ كيف دي !! … مافيش الكلام ده .
هزت شهد رأسها بخوف واردفت مؤكدة _ بس امى جالت اكدة يا زين وانت خابرها وجت تجول حاجة … انى خايفة يا زين … متخليهاش تجوزنى يا زين علشان خاطرى .
اتجه يعانقها بحنو ويربت على ظهرها مردفاً يطمئنها بتأكيد _ اهدى يا شهد ومتجلجيش … مافيش حاجة هتم من غير رضاكى … انى عتكلم معاها دلوك .
تحشرجت وهى تعانقه … ابتعد عنها قليلاً واردف بترقب _ خلى بالك منيها يا مهرة وانى عنزل اتحدت مع امى واشوف ايه الموضوع ده .
اتجه يخطى للخارج واغلق الباب فاخذت مهرة شهد تسحبها الى الاريكة وتجلسها عليها مردفة باطمئنان _ روقي شهد لا تضايقى حالك زين بيحلها .
نظرت لها بترقب تردف بقلق _ صُح يا مهرة !… عيحلها صُح ! … معجدرش اتجوز غيره يا مهرة … عجلى معيتجبل راجل غيره .
اومأت مهرة بثقة فهى تعلم تعلق شهد وحبها لمعتز ولكن ما باليد حيلة لقد وعدت شهد ان لا تتفوه بحرف لاحد والا كانت اخبرت زين بالامر .
*-*-*-*-*-*-*-*
في الاسفل سأل زين عن والدته فاخبرته رانيا ابنة حمدة انها في غرفتها …
اتجه اليها وطرق بابها فسمحت له فدلف .
طالعته بجمود فاتجه يقبل يدها وجلس يردف بهدوء _ كيفك اليوم يا اماي !
اردفت بحدة _ زي كل يوم … مافيش جديد .
تنهد زين واردف بترقب _ يعنى مافيش اي حاجة جديدة حُصلت !
طالعته بعمق وقد فهمت ما حدث فاردفت _ جول اللى عنديك يا ولد الجابري وخليك دوغرى … هي جت تشتكيلك ولا ايه !!
اردف زين بتروى _ دى خيتى يا اماي … اللى انتِ جولتى عتقرأي فتحتها يوم الجمعة دي خيتى وليها اخ كبير مسؤول عنيها وليها اعمام مينفعش تتخطيهم … مهياش دى الاصول يا حاجة رابحة .
طالعته بغضب واردفت بحدة _ وانت بجى اللى عتعرفنى الاصول يا زين !
اغمض عينه يتنفس بغضب ثم اردف بهدوء واحترام _ العفو يا اماي … بس أختى ست الصبايا ومياخدهاش غير اللى يجدرها صُح وتكون هي موافجة عليه .
ضربت بكفها على الطاولة بقوة تردف بغضب _ ومن ميتى وانى عندى بت ليها رأي ! … اللى انى اجول عليه هو اللى عيمشي … وده واحد منينا … وانت عارفه زين … ابن وهيب الجابري … طلبها منى من كام يوم وانى فكرت ووافجت .
نظر لها بذهول وتعجب وعلم ان حديثه لم يعد يقنعها لذلك وقف واردف بنبرة قوية تعلمها جيداً _ بما ان الحاج وهيب متبعش الاصول واتحدت مع راجل زيه يبجى مالوش عندى حاجة … واختى معتروحش داره لو انطبجت السما ع الارض .
وقفت امامه تردف بحدة مماثلة وتجبر _ وانى جولت كلمتى ومعتراجعش فيها واصل .
نظر لها بعمق … تلك المرة نظرتها مختلفة … لم يعد حديثه يؤثر … زفر بقوة ثم اومأ بصمت وغادر يترك غرفتها ويتحرك لاعلى ثم دلف جناحه ونظر لشهد ومهرة بعمق ثم اردف بغضب _ موبايلي فين يا مهرة !
وقفت تلتقطه من فوق الكومود وناولته اياه بصمت وترقب اما شهد فتسائلت بخوف وعادت دموعها _ عملت ايه يا زين ! … موفجتش صُح ! .. عتجوزنى غصب عنى !!
اردف بغضب من حديث والدته وهو يهاتف عمه احمد _ مافيش جواز ولا زفت … بطلي نواح .
هزت رأسها بتوتر وصمتت اما هو فاتجه يقف في شرفة جناحه ويتحدث الى عمه احمد مردفاً _ كيفك يا عمى … انى رايدك في خدمة أكدة .
كان احمد يجلس مع عائلته يتناول الفطور فتعجب ونظر لهم يردف بترقب _ خير يا زين … ايه اللى حصل !!
اردف زين بغضب _ لو ينفع تيجي الصعيد في اجرب وقت ! … عايزك معايا في مشوار أكدة لحد بيت الحاج وهيب الجابري … لان واضح أكدة انه مبجاش يعرف الاصول صُح … ولازما اعرفه ان بنت الجابري ليها رجالة صُح .
تعجب وتسائل بقلق _ اهدى بس وفهمنى ايه اللى حصل !
اردف بغضب _ وهيب طلب ايد شهد لابنه من امى وهى وافجت وكمان حددت معاد جراية الفاتحة من غير علمنا … والكلام ده معيحصلش لو على جسته .
وقف احمد يردف بغضب _ ازاي الكلام ده ! … وازاي رابحة تعمل حاجة زى دي اصلاً !!
اردف زين بغضب وحدة _ دلوك يا عمى … تيجي ع جنا دلوك وتجيب معاك معتز .
اغلق مع عمه ودلف يتطلع على مهرة التى تعانق شهد بحنو وحماية والاخرى تحتمى بها بذعر ورعشة .
نظر لها بحدة واردف بقوة يحاول ايصالها اليها _ عتفضلي تترعشي أكدة كيف الفار المبلول !! … اجمدى عاد يابت انتِ بنت عبد الرحمن واخت زين الجابري … مافيش حد ف الدنيا دى كلها يهزك أكدة .
نظرت مهرة لزين بعمق وهى ترى جانب جديد منه اما شهد فكانت تطالعه بخوف وهى تفكر في امر عمها احمد الذى علم ويمكن ان يحدث امراً او معجزة مثلما تتمنى .
*-*-*-*-*-*-*-*
في شقة احمد
تسائلت ناهد بقلق بعدما اغلق _ خير يا احمد فيه ايه !
اردف احمد بشرود _ رابحة فيه واحد من عيلتنا طلب منها ايد شهد وهى وافقت وحددت قراءة الفاتحة يوم الجمعة من غير ما ترجع لحد .
انتفض معتز فجأة يردف بغضب _ ايه ! … ازاي ده يحصل ! … الست دى اتجننت ولا ايه !! ..
نظرت ناهد لابنها بتعجب ثم اردفت _ عيب يا معتز … ملكش دعوة انت بالموضوع ده .
نظر لوالدته بتعجب واردف بلهفة _ ازاي يعنى ماليش دعوة ! … يالا يا بابا حالا نسافر قنا … ميفعش الست دى تتمادى اكتر من كدة .
وقفت ناهد تنظر لابنها بذهول مستنكرة ما تجول في خاطرها منذ زمن ثم اردفت بحدة _ معتز …. قلتلك ملكش دعوة انت … باباك موجود وهو عمها وهو اللى هيسافر .
نظر احمد لناهد واردف بتروى _ اهدى يا ناهد … معتز اتعصب لان اللى حصل غلط … هو بيعتبر شهد زي اخته .
نظر لمعتز وتابع _ وانت يا معتز اهدى شوية بلاش الغضب … الموضوع بسيط وهيتحل .
اردفت نيرة بهدوء _ بصراحة يا بابا الموضوع مش بسيط ابداً بالعكس ده مرعب …. يعنى ازاي الست دى تجبر بنتها تتجوز من شخص هي مش عيزاه !
اردفت ناهد بترقب _ وانتِ عرفتى منين انها مش عيزاه !!
اردفت نيرة بتروى _ طبيعي يا ماما مش عيزاه … لان اللى يخلي زين يكلم بابا وهو متعصب قوى كدة اكيد مامته اجبرتهم على الوضع ده … لو كان حاسس ان اخته متقبلة الشخص ده اظن انه كان ممكن يلين شوية ! … ولا ايه !
اردف معتز الذى يتآكل بغضب مؤكداً وقد راقت له كلمات شقيقته _ بالضبط يا نيرة معاكى حق … علشان كدة لازم نروح قنا فوراً يا بابا .
تنهد احمد يطالع ناهد بترقب فنظرت له بعمق ثم اردفت _ خلاص يا احمد … روح شوف ايه الموضوع وربنا يقدم اللى فيه الخير .
طالعها احمد بحب واردف _ تمام يا ناهد .
اردفت بترقب _ بس معتز مش هيروح .
اردف معتز باصرار _ اسف يا ماما … مستحيل مروحش .
تنهد احمد بترقب ثم نظر لابنه الذى ظهرت على ملامحه الجدية ثم لف نظره لزوجته واردف بتمهل _ خلاص يا ناهد انا ومعتز هنسافر سوا … وهنحاول نحل الموضوع في اسرع وقت ونرجع بكرة ولا بعده .
تنهد تزفر بقوة وشعور بالضيق اجتاحها … لقد سعت طوال السنوات الفائتة جاهدة ان تبعد اولادها عن محيط رابحة الجابري … لقد سعت لتربيتهما تربية سوية بالحب والمرافقة ولا تريد لهما التشتت … تشعر ان قلب ابنها يميل الى تلك الطفلة التى لم تراها منذ سنوات ولكن تأبى تقبل تلك الفكرة …
في الآخر استسلمت ناهد تومئ بضيق مردفة _ تمام يا احمد … اعملوا اللى شايفينه صح .
*-*-*-*-*-*-*-*-*
في المصنع
يجلس عزيز كعادته خلف المكتب ف جاء اليه متولي يجلس امامه بترقب كعادته .
ادعى الحزن واردف بترقب _ عرفت اللى حصل يا عزيز بيه !
طالعه عزيز بعمق وتسائل _ خير ايه اللى حُصل يا متولى !!.
هز رأسه وزفر بقوة واردف بخبث _ اخوات يسرا ضربوها امبارح وكانوا رايدين يجوزوها من راجل جد ابوها … لولا ان انى والجيران ادخلنا ولحجناها من يدهم .
ابتلع عزيز لعابه واردف بتعجب _ كيف ده ! … رايدين يجوزوها غصب عنيها تانى !
اردف متولى بحزن مصطنع _ هما أكدة دايماً … بس هي جالتلى انها اتعلجت بيك من اول ما شافتك يا عزيز بيه … هتعمل ايه معاها !
تنهد عزيز يفكر قليلاً ثم نظر لمتولى واردف _ عتجوزها يا متولى … عتجوزها بس لاول جولها تصبر لما اشوف مُطرح بعيد عن العيون … ووجتها اخدها ونطلع ع الماذون نكتب الكتاب .
ادعى متولى التفكير قليلاً ثم اردف بخبث _ ولزومه ايه المأذون يا عزيز بيه ! … ما ورجتين واتمضوا عند اي محامى وانتهى الموضوع على أكدة … مالوش عازة نعمل شوشرة !
تعجب عزيز واردف بتساؤل _ عرفي ! .. وده حلال ده !
اردف متولى مؤكداً _ حلال يا سيد الناس … انى يعنى عغشك ولا ايه !! … انى رايدلك الخير يا عزيز بيه … ولولا ان البنتة طيبة وتتعاشر انى مكنتش جولتلك عليها !
تنهد عظيز واومأ يفكر ثم اردف _ جوم شوف شغلك دلوك وانى هبلغك في اجرب وجت نعمل ايه
*-*-*-*-*-*-*-*
بعد ساعة اتجهت شهد الى غرفتها ونزل زين للاسفل لينفث عن غضبه اما مهرة التى بدأت بتبديل فراشها وتنظيف المكان كعادتها … رن هاتفها فاتجهت تطالعه فوجدتها لبنى صديقتها .
جلست على الاريكة واجابت بترقب قائلة _ لبنى ! … اشتقتلك .
اجابت لبنى بترقب _ كيفك يا مهرة ! … اخبارك ايه … طمنيني عنك !
اردفت مهرة بحنو _ تمام يا عمرى … انتِ كيفك وكيف طنط … ان شالله منيحة !
اردفت لبنى بشرود وهى تقوم برسم ذلك المنظر الطبيعي في هذا المكان التى اكتشفته حديثاً _ بخير يا مهرة … كنت جاعدة دلوك برسم لوحة وافتكرتك جولت اطمن عليكي .
اردفت مهرة متسائلة _ شو رجعتى ترسمى مرة تانية ! … كتير منيح لبنى هيك مزاجك بيتحسن … بس قوليلي ليه صوتك هيك ! … صار شي زاعجك !
تنهدت لبنى تردف بهدوء _ لع يا مهرة … انى تمام … لجيت مكان جديد أهنة كان مدارى … انى دلوك جاعدة فيه اهو ..
اردفت مهرة بتمعن _ ايه حبيبتى انبسطى … سلميلي ع طنط كتير … وبوسيلي اياها … وانا باقرب وقت رح قول لزين واجى اشوفكن .
ايتسمت لبنى فيبدو ان امور مهرة تتحسن مع زوجها واردفت _ ماشي يا مهرة … هستناكى … يالا سلام .
اغلقت معها ووضعت الهاتف لتكمل لوحتها ولكن جاء من خلفها شخصٍ ما يردف بهدوء _ لو سمحتى يا آنسة المكان ده بتاعى !
التفتت تطالعه بتعجب وشردت قليلاً في هيأته الوسيمة لثوانى ثم اردفت بحدة _ يعنى ايه بتاعك يا حضرة ! … اشتريته يعنى ولا ايه !!
تنهد يردف بتروى _ لا بس انا متعود اجى دايماً اعد هنا .
تعجبت من امره واردفت بدهاء _ بس انت لغتك قاهرية … يبجى متعود دايما كيف !! … ع العموم حل عنى انى هخلص لوحتى وامشي وابجى اعد كيف ما انت رايد .
التفتت تكمل لوحتها تحت انظاره المتعجبة ثم وقف يضع يده في جيب بنطاله ويتسائل بترقب _ انتِ اسمك ايه !
لم تجيبه ولم تلتفت فتابع _ على فكرة رسمك حلو جداً .
اكملت دون رد فعل فتنهد واردفت وهو يجلس بجوارها _ اسمى عادل المنصورى … من القاهرة بس عشت هنا فترة طويلة … والمكان ده كنت دايماً اجى اعد فيه .
طالعته بتعجب وضيق ثم لملمت اغراضها بحدة ونظرت له تردف _ اهو عنديك اهو اشبع بيه .
مرت لتخطى ولكنها نست حقيبة يدها التى كانت تضعها اسفل المقعد الخشبي .
جلس هو يتنهد ويطالعها وهى تغادر … بدأ يشرد ف المكان ويفكر بتعمق في امر عليا وماذا يفعل معها … يبتعد مرغماً خوفاً من نعته بالخائن … احقاً احبها ام هكذا هُيئ له !!
دنى يمد يده ليلتقط حجراً من على الارض ويلقيه ف النهرِ فلاحظ حقيبة اسفل المقعد .
تعجب والتقطها يتفحصها ثم تنهد وعلم انها للفتاة التى كانت تجلس هنا منذ قليل .
ابتسم ثم فكر قليلاً ثم وضعها بجواره ربما عادت لتأخذها .
*-*-*-*-*-*-*-*-*
صعد زين الى جناحه بعدما هدأ واستعاد ثباته وتذكر امر مهرته عليه ان لا يحزنها في يومٍ هكذا … مؤكد ان ليس لها ذنبٍ في احكام والدته القاسية .
دلف واغلق يتطلع على مهرة التى تستعمل المكنسة الكهربائية ولم تستمع الى صوته حينما ناداها متعجباً .
كانت تنظف الارضية التى تناثرت عليها بعض الاطعمة من دون قصد وتفكر في امره وكيف حالته الآن … نظر لها زين بتعجب يبدو انها تعانى من هوس النظافة .
اقترب ببطء دون ادراك منها وعانقها من الخلف يهمس في اذنها بحب _ عتعملي ايه يا عروسة يوم صباحيتك ! … ينفع أكدة !
ابتسمت بخجل وتوردت وجنتيها ثم مالت بوجهها عليه قليلاً واردفت بعتاب _ مو انت يللي تركت عروستك بيوم صباحيتها ونزلت !
اردف وهو يشدد من قبضته على خصرها بحنو وسعادة _ معاكى حج يا مهرتى … وانى جاي اعتذر واصلح الغلطة الواعرة دي .
هزت رأسها تحاول الخلاص من بين يده مردفة بدلال _ لا ما رح اقبل عذر … وهلأ اتركنى اشوف شغلي .
التقط منها يد المكنسة واردف مشاكساً بجرأة _ انى شغلك دلوك … تعالى بس وسيبي المكنسة دى من يدك .
التفتت تقابله ثم اغلقت المكنسة بيدها ونظرت له بترقب تردفت _ اذا بدك اسامحك عندى شرط !
تعجب يضيق عيناه ثم اردف متسائلاً _ شرط ايه يا ام عيون عتسحر !!
ابتسمت واردفت بترقب _ بتخلص انت الارض وانا بفوت ع الحمام واجى … شو قلت !
تنهد بعمق واردف _ و لون زين الجابري عمره ما عملها ولا كان يتوجع انه يعملها بس هجرب علشان خاطر العيون دي … وريني أكدة عتشتغل كيف دي .
ارتفعت تقبل وجنته بسعادة ثم اردفت _ هاي الرجولة بحد ذاتها زين … هيك رسولنا كان عم يعمل .
تنهد يطالعها بعمق وصلى عليه هامساً ثم ارشدته على طريقة استعمالها واتجهت للمرحاض تحت انظاره وتعجبه من نفسه اولاً ومنها ثانياً ولكنه سعيد .
بدأ بالفعل ينظف المكان بترقب وسعادة ثم خرجت هى ترتدى بيجامة حريرية ناعمة زادت من جمال ملامحها ونظرت له بترقب وحرج .
اغلق المكنسة عندما لاحظها واتجه اليها يطالعها باستنكار مردفاً _ بيجامة يا مهرة !
عضت شفتيها بخجل واردفت _ لانه ما جبت معى اي شى تانى … هدول الشغلات تركتهن بالبيت عند بابا !
طالعها باستنكار يردف _ تركتيهن بالبيت عند بابا !!! … عيعملوا ايه هناك لوحديهم يا بنت الناس ! … وعنجبهم كيف دلوك !
نظرت له بترقب ثم اردفت بخجل _ خلص زين لا بقى تخجلنى … ما كنت بعرف انى رح احتاجهن .
وقف امامها مباشرةً وهو يطالعها بتعمن وعينه تجول هيأتها ثم اردف بجرأة _ انتِ صُح … معنحتجهمش واصل … ولا حتى البيجامة دى عنحتاجها .
دنى يلتقطها بين ذراعيه واتجه بها الى فراشه يردف مشاكساً _ معتكليش ولا ايه !! … كانى شايل ريشة .
اردفت بغضب لذيذ _ اذا مو عاجبتك هالريشة اتركها ..
دنى يقبلها بنهم ليسكت هذا الثغر الشهى ثم ابتعد يتنهد بعمق وهو يسندها على الفراش ويعلوها مردفاً بحب ومشاعر تنبعث رويداً رويداً _ عاجبانى جوي … سواء ريشة او بطة على بعضيها عاكلها يعنى عاكلها .
ضحكت بنعومة وهو يدنو يتناول وجبته بشهية وينسيها لحظات مؤلمة مرت ويعيش معها لحظات السعادة المؤقتة .
*-*-*-*-*-*-*-*
فى منزل لبنى
وصلت ودلفت بملامح متهجمة .
قابلتها والدتها التى طالعتها بعمق مردفة _ لبنى ! … مالك يا بتى وشك مجلوب ليه عاد ! … مش كنتِ طالعة من اهنة زينة !.
تنهدت تزفر بضيق ثم نظرت لوالدتها واردفت _ شنطتى يا ماما نسيتها مكان ما كنت جاعدة … وركبت المكروباص ونسيت ولما افتكرت ومكانش معايا فلوس نزلت ورجعت مشي اشوفها بس ملجتهاش … وكان فيها بطاقتى وفلوسي .
تنهدت والدتها بحزن واردفت _ يعنى اتسرجت يا بتى ! … لا حول ولا جوة الا بالله … ع العموم حُصل خير وكويس انك زينة … بكرة اطلعى ع السجل وطلعى بدل فاجد وخلاص … وعوضك على الله بجى ف الفلوس .
تنهدت تومئ لوالدتها ثم وقفت تردف _ هجوم اغير خلجاتى واجي يا ماما .
اومأت لها وكادت ان تخطى ولكنها تعجبت من طرقات على باب شقتهما … نظرت لوالدتها واردفت بقلق _ معجول يكون هشام جه تانى !
اتجهت تفتح فوجد نفس الشاب يبتسم بسماجة مردفاً _ مساء الخير ياأنسة لبنى .
اتسعت عيناها وهى تراه امامها ثم اردفت بحدة _ وه ! … انت عايز منى ايه يا جدع انت ! … وعرفت اسمى منين !!
رفع يده امام وجهها فوجدت حقيبتها معلقة في يده انفرجت ملامحها وكادت تمد يدها وتاخذها ولكنه ابعدها يردف بترقب _ المفروض تشكريني للاول !
طالعته بضيق بينما اتت والدتها من خلفها تطالعه بعمق متسائلة _ اتفضل يا ولدى … اهلا وسهلاً … انت لجيت شنطة بتى !
اردفت لبنى بضيق _ ايوة يا ماما مهو السبب انى انساها اصلاً .
طالعها باستنكار يردف _ انا ! … وانا مالي كل ما في الامر انى كنت طالب اعد في المكان اللى اتعودت عليه وانتِ اللى اتعصبتى ومشيتي .
اردفت والدتها بترقب _كتر الف خيرك يا ولدى … دى كانت عتدوخ لاجل ما تطلع بدل فاجد … متشكرين بس متأخذناش منجدرش نجولك اتفضل .
اومأ عادل بتفهم ثم تطلع على لبنى وناولها الحقيبة مردفاً بترقب _ معلش بقى انا اضطريت افتحها واعرف الاسم والعنوان … عن اذنكوا .
الفت يغادر ولكنه توقف يعود اليها مردفاً بترقب _اه نسيت اقولك انك تقدرى تروحى ترسمى في اي وقت انا راجع بكرة القاهرة ومش هزعجك تانى .
تركها وغادر ووقفت هى تطالعه بتعجب بينما اردفت والدتها بتساؤل _ مين ده يابنتى !! … عيتكلم معاكى كانه عرفك من زمان .
هزت لبنى كتفيها واردفت بتعجب _ مخبراش يا ماما … انى اصلاً مطايجاهوش من ساعة ما شوفته ..
دلفت واغلقت الباب واتجهت لغرفتها تبدل ثيابها وهى تفكر في امره العجيب .
اما هو فاستقل سيارته وقرر العودة للمنزل وهو يفكر بتلك الفتاة … لما لا يحاول نسيان عليا والمضي قدماً … لما لا يبدأ بعيداً عن عائلة الجابري وليستريح ويريح والدته التى عانت بسببه .
*-*-*-*-*-*-*-*
ليلاً وصلا احمد ومعتز محافظة قنا حيث اتيا جواً بعدما انهيا سوياً اعمال شركتهما .
اردف معتز بتعجل وهو يخطى خارج المطار _ يالا يا بابا نروح فوراً على القصر .
اردف احمد برتابة _ لاء يا معتز … هنستنى للصبح … اكيد دلوقتى كل اللى في القصر ناموا … هنروح دلوقتى على الفندق ننام والصبح هنروح فوراً .
تنهد بضيق … ولكنه مجبر على الانتظار … اومأ بترقب واستقل سيارة أجرة وهو ووالده تنقلهما الى الفندق الذى حجز به احمد غرفة لهما صباحاً .
اما في القصر في جناح زين .
يتمدد على الفراش ويحتضن مهرة التى تتلاعب باصابعها على يساره النابض مردفة بترقب _ زين ! .
تمتم بحب وشرود وهو يفكر فتابعت متسائلة _ شو رح تساوى بموضوع شهد !… لانو زعلانة كتير عليها .
تنهد زين بعمق ثم اردف بهدوء _ متجلجيش يا مهرة … الموضوع ده معيتمش … وشهد معتتجوزش غصب عنيها … عمى احمد جاي الصبح وهنجيب الراجل ده أهنة وعنجوله طلبه مرفوض .
اومأت بتفهم ثم اردفت بشرود _ برأيي شهد محتاجتك هالفترة زين … لانه هالمخلوقة كتير مسكينة وضعيفة … وانا عم لاحظ انك بعيد عنها كتير .
تنهد بعمق واردف بندم _ معاكى حج يا مهرة … انى بعيد عنيها جوي … اللى كان جريب منيها عبد الرحمن الله يرحمه .
اومأت تردف بشرود _ اي الله يرحمه .
تنهد بحزن فرفعت نظرها اليه وجدته ينظر للامام بشرود فأردفت بحب لتخفف من على عاتقه _ بس انت اليوم عن جد كنت مافي متلك … وئت كنت عم تحكى مع شهد تأكدت انك ما رح تسمح لحدا يظلمها بنوب ..
شددت من عناقها له تتابع بحب _ زين انا بفتخر فيك … وبحبك كتييير .
بادلها العناق وقد لانت ملامحه وتنهد يدنو يقبل جبينها ثم اردف بصدق _ وانى كمان يا مهرة بحبك … ولو انى حاسس ان اللى جوايا ده عدى الحب بمراحل … بس انتِ بجيتي جريبة منى جوي يا مهرة … كأنك ضميري ونفسي من جوة .
ابتسمت بسعادة وهى تضع رأسها على صدره وتستمع لنبضاته العنيفة اثناء اعترافه بحبها .
*-*-*-*-*-*-*-*
في الصباح نزلا زين ومهرة بعدما اخبرها ان عليها ارتداء النقاب لحضور عمه وابنه بعدما تلقى اتصالهما .
دلف غرفة الطعام فوجد رابحة تجلس بجمود وشهد في مكانها تجلس بصمت والحزن واضحاً على ملامحها .
القيا السلام … واردف زين بهدوء _ عمى احمد جاي دلوك هو ومعتز ولده … وانى عتصل على وهبة الجابري واجوله ييجي أهنة وعنجوله ان طلبه مرفوض ..
نظرت له شهد بسعادة ارتسمت على وجهها لسببان اولهما مجئ معتز والثانى رفض طلب تزويجها .
اما رابحة فنظرت لابنها بعمق واردفت بهدوء وترقب مقلق _ بلاش يا ولدي … بلاش تتحدانى وتجف في وشي … انى جررت واديت للراجل كلمة .
نظر لها زين بقوة واردف بصلابة _ معجفش في وشك يا اماي … كل مافي الامر انى مموافجش على جوازة اختى رفضاها … حتى لو كانت شهد موافجة … انى لا يمكن اتغاضى عن جلة احترامه لرجالة العيلة … انتِ امى وعلى راسي بس معتتخطيش الاصول .
اومأت بترقب ثم دلفت خضرة تعلن عن حضور احمد ومعتز … وقف زين واتجه للخارج يرحب بهم …
دلفا القصر ووقفت رابحة ترمق شهد بنظرات حادة مردفة _ اطلعى على جوضتك .
اومأت شهد وهى تنظر لمهرة بقلة حيلة ووقفت تتجه للخارج باتجاه الدرج مع دلوف احمد الذى اردف بحنو عندما رآها _شهد !
التفتت تطالعه بتوتر فأردف بحنو واشتياق _ ازيك يا حبيبتى عاملة ايه !! .
وقفت حائرة تنظر لرابحة التى خرجت لتوها ولعمها بينما دلف لتوه زين يتحدث مع معتز الذى رفع نظره ورآها …
حبس انفاسه لثوانى … يا الهى انها هي … نفس الملامح الطفولية مع اضافة مظاهر الانوثة التى زادتها جمالاً … عاد قلبه للنبض مجدداً … وجد نفسه يبتسم لها .
اما هى فتطلعت عليه بتوتر وخجل وبدأت تفرك اصابعها فأردف زين بهدوء _ تعالى يا شهد سلمى على عمك .
نظرت لوالدتها التى تطالعها بجمود ثم تقدمت حتى توقف امام عمها ومدت له يدها بتوتر تردف _ ك كيفك يا عمى !
لم يمد يده ليصافحها بل مد يده يسحبها اليه ويعانقها بحنو واشتياق مردفاً _ وحشانى ياشهد … وحشانى اوى يا حبيبتى .
اما هى فعادت بذكرياتها الى عناق والدها الحنون … انه يشبه … لفت يدها حول عمها تبادله باستكانة وقد التمعت عيناها بالدموع التى رآها معتز واهتز قلبه لها وهو يطالعها بصدمة وصمت .
ابتعدت تطالعه فنظر لها احمد بحنو واردف مطمئناً _ متخافيش يا حبيبتى … مافيش حاجة هتّم غصب عنك ابداً .
التفتت تطالع والدتها بخوف وهى تتقدم منهما وتزيح شهد للخلف ضاغطة بقوة على ذراعها وتردف بترحاب كاذب _ اهلا بسلفي الصغير … عامل ايه !
نظر لها احمد بضيق واردف _ اهلا ببنت عمى … انا كويس جدا ..
اما شهد فركضت تصعد الى غرفتها تحت انظار معتز الذى كان يتمنى التحدت اليها او حتى السلام فقط ولكن يبدو انها لم تلاحظه .
نظر احمد لمهرة التى تقف هادئة واردف مرحباً بحنو _ ازيك يابنتى .. اخبارك ايه !
اردفت مهرة بنعومة ورتابة من خلف نقابها _ اهلين بحضرتك عمى احمد .. انا كتير منيحة بتشكرك كتير … اتفضلوا لا تضلوا واقفين هيك .
رمقتها رابحة بغضب من تصرفها وكأنها سيدة القصر .
اما معتز فمال على زين الذى يطالع مهرة بشرود وحب واردف _ كلك ذوق يا ابن عمى !
لكزه زين في كتفه بقوة وغضب يردف بتحذير _ ملكش صالح بمرتي واصل .
ابتسم معتز بخبث واتجهوا جميعاً يجلسون في غرفة الاستقبال ينتظرون وهبة الجابري هو وابنه .
اما مهرة فقد قررت الصعود لشهد ..
بعد نصف ساعة جاء وهبة الجابري مع ابنه وليد وجلسوا جميعاً بعد الترحاب وتقديم الضيافة التى تدل على كرم عائلة الجابري .
نظر له زين بجمود واردف _جولي يا حاج وهبة … طلبك كان ايه !!
اردف وهبة بتوتر وهو يطالع رابحة التى تجلس بتعالى وسط الرجال _ انى طلبت يد بنتكوا لابنى يا زين بيه ووالدتك وافجت .
اردف احمد بغضب _وطلبت ايدها امتى وفين ومن مين يا حاج .
تحمحم الرجل واردف بتوتر _ من كام يوم جابلت الحجة رابحة وهى عتباشر ع الارض واتكلمت معاها … وهى جالت عترد عليا وردت بالموافجة .
اردف زين بغضب _ كلمة امى على راسي بس انى معنديش اخوات للجواز يا حاج … لانك مرعيتش الاصول صُح … لما تيجي تطلب بنت عبد الرحمن الجابري يبجى تجمع رجالتها كلهم وتطلبها منهم كيف الخلج … وما دام ده محُصلش يبجى طلبك مرفوض .
توتر الرجل واردف بترقب _ معاك حج يا زين بيه … هى غلطة مني وانى محجوجلكم … بس الحاجة عطتنا كلمة .
اردف احمد بجدية _ واحنا كمان قولنا كلمتنا يا حاج … طلبك مرفوض .
هنا وتحدث معتز الذى يجلس يشاهد بغضب وغيره واردف بما لم يكن في الحسبان وما يفكر به منذ الصباح _ بنت عمى انا اولى بيها من الغريب يا حج !
طالعه زين بعمق بينما ذهل احمد برغم سعادته
ونظر وهبة بصدمة لرابحة التى تتابع بصمت واردف _ جولتى ايه يا حاجة رابحة !!
اردفت رابحة بصلابة وجمود متجاهلة حديث معتز كانها لم تسمعه _ اللى جولته اول مرة عجوله دلوك … قراءة فاتحة بتى على ولدك يوم الجمعة .
التفت زين واحمد ومعتز الى رابحة يطالعونها بصدمة بينما وقف زين يردف بغضب _ معناته ايه الحديت ده يا اماي !! … عتكسري كلام الرجالة !
نظرت لابنها بعمق وترقب … لقد اهانها بذهابها الى منزل هذا الغريب لتعتذر منه وامامها الآن فرصة لترد له الاهانة ولكنها اردفت بجمود وتروى _ خد ولدك وهملنا دلوك يا حاج وهبة … هنردلكم خبر انى وولدى بكرة … واطمنوا … الكلمة اللى رابحة تجولها مترجعش فيها .
اومأ الرجل ووقف هو وابنه يغادران تحت انظار احمد ومعتز الصادمة وزين الذى يطالع امه بغضب داخلى .
نظرت له رابحة بتحدى ثم اندفعت خارج الغرفة متجهة الى مكتبها بعدما غادر الرجل .
خرج زين خلفها وناداها في بهو القصر فتوقفت تلتفت له امام اعين الجميع ومهرة التى نزلت لتوها .
اردف بنبرة غاضبة وهو يشعر بالاستياء منها _ ليه يا اماي !! … ليه أكدة !! … مشكلتك مهياش جواز شهد … مشكلتك معايا انى صُح .
اردفت بجمود وغضب تخرج ما في جبعتها _ صُح يا ولد بطنى … وكيف ما كسرت كلمتى وخدتنى بالضغط على بيت الغريب انى عكسر كلمتك جدام الخلج … عمالة اعليك واكبرك واجول زين الرجال … بجالى ياما بزرع جواك القوة والهيبة والجبروت علشان تبجى كبير وسيد ناسك … بس جت دي وضيعت هيبتك وجوتك .
قالتها وهى تشير على مهرة التى تقف ذاهلة مثلها كمثل احمد ومعتز … اما زين فكان يطالع والدته بانكسار والم وهى تتابع وكأنها تعمدت استنزافه _ عتلبسك كيف الخاتم ف صباعها يا ولد الجابري … بس لع … معسمحلكش لا انت ولا هى ولا مين ما كان تكسروا كلمتى واصل … جواز بتى عيتم كيف ما جولت وانت عتحط يدك في يدهم وعتجوز اختك ليهم والا وجتها انى اللى عسبلك الجصر وامشى وابجى وريني كيف عترفع راسك جدام الخلج وانت كاسر خاطر امك … خليك ماشي وراها كيف المسحور … وعتندم يا ولدى بس وجتها متجيش تشتكيلي .
تركتهم واتجهت لغرفتها تصفع الباب خلفها … نظر احمد لابنه بحزن وتنهد للمرة الثانية لم يستطع مواجهتها … للمرة الثانية سيغادر مكسور الخاطر بقلة حيلة … نظر لابنه واردف بحزن _ يالا نمشي يا معتز .
نظر معتز لوالده بتعجب واردف _ نمشي ازاي يا بابا ! … هنمشي ونسيبهم كدة ازاااي !! … خلينا نحاول نتكلم معاها بالعقل .
هز احمد رأسه واردف _ يالا يا معتز نمشي … انت معترفهاش … يالا نمشي دلوقتى .
نظر معتز بذهول لوالده ولم يعجبه هذا الاستسلام واردف _ بابا لو سمحت … خلينا نحاول معاها !
نظر احمد لابنه بحدة واردف _ قولتلك يالا دلوقتى يا معتز ومش هعيد كلامى ..
نظر معتز بقلة حيلة لزين الذى يقف يواليهما ظهره بجمود ثم تنهد وخطى يغادر هو واحمد .
اما زين فيقف كالجماد يستوعب حديث والدته الذى زلزل كيانه … كانت تقف امامه مهرة تطالعه بعمق وقلبٍ ممزق لاجله … رفع نظره يطالعها بانكسار فهزت رأسها بقوة لا تريد رؤية هذه النظرة في عينه ابداً .
اغمض عينه وتنهد بعمق ثم فتحها يبحث عن مفاتيح سيارته فلم يجدها … قرر الصعود لاحضارها ليغادر هذا القصر الذى تطبق جدرانه على صدره … اما هى فأسرعت تركض خلفه لتمنعه من الرحيل وهو بتلك الحالة .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسكن أنت وزوجك)