رواية اسكن أنت وزوجك الفصل الثامن عشر 18 بقلم آية العربي
رواية اسكن أنت وزوجك الجزء الثامن عشر
رواية اسكن أنت وزوجك البارت الثامن عشر
رواية اسكن أنت وزوجك الحلقة الثامنة عشر
ان اتفقا العقل مع القلب فأعلم انك لن تسقط ابداً
❈-❈-❈
صعد جناحه يبحث عن مفاتيح سيارته … وجدهما على الكومود فتجه يلتقطهم بعنف ويلتفت ليغادر ولكنه وجد مهرة تدلف مسرعة وتغلق الباب خلفها ثم سريعاً اوصدته بالمفتاح ونزعته والقته بعيداً .
طالعها بغضب وهو على وشك الانفجار واردف _ ابعدى من جدامى دلوك .
هز رأسها وهى تنزع نقابها وتلقيه وتطالعه بقلق من هيأته واردفت بلهفة وحنو _ ما رح تروح لمكان وانت بهالحالة زين … ما رح تتحرك من هون .
اغمض عينه بقوة واعتصر المفاتيح في قبضته حتى جرحت يده يردف بغضب ضاغطاً على احرفه _ جولتلك ابعدى دلوك يا مهرة .
هز رأسها بقلق ورفضٍ تام فزعق بقوة وقهر هز داخلها .. تطالعه بخوف وذهول وهى ترى قبضة يده حول المفاتيح وتأكدت من جرحها فلم تحتمل وارغمها عقلها وقلبها على التحرك مسرعة اليه ثم فجأة عانقته بقوة وكأنها تحتمى به منه …
كان كالاسد المجروح يقف يصارع غضبه حتى لا يؤذيها وكل ما يفعله هو الضغط اكثر على قبضته وهو يتذكر كلمات والدته السامة الا ان احس بجسدها يعناقه بقوة … حاول ابعادها عنه ولكنها تعلقت به بقوة تردف بترقب وقلق _ روق زين مشان الله … لا تخلى اي حكى يدمرك … اهدى ورح نحكى .
كان صدره يعلو ويهبط بعنف وانفاسه ساخنة حادة وعقله كالبركان المنصهر … كل ما يؤلمه اهانته امام الغرباء … كل ما ينهش قلبه تخطى كلمته وهو المعروف بالشموخ والهيبة …
اغمض عينه يحاول ان يهدأ وارغمه على ذلك همسها له ببعض الايات والاذكار التى رممت بعضٍ من ندوبه … لف يده حولها يضمها اليه آخيراً وقد تحول من القوى الثائر الى الضعيف المكسور وهو يدنو برأسه دافناً اياها بين منحنى عنقها .
ملست على ظهره بحنو وحب واردفت بتروى _ روق حبيبي … روق زين وتعى لنحكى .
ابتعدت عنه بهدوء تطالعه بعيون حنونة فابعد عينه عنها لا يريد ان يريها نظرة الضعف بهما …
سحبته معها الى الاريكة وجلست بجواره تضع كفيه بين راحتها الصغيرة واردفت بحنو _ ليه عم تعصب هيك حبيبي … بتعرف انه هالحكى مو صحيح .
رفع نظره اليها يطالعها بتشتت كطفلٍ تائه فتابعت بعدما استعادت هدوئها _ وئت كنت عم ادرس كان كل يللي بالجامعة عم يحكى ويتحاكى عن زين الجابري …
وئت افوت ع السوق بلاقي الكل عم يحكى عن زين الجابري واديشه قبضاي وما في مثله … كانوا يقولوا عنك انك كتير قوى والكل بيعمل ألك الف حساب … كنت عم اخاف منك … عن جد كنت عم اخاف وئت تيجي سيرتك … قالولي انك ما بتحب الظلم ولا بتيجي ع الضعيف … بس مع هيك كنت بحس انه انت كتير ظالم … لانه كيف فيك تخلى الكل يخاف منك وانت منيح !! … ووقت اجيت وهددتنى قلت يللي كنت بعتقده ليكو صار … عن جد طلع زين الجابري كتير ظالم … ما اتحملت ولا قبلت انك تقلل منى او تهيني بحكياتك … بس من لما فتت ع بيتك لهون وعاشرتك زين وانا عم احس شي ما حسيته حتى ببلدى … عم احس معك بالامان زين … عم احس انو فيني اقف بوجه العالم كله ما دمت انت بظهرى … عم احس انى كتير قوية بيك زين … صرت انت امانى ومأمنى … صارت انفاسك بالغرفة تطمن قلبي وصوتك عم يعطيني شعور بالراحة لو فين ما كنت … صار فيني اخاطر بأي شي كرمالك لانى بعرف كتير منيح انك زين الرجال اللى ما رح يقبل حدا يقرب على عيلته ..
تنهدت بقوة تتابع _ وبعرف كتير منيح انك رح تلاقي حل ذكي يخلص شهد ويصون مقامك العالي بس بالغضب ما فيك تفكر منيح … اذا في يوم صار شى وغضبت واتصرفت بغضبك رح تخسر زين لهيك حاول تكون حكيم لحتى تضل دائماً كبير .
كان يستمع لها بقلبٍ نابض … وكأن كلماتها كانت كمزيل الألم تماماً … استكان داخله بطريقة سحرية عجيبة .
بعد ثوانى من التفكير في حديثها تنهد بقوة وطالعها بعمق ثم اردف بتمعن _ انتِ كيف ما امى جالت … ساحرة ..
ضيقت عيناها تطالعه بعدم فهم فتابع _ جدرتى بسهولة تطيبي خاطرى … جبتى الحديت ده منين !! … معجول انى استاهل كل الحديت الزين ده !!
ابتسمت بحب وحنو واردفت _ هاد مو حكى هاي حقيقة زين … هالحكى طالع من هون .
قالتها وهى تشير على موضع قلبها فمد يده يسحبها اليه ويحتويها ويتنهد بقوة وهى مستكينة داخل صدره .
اغمض عينه واردف بترقب وحكمة بعدما هدأ وبدأ يفهم مغزى حديث رابحة _ امى عتجول الحديت ده لاجل ما ترجعنى زي الاول … مفكرة انى بعد حديتها ده حنجلب عليكي واعاملك كيف ماهى رايدة … هي خابرة زين انى مش أكدة … وانى خابر زين هي عتعمل اكدة ليه .
اردفت مهرة بتأكيد _ ايه صح زين معك حق … برغم انو هالحكى عم يوجعنى … بس انا واثقة انو رح يجي يوم وتتقبلنى … ولو مشان موضوع شهد فكر كتير منيح ورح تلاقي حل ..
تنهد يومئ ويعانقها بقوة ويقبل رأسها بحب وحنو مردفاً _ عحبك اكتر من اكدة ايه !
كانت تستريح على صدره ثم رفعت كفها تمسح على قلبه بحنو مردفة وهو تطالعه بحب _ لا بقى توجعلي قلبك هاد … مو من حقك توجعه لانه صار ألي لحالي .
ابتسم عليها واردف متعجباً _ وه ! … عتجولي كلام عشاج ولا ايه عاد ! … بلاش حديتك دي دلوك ! … أكدة مهعرفش انزل اشوف اللى ورايا !
طالعته بعمق ثم ارتفعت قليلاً تقبله قرب فمه بنعومة وتدفن رأسها في منحنى عنقه متنهدة بقوة فقد باتت لا تقوى على بعده … عقلها هيأ لها ان خروجه بتلك الحالة يمكن ان يصيبه بمكروه .
زفرت بقوة تخرج لتهدأ من التواء احشاؤها وتطرد افكارها مردفة بالقرب من اذنه بهمس ونعومة _ ضل معى اليوم زين ! … اذا ما عندك شي مناسب بالشركة ريح عقلك اليوم وبكرة بتشوف شو رح تساوى .
كان في حالة انسجام تامة من قبلتها وهمسها ونعومتها … اغمض عينه لدقائق يستمتع وهو محتفظ بها بين يده … اخده عقله في رحلة الى افعالها … ماذا ان لم تكن موجودة في تلك اللحظة التى غضب هو بها ! … اين كان سيلجأ حينها ! … بحضن من كان سيرتمى ! … لقد اتت لترمم ندوب خلفتها سنوات حياته منذ ان كان مراهقاً صغيراً وفقد والده … هى هدية الله له على كتمانه وتحمله وآلامه جميعها … هى بئر الحنين الذى كان يبحث عنه في صحراء القسوة القاحلة الذى تاه بها متلهفاً ليروى ظمأه منها .
❈-❈-❈
في غرفة رابحة تجلس على كرسيها تنتظر بترقب … كل ما تفوهت به لم يكن الا كلمات سامة كجرعة وقاية له ضد تلك الافعى التى تتلوى حوله وتريد ان تلتف عليه لتنهى اسطورته التى سعت هى سنوات لبناؤها … لن تسمح لها ان تضعفه او تقلل من هعده … ان كان جواز ابنتها من شخصٍ لا تريده سيعيده الى قوته فلتفعل … لتزوج ابنتها من هذا الشاب ما دامت تعرفه جيداً وتدرك انه مناسب ولكن الاهم الآن اعادة زين اليها … قوتها الحقيقية هو زين الجابري فقط .
دلفت حمدة تحمل قهوتها ثم وضعتها امامها فطالعتها رابحة بجمود مردفة بترقب _ زين ولدى خرج !
هزت حمدة رأسها تردف بخبث _ لع يا ست رابحة … طلع لجناحه متعصب وهى طلعت واره … وبعدها سمعت صوت زعيج جوى … بس الصوت اختفي ولحد دلوج هو فوج مخرجش واصل .
غضبت رابحة وقامت برطم فنجان القهوة بظهر يدها فسقط وتناثر محتواه على السجادة الارضية ثم اردفت بتوعد _ لو المرة دي ولدى متراجعش عن اللى عيعمله يبجى مافيش جدامى غير الحل التانى .
اردفت حمدة بشر وخبث وهى تقترب منها _ جولتلك يا ست هانم من الاول ننفذ … والبت رانيا بتى واعرة جوى في حكاية التلافونات دي وعتعرف تتصرف زين متجلجيش .
شردت تفكر … اصبح مبتغاها الوحيد الآن هو خروج مهرة من ذلك القصر كما خرجت قبلها … تريد رؤية ابنها قاسي وصلب كما كان في تلك الفترة التى ابتعد فيها عن ابنة عمه …
زفرت بقوة واردفت بكره وتوعد _ بتك معاها التلفون الجديد صُح !.
اومأت حمدة مردفة بترقب _ معاها يا هانم وجفلاه من يوم ما جبتهولها .
اومأت تردف بحقد وشرود _ معطوليش أهنة يا بنت الغريب … افرحيلك شوية بولدى اللى عايزة تغيريه … علشان لما تغورى من اهنة يبجى زين الرجال علم عليكي صُح .
ثم نظرت الى حمدة واردفت بجمود _ روحي ناديلي بتك دلوك .
اسرعت حمدة تلبي طلبها حيث ولجت للخارج تنادى ابنتها وعادت بعد قليل بها واغلقت الباب .
نظرت رانيا الى رابحة بتوتر تردف _ اؤمريني يا هانم .
اردفت رابحة بجمود متسائلة _ عملتى كيف ما جولتلك اليوم اياه !
اومأت رانيا تردف مؤكدة _ عملت كيف ما جولتيلي يا هانم ومتجلجيش انى بعرف كويس جوى اتعامل مع التليفونات دى .
اومأت رابحة تردف بتوعد _ لو حُصل غلطة معتعدليش أهنة لا انتِ ولا امك … يعنى عينك في وسط راسك زين … وتبعتى الرسايل اللى عجولك عليها وتجفلي التلفون دوغري .
اومات رانيا بتوتر تردف _ حاضر يا رابحة هانم انت تؤمرى … ومتجلجيش انى معغلطش واصل .
نظرت لها رابحة واشارت بيدها ان تغادرا وبالفعل غادرت حمدة هى وابنتها وتركتا رابحة تجلس تفكر بشرود مردفة بفحيح _ مكنتش رايدة اعملها … بس لازم ارجع ولدى لعندى … لازم الغريبة دي تنجلع من أهنة .
❈-❈-❈
عادا معتز واحمد الى الفندق بغضب … كان وجه احمد حزين ينكس رأسه فاوقفه معتز في بهو الفندق مردفاً بضيق _ انت ازاي مشيت يا بابا ! … ليه موقفتش قدامها … انا عايز شهد يا بابا ومش هسيبها تروح لغيري .
تنهد احمد وطالعه بعمق يردف بانكسار _ للمرة التانية مقدرتش اقفلها … مقدرتش احمى بنت اخويا … لو كنت وقفت في وشها النهاردة كان زين وشهد هما اللى هيدفعوا التمن … انا لسة جبان زى ما انا يابنى … معرفش اعمل ايه علشان ولاد اخويا … بس لازم الاقي حل … لازم اهدى والاقي حل بعيد عن رابحة ..
وقف معتز يردف بثبات _ الغلط كان في وجودها ف المجلس … الست دى محتاجة وقفة لانها كدة هتفكر ان محدش قادر لها … والحل الوحيد يا بابا زي ما قولتلك انا عايز شهد ليا .
طالعه احمد بترقب ثم اردف بقلق _ ايوة يابنى بس والدتك ! … الموضوع ده هي مش هتتقبله بسهولة ولازم قبلها نحاول نقنعها ده حقها عليك … ده غير ان رابحة مستحيل تقبل بحاجة زي دي لانها بتكره ناهد … يعنى فيه حواجز لازم نتخطاها الاول .
زفر معتز بضيق يفكر في امر والدته … عاد بنظره الى والده واردف بترقب _ لازم نلاقي حل في اقرب وقت يا بابا … انا مش هسيب شهد تروح لغيري … مش بعد ما اتحملت كل السنين دي اسيبها تتجوز غيري … مستحيل ده يحصل .
نظر احمد لابنه بتعجب واردف _ انت كنت بتحبها يا معتز !
اردف معتز بثقة وتأكيد _ انا لا حبيت ولا بحب ولا هحب غيرها يا بابا من واحنا اطفال … ومش هتجوز غيرها ولا هي هتتجوز غيري .
تعجب احمد من تصريح ولده الذى اكد له ظنونه منذ زمن ..
❈-❈-❈
بعد ساعة في جناح زين
كان يغمض عينه حيث ما زالا يجلسان على الاريكة يبيحان لبعضهما باعترافات عشقٍ حديث الولادة بعدما تخلت مهرة عن ملابسها الرسمية وحجابها وظلت ببجامتها الحريرية القصيرة .
تنهد زين وفتح عينه ينظر حوله مردفاً _ حَدفتى المفتاح فين يا مهرة ! … عنفضل محبوسين أهنة ولا ايه ! .
كانت تتوسط صدره حين اردفت بعمق وعيون مغمضة _ ما دام معك ماعندى مانع .
شدد من عناقها بحب ثم رفعت رأسها تطالعه بعمق بعد تفكير مردفة بترقب _ زين بدى اقترح عليك فكرة .
تمعن النظر بترقب فتابعت _ شو رأيك اذا سويت هون بهالركن شى كورنر للمشروبات ! .
تعجب واردف بتساؤل _ كيف يعنى يا مهرة ! … عتساوى مطبخ أهنة ! … ومالو المطبخ الكبير اللى تحت !
اردفت بهدوء وهى تحاول اقناعه _ مو مطبخ حبيبي … شي صغير للقهوة والشاي وهيك شغلات بسيطة … لانه ما عم يصحلى ادخل المطبخ يللي تحت … اوقات كتير بيكون نفسي اساويلك حلويات كتير طيبة بس ما فيني .
طالعها وهى تتحدث … جميلة وشهية وقابلة للالتهام … مال يقضم وجنتها بحب واستمتاع مردفاً _ بس انى دوجت الحلويات يا مهرتى .
ضحكت حتى سطعت اسنانها تطالعه بحب عندما فهمت مغزى حديثه مردفة _ معقول زين ! … هاي الحلويات متل هديك ! … لا بنوب .
ضحك هو الآخر واردف بحب _ الحج علي بتغزل بمرتي !
اردفت بترقب متسائلة _ طب شو قلت ! … موافق ولا شو !
تنهد بعمق ثم اردف بتروى _ موافج يا مهرة … بس مشروبات بس … ولو ع الحلو انى هجولهم ف اليوم اللى امى تطلع فيه ع المصنع هخليكي تعمليلنا حلو من يدك الجمر دي عشان تبجى براحتك تحت ومحدش يجولك كلمة تزعلك .
ابتسمت بحب وسعادة واردفت وهى تتعلق برقبته بدلال _ هلأ انا يللي بدى اسألك … كيف فيني احبك اكتر من هلا !!
غمزها بطرف عينه ولف يديه حول خصرها يردف بخبث _ اجولك تحبيني كيف ولا تجوليلي انتِ ! .
ابتسمت تخفض رأسها بخجل ثم طالعته تردف بترقب _ رح اقولك انا بس مو هلأ … بالاول بدى اروح لعند البابا اطمن عليه واجيب اغراضي من هونيك .
ضيق عيناه يتسائل باستمتاع وخبث _ اغراض ايه دي بجى ! … عبارة عن ايه يعنى … اوصفيهم لي بالمللي .
تجرأت حباً واقتربت من اذنه وهمست بنعومة قائلة _ اغراض بتنسيك اسمك .
ارتعش وتضخمت اوردته وطالعها بمكر يردف مبتسماً _ متلعطيش جليلة يا بنت الشريف .
ابتسمت بدلال ثم اردفت وهى تمرر انفها على انفه عدة مرات _ بنووووب .
اوقفها يلتهم شفتيها في قبلة جامحة ليهدئ بها مشاعره التى اعطت نتيجة عكسية ولم تهدأ بل زادت مطالبة بالمزيد منها .
ابتعدت عنه تزفر بعمق ثم تنهدت واردفت هاربة بتلعثم من المشاعر التى اجتاحت جسدها هى الاخرى _ لكان رح قوم ادور ع المفتاح .
زفر هو الاخر وقبل ان تنسحب احكم قبضته حولها وقبل ان تستوعب ابدل وضعهما لتصبح هى ممتدة على الاريكة وهو يعلوها ويطالعها بنظرة اصبحت تعشقها وجعلتها تقضم شفتيها بخجل لينحنى ويعيد فصلهما بطريقته وليبحث عن مفتاح سعادته معها قبل البحث عن مفتاح غرفتهما ..
❈-❈-❈
بعد حوالي ساعة خرج زين من جناحه ومعه مهرة بعدما قرر الذهاب لشركته واتجها الى غرفة شقيقته التى فتحت له واثار الدموع على عيناها .
نظر لها بحنو ثم مد يده يسحبها اليه ويعانقها بطمئنان بعدما التوى قلبه من هيأتها وهو يربت على ظهرها مردفاً _ معيزكيش تبكى واصل يا شهد طول مانى موجود … وزي ما جولتلك مافيش حاجة هتم من غير رضاكى … خليكي جوية في الحج … اوعى حاجة تكسرك .
ابتعدت تتنهد وتخفض رأسها بحزن وخجل مردفة _ كيف يا زين ! … وامى خلاص حكمت ع الكل وعتنفذ اللى جالته !.
نظر لها بتعمن واردف بثقة وثبات _ عتثجى في اخوكى ولا لع !
رفعت نظرها اليه تطالعه بعمق ثم نظرت لمهرة التى تومئ لها مبتسمة فتابعت شهد بهدوء _ واثجة فيك طبعا يا زين .
تنهد بارتياح واردف بحنو _ يبجى متخافيش ولا تبكى تانى وزي ما جولتلك اوعى حد يهزك أهنة … امك تحترميها ومتزعليهاش واصل بس متسمحيش لحد يهينك لا أهنة ولا برا الجصر .
ابتسم بحزن تردف بانكسار _ وهو انى بطلع برا الجصر اصلا يا زين !!
نظرت مهرة الى زين بترقب ثم مالت عليه تهمس _ شو رأيك اذا بتطلع معنا !! … رح يصير شى !
نظر لها قليلاً بترقب ثم نظر لشقيقته واردف بترقب _ غيري خلجاتك يا شهد وتعالى معانا … عنستناكى تحت .
طالعته شهد بتعجب واردفت بقلق _ لع يا زين بلاش … امك معتسكتش واصل .
اردف زين بنبرة صارمة _ عستناكى تحت يا شهد … غيري وتعالى .
خطى ليغادر فاردفت مهرة بترقب _ زين بستناها !!
تنهد يطالعها بعمق لا يريد النزول بدونها خوفاً من رؤية رابحة لهما فتوقف يردف _ خلاص هنستناكى أهنة … يالا متعوجيش .
اومأت شهد بسعادة ودلفت غرفتها تغلق خلفها ثم اخرجت سريعاً عباءتها وحجابها وارتدتهما سريعاً وولجت اليهما تردف بحماس _ يالا !
اومأ لها زين بينما تمسكت هي في يد مهرة ونزلتا الدرج مع زين ومنه الى الخارج دون ان تلاحظهم رابحة .
استقلوا سيارة زين حيث صعدت شهد في الخلف ومهرة في الامام وغادروا جميعاً الى وجهتهم للتسوق .
❈-❈-❈
في منزل متطرف
يجلس متولي امام يسرا التى تردف بغضب وحدة _ اسمع اما اجولك يا متولى … انت لازم تتصرف جبل ما الحمل يظهر … وشكل اللي اسمه عزيز ده جبان وغبي وانى عتوغوش … ولعلمك جواز عرفي معينفعش واصل … انى اكدة اللى عتأذي لحالي وانت هتطلع منها زي الشعرة من العجين … كلها كام شهر والحمل يظهر يا متولى وجتها عجول ايه انى !
اردف متولي بخبث وهو ينفث سيجارته _ وهما اخواتك فين دلوك يا يسرا … مش عيشتغلوا برا البلد ومعيجوش اهنة غير كل كام شهر ! … متعرفيش تدبري حالك من ورا امك وتلبسي واسع وخلاص ! … عنجنعه كيف دلوك بجواز رسمي بعد ما انى جولتله عرفي ! .
اردفت بحدة وتهكم _ مالياش فيه يا متولى اتصرف … عتجول انك عتعرف تأثر عليه !!! … جوله يطلبنى منيهم رسمي والجواز يبقى في السر … وجتها لو الحمل اتعرف ابجى في امان … انى بس جلجانة من عزيز ده جوي .
اردف متولي بدهاء _ مهو علشان أكدة اختارته يا بت … هنلبسه الحمل ونطلع منه بجرشين حلوين … وبعدها نبعد عن أهنة ولا نسافر اي مكان تانى ونتجوز رسمى يابت وانى عجلعك وعنغنغك بالفلوس نغنغة .
اردفت بترقب وقلق _ طب افرض شم خبر يا متولى !! … يامرى دي تبجى واجعة مربربة .
لكزها متولى يطالعها بغضب واردف بحدة _ عتفضلى طول عمرك جبانة أكدة ! … مين بس اللى عيعرفه ! … وبعدين الوضع ده معيطولش يا حزينة … كلها كام شهر وعتولدى ونخلع ونسبله العيل .
هزت كتفيها تردف بقلق _ لما نشوف اخرة خططك الواعرة دي ايه ! … ما كنا هربنا من اهنة واتجوزنا بعيد عن البلد واخواتى وكل الدوشة دي !
شرد يفكر بطمع وحقد واردف _ هيحصل بس مش دلوك … الاول اطلعلي بمصلحة من ورا عزيز ده وبعدها عسافر من أهنة … عسافر واعيش كيف يا ام مخ زنخ ! .
نظرت له بحدة مردفة باستنكار _ نعم يا اخويا ! … تسافر ! … جصدك نسافر يا متولى والا عليا وعلى اعدائي .
طالعها واردف مصححاً بتوتر _ ياحزينة ذلة لسان … طبعا نسافر … يالا دلوك انى هجوم امشي علشان اتحدتت مع عزيز واحاول اجوله انك رفضتى الجواز العرفي واشوف عيجول ايه … واول مايجهز نفسه عجولك تجهزى .
غادر وتركها تفكر في تلك الخطة التى رسمها متولي بخبث حتى انه رفض تخليها عن الحمل لينفذ مخططه وليحصل على الاموال التى ستكون له طوق نجاه .
❈-❈-❈
بعد ساعة في المول التجارى حيث يخطى زين وبجانبه مهرة التى تتمسك بشهد المرتعش جسدها بتوتر من الزحام والناس .
انحنت عليها مهرة واردفت بحنو _ روقي شهد واهدى حبيبتى … تعى لحتى تختارى شى عباية جديدة .
نظرت لها شهد بتوتر واردفت _ لع … معيزاش حاجة … بس خلينا نرجع .
نظر زين لشقيقته بحزن وقد عاتب نفسه على اهماله لها … تنهد واردف بتروى _ يالا يا شهد ادخلى ويا مهرة ونجيلك خلجات جديدة … وانى هجف أهنة استناكوا .
نظرت له بقلق ثم سحبتها مهرة تردف باصرار _ فوتى يالا .
دلفتا الى المحل الحريمي الذى يعرض ملابس بيتية وملابس خاصة … اتسعت عين شهد بخجل وهى ترى معروضات المحل فابتسمت مهرة من خلف نقابها تردف بهمس _ لا تطلعي على هدول الاغراض .
نظرت لها شهد بخجل وهزت رأسها فتابعت مهرة تبتسم متذكرة _ وئت كنت بالجامعة كنت اجى انا ورفيئتي لبنى ونختار من هدول الاغراض لنخبيهم لوقت نتجوز … عن جد نحن مانا قليلين متل ما قال زين .
قالتها تبتسم من خلف نقابها فضحكت شهد وبدأت مهرة تختار اغراض بعناية ثم اختارت بعض القطع الملائمة لشهد والتى اعجبت بها كثيراً ثم قامت البائعة بتغليفهم وناولتها اياهم فأخرجت مهرة من حقيبتها البطاقة البنكية التى اعطاها لها زين اثناء طريقهم الى هنا وناولتها اياها وقد تم دفع الحساب وخرجتا الى زين الذى يقف ينتظرهما بضجر .
ابتسمت مهرة على ملامحه واردفت بحب _ شو حبيبي مليت !!
نظر لساعة يده بترقب ثم نظر لها واردف _ ممليتش بس عايز اوصلكم واروح ع الشركة … فيه كام ورجة مهمين لازم اوجعهم .
اومأت بتفهم واردفت _ ما بقى غير الاجهزة يللي رح احتاجها لركن القهوة .
اومأ واتجهوا الى محل الاجهزة المنزلية واختارت مهرة ما يلزمها بسعادة ومعها شهد ثم استقل السيارة وغادروا الى وجهتهم .
اردف زين بترقب _ عتروحي على بيت اهلك يا مهرة !
تنهدت تفكر لثوانى … تشتاق لرؤية والدها وشقيقتها كثيراً ولكنها تعلم انه تأخر على موعده لذلك اردفت بهدوء _ خليها وقت تانى حبيبي … وقت تكون فاضي بنروح لعندهن لانى كتير اشتقتلهن .
اومأ بتفهم وحب يردف وهو يقود ويلف مساره _ خلاص بكرة هوصلك عنديهم … خلينا دلوك نروح اوصلكم واطلع ع الشركة .
اومأت له بسعادة ونظرت لشهد في الخلف التى تبتسم وهى ترى علاقتهما التى جعلتها تشرد وتفكر في معتز .
ويبدو ان التخاطر قد اصابه فخطرت على عقله ايضاً يجلس في غرفته بالفندق حيث يتنهد بضيق ويفكر في حل فهو لن يجلس هكذا مكتوف الايدي ويتركها تذهب لغيره بعد صبره كل تلك السنوات … يعلم ان الامر ليس بهين وسيواجه صعاب كثيرة ولكنه لن يتركها … يكفي ما عناه من كتمان لمشاعره كل تلك السنوات … يكفي حبه المكبوت داخله لها والذى احتفظ به لوقتٍ مناسب … عليه بالتصرف … لابد من لقاءه بزين .
❈-❈-❈
في المصنع يجلس عزيز خلف مكتبه بملل بعدما اخذ متولى الاذن للذهاب لامر هام .
رن هاتفه برقمٍ غير مسجل فتنهد والتقطه ثم فتح الخط واجاب مردفاً _ الو ! … مين معايا !
اردف دكتور عمر بترقب _ عزيز بيه الجابري معايا ! .
اردف عزيز بضيق _ ايوة انى عزيز … مين انت !
اردف دكتور عمر برتابة _ انا دكتور عمر المهدى … اخصائي الطب النفسي … واللى اتعرفت على الانسة اسماء بنت حضرتك من حاولي شهرين لما جت عنظى العيادة هي ووالدتها .
توتر عزيز وهو يتطلع حوله ثم اردف بتهكم _ خير يا حضرة الدكتور ! … حصل حاجة ولا ايه ! .
اردف عمر بهدوء _ لا ابدا يا فندم … انا بس كنت محتاج اخد من حضرتك معاد مناسب … محتاج حضرتك في موضوع مهم .
تعجب عزيز واردف متسائلاً _ موضوع مهم ! … بيني وبينك ! … خير يا دكتور ! … بخصوص ايه عاد !
تنهد الطبيب وزفر يهدأ من حالته ثم اردف بهدوء _ موضوع يخص الانسة اسماء بنت حضرتك … لو سمحت قولي على مكان ومعاد مناسب نتقابل فيه وانا هشرح لحضرتك الامر .
شرد عزيز قليلاً يفكر ثم اردف بضيق _ تمام … يبقى بكرة في كافيه **** .
اومأ عمر يتنهد بارتياح مردفاً _ تمام يا عزيز بيه انا عارفه وهكون هناك في الموعد ان شاء الله … متشكر لحضرتك .
اغلق معه وشرد عزيز يفكر في امره وماذا يريد منه … عليه ان يسأل ابنته التى تسببت في تلك الفوضى وذهبت لطبيب نفسي غير راضي عنه .
❈-❈-❈
وصل زين الى القصر وترجل يحمل الاغراض في حقيبة السيارة الخلفية بينما ترجلتا مهرة وشهد والتقطتا اكياس الملابس وصعدتا خلفه .
كانت رابحة تجلس في بهو القصر عندما دلفوا .
نظرت لهم بعيون سوداء حادة فتوترت شهد ونظرت لشقيقها بخوف بينما هو كان يطالع والدته بعيون قوية ثم اردف لمهرة بتروى _ خدى شهد واطلعى يا مهرة .
اومأت له بتوتر وتمسكت بكف شهد وصعدتا بصمت واستعد هو لكلمات لازعة من والدته ولكنه تفاجئ بها تقف مردفة بهدوء _ كنتوا عتتسوجوا !
طالعها بعمق وتعجب … كأنها ليست تلك المرأة التى اهانته بالحديث صباحاً …
اردف بهدوء واحترام كأن شيئا لم يكن وهو يحمل الاغراض في يديه _ عنديكي مانع يا اماي !
هزت رأسها ببطء تردف ببرود وجمود _ لع يا ولدى …. ما دامك مبسوط انت وخيتك خلاص … انى كمان هبجى زينة .
تحركت تخطى ببطء للخارج وتركته يقف متعجباً من حديثها المؤكد خلفه مغزى مقلق … تنهد وصعد للاعلى واتجه الى جناحه … فتح ودلف فوجد مهرة تبدل ثيابها وتستعد لوضع الاعراض في اماكنها …
وضع الاكياس ارضاً واتجه اليها يعانقها بقوة وكانه يشاركها قلقه وخوفه من اسلوب والدته …
بادلته هى بحنو وابتعدت تطالعه بعمق ثم اردفت بحب _ بدى اتشكرك كتير … وئت اطلعت ع شهد وشفتها اديش كانت مبسوطة تأكدت انك احن اخ بالعالم بالاضافة انك زوج حنون كتير وابن مثالي ورجال قوى ومافي متلك … ضل هيك دايماً زين … لا تخلى حدا يعكر صفوك ..
تنهد يتطلع لعيناها بعمق ثم اردف بحب _ كل يوم عتعلج بيكي جوي يا مهرة ..
ابتسمت له ثم اردفت بحب وسعادة وصدق _ وانا زين … صرت انت كل دنيتى … ومشانك بتحمل اي شى .
عاد يعانقها بحب وحنو ثم اردف _ دلوك لازم اروح ع الشركة … لما اجى بليل عتفرجيني على الحاجات اللى جبتيها … وعتقسيهم واحد واحد .
ابتسمت ثم اقتربت منه واردفت بحب ودلال وجرأة _ مو اذا تركتنى بعد اول واحد !
تنهد بعمق يتحكم في مشاعره مردفاً بتوعد _ أكدة غلط عليكي … عتلعبي بالنار يا مهرة .
ابتسمت تخفض رأسها فتنهد ودنى يقبل جبهتها بحب ثم ابتعد يردف _ عخلص علطول وارجع .
اومات له وغادر الى عمله وبدأت هى تفرز الاغراض التى ابتاعتها لتعد ركن القهوة والمشروبات .
اما زين الذى استقل سيارته وقاد واثناء ذلك تناول هاتفه وقام بالاتصال على عمه احمد الذى اجاب بترقب وحزن _ ايوة يا زين ! … عامل ايه دلوقتى !
تنهد زين يردف بترقب _ انى كويس جوى يا عمى … ودلوك اسمعنى زين … هتجيب معتز وتجيلي ع الشركة … بس متتأخرش عايزكوا في موضوع مهم جوى .
تعجب احمد ثم اردف بهدوء _ تمام يا زين … مسافة السكة .
اغلق معهم وشرد يفكر في الخطة التى خطرت على عقله والذى عليه تنفيذها في اسرع وقت قبل يوم قراءة الفاتحة ليرد اعتباره هو وعمه وليعلم الجميع ان زين الجابري كلمته لا ترد .
❈-❈-❈
بعد ساعة او يزيد كانت مهرة انتهت من وضع قطعة الاساس التى عبارة عن عدة ادراج ونقلتها سحباً الى الركن المقصود ثم بدأت بوضع الالات عليها وكذلك قامت بالاصاق العلقات التى ابتاعتها على الحائط وعلقت بها الاكواب الكبيرة ذو الرسوم الكرتونية ووضعت الفناجين في الادراج بجوار اطباقهم .
ابتعدت قليلاً تطالع المكان بسعادة وهى تشعر انها في مملكتها الخاصة …
تنهد وعاد اليها التفكير في الامر الذى تنوى فعله منذ ان دلفت القصر ولكن يمنعها قلقها وخوفها .
زفرت تتحلى بالشجاعة ثم عادت ترتدى اسدالها وقررت النزول للاسفل لتواجه رابحة الجابري .
نزلت الدرج واتجهت حيث غرفة رابحة وطرقتها بنبضات متسارعة وتوتر ..
سمحت لها بالدخول فأدارت مقبض الباب وفتحته تتطلع على الداخل بتوتر …
كانت رابحة تجلس على مقعدها حيث التفتت لترى من ولكنها تفاجأت بمهرة تقف امامها وتطالعها بتوتر مردفة وهى تفرك اصابعها _ ممكن احكى معك !
طالعتها رابحة بصمت وكره فتنهدت مهرة بقلق وتقدمت بترقب ثم وقفت امامها تردف بهدوء _ بعرف انه خبرتك بالحياة قوية كتير … وبعرف انه اكيد واجهتى كتير شغلات صعبة لحد هاليوم … كمان بعرف انه انتِ بتحبي زين وشهد كتير … بس بدى افهم شغلة منك اذا بتريدي ! .
نظرت لها رابحة بجمود تستمع بصمت وداخلها يغلى حقداً منها … رسخت داخلها الكره الغير مبرر والغيرة على آخر قوة وامل تبقى لديها … نظرتنا لها متحجرة كقلبها الذى لم يرى قلب تلك البريئة … لو تعلم ما تنوى فعله معها لرحلت دون التفات … عيونها مسلطة على ملامحها البريئة التى تعتقد انها تستعملها في سحر ولدها وجعله ضعيفٌ يلبي ويطيع بصمت … حتى حديثها الهادئ هذا ما هو الا اسلوب خبيث سيطرت بيه على عقله … ولكن لن تسيطر على عقلي فأنا رابحة الجابرى … انا من تفهمكِ جيداً ..
تابعت مهرة بترقب وتوتر من نظراتها _ ليه انتِ ما حبتيني ! … شو شفتى منى لحتى حكمتى عليا انى بشعة ! … شو صدر منى من وئت اتعرفت عليكن لحد هلأ رابحة خانوم !
نظرت رابحة في مقلتيها الملتمعة بصمت … لم يرف لها جفن ولم تتزحزح كراهيتها ولو انشاً واحداً … ما ذادها هذا الحديث الا تأكيداً لظنونها واتهاماتها البشعة في حق تلك الملاك …
تنهدت مهرة بقوة فالحديث امامها مرهق جداً … حولها كمية خوف ورعب جعلوها تتلعثم في حديثها .
اردفت مهرة بترقب _ انا ما بدى تحبيني رابحة خانوم … بس كمان ما بدى منك تظلميني … بتمنى تفهميني كتير منيح … لحتى نعيش مع بعض بسلام .
ابتسمت رابحة ابتسامة لم تلاحظها مهرة وطالعتها بعمق ثم اردفت بجمود وتجبر _ نعيش مع بعض بسلام ! … عشم ابليس في الجنة .
تجمدت مهرة مكانها وطالعتها بعيون ضيقة وذهول متسائلة داخلياً … ما كمية الحقد هذه ! … ايعقل ان تحمل لها كل هذا الكره ! .
هزت رأسها … الان ندمت على قدومها والتحدث اليها … التفتت تخطى مسرعة للخارج ومنه لجناحها تغلق خلفها وتتنفس بقوة لتهدئ من حال صدرها ونبضاتها المتسارعة .
❈-❈-❈
بعد نصف ساعة قضتها مهرة في الاذكار والاستغفار مقنعة حالها انها ستتجاوز هذا الامر … ستحاول فقط لخاطر زين الذى لم يبخل عنها بمشاعره ابداً .
تنهدت ثم اتجهت تتحمم لتبدل ثيابها قبل مجيئه .
بعد دقائق طرقت رانيا باب غرفتها بعدما تلقت الاوامر من رابحة وعندما لم يأتيها رد فتحت ونظرت للداخل فاستمعت الى صوت خرير المياة وعلمت انها تتحمم …
خطت للداخل واتجهت تلتقط هاتف مهرة من فوق الكومود ثم فتحته بالطريقة التى تعلمتها من هذا الهكر التى تتواصل معه وقامت سريعاً بكاتبة عدة كلمات ثم اخفت البرنامج في الملفات السرية المحفوظة ثم اغلقته ووضعته مكانه وغادرت عائدة على الفور .
❈-❈-❈
عاد زين الى القصر فبعدما انتهى من لقاء عمه ومعتز ظل يفكر بها فلم يستطع فعل اي شئ الا ان ياتى اليها .
صعد مسرعاً الى جناحه ودلف يبحث بعيناه عنها … اغلق الباب واردف بحب واشتياق _ مهرة !
نادت عليه من داخل المرحاض مردفة بهدوء _ انا هون زين تعى .
دلف على صوتها وجدتها ترتدى مأزر ابيض يبدو انها انتهت للتو من حمامها وتقف تضع الملابس المتسخة في الغسالة الاتوماتك … تعجب يطالعها بعمق وعيون عاشقة ثم اتجه يعانقها باشتياق ويعتصرها فاردفت هى بهدوء وتعجب _ اجيت بكير … فكرت رح ترجع المسا !
مال على وجنتها يقبلها ثم اردف بحب _ اتوحشتك جوي .
ابتسمت بحب ودلال ثم اردفت تخفى شرودها _ لكان بعد لحتى ابدل تيابي .
طالعها بعمق … لف رأسها ينظر داخل عيناها ف لمح لمعة الحزن بهما …. مال براسه يسألها بقلبِ متألم _ مالك يا مهرة ! … عيونك حزينة ليه ! … حد زعلك !.
طالعته بعمق قليلاً ثم ابتسمت ابتسامتها الساحرة واردفت ما خطر على عقلها لتخفي عنه حديثها مع والدته واضعة كفيها على صدره _ كنت عم افكر اذا الله زرقنا بطفل كيف رح يكون طبعه ! … انا بدى اياه متلك بكل شى .
شرد يفكر معها في روعة الحدث … صدمة ممتعة انعشت قلبه لمجرد احساسه بالابوة منها … ابتسم يطالعها بحب ثم اردف بصدق _ ده عيكون اسعد يوم في عمرى كله .
ابتسمت بهدوء وتنهدت بقوة ثم اردفت تتملل من بين يده _ لكان اتركى لحتى ابدل تيابي هلا !
هز رأسه معترضاً يردف بعيون لامعة واستمتاع وهو يقبل راسها _ لع أكدة زين جوي .
هزت رأسها معترضة تردف بحب بعدما هدأت من قربه وحديثه واطمأنت بأنفاسه _ لا زين بدي اجرب لتياب يللي اشتريتن … رح افوت اغير وانت حطلي من هالمسحوق هون بهالغسالة وشغلها .
تركته واسرعت تركض للخارج فتنهد يدخل الهواء البارد الى جسده المشتعل ليهدأ قليلاً ثم نظر حوله فوجد زجاجة المسحوق البلاستيكية السائلة فتعجب وناداها يردف متسائلاً _ احط جد ايه يا مهرة !
لم يأتيه رد فتنهد وبدأ يضع من العبوة ويرفعها قليلاً فيشعر انه وضع القليل فيعاود الصب الى ان افرغ العبوة كاملة ..
دلفت ترتدى قميص وردى قصير ذو حمالات رفيعة وهى تطالعه بذهول مردفة ومتناسية ما تظهر به امام عينه حينما لاحظت افراغه للعبوة _ لاااا مو معقول زين شو سويت انت !!!
رفعت نظرها اليها تطالعه ولكنه كان في حالة اللا وعى حيث يطالعها بعمق وتمعن لردات فعلها المصدومة التى زادتها اثارة وجمال .
توترت بخجل من نظراته واردفت بتساؤل وهى تقترب منه _ شو اساوى فيك انا هلأ !
تنهد بعمق واردف هامساً وهو يتقدم ويلف ذراعيه حولها بتملك _ حبيني … وبوسيني … واحضنيني … ايه الجمال ده كله … حلو جوى الجميص ده .
لم يمهلها رد ومال يقبلها بشغف ويحملها بين يديه متجهاً بها الى الخارج ليذوبا معاً كقطعة السكر في ابريق السعادة والعشق الذى يجتاحهما .
بعد عدة دقائق ابتعد عنها مجبراً بعدما رن هاتفها للمرة الثالثة …. اعتدل يستند على الفراش وارتفعت هي تتناوله من فوق الكومود فوجدت رقم غير مسجل .
نظرت له بتعجب وحيرة واردفت وهى تشير اليه _ هاد رقم غريب !
تناول الهاتف منها وفتح الخط يردف بترقب _ الو !
لم يأتيه رد بل استمع الى صوت انفاس … تعجب ونظر لها ثم اردف مجدداً بنبرة اكثر حدة _ اااالو !!
أُغلق الخط فابعد الهاتف يطالعه بتعجب وضيق ثم تناول هاتفه من جانبه ودون الرقم عليه وقام بالاتصال به ليظهر له عبر تطبيق (تروكولر ) بأسم احمد حافظ … تملكه الغضب الذى ظهر على ملامحه وترقب فتح الخط ولكن لم يأتيه رد .
حاول مجدداً ولكنه وجد الهاتف قد اُغلق … تنهد يتحكم في غضبه وغيرته فاردفت مهرة بترقب _ شو صار زين ! .
طالعها بضيق ثم تنفس بعمق وابتلع لعابه ثم مد يده يربت على كفها ويردف مطمئناً _ مافيش يا مهرة … واضح ان واحد و* عيطلب اي رجم وخلاص .
تنهدت تومئ بينما هو ترجل من فراشه ثم اتجه للمرحاض واغلق خلفه وهى تتتبعه بانظارها المتعجبة .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسكن أنت وزوجك)